ايريس ليعال تكتب : مطلوب حزب يهودي – عربي جديد
![](/wp-content/uploads/2018/05/674846B3-8A9C-4B1C-BBC0-1C8D3CC6696C.jpeg)
بقلم: ايريس ليعال، هآرتس 19/8/2018
الرعب الجماعي لرؤساء المعسكر الصهيوني في الماضي والحاضر منرؤية الاعلام الفلسطينية في ميدان المدينة، يثير التفكير بشأن الحاجة الملحةلمساعدتهم في الانتخابات القريبة القادمة. صحيح أنهم يدركون أن قانونالقومية ونهاية مصير فرصة تحقيق قيمة المساواة تفسيرها ازالة الحواجز منطريق بنيامين نتنياهو الى دولة ابرتهايد كبيرة وسعيدة. ولكنهم يريدونمحاربته بدون ان ترفع الطائفة الاثنية التي تضررت منه شعاراتها امامهم. هيا نكن منطقيين. صورة آفي غباي وتسيبي لفني وهما يسيران تحتالاعلام الفلسطينية يمكن ان تعذي وحدها كل دعاية نتنياهو الانتخابية. الآنفي حين تبدو الانتخابات على الابواب يجب التفكير كل امر اولي. علاوةعلى ذلك من الواضح انهما ادركا جيدا رسائل نتنياهو، التي تسربت فيالعقد الاخير الى الوعي الوطني وكتلته من جديد، لا نستطيع تحديهما وهمايشعران بأنهما مقيدان اليها.
من اراد ان يراهما وهما يلوحان باصابعهم الثلاثة في وجه نتنياهو،كما يجب عليهما القيام به، عليه الاستيقاظ من اوهامه وأن يسلم بعجزهما. نتنياهو كرس سنوات للتخريب في صورة القيم الليبرالية وتمويه التمايز بينالمعارضة السياسية الشرعية والتخريب. كل من ليس في جماعته هو خائن،أن نتوقع من غباي ولفني اظهار شجاعة روحية وأن يقولا لليمين الذي اظهرأنيابه وهو ينبح على الاعلام الفلسطينية – هذا مبالغ فيه قليلا. حتى اهودباراك المعارض المقاتل، حنى رأسه بخنوع ازاء العقود البيبية وبرز بتجهم مابشأن تقصير الاعلام.
باختصار، اذا كانت لفني وغباي غير مؤهلين في هذه الاثناء لتغييرالوعي فأنا أعرف شخص ما يمكنه فعل ذلك. أي، لا اعرفه بالضبط لكننياستطيع تخيله: منذ انضمام حداش للقائمة المشتركة أبقت خلفها الكثير منالاشخاص دون بيت سياسي. ليس فقط يهود يؤمنون من اعماق قلوبهمبشراكة كهذه، بل ايضا عرب يتحفظون من الانقسام ومن التدين الاسلاميويريدون الحفاظ على هويتهم الفلسطينية الى جانب الهوية المدنية – الاسرائيلية من خلال اندماج كامل في مجتمع متساوي.
ولمن يصرخ الآن من بين الجمهور طالبا “لكن توجد لدينا ميرتس“،أطلب منه بأدب أن يصمت. تمار زندبرغ ليست جاذبة للناخبين العرب، ايضالانها اعلنت عن استعدادها للجلوس مع افيغدور ليبرمان (الذي يرفضه غباي) وكذلك لأنه في ميرتس يوجد فقط عضو كنيست عربي واحد. ولكن هنا امامناظرينا يخلق حزب عربي يهودي، ولمن ارتعب، يهودي عربي – الذي سيحققاحد العناصر المذكورة التي نتذكرها جيدا من المظاهرة، نفس الروح الرائعةلشراكة المصير.
لحزب كهذا هناك دور آخر. يمكنه أن يكون كاسر للتوازن في الواقعالسياسي وأن يمكن غباي في ظروف معينة من انشاء ائتلاف. هو لن يضمفي أي يوم القائمة المشتركة. من الواضح أن الشريكة الطبيعية ميرتسستضطر الى خلق نفسها من جديد من اجل ان لا تختفي. ولكن حزب يهوديعربي جديد هو قصة اخرى تماما. ليس هناك امر يسرع تطهير السموم منالمغازلة الفظيعة مع “خطوات” فاشية من وزير عربي اسرائيلي. ولم لا؟ لحزبكهذا يمكن ان يكون قوة مساومة كبيرة. “من اراد أن يفرح بالعالم يقف اماممهمة مستحيلة” كتبت بسلفا شمبورسكا. “الغباء ليس امرا مضحكا، وليسامرا سعيدا“. حزب كهذا هو العلاج الفعال للحزن الذي سببه لنا الغباء