ترجمات عبرية

اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية 29– 4 – 2018

هآرتس :
– كوريا الشمالية والجنوبية تتفقان على نزع سلاح الشمال النووي وانهاء الحرب بينهما حتى نهاية العام.
– مدير المعهد مشبوه بالتسبب بالموت باهمال؛ مرشدة حذرت من الخروج الى الرحلة.
– مقتل اربعة فلسطينيين بنار الجيش الاسرائيلي في مظاهرة على حدود غزة، بينهم فتى ابن 15.
– نتنياهو وشكيد يلتقيان اليوم مع رئيس العليا للبحث في التشريع لتقييد محكمة العدل العليا.
– رئيس الوزراء يلتقي اليوم مع وزير الخارجية الامريكي وترامب يفكر بحضور حفل افتتاح السفارة.
يديعوت احرونوت :
– ابو المرشدة حذر من الخروج الى الجدول: “لا تخاطروا”.
– الناجون من جدول سفيت يسترجعون لحظات الرعب: “في غضون ثلاث ثوان كل الجدول كان مليئا بالماء ولم يكن لهم اي فرصة”.
– القصور – والتحقيق؛ الامان بالتوصية فقط.
– الصورة الاخيرة لرومي.
– البلاغ الاخير لمعيان.
– من جنة عدن الى الجحيم.
– القلب انكسر.
– قمة العناقات (كوريا الشمالية والجنوبية).
– قمة التغلب (لقاء حاسم مع رئيسة العليا).
– ترامب: يحتمل أن احضر فتح السفارة.
– الجيش الاسرائيلي يغير السياسة في حدود قطاع غزة “نقصف بعد كل اعمال شغب”.
معاريف/الاسبوع :
– قائد الانقاذ في العربا حذر من ان الرحلة خطيرة، ولكن في المعهد تجاهلوا.
– وداع لزهرات ضاعت.
– قمة التغلب.
– في الكنيست تبدأ غدا الدورة الصيفية؛ المعارضة تتقدم بمشاريع حجب ثقة: “حرب الحماية الديمقراطية”.
– السلطة ضد حماس: تراهن على حياة الاطفال.
– تمثيل فلسطيني في مؤتمر الحرب ضد تمويل الارهاب.
– ترامب: قد أصل الى فتح السفارة.
اسرائيل اليوم :
– شباب الى الابد.
– حزن الشباب.
– “غيروا لنا المسار لانه توجد هنا فيضانات”.
– “وعدوا بان كل شيء سيكون على ما يرام ولكن لا شيء على ما يرام”.
– “مدير المعهد اطلق صاروخا قتل 10 اطفال”.
– تاريخ على الطريقة الكورية.
– ترامب: يحتمل أن احضر تدشين السفارة – أنا فخور بذلك.
– الجيش الاسرائيلي يغير المعادلة – على قطاع غزة.
القناة 14 العبرية :
– وزير الخارجية الأمريكي الجديد “مايك بومبيو” يصل اليوم الى إسرائيل لأول مرة.
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة سيدة لبنانية قامت باجتياز الجدار الحدودي الفاصل إسرائيل.
– رئيس البارجواي أعلن عن نقل سفارة بلاده من “تل ابيب” الى القدس في مايو.
القناة 2 العبرية :
– خلل فني أدي الى انهيار تطبيق التلجرام في إسرائيل وأوروبا الليلة الماضية.
– ترامب ينوي الكشف عن تفاصيل “صفقة القرن” بعد نقل السفارة الأمريكية الى القدس.
– حالة الطقس: ارتفاع على درجات الحرارة، مع توقعات بهطول أمطار خفيفة بالنهار.
القناة 7 العبرية :
– الهدف هو تحرير كل فلسطين: هنية يواصل تشجيع الجماهير للتظاهر على الحدود.
– وزير الخارجية الإيراني: طلب ترامب بإلغاء الاتفاق النووي أمر غير مقبول علينا.
– مئات من جنود وضباط الجيش يطالبون وزير الجيش ليبرمان بحظر المؤسسات المناهضة لعمل الجيش في الضفة الغربية.
والا العبري :
– وزير الخارجية الأمريكي سيناقش مع نتنياهو اليوم قضية الاتفاق النووي مع إيران.
– الجيش الإسرائيلي اعتقل مساء الأمس 3 فلسطينيين تسللوا من قطاع غزة الى إسرائيل.
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 16 شاب فلسطيني من مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
***
معاريف / السلطة ضد حماس : تراهن على حياة الاطفال
معاريف – بقلم ياسر عقبي – 29/4/2018
​في السلطة الفلسطينية يوجهون انتقادا لاذعا لمسيرات العودة. فقد هاجم مستشار رئيس السلطة ابو مازن، محمود الهباش، في خطبة يوم الجمعة حماس بشدة إذ قال ان “مسيرات العودة هي العاب قمار على حياة الاطفال والنساء ولا تخدم فلسطين”.
​واضاف الهباش، بحضور رئيس السلطة محمود عباس، بان “الاطفال يرسلون الى حتفهم امام جنود الاحتلال، وهذا لا يخدم فلسطين”.
​وعلى حد قوله فان “القيادة في غزة تعيش في النعيم، بينما يتمثل دورها في المشاركة في الجنازات وزيارة دور العزاء. فهم يقامرون على حياة الشباب، بينما توجد لهم اجندات وهم يريدون اعادة احياء أنفسهم من خلال دم ابناء شعبهم”.
​وانتقد الناطق بلسان حماس، سامي ابو زهري، تصريحات الهباش فكتب في صفحته على التويتر “هذا يكشف موقف السلطة التي تعارض كل نوع من المقاومة سواء بالوسائل السلمية ام بالوسائل غير السلمية”.
​وبلغت وزارة الصحة في غزة أمس عن أن عزام بلال عويدي، فتى ابن 15، الذي اصيب اول أمس في المواجهات على الجدار، توفي متأثرا بجراحه في المستشفى. وهكذا يرتفع الى اربعة عدد القتلى في أعمال الاخلال بالنظام العنيفة على جدار الحدود. وكان شارك يوم السبت عشرات الاف الفلسطينيين في جنازات القتلى.
​كما بلغ الفلسطينيون أول أمس عن 955 اصابة وعن اصابات بالنار في درجات مختلفة، بينها ستة في حالة خطرة، في مسيرة العودة التي سميت بـ “يوم الشباب الثائر”.
​والى ذلك، هاجم سلاح الجو يوم الجمعة في منتصف الليل ستة اهداف في قطاع غزة تعود للقوى البحرية لحماس. ولاول مرة منذ بدأت احداث مسيرات العودة هاجم الجيش الاسرائيلي في عمق القطاع.
​وأفاد الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي بان “الهجوم تم ردا على اعمال الارهاب ومحاولة التسلل الواسع الى اراضي اسرائيل في اثناء اليوم”.
​وفي هذه الاثناء، وجهت وزارة الداخلية في قطاع غزة اصبع اتهام الى السلطة وقالت انها خططت “العملية المسرحية” ضد رئيس الوزراء الفلسطيني.
​ففي مؤتمر صحفي عقدته أمس زعم أن “من حاولة اغتيال قائد اجهزة الامن لحماس في القطاع، توفيق ابو نعيم، هو ايضا من يقف خلف الانفجار الذي كان بعد مرور قافلة رئيس الوزراء الفلسطيني الحمدالله. ومن أدار العمليتين هو احمد صوافطة، من اجهزة مخابرات السلطة الفلسطينية في رام الله.
معاريف / “الموساد” التنظيم الذي لا يخلف آثارًا
معاريف – بقلم يوسي ملمان – 29/4/2018
عندما دخل يوسي كوهين منصبه قبل 28 شهرًا، تحدث عن الحاجة لتحويل “الموساد” إلى جهاز أكثر شحذًا وتشغيلًا، إلى تنظيم على أعداء إسرائيل ان يخشوه. نواة التنظيم الذي كبر كثيرًا في العقد الأخير، ويضم اليوم آلاف الموظفين، كانت جمع المعلومات بجميع الوسائل، البشرية والتقنية، العمليات الخاصة – بما في ذلك الاغتيالات المنسوبة إليه – ما هي إلا جزء صغير من عمله؛ لكن هذه العمليات مهما كانت معزولة فهي التي أوجدت للموساد صورة التنظيم العنيد الذي لا يخلف آثارًا، والذي يستطيع الوصول إلى أي مكان وإصابة أي هدف.
يوم السبت الماضي، قتل في ماليزيا (التي تبعد حوالي 7000 كم عن إسرائيل) الدكتور فادي البطش، المهندس المرتبط بخدمة حماس، أطلقت النار عليه من مسافة صفر من قبل مهاجميْن يقودان دراجة نارية. حماس والإعلام العربي والدولي نسبوا العملية إلى “الموساد”.
كوهين ترعرع في التنظيم، من ضابط جمع معلومات دوره تعقب وتجنيد العملاء الذين يوفرون المعلومات حتى وصل رتبة رئيس المفترق، الهيئة المسؤولة عن الموضوع. خلال عمله، وسيما في السنوات التي مر فيها بقسم مئير دغان، عرف عن قرب العمليات الخاصة أيضًا، من بين الكثير من الأمور استخدم كـ “مدير مشروع” عمليات “الموساد” ضد برنامج إيران النووي. في تلك السنوات (2006 – 2010) نفذت عمليات جريئة نسبت إلى “الموساد” تضمنّت اغتيال علماء ذرة إيرانيين وتخريب العتاد المعد للبرنامج، ومن بين الكثير من الأمور إدخال الفيروسات إلى الحواسيب المربوطة بأجهزة الطرد المركزي التي خصبت اليورانيوم، وكذلك نشرت أخبار حول إحباط مجهودات إيرانية لشراء عتاد حساس خارج البلاد.
ما تزال إيران على رأس جدول أعمال عمليات جمع المعلومات (تحديد المعلومات الأساسية) التابع للموساد “صياح”، وكذلك قسم الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي “أمان”. بعدها مباشرة يأتي حزب الله و”الدولة الاسلامية” وتنظيمات الجهاد المتطرفة في سوريا والعالم، مع كل تهديداتهم بالهجوم على أهداف إسرائيلية ويهودية.
ولكن من نمط العمليات في العاميْن المنصرميْن، يتضح ان حماس أيضًا خارج حدود غزة والضفة تحولت إلى هدف لإسرائيل؛ حماس لديها هيئة للعلاقات الخارجية التي عملت بشكل أساس على تنمية علاقات التنظيم مع الدول العربية أو الاسلامية التي تبدي إعجابها بالتنظيم، مثل قطر ولبنان وتونس وتركيا وماليزيا وباكستان واندونيسيا. هدف العلاقة هو إقامة علاقات سياسية وتجنيد الأموال أو النشطاء، وكذلك أيضًا تحسين قدراتها العسكرية.
لكي تبعد العلم والتكنولوجيا خاصتها عن نطاق الهجوم الإسرائيلي، شرعت حماس بإرسال علمائها ومهندسيها للتدريب المتقدم في الخارج أو للاستعانة بهم طالما أنهم يقيمون هناك. هناك سبب آخر لذلك؛ إثر الخلافات الداخلية، وسيما بسبب الضغوطات المضاعفة عليهم من قبل إسرائيل ومصر، تجد حماس صعوبة في إقامة العلاقات التي كانت في الماضي مع إيران، والتي كانت المرشدة والمربية الأساسية في تطوير أسلحتها الجديدة.
حسب تقارير أجنبية، فالمخابرات الإسرائيلية تتعقب آثار هذا التطور وتعالجه أيضًا، إليك مثلًا: في العام 2013 خطف من أوكرانيا ضرار أبو سيسي، وهو مهندس كهرباء يعمل في صفوف حماس وحوكم في إسرائيل، في ديسمبر 2016 اغتيل في تونس محمد الزواري، وفي يناير 2018 تمت محاولة لاغتيال محمد حمدان في لبنان، وكما نشر للمرة الأولى قبل حوالي شهرين، فحمدان هذا عمل من وراء ظهر حزب الله من أجل ان يقيم في جنوب لبنان ترسانة صاروخية تطلق في يوم صدور الأوامر لتتحدى إسرائيل في الجبهة الشمالية أيضًا، إلى هذا كله يضاف اليوم الاعتداء في ماليزيا.
يمكن الافتراض بأنه كان ربما المزيد من الاغتيالات التي لم تحظَ بالتقارير الإعلامية أو كما وصفها أمين عام حزب الله حسن نصر الله “إسرائيل غير قادرة على تحمل ستة أدمغة عربية”. العامل المشترك بين جميع من اغتيلوا هو أنهم كانوا جميعًا خبراء ورجال عمليات عملوا في صفوف أنظمة حماس التقنية، في تطوير الطائرات غير المأهولة والماسحات وتحسين دقة الصواريخ.
إذا كان “الموساد” بالفعل من وراء تعقب علماء حماس، فيجب النظر إلى هذا الأمر من المنظور التاريخي، حيث الماضي الغني بمطاردة علماء في صفوف العدو؛ فقد عمل في الستينات ضد علماء ألمان في مصر وضد علماء عرب وأجانب (الكندي جيرالد بول) في خدمة البرامج النووية وسلاح صدام حسين وضد علماء إيرانيين نسب اغتيالهم للموساد في السنوات الأخيرة.
لكن في “الموساد” أيضًا يعرفون ان المقابر مليئة بأشخاص ضحوا بحياتهم وليس لهم بديل، إذا كان “الموساد” فعلًا من وراء اغتيال علماء حماس فالهدف هو – وكما كان في الماضي بالأماكن الاخرى – تعقب وتشويش نمط تطوير منظومات السلاح وتحييدها في وقت محدد، والاغتيالات هي مجرد أداة واحدة من مجمل الأدوات المستخدمة، ولكن عاجلًا او آجلًا لكل عالم كهذا يوجد بديل.
يديعوت / قاعة اورلي
يديعوت – بقلم أمنون ابرموفيتش – 29/4/2018
قبل نحو سبعة اسابيع أعلنت النائبة اورلي ليفي – ابقسيس عن اقامة حزب برئاستها. ومن تلك اللحظة تضيء استطلاعات الرأي العام لها الوجه. كل استطلاع اكثر ابتساما من سلفه. واذا ما اجريت الانتخابات في ايلول، فان التوقيت جيد من ناحيتها. واذا كانت في السنة القادمة فقط – فانها تكون قد ظهرت في وقت مبكر. مثل هذه الاحزاب – “احزاب الكشك” او “الفقاقيع” – التي تجذب اليها المارة والمصوتين ممن يجدون صعوبة في قطع كل الطريق من معسكر الى آخر، ينبغي أن تأتي الى العالم قبل وقت قصير من الانتخابات.
ليفي – أبقسيس توجد في المجال الغامض الذي يسمى الوسط. فهي ليست مخصصة لليساريين. وهي يفترض أن تقضم من الليكود، من موشيه كحلون، من يئير لبيد ومن غير الحزبيين. وهي تمجد على رأس فرحتها بلدات المحيط. وعندما يقال اكثر لبلدات المحيط، يجب أن يقال أقل للمستوطنات. اما القسم الثاني فهي لا تقوله، وان كانت صوتت ضد قانون التسوية. ليفي – أبقسيس تشكل خطيبة مناسبة لموشيه بوغي يعلون. فهو لا يمكنه وحده ان يقفز عن نسبة الحسم، وهي ملزمة بخشبة قفز أمنية. وأحدهما سيضطر لغرض التغيير الى تجاوز كبريائه والموافقة على أن يكون رقم اثنين.
يكثرون من الحديث هنا عن سياسيين اجتماعيين او عن احزاب اجتماعية. ويمكنهم أن يتحدثوا حتى صباح غد عن هؤلاء وعن اولئك. ولكن في اسرائيل العسكرية فان للعنصر الامني مكانة حرجة، حاسمة في قرار الناخب. وللدقة، ليس للعنصر الامني بل للاستعراض الامني. ونتنياهو هو الدليل الذهبي على هذه النظرية. فلن تجدوا خطابا واحدا له، في اي موضوع كان، دون أن يغرس فيه “امن مواطني اسرائيل” أو “امن الدولة”، واذا كان ممكنا ايضا ماضيه في وحدة “سييرت متكال” الخاصة، أو ان يستعين ايضا بـ “اخي يوني”.
لا يمكن القول كم مقعدا كان سيجلب “يوجد مستقبل”، مع الجاذبية الجنسية ليئير لبيد وحضوره في الاعلام وفي الوعي، لو لم يضم في قائمته يعقوب بيري، رئيس المخابرات الاسبق، عوفر شيلح، ضابط مظليين اصيب في الحرب، واللواء شرطة نيكي ليفي، الذي كان مقاتل لواء القدس في عصر العمليات القاسية. وبعد ذلك، في الجولة الثانية، اللواء احتياط اليعيزر شترين، وفي الجولة التالية، وحاليا، رام بن براك من الموساد.
ارجعوا الى الوراء، 40 سنة، وسترون بان احزابا جديدة ظهرت ونجحت، امتلأت بذوي النزعة الامنية. الحركة الديمقراطية للتغيير “داش” برئاسة رئيس الاركان الاسبق يغئال يدين ورئيس اركان اسبق آخر هو حاييم لسكوف، والالوية مئير عميت، مئير زوريغ ودان تولفسكي. تسوميت برئاسة رئيس الاركان رفائيل رافول ايتان، وكان ايضا حزب الوسط مع رئيس الاركان امنون ليبكن شاحك واللواء ايتسيك مردخاي. وحتى حزب المتقاعدين، الذي قام بقيادة شيء هو رافي ايتان، رجل الاستخبارات والمخابرات.
ان قوة جذب ليفي – أبقسيس هي أقل لكونها امرأة، واكثر لكونها حزبا جديدا. فقائمة المعسكر الصهيوني، مثلا، مليئة بالنساء النوعيات، البرلمانيات الفاخرات: ايلي يحيموفتش، ميراف ميخائيلي، ستاف شابير، رويتل سويد. ولو كان يتم انتخاب المرشح لرئاسة الوزراء من خلال لجنة خاصة – لكانت تسيبي لفني وقفت على رأس القمة. لا يوجد اليوم مرشحون كثيرون ذوو خبرة عامة ومتنوعة مثل لفني. فقد تبوأت منصب القائم باعمال رئيس الوزراء، وزيرة الخارجية، وزيرة العدل وجملة اخرى من الوزارات. وادارت مفاوضات سياسية اقليمية ودولية، كانت عضوا في مجالس كابنت حربية – في لبنان الثانية، في الرصاص المصبوب، في الجرف الصامد – وفي الثلاثية التي قررت الهجوم على المفاعل النووي في سوريا. ومن تقرير مراقب الدولة عن الجرف الصامد، خرجت مع علامة جيدة بالنسبة لمشاركتها في ادارة المعركة وبالاساس لمطالبتها بخلق تواصل سياسي في نهايتها. ولاسفنا، فان الحياة السياسية، الحياة بشكل عام، ليست كاملة، والسيناريوهات الخيالية تستهدف التسلية الصحفية والاكاديمية.
لا يمكن لنا أن نعرف متى ستجرى الانتخابات وما هي التشكيلات النهائية التي ستصعد الى الملعب. ولكن في اليوم التالي ستتبلور مجموعة يمينية – وسطية ستجد صعوبة للتوجه الى ائتلاف مع المعسكر الصهيوني وميرتس – بينيت، ليبرمان، كحلون، ليفي – أبقسيس وبوغي. والا فانهم سيعرضون على الليكود الحكم، وبشرط أن يزيح الليكود نتنياهو ويختار له بديلا. على هذا يعول كبار مسؤولي الليكود ومن هذا يخاف نتنياهو.
معاريف / أزمة هوية
معاريف – بقلم ران أدليست – 29/4/2018
​ببطء ولكن بثبات تدخل دولة اسرائيل في سنتها السبعين الى الواقع في المسألتين الاساسيتين للهوية، الديمغرافيا والاراضي (او الحدود). فالوجود المادي مضمون، رغم أحداث ايار القريب (النكبة، نقل السفارة والاتفاق النووي) ورغم صافرات التخويف التي يطلقها نتنياهو وشركاؤه. هكذا بحيث يمكن أن نفحص بشكل بارد وبالحقائق المسألتين الاساسيتين اللتين تشككان بالوجود الوطني. فلنفهم: الوجود المادي لا يضمن دولة يهودية، بل يضمن فقط حماية لليهود وطقوسهم في الدولة التي ستنشـأ هنا. وعليه فان المسألتين الاساسيتين، الاراضي والديمغرافيا، تستوجبان حسما عاجلا للغاية. بين دولتين، يهودية وفلسطينية غدا، او دولة واحدة ثنائية القومية بعد غد.
​دولة واحدة بين النهر والبحر موجودة منذ اليوم، غير أنها ليست ثنائية القومية. هي دولة أبرتهايد. فالاحتجاز بالتهديد وبالعنف لملايين بني البشر دون الحق في تقرير المصير بينما تدعمهم الاغلبية الساحقة من العالم، هو مسألة مؤقتة. فلا خلاف على أنه لا يمكن تسويف زمن الابرتهايد دون أن يغير تماما وبعنف وجه اسرائيل، من دولة يهودية في الطريق الى دولة كل مواطنيها. وآمل ألا يفكر اي شخص نصف سوي العقل وربما اخلاقي او يريد أن يواصل في ذلك الى أن تأكلنا نحن ايضا الحراب الى الابد.
​كلما كان الزمن في الطريق الى التسوية هو سنة، 10 أو 20، فان النسيج الديمقراطي لاسرائيل يتآكل عقب طالبانية متسارعة واحتياجات امن تستوجب أجواء ووسائل دولة في حصار. هكذا الى أن يكون عدد الضحايا في حدث عنيف على نحو خاص، ضغط دولي وتنكر الاسرائيليين ممن لم يتم اصطيادهم في شبكة التحريض القومية – الدينية، تتسبب بالتحول.
​حتى ذلك الحين، فان ما يعمل بنجاعة ضد سياسة الحكومة هو الديمغرافيا. في اسرائيل يعيش اليوم نحو 6.5 مليون يهودي. فقد عرض مندوب الادارة المدنية قبل نحو شهر في لجنة الخارجية والامن معطيات يفهم منها بانه بين النهر والبحر يوجد عرب أكثر مما يوجد يهود. في الضفة وفي غزة يعيش اليوم 5 مليون فلسطيني. في اسرائيل يوجد 1.8 مليون عربي. وحسب معطيات السلطة الفلسطينية، في العام 2020 سيكون بين النهر والبحر نحو 6.06 مليون يهود و 7.12 مليون عربي في اسرائيل، في الضفة وفي قطاع غزة. اي اغلبية فلسطينية بين النهر والبحر. اما البروفيسور سيرجيو دي لا فروغلا من الجامعة العبرية فقد ادعى منذ قبل سنتين بان الاغلبية اليهودية بين النهر والبحر تبلغ 52 في المئة. وكيفما تلعب بالاعداد، سيصل الفلسطينيون الى اغلبية بين البحر والنهر. وكيفما تسليت في ترسيم خطوط الحدود بين المستوطنات والبلدات الفلسطينية، فان الواقع سيفرض على الناس الذين يعيشون في محيط واحد ان يكونوا ملزمين بذات قوانين الحركة وباقي القوانين من اجل البقاء والتسهيل على الحياة.
​من يفهم بان هذا هو اتجاه التاريخ هم اولئك الذين يعرفون بان هذا الواقع سيصفي مشروعهم وقتهم ونفوذهم: المستوطنون والمتعاونون معهم. فعلى مدى السنين يديرون لعبة ضغط على كل ملعب كي يدفعوا الفلسطينيين الى الهجرة. هذا لم ينجح بمستوى يغير الديمغرافيا. ومن هنا لاحقا تلقى الى الهواء انواع من المبادرات، كل واحدة منفلتة العقال وخيالية اكثر من رفيقتها. وزير الشتات نفتالي بينيت شكل لجنة قررت بانه يوجد نحو 60 مليون شخص في العالم ذوو صلة باليهودية او باسرائيل، وانه توجد طوائف في اوساطهم يمكن فحص هجرتهم الى البلاد وتهويدهم. “رفعت اللجنة الى الحكومة تقريرا اجماليا تدعو فيه الى وضع خريطة للطوائف ذات الصلة باسرائيل، وغرس مضامين فيها ترتبط بالدولة وباليهودية وتأطير صيغة وصول الى اسرائيل لغرض تهويد الافراد، الجماعات والجاليات التي توجد ملائمة لذلك”. وحسب اللجنة فان هذه “فرصة استراتيجية غير مسبوقة”. وفي واقع الامر ما الضير؟ فان الجميع هنا سيخرجون رابحين.
​في هذه الاثناء الى أن ينتصر كل اليهود من الهند وحتى كوش على الديمغرافيا، ينبغي تنفيذ عدة نشاطات على المستوى المحلي. بعضها، من ناحية الرجال على الاقل، ممتعة جدا مثل فريضة تكاثروا، ولكن يتبين بان الواقع المسمى تقدم يتجاهل الفريضة ايضا. فحتى في الوسط الاصولي، الذي كان يفترض به أن يتصدر الاحصاءات، يوجد ميل هبوط.
​ما يجلبنا الى المفتاح الثاني الذي تقف اسرائيل امامه في النزاع، وهو الاراضي والحدود. فبعد أن ضاقت عليهم السبل، وفهموا بان الضم معناه الهزيمة الديمغرافية، لا يزالون يحاولون هناك احداث المعجزات مثل مشروع قانون كيش وسموتريتش. ليس ضم كل المناطق، بل فقط ضم المستوطنات: “القانون، الحكم، الادارة والسيادة لدولة اسرائيل تنطبق على كل مجالات الاستيطان في يهودا والسامرة”، كما يقترح القانون الذي رفع الى القراءة الاولى. ولا يوجد هناك بالطبع تفصيل لمناطق المستوطنات.
​بالاساس هذا شيء ما باسلوب تأخير المخططات الهيكلية للدولة بالنسبة للوسط العربي نفسه. حين تفيض القرى والمدن لعرب اسرائيل على ضفافها وتسلل الى البلدات اليهودية. في المدن المختلطة هذا يمر بصمت. العرب واليهود يسكنون في حيفا وفي الناصرة. العرب يسكنون في بلدات منعزلة هم سبب للاحتفال الذي ترقص فيه الوطنية المتطرفة، العنصرية والمخاوف. سيون يحيئيلي، رئيس المجلس المحلي في كفار فرديم، الغى عطاءات لبيع الاراضي لوحدات السكن. فقد تبين بان نصف الفائزين هم عرب. قد كتب لسكانه يقول، محقا “مسألة تحويل بلدات اقيمت كيهودية الى بلدات مع سكان مختلطين بهذا المستوى والحجم هذا او ذاك، ليست مسألة خاصة بكفار فرديم”. ما يذكرنا جميعا بالحقيقة المريرة: كلما هربنا من واقع حياتنا، هكذا يعود الينا كالسهم المرتد.
​ولعلم كل يعيش في فقاعة (كلنا تقريبا): مساحة الحكم لعموم السلطات المحلية العربية هل بالكاد 2.5 في المئة من مساحة الدولة، ومواطنو اسرائيل العرب هم نحو 20 الف. فالاكتظ السكاني في البلدات العربية اكبر بـ 11 ضعف منه في البلدات اليهودية. ومنذ اقامة الدولة فم تنشأ اي بلدة عربية (باستثناء للبدو، في النقب)، مقابل نحو 800 بلدة يهودية. تمييز؟ ام التمييزات. والاسوأ: الوعود العابثة. مثل اقامة مدينة عربية خطط لها في العام 2000، تقررت في جلسة حكومية في 2008، واعلن عنها بصخب في 2014. “اقامة البلدة”، كما كتب في التقرير الذي رفع الى الحكومة، هي رسالة للسكان العرب بانه لا تقام بلدات جديدة فقط لليهود بل وللعرب ايضا. اما اسم المدينة بالعربية فهو خرطة. وبالعبرية برطة (خرطة برطة هو اصطلاح يستخدم للتعبير عما هو خدعة وزيف.
هآرتس / لماذا لم يكمل الشاب العشرين عاما
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 29/4/2018
​لم يبق أي اسرائيل غير مبال ازاء موت الفتيات التسعة والشاب من المدرسة التحضيرية العسكرية بني تسيون في الطوفان. هناك مجتمعات ترد على كارثة كهذه بضبط النفس، واسرائيل ردت بحزن منفتح وظاهر من خلال احترام الموت. هذا هو نهجها وحقها.
​وسائل الاعلام ايضا التي ليس لها مثيل في تشخيص مشاعر القراء وايضا تأجيج مشاعرهم، قامت بدورها، نسخ مليئة، عشرات الصفحات، صور وعناوين كبيرة تقول لتأجيج المشاعر: “ملح البلاد”، “كيف نشرح لهم”، “بثمن حياتهم”، “نزهة قاتلة”، “لماذا” وبالطبع قصص حياة القتلى، كلهم طلاب متميزون، اولاد مدهشون، الازهار الجميلة جدا. السياسيون ايضا لم يفوتوا الفرصة، تفطرت قلوبهم، هكذا غردوا.
​يوجد ما يلامس القلب في مجتمع يظهر تضامن كهذا مع الثكلى، ربما لا يوجد ما يسيء للاعلام الذي قام بدوره في تأجيج هذه المشاعر للحظة. ولكن المجتمع الذي يقدس موتاه جيدا ويقوم برثائهم ويقوم بالاتحاد ازاء الكارثة ويعظم شخصياتهم ويبكي على موتهم، كنا نتوقع منه القليل من المشاعر الانسانية ازاء موت الآخرين، وهم أبناء نفس البلاد الذين يقتلون بأعداد مدهشة على أيدي هذا المجتمع.
​بالتأكيد من غير المتوقع المساواة في المشاعر تجاه الأبناء والجيران، الاعزاء والأعداء – لكن على الاقل بدرجة قليلة من الرحمة تجاه الآخرين. هذا لا يحدث هنا بتاتا. احيانا يبدو أن اسرائيل تعبر عن حزنها على موتاها بدرجة كبيرة جدا، بحيث أنه لا يبقى في قلبها النذر اليسير من مشاعر الانسانية على قتلى الشعب الآخر الذين قتلوا بأيديها.
​في الاسابيع الاخيرة قتل عشرات الشباب في جيل قتلى وادي تسفيت، كما أنهم قتلوا ايضا على ارض رملية في جنوب البلاد، فقط حوالي سفر ساعتين يفصل بين موقعي الموت. في وادي تسفيت قتل شباب في كارثة طبيعية، على حدود غزة يقتلون بأيدي البشر، قوى عليا في الوادي المستعر والقوى العليا للدولة الحاكمة على الجدار.
​ايضا قتلى غزة كانوا انقياء وطاهرين – كيف يمكن لشاب إبن 15 سنة مثل عزام عويضة الذي قتل أول أمس بنار قناص اصابته في رأسه، أن لا يكون نقيا وطاهرا – ايضا يمكننا القول إنهم كانوا ملح الارض، ملح ارضهم وشعبهم. ايضا هم قالوا نحن دائما الأوائل، هم ايضا كانوا مستعدين للنضال من اجل شعبهم مثل طلاب المدرسة التحضيرية، هم ايضا أحبوا بلادهم مثل المتنزهين من “بني تسيون”. هم كانوا بالتأكيد سيكونون سعيدين بالتجول في البلاد على طولها وعرضها، بما في ذلك في وادي تسفيت لو كان ذلك مسموحا لهم. كما أنهم كانوا اجمل الازهار والآن هم موتى.
​ايضا هم حزن عليهم شعب كامل، هل على الاقل هذا الاسرائيليون مستعدون لتقبله وتحمله؟ ايضا يوجد لهؤلاء والدين، أبناء عائلة واصدقاء، هدم عالمهم عليهم في ايام الجمعة السوداء تلك عندما قام قناص باطلاق النار عليهم وتوقف قلبهم عن الخفقان. ايضا حياة عائلاتهم الثكلى لن تعود اطلاقا الى ما كانت عليه قبل الكارثة، ايضا حزنهم صعب على التحمل. حياتهم القصيرة كانت بائسة اكثر من حياة الاسرائيليين من أبناء جيلهم، لا يوجد اسرائيلي يمكنه أن يتخيل كيف هي حياة من عاش تحت الحصار.
​طلاب المدرسة العسكرية التحضيرية الذين ازهقت ارواحهم كانوا سيتجندون قريبا للجيش الاسرائيلي. خلف الجدار لا يوجد جيش للتجند له ولا يوجد سلاح متطور لاستخدامه، لذلك هم يستخدمون الحجارة والمرايا والاطارات في حربهم عديمة الأمل من اجل حريتهم. لا يوجد لموتهم أي ذكر في وسائل الاعلام وفي اوساط الجمهور الاسرائيلي، سوى ارقام، لا اسماء ولا صور ولا قصة حياة ولا أي شيء يمكنه أن يذكر بأنهم كانوا من البشر بالضبط مثلما هم الذين يوجدون في الطرف الآخر.
​هؤلاء واولئك لم يكونوا يستحقون الموت. “لكن لماذا لم يكمل الشاب العشرين من عمره؟”، يجب التساؤل ازاء الموت الفظيع لتسور الفي إبن الـ 17 سنة من مزكيرت باتيا، بالضبط مثلما هو الامر ازاء الموت الذي لا يقل فظاعة لمحمد أيوب إبن الـ 14 سنة من مخيم جباليا للاجئين.
هآرتس / المظاهرات الاستثنائية على حدود غزة – ليست مجرد تدريب لما سيحدث في 15 أيار
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 29/4/2018
​تقرير مراسل “نيويورك تايمز” في قطاع غزة، اياد أبو حويلة، يقدم صورة مفصلة عن مظاهرة يوم الجمعة الاخير على طول الجدار الفاصل مع اسرائيل. أبو حويلة الذي تابع المظاهرة من الجانب الفلسطيني قال إنه بعد بضع ساعات من الاحتجاج المنضبط نسبيا، وعندما ظهر أن المواجهة تتضاءل، جاء الى الجدار من شرق مدينة غزة اسماعيل رضوان، وهو من قادة حماس في القطاع. في خطاب له أمام المتظاهرين دعاهم رضوان أن لا يخافوا من الموت وأن يكونوا مستعدين لموت الشهداء. بعد ذلك مباشرة انقض المئات منهم نحو الجدار.
​حسب اقوال المراسل الفلسطيني كان هذا مجرد احتجاج، عشرات المتظاهرين اخترقوا الاسلاك الشائكة التي وضعها الجيش الاسرائيلي، حوالي 30 متر غرب الجدار الفاصل قرب حاجز كارني. المتظاهرون وصلوا الى الجدار الحدودي واشعلوا الاطارات والقوا زجاجات حارقة وحاولوا اقتحام الجدار، في نقطة تبعد اقل من كيلومتر عن كيبوتس ناحل عوز. عدد منهم حملوا المسدسات، وحسب شهادة اربعة شهود عيان فلسطينيين، فان اثنين منهم قاموا باطلاق النار على الجنود. الجيش الاسرائيلي رد باطلاق نار القناصة والرصاص المطاطي. الحصاد الدموي كان ثلاثة قتلى فلسطينيين (بعد ذلك تم الابلاغ من المستشفى عن قتيل رابع مات متأثرا بجراحه وهو شاب إبن 15 سنة) ومئات من الجرحى.
​احداث أول أمس هي بصعوبة تعتبر بروفا عامة مقارنة بما يتوقع حدوثه كما يبدو في 15 أيار. حماس تبني بثبات الدراما قبيل ذكرى يوم النكبة، الذي سيتم احياءه بالضبط في الفترة بين نقل السفارة الامريكية الى القدس وبداية شهر رمضان. قادة حماس في القطاع يخططون لاقتحام جماهيري سيسقط الجدار وسيبرز ازمة سكان غزة وسيرمز الى حق عودة اللاجئين الى اراضي اسرائيل في حدود 1967. يجب الاعتراف أنه حتى الآن فان صيغة حماس التي سيطرت على المظاهرات والتي نظمت بداية على أيدي نشطاء مستقلين تعمل بشكل جيد.
​مقال “نيويورك تايمز” هو مقال استثنائي. فمعظم التغطية الدولية تتبنى بشكل غير مفاجيء ورغم الدعم الذي تمنحه ادارة ترامب لاسرائيل، تتبنى الرواية الفلسطينية: المظاهرات توصف بأنها احتجاج مشروع، تنحرف احيانا نحو عنف محدود من جانب الفلسطينيين. القتل الجماعي للمتظاهرين – 44 شخص اضافة الى آلاف المصابين منذ 30 آذار – يعتبر ردا زائدا من قبل اسرائيل. وليس غريبا أنه لم يتم اطلاق أي صاروخ من القطاع خلال الاسابيع الاخيرة، فالمظاهرات وحدها تبقي الانطباع المرغوب لحماس.
​على خلفية ازدياد عدد المصابين الفلسطينيين يناور الجيش الاسرائيلي بين هدفين متناقضين: تقليص عدد القتلى والدفاع عن الحدود وردع حماس عن اقتحام جماهيري في 15 أيار. في يوم الجمعة الاخير تم فرض كبح معين حول اوامر اطلاق نار القناصة، حتى الحادثة التي وقعت خلف حاجز كارني، التي في اعقابها تم فتح نار القناصة واصيب معظم القتلى والجرحى.
​كما جاء في هآرتس في بداية نيسان، فقد بدأ الجيش الاسرائيلي بالعمل ضد حماس بوسائل اخرى، على أمل أن تساعد هذه الوسائل في الردع قرب الجدار ايضا. في ليلة يوم الجمعة تم قصف مستودعين للسلاح واربعة زوارق تستخدمها قوات حماس العسكرية. الهدف كان اعطاء اشارة لقادة حماس بأنه يوجد ما يفقدونه ايضا في اماكن اخرى اذا قاموا بتصعيد المواجهة على الجدار.
​في الخلفية القيادة العامة منشغلة طوال الوقت باحتمالية التصعيد في جبهة اكثر خطورة – الجبهة الشمالية. اذا تم تنفيذ عملية رد ايرانية على القصف المنسوب لاسرائيل في قاعدة “تي 4” في سوريا، فانها ستضع التوتر في غزة على الهامش.
​اقتراح شتاينيتس
​في احدى المشاورات الامنية الاخيرة طرح الوزير شتاينيتس اقتراح بديل هام: جزء من الضائقة الحالية في غزة ينبع من قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تجميد دفع الرواتب لموظفي السلطة في القطاع. هذا العقاب أضر بالقوة الشرائية للسكان الى درجة أن حجم التجارة المحولة من اسرائيل والضفة الغربية الى غزة، تقلص. لأنه لا يوجد من هو قادر على شراء البضائع. شتاينيتس يقترح بأن تقوم اسرائيل بخصم المبلغ المجمد من اموال الضرائب التي تنقلها للسلطة وأن تحوله بشكل مستقل الى الموظفين في القطاع بهدف تخفيف الضغط الاقتصادي هناك. حسب رأيه هذا الامر قابل للتنفيذ. في الاجهزة الامنية لم يردوا حتى الآن على هذا الاقتراح.
​غدا ستناقش المحكمة العليا استئناف منظمات اليسار وحقوق انسان اسرائيلية ضد تعليمات اطلاق نار القناصة على حدود القطاع. رئيس قسم العمليات في هيئة القيادة العامة، الجنرال نيتسان الون، سيعمل على اقناع القضاة في المحكمة التي من شأنها أن تتم في غرف مغلقة بأن الاحتجاج في غزة ليس احتجاج عادي، وأنه اذا نجح المتظاهرون في اختراق الجدار فليس متوقعا أن تكون مظاهرة سلمية حول الكيبوتسات والبلدات، بل محاولة عنيفة لاقتحام المستوطنات. يصعب تصور أن تقوم المحكمة العليا في جو الحصار السياسي الذي يجري الآن ضدها، بالتدخل مباشرة في الاعتبارات العملياتية للجيش الاسرائيلي. مثلما تبدو الامور الآن، المواجهات على الحدود ستصل الى الذروة في 15 أيار، والآن لا توجد طريقة لضبط المواجهة.
إسرائيل اليوم / ونحن نسكت : من المفتي النازي الى مفتي اليوم
إسرائيل اليوم – بقلم ايدي كوهن – مستشرق وزميل بحث في مدرسة الاعلام الدولي في جامعة بار ايلان – 29/4/2018
​أصدر المفتي الفلسطيني محمد أحمد حسين قبل نحو اسبوعين (يوم الكارثة بالذات) فتوى تحظر بيع العقارات لليهود في القدس. وهذه فتوى مفعمة باللاسامية والعنصرية وفيها عناصر من التحريض على العنف والقتل. وحسب ترجمة “نظرة الى الاعلام الفلسطيني”، برئاسة ايتمار ماركوس، قضى المفتي بان “فلسطين، بما فيها القدس، هي ارض وقف اسلامية محظور حسب الشريعة الاسلامية، التنازل عنها او تسهيل نقل الملكية عنها للاعداء، لانها جزء من الممتلكات الاسلامية العامة. واعطاء ملكية للاعداء على ارض اسلامية او جزء منها لا مفعول له وهو مثابة خيانة”.
​واضاف: “من يبيع ارضه لعدوه، او يأخذ تعويضات عنها، يقع في الخطيئة لانه يساعد بذلك على اخراج المسلمين من ديارهم. الله تبارك وتعالى ربط اولئك الذين يخرجون المسلمين من ديارهم واولئك الذين يساعدون في ذلك مع من يقاتلون المسلمين بسبب دينهم. كما كتب بان القدس هي عاصمة فلسطين الخالدة وان الاعلان الامريكي عن القدس واعتبارها عاصمة اسرائيل عديم الاساس او الشرعية.
​وشدد حسين على أن “القدس والمسجد الاقصى هما وقف اسلامي الى يوم الدين، ولا يمكن بيعها او تسليمها او توريثها، وليس لاحد الحق في التنازل عنها”. “ان التنازل للعدو عن القدس، عن جزء منه، او عن جزء من المسجد الاقصى، الى الاعداء، هو كالتنازل عن مكة وعن المسجد المقدس (في مكة) او عن المدينة ومسجد النبي.
​ولا يشير المفتي صراحة الى أن الحظر ينطبق فقط على البيع لليهود، ولكن واضح أنه يقصدنا، حين اشار صراحة الى أن اسرائيل سلبت فلسطين، طردت سكانها من ديارهم، سلبت ونهبت املاكهم وارتكبت، بزعمهم، الجرائم الافظع في الاماكن المقدسة.
​تذكرنا الفتوى بفتوى سابقة اصدرها مفتي آخر، قبل قيام دولة اسرائيل. ويدور الحديث عن مجرم الحرب امين الحسيني الذي تعاون مع النازيين قبل الحرب العالمية الثانية وفي اثنائها. وقد جرب بنجاح كبير اثارة العرب في فلسطين، وتحريضهم ضد اليهود ومنعهم من بيع الاراضي. وقضى المفتي في حينه بان اعطاء ملكية على ارض في فلسطين للصهاينة سيؤدي بشكل محتم الى محو علائم الاسلام واطفاء نور الاسلام والعرب في الارض المقدسة وان بيع كل ذرة من ارضها للصهاينة هو خيانة لله ورسوله والمسلمين اجمعين، ومساعدة لاخراج المسلمين من ديارهم.
​وقضى الحسيني بان من يبيع الاراضي كأنه يبيع اجزاء من المسجد الاقصى، ولهذا فانه سينبذ ولن يدفن في مقابر المسلمين.
​حذار أن نتودد اليهم ونجعلهم اصدقاءنا. هم الاعداء – احذروهم. حتى لو كانوا اباءكم، ابناءكم، اخوانكم، ازواجكم او زوجاتكم. بيع الارض – القليل او الكثير منها، السمسرة والمساعدة في البيع، حتى ولو بالحديث والتوسط في الموضوع، وحتى اتخاذ موقف حيادي في الموضوع – هو خيانة من الدرجة الاولى لله، لرسوله وللمؤمنين”.
​لقد ارتفعت اسهم المفتي في حينه لانه كان يعتبر كمن يدافع عن ارض العرب في وجه اليهود. الشخصان، الحسيني في حينه وحسين اليوم، استخدما دعاية التخويف. كلاهما قضيا بان كل من يبيع الارض في القدس لليهود حكمه الموت ولن ينال العالم القادم. وقد استندا في فتاويهما الى القرآن والحديث. والمرجعية الدينية التي لهما تضيف الى شرعية الرسائل في اوساط مؤمنيهما.
​السؤال المطروح، لماذا لم تلقى الفتوى الفضائحية لمفتي السلطة الفلسطينية صدى في الاعلام الاسرائيلي؟ كما أنه لماذا لا يتم العمل للكشف عن محاولات الفلسطينيين التهديد والمس بحرية عمل سكان القدس؟ لماذا لا تتمكن اسرائيل من الكشف عن الوجه الحقيقي للفلسطينيين امام زعماء العالم؟ فهل اعتدنا على اللاسامية الفلسطينية وعنصريتها ضدنا؟
هآرتس / احتراما للقراء
هآرتس – بقلم عميره هاس – 29/4/2018
​قراء “هآرتس” على قناعة، يمكن الافتراض، بأنهم يعرفون ما يحدث في مملكة الاحتلال، وذلك لأن هذه الصحيفة هي وسيلة الاعلام الرئيسية الوحيدة في اسرائيل التي تجلب بصورة متواصلة معلومات من هناك. هذا بالطبع وهم، كل الاخبار والمقالات والتقارير لا تغطي حتى 1 في الألف من مكونات الواقع الفلسطيني تحت السيطرة الاسرائيلية. وكخدمة لصالح من يريد/ تريد أن يعرف أكثر، ولا يعرفون تحدث العربية، هاكم قائمة جزئية للقراءة، توفر زيادة قليلة في المعلومات التي تهز روتين القاريء الاسرائيلي:
•​ملخص في كل اسبوعين “الدفاع عن المواطنين” الذي تنشره “أوتشا” – مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية، الذي يصدر بثلاث لغات هي الانجليزية والعبرية والعربية. التقرير الاخير (في 23 نيسان) جاء ضمن امور اخرى أنه في الاسبوعين الاخيرين قامت قوات الادارة المدنية بهدم 16 بيت فلسطيني في المناطق ج بذريعة عدم وجود رخص بناء. 360 شخص تضرروا من الهدم. وفي نفس الفترة تم تسليم 19 أمر هدم ووقف بناء لمباني فلسطينية.
•​موقع “محادثة محلية” مثلا، اريئيلي نوي زارت في الاسبوع الماضي مدرسة في بورين، التي هي احد الاهداف الثابتة للعصابات الاسرائيلية التي تنزل من المستوطنات المجاورة وتبث الفزع برعاية الجيش. أن تقرأ ذلك وكأنك تقريبا موجود هناك. قبل يوم نشر الموقع فيلم قصير لـ “بتسيلم” يظهر فيه جنود وهم يضحكون بعد أن تم تشخيص اصابة دقيقة لهم لأحد سكان قرية مادما المجاورة، الذين ارادوا ازالة حاجز ترابي.
•​موقع “موندوفايس” يعرف نفسه بأنه “موقع مستقل هدفه اعلام القراء بالتطورات في اسرائيل/ فلسطين والسياسة الخارجية الامريكية المتعلقة بهذه التطورات”. مؤسسو الموقع هم يهود امريكيون. يمكن فقط أن نحسد الموقع على شبكة مراسليه ومراسلاته في الميدان. فادي الناجي، مثلا، كتب أمس من غزة ما لا تجده في وسائل الاعلام الاسرائيلية المعيارية: مسيرة العودة ليست فقط مظاهرة احتجاج، بل هي ايضا احداث ثقافية وتراثية على انواعها، تتضمن حلقات للاطفال الذين يصغون للكبار الذين يقصون عليهم عن الحياة في القرى والمدن الفلسطينية قبل العام 1948، أو مجموعات قراءة تتعلم عن الامبريالية والكولونيالية. وكتب ايضا أنه احيانا تصادفك هناك مسيرة عرس.
•​لا تفوتوا مواقع منظمات حقوق الانسان البارزة في اسرائيل. ليس هناك حاجة للحديث اكثر عن “بتسيلم”، “جمعية حقوق المواطن”، “غيشه” و”عدالة”. في المقابل، “مركز الدفاع عن الفرد” لم يعمل في أي يوم على اظهار انجازاته: النشاطات القضائية الكبيرة، المعلومات التي تنبثق منها. نظرة كل يومين – ثلاثة على موقعه ضرورية. مثلا، في 17 نيسان قدمت المحامية عبير جبران التماس للمحكمة العليا على خلفية قانون حرية المعلومات، من اجل أن يتم أمر الجيش بالاجابة على اسئلة بخصوص تعليمات منح تصاريح للاراضي التي تقع خلف جدار الفصل. سكرتير “هموكيد”: “منذ بداية 2003 الجيش يتبع نظام تصاريح فظيع في الضفة الغربية، الواقعة بين جدار الفصل والخط الاخضر، المسماة من قبله بالمنطقة الحدودية. نظام التصاريح هذا يسري فقط على الفلسطينيين؛ بينما الاسرائيليين والسياح لا يطلب منهم أي تصاريح من اجل الدخول الى المنطقة الحدودية، أو المكوث فيها. الفلسطينيون الذين يعيشون في المنطقة الحدودية أو الذين هم معنيون بالدخول اليها لفلاحة اراضيهم أو لزيارة اقارب أو للتجارة يضطرون للقيام بذلك وفقا لقواعد الجهاز العسكري البيروقراطي الخانقة، الذي يملي عدد كبير من الشروط المتشددة من اجل الحصول على تصاريح الدخول والمكوث”.
عندما اقيم جدار الفصل في اراضي الضفة قالت السلطات إنه لا يهدف الى سرقة اراضي الفلسطينيين وأن الاعتبارات الامنية هي التي وجهت من خططوا المسار. مرت السنين والمخاوف تحققت: قلة قليلة من الفلسطينيين يمكنها الوصول الى اراضيها الواقعة خلف الجدار. اراضيهم تحولت الى متنزهات خضراء ومواقع للتنزه للبلدات الاسرائيلية الفاخرة والمستوطنات.
•​جزء من نشاطات حركة المتطوعات في “محسوم ووتش” يحافظون ايضا على علاقة مع المزارعين الذين يحرمهم جدار الفصل من حقهم في فلاحة اراضيهم والارتزاق منها. “ليعرف كل اسرائيل ماذا يحدث في اراضي الضفة”، هذا هو العنوان في اعلى صفحتهن الرئيسية. عدد من النساء واحدة منهن تكرس ايام طويلة للتواجد في المحاكم العسكرية. تقاريرهن التي تظهر في الموقع تثير القشعريرة. بالمناسبة، في محادثة عادية يوم الجمعة أوضحت احدى مؤسسات محسوم ووتش، لماذا تعتبر هذه حركة نسوية، رغم أنها لا تركز على حقوق نساء كهؤلاء، ورغم أنه ليس كل اعضائها يعتبرون انفسهن كذلك “لأنه ليس فيها أي تراتبية”.
اعطاء المعلومات، القدر الاكبر من المعلومات من هذا النوع المؤلم والمحاذي بقدر الامكان لوقت الحدوث، يعتبر اعطاء احترام للقراء – اظهار ثقة اساسية وعميقة بالانسانية والتبصر ومشاعر العدالة لديهم. القراء لا يحتاجون الى وساطة مقالات نظرية كي توضح الفظاعة المثيرة بقيام موظف اسرائيلي يهودي بمنع مريضة سرطان من الخروج للعلاج، أو المقارنة بين تبييض جنوب افريقيا ومحو أم الحيران. القراء يمكنهم الاستنتاج أنهم كمواطنين في الدولة، هم شركاء في طريقة القمع والسلب الفظيع. واذا لم يستنتجوا هذا اليوم فسيستنتجونه غدا.
معاريف / الواحدة والوحيدة
معاريف – بقلم اوري سفير – 29/4/2018
​مر يوم الاستقلال علي مع الاستمتاع في تقاليد مثل مشاهدة افلام مثل “تلة حلفون لا تجيب” و “متلصصون”ومتابعة الافلام والمسلسلات التلفزيونية لسبعين سنة على الدولة. عندنا ثقافة شعبية مع الكثير من الحسن، الدعاية بل والتواضع. وهذا يتناقض مع الطقوس الرسمية. طقوس اضاءة الشعلات كان مشابها في طبيعته لطقوس التمجيد لزعيم كوريا الشمالية، وكذا باقي الطقوس كانت مفعمة بالأنا للسياسيين، ممن ليس بينهم وبين وثيقة الاستقلال اي صلة تقريبا. ومع ذلك، في كل يوم استقلال اكتشف في داخلي المحبة للبلاد التي ولدت وترعرعت فيها. عندي تذمرات نقدية تجاه سياسة الاستيطان والاحتلال والهجمة الحكومية على الديمقراطية الاسرائيلية. ومع ذلك، فاني احب الدولة لاسباب عميقة وتافهة على حد سواء.
1. أشعر باتصال عميق باللغة العبرية – المحكية والمكتوبة. واضح لي ان هذه هي معجزة اسرائيل: تجديد اللغة العتيقة.
2. المباشرة الاسرائيلية: مطلوب بشكل عام لحظات من التعارف مع النادل في المقهى الى أن تُسأل عن التفاصيل الاكثر حميمية لحياتك. فلغة مشتركة تنشأ في اسرائيل بسرعة ذروة 100 ميل في الدقيقة؛ لكل اثنين من الاسرائيليين يوجد معارف مشتركين، وليس من الفيسبوك.
3. صداقة اسرائيلية: عشت سنوات طويلة في نيويورك. هناك الاتصال العفوي اكثر عاطفية بكثير، ولكن الاصدقاء أو الصديقات ممن سيكونون عونا عند الحاجة ينقصون هناك. أما هنا فالعكس هو الصحيح. الاتصال المباشر سطحي، واحيانا مغرور، ولكنك عندما تحتاج صديقا او صديقة عند الحاجة فيجدر به ان يكون اسرائيليا. واذا كنت مريضا لا سمح الله، مطلقا او فقدت مكان عملك، سيأتي اليك الكثير من الاصدقاء كي يساعدوا. هذا واقع وطني ولد في الخدمة العسكرية، وهو قيمة حقيقية واخلاقية.
4. تل أبيب. درج على تسميتها كفقاعة نخبوية. نعم، هي ايضا كذلك، ولكنها كنز ثقافي، اجتماعي واقتصادي على شاطيء البحر المتوسط ومعقل الليبرالية الاسرائيلية.
5. الدعابة الاسرائيلية: ابطالي هما ايال كيتسيس وليئور شلاين، ذوا الدعابة الذاتية الذكية، التي تسهل على الحياة، وتجعل فيها منظورا ضروريا.
6. منظمات السلام: نحن نفقد هويتنا كدولة يهودية وديمقراطية، ولكن منظمات السلام مثل السلام الان، مركز بيرس للسلام ونحطم الصمت هي ضميرنا الاخلاقي. اختبارنا السيادي هو في المعاملة المتساوية مع جيراننا الفلسطينيين. هذه المنظمات التي تجري حوارا وتقيم مشاريع مع الفلسطينيين، تنقذ طابعنا الانساني.
7. العائلة. وبشكل خاص احفادي لاني، ميكي، انوك والون، شبان لامعون، موهوبون ومستقلون، كل محبتي لهم.
8. ومن هو الاسرائيلي في نظري: ادغار كرات، يونتان جيفن، تمار زندبرغ، بيني غانتس، اورنا بناي، دافيد غروسمان، مايا سفير، امنون ابرموفيتش، صديقي موشيه رام من مركز بيرس، وشمعون بيرس، الذي اشتاق اليه.
هآرتس / صواريخ “اس 300” ضد الثقة الوطنية بالنفس
هآرتس – بقلم روغل ألفر – 29/4/2018
​في الايام الاخيرة امتلأت الصحف بمقالات التحليل التي تم الادعاء فيها بأن الجيش الاسرائيلي طور القدرات المطلوبة لمواجهة نظام الدفاع الجوي “اس 300″، الذي ينوي الرئيس فلادمير بوتين تزويد سوريا به. افتراض أن المحللين ليسوا خبراء في هندسة الطيران والفضاء، لكنهم جميعا توصلوا الى نفس الاستنتاج، يمكن الافتراض أنه تم توجيههم من نفس المصادر في الجيش الاسرائيلي، الذين يريدون نقل رسالة واضحة تقول إن نظام “اس 300” صحيح أنه سيصعب قليلا على سلاح الجو وسيقلص بقدر ما مجال مناورته، لكن ليس بامكانه أن يمنعه من حرية العمل في سماء سوريا.
​المحللون متفقون في آرائهم أن الجيش الاسرائيلي يمكنه تحييد “اس 300” (سنقوم بتمزيقها!)، وعند الضرورة ايضا تدميرها. هذا ليس سوى أن الجيش الاسرائيلي يريد بواسطة المحللين الذين ينشرون تقديراتهم، تهدئة الجمهور حتى لا يخاف من أن يلغي صاروخ “اس 300″ تفوق اسرائيل الجوي في سماء سوريا.
​”الممتازون للطيران” ليس شعار للتفاخر في سلاح الجو، بل هو أحد أسس الرؤية الاسرائيلية: في سلاح الجو يخدم الجنود المقاتلون الافضل في البلاد، في المنطقة وفي العالم. الجمهور غير مستعد للاعتراف بالقيود على قوته العسكرية، لذلك ربما يفضل حرب واحتلال على هدوء وضبط نفس عسكري. سلاح الجو يتصرف مثل مدماك اساسي في هذه الرواية، المنقوشة جيدا في الوعي الاسرائيلي، والتي تقول إنه ليس هناك حدود لقوتنا العسكرية، وأنه بواسطة سلاح الجو غير القابل للهزيمة، لا يوجد مكان على وجه الكرة الارضية لن نستطيع الوصول اليه، وليس هناك مهمة لا نستطيع تنفيذها. ليس هناك هدف يعتبر بعيد جدا. الامر يتعلق بوهم القوة وجنون العظمة.
​ولكن الى جانب ثمل القوة وتفضيل الحرب في كل حالة، الاسرائيليون يبكون على موتاهم، لهذا جزء اساسي في وهم سلاح الجو يكمن في الاعتقاد بقدرة الاصابة الشديدة للعدو، حتى درجة تدميره – الى جانب الحصانة التامة. سلاح الجو من شأنه أن يكون غير قابل للاختراق، محصن في وجه كل محاولة للعدو لاحباط نشاطه. ليس هذا فقط أن الجمهور لا يشعر بعدم الراحة ازاء استخدامه ضد اهداف فلسطينية في غزة، التي هي غير قابلة تماما للدفاع، بل العكس، هذا هو نوع التفوق وفجوة القوة التي يعنى بها الجمهور الاسرائيلي والتي يرى فيها النظام الطبيعي والمطلوب للامور.
​لذلك يعتبر نظام “اس 300” تشويش محتمل لانسجام الهي ما. الثقة الوطنية الاسرائيلية بالنفس تنمو من داخل “الذراع الطويلة” لسلاح الجو (شؤون الثقة بالنفس الوطنية الكبيرة) و “اس 300” تشكل تهديدا واضحا بالخصي. الخوف منه يريد الجيش الاسرائيلي تهدئته بواسطة المحللين الذين يتحدثون من خلال افواههم الى الجمهور. سوية مع انظمة الدفاع عن الجمهور من الصواريخ والقذائف – “القبة الحديدية”، “حيتس” و”شربيت” – يوفر سلاح الجو الشعور بأن اسرائيل هي دولة عظمى اقليمية، جيرانها ضعفاء امامها. ومحاولتهم للرد تقوم بصدها بسهولة وكأنه تطرد الذباب.
التفكير بأن “اس 300” سيوقف الطائرات الاسرائيلية، اثار العديد من الكتابات التي هدفها اثبات أن الامر يتعلق بذبابة اخرى مزعجة، والتي سيسحقها سلاح الجو بسهولة. في كل ما قيل حول القوة العنيفة فان سلاح الجو استبدل مكان الله في الوعي اليهودي. ما فعله الله بسدوم وعمورا سيفعله هو بالعرب. وماذا سيحدث اذا قامت صواريخ “اس 300” باسقاط الطائرات القتالية الاسرائيلية؟ الجمهور سيهتز. سيخاف. ولكن الله، ما العمل، مخيب للآمال دائما.
هآرتس / اذا لم تكن جائزة نوبل فعلى الاقل الاوسكار
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 29/4/2018
​ملايين السكان من شرق آسيا مروا في نهاية الاسبوع في تجربة تشبه التي مر بها اسرائيليون كثيرون عندما ظهر انور السادات من باب طائرته في مطار بن غوريون في 19 تشرين الثاني 1977. مثل الرئيس المصري المتوفى، ايضا الرئيس كيم جونغ أون اعتبر زعيما معتديا وخطيرا ومتطرفا الى حين اجتاز بسهولة الاشارة الاسمنتية في المنطقة الفاصلة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وظهر فجأة معتدلا ومحبا للسلام، حتى لو أنه لم يثبت بعد أنه يستحق جائزة نوبل للسلام، فان الطاغية من كوريا الشمالية بالتأكيد يستحق الاوسكار.
​بيد أنه مثلما كان بين زيارة الرئيس السادات وبين التوقيع على اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر اشهر طويلة من المفاوضات الصعبة والمليئة بالازمات، هكذا ستكون طويلة الطريق الى أن تتم تسوية النزاع الذي استمر 65 سنة بين الكوريتين. السادات بدد في النهاية شكوك ومخاوف اسرائيليين كثيرين وأثبت تمسكه بانهاء النزاع بين اسرائيل ومصر، لكن استعداد كيم لاجتياز الروبيكون ونزع سلاحه النووي ما زال بحاجة الى الاثبات.
الخبراء ايضا في هذه المرة شكاكون جدا. الرئيس الامريكي دونالد ترامب سارع الى اعطاء نفسه كل الفضل على هذا الانقلاب، واسمه اصبح يذكر كمرشح لجائزة نوبل الثمينة. ايضا وزيرة الخارجية لكوريا الجنوبية، كانغ كونغ فضلت، كأمر تكتيكي دبلوماسي، التقليل من الدور المركزي الذي لعبه الرئيس مون جاي إن في تنظيم اللقاء وتعظيم دور ترامب. ولكن حتى لو أن التهديدات الفاضحة لترامب والعقوبات الشديدة والجديدة التي فرضت على بيونغ يانغ بمبادرة امريكية هي التي دفعت كيم الى القيام بعدة مشاهد مبهجة مع مون، فان الوقت ما زال مبكرا لأن نقرر اذا كان هو الذي يدير أو يدار في الدراما الكورية. الاختبار الحقيقي للرئيس الامريكي سيأتي عندما يعقد لقاءه المرتقب مع كيم، الذي حسب اقواله من المتوقع أن يجري في وقت قريب.
الخبراء والمحللون في الشؤون الكورية حذروا في نهاية الاسبوع من الانجرار. صحيح أن كيم عرف كيف يظهر كنموذج مبتسم ولطيف ومهذب وكب لديه تسريحة غريبة فقط اضافت له بعدا طفوليا، غير ضار، لكنه بقي طاغية قاس يقمع شعبه ويشكل خطرا على سلام العالم كله. اصحاب الذاكرة القصيرة ربما نسوا، لكن اللقاء المبتسم مع نظيره من كوريا الجنوبية ليس اللقاء الاول، بل الثالث بين زعماء الدولتين الذي يجري منذ بداية القرن. اللقاءان السابقان اللذان رافقتهما ايضا تصريحات جارفة ووعود بعيدة المدى، انتهيا بخيبة أمل.
المشكلة ليست فقط في السجل المؤكد لحكام كوريا الشمالية في خرق الاتفاقات المتعلقة بمشروعهم النووي، احيانا خلال اسابيع فقط بعد التوقيع عليها. مثل والده وجده من قبله، فانه لدى كيم ايضا العداء للغرب بشكل عام، وبناء ترسانة نووية بشكل خاص، تشكل لبنات اساسية للنظام الشامل الذي يعتمد عليه ومكانته الدولية. التسريع الكبير في برنامج الصواريخ البالستية لبيونغ يانغ والخوف المتزايد من قدرتها على أن تضرب مباشرة في قارة امريكا الشمالية هي التي حولته الى لاعب مركزي في الساحة الدولية. يمكنه ان يسمح لنفسه باللعب بالصياغات والتعهدات بخصوص المستقبل، لكنه يعرف أن تنازل حقيقي عن مشروعه النووي سيسحب منه القدرة على الردع التي أوصلته الى هذه اللحظة، ومن شأنه أن يعرض للخطر استمرار حكمه. مشكوك فيه اذا كانت لديه نية، كما يقول الامريكيون، لقص الغصن الذي يجلس عليه.
من الصعب ايضا التوفيق بين المقاربة المتسامحة لترامب مؤخرا تجاه دولة مثل كوريا الشمالية التي خرقت كل تعهد نووي وقعت عليه وبين مقاربته المتشددة تجاه ايران والتي كما هو معروف تنفذ بدقة كل القيود التي اخذتها على نفسها في الاتفاق النووي الذي وقعت عليه مع براك اوباما في تموز 2015. كثيرون يعتقدون أنه بهذا يكمن كل الفرق: ترامب ببساطة يمقت سلفه، وأقسم أن يمحو كل تراثه بقدر استطاعته. في تحليل ماكس فيشر، الذي نشر في “نيويورك تايمز” أمس تمت الاشارة الى أنه سيكون صعبا جدا على ترامب تجنيد حلفاء الولايات المتحدة من اجل دعم اتفاقاته مع كيم، اذا وجدت اتفاقات كهذه، في الوقت الذي يتجاهل فيه دعوتها لعدم الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران. إن تذبذب ترامب وعدم ثباته ربما لعبت دور مركزي في التغيير الذي حدث في المقاربة العلنية لكيم، لكن من شأنها أن تظهر كسلاح ذو حدين لحقا.
لقد كان من الصعب عدم التأثر في نهاية الاسبوع من التناقض البارز بين الجو المبتسم والمثالي الذي بثه كيم لنظيره مون في اللقاء بينهما والذي تمت تغطيته اعلاميا على الخط الفاصل بين الكوريتين وبين الكآبة والمرارة التي رافقت لقاء ترامب مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، الذي عقد تقريبا بموازاة ذلك في البيت الابيض. في حين أن الرئيس الفرنسي الذي سبق ميركل بيومين غلف معارضته لسياسة ترامب في الموضوع الايراني وبشكل عام في ملاحقة غير خجولة للرئيس الامريكي، فان ميركل الجافة وجدت صعوبة في اخفاء الاشمئزاز ممن ما زال يعتبر رغم كل شيء زعيم العالم الحر. ترامب معروف أنه يشجع قادة اقوياء وذوي صلاحيات بدء من بوتين ومرورا بكيم وانتهاء برئيس الفلبين، لكنه يجد صعوبة في الحصول على ثقة ميركل حليفته والتي تعتبر الآن المسؤولة والعقلانية في الغرب.
في المؤتمر الصحفي المتوتر مع ميركل، فان ترامب ايضا اعلن عن احتمالية أن يأتي الى اسرائيل للمشاركة في تدشين السفارة الامريكية الجديدة في القدس. اقواله حول قدرته على التوصل الى الصفقة النهائية بين اسرائيل والفلسطينيين اختفت في هذه الاثناء في ظل نفس التذبذب الذي قاده الى تبني مقاربة احادية الجانب تؤيد اسرائيل، ابعدت الفلسطينيين عن طاولة التفاوض.
​كل من يهمه مستقبل العالم يجب عليه التمني للرئيس الامريكي النجاح في جهوده لتحييد القنبلة الموقوتة للترسانة النووية في كوريا الشمالية، لكن التفكير بأن نجاحه مؤكد، فانه منذ الآن يعتبر مبالغ فيه وسابق لأوانه. ترامب بالتأكيد يرى في احتمالية أن يفوز بجائزة نوبل مشاركة مع كيم كانتقام جميل، من سلفه اوباما، لكن الحصول على ميدالية الجائزة المنقوش عليها شعار “من اجل السلام والاخوة الانسانية”، ما زال بعيدا.
اسرائيل اليوم / تزايد تدريجي في مستوى قوة التظاهرات على الحدود مع غزة
اسرائيل اليوم – 29/4/2018
مصدر عسكري كبير بالجيش الإسرائيلي، تطرق بالأمس السبت الى التظاهرات الأخيرة على الحدود مع قطاع غزة، قائلا “إن حماس تحاول جعل منطقة الحدود بين “إسرائيل” والقطاع منطقة قتال، وتعمل على المساس بوسائل الحماية الأمنية على الجدار”.
وصرح المسؤول العسكري لصحيفة “اسرائيل اليوم”، بأن هناك تزايد تدريجي في مستوى قوة التظاهرات على الحدود مع غزة، ولقد شهدنا ذلك خلال محاولات اختراق الحدود في منطقة صوفا يوم الجمعة الماضي.
وأضاف: “المتظاهرين كأنهم يتدربون على قص السلك، واختراق الأراضي الإسرائيلية بشكل جماعي، وذلك تحضيرا ليوم 15/5 القادم”.
وأشار المصدر العسكري، إلى “أن الوضع على الحدود مع غزة، يزداد خطورة، خصوصا وأن حماس توجه المتظاهرين للمساس بالجنود على الحدود”، مشددا على أن “حماس تحاول جعل منطقة الحدود ساحة قتالية”.
وأوضح المسؤول، “أن لدى الجيش الإسرائيلي العديد من الوسائل، لكسر هذه المعادلة الجديدة، التي تحاول حماس فرضها في منطقة الحدود”.
القناة الثانية العبرية / قريبًا .. خطة السلام الأمريكية
القناة الثانية العبرية – 29/4/2018
مصدر سياسي كبير يقدر بأن الأمريكان سيعلنون خطتهم للسلام بعد افتتاح السفارة الجديدة في القدس. في إسرائيل فوجئوا من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يفكر بحضور مراسم نقل السفارة.
الخطة، حسب المصدر، من المفترض أن تتضمن تعويضات للفلسطينيين في محاولة لإعادتهم إلى المشهد. غدًا سيصل إلى إسرائيل وزير الخارجية الأمريكية الجديد مارك بومبيو، الذي – على عكس سلفه في المنصب – مهتم بتواجده خلال العملية.
في المقابل، مصادر في إسرائيل أشاروا إلى أن إعلان ترامب عن تفكيره بحضور مراسم افتتاح السفارة بنفسه في 14 مايو كان مفاجأة تامة، وهم ينتظرون إن كانت ستتحقق بالفعل. في كل الأحوال، تقول المصادر بأن وثائق الدعوة المتفق عليها مع الأمريكيين لا تتضمن اسم الرئيس الأمريكي.
في لقاء الأمس بين ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيت الأبيض، أشار الرئيس إلى نقل السفارة، وأنه ينوي حضور حفل الافتتاح. وتفاخر الرئيس بالثمن المنخفض الذي سيكلفه النقل بالنسبة لدافع الضرائب الأمريكي قائلًا “جاءوا إليّ باقتراح إنشاء سفارة بمليار دولار في القدس، قلت لهم: ما الذي تتحدثون عنه؟ مليار دولار؟ وأضاف: اتصلت بالسفير ديفيد فريدمان، وقال لي: يمكنني بناء سفارة بمبلغ 150 ألف دولار، وهناك مبنى بالفعل، ومن الممكن تجديده وافتتاح السفارة في غضون ثلاثة أشهر”.
هآرتس / لن يكون على ما يرام
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 29/4/2018
​فضلا عن المصيبة الجسيمة التي وقعت على عائلاتهم، فان الموت الرهيب لتسعة الفتيات والفتى في الفيضان في جدول سفيت هو مأساة اسرائيلية صرفة. فالقرار السائب في مدراء معهد “ابناء صهيون” تجاهل التحذيرات وبالتالي تعرض حياة الشبان الذين تحت رعايتهم للخطر، الى جانب محاولات تغطيات القفى بعد وقوع الفعلة من جانب الجهات الحكومية المسؤولة ظاهرا عن رحلات من هذا النوع، معيبة وأليمة وذلك لان هذه ليست حالة شاذة ووحيدة، بل عرض لمرض وطني خبيث.
​ذات الخصال المتمثلة بالارتجال وتجاهل القواعد المعروفة، والتي تمنح اسرائيل احيانا تفوقا ساحقا في ميدان المعركة وفي ساحة التكنولوجيا العليا، تصبح شرا مريضا حين تقتحم مجالات اخرى. فثقافة “توكل” تدفع الكثير جدا من الاسرائيليين الى قطع الزوايا، حتى عندما يتعلق هذا بالخطر على حياتهم وحياة الآخرين. خط مباشر يربط بين انهيار جسر المكابية، المصيبة في قاعات فرساي، انهيار برج الانارة في جبل هرتسل وانهيار موقف السيارات في رمات أحيال، مثلما أيضا في عشرات حوادث العمل في فرع البناء والتي تقع في اسرائيل كل سنة عقب شروط أمان عليلة، وتجبي حياة الكثيرين. ذات ثقافة “توكل” المغرورة تؤدي ايضا الى التجاهل الظاهر من الاف الاسرائيليين لتحذيرات قيادة مكافحة الارهاب في موضوع السفر الى سيناء، والحقيقة المذهلة في أنه حتى بعد المأساة في العربا، واصل مئات الاسرائيليين التوجه الى جداول الفيضانات في جنوب البلاد. “هذا لن يحصل لي”، يقول لانفسهم اولئك المخاطرون، الى ان تأتي المصيبة.
​ان محاولة وزارتي الدفاع والتعليم ومحافل اخرى يفترض أن تشرف على رحلات الشبيبة، لان تبعد نفسها عن المصيبة والتنكر لمسؤوليتها عن القصور، هي الاخرى احتقار مميز جدا. فحتى بعد مأساة رهيبة بهذا القدر ينشغل السياسيون والموظفون اساسا في مساعي الطمس والتشويش لدورهم في القصور. فغياب ثقافة مدنية من الحذر، وكذا ثقافة الاعتراف بالخطأ، استخلاص العبر وأخذ المسؤولية هي احد الاسباب لنزعة المحاكمات المبالغ فيها في الحياة العامة في اسرائيل، ولهذا فان الخطأ يتكرر عندنا دوما.
​اسحق رابين، الذي برز ايجابا في استعداده لاخذ المسؤولية عن مواضع الخلل التي وقعت في نوبة حراسته، سبق أن اشار قبل ربع قرن الى هذه الظاهرة الخطيرة والمعيبة. ففي خطاب في كلية الامن القومي وصف رابين نزعة “سيكون على ما يرام” بانها “غرور، انعدام مهنية واحساس مبالغ فيه بالثقة بالنفس” والذي هو “من نصيب جماهير كثيرة في اسرائيل، وليس بالذات في الجيش الاسرائيلي”. لقد تعلمنا بالطريقة الصعبة والاليمة، اضاف رابين، بان “سيكون على ما يرام” معناه ان كثيرا جدا ليس على ما يرام”. المصيبة في العربا تثبت بان شيئا لم يتغير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى