بكر أبو بكر: الإرهاب الصهيوني والمفتاح الفلسطيني
بكر أبو بكر 24-11-2022م: الإرهاب الصهيوني والمفتاح الفلسطيني
حينما يستخدم القوي كل أشكال التسلط والقوة الفائقة ضد الضعيف فإنه يعبّر عن حقيقة الرعب الداخلي الذي يعتريه، ويكاد يشل عقله عن التفكير الصائب.
استخدام القوة المفرطة وإرهاب الدولة ضد الضعيف عسكريًا يعبر عن تخلخل قناعة الفاعل بروايته، فما بالك حينما لا تستند لأي محتوى علمي او منطقي بل الى روايات تاريخية ذات محتوى أسطوري خرافي.
كلما زاد استخدام محتوى القوة من كيان أو دولة قوية في مواجهة عدو ضعيف كلما كانت تعبر عن حالة متعاظمة من الاستبداد وإظهار الهيمنة بهدف التخويف والتركيع للآخر من جهة، وبهدف إثبات الذات القلقة، وإرسال رسالة للمحيط أننا هنا ومازلنا أقوياء فلا تفكروا بغير ذلك!
الامر واضح فيما يحصل في فلسطين حتى استحالت حياة الفلسطيني الى مرمى نيران يومي. فالقوة الصهيونية العسكرية (بل والسياسية) المتفوقة تنهال على رأس وصدر الفلسطينيين بكل ثقلها ما تعطي رسالة واضحة للأسد الفلسطيني: أننا لا نريدكم هنا في فلسطين.
الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وصعود التطرف الملفوف بعباءة الإرهاب والعنصرية الباغية عبرت بجلاء عن رسالتها الواضحة التي وصلت للفلسطينيين بلا أي واسطة أو ترجمة، أنتم أغراب وهذه بلدنا! فاخرجوا أو ترقبوا القتل أو الطرد (أنظر كتاب “الفكرة اليهودية” ل”كهانا” معلم “بن غفير” حيث تسويغ القتل والطرد والإرهاب وهدم الأقصى والتفوق اليهودي العنصري، وأنظر كتاب “نتنياهو” المعنون: “مكان تحت الشمس”، وأنظر “جابوتنسكي” في الجدار الحديدي، وأنظر كتاب “شريعة الملك” للحاخام اسحق شابيرا…الخ).
“نتنياهو” حسب نظريته وفي كتابه يقررأنه: لا يمكن حل مشاكل الأقليات (ويقصد الشعب الفلسطيني الذي لا يعترف بوجوده) بإعطائهم حُكْمًا يضمن لهم السيادة على أي قطعة أرض يهودية. (هي أرض فلسطين).
الجيش الصهيوني وقادة إسرائيل أسقطوا كل محاولات التسوية والسلام منذ اقتحم الجيش المدن الفلسطينية العام 2002 أثناء الانتفاضة الكبرى الثانية ممزقًا بوضوح اتفاقية أوسلو، ومنذ تكاتف المستعمرون (المستوطنون) لطرد أهل البلاد وإقامتهم دولتهم في الضفة الغربية (دولة المستوطنين/المستعمرين) على حساب المساحة الضيقة من فلسطين المتبقية للدولة منذ بروز خيار المقاومة الشعبية بعد العام 2005.
لاتكف منظمات حقوق الانسان برصد كافة الانتهاكات الصهيونية التي لا تتوقف بتاتًا فهي عبارة عن “رياضة يومية” إسرائيلية! وكأنها تعتبر فلسطين في مساحة تواجد الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس “ساحة تجارب حربية” لاسيما وهي تزاحم الفلسطينيين في المتاح من الأرض التي قبلوا أن يقيموا فيها دولتهم.
إن عامل الخوف الفظيع لدى صاحب القوة المتفوقة وهو هنا الإسرائيلي واضح المعالم بحجم الاعتداءات المتزايدة التي يرتكبها ما تجعل من حقيقة الإسراف باستخدام هذه القوة تعبير عن الحقيقة العنصرية الاقصائية للآخر من جهة، وافتقاد المسوّغ الأخلاقي، وانكشاف أكذوبة الديمقراطية الإسرائيلية، وتعبير عن الخوف (أو التخويف المستمرللإسرائيلي العادي) الذي يعتقد صاحب القرار السياسي أنه عبره يضمن تواصل صعوده في سلم السلطة في إسرائيل.
يمكننا أن ننظر لما يحصل في كافة القرى والمدن والمخيمات في فلسطين وخاصة بمساحة الضفة الغربية وغزة (التي أسميناها المتاح لنا لإقامة الدولة) حيث أن فيها يكرس المستوطنون (المستعمرون) حضورهم الإرهابي الواضح المتعاضد مع الكهنة ومع القيادة السياسية وبدعم كامل من الجيش الصهيوني الذي إما يدعم مباشرة أو يحمي أو يراقب ولا يتدخل الا حين تعرض عصابات المستعمرين (المستعمرين) لمقاومة الفلسطينيين الباسلة.
مزيد من القوة لايعني بالضرورة مزيد من الأمن، بل مزيد من الخوف من القوى أو التخويف للناس.
ومزيد من الاعتداءات ضد الفلسطينيين لن يكون رد الفعل المقابل ممثلًا بالخنوع والخضوع والمذلة هيهات هيهات. حيث أثبت الشعب الفلسطيني بكل وضوح أن المزيد من القوة العسكرية الصهيونية تعني لديه المزيد من القناعة بعدالة قضيته وحقيقة قدرته على المقاومة وضرورة ديمومة النضال.
لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار وعكسه بالاتجاه هكذا ينص قانون نيوتن الثالث، وفي عُرف حرب الشعب طويلة النفس لم يستسلم أي شعب أبدًا للقوة الغازية فلا تفرحوا بما أتاكم من قوة.
الشعب العربي الفلسطيني صاحبُ المكان الأصيل، وهو شعبٌ صبورومجاهد ومناضل وأخاله أثبت ذلك ويثبته كل يوم.
الشعب الفلسطيني شعبٌ ذورباط لاسيما وأن الله سبحانه وتعالى قد سلّمه مفتاح القدس وفلسطين والشام منذ زمن بعيد، نيابة عن الأمة التي لن تقبلكم والمفتاح بأيدينا فقط.