أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

بكر أبوبكر يكتب – حول الأوبئة والأمراض نقرأ

بكر أبوبكر – 23/4/2020

في ظل المكوث الاجباري في البيوت نتيجة جائحة الفيروس التاجي (كورونا) يستثمر الكثيرون أوقاتهم من باب أن هذا الوقت منحة وهبة من الله نزلت علينا من السماء يتم استثمارها.

ومنهم من يرى هذا الوقت عبارة عن وقت فراغ طويل ممل! ونتمنى أن يكون الجميع من الفئة الاولي.

وفي الإطار، وعلى الكتب ذات الصلة بالأوبئة والأمراض، فلقد اطلعت على مجموعة منها ذات صلة بالكورونا كمرض، أو ذات صلة به من حيث التفشي والذعر والخوف ونهاية العالم.

يمكننا قراءة رواية الطاعون للكااتب الجزائري الفرنسي (ألبير كامو) فيلسوف التشاؤم المثير للجدل والذي ألم به داء السل والمنشورة عام 1947، وأمامناالكتاب للشهير غابرييل غارسيا مركيز المعنون الحب في زمن الكوليرا الصادرة عام 1985ما ينصح بقراءتها لهذاالروائي المحب للثورة والثوار امثال ياسر عرفات وفيديل كاسترو، والرواية عبارة عن قصة حب جميلة تستحق اوقاتكم.

ولنا في قصة (ستاند) أو الموقف للروائي الامريكي الشهير ستيفن كنغ” الصادرة عام 1978 رؤية لنهاية العالم حيث أن أحداث القصة تقول بفيروس يمسح العالم ما أوجد بين الرواية والحدث الحالي مقارنة ظالمة لم يقبلها الكاتب ذاته الذي غرد في “تويتر” بالقول أنها مجرد قصة ولا علاقة لها بالكورونا.

وامامنا رواية عيون الظلام أو ووهان 44 التي أثارت الجدل لأنها تتكلم عن مدينة هاجمها فيروس خيالي أسماها الكاتب ووهان44 لأنه بدأ من هذه المدينة بالصين (مصادفة أدبية)، وتشير رواية “دين كونتز” هذه للصين باعتبارها تستخدم الحرب البيولوجية ضد العالم، وعلى المقابل منها نجد رواية المنطقة الساخنة ل”ريتشارد بريستون” والتي سلط فيها الضوء على معامل الجيش الامريكي المعنية بالأوبئة والحرب البيولوجية والروايتان مصنفتان ضم الخيال العلمي، ما لايعني أنه لا توجد معامل بيولوجية لدوى الدول الكبرى بل يوجد بكل تأكيد.

وامامنا للقراءة أيضا قصة الطاعون في نيويورك ل”غنيث غرافنوس” و “جون مار”. والى ذلك تبرز أمامنا قصة العمى الشهيرة عن وباء غامض يصيب أهل المدينة بالعمىوسيطرة العصابات للروائي البرتغالي الشهير “خوزيه ساراماغو” الصادرة عام 1995.

وعن مرض نقص المناعة المكتسبة قصص منها الليالي المتوحشة لمصاب به هو الفرنسي “سيريل كولار”، وعن الامراض النفسية أمامنا قصة في بيتنا مريض نفسي للدكتور عادل صاق والتي سجل فيها خبرته كطبيب نفسي، وأيضا كتاب سر المريض للكاتبة دينا علي.

واما إن تحدثنا بعيدا عن القصص والروايات فسنجد كتاب القانون في الطب حينما كان الغرب الجاهل علميا يؤمن بالخرافات حول الأمراض فهي لا يمكن علاجها لأنها غضب من الرب كما كانت النظرة للأوبئة ومنها الجذام وله معجم الأمراض والمصطلحات الطبية.

وفي كتاب الاوبئة والتاريخ للكاتب شلدون واتسدراسة له موسعة للأوبئة التي اجتاحت العالم ودور الاستعمار في نشر الاوبئة وتدمير الثقافات المحلية في طرق العلاج الناجعة.

ويذكر “واتس” بكتابه قصة حدثت فيالقرن 18 في فترة محمد علي باشا حاكم مصرحيث كانت محاورة للطبيب الفرنسي المؤمن بخرافات التوراة “أنطون كلوت” الذي رفض الممارسة التي طبقها المسلمون عبر التاريخ وهي الحجر والعزل، لرفضه وعدم اقتناعه أن الكوليرا والطاعون أصلا تنقل العدوي!

من المهم أن نقضي من أوقاتنا بما هو ثمين، لأن وقتنا ثمين والقراءة حياة الى حياة كماقال الكاتب والمفكر الكبير عباس محمود العقاد بنصه التالي: (إني أحب الكتاب لأن حياة و احدة لا تكفيني و مهما يأكل الإنسان فإنه لن يأكل بأكثر من معدة واحدة و مهما يلبس فإنه لن يلبس على غير جسد واحد و مهما يتنقل في البلاد فإنه لن يستطيع أن يحل في مكانين و لكنه بزاد الفكر و الشعور و الخيال يستطيع أن يجمع الحيوات في عمر واحد).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى