شؤون إسرائيلية

برهوم جرايسي يكتب-39 قائمة تخوض الانتخابات الإسرائيلية وفرص التمثيل مُتاحة لـ 12 قائمة !

برهوم جرايسي – 8/2/2021

تخوض الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية يوم 23 آذار المقبل 39 قائمة، قدمت ترشيحاتها إلى لجنة الانتخابات المركزية، فيما فرص التمثيل باجتياز نسبة الحسم 3.25%، هي لما بين 11 إلى 13 قائمة، بحسب ما تتنبأ به الاستطلاعات حتى مطلع الأسبوع. وفي حالة غير مسبوقة من حيث حجمها، فإن أحزابا وتشكيلات انتخابية لم تقدم تشريحاتها للجنة الانتخابات أبرزها حزب المفدال (“البيت اليهودي” بتسميته الحالية) وهو أقدم الأحزاب الإسرائيلية منذ العام 1949، وحزب “الإسرائيليون”، الذي أقامه رئيس بلدية تل ابيب رون خولدائي في منتصف شهر كانون الأول الماضي، وانهار في استطلاعات الرأي بعد أن نظم حزب العمل صفوفه من جديد.

وتنشغل استطلاعات الرأي في احتمالات بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة. وذات المشهد يعود على نفسه، بين تحالف متماسك داعم لنتنياهو، وكتلة موقفها ضبابي في هذا الشأن، وكل الكتل التي تعارض استمرار حكم نتنياهو، وبضمنها كتل من اليمين الاستيطاني، وحتى ما يسمى “اليسار الصهيوني”، وأيضا القائمة المشتركة.

وحسب ما هو قائم في تقديرات استطلاعات الرأي، فإن التحالف الفوري لليكود ورئيسه بنيامين نتنياهو، يضم الليكود الذي تقدر قوته ما بين 29 إلى 30 مقعدا، مقابل 36 مقعدا في انتخابات آذار 2020، وكتلتي المتدينين المتزمتين الحريديم: شاس لليهود الشرقيين، ويهدوت هتوراة لليهود الغربيين وقوتهما المجتمعة 16 مقعدا، والتحالف الأشد تطرفا الذي يضم حزبي “الصهيونية المتدينة” بزعامة المستوطن المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وحركة “قوة يهودية” (عوتسما يهوديت) بزعامة المستوطن المتطرف إيتمار بن غفير، وهذه حركة منبثقة عن حركة “كاخ” الإرهابية المحظورة في الكثير من دولالعالم، بضمنها الولايات المتحدة، وأيضا في إسرائيل ولكن صوريا، وتقدر قوتها بما بين 4 إلى 5 مقاعد، وفي كل الاستطلاعات يقدّر بأنها ستجتاز نسبة الحسم.

أما قائمة “يمينا” بزعامة نفتالي بينيت، فتنثر ضبابية على موقفها من استمرار نتنياهو في رئاسة الحكومة، وتقدر لها استطلاعات الرأي ما بين 10 إلى 11 مقعدا، من شأنها أن تكون حاسمة لنتنياهو، وتضمن له أغلبية محدودة لتشكيل الحكومة.

في المقابل، فإن القوائم التي لها احتمال في اجتياز نسبة الحسم، وأعلنت رفضها لاستمرار حكم نتنياهو، هي حسب القوة في الاستطلاعات: “يوجد مستقبل” (يمين وسط) حسب التعريفات الإسرائيلية، وهي بزعامة يائير لبيد، و”أمل جديد” بزعامة جدعون ساعر، وهي من اليمين الاستيطاني، و”إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيغدور ليبرمان، وحزب العمل برئاسة ميراف ميخائيلي”، وحزب ميرتس برئاسة نيتسان هوروفيتس، و”أزرق أبيض” بزعامة بيني غانتس، في حال اجتاز نسبة الحسم.

وفي الفريق المعارض لاستمرار حكم نتنياهو، القائمة المشتركة بحلتها الجديدة. وفي الوضع القائم، فإنها ستكون ضد كل حكومة تنشأ، وضد كل الخيارات لرئاسة الحكومة.

وفي ما يلي استعراض للقوائم التي لها فرص اجتياز نسبة الحسم، بحسب قوتها في استطلاعات الرأي.

الليكود

برئاسة بنيامين نتنياهو، وتمنحه استطلاعات الرأي ما بين ما بين 28 إلى 30 مقعدا، مقابل 36 مقعدا حصل عليها الحزب في انتخابات آذار 2020. وخلال الولاية البرلمانية المنتخبة، غادر حزب الليكود 6 نواب، 5 منهم انضموا إلى حزب جدعون ساعر، المنشق عن الليكود. فيما النائب السادس، الذي كان في مقدمة الحزب، جلعاد إردان، انتقل ليكون سفيرا في الأمم المتحدة وهو حاليا يستعد لتولي منصب السفير في واشنطن أيضا.

وأبقى الليكود على ذات التركيبة بعد خروج النواب الستة من التركيبة السابقة، إلا أن نتنياهو، وبموجب صلاحيات دستور حزبه، أدرج ثلاثة مرشحين في القائمة، أحدهما في المكان 28، وهو من حزب “الصهيونية المتدينة” بزعامة سموتريتش، مقابل أن يقبل الأخير بالتحالف مع حزب “قوة يهودية” السابق ذكرها. وفي المقعد 26 النائبة أورلي ليفي- أبكسيس، التي شكلت قبل عامين حزب “غيشر”، بعد انشقاقها عن حزب “إسرائيل بيتنا” وخاضت جولات الانتخابات الثلاث السابقة؛ الأولى خاضتها وحدها ولم تعبر نسبة الحسم، ثم بتحالف مع حزب العمل، وفي الانتخابات الأخيرة، انضم إلى التحالف حزب ميرتس. ولكن في اليوم التالي للانتخابات الأخيرة، انشقت ليفي عن تحالفها، وأعلنت تأييدها لنتنياهو. وهي ابنة الوزير الأسبق من الليكود دافيد ليفي، ولعائلتها مكانة بين اليهود الشرقيين.

ولم تعد وجوه بارزة في حزب الليكود بذات الوزن السابق، ويطغى على تركيبة القائمة النواب الذين استقدمهم نتنياهو في السنوات الأخيرة، وهم من الموالين له، إلى درجة الطاعة العمياء. ومن الوجوه البارزة الباقية، يسرائيل كاتس، الذي يتولى حاليا وزارة المالية، ويولي إدلشتاين، وزير الصحة حاليا، ورئيس الكنيست سابقا.

وفي القائمة ثلاثة مرشحين سيمثلون لمحاكمات فساد، أولهم بنيامين نتنياهو، والوزير السابق النائب حاييم كاتس، والنائب دافيد بيتان.

“يوجد مستقبل”

برئاسة يائير لبيد، وتمنحه استطلاعات الرأي من 16 إلى 17 مقعدا. ويعين المرشحين في القائمة رئيس الحزب ومؤسسه لبيد، وقد أبقى على جميع المرشحين الباقين في القائمة بحسب تركيبتها السابقة، باستثناء المنشق عن الحزب عوفر شيلح، الذي كان الشخص الثاني في الحزب، والنائبة السابقة ياعيل غيرمان، التي اعتزلت الحياة السياسية منذ عدة أشهر.

وفي المقابل، ضم لبيد في المقعد الثاني النائبة أورنا بربيباي، التي كانت مرشحة ضمن قائمة “أزرق أبيض” في المقعد العاشر، عن حزب “مناعة لإسرائيل” بزعامة بيني غانتس، وهي أول امرأة تحصل على رتبة لواء في الجيش الإسرائيلي.

“أمل جديد”

برئاسة جدعون ساعر، وهو الحزب الذي أسسه ساعر في نهاية شهر تشرين الثاني من العام الماضي، غداة انشقاقه عن حزب الليكود. وتمنحه استطلاعات الرأي ما بين 14 إلى 16 مقعدا. وانضم له أربعة نواب من كتلة الليكود، أبرزهم الوزير المستقيل زئيف إلكين، وثلاث نائبات. ومن أبرز الوجوه التي انضمت لساعر، النائب والوزير الأسبق بنيامين بيغن (78 عاما) الذي حلّ سادسا في القائمة. ويسعى ساعر من خلال تمثيل بيغن إلى جذب أصوات اليمين الأيديولوجي التقليدي من الليكود، إذ انضم لساعر في المكان الـ 11 الرئيس الأسبق لمجلس المستوطنات داني ديان، الذي أراد نتنياهو تعيينه سفيرا في البرازيل عام 2016، إلا أن البرازيل رفضته بسبب كونه مستوطنا، وزعيم مستوطنين.

ويتمم بيغن في الأول من آذار المقبل عامه الـ 78، وهو نجل رئيس الحكومة الأسبق، وزعيم الليكود التاريخي مناحيم بيغن، وهو من آخر المتمسكين بفكر زئيف جابوتنسكي، الذي ينادي بما تسمى “أرض إسرائيل الكاملة”، وحتى في أصول هذا الفكر فإن الأردن هي أيضا جزء من إسرائيل. في المقابل، فإن بيغن يتمسك بمبدأ الحقوق المدنية الكاملة للعرب في إسرائيل، مع رفض تام لاعتبارهم أقلية قومية.

“يمينا”

برئاسة نفتالي بينيت، وتمنحه استطلاعات الرأي بمعدل 10 مقاعد حتى الآن. وعلى الرغم من سعي بينيت إلى جذب وجوه من اليمين الاستيطاني العلماني، إلا أن القوة المتنفذة من شخصيات اليمين الصهيوني الديني، ولكن بمستوى تشدد ديني أخف من الحزب المنشق عن التحالف “الصهيونية المتدينة” بزعامة سموتريتش، السابق ذكره.

وكما يبدو ستكون منافسة شديدة بين “يمينا” وحزب “أمل جديد” برئاسة ساعر، الذي افتتح الحملة الانتخابية بحملة ضد شخص نفتالي بينيت، لأنه لا يوضح موقفه من استمرار نتنياهو في رئاسة الحكومة.

القائمة المشتركة

تضم ثلاثة أحزاب: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ويترأس قائمتها النائب أيمن عودة، الذي هو أيضا رئيس القائمة المشتركة. والتجمع الوطني الديمقراطي، ويترأسه قائمته النائب سامي أبو شحادة، الذي فاز بالمكان الأول، في منافسة خسرها النائب إمطانس شحادة، وبقي خارج مقدمة الترشيحات. والحركة العربية للتغيير برئاسة النائب أحمد طيبي الذي يحل ثانيا في القائمة المشتركة.

وتمنح استطلاعات الرأي القائمة المشتركة ما بين 9 إلى 10 مقاعد بالمعدل.

وانشقت عن المشتركة، القائمة العربية الموحدة برئاسة النائب منصور عباس، وهي الذراع البرلماني للحركة الإسلامية، الشق الجنوبي، وتخوض الانتخابات بقائمة منفصلة برئاسة عباس، وغالبية الاستطلاعات تتوقع عدم اجتيازها نسبة الحسم، فيما تمنحها بعض الاستطلاعات 4 مقاعد.

شاس

برئاسة الوزير آرييه درعي، وقد استكملت الحركة في الانتخابات المقبلة استبعاد الوجوه القديمة في الحزب، باستثناء درعي، وأيضا النائب يعقوب مرغي، الذي حلّ ثانيا. وتتوقع استطلاعات الرأي محافظة شاس على قوتها الحالية، 9 مقاعد، كون قرابة 70% من قوتها الانتخابية ترتكز على المتدينين المتزمتين، الحريديم، من اليهود الشرقيين.

يهدوت هتوراة

لأول مرّة ستكون برئاسة النائب القديم موشيه غفني، بدلا من وزير الصحة السابق يعقوب ليتسمان، الذي حلّ ثانيا، وكما يبدو فإن هذا يأتي ضمن اتفاقات بين الحزبين اللذين يشكلان التحالف، الذي يمثل جمهور الحريديم من اليهود الغربيين الأشكناز، الأشد تزمتا من الشرقيين. وتقدر لها استطلاعات الرأي ما بين 7 إلى 8 مقاعد. و95% من قوة هذه القائمة هي من جمهور الحريديم.

العمل

برئاسة ميراف ميخائيلي، التي فازت برئاسة الحزب في منتصف الشهر المقبل. ونجحت ميخائيلي في إحداث مفاجأة في الحلبة السياسية، بأنها نهضت بحزبها من القاع، ومن عدم اجتيازه نسبة الحسم، لا بل كان بعيدا عنها، إلى منحه في استطلاعات الرأي ما بين 6 إلى 8 مقاعد، وجاء هذا على حساب من انقض على بقايا جمهور مصوتي حزب العمل، رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي، الذي ما أن نهض العمل في استطلاعات الرأي، حتى هبط الحزب الجديد الذي شكله إلى ما دون نسبة الحسم بكثير، ما فرض عليه عدم تقديم قائمة مرشحين.

يشار إلى أن ميخائيلي رفضت انضمام حزبها، الذي كان ممثلا بثلاثة نواب، وهي أحدهم، لحكومة نتنياهو- غانتس. وطلبت بعد فوزها انسحاب الوزيرين عمير بيرتس رئيس الحزب السابق، وإيتسيك شمولي، من الحكومة، إلا أنهما رفضا، وأعلنا خروجهما من الحزب، ولاحقا من المنافسة في الانتخابات كليا.

“إسرائيل بيتنا”

برئاسة أفيغدور ليبرمان، مؤسس الحزب ورئيسه منذ العام 1999، وهو صاحب القرار في كل شيء في الحزب بما في ذلك تركيبة القائمة للكنيست. وتتوقع استطلاعات الرأي حصوله على ما بين 6 إلى 7 مقاعد، مثل قوته الحالية- 7 مقاعد.

ميرتس

برئاسة نيتسان هوروفيتس، وتمنحه استطلاعات الرأي ما بين 4 إلى 6 مقاعد. وفي سعي لتعزيز قوته، رشح الحزب في المكانين الرابع والخامس عربيين، باعتقاد إمكانية توغله مجددا بين العرب، كما حصل في انتخابات نيسان 2019، حينما حصل على 37 ألف صوت، وخسر 23 ألف صوت منها في الانتخابات التالية، التي جرت في أيلول 2019.

“أزرق أبيض”

برئاسة بيني غانتس، وتمنحه استطلاعات الرأي 4 مقاعد، وهو حدّ نسبة الحسم، ما يعني أنه يتأرجح عندها. وقد هجرت الحزب كل الشخصيات البارزة، وبقي غانتس مع شخصيات من الصفوف الخلفية في الساحة السياسية. وفي محاولة لتعزيز قوته، رشح في المكان الثاني النائبة الأثيوبية تمنو شطة. وإذا تراجع الحزب في استطلاعات الرأي، فمن غير المستبعد أن يقرر غانتس عدم الوصول إلى يوم الانتخابات.

“الصهيونية المتدينة”

برئاسة بتسلئيل شموتريتش، رئيس الحزب الذي يحمل نفس اسم القائمة، وهو بتحالف، كما ذكر سابقا، مع حركة “قوة يهودية” (عوتسما يهوديت)، المنبثقة عن حركة “كاخ” الإرهابية المحظورة في الكثير من دول العالم، ويحل مرشحها الأول المتطرف ايتمار بن غفير في المكان الثالث في القائمة. كما أن المكان السادس هو لحليف “قوة يهودية”، حركة “نوعم” وهي أيضا في جذروها منبثقة من حركة “كاخ”. وهذه حركة من أشد الحركات تطرفا بين المستوطنين.

وتمنح استطلاعات الرأي هذه القائمة ما بين 4 إلى 5 مقاعد.

وكما ذكر سابقا، فإن بنيامين نتنياهو ضغط لتشكيل هذا التحالف، وليضم أيضا حزب “البيت اليهودي” (المفدال سابقا)، الذي رفض التحالف، وبقي خارج المنافسة الانتخابية، لأول مرة منذ أول انتخابات جرت في العام 1949، وكان الحزب الوحيد الذي يمثل الصهاينة المتدينين. وأعلن “البيت اليهودي” دعمه لقائمة “يمينا”.

القائمة العربية الموحدة

هي القائمة السابق ذكرها، برئاسة النائب منصور عباس، التي انشقت عن تحالف القائمة المشتركة. و”الموحدة” هي الذراع البرلماني للحركة الإسلامية، الشق الجنوبي، وتمنحها استطلاعات الرأي من قرابة 1% في الأصوات، وحتى اجتيازها نسبة الحسم بقليل 3.25%، التي تضمن تمثيلا برلمانيا بحد أدنى من 4 نواب.

إلى ذلك، فإن العديد من التشكيلات والمبادرات لخوض الانتخابات لم تطرق باب لجنة الانتخابات المركزية الأسبوع الماضي. فإضافة الى حزب “البيت اليهودي”، والحزبين اللذين شكلهما رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي، والنائب عوفر شيلح، هناك أيضا الحزب الذي أقامه رئيس بلدية حيفا السابق يونا ياهف، وأراد تشكيل قائمة يهودية- عربية، ومبادرة رئيس الكنيست السابق أبراهام بورغ، وعدد من الشخصيات السابقة في حزبي العمل وميرتس، التي سعت أيضا لتشكيل قائمة يهودية- عربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى