ايال زيسر يكتب – التحريض كنمط حياة
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 14/12/2018
عاد الارهاب هذا الاسبوع ليرفع رأسه في يهودا والسامرة، تذكيرا أليما لنا جميعا باننا لا نزال نعيش في صراع متواصل فيه ارتفاعات وهبوطات، انجازات استخبارية وعملياتية، ولكن ايضا حالات ينجح فيها منفذو العمليات في أن يخرجوا الى حيز الفعل رغبتهم في قتل اليهود.
ينبغي اذن الافتراض بانه مثل الموجات السابقة التي شهدناها، فان موجة الارهاب والعمليات هذه ستخبو هي الاخرى في نهاية المطاف الى أن تأتي الموجة التالية. ومع ذلك محظور علينا أن نتعاطى مع الارهاب كقضاء وقدر لا يوجد اي سبيل للتصدي له وينبغي التسليم به والعيش في ظله. فالارهاب يجب بل ويمكن مكافحته، حتى ولو لم يكن ممكنا ايقافه تماما – يمكن تقليص ضرره.
ان تجفيف مستنقع الارهاب يجب أن يبدأ بمكافحة التشجيع والشرعية اللذين يعطيان لمنفذي العمليات من جانب المجتمع الفلسطيني الذي يخرجون منه، والاخطر من ذلك، من القيادات الفلسطينية، قادة السلطة الفلسطينية، الذين يدعون بانهم شركاء اسرائيل في مكافحة الارهاب والعنف والجهود لاحلال السلام والامن في المنطقة.
من المؤسف ان نكتشف بان القيادة الفلسطينية تتبنى المرة تلو الاخرى الى حضنها منفذي العمليات، أو على الاقل تمتنع عن شجبهم. ترافق هذا العناق مساعدة مالية سخية تعطى لمنفذي العمليات وعائلاتهم وتبث للمحيط بأسره بان هؤلاء الاشخاص ليسوا ارهابيين مجرمين بل ابطال جديرون بكل ثناء. ان العناق الحار والعلني للعمليات ولمنفذيها يكمن بالطبع في الخصومة التي بين ابو مازن ورجال وبين حماس. ومنذ زمن بعيد يفقد ابو مازن حضوره وعلى اي حال تأييد الشارع الفلسطيني له أيضا. كل هذا، في الوقت الذي تعزز فيه حماس قبضتها في قطاع غزة بمساعدة سخية من قطر وبمباركة مصر واسرائيل. وتجدر الاشارة الى أن حماس حققت هذه الانجازات بطريق الكفاح الارهابي العنيف الذي من خلاله فرضت شروطها على اسرائيل.
ان تأييد ارهاب منفذي العمليات، والمساعدة السخية لهم ولعائلاتهم ومواصلة التحريض ضد اسرائيل هي إذن أدوات بيد السلطة الفلسطينية في الكفاح الذي تخوضه في مواجهة حماس على تأييد الرأي العام الفلسطيني وعلى حفظ حضورها.
ولكن ينبغي الاعتراف بانه فضلا عن هذه الاعتبارات السياسية او غيرها فان السلطة الفلسطينية تعانق منفذي العمليات لانهم في نظرها، في نظر الجمهور الفلسطيني وزعمائه، حتى اولئك الذين يرون أنفسهم شركاء لاسرائيل في مسيرة السلام، فان العمليات ضد جنود الجيش الاسرائيلي وضد المستوطنين الاسرائيليين هي عمليات شرعية بصفتها جزء من الكفاح الفلسطيني ضد “الاحتلال”.
في مثل هذا الواقع لا غرو ان الارهاب يواصل رفع الرأس. من هنا فان السبيل لمكافحة ظاهرة منفذ العمليات الافراد يمر في رام الله ويستوجب جهدا لوقف التحريض وكذا العناق الحار الذي يمنحه الجمهور الفلسطيني وقيادته لقتلة اليهود.