أقلام وأراء

بسام ابو شريف يكتب – اسرائيل قاعدة عنصرية استعمارية وأداة للامبريالية وغير شرعية

بسام ابو شريف – 27/11/2018

اوروبا الخبث والعداء.. مبررات اوروبية لموقف التأييد الاعمى لاسرائيل

في نهاية الثمانينيات ( 1989 ) ، وبداية التسعينيات ( 1991 ) ، كان لي لقاءات عديدة مع وزراء ومسؤولين كبار في أكثر من دولة اوروبية ، وكان النقاش يدور حول دور اوروبا في صنع السلام في الشرق الأوسط ، وتشابهت مواقف الوزراء والمسؤولين الاوروبيين ، اذ أن الجميع كان يتمسك بما اعتبروه ” قاعدة أساسية للعمل السياسي المنتج ” ، وهو : ” لابد من التعامل السلس مع اسرائيل ، ومدها بماتريده من عون ، وبيعها ماتريد من التكنولوجيا حتى نحافظ على قدرتنا على الضغط عليها في مفاوضات السلام ” ، واستنادا لذلك لم تقم أي دولة اوروبية بما يجب أن تقوم به ، ولاذت بالصمت ازاء جرائم اسرائيل التي ارتكبت وترتكب يوميا ضد الشعب الفلسطيني ، ولم تتخذ أي موقف من سرقة اسرائيل للأرض الفلسطينية واقامة آلاف المستوطنات عليها في الضفة الغربية ، ولم تتصد لمنع اسرائيل من تمويل واقامة مشاريع انتاجية في الضفة الغربية وغزة ، لابل صمتت على التصعيد الاسرائيلي الدموي والعنصري ضد الشعب الفلسطيني ، ولم ترفع اصبعا ضد الممارسات العنصرية وعنصرية اعلان الدولة اليهودية وحرمان العرب ممن حقوقهم الانسانية الأساسية .

اوروبا تعلم ، وبشكل خاص انجلترا أن الاستعمار القديم البريطاني والفرنسي مسؤولان مسؤولية مباشرة عن كارثة فلسطين ، وهي الدول التي سلمت العصابات الصهيونية لاقامة الدولة الصهيونية ، وهي التي صاغت قرار التقسيم لتعطي المبرر لقيام اسرائيل دون أن تحترم الجزء الآخر من قرارها والمتعلق بالحقوق العربية ، وهي التي لاذت بالصمت عندما اغتال شارون – وكان على رأس عصابة لاهي – الكونت برنادوت ، المبعوث الدولي ، وهي التي استمرت في دعم اسرائيل واشراكها في عدوانها على مصر عام 1956 ، وهي التي صاغت قرار 242 ، ولم تبذل مايجب بذله لتطبيق هذا القرار ، وهبي التي سارت تحت ” بنديرة ” اميركان ودعم الكيان الصهيوني وعنصريته طوال هذه العقود ومازالت .

وترفض بصوت عال هذه الأيام رفضها لما قاله الرئيس الايراني حول عدم شرعية وجود اسرائيل ! ، وتنبري للدفاع عنها وابداء الاستعداد وتجديد التعهد لحماية أمن اسرائيل ؟ّ! أي أمن لاسرائيل تطالب به الدول الاوروبية ، وما الذي لم تفعله حتى الآن لتزويد اسرائيل بوسائل القتل والتدمير لاستخدامها ضد العرب ، وبشكل خاص ضد سوريا ولبنان وفلسطين ؟!

هذا المكر والخبث الاوروبيين يسودان مواقف الدول الاوروبية التي تصب في دعم الكيان العنصري الصهيوني والصمت على جرائمه الجماعية ضد الشعب الفلسطيني ، لكنني أعرف أن أي نقاش منطقي وعلمي الموقف من اسرائيل لن يأتي بنتيجة مع هؤلاء .

الأمر الوحيد الذي يغير من هذه المعادلات هو قوة المقاومة ، وقدرتها على فرض المعادلات الصحيحة القادرة على انتاج حلول عادلة ، رؤساء اميركا حتى فترة اوباما أطدوا على التزام اميركا بحل الدولتين ، وأن لاحل سياسيا دون اقامة دولة فلسطينية مستقلة ، فأتى ترامب ليقول الحقيقة علنا وليكشف ” بوقاحته ” ، عن جوهر الموقفين الاميركي والاوروبي .. مساعدة اسرائيل بشكل أعمى واستعمالها كمطرقة لنهب الشرق الأوسط وتصفية قضية فلسطين ، والحكومات الاوروبية تسير كالنعاج وراء ترامب ، ولن يقضي على هذا المخطط سوى المقاومة والقتال المشروع دفاعا عن الحقوق المشروعة ، عندها ستنهار كل هذه الأكاذيب وستضطر الحكومات الاوروبية أن تستخدم نفس المعادلة مع المقاومة أي : ” ان أرادت اوروبا أن يكون لها دور فاعل ومؤثر في ايجاد الحل فعليها أن تتهعاون وتدعم المقاومة لتتمكن من الضغط عليها ” ، أليس كذلك ؟ أليس هذا تطبيق لمنطقكم الذي نرفضه نحن ؟ولا أجد داعيا هنا للحديث حول الأخلاق والمواثيق والمعاهدات و” المبادئ ” ، فكلها ملقاة في سلة المهملات في غرف مسؤولي اوروبا ” ولايوجد على الطاولة سوى ملفات المصالح فلنمسك بالمصالح ، وهل يمكننا أن نمسك بالمصالح في ظل وجود أنظمة تدين بالولاء للاستعماريين والعنصريين في الغرب ، والآن نتقدم كل هؤلاء الذين تؤدي هذه الأنظمة لهم فروض الطاعة : اسرائيل ، فاين نبدأ لنمسك بالمصالح ؟

أترك الجواب لمن يريد أن يمسك بالمصالح لانتزاع الحقوق وكسر القيد ، أما بالنسبة للشرعية وعدمها فالأمر مضحك لمن يفكر ولمن يملك عقلا حرا ، ماهي الشرعية ؟؟

هل يملك لورد بلفور أرض فلسطين ؟ طبعا لا ، هل يملك الاستعمار البريطاني أرض فلسطين ؟ طبعا لا ، وهل يحق لبلفور أن يهب جزء من أرض فلسطين لليهود ؟ طبعا لا ، اذا ماوعد به بلفور اليهود من أرض فلسطين غير شرعي .

هل تعتبر اوروبا ، وبريطانيا تحديدا سيطرة العصابات المسلحة الصهيونية ” بسلاح اوروبي ” ، على جزء من أرض فلسطين شرعي ، طبعا لايمكن أن يكون هذا العمل الاجرامي شرعيا من حيث القانون والمنطق . فهو عمل غير شرعي وغير مشروع ، هل تعتبر الدول الاوروبية اعلان دولة اسرائيل من طرف بن غوريون ، واستنادا لجزء من قرار الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عملا شرعيا ؟

حسب بيانات اوروبا الرسمية الجواب لا ، وحسب المنطق الجواب هو أن ذلك ليس شرعيا وليس مشروعا ، اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي ليس لها دستور ، وليس لها حدود محددة وليس لديها قوانين ، فهل تعتبر اوروباهذا شرعيا ؟ عدم وجود دستور سببه عدم الاعلان عن الهوية العنصرية الاجرامية للدولة ، وعدم  تحديد الحدود سببه برنامج الدولة العنصرية للتوسع ، وعم وجود قانون أو قوانين سببه ترك المجال للعصابات الحاكمة أن تحول سياساتها العنصرية والتوسعية الى قوانين عبر مجلس تشريعي ” الكنيست ” ، فهل تعتبر اوروبا هذه البنود الخطيرة شرعية ؟!! .

ان الكيان الصهيوني كيان غير شرعي ، هو قاعدة عنصرية أنشأها الاستعمار على أرض يملكها الشعب العربي الفلسطيني ، وانخراط عبدالعزيز آل سعود في صفقة بلفور كي يتوج على الجزيرة لايعطي مطلقا شرعية لهذه القاعدة ، واليوم ايضا مايمنحه حفيده محمد بن سلمان لهذه القاعدة العنصرية ليس شرعيا ولا يعني أن اسرائيل شرعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى