ترجمات عبرية

ايدي كوهن/ آلاف الفلسطينيين القتلى، من يهتم؟

اسرائيل اليوم – بقلم  ايدي كوهن – 7/8/2018

وفقا لتقرير نشرته مؤخرا منظمة حقوق الانسان “مجموعة العمل من اجل الفلسطينيين في سوريا” (AGPS)، وثقت المنظمة 3.840 حالة فلسطينيين قتلوا منذ بداية الثورة في سوريا في 2011. وكانت ملابسات الموت هي القصف، النار او التعذيب في غرف التحقيق في السجون سيئة الصيت والسمعة في أرجاء سوريا.

اضافة الى هذا النشر، نشرت (على نحو مفاجيء) لاول مرة قائمة اسمية من النظام السوري تضم اسماء 548 فلسطيني قتيل، دون الاشارة الى سبب الوفاة. ولكن منظمات حقوق الانسان متفقة على الرأي على أن اولئك الفلسطينيين قتلوا في غرف التحقيق كمنتيجة للتعذيب، التجويع، الاهمال او انعدام العناية الطبية المناسبة.

في (AGPS) يدعون بانه لا يزال 1.682 فلسطينيا مفقودا، ليس واضحا ما هو مصيرهم. والتقدير هو انهم قتلوا في الحرب المضرجة بالدماء او “في افضل الاحوال” لا يزالون في السجون. العدد الصحيح إذن هو ما لا يقل عن 5.522 فلسطيني قتيلا ومفقودا منذ 2011.

الى جانب القتلى والمفقودين اولئك، فان عشرات الاف الفلسطينيين من سوريا فقدوا منازلهم واماكن عملهم. هكذا مثلا، فان مخيم اليرموك للاجئين، الذي كان يسكن فيه آلاف الفلسطينيين، دمر تماما كنتيجة للقتال العنيد. وحتى قبل تدميره، فرض نظام الاسد الحصار على المخيم، وصور الكثير من الفلسطينيين في حالة من سوء التغذية، نشرت في بعض من وسائل اتصالات المعارضة السورية. ورغم هذه الفظائع، فان احدا من السلطة الفلسطينية لم يشجب الاسد علنا.

العجب عظيم: لماذا لا تقوم السلطة الفلسطينية، الاعلام العربي والدولي، منظمات حقوق الانسان والسياسيون الفلسطينيون والعرب باطلاق الصرخة لشجب جرائم نظام الاسد بحق الفلسطينيين. لماذا لا يشجب كل النواب العرب في الكنيست الاسد؟

عندما يقتل مخرب من حماس أو من الجهاد الاسلامي في غزة على ايدي جنود  الجيش الاسرائيلي، عند محاولته زرع عبوة ناسفة او محاولة قطع السياح والتسلل الى اراضي اسرائيل، ينصدم العالم العربي والغربي. فالجامعة العربية تصدر بيانات شجب؛ الكويت المعادية لاسرائيل تبعث الى اعضاء الامم المتحدة ببيانات شجب ضد اسرائيل، وتعمل  على عقد اجتماع لمجلس الامن؛ ابو مازن يطلب الحماية الدولية للفلسطينيين، والاعلام العربي والغربي ينشغل بالحاجة في البث على مدار الساعة.

ليس هذا ما يحصل عندما لا يقتل الفلسطينيون على أيدي الجيش الاسرائيلي، بل على ايدي العرب. عندها يتبين أن موتهم لا يعني احدا – لا في العالم العربي ولا الفلسطينيين أنفسهم، سواء في السلطة الفلسطينية أم في حماس. كلهم يسكتون. الدم الفلسطيني في الضفة او في غزة يساوي عشرات اضعاف دم الفلسطينيين في اماكن اخرى في العالم. وذلك لان الفلسطينيين الذين يقتلون بنار الجيش الاسرائيلي يشكلون أداة مناكفة ضد اسرائيل، سواء من جانب الدول العربية أم من جانب العالم الغربي. منظمات حقوق الانسان في الغرب وكذا في اسرائيل توظف معم جهودها واهتمامها بالمسألة الفلسطينية في اسرائيل.المعادلة واضحة: اذا لم تكن صلة اسرائيلية أو يهودية بموت العرب، فهذا ليس مثيرا للاهتمام.

في اثناء القتال في سوريا، حافظ ابو مازن على الصمت الصاخب في موضوع الفلسطينيين في سوريا، ولم يشجب بشار الاسد أو ايران على قتل الفلسطينيين هناك. فقد سعى الى أن يستفيد من كل العوالم – دعم ايران، ودعم الدو العربية.وهناك انطباع بانه نجح، في اثناء الفضائع في العراق قبل بضع سنوات، رفعت امرأة يزيدية بائسة يافطة كتب عليها ما معناه: مأساة الشعب اليزيدي هي أن اعداءه ليسوا يهودا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى