أقلام وأراء

بكر أبوبكر يكتب – الأسير الغضنفر في إضرابه بدر الدجى

بكر أبوبكر – 2/7/2021

(صحة الأسير “ابو عطوان” تراجعت الى حد كبير في الأيام الاخيرة، وقد ينهار جسده دفعة واحدة، ويتوقف عمل القلب في أي لحظة نتيجة الإضراب المستمرحتى الآن وعدم تناول المدعمات، حيث بدأ بالفعل يعاني من ضعف في دقات القلب وآلام حادة في الصدر وشعور بالاختناق وحالات غيبوبة).

وأضاف رياض الأشقر مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى الى ما سبق: (ان أطباء الاحتلال في مستشفى قبلان (كابلان) حذرو بالأمس من 3 خيارات خطيرة تواجه حياة الأسير أبو عطوان منها احتمالية خطر الوفاة المفاجئة، أو إصابته بالشلل التام، أو تعرضه لمشكلة صحية مزمنة يصعب علاجها لاحقًا، ورغم ذلك يماطل الاحتلال في إنهاء معانات)

الغضنفر خلال الأيام الستين من الإضراب عن الطعام (حتى 2/7/2021 يوم كتابة هذا المقال) رفضًا لاعتقاله الإداري، مازال يصارع بكل قوته التي تهاوت أمام مطارق الجلادين السياسية والعنصرية، وتلك التدميرية وهي التي لاتعترف بحق الحياة لأي فلسطيني (او أي آخر) فكيف بحقها لأسير كفلت حقوقه كل شرائع العالم المتحضر.

الغنضفر إيخمان ابوعطوان من عائلة عربية فلسطينية فتحوية صلبة ومناضلة، شقت من صخر جبال الخليل الشامخة، وقد أكون لم اتعرف على الاسير البطل الصلبوجاهة،لكن شقيقي الأسير منذ أكثر من 20 عاما في سجون الاحتلال البطل ياسر أبوبكر(رئيس مركز اسرى الحرية للدراسات) أشار لنضالات أبوعطوان كثيرًا، كما عرفت أخت الغضنفر المناضلة بنازير إيخمان أبوعطوان كشابة مناضلة وفاعلة وذات عنفوان ثوري عظيم، ومن شابَهَ أباه فما ظلم، كما تقول العرب، ولنقل ومن شابه أخاه أو اخته فما ظلم في سياقنا أيضا.

في إضراب الأسير العشريني الغضنفر ملامح جديدة وأصيلة فهو الغضنفر أي الأسدالصلب الإرادة والفعل، ولعله استقى قوته في أحد مشاربها من الليث الغضنفرفعلًا مقابل ذاك الهزيل، وكما هو منسوب للشاعرة ليلى الاخيلية: مطلٌ على أعدائه يحذرونه /كما يحذر الليث الهزيل الغضنفرُ. أو كما قال البوصيري: قالَ لأِهلِ الرَّأْي مَنْ يُرْتَضى لها/ فقالوا لهُ اللَّيْثُ الهُمَامُ الغَضَنْفَرُ.

كما استقى قوته وصلابته وثباته ونضاليته من انتمائه الأصيل لفلسطين الأرض والتاريخ والانتماء الذي جاوز الآلاف العشرة المتواصلةمن السنين. وهو الانتماء من مشرب حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح التي فتحت ذراعيها، وبوابتها، لكن من يحمل دلوا ليصبه في بركة الثورة المتجددة،أو لكل من اختط جدولًا يصب في بركة الثورة والمقاومة والكفاح المتواصل.

وكان من هؤلاء المناضلين الاشاوس عائلة أبوعطوان الشهيرة.

بنازير المناضلة شعلة نشاط،وحراكية عملية فتحوية منتمية لا تكاد تهدأ، هكذا عرفتها قبل ان يدخل أخوها وأخونا البطل في مرحلة التهديد للعنصري الاستعماري الصهيوني، حين أعلن الإضراب. وهي واحدة ممن كرّسوا حياتهم لخدمة شعبها العربي الفلسطيني وعبر بوابة حركتها الاصيلة من جهة، وعبر التخصص بالشأن الثقافي والأدبي، والنضالي الميداني الخاص بالاسرى والمعتقلين، فكانت بنازير (لربما نستطيع القول بي نظير أيضا إن سمحت لنا) نموذج للشجاعة كما هو الحال في عائلتها وكما بدا أخوها الغضنفر هذه الأيام أيقونة الاسرى المضربين عن الطعام.

من الملامج الأخرى في إضراب الغضنفر أنه يترافق بقوة مع نضالات ومقاومة الشعب الفلسطيني وأبطال الميدان في حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح في كل المواقع المشتعلة وخاصة بالقدس والشيخ جراح وبيتا وبيت دجن وسلوان…. وعديد اماكن الاشتباك الوطني مع حكومة الطغمة العنصرية الجديدة.

عندما نظرت لصورة الغضنفر في المستشفى ويمسك بيد والدته بحنان ومحبة جليلة، تمثلت بيت الشعر الجميل لابن خفاجة حين قال: إذا زرته شاهدت من نور وجهه /وهيبته بدر الدجا والغضنفرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى