“اوري افنيري” .. وفاة رجل السلام
المصدر – 20/8/2018
رحل اليوم أوري أفنيري، الصحفي وعضو الكنيست، ومحبوب الجمهور، اليومصباحا (الثلاثاء)، عن عمر يناهز 94 عاما. مكث أوري في مستشفىإيخيلوف في تل أبيب بعد تعرضه لسكتة دماغية. يكشف ماضيه، عنشخصيته المميزة، الجريئة، المتأثرة بأفكاره الحرة ونضالاته من أجل حريةالتعبير.
وُلِد أوري في ألمانيا لعائلة ثرية، قدمت إلى إسرائيل بعد صعود هتلر إلىسدة الحكم في ألمانيا عام 1933. خسر والده أمواله في البلاد، فاضطرأوري إلى العمل بدلا من الذهاب إلى المدرسة. بدأ أوري سيرته السياسيةفي الجهة اليمينيّة من الخارطة السياسية تحديدًا: في عام 1938، في سن15 عاما، تجند للمنظمة السرية الإتسل، لمحاربة البريطانيين حول “حقنا فيدولة خاصتنا”، وفق أقواله. “كنت مقتنعا أنه يحق لنا أن نكون مستقلينكسائر الشعوب”، أوضح. في حرب 1948، التحق بشبعة غولاني (شوعاليشمشون)، وبالمقابل بدأ سيرته السياسية عندما أعد مقالات ميدانية لصحيفة“هآرتس”. تعرض أوري لإصابة خطيرة أثناء الحرب.
تبلورت وجهة نظره، التي تمسك بها حتى يومه الأخير، والتي تولي أهميةلإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل عندما كان يمكث فيالمستشفى. كتب في سيرته الذاتية: “أثناء الحرب، اقتنعت أن هناك شعبافلسطينيا يجب صنع السلام معه أولا. لهذا يجب أن تقوم دولة فلسطينية”.
في عام 1950، ترك أوري العمل في صحيفة “هآرتس”، وأقام مجلة أسبوعيةبمساعدة أصدقائه تدعى “هعولام هزيه”. ظهر في أعلى الجريدة “بعيدا عنالخوف والتمييز”، تعبيرا عن طابع مجلة “هعولام هزيه”. في الفترة الأولى منإصدار المجلة الأسبوعية ظهر فيها الخط السياسي اليساري، منشوراتمثيرة للاهتمام، وإشاعات، إضافة إلى تصريحات أثرت في حياة الجمهوروالسياسيين في إسرائيل.
كان أوري من بين الإسرائيليين الأوائل الذين تواصلوا مع منظمة التحريرالفلسطينية. ففي عام 1974، أجرى المحادثات الأولى مع مبعوث ياسرعرفات، ما أدى إلى إقامة “المجلس الإسرائيلي من أجل السلام الإسرائيلي– الفلسطيني”.
في عام 1982، في ذروة حرب لبنان الأولى، التقى أوري مع عرفات فيبيروت. وقال في خطابه الذي ألقاه وهو بجانب عرفات: “حقيقة أننا نجلسهنا معا، في ذروة الحرب البشعة، تشير إلى أن الشعبَين، الفلسطينيوالإسرائيلي، سيجدان حلا مشتركا في المستقبَل. أومن أنه ستقام دولةفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. وأن الشعبين سيعيشان بسلام معا، فيدولتين ستصبحان تدريجيا جارتين تربطهما علاقات جيدة”. والتقى أوريوعرفات عشرات المرات لاحقا.
طلب أوري حرق جثمانه والتبرع بالأموال لنشاطات من أجل السلام.