بالتزامن مع افتتاح المفاوضات مع إيران إدارة أوباما ستزود إسرائيل بمنظومات تسليح لمهاجمة تحصينات وطائرات إرضاع
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والأبحاث 07/03/2012.
المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم الثلاثاء 06/3/2012.
مصادر أمريكية أعلنت يوم الثلاثاء 6 مارس أن الولايات المتحدة ستزود إسرائيل بمنظومات أسلحة تساعد جيش الدفاع الإسرائيلي على شن هجمات على مدى بعيد ومهاجمة أهداف محصنة تحت الأرض.
الأمر يتعلق بمنظومة قذفGBU-31 Joint Direct Attack Munition-JDAM التي تستخدمها الطائرات المقاتلة والقاذفة الأمريكية وعلى الأخص التي تحمل من فوق حاملة الطائرات.
كما ستزود الولايات إسرائيل بأربع طائرات للإرضاع الجوي من نوع KC-35 التي أشارت المصادر الأمريكية بأنها مناسبة للهجمات على إيران.
لسلاح الجو الإسرائيلي أربع طائرات إرضاع كهذه وبذلك تكون إدارة أوباما قد ضاعفت الأسطول الإسرائيلي من طائرات الإرضاع.
في مقابل ذلك أبلغت الولايات المتحدة وخمس دول كبرى إيران أنها على استعداد لاستئناف المفاوضات النووية معها، قبل ذلك أشارت مصادرنا في واشنطن إلى استعدادات تقوم بها إدارة أوباما لاستئناف المفاوضات النووية مع إيران.
وفي أقل من 12 ساعة من بعد خطاب الحرب لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء 6 مارس صباحا أمام أعضاء مؤتمر الإيباك والذي أعلن فيه أن إسرائيل لا تستطيع الانتظار وقتا أطول من أجل القيام بعمل ضد إيران، وبعد زيارته للبيت الأبيض ومحادثاته مع الرئيس باراك أوباما حيث بقيت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على خلاف بينهما حول الوسيلة التي ينبغي استخدامها لوقف البرنامج النووي الإيراني، أعلنت الدول الست وعلى رأسها الولايات وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين وألمانيا في رسالة موجهة إلى طهران أنها على استعداد لاستئناف المفاوضات النووية معها.
في مقابل ذلك أعلنت طهران أنها على استعداد لتمكين المفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة النووية من زيارة موقع بارشين شريطة أن تنجز جميع الترتيبات المرتبطة بذلك معها والوضع في الاعتبار أن الأمر يتعلق بموقع عسكري إيراني.
الإيرانيون قالوا بعد هذا كله أن زيارة موقع عسكري يتطلب اتخاذ إجراءات وترتيبات خاصة لا يمكن العودة إليها وتكرارها.
في يوم الاثنين الخامس من مارس أعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية يوكيا أمانو أن من الملح جدا القيام بزيارات تفقدية لبارشين نظرا لأن الوكالة الدولية تشك بإجراء عمليات تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني هناك والتي هي ذات طابع عسكري.
بيد أن مصادرنا العسكرية والاستخباراتية تشير إلى أن مثل هذه الأعمال كانت إخلاء سريع يجري منذ الأسبوع الماضي من قبل الإيرانيين لجميع المعدات النووية العسكرية الإيرانية من الأجزاء التي يعتزم المفتشون التابعون للوكالة الدولية للطاقة النووية زيارتها، وعندما يأتون هناك لن يجدوا شيئا.
جميع المعدات التي تم إخلاؤها تقريبا أثناء كتابة هذه السطور مرتبطة بإجراء تجارب على المواد المتفجرة النووية وأجهزة التفجير للرؤوس النووية.
مصادرنا في واشنطن تشير أن الرئيس أوباما كان يعلم بذلك وقد أطلع من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بالنسبة لما يحدث في بارشين ورغم ذلك لم ينبس ببنت كلمة لا أثناء ظهوره يوم الأحد 4 مارس أمام مؤتمر الإيباك حيث تعهد بوقف البرنامج النووي الإيراني، وعلى الرغم من أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي جاء لإجراء المحادثات مع أوباما حول إيران بعد ذلك بيوم أي يوم 5 مارس كان على علم بهذه التطورات في بارشين فإنه لم يناقش الأمر مع الرئيس أوباما.
السبب نتنياهو كان يعرف أن أوباما مصمم على استئناف المفاوضات مع إيران في بداية أبريل في اسطنبول ابتداء من فهم وتسليم بأن القيادة الإيرانية ستبرز عضلات نووية وعسكرية من أجل الإظهار أنها ذاهبة إلى المفاوضات مع واشنطن ليس من موقع الضعف وإنما من موقع القوة كدولة نووية.
وكانت مصادرنا قد أعلنت أن الولايات المتحدة ذاهبة إلى المفاوضات إلى إيران منذ 18 فبراير.
هذا الوضع هو الذي دفع بنيامين نتنياهو ليعلن يوم الاثنين للرئيس أوباما أن إسرائيل ستكون مسؤولة عن مصيرها وأن من الجائز أن الضغط على إيران (العقوبات) تضاعفت لكن الوقت للهجوم العسكري على إيران يتقلص.
بعبارة أخرى نتنياهو لا يؤمن بخيار المفاوضات حيث أن الإيرانيين سيعمدون إلى الخداع ويماطلوا الأمريكان بأساليب المزايدة الملتوية المعروفة باسم “سوق طهران” وفي ذات الوقت سيواصلون تطوير برنامجهم النووي بدون إعاقة في ظل هذه المفاوضات.
عشية مجيء نتنياهو إلى واشنطن يوم 2 مارس حاول نتنياهو إملاء ثلاثة شروط لانطلاق المفاوضات بينها تفكيك المنشأة النووية تحت الأرض في فوردو بالقرب من قم. لكن الرئيس أوباما رفض هذه الشروط.
ولا شك أن السرعة التي تعمل بها واشنطن وطهران بعد ساعات فقط من لقاء نتنياهو أوباما جاءت لسد الطريق أمام الخيار العسكري الإسرائيلي انطلاقا من التقدير بأن إسرائيل لن تغامر بالهجوم على إيران خلال إجراء المفاوضات بين الدول الست وإيران.
بيد أنه لما كان نتنياهو قد رفض الالتزام أمام الرئيس أوباما خلال الأشهر الأخيرة وهذا الأسبوع بأن تمتنع إسرائيل عن الهجوم على إيران طالما أن هذه المفاوضات مستمرة، فإن إسرائيل يمكنها أن تنتظر حتى المرحلة التي تواجه فيها هذه المفاوضات حالة انسداد وعندها تهاجم البرنامج النووي الإيراني.
وزير الدفاع ليون بانيتا صرح يوم الثلاثاء أثناء ظهوره أمام مؤتمر الإيباك أن عملية عسكرية أمريكية هي الخيار الأخير، وإذا فشلت جميع الخيارات فإننا سنتحرك ونلجأ إلى الخيار العسكري.