أقلام وأراء

بكر أبوبكر يكتب – من هم الأبطال؟

بكر أبوبكر – 7/1/2021

كثيرٌ منا يكتبون عن المشهورين أو المعروفين أو الذين لا تنفك الأخبار ووسائل الاعلام التقليدية تتعرض لتحركاتهم وأقوالهم ليلا ونهارًا، فهم إن تكلمنا عنهم كأبطال -إن صحت الصفة بحقهم- قد لا نزيد كثيرا عما تمتليء فيه المواقع إلا البناء الأدبى ومضمون العلاقة مع البطل المقصود، والانطباعات التي خلفها في الروح والنفس.

وهناك من الأبطال الحقيقيين القلائل الذين يمارسون بطولتهم اليومية دون أن يلتفت اليهم أحد لأن العالم اللاهي بملاحقة التكديس الشره لمنتجات الغرب ضمن مرض الاستهلاكية وإدمان خرائب التواصل الاجتماعي كيف له أن يلتفت للقضايا الكبرى من الاحتلال والموت والفقر والجوع والوفاء والحب وعشاق السعادة الابدية، وسير الأبطال العاديين! وغيرها.

القيم الإنسانية الجامعة وقيم النضالية الدافقةهي مما لا تهم منتفخي الأوداج والمكتنزين باللحوم والشحومالذين يرفعون أيديهم للصلاة! وعقولهم خاوية ونفوسهم معلقة بين أرجل النساء، وسرقة الاخوات والتحايل على البلد.

الأبطال الحقيقيون وربما غير الظاهرين لك هم الذين يقاومون كل ظروف حياتهم في الشرق والغرب لتنفيذ رسالة الخلق التي أمرهم الله سبحانه وتعالى بتنفيذها من الاستخلاف بإعمار الأرض: بالعقل الفعّال،العقل المفكر، العقل الفاحص، العقل المميز،وبالصناعة والعلم والتقانة والزراعة والعمل الشاق والدؤوب في كل المجالات فلا قيمحافظة للكيان لأمةتأكل مما لاتزرع أو تلبس مما لا تنتج، أوتستهلك منتجات الآخرينبشراهة العَجَزة وانبهار الاطفال، أو تتخلى عن دينها أولغتها أو حضارتها.

في فلسطين فإن الناظر الى فلسطين كقضية الصين مع التبت فهو مخطيء، ومن ينظر لفلسطين كقضية أذربيجان مع أرمينيا فهو مخطيء، ومن ينظر لفلسطين كقضية أمريكا مع المكسيك فهو أيضا مخطيء وهو ما كان من شأن الكثيرين الذين جعلوا المساواة بالقضايا الكبيرة والصغيرة والقريبة والبعيدة شأنًا واحدًا، فتفرغوا لشؤونهم الدنيوية الاستهلاكية الخاصة تحت مبرر الكل سواء وخليها على الله!

الأبطال الحقيقيون هم الشعب، هم الجماهير، هم من يحملون فلسطين في قلوبهم وعقولهم وبين أيدهم وفي خطوات أقدامهم يوميا –رأيتهم ام تعاميت عن رؤيتهم- في منهج عمل ذو ديمومة وبإيمان لا يخيب، ومن هؤلاء المناضلون والجرحى والأسرى والشهداء فتيقظوا، لن تفيدكم أضواء الاعلام أو وسائل التواصل سريعة الانطفاء.

لا يا سادة! أنتم تقفون على عتبة الحساب الدنيوي والرباني في آخرتكم، وستحاسبون وفق مقياس فلسطين في أيامكم، وضمن مقياس القيم والمباديء الكبرى، ووفق درجة العلامات التي تعطيها فلسطين فقط للمخلصين والاوفياء والمرابطين والثابتين على الحقمن الأبطال، والمكافحين أبدًا ضد الاحتلال والظلم الى يوم الدين.

فلا تظنواوأنتم بظنكم هذا خائبون أن كل القضايا واحدة، وأن كل الأبطال متساوون.

إن من لا يمتلك أولوية وتركيز وتخصيص فلسطين في عقله وروحه فيلجأ لتعويم القضايا فداء لمصلحته الشخصية أو الاقتصادية السلطوية المؤقتة هو مثل ذاك المصلّي نظريا وعقله غافل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى