بكر أبو بكر: إنهم يقتلون كُلّ الناس!
بكر أبو بكر 15-7-2024: إنهم يقتلون كُلّ الناس!
لاتجد مجزرة يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة (أو الضفة) إلا وادّعى في عديد المرات انها لسبب تواجد المسلحين بين الناس، أو أن القصد كانت الانفاق، أو أن تواجد القيادي س أوص هو السبب، أو غيرها من الواهيات.
لا تتورع قيادات اليمين الصهيوني الفاشي المدعومة من الاستخراب (يسمونه الاستعمار) الأمريكي والغربي أن تلقي بالدم كلّه في وجه العالم باعتبار المعتدين هم من “الناجين” الأبديين لذا فانهم يملكون طهارة “الدفاع عن النفس”! ضد “الوحوش الآدمية” أو ضد “منكري المحرقة” او ماشئت من التهم المتولدة عن عمى البطش المرتبط بممارسة “الابادة” و”التطهير العرقي”.
لا تعدم آلة الحرب الصهيونية الأعذار أو المسببات المختلفة التي باتت واهية بعد قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية وقرارت الامم المتحدة وقبلها تقارير ال”هيومان رايتس واتش” والعفو الدولية، و”بتسيلم” الحقوقية الاسرائيلية.
خلاصة الأمر أن المعتدي المتحزّم بالقوة الامريكية الداهمة التي تسيطر على المنطقة، وتفترض دوام سيطرتها على المنطقة والعالم لايهمه ما يقوله العالم كلّه الذي خرجت شعوبه، وشبابه معلنا البراءة من النكبة أو (المحرقة) الفاشية الجديدة أو (صبرا وشاتيلا) اليومية ضد الشعب الفلسطيني.
لا تحتاج القوة المعتدية الصهيو أمريكية لأن تلوح أنها بصدد اغتيال هذا أو ذاك لتلفت أنظار العالم “لشرعية” فعلها، كما لايحتاج الفلسطيني لأن يفهم ونحن بالشهر العاشر أن الهدف ماكان التخلص من فصيل مطلقًا، وانما التخلص من “أم الفصائل وأبو الفصائل” أي من الشعب الفلسطيني كله وتحويل أرضه الى العصر الحجري تماما كما فعل الانجليز والأمريكان في مدينة (درسدن) الألمانية وفي هيروشيما ونجازاكي.
إذا كان الأمر هذا أصبح واضحا لدى الفصائل -أو يجب أن يكون-فإن أوجب ما يجب أن تقوم به هو تعديل البوصلة ولو متأخرة، والنظر في أولوية وقف الإبادة والعدوان، وحماية شعبها(ما تبقى منه) والتخلي عن أوهام الحكم والصراع حوله، أو أحلام المحاور، أو بيع الشعب فداءً للغير.
إن قطاع غزة (والضفة بشكل متدحرج) يُراد فيهما تحقق الإبادة للناس (استكمالا للعام1948م) واحتلال الارض، وتذييل الثقافة للعقل الاستخرابي الصهيوني، واعادة هندسة القائم، سواء “حكمت” شوارد الأمكنة ” وبقايا أنفاس الناس “حماس” أو “فتح” أو “المبادرة” أو جبهة النضال (أنظر نظرية فتحستان وحماسستان، ولا دولة فلسطينية لنتنياهو).
لا يهم الادعاء أن المسلّحين يختبئون بين الناس أم هم يواجهون الخطر الصهيوني-المغولي بعيدًا عن الناس فهذا أمر لايهم المعتدي الإسرائيلي بتاتًا، في ظلّ وضوح الهدف لديه. ويهمّ الفلسطيني حين تصبح أرواح الناس غالية ومهمة جدًا، وأولوية لديه على حساب أي فصيل الذي كان مبرر نشأته الوحيدة تحرير فلسطين وفداء الناس وحمايتهم. وهذا الأمر شأن فلسطيني يستحق المراجعة والنقد المرير، ومدّ اليد الى اليد وتخيّر أفضل سُبُل الخروج من المسار”أ” الى المسار”ب”.
ختاما نقول إنه يُراد أيضا بمستوى البطش والسحق والإبادة اليومية ضد الكل الفلسطيني اعلان انتصار القمع لفكرة وثقافة وروح الثورة والرباط والمقاوم.مة والجهاد، وتفتيت روح النضال والكفاح بكافة الأشكال الى الأبد في قلوب وعقول الأمة، والشعب، والأجيال -التي هي أهم وأكبر من كل قياداتها كما كان يردد الخالد ياسر عرفات- وذلك بعد ضرب الأمثولة الفاشية الماحقة على الأرض.