أقلام وأراء

بكر أبوبكر يكتب – الرغبة والركعات الاربع

بكر أبوبكر 7/8/2018

قانون الاجادة في المبتدأ رغبة عارمة وجذوة لازمة، وسيل هادر، وشغف لا ينتهي، وفكر قد يكون مُقعِد مؤقتا لكنه موقِظ للجسور على المدى الطويل.

الرغبة لا تحتاج معها لحافز آخر، ولا لدافعية خارجية، فعندما تشتعل الجذوة تضيء بذاتها وما حولها، وعندما يخفت منها الضوء أحيانا لا يلبث ان يعود اكثر لمعانا! لأنه لا ينطفئ فلا كسوف بالشغف ولا خسوف

الايمان والثقة والصدق مع النفس هي حوافز الرغبة وكوابحها في ذات الوقت! فكلما زادت الدرجة اشتعلت الرغبة فزادت الجذوة فتعملق الشغف، هكذا الأمر مع الايمان بدرجاته ومع تراكم الثقة وكسب المصداقية.

من الناس من تحدوه الرغبة لعمل شيء، لكنها تظل رغبة حبيسة الخيال، فلا يتعاطى معها لا الجسد ولا الفكر ولا القَدَم، ومثل هؤلاء لا يمتلكون من الايمان الا صليَة، ولا يمتلكون من الثقة الا التمني، فكيف تأتي المصداقية لتشتعل الرغبة فيضا عارما لا يردعه سدّ الممكنات والمستحيلات.

من الناس من يؤمن بما يرغب او ينوي او يتصور او يخطط له، فيجعل من الصورة المفترضة في خياله مساحة استمتاع حالي لقادم مادي سيعيشه جسديا ونفسيا وروحيا، وهذا الخيال سابق التكوين للنتيجة ان لم يكن دافعا لارادة الفعل فهو حلم يقظة ليس إلا.

لا تستهينوا بالرغبة، فهي هادرة كموج البحر، وقد تكون مدمرة ان لم تتسم بالصفاء والنقاء والطهارة، وقد تكون قاتلة ان لم تجعل من مفاتيح اشعالها كوابح كي لا تطير بعيدا فتحلق في أعماق النفس البشرية المسكونة بالأنا والنزق والنرجسية

هناك ممّن حولك مَن يجعل من الرغبة اي رغبة خيّرة أم شريرة لديك اقنوما مقدسا مهما كانت الشرور تطل على الملأ برأسها مثل ميدوسا التي تشلّك فتحولك الى حجر.

الرغبة مثل الخريطة التي تتخيلها عندما تجلس على كرسي القيادة وتمسك مقود السيارة فتشعل هذه الرغبة بالسيارة بنزين الحركة وما لنا هنا الا اتباع الخريطة عندما تمتد يدك بالارادة لتحول ما سيكون الى ما يكون

قانون الاجادة هو قانون سحب السكون الى الخلف واستبداله بالحركة، فتبحث وتسأل وتقرأ ثلاثا، وتستفيد في الركعة الثانية من قانون الاجادة لأي أمر يحدوك لتركع في الثالثة مع اعتلاء المنبر ، وكل منبر متاح -ان رغبت اجادة فن الحديث- اي مع تحويل الفكرة الى فعل:نفذ.

هكذا والا فان الرغبة او الهدف او الفكرة الحبيسة تظل كقرارات الامم المتحدة حبيسة الادراج لا تفتح الا للحسرات عليها فقط.

اما بالركعة الرابعة في قانون الاجادة فانك لا تكتفي، لأن من اكتفى انطفأ.فارغب وانطلق واعتلِ المنبر ودُم على ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى