ترجمات عبرية

ايريس ليعال / غباي ولفني، عليكما أن تكونا يساريين فخورين

هآرتس – بقلم  ايريس ليعال – 6/8/2018

في اليوم الاول من آب، وهو اليوم الاول ايضا لها كرئيسة للمعارضة، دعت تسيبي لفني منظمات المجتمع المدني الى لقاء وصف بكونه محادثة، وإن كان اثار الانطباع بأن لفني قد جاءت للعمل. الفرق بين اسلوبها واسلوب سلفها في الوظيفة وشريكها في قيادة المعسكر الصهيوني، يبدو واضح من اللحظة الاولى. هناك من سيقولون إنه حتى في السابق عندما نجحت في الصاق آفي غباي الى الحائط وأن تسحب منه التعيين الذي رغبت فيه جدا.  

الاستسلام كما يبدو استكمل. لفني تظهر غرائز صحية. التعرف على نتنياهو استكمل ايضا. لفني تعرف أن الشوارع المليئة بالمحتجين والمتظاهرين، تضغطه بسبب صفتهم لازالة الغطاء عن الكومة العالية من الاحباطات. هذا طبيعي أن يكون الغليان الذي ينزلق من الشبكات الاجتماعية الى الشارع، هو كابوسه. وبعد المحاولة المريرة للاحتجاج الاجتماعي الذي يراه كثيرون انتصارا للسياسة الحكيمة (نتنياهو) على الروح الانسانية (مواطنيه) – العودة الى الميادين تبعث أمل جديد.

لذلك، تريد لفني توحيد النضالات في خط واحد: المشترك بين المثليين، الدروز والنضال ضد الفساد هو المطالبة بمساواة في الحقوق لكل مجموعات المجتمع، بما فيها بالطبع المساواة امام القانون. رئيس الحكومة وفرقته يهاجمون كل منظمة وكل تنظيم بذاته. كمية الاسهم التي تحلق في الهواء منذ ليلة سن القانون يمكن أن تغرق كل واحد منهم. اليكم مثلا، منذ اسبوع واريئيل سيغل يقابل في برنامجه الاذاعي اشخاص يعارضون القانون ولا يعرفون أن يشرحوا لماذا. هذا عمل دعائي فريد من نوعه في نجاعته، حيث يعرض المعارضة للقانون كانشغال سياسي بامور صغيرة. وهو امر زائد.

بعد اشهر من النشاط المحموم والدقيق لغباي، الذي حتى الخصوم أو المنافسين في الحملة السياسية يعترفون همسا بنجاعته، هو ولفني متحمسان لصراع جيد. يجب أن نذكر أن مهمتهما ستكون صعبة وتصل الى حد الاحباط. خلافا للشائعة المقررة  التي تقول “ليس هناك من يمكنه أن يحل محل بيبي” أو الجيش الخاضع ليوجد مستقبل، فانه للفني وغباي يوجد اعضاء كنيست متمردين، استطلاعات تنكيلية (“كيف ستصوتون اذا وقف غانتس، اشكنازي، أو النبي موسى أو الأم تريزا على رأس القائمة؟”) ووسائل اعلام متشككة. اضافة الى ذلك هم ايضا يجب عليهم التنافس مع معسكر، الذي بدون أن يعرفوا يسقطون ضحية للمناورات الاعلامية لرجال نتنياهو الذين ينغصون حياتهم في الشبكات الاجتماعية. في الوقت الذي يقدم فيه لهم قانون القومية وتعديل قانون “الأم الحاضنة” غير الشعبوي، الفرصة والتوقيت الذي لا يأتي إلا لمرة واحدة للنضال المعارض، يجب عليهم العمل على تخفيض حدة الانتقاد لطريقة تعاملهم مع ايتان بروشه في ظل صرخات الفرح التي يطلقها نتنياهو.

إن الشكوى من أنه يقف على رأس حزب العمل ليكوديان سابقان، صحيحة. ولكن هذا ليس فقط سيء: لفني وغباي تعلما من الجيدين جدا.  في 1999 عندما كان الليكود في مرحلة هبوط حر وفوز اهود باراك كان يبدو مضمونا، وزعوا في الليكود ملصقات “أنا ليكودي فخور”. لقد حان الوقت لتحويل الضعف الى افضلية: ماذا عن ملصق أو دبوس مكتوب عليه “أنا يساري فخور”؟ لا تصدقوا كم من الناس سيحملونه بفخر على صدورهم.

لذلك، حقيقة أن منظمات مثل “نحطم الصمت” و”بتسيلم” و”يوجد حكم” الذين تم استدعاءهم لمقابلة منفصلة مع لفني وأنهم كانوا خارج المعسكر، محزنة جدا. اذا كانت حتى رئيسة المعارضة تخرجهم خارج الجدار فهذا يدل على أن حملة تحريض نتنياهو قد نجحت. في الايام التي فيها يتم ضرب نشطاء اليسار في الخليل ومؤيد لـ “نحطم الصمت” يتم التحقيق معه في المطار، يجدر ويوصى بالسير بفخر حتى النهاية، دون خوف: كونا يساريين يا لفني وغباي وحاربا مثل اليمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى