ترجمات عبرية

بقلم: درور ايدار يكتب – مرحلة اخرى في استقلالية وعي اليمين

بقلم: درور ايدار

اسرائيل اليوم – مقال – 21/2/2019

1. أسمع التنديدات بالارتباط بين قوة يهودية وبين احزاب الصهيونية الدينية؛ ومرة اخرى  يجندون بيغن وشمير. ماذا كان سيحصل لو أن اليمين المتطرف ارتبط في 1992 بالمفدال مثلا؟ عندها أيضا كنا سنسمع صرخات الانكسار من اليسار ولكننا كنا على الاقل سنعفي أنفسنا من المغامرة الدموية لاتفاقات اوسلو. لا يبدو ان بيغن وشمير كانا سيعارضان.

وها هو العبث: على مدى سنوات طويلة كان من قرروا حدود الشرعية لليمين هم خصومه في اليسار: كان محظورا أن يعرض حتى ولا مظهرارتباط مع اليمين المتطرف، والا فسيتوج اليمين كله كمؤيد للكهانية والفاشية وباقي الشتائم التي تسمع كل يوم في معبد شوكن تجاه اليمين. اليمين تلقى ذلك كجزء من مشاعره الدونية. وبسبب عبودية وعيه التي اعترفت بالتفوق الاخلاقي لليسار. لم نتوقف ابدا لنسأل لماذا مسموح لليسار ما هو محظور على اليمين.

2. اذا كان اليمين المتطرف يتبنى أراء يعتقد اليسار بانها تمنع كل اتصال به، فيجدر الفحص مع من تستعد كتلة اليسار المانعة. فالاحزاب العربية تعمل كي تصفي يهودية دولة اسرائيل وتجعلها دولة كل قومياتها. وهي تؤيد المقاطعة على اسرائيل وترحيل اليهود من اقاليم بلاد حياتنا، وتسند سياسة رئيس السلطة الفلسطينية عباس التي تثيب ضمن امور اخرى بالمال الكامل قتلة اليهود وتزيد الدفعات وفقا لفظائع القتل. فهل أخلاقي أن تقام بمعونة اصوات هذه الاحزاب الكتلة التي تتوج حكومة اليسار الصهيوني؟

اذا كان الارتباط الفني اللحظي باليمين المتطرف ليس اخلاقيا، في الوقت الذي يكون الارتباط باليسار المناهض لاسرائيل والمناهض لليهود على ما يرام – فهذا يدل بان ليس الاخلاق هي التي تقف امام ناظر المعارضين بل تبرير الذاتي الذي يستهدف اغراضا سياسية هي منع اليمين من امكانية اقامة حكومة.

3. بخلاف اليسار – بما في ذلك الاعلامي – الذي مدى حرية الاراء عنده محدودة الضمان (انظروا كيف يغلقون الاكاديمية في وجه محاضرين من اليمين، وكذا معظم وسائل الاعلام)، كنت الوحيد الذي كتب من على صفحات هذه الصحيفة ضد العقوبات التي فرضت على النائبة حنين الزعبي في اعقاب قضية مرمرة وفي صالح حقها في أن تحرض ضدنا في ميدان المدينة؛ ادعيت بان الديمقراطية الاسرائيلية قوية بما يكفي كي تحتويها. كما أن حاربت شطب قائمة التجمع الديمقراطي. اعتقد ان كم الافواه سيؤدي الى العنف وليس الى تعزيز الديمقراطية. فما بالك أنه يجب الاعتراض على الشطب التام لليمين المتطرف.  

من لا يتأثر بالعاصفة المصطنعة يمكنه أن يجد امورا يمكن الاتفاق عليها مع المتطرفين، وامور يجب الاعتراض عليها بكل القوة. نحن لا نخاف من الخلاف. وبالتأكيد للمعارضين في الصهيونية الدينية: رابي يوحنان، ابن القرن الثالث، علمنا بان “مواقف رابي زخاريا بن ابكونيس خربت بيتنا واحرقت قدرتنا ونفتنا من بلادنا”. فالتطهرية ليست جيدة للسياسة؛ واحيانا يؤدي الارتباط الفني الى التعاون والى الاعتدال. على اي حال، ومن المؤكد انه شرعي لكل معسكر – من اليمين ومن اليسار – استنفاد الامكانيات التي توجد تحت تصرفه كي يقيم ائتلافا من خلال الكتلة المانعة. على مدى السنين كان هذا هو اليسار. ولعل الخطوة الان في اليمين ستجدد سياسة الكتلتين المركزيتين اللتين عرفناهما حتى قبل نصف يوبيل.

4. يمكن الامل بان يشذ هذا الفعل عن معناه السياسي؛ لعله يؤشر الى اتجاه جديد من استقلالية الفكر في اليمين بحيث لا يتعلق بخصومه. ليس لليسار احتكار على الاخلاق ولم يسبق أبدا ان توجناه مشرفا على الحلال في السياسة الاسرائيلية. وبخاصة حين يتعلق الامر به ولا يطبق ذات المعايير الاخلاقية على نفسه.

والان يتبقى ايلي يشاي وحزبه كي يرتبط بوحدة اليمين. سيكون في هذا اصلاح تاريخي ما للصهيونية الدينية بالنسبة لابناء الطوائف الشرقية. انا مقتنع بان الحاخام رافي بيرتس وايلي بن دهان يفهمان بان هذا ممكن.

*     *    *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى