هآرتس : نقل عباس الى المستشفى مجددا
هآرتس – بقلم جاكي خوري – 21/5/2018
نقل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس الى المستشفى الاستشاري في رام الله. وقال مسؤول فلسطيني كبير زار عباس في المستشفى لـ “هآرتس” انه يعاني من حرارة عالية بسبب التهاب في احدى اذنيه، ولهذا السبب فقد قرر الاطباء ابقاءه في المستشفى على مدى الليلة للمراقبة. شخص آخر زار عباس قال انه يعاني ايضا من التهاب رئوي. واضاف المسؤول بان عباس يبث ضعفا، ولكنه في وعي كامل ويتصل مع محيطه.
وزار رجل منظمة التحرير صائب عريقات عباس وقال انه في حالة جيدة، هكذا حسب حساب التويتر للمنظمة.
يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي اجريت لدى الرئيس الفلسطيني عملية جراحية في احدى اذنية، وفي سياق الاسبوع عاد الى المستشفى لاجراء فحوصات قبل أن يدخل الى المستشفى أمس.
وعلم في شهر اذار بانه طرأ ترد في حالة عباس، ابن 83، الصحية. واستعدوا في اسرائيل في حينه لامكانية أن يسرع التدهور في حالته حرب الوراثة في السلطة ويهز الاستقرار النسبي السائد في الضفة الغربية.
ومع ذلك، في الساحة السياسية الفلسطينية يعتقدون بان عباس لا يعتزم ترك منصبه. وقد برز الامر في الاجتماع الاخير للمجلس الوطني الفلسطيني في 30 نيسان، حين انتخب بالاجماع لمنصب رئيس م.ت.ف .
في نهاية شباط الماضي، عندما كان في الولايات المتحدة لالقاء كلمة في مجلس الامن في الامم المتحدة في نيويورك، ادخل عباس لبضع ساعات الى المستشفى لاجراء فحوصات طبي في مستشفى في بولتيمور. وفي تموز الماضي ايضا ادخل الرئيس الفلسطيني الى المستشفى في رام الله لاجراء فحوصات. وفي الحالتين نشر الناطقون بلسانه نفيا للادعاءات بامراء يعاني منها عباس، واعلنوا بان حالته الصحية مرضية.
عباس نفسه قال في مقابلة للتلفزيون الفلسطيني في 22 شباط ان صحته جيدة. وفي المقابل، فان نشطاء فلسطينيين يعارضون حكمه يدعون بانه مريض وان حالته الصحية تتفاقم. بل وطرح ادعاء في الشبكات الاجتماعية، لم يلقَ تأكيدا رسميا، وكأنه اصيب بالسرطان في الجهاز الهضمي.
وحسب التقارير، قلص رئيس السلطة في السنة الاخيرة عدد ساعات عمله. وفي الاشهر الاخيرة أخذ المحيطون به الانطباع بانه يبدي قصر نفس وعصبية، ويكثر من الصدام مع معاونيه ومع مسؤولين آخرين في السلطة.
كلما تفاقمت حالة عباس الصحية، ستتصاعد معركة الخلافة بين المتنافسين الكثيرين الذين يتطلعون الى قيادة السلطة الفلسطينية. قرابة عشرة سياسيين ورجال أمن يرون أنفسهم مناسبين للمنصب، وتحالفات مؤقتة كفيلة بان تنشأ بين بعضهم منهم، في محاولة لان يضمنوا لانفسهم السيطرة في السلطة. وفي اسرائيل عبروا في الاشهر الاخيرة عن قلق من عدم استقرار في هذه الفترة، بقدر ما يتضح بان ولاية عباس قريبة من نهايتها، والتخوف من أن يؤثر التوتر الداخلي في السلطة على مدى المشاركة التي تقدمها أجهزة الامن الفلسطينية لمنع العمليات ضد الجيش الاسرائيلي وضد مدنيين اسرائيليين في الضفة الغربية.