أقلام وأراء

بكر أبوبكر يكتب نافذة في نقد الذات حركة تُعطي ، وهياج

بكر أبوبكر– 3/6/2021

حركة فتح الوسطية الفكرية والاعتدال المجتمعي والوحدوية الوطنية والعربية تُعطي، فهي مجبولة على العطاء، وهي عندما تعطي تُعطي الجميع على عكس فصائل الحزبية المقيتة التي تميّز عناصرها ودونًا عن الشعب ويا للأسف.

 حركة فتح التي مع كافة اخوانها صنعت تاريخنا الحالي منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965م وهي إنطلاقة المقاومة [1]الفلسطينية وحرب الشعب طويلة النفس (المدى).

 المقاومة الفلسطينية أو الثورة الفلسطينية وحركة فتح جُبلت على مقارعة العدو بكافة أشكال النضال، و”فتح” هي الحركة المرحابة التي تعترف بالآخرين وتقدر كل إسهاماتهم فلا تغفلهم ولا تلفظهم، ولا تبصق في وجه أحد! بل تجاوره ديمقراطيا، وهو ما نريد أن يظل من سمات هذه الحركة رغم ما اعترى جسدها من النباتات المتسلقة والشوائب الانتهازية ما يجب أن نقرّ به ونغيّره.

إن مُركّب الطعن (والشتم والاتهام …) الذي حركته العواطف الهياجة للبعض نتيجة شلال الدم النازف طال مختلف الفصائل! للأسف، ما استوجب هذه الكلمات.

 ومن هؤلاء المهتاجين قد نفهم عواطف اللحظة، ولكن لا يمكن أن يتم إغفال تلك الفئة القليلة المدسوسة والمعروفة جماعة[2] وأشخاصًا التي لا هم لها إلا إسناد الاحتلال الصهيوني مباشرة أومواربة، فتظهر فترات الأزمات أو فترات التوافق بين الألوان الفصائلية في فلسطين لتجعل من الفتنة هي سمة المجتمع.

 حاورت وقرأت وناقشت الكثيرين من الأطياف ممن بدأوا يطعنون منذ الآن في “حماس” (يطعنون ولاينتقدون) وفي “فتح” (يطعنون ولاينتقدون) بشكل تخصيصي، وسأدع ل”حماس” أن ترد عن نفسها، واتركوا لي “فتح”.

الحواشي:

* هذه المادة  هي الثانية من حلقات السلسلة الهادئة في النقد والنقد الذاتي.

[1] يتم الإشارة لمصطلح “المقاومة” حاليًا –خاصة بالإعلام الموبوء (غالبا) ليعنى به “حماس” فقط؟! يا للغرابة والإغفال العجيب؟! وأحيانًا بعض الآخرين معها “قوى المقاومة”؟! بل ومرتبطًا بمحور إقليمي. وذلك ضمن تكريس فكرة تقسيم القوى الفلسطينية جميعا، حيث يظهرفكر الإقصاء للآخر، فكر الفسطاطين أوالمعسكرين أوالمنهجين المتواجهين واللذان لا يتفقان!؟ وهي الفكرة الأيديولوجية الحصرية والإقصائية أي ما يسمونه: معسكر المقاومة مقابل معسكر المساومة!؟ وبمعنى واضح يتم وضع حركة فتح خارج السياق المقاوم؟!! ما هو غير صحيح البتة. فالمقاومة الفلسطينية والثورة الفلسطينية اسمان لنفس الانطلاقة منذ العام 1965،  واستمرار لمقاومة شعبنا منذ بداية القرن العشرين. فلنتنبه لهذا الأمر، فالتاريخ لم يبدأ من عند هذا الفصيل الحديث النشأة، أوذاك مطلقًا، بل مع انطلاقتها وتواصل قيادتها للحدث، ومعاركها ضمن مسيرتها بقيادة الخالد ياسر عرفات وآلاف المناضلين، ومواكب الشهداء والأسرى والجرحى، وكافة الفصائل التي تدراكت أمرها ولحقت بها بعد سُبات طويل. وما يظهر جليًا فيما تفوده شبيبة حركة فتح يوميًا بنضالات المقاومة الشعبية في كل مدن وقرى ومخيمات وخِرب الضفة من فلسطين، وفي كل مكان، ففتح المقاومة موجودة شاء من شاء وأبى من أبى-تضعف وتقوى نعم- لكنها هي فتح الثورة والكفاح، مهما ظهر من رموز سلطوية فاسدة قد تكون منتمية للحركة، ما يجب أن نلفظها لمواقفها، دون الإضرار بالحركة، وهذه الرموز بمواقفها غير المقبولة إن وجدت هي بالحقيقة تمثل رمزيتها بإطارها الوظيفي، ولا تمثل فكر وقيم ومسار الحركة، وللتوضيح فالحركة شيء ووظيفية السلطة شيء مختلف ومن لايميز بين الأدوار فهذا شأنه.

[2] بين ظهرانينا حزب يدعي انتماؤه للإسلام وهو لم يطلق في تاريخه لا حجرًا ولا رصاصة ولا نفخة هواء ضد الاحتلال! يترقب المجهول لينقذه من سباته، ويتدخل عدد من عناصره وربما بأمر من بعض قياداته لإثارة الفتن شمالًا وجنوبا، فله الله، والكلمة الحسنة. ولن نجعل الفتنة تأكلنا، من هؤلاء، ومن غيرهم أذيال الاحتلال الذين ينشطون في الميدان لتسعير القتل والشتائم والفرقة بيننا. وآلة الحرب الالكترونية الصهيونية المتخصصة على الشابكة (انترنت) المسماة الوحدة 8200 الإسرائيلية تجتهد بإثارة الفتن والنعرات ومسار الشتم والاتهام، لذا علينا تفويت الفرصة عليها فنحن شعب واحد على تنوعنا، ومن ظهر أمة عربية وإسلامية مسيحية ذات حضارة عريقة ممتدة واحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى