أقلام وأراء

بسام ابوشريف يكتب – لقاء مع جورج حبش يؤرخ للمقاومة – الزمان – الأسبوع الأول من شهر تموز من العام 1967 المكان – “دار الفجر” – وراءالجامع – كركون الدروز- بيروت

بسام ابوشريف * – 14/12/2020

قرعت الباب ، ولم يفتح أحد….. قرعت الباب مرة اخرى، وبشدة ….فتح الباب بعد دقيقة واذابي وجها لوجه مع الحكيم ….حييته وحياني ، وأغلقت الباب ، وسرنا نحو غرفة لاتحتوي الاعلى مكتب صغير قديم ، وثلاثة كراسي ، وكان واحدا من الكراسي أعرجا .

بادرته بالسؤال : لماذا أنت وحدك يا حكيم ، فأجاب : ذهب الجميع الى عملهم اننا أمام ورشات عمل كثيرة يابسام ، وطلب مني الجلوس بعد أن حذرني من الكرسي الأعرج ، فضحت وجلست ، وعاد هو ليجلس مكانه ، واستأذن بأدبه المعهود كي ينهي ما كان بصدد كتابته .

دار الفجر – كانت دارا للنشرمسجلة قانونيا ، وتتخذها حركة القوميين العرب مقرا لقيادتها وكان المقريضم غرفة محاسبة ، وغرفة أرشيف ، وغرف كبيرة تستخدم للاجتماعات عندما تعقد .

أنهى الدكتور جورج حبش الكتابة….. كانت ورقة واحدة .

نظر الي ، وأشعل سيجارة ومسح شاربه بيده …. ، وابتسم .

لم يصدر بيان اللجنة التنفيذية بعد انه تحت الطباعة ، لكن أريد أن أخبرك أن اللجنة التنفيذية اتخذت قرارا بفك مركزية الحركة ، وأن تعمل الأقاليم كل اقليم على أساس برنامجه القطري ، وتقرر أن ننشئ فرعا لفلسطين أهم واجباته شن الكفاح المسلح لتحريرفلسطين ، وتناول الورقة التي كتبت فيها سبعة أسطر، ووقعها بتوقيعه الفريد ، وقال لي : أنت تعلم أن اخوتنا قيادة ساحة الاردن كانوا جميعا في السجن منذ العام 1965 ، لكنهم الآن ، وبعد الحرب خارج السجن فقد أفرج عنهم ،  ولا أخفيك انه منذ خروجهم من السجن يعيشون أزمة أبعدتهم عن العمل ، وهم لايثقون بمن كانوا مسؤولين عن العمل في الاردن انهم أساسيون لأنهم قادرون على العمل في الضفتين كما كانوا سابقا ، وهم رجال شجعان أعرفهم منذ لوحقت في الخمسينيات .

أريدك أن تحمل لهم هذه الرسالة ، وأن تطرح معهم قرار انشاء تنظيم فلسطيني يشن الكفاح المسلح الرسالة قصيرة ، وهي أن يتأكدوا أنك مبعوث من قبلي ، فأنت لاتعرفهم وهم لايعرفونك ، لكنهم يعرفون خطي وتوقيعي … آمل أن تتمكن من السفراليوم لتعود بأسرع وقت ممكن ، وأتمنى أن يكون ردهم ايجابيا .

تناولت الرسالة ، ووضعتها في جيبي ضحك ، وقال: ديربالك عليها . ابتسمت ، وقلت له : ولايهمك يا حكيم ستصل لهم ، وسألتقي بهم وأعودلك بالجواب ، فالجميع يا أبا الميس ينتظر لحظة الكفاح المسلح لقد طالبنا به منذ سنوات .

خرجت من دار الفجر، وركبت سيارة سرفيس الى كاراج العسيلي ، ومن كراج العسيلي ركبت سرفيسا آخر نحو شقتي في راس بيروت  جلست لأطلق لعقلي العنان مستعرضا ماجرى ، وما فعلنا منذ الخامس من حزيران …. تطورات ، وتبعات ، وردود فعل ، وارتباك وانهماك في عمل لاندري ماهو ، والى أين يوصلنا …… مظاهرات ، احراق سيارات ، صدام مع الشرطة ، اغلاق ، جنون واحباط ….. نقمة ….. رغبة بالقتال …. كلها تدافعت ، وتشابكت في مدة قصيرة من الزمن الذي لون الدنيا بلونه الاسود ، الذي لاتكسر حلكته شمعة مضيئة حتى ،  ولو كانت شمعة واحدة .

صباح ذلك اليوم ، الخامس من حزيران اندلعت الحرب ، وكنا نعيش فيها لحظات متوترة متوقعين الحرب في أية لحظة بعد أن أغلق القائد جمال عبدالناصرمضائق تيران ، وخلال لحظات في ذلك الصباح انتهت كافة الخلافات “التافهة ” ، بين أصحاب الموقف الواحد والتوجه الواحد ، والشعور الواحد بين القوميين العرب والبعثيين ، وتحرك الجميع ناصريون وقوميون عرب للمشاركة في المعركة بوسائل محدودة بفعل المكان والزمان والموقع السياسي.

نصبت الاذاعات المحلية  ،وشكلت الهيئات لصياغة البيانات ، وأعد الشعراء قصائدهم ، واكتفينا بدورالمعبئ والمتحدي معنويا ، والتحضير لفرصة يوم الانتصار …. كنت نرى شبابا يندفعون عملا ، واعدادا ، واستعدادا يلهبون الساحة ، ويلتهبون مع المعارك الدائرة في ميادين القتال: سيناء ، والجولان ، والضفة الغربية ، والقدس .

كنت ترى طلبة وسياسيين دخلوا حرم الجامعة الاميركية لينضموا للمعركة …. كنت ترى قيادات البعثيين ، والقوميين العرب يدا بيد ، وليس كالسابق : معن بشور، أسعد عبدالرحمن بشارة مرهج ، بسام ابوشريف ، زياد الحافظ ، كميل حوا ، فاروق ابو عناب ، عوني  عبدالله ربيع الأسير، ومنصورحريق شباب الاتحاد العام لطلاب فلسطين ، وفي الظل شباب فتح وشباب الثأر، وأبطال العودة .

وانهار الحلم ، وتحول الأمل الى احباط ، واندفع الزخم على شكل مظاهرات ضد أقرب الأهداف السفارة الاميركية ، والسفارة البريطانية ( على تخوم الحرم الجامعي ) ، وانضمت الفتيات ، وعلى رأسهن مناضلات الكويت ،والبحرين ، وقطر، والسعودية يقدن المظاهرات ولا أنسى الدور البطولي للمناضلة عالية القطامي وزميلاتها ، وبنات فلسطين ، ولبنان ، وسوريا ، والعراق ، واليمن كن جميعا طليعة المظاهرات ، وامتدت لشوارع بيروت ، وكتب محسن ابراهيم على صفحة المحرر الاولى : كله لم يسقط عبدالناصر .

وتحول الزخم تدريجيا لحملات واسعة لجمع الغذاء ، والدواء ، والثياب في مقراتحاد طلبة الاردن قرب الحرم الجامعي ، وراحت  الشاحنات تعبئ مايجمع من طحين ، وارز، ودواء وثياب ، وتتوجه من سوريا للاردن قاصدة الضفة الغربية …. التي كانت قد أسقطت والقدس التي انسحب منها المقاتلون بعد أن أبلوا بلاء فريدا ، وعلى هامش هذه الهيئات في كل اتجاه اجتمعت القيادة المحلية لبحث الموضوع الرئيسي: القتال!!

فقام اتحاد طلاب فلسطين باجراء اول اتصال له مردود فعلي ، وذلك مع اللواء محمد الشاعر” رحمه الله “، قائد جيش التحرير الفلسطيني في سوريا ، وتقرر فتح معسكرسريع في حديقةبيت المرحوم احمد الشقيري في كيفون ، وطلب ارسال شباب لذلك الموقع حيث التقى بهم ضباط من جيش التحريروصلوا من سوريا ، وكانوا من خريجي كلية حلب العسكرية ، وكان على رأسهم الشهيد فيصل الحسيني ، وضابط شاب من عائلة بركات  اعتقد أن اسمه ” باسم بركات ” ، وقمت بتحريك ستمئة شاب من مختلف الانتماءات الحزبية لمعسكر التدريب ، وبدأت السلطة اللبنانية تلاحق ، وتراقب ، وتمنع !!!!

وغادرت المعسكر في الليلة الاخيرة بعد استكمال اول دورة سريعة ، وتحدثنا مع فيصل الحسيني ، الذي قال لي ان لديه تعليمات بالتوجه للأرض المحتلة ، وكان فيصل من كوادر حركة القوميين العرب ، والتعليمات صدرت له من وديع حداد.

عندما عدت لبيروت جاءني من يبلغني بأن الحكيم يريد رؤيتي فورا في” المقر” ، فتوجهت الى دارالفجرحيث التقيت بالحكيم ، وداربيننا مابدأت بالكتابة حوله….رسالة الى قيادات الاردن

شهرمن الزمان…. حزيران 1967، الى تموز 1967 …. كان شهرا عصيبا، فقد عشنا، وناضلنا ، وملأنا البروالجوبأنشودة انتصارالامة العربية على العدو الصهيوني ، وتحريرفلسطين عبروحدة عربية مقاتلة …. كانت سنوات 1956- 1967 سنوات انتصارات متتالية للامة العربية ، وجماهير الامة في كل مكان – رغم انتكاسة الانفصال ، الذي مولته الدوائر العميلة في الجزيرة العربية عبر ” الشركة الخماسية ” ، رغم الانفصال ، ومحاولات واشنطن وتل ابيب ، وعملائهما من أنظمة أجلسها الاستعمارالقديم على عروش لاتتحرك الا بأمر منه ، ودعمتها واشنطن رأس الامبريالية ، وأجهزة الصهيونية سواء الاسرائيلية منها ، أو غيرالاسرائيلية ، تحررت الجزائر، وتحرر اليمن ، وكانت الجماهيرالعربية تمسك بزمام المبادرة في كل مكان ، تحررالعراق ، وتحول الى جمهورية ، وأصبح الشعار المرفوع من المحيط للخليج :

وحدة تحررثأر

دم جديد نار

ومن المحيط الهادرالى الخليج الثائر

لبيك عبدالناصر

عشنا سنوات من الكفاح المنتج ، وساهم عمليا شباب القومية العربية في معارك الامة التحررية .

كان البيت العربي يحتفظ بصناديق خشبية صغيرة ( صندوق لكل طفل من  أطفال العائلة ) صندوق الجزائر ، وصندوق اليمن ، وصندوق الشهيد خالد …. يجمع الأطفال قروشهم لدعم ثورة شعبنا في الجزائر ، وثورةشعبنا في اليمن ، وثورة فلسطين التي يحضرلها .

من هذه الأجواء نمت شجرة الأمل ، واذا بواشنطن ، وتل ابيب ، والعائلة المتحكمة في الجزيرة ينقضون على جيش مصر وطيرانها ، ويدمرونه،  واذا بالجولان التي تقدم منها الرجال نحو جسر بنات يعقوب ، وبحيرة طبريا ، واختلطت على أرضها دماء الفلسطينيين والسوريين ، واللبنانيين تحتل من قبل دبابات واشنطن المجوقلة ، وانسحب الجيش الاردني من الضفة رغم استراتيجية مواقعه ، اذ لم يكن بمقدورالاردن أن يتجاهل تهديدات واشنطن ، وتل ابيب المتصلة بالضفة الشرقية ، وسادت المرارة ، ولم يعد مذاق الأمل يرطب حلوقنا بل احباط ، وهبوط ، ويأس ، وكانت أصعب تلك الأيام يوم أعلن القائد جمال عبدالناصر تحمله المسؤولية ، وقدم للشعب استقالته.

الامة بأسرها خرجت تطالبه بالعودة عن استقالته ، كانت الامةمصرة على التمسك بحبال الأمل الذي بناه جمال عبدالناصر ، فهتفت من المحيط للخليج لا للاستقالة … نعم لجمال عبدالناصر .

وهكذا أعلنا عن السيرفي طريق طويل ، وشاق لاعادة بناء الأمل ، والقتال ضد العدو الذي لمس الجميع ماديا ان مواجهة هذاالعدو تعني مواجهة التحالف ، الذي يمثله ويقاتل معه وبالنيابة عنه ( تماما كما نشاهدهذا اليوم ، هذا الحلف يظهر للعلن بعد أن كان تحت الغطاء ) .

عندما تسلمت تلك الرسالة من الدكتورجورج حبش ، وتوجهت لبحث موضوعها مع مناضلين متمرسين تعرضوا خلال نضالهم للسجن والتعذيب ، ونجحوا في الصمود والاستمرار حينها شعرت بأنني أضع قدمي على الطريق ، وان التشتت والقلق والزج بالطاقات في ميادين مختلفة قد انتهى ، وان الزج بكل الطاقات أصبح له مجرى واضحا : الكفاح المسلح لتحرير فلسطين..الكفاح الشعبي ، ولا أخفي على نفسي ، ولا أخفي عليكم أن الاندفاع بكل الطاقة في مجرى الكفاح الشعبي المسلح كان بالنسبة لي عمل مقاوم ، وأساسي لابد له أن يتوج اذا أردنا الانتصار بجيش دولة مقاتلة بقصدالحرب على هذا التحالف ….. هكذا فعلت فيتنام ، فدولة الشمال دعمت القتال ضد الاميركيين في الجنوب ، ودعمت حركة الكفاح الشعبي المسلح وخاضت هي بجيشها المعركة ، وهكذا فعل شعبنا في اليمن ، فالجبهة القومية التي حررت الجنوب من الانجليز ، وعملائهم السلاطين كانت تتلقى الدعم عبر الشمال بعد أن ثار السلال، وأصبح في الشمال نظام وطني قومي ،وكنت أفكرانه أصبح واجباعلى كل شاب عربي أن يزج بجهده في الميادين الكفاحية المختلفة :عسكرية ، أم سياسية ، أم اعلامية ، أم علمية في معركة الشعب الى أن تدخل الجيوش المدربة والمجهزة ، وهذاما وعد به جمال عبدالناصروشرع في اعادة بناءالقوات العربية المصرية من الأسس حتى الصواريخ.

توجهت الى عمان حاملا تلك الرسالة لأبحث عن اخوتي  الذين لا أعرفهم ، والذين خرجوا من السجون مع سقوط القدس ،  حينما وصلت عمان توجهت الى بيت والدي الكائن في جبل اللويبدة….عانقت والدتي ، ووالدي وكان قد مضى وقت طويل منذ أن رأيتهما آخر مرة ، بعدالحديث الطبيعي عن الأحوال ، وموضوع الهزيمة سألت أبي عن رقم هاتف طبيب العائلة الدكتور عبدالسلام القمحاوي ، فسارع والدي بالسؤال عن  صحتي ، ومم أشكو طمأنته انني بخير، وان زيارتي له روتينية ، أصر والدي على أن نذهب سويا لرؤيته فورا ، توجهنا الى عيادته في جبل عمان ، وكانت قريبة من عيادات كثيرة ، وعندمااختليت بالدكتورعبدالسلام سألته عن غسان ،  وكان غسان عضوا في قيادة الاقليم ، وكان نزيل السجن كبقية الاخوة أعضاءالقيادة .

ابتسم الدكتورعبدالسلام ، وقال لي : لا أعرف ، ولكن سأحاول أن أجده” تعال لدارنا مساء لنشرب القهوة ونتحدث عن الوضع السياسي ، فوافقت وشكرته ، وخرجت.

مساء كان غسان قمحاوي موجودا ، وأخليت الصالة الصغيرة لنا لنتحدث…أبلغت غسان بالأمر، وسلمته الرسالة…ضحك غسان وقال لي:سأحاول وقديأخذ ذلك بعض الوقت احتفظ بالرسالة ، وقال لا أعتقد أن الجميع سيحضرفبعضهم غاضب على المركز.

في اليوم التالي اصطحبني غسان الى جبل الجوفة ، ومررنا  بأزقة متعددة وتوقف قرب منزل صغير، وتبين لي أن غسان أوقف السيارة بعيداعن مكان الاجتماع ، فسرنا قرابة نصف ساعة بين الأزقة لندلف الى غرفة تحتوي على مقعد ، وثلاثة كراسي …. رحب بناصاحب الغرفة ودعانا للجلوس ، وانتظرنا قرابة نصف ساعة قبل يبدأ الشباب بالظهور، وكان أولهم ابوعلي مصطفى عرفني غسان على القادمين واحدا تلوالآخر …. حمدي مطرابوسمير، وابوعيسىالطيراوي ، وقال ابوعلي بهمهة يتضح منها انه المسؤول لينهي الموضوع بسرعة…. شرحت لهم مهمتي ، وأطلعتهم على رسالة الحكيم ، واختتمت بالقول : جوابكم بالموافقة ، أوالرفض مهم لأن الحكيم بصدد التأسيس للفرع الفلسطيني حسب قرار اللجنة التنفيذية للحركة .

قرأ ابوعلي الرسالة ، وأمعن النظرفيها ، وكأنما يدقق بتوقيع الحكيم ، وكذلك ابوعيسى  وابو سمير، كان ابوسميريضحك ، ويمازح كل الوقت لكن نظراته كانت تدقق في وجهي …. وضحكت انا بدوري كان واضحا أنهم يعيشون بعدالتحقيق ، والسجن ، والمدسوسين الذين وشوا، اواعترفوا ، وكأنهم كانوا يريدون كشفي هل انا مدسوس أم لا…..قال ابو علي شكرا سنردعلى المركز مباشرة ” واضح لهجة التشكيك” ، !!

وضحك ابوسمير، وقال: طيب يعطيكم العافية ، والله معكم على بركة الله ، انا لاعلاقة لي بهذاالأمر، وخرج ، كان واضحا انه يريد توصيل رسالة للمخابرات فيما لوكنت مدسوسا ، وأريد أن أوقع بهم .

عدت الى بيروت ، وتوجهت فورا لدار الفجر ، لم يكن الحكيم موجودا توجهت نحو بيته السري وجدته منهمكا في كتابة  خطة عمل ، فأبلغته بما تم .

أصغى لي بكل اهتمام ، وانفجرضاحكا نظرت اليه متسائلا قال لي : لابد أنك فهمت تصرفاتهم فأجبت : عندي تخمين ، أجاب بسرعة : هو بالضبط ماخمنته ، وابتسم راضيا ، وراح يبحث عن ورقة صغيرة كان يضعها جانبا ، وقال لي : بسام يجب أن تذهب الى سوريا ، الدكتور وديع حداد يريدك هناك لفترة من الوقت ، وهو الآن المسؤول العسكري في لجنة التأسيس.

أديت التحية علامة الموافقة ، واستأذنته ، وفيما أنا أهم بالخروج سلمني ورقة دون عليها رقم تليفون في دمشق للاتصال بالدكتور وديع حداد .

*بسام ابو شريفكاتب وسياسي فلسطيني .

يتبع في حلقة ثانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى