ترجمات أجنبية

ايكونومست: بيانات الأقمار الصناعية تشير إلى تصاعد العنف في معظم أنحاء السودان

في جميع أنحاء الجنوب وفي العاصمة، عدد الحرائق المكتشفة من الفضاء مرتفع بشكل غير طبيعي

ايكونومست 20-7-2023: بيانات الأقمار الصناعية تشير إلى تصاعد العنف في معظم أنحاء السودان

يُعتقد أن الحرب الأهلية في السودان تسببت في نزوح ما لا يقل عن ثلاثة ملايين شخص. هذه التقديرات غير دقيقة إلى حد كبير ، بسبب قلة المعلومات المتاحة. الصحفيون المحليون والنشطاء محاصرون – بالمعنى الحرفي للكلمة ، في بعض المدن – ولا يستطيع الصحفيون الأجانب الاقتراب من القتال. هاجم الجنود البنية التحتية للاتصالات ، ومنعوا نشر الأخبار.

وتقدم البيانات التي تجمعها هذه الأقمار أدلة على جرائم الحرب مثل حرق القرى. كما تكشف البيانات عن المدى الذي وصلت إليه المذابح مقارنة مع تلك التي حدثت في الماضي. وتدير وكالة ناسا الأمريكية نظاما يقوم على الأقمار الاصطناعية اسمه “فيرمز” ويقوم بالتقاط وتحديد الأماكن ذات الحرارة العالية.

وهو نظام صمم لمتابعة حرائق الغابات، لكنه يلتقط في الوقت نفسه الحرائق الطبيعية وتلك التي يتسبب بها البشر. فالحرائق في السودان تتباين وتصل ذروتها في موسم الجفاف من أيلول/ سبتمبر إلى آذار/ مارس. إلا أنه تم التقاط الكثير من الحرائق أثناء الموسم الماطر الحالي وأكثر من العقد الماضي.

ولعزل  الحرائق المرتبطة بالحرب، تمت تصفية  المناطق الساخنة قرب مصانع الإسمنت ومحطات توليد الطاقة ومنشآت النفط، إلى جانب مناطق تمت الإشارة إليها بأنها غير مأهولة في خرائط أعدت باستخدام نظام “غيرد 3″، أي البيانات السكانية والبنى الجغرافية للتنمية. فمنذ بداية الحرب في نيسان/ أبريل، سجل نظام “فيرمز” حرائق اندلعت بمعدل خمسة أضعاف في هذه المناطق من تلك المسجلة ما بين 2013- 2022.

في البداية انحصر معظم الدمار بالعاصمة الخرطوم، حيث تنافس الطرفان المتحاربان للسيطرة على مراكز الحكومة. وفي نهاية نيسان/ أبريل، أظهرت الصور الفضائية اندلاع حرائق غير طبيعية في الجنوب وغرب السودان. وتؤكد صور الأقمار الاصطناعية أن الحرائق التي تم تحديدها في دارفور، مركز أول حرب إبادة في القرن الحادي والعشرين وتلك التي في الخرطوم، نابعة من الحرب.

وكشفت الصور ذات الجودة العالية التي التقطها نظام “فيرمز” بنايات محترقة بشكل تام. وبحسب مرصد النزاع السوادني، وهو مركز في جامعة ييل، ومكلف من وزارة الخارجية الأمريكية لمراقبة اتفاقيات وقف إطلاق النار التي لم يتم الالتزام بها بشكل كامل، فقد تأثرت مساحة 0.7 كليومتر مربع في الجنينة، غرب دارفور بالنيران في حزيران/ يونيو.

وفي بلدة مورني، احترقت مساحة 2 كيلومتر مربع في يومين فقط هذا الشهر. وتقول المجلة إن زيادة الحرائق تتطابق مع التقارير التي تتسرب من داخل البلد، فبحسب “أرمد كونفليكت لوكيشين داتا بروجيكت” (أكليد) وجدت أن معدل تقارير العنف الحالية من السودان هي أكثر بضعفي المعدل الأقصى منذ بداية التسجيل في عام 1997.

ومثل خرائط الحرائق، تكشف بيانات “أكليد” أن القتال في منطقة الجنوب، وهي منطقة ابتعدت في الماضي عن العنف الجماعي، لكن الحرائق المشتعلة التي سجلتها الأقمار الاصطناعية تتفوق على ما سجلته “أكليد”.

ويظل تقدير عدد الوفيات في الحرب الحالية مهمة صعبة، فعملية إحصاء الحرائق لا تكشف الكثير عن الضحايا والحالات التي سجلتها “أكليد” وعددها 1150 حالة منذ 15 نيسان/ أبريل، ومن بينها 388 حالة وضعت على القائمة “بدون معرفة عدد الضحايا”، وعندما تبدأ الأخبار  بالخروج، فستكشف عن واقع قاتم.

وفي 13 تموز/ يوليو، قالت الأمم المتحدة إنها اكتشفت مقبرة جماعية دفن فيها 87 شخصا في الجنينة، غربي دارفور.

 

Economist: Data from satellites suggest violence has surged in much of Sudan

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى