#شؤون مكافحة الاٍرهاب

بالأرقام .. دراسة تحليلية أمريكية ترصد تحركات تنظيم «داعش» في الصومال

المرجع أحمد لملوم – 6/1/2019

نشر مركز «إف دي دي» الأمريكي للأبحاث والمتخصص في مجال مكافحة الإرهاب، دراسة تحليلية أمس السبت، عن نشاط تنظيم «داعش» في الصومال خلال العام المنصرم، وتوسع التنظيم في نشاطه بالبلاد خلال الـ12 شهرًا الماضية، فضلًا عن تطور الأسلحة والقوى العسكرية له، والتي مكَّنته من شن هجمات في مناطق تنشط فيها غريمته ومنافسته في الصومال، حركة الشباب الإرهابية.

وبحسب البيانات التي جمعها مُعدُّ الدراسة، الباحث كالب وايس، فقد نفذ تنظيم «داعش» نحو 106 عمليات إرهابية في الصومال منذ أبريل 2016، وفي عام 2018 وحده نفذَّ التنظيم الإرهابي 66 عملية تنوعت بين هجمات انتحارية وزرع قنابل متفجرة ونصب كمائن لقوات الأمن الصومالية، والعمليات التي نفذت في عام 2018 أكبر من مجموع العمليات التي شنها تنظيم داعش  في عامي 2016 و2017 مجتمعين.

وتغيرت إستراتيجية التنظيم الإرهابي فيما يتعلق باستهداف المناطق الصومالية خلال العام الماضي، فعلى الرغم من استمرار شن هجمات في ولاية بونتلاند شمال شرق البلاد، تحولت منطقة الاستهداف الرئيسية من مدينة أفجوي بإقليم شبيلي السفلي جنوبي الصومال، لتصبح العاصمة مقديشو.

وشهدت مدينة أفجوي نحو 38% من العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش في الصومال عام 2017، غير أن هذا الرقم تتضاءل ليصبح 18% عام 2018، في حين أن مقديشو شهدت نحو 24% من العمليات الإرهابية عام 2017، وتضاعف الرقم ليصبح 58% عام 2018.

وفي ولاية بونتلاند، انخفضت مستويات النشاط العسكري لتنظيم داعش إلى حد ما في عام 2018، وبلغت نسبة العمليات الإرهابية التي شنت في الولاية 22%، على عكس عام 2017، عندما بلغت نسبة العمليات الإرهابية المنفذة في الولاية نحو 38%، ويعود هذا الانخفاض للجهود العسكرية التي تبذلها الحكومة المحلية في الولاية ضد التنظيم الإرهابي، إضافة إلى أن تنظيم داعش نفسه وجَّه اهتمامه لمناطق أخرى في البلاد.

طرق الهجمات المنفذة

مثلت الهجمات التي شنها تنظيم داعش على قوات الأمن بالأسلحة النارية والمتفجرات نحو 15% من الهجمات الإرهابية في 2018، وكان أبرز هجوم نجح التنظيم الإرهابي في تنفيذه، هجومًا بقنبلة متفجرة زرعت لاستهداف منزل محافظ إقليم هيران السابق عمر آدم إبراهيم باديو الواقع في مدينة بلدوين وسط البلاد.

وظلت الاغتيالات التكتيك المفضل لدى تنظيم «داعش»، خاصة مع تأسيس التنظيم الإرهابي لفرق من أعضائه تعمل على تنفيذه الاغتيالات في مقديشو وبوصاصو، وشكلت عمليات الاغتيالات نحو 85% من مجموع الهجمات الإرهابية لتنظيم داعش عام 2018.

وفي أبريل 2018، سقط عضو من تنظيم داعش في يد قوات الأمن الصومالية بالقرب من مدينة أفجوي، وخلال التحقيق معه اعترف العضو ويُدعى حسن حسين بأنه كان مكلفًا بالعمل ضمن واحد من فرق الاغتيالات في التنظيم، وأنه نفذَّ عدة عمليات اغتيال في مدينة مقديشو وأفجوي، كما ألقت قوات الأمن الصومالية على عضوين آخرين من تنظيم داعش في مايو 2018، كانا هما أيضًا يعملان ضمن فرقة اغتيال، كانت تنفذ عمليات في العاصمة مقديشو.

وكانت صحيفة صوت أمريكا قد ذكرت في تقرير حديث لها، توسع تنظيم داعش في المناطق الجنوبية من الصومال؛ حيث تنشط حركة الشباب، وفي نوفمبر وجَّه تنظيم داعش رسالة مباشرة إلى حركة الشباب في النشرة الإخبارية، عقب قيام حركة الشباب بسلسلة من الهجمات ضد تنظيم داعش، ونجاح الحركة في أسر عدد من مقاتلين تنظيم داعش خلال هذه الهجمات.

بيد أنه في 16 ديسمبر، قال تنظيم داعش إن مقاتليه في الصومال اشتبكوا مع مقاتلين من حركة الشباب جنوب غرب مدينة قندالة الساحلية؛ حيث زعم أنه  قتل 14 فردًا من مقاتلين حركة الشباب، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يشتبك فيها تنظيم داعش مع حركة الشباب.

وردت حركة الشباب بإعلان الحرب على تنظيم داعش، ودعوة كل المقاتلين لاستهداف كل شخص يشكون في وجود علاقة تربطه مع تنظيم داعش في مختلف أنحاء الصومال، وتم رصد تصادم بين مقاتلي التنظيمين الإرهابيين بالقرب من الحدود مع دول كينيا المتاخمة.

الأهداف المنتقاة لهجمات «داعش»

وفيما يتعلق بالأهداف التي ركزت عليها هجمات تنظيم داعش في الصومال في عام 2018، كانت الأجهزة الأمنية الصومالية، والتي تضم  ضباط الجيش والشرطة، الهدف الرئيسي، فقد بلغت نسبة الهجمات التي استهدفتهم نحو 52% من العمليات المنفذة.

وكانت القوات الاستخبارية الصومالية في المركز الثاني استهدافًا، وكانت نسبة العمليات التي شنت واستهدفتهم نحو 25%، بينما كانت الهجمات التي استهدفت مواقع ومنشآت حكومية نحو 19%.

ولم يشن التنظيم الإرهابي سوى هجوم واحد ضد القوات الدولية الموجودة في الصومال خلال العام، وكان الهجوم استهدف عددًا من قوات الأمن التابعة للاتحاد الأفريقي.

ومن الجدير بالذكر، أن المنصات الإعلامية لتنظيم «داعش» روَّجت لما سموه «ولاية الصومال» خلال العام المنصرم، حتي وإن كان التنظيم الإرهابي يروج لفكرة وجوده ونفوذه الكبير في الصومال منذ عام 2017، غير أنه لم يذكر لفظ «ولاية الصومال» سوى في 2018، ما يُعطي مؤشرًا للتقدم الذي أحرزه تنظيم داعش هناك.

ومع استمرار جهود تنظيم داعش للتوسع في الصومال، سيؤثر ذلك سلبًا على الوضع الأمني الهش بالأساس في البلاد، وسيستمر قتل المدنيين وابتزازهم من قِبَل كل من حركة الشباب وتنظيم داعش، وعلاوة على ذلك، بما أن تنظيم داعش أصبح يستهدف حركة الشباب والتعدي على ما يُسمى بمناطق نفوذها، فمن المرجح أن يتم النظر إلى المزيد من الصراع والتناحر بين مقاتلين التنظيمين الإرهابيين.

4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى