أقلام وأراءدراسات وتقارير خاصة بالمركز

بكر أبوبكر يكتب – اغتيال قاسم سليماني

بكر أبوبكر -5-1-2020

تعاني المنطقة العربية من تدخلات وصراعات بل وتمدد كافة المحاور، بين محور تركيا ومحور إيران وبالطبع محور الشر الاكبر وهو المحور الصهيوني، وهذه الدول الثلاث التي تتدخل بالمنطقة العربية من شرقها الى غربها مستخدمة ذرائع ومبررات مختلفة من حماية الشعب أو النظام أو المظلومين هنا او هناك، أو تنظيرا لمحور المقاومة مقابل محور الشر، وغيرذلك من الشعارات المرفوعة.

وفي جميع الاحوال فإن الاقتتال على جسد وثروة أمتنا العربية يأخذ بالحقيقة دافع الصراع الاقتصادي-السياسي لاقتسام ثروات بلادنا من جهة، ولزيادة حجم النفوذ فيها من هذا الطرف الاقليمي اوذاك في ظل القوتين العظميين او الثلاثة التي تجتاح العالم وهي امريكا وروسيا والصين.

ولنا في مثال سوريا خير أنموذج حيث تكالبت كافة الدول المحورية من خارج المنطقة العربية على خريطة سوريا، مع الدول الكبرى خاصة روسيا وامريكا، وهي بذلك تقتسم البلد جغرافيا واقتصاديا ونفوذا بشكل لا تخطئه العين، والشعب السوري آخر من يستطيع أن يقرّر مصيره.

لا علاقة لنا كفلسطينيين بالحراكات أو الثورات العربية المختلفة سواء بموجتها الأولى أو الثانية رسميا، وإن كنا نعلن دوما أننا مع قرار الشعوب حتما في كل بلد، لأننا نفهم معنى الاحتلال والاستبداد والظلم وأهمية الحرية.

وإن كانت هذه الحراكات في موجتها الثانية اتخذت مسارا شعبيا ديمقراطيا سلميا دون تدخلات الأدوات السابقة التي حرفت المسار الديمقراطي، ومن هنا كانت لبنان والعراق والسودانتحديداً تتطلع قدما نحو رفض التدخلات الخارجية من تدخلات الأتراك والايرانيين والامريكان، وفي نفس الوقت ترفض الفساد الداخلي المقترن بالتمترس بهذا المحور أو ذاك.

في ظل هذه الحراكات الديمقراطية خاصة بالعراق ولبنان يأتي اغتيال قاسم سليماني لتعلن كافة الفصائل الفلسطينية رفضها لهذا الاغتيال رغم ما يقال عن تصرفات”الحشد الشعبي في العراق سواء سلبا من خلال ما ينسب لها من مذابح ضد العراقيين السنة،أو إيجابا من خلال إسهامهابطرد تنظيم “داعش“.

أقول بغض النظر عن الفهمين المتعارضين والرأيين المختلفين في دور سليماني السلبي برعايتهللمذابح الطائفية ، أو الايجابي بتحرير العراق من المتطرفين ومساعدة نظام حافظ الأسد الذي لا يكف عن تعميق مأساة شعبه فإن الرأي باغتياله لا يمكن أن يكون التأييد مطلقا، فالتدخل الامريكي والصهيوني في المنطقة هو أساس الشر مهما حملنا من رأي ضد التدخلات الاجنبية في منطقتنا العربية وبالتحديد ضد التدخل الايراني والتركي والروسي.

هذا السياق نقدمه للفصل بين رفضنا الاغتيال لقائد إيراني من قبل الامريكان، وبين رفضنالنهش جسد أمتنا تحت أي مبرر، لا نقبله من أي محور إقليمي أو خارجي.

والى ذلك من الممكن ملاحظة الاستغلال الذي سيبرز من بعض الفئات الحاكمة خاصة بالعراق التي لربما تستغل اغتيال الرجل، وقرع طبول الحرب، لممارسة مزيد منالقمع ضد الحراك الشعبي العراقي، وربما اللبناني ما يجعل أي حراك الآن، رغم شرعيته وسلميته وحقّه، وكأنه مع المحور الأمريكي وليس ضد الطبقة الحاكمة وضد الفساد وضد الفقر وضد التدني الاقتصادي ونهب ثروات البلاد.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى