ترجمات عبرية

اوري سفير يكتب: دبوس في البالون

بقلم  : اوري سفير ، معاريف 21/5/2018

اسرائيل في حالة نشوى. من ناحية الكثيرين، فاننا نجحنا مرة اخرى في أن نضرب هامان الشرير. فناكرو الكارثة من طهران لن يتسببوا لنا بكارثة ثانية، هكذا سيحرص رئيس الوزراء.

صحيح أن ايران هي تهديد على اسرائيل وعلى الاستقرار في منطقتنا. فهي مصدرة الارهاب الاكبر في العالم، وهي تتطلع الى توسيع مجال نفوذها من طهران الى العراق، سوريا ولبنان، وكذا الى اليمن وغزة. هذا نظام ظلامي، اصولي وثيوقراطي يقمع السكان الفقراء الذين يعدون 80 مليون نسمة. ولكن ايران ليست تهديدا وجوديا على اسرائيل، مثلما اثبتت الاحداث في ضوء هجومها على هضبة الجولان والهجوم الناجع الذي رد به الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو.

لا اعتقد أن نتنياهو يساهم في الامن القومي لاسرائيل. العكس هو الصحيح. فهو يصمم بنجاعة سياسي متفوق اجندة سياسية امنية، ملائمة لمخاوف، لصدمات ولغرور الشعب الذي يوجد في صهيون. هو يتباهى في أنه دفع ترامب لان ينسحب من الاتفاق النووي للقوى العظمى مع ايران. هذا الخطأ ارتكبه ترامب بنفسه وبناء على رأيه، بخلاف رأي جهاز الامن الامريكي وجهاز الامن الاسرائيلي. اما نتنياهو، فبابراز التهديد الايراني، يصرف الانتباه العام عن موضوعين اهم. الاول هو الشبهات بالفساد الشخصي والعام لديه وتوصية الشرطة بتقديمه الى المحاكمة، ومساعيه التي لا تكل ولا تمل للمس بالديمقراطية الاسرائيلية من خلال قانون القومية والمس بمحكمة العدل العليا.

الثاني هو مسألة احتلال الفلسطينيين. فنحن أقوياء بما يكفي لننتصر على كل الدول العربية وعلى ايران؛ ولكن ليس على الشعب الفلسطيني. نحن يمكننا فقط أن نحتله من خلال المشروع الاستيطاني. والاحتلال يحول اسرائيل الى دولة ثنائية القومية بحكم الامر الواقع من البحر الى النهر؛ وهو يفسد أخلاقيا الجيل الشاب في اسرائيل ويجعلنا منبوذين في اسرة الشعوب.

كما أنه في مسألة نقل السفارة الامريكية الى القدس يخطيء نتنياهو. فالقدس هي عاصمة اسرائيل حتى بدون تواجد السفير دافيد فريدمان. والاحتفالات على شرف الحدث قاطعها افضل اصدقائنا في اوروبا. الولايات المتحدة نفسها تدعي بان نقل السفارة لا يقرر شيئا بالنسبة لحدود القدس. فمن أجل تثبيت تواجدنا المحق في القدس تحتاج المدينة الى السلام مع الجانب العربي.

مع الوقت فان أجندة نتنياهو ودوافعه يعرضون اسرائيل لحرب دينية في الشرق الاوسط في اعقاب المواجهة مع ايران الاصولية (وكذا مع حماس وحزب الله)، او مع الفلسطينيين وباقي الدول العربية في المعركة على مستقبل القدس. الحل يكمن ليس في القوة العسكرية الضرورية، بل بالحكمة السياسية. ومن أجل ان نعيد الشيطان الديني الى القمقم، تحتاج اسرائيل الى المبادرة الى حل الدولتين، مع عاصمتين في القدس. ولهذا الغرض نحتاج الى زعيم جديد، على نمط رابين وبيرس. بيني غانتس وغادي اشكنازي، أسمعتم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى