ترجمات عبرية

ايال زيسر – السد يخترق : اسرائيل والدول العربية

اسرائيل اليوم – مقال – 12/11/2018

بقلم: ايال زيسر

زيارة رئيس الوزراء نتنياهو الى سلطنة عُمان هي علامة طريق هامة في تطور منظومة العلاقات بين اسرائيل ودول الخليج. وبعد نتنياهو جاء لزيارة سلطنة عمان وزير المواصلات، اسرائيل كاتس ايضا. وزارة وزيرة الثقافة، ميري ريغف، ابو ظبي بل ودعتها السلطات المحلية كضيفة رسمية لزيارة “مسجد ابي الأمة”، الذي يؤخذ اليه الضيوف الرسميون على اتحاد الامارات. اما وزير الاقتصاد ايلي كوهين فسيصل في الايام القريبة القادمة الى البحرين بناء على دعوة من حكام المملكة.

شهدت العلاقات بين اسرائيل ودول الخليج ارتفاعا وهبوطا، ولكنها ليست جديدة. والى جانب العلاقات السياسية، تطورت جدا العلاقات الاقتصادية، وأكثر من ذلك الامنية، التي اساسها التعاون، السري في الغالب، في مواجهة التحدي الايراني المشترك. ولكن هذه المرة يبرز قرار من هذه الدول، معا وكل على حده، لمنح منظومة العلاقات مع اسرائيل تعبيرا علنيا بل والاستعراض بها كمصدر قوة وامن، وليس كمصدر موضع خجل.

ان اهمية العلاقة مع اسرائيل تنبع من الفهم بان اسرائيل اصبحت لاعبا اقليميا ذا مغزى، كفيلا بان يمثل حليفا استراتيجيا غاليا في سلسلة من المسائل الوجودية، ابتداء من التصدي لايران وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وحتى التنمية الاقتصادية والامنية في مجالها. وفي الاسبوع الماضي فقط كتب الصحافي السعودي عبدالرحمن الراشد، المحرر السابق للصحيفة المعتبرة “الشرق الاوسط” يقول ان احدا في الخليج لن ينسى تجند اسرائيل الى جانب السعودية في الجهود لتنسيق البث بينها وبين واشنطن. لقد كان في ذلك ما يعبر صراحة عن مكانة اسرائيل كلاعب محوري مركزي في الشرق الاوسط بل وفي داخل العالم العربي.

وتجدر الاشارة الى أن سلسلة الزيارات التي جرت والتي ستجرى، والتغطية الاعلامية العالية التي اعطيت لها، مرت دون أن تثير معارضة ذات مغزى – لا في الخليج نفسه بل ولا في ارجاء العالم العربي. ويشهد الامر على أن مسألة العلاقات مع اسرائيل لم تعد تشكل مسألة خلاف يشغل بال المجتمع العربي.

كما يفيد الامر بان النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني كف عن ان يكون مانعا – او على الاقل مصدر تأخير – في تطوير منظومة العلاقات بين اسرائيل والدول العربية. للموضوع اهمية عاطفية ما بالنسبة للرأي العام العربي، ولا سيما في الدول المحيطة باسرائيل، ولكن في كل ما يتعلق بالانظمة العربية يخيل انه تقرر منذ زمن بعيد عدم ترك الفلسطينيين يملون جدول الاعمال. فضلا عن ذلك، لاول مرة تحاول بعض الدول العربية تصدر الجهود للتقدم في التسوية الاسرائيلية – الفلسطينية وعدم الانجرار وراء المواقف التي يعرضها الفلسطينيون.

ان الزيارات المغطاة اعلاميا في الاسابيع الاخيرة هي مجرد طرف الجبل الجليدي. فالعلاقات بين اسرائيل وبين العالم العربي تتسع وتتفرع حتى الى ما وراء دول الخليج: كل دولة عربية وفقا لطريقها ووتيرتها، بدء بمصر، السعودية بل والمغرب وتونس. التي يصل اليها كل يوم سياح من اسرائيل. وحتى السودان توشك على أن تسير في اعقاب السعودية وتسمح للطائرات التي تشق طريقها من اسرائيل الى القارة الافريقية بالمرور عبر اراضيها. لقد اخترق السد.

ان نسيج العلاقات بين اسرائيل والعالم العربي لا يزال حساسا وهشا، ومريح للعرب رص الصفوف حول المسألة الفلسطينية. ولكن لا شك ان اسرائيل والعالم العربي اجتازا نقطة اللاعودة في الطريق الى اقامة منظومة علاقات مستقرة بل ووثيقة ليست متعلقة بشيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى