أقلام وأراء

بسام ابو شريف يكتب – يا جماعة الخير اسمعوا ما أقول : لا بد من الرد على الهجمات الإسرائيلية فلم يفت الوقت بعد

بسام ابو شريف *- 14/1/2021

كتبنا على مدى الصراع الذي دار، ومازال دائرا في واشنطن بين ترامب، وعصابته من القتلة والعنصريين، الذين تمولهم خزائن روتشيلد، ووكلائه أمثال ادلسون، وبين ممثلي احتكارات اخرى ( غير الاحتكارات، التي تحكمت في سياسات، وجرائم ادارة ترامب ) .

وقلنا ان هذه الأيام، وتحديدا شهر كانون الثاني يشكل فرصة ذهبية لمحور المقاومة للانقضاض على ما بناه ترامب، والصهيونية العالمية، وابن سلمان حتى الآن، وذلك سوف يعني عدم تمكين هذا الحلف من جعل الأساسات، التي وضعت لصفقة القرن أساسات تتهاوى ذلك أن ترامب، ومن خطط له ليسوا أغبياء بل خبثاء، وليس هذا فقط بل انهم خبثاء ومجرمون، وقتلة الأطفال، ومرتكبو مجازر ضد الشعوب، بل استخدموا قوة الولايات المتحدة، ونفوذها لخدمة مآرب اسرائيل، والصهيونية بعد أن تنصلوا من كافة الاتفاقات والقرارات الدولية، التي شكلت دليل عمل للادارات الاميركية ( بغض النظر عن رفضنا لنهجها )، فنحن نناقش من منطلق التغييرات النوعية، التي أدخلها ترامب على سياسة واشنطن في الشرق الأوسط تحت ستار الاتفاقات الاستراتيجية بين اسرائيل وواشنطن – باختصار أعطى ترامب اسرائيل كل ما تريد من فلسطين، وشطب اسم فلسطين من وزارة الخارجية، وأعطى اسرائيل الجولان، وأعطى اسرائيل الخليج والجزيرة، وزودها هي وحلفاءها الجدد بكمية ضخمة من السلاح والذخائر، والأسلحة المتفوقة بحيث يمكنه مع حلفه الجديد أن يتحكم، ويحكم الشرق الأوسط بأكمله، وأن يدمر سوريا، والعراق، وايران، ولبنان واليمن بعد تدمير فلسطين .

——————————————-

وكتبنا ان الأزمة، التي أدت الى خروج ترامب من البيت الأبيض لاتعني أنه خرج من تنفيذ ما خططته الصهيونية العالمية سواء على صعيد شق المجتمع الاميركي، واشعال التناقضات والاستمرار في ظل ذلك في تنفيذ مخطط السيطرة على الشرق الأوسط رغم خروجه من البيت الأبيض، وتوقعنا ( ما حصل بالفعل )، ان ترامب سيستمر في اتخاذ قرارات العقوبات والتوتر، وتزويد أنواع جديدة من الصواريخ الذكية ( فعل ذلك للسعودية مقابل مليار دولار ولاسرائيل ضمن اتفاق الدفاع المشترك )، ولم يثر الكونغرس الذي ينشغل بمحاكمة ترامب أيا من هذه القضايا، التي لم تعرض عليه كصفقات لبيع الأسلحة كما جرت العادة .

———————————————–

حذرنا من أن ترامب سيستغل أيامه المتبقية رسميا لتفعيل القوة الاميركية، التي سلمت لاسرائيل لتوجيه ضربات تستهدف ايران ومحور المقاومة، وحددنا بالضبط العراق “الحشد”  ومواقعه، ومنها مواقعه في دير الزور، والحدود السورية العراقية، وسوريا، وتحديدا منطقة الشمال الشرقي، وعمليات لداعش في أنحاء مختلفة، وقصف صاروخي اسرائيلي والسماح لتركيا بالتمدد من خلال جيشها، وقوات ما يسمى بالجيش الوطني في مناطق كانت تسيطر عليها واشنطن، لكنها انسحبت منها لصالح تركيا، وحددنا ماتحاول فعله واشنطن واسرائيل في لبنان بالتعاون مع حلفائها وبعضهم يشغل مناصب رسمية، والهدف حزب الله .

وتشير معلوماتنا الى أن واشنطن، وابن سلمان أنفقا من أموال السعودية أكثر من مليار دولار لسياسيين عملاء، وعملاء سياسيين، وعسكريين، وفي أجهزة الأمن، والقضاء للانضمام لخططهم ضد حزب الله، ومحور المقاومة، وتوقعنا بالتحديد أن تكون حملة التجسس قد طالت تحديد مواقع حساسة ومخازن، وربما مصانع تابعة لحزب الله، وقوات قياديين وحذرنا القيادات من الاغتيال، وطالبنا حزب الله بأن يتبع سياسة أمنية طارئة، وهي عدم الاستمرار في مكان واحد أكثر من 48 ساعة، وعدم استخدام نفس السيارات، وعدم استخدام نفس البيوت !!

—————————————-

ونشرنا معلومات خطيرة، ودقيقة جدا ( لكننا لاندري من قرأها عن اجتماعات عقدت في ملاعب الجولف مع ترامب، وعن اجتماعات حضرها كوشنر وبومبيو مع ضباط اسرائيليين وسياسيين، وأبقيت سرا )، وان يوسي كوهين رغم مغادرته رسميا منصب مدير الموساد قام بتقديم ملفات كاذبة ليستعين بها ترامب وبومبيو في تبرير قراراتهما، وخداع البيت الأبيض في الجرائم، ومنها التهم الملفقة حول القاعدة، أي تلك التي تتهم ايران باقامة علاقات مع القاعدة منذ ثلاثة عقود ؟!، وأشرنا الى أن هذا الملف ملفق من الموساد، وكذلك ملف فالح الفياض، وملف آخر يلفق تهما لحزب الله بقتل جنود اميركيين في العراق، وجاءت التهمة لأنصار الله مكملة لمعلوماتنا، التي نشرناها وحددنا فيها أن ذلك سوف يستخدم للسيطرة على باب المندب، وحددنا جزيرتي سوقطرة، والبريم كقواعد عسكرية اسرائيلية تحت علم اميركا وبدأ حفر أساسات لميناء يستطيع استقبال الغواصات الاسرائيلية، وخدمتها في الصيانة والتزود بالذخيرة، وهذا يتطلب اقامة مخازن لصواريخ نووية، وجدير بالتذكير بما تفعله اسرائيل في دجيبوتي، واريتريا، والصومال عن طريق الامارات، والسعودية، وفرنسا وواشنطن، وخلصنا للقول بأن الحرب لن تعلن كحرب كبيرة، لكن حربا كبيرة ستدور دون أن تسمى هكذا، وما غارات اسرائيل على دير الزور أمس الا عمل من أعمال الحروب الكبرى، وعلينا أن نعترف بذلك، وما الجولة التي قام بها رئيس أركان جيش العدو بعد منتصف ليل أول أمس على كافة الجبهات، والمطارات الحربية الا عمل من أعمال من هو غارق في حرب كبرى، وستستمر .

ماذا قدمنا من نصائح ؟

قلنا ان هذه الظروف خاصة في ذكرى الشهيدين الفريق قاسم سليماني، وابو مهدي المهندس هي فرصة ذهبية، وان اسرائيل تتبع أسلوب الهجوم الكبير لبث الرعب من ناحية، وتخفيف رعب جنودها من ناحية اخرى، وان الهجوم خارج حدود الاحتلال، هو لمنع هجمات داخل حدودها …. مثل هذه الهجمات الدفاعية ستوقع باسرائيل ماتحاول منعه، فالفوضى ستعم والرعب سيعم، وستفشل كل اجراءات وتدريبات اسرائيل، وستنهار معنويات جيش العدو وسيفشل مخطط ترامب، وصفقته .

نصحنا بألا يطول التردد، ومع تتبعي أمس تفاصيل الغارة الاسرائيلية شعرت بمدى أهمية المميزين من الضباط أمثال قاسم سليماني، وعماد مغنية، ووديع حداد، اذ كان بمقدور المميزين أن يحولوا كل هجوم اسرائيلي الى كمين طالما أن المواقع معروفة، والاستهداف محدد، والكل يعلم ذلك، فلماذا لاترتب الكمائن ليتحول هجوم العدوان هزيمة ؟؟

ولماذا لايكون هنالك رد … الرد سيجبر العدو على الانكفاء لمعالجة وضعه الداخلي والاستمرار في التصدي للعدو يزيد من حدة الفوضى، والرعب .

ونصحنا الذين يفكرون بأن التريث هو أفضل لاستثمار خلاف ترامب وبايدن، نقول ان التصدي سيقوي من الطرف، الذي يرغب بأن تكون المفاوضات متكافئة، وتخدم مصالح الشعوب …. القوة هي التي تجلب الانتصار اذا كانت قوة للحق، والعدالة، وكسر أنف المعتدين .

لم يفت الوقت

أكرر …. هذا الأسبوع أسميته أسبوع النيران المشتعلة، وسيكون كذلك، وواجب على محور المقاومة أن يذيق العدو طعم النيران، واليمن عليها واجب تدمير القواعد، التي تبنى قبل أن تترسخ … أبطال اليمن لهم دور بارز ومحوري في احباط المخطط، الذي يستهدف طهران ومحور المقاومة، ولاشك أن تحرير مأرب، والحديدة سوف يكيل للعدو ضربات قوية لكن استهداف المنشآت، التي تبنى للسيطرة على باب المندب، هو هام لكشف ماتبقى من عورات الذين رهنوا الوطن لاسرائيل، وحليفها ابن سلمان، وفي هذا الاطار يحق لنا أن نلفت أنظار حلفائنا، وأصدقائنا الروس لم يعد الوقت يسمح بهذا البطء، والصبر، لقد أعلنت وزارة الدفاع أنها تحذر من حرب ايرانية اسرائيلية على أرض سوريا ؟!!!

ولا نشك أنها تملك المعلومات حول ذلك، وتعلم أيضا أن الاميركيين تخلوا عن 3% من المساحة، التي كانوا يغطونها مع حلفائهم قسد في شمال شرق سوريا، فلماذا تسمح موسكو لتركيا بأن تحتل هذه المساحة ؟ لماذا لاتدخل اليها قوات مشتركة سورية روسية ؟

وطالما أن سياسة اوروبا فعلت مفعولها مع اردوغان، وبدأ يتراجع، فماذا تنتظر موسكو وقد أخل اردوغان بكل الاتفاقات ؟

وبعد، ما الذي يمنع تزويد سوريا بنظم دفاعية كالتي تحمي حميم ؟!

نحن ندعو الرئيس بوتين الى اعطاء الشرق الأوسط، وسوريا اهتماما أكبر لأن ما يخطط له ترامب، هو أمر يستهدف روسيا، ووجودها، وليس فقط محور المقاومة !

* كاتب وسياسي فلسطيني .

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى