أقلام وأراء

بسام ابو شريف يكتب – ماذا يحيك دونالد ترامب في الشهر الأخير لولايته؟ وهل سيشعل حرب الشرق الأوسط؟ وماذا عن خصمه بايدن هل سيقوض ولايته؟

بسام ابو شريف *- 20/12/2020

كثيرون يعتقدون أن دونالد ترامب يتصرف منذ اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية بهدف قلب تلك النتائج لتتحول لصالحه ، ولتجديد ولايته فقط ، لكن الأمر ليس كذلك ، لقد خطط ” زعيم العنصريين ” ، في الولايات المتحدة دونالد ترامب لما هو أبعد من ذلك ، فهو أول من يعلم أنه خسر الانتخابات ، ولذلك كان تعليقه الأول : ” لقد خدعوني … لقد غشوني ” ، لكن ترامب كما يقول هو سواء في كتابه ” كيف تنجح في عقد صفقة ” ، أو كمقامر يبدع عندما يربح وعندما يخسر ” A Bad Loser ” ، لذلك رسم بهدوء وأثناء غيابه للعب الجولف خطته وأمر كل الفرق بأن تنفذها ، وضع لنفسه أهدافا قابلة للتحقيق ، فهو مقامر ذو حنكة ويخطط ليربح .

الخط الأول : اكراه الحزب الجمهوري على مساندته ” ظالما أو مظلوما ” ، واستطاع أن يسخر الحزب ، وقياداته لخدمة مصالحه دون أن تتمكن قيادات الحزب من الاعتراض  (باستثناء واحد أو اثنين ) ، وتحول الحزب الجمهوري الى حزب ترامب العنصري الذي لايفكر دقيقة واحدة قبل أن يصوت بنعم لكل ما يقترحه دونالد ترامب ، وحشر ترامب الحزب الجمهوري ، الذي تحول الى أداة لخوض معركة خاسرة مع معركة الغاء الأصوات ليضمن الفوزعلى بايدن في زاوية لا خلاص منها ، اذ ربط بين عدم تمكن الحزب من الغاء الأصوات ” كي ينجح ” ، بترشيح نفسه لدورة 2024 ، ولم يعارضه أحد ( على الأقل علنا ) ، وراح يكرر الأمر ضمن استراتيجية – كرر ما تريد ليصبح مقبولا لدى الآخرين – أو أمرا واقعا .

وفي الوقت الذي كان طاقمه من المحامين غارقا في رفع قضايا قانونية في كل الولايات ولدى المحكمة العليا ( ويخسر الواحدة تلو الاخرى ) ، كان هو منغمسا في أكبر عملية ابتزاز لأثرياء الجمهوريين ، واليهود ليجمع مئات الملايين لتمويل حملته الانتخابية للعام 2024 ، وضمن تقاليد الحزبين في اميركا المرشح الذي يجمع أكبر كمية من المال لتمويل حملته ، هو الذي يرسي الاختيار عليه ، لكن ترامب الذي اعتقل الحزب الجمهوري فرض قراراته دون العودة للحزب ، أوحتى التشاور مع قيادته …. رشح نفسه ، وجمع المال محضرا لمعركته القادمة ، خلال ذلك كان ترامب يركز تركيزا شديدا على ضمان استمرار نفوذه ، ونفوذ قراراته لمدة أربع سنوات دون أن يكون سيد البيت الأبيض ، بل من خارج البيت الأبيض ولكي يضمن ذلك: –

قام ، ويقوم باستخدام آخر أيامه لتصعيد حرب العقوبات على من حولهم طيلة فترة حكمه لأعداء ( سواء كانوا سابقا أعداء أو أصدقاء ) ، وذلك ليجعل بايدن غير قادر على ازالة عقوباته حتى لو استخدم السنوات الأربع لفترة ولايته ، وذلك ضمن قاعدة مقامرة معروفة باغراق ومراكمة الصعاب لتخيف خصمك ، وتجعله حذرا في التحدي بشجاعة تحمل الكثير من المخاطر مثلا ايران : –

يصعد حتى الآن ترامب من هجماته ، واستفزازه ، وحصاره لايران ، ويحرض حلفاءه “الضروريين لاميركا ” ، لاتباع نهجه ضد ايران بحيث لايتمكن بايدن من اتخاذ قرار جريء بالعودة للاتفاق النووي ، وازالة العقوبات كافة ، وتطبيق ما نص عليه الاتفاق النووي قبل أي حديث مع ايران ، تكتيك ترامب يستهدف ارهاب بايدن ، وبعض الشخصيات المحيطة به كي لايزيلوا عقبة ايران ، التي خلقها ترامب بضربة قاضية لأن مثل هذه الضربة ، هي التي ستقلب الوضع ، وتسحب نفسها على بقية المواقع والميادين تنفيذ الموضوع الايراني يستهدف عرقلة بايدن ، والنخبة من سرعة تحركه ، ويكون باجراء تغيير جذري على سياسة اميركا فقط ، ويبدو مما يسرب وينشر أن ترامب ينجح الى حد كبير في عمليته الارهابية هذه .

ثانيا : – ركز من خلال ” الجرو الترامبي ” ، بومبيو على منح اسرائيل أسلحة وذخائر لم تحلم بالحصول عليها مثل ف 22 ، وام القنابل ، والصواريخ النووية المحدودة التأثير ، ويعمل بكل سرعة وجدية لاقامة حلف عسكري تقوده اسرائيل في الخليج لمواجهة ايران ، والاعتداء عليها وعلى حلفائها يريد ترامب أن يجعل من هذا أمرا واقعا بموافقة الأطراف ” عملائه وشركائه ”  مما سيجعل بايدن يقف مكتوف اليدين ، لابل قد يجره هذا الحلف الى حرب لايريدها ، ولا تصب في مصلحة الولايات المتحدة ، وبدأ الأمر بالتركيز على اليمن :

فترامب يهيء لاعلان الحوثيين تنظيما ارهابيا قبل مغادرة البيت الأبيض ، أي أن تصبح القوات الثورية اليمنية المتصدية للعدوان هدفا للحلف الجديد ، وأقنع حليفه العنصري جونسون بارسال أكثر من عشرين الف ضابط وجندي وخبير وفني للسعودية ، والامارات للقيام بدور في الحرب على اليمن في فترة لايكون ترامب فيها حاكم البيت الأبيض ، وكذلك فان ضمن خطة ترامب تعميق العدوان على سوريا بالاتفاق الجانبي مع تركيا ، واسرائيل ، وحرمان سوريا من نفطها ، ومحاولة تجميد الدعم الروسي العسكري ولهذا تشهد ” التنف ” ، الآن نشاطا عسكريا محموما ، ويقوم اليوم رئيس الأركان المشتركة الاميركي بدراسة الخطط والخرائط مع عفيف كوخاني رئيس أركان اسرائيل .

الخطر داهم

يدرس في هذه الساحات التي نكتب فيها كل من رئيس أركان اسرائيل ، ورئيس الأركان المشتركة الاميركية التصعيد ، والاغتيالات ، واستخدام الذخائر النووية ، والشبح ف 22 وهناك اثارة لنغمات تبريرية من نوع الكيماوي السوري ، واتهام الحوثيين بتهديد الملاحة في البحر الأحمر ، وضرب وسائل نقل النفط !!  ، فضرب ناقلة في جدة لم يكن جديا لقد خدشت الناقلة ، لكن الفبركة كانت كبيرة حول تعطيل الحوثيين لتحميل النفط للغرب ، ويجري العمل بسرعة لتفجير لبنان بعد أن حوصر ، وجوع ، وهربت أمواله ، وبعد أن دعم حلفاء اسرائيل في لبنان من قبل الاسرائيليين بأسلحة ، وخبراء ، وضباط هم الآن على أرض لبنان ويحملون أجهزة معقدة لملاحقة حزب الله ، ولانريد أن نتحدث عن تهريب خلايا داعش النائمة للشمال ولبيروت انهم يخططون لاغتيالات وتفجيرات في ظل حملة على حزب الله ، فحذار ….يجب أن تتحول مواقع المقاومة  الى قلاع يمنع دخول الجواسيس لها .

ضمن مخطط ترامب: –

أن يكلف صديقه نتنياهو باشعال المنطقة تحت غطاء اعلامي خادع سوف يضع بايدن أمام التعقيدات، التي لن يخرج منها ضمن طريقته المرحلية البطيئة “حتى بعد سنوات”، يريد أن يجعل من سنوات بايدن الأربع سنوات فاسلة ، ويضمن خلالها استمرار سياسته ليأتي في العام 2024 ، وكأنه يكمل ما بدأه بما في ذلك “انجازاته”، في عهد بايدن .

لذلك ، فان مواجهة ذلك تتطلب معالجة واعية لمرحلة بايدن في البيت الأبيض، فالضغط الذي يمارسه ترامب على ادارة بايدن ، ووضعه أمام أمر واقع يجبره على عدم احداث تغيير في المنهج أو الابطاء بالتغيير لايمكن لبايدن أن يتخلص منه الا عبر موقف القوي المتصدي لصفقة ترامب ومخططه، اذا نظرنا للأمر من زاوية معالجة وضع بايدن لتشجيعه على اتخاذ قرارات تراجعية أساسية ، وملموسة علينا أن نتمسك بصلابة بمواقف محور المقاومة ، وافهام بايدن أنه لن يكون بامكانه التحرك ” حتى في السياسة الداخلية”، مالم يتراجع ، ويلغي منهج ترامب وذلك: –

– باعادة الولايات المتحدة للاتفاق النووي دون شروط.

– رفع العقوبات.

– البحث في التعويضات عن خسائر نجمت عن قرارات ترامب.

– ملاحقة قتلة سليماني وابو مهدي المهندس .

– الغاء قرارات ترامب بشأن ضم الجولان.

– الغاء قرارات ترامب بشأن صفقة القرن، وضم القدس، والضفة.

– اعتبار كافة مستوطنات الضفة غير شرعية، ويجب الخروج منها .

– الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، وقد تعلن وحدة مع الاردن بعد قيامها.

– وقف الحرب على اليمن.

– الانسحاب من سوريا.

– عدم عرقلة عودة اللاجئين السوريين.

– المساهمة في اعادة بناء سوريا.

– الانسحاب من العراق ، والافراج عن أموال العراق.

– العودة للأمم المتحدة ووكالاتها، وعلى رأسها محكمة الجنايات، والاونروا، واليونيسكو والصحة العالمية، والسعي الجدي لتطبيق قرارات الأمم المتحدة، واجبار اسرائيل على تنفيذها.

*كاتب وسياسي فلسطيني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى