ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية 18– 5 – 2018

هآرتس:

– مصر وقطر تعملان على وقف نار طويل في غزة وأخذ السيطرة من حماس.

– ألشيخ مقتنع: نتنياهو أجرى اتصالا سريا مع اللواء شرطة هليفي؛ والاثنان ينفيان.

– مقيم من يافا مشبوه بقتل شقيقتيه حين كان بانتظار قرار الحكومة على التهديدات على احداهما.

– شهادات تدل على أن المستشفيات تواصل الفصل بين الولادات اليهوديات والعربيات – بمبادرتهم.

– في الجيش الاسرائيلي يستعدون لمظاهرات رمضان ويتوقعون مواجهات واسعة في الضفة وشرقي القدس.

يديعوت احرونوت:

– حرب في الشرطة؛ مواجهة في قيادة الشرطة حول معلومة اتصال اللواء هليفي ونتنياهو.

– وسام تقدير لطياري اف 15 اي الذين هاجموا اهداف في سوريا الاسبوع الماضي.

– اليوم في تركيا: مظاهرة ضخمة ضد اسرائيل.

– عيد الاسابيع واحتفال البواكير.

معاريف/الاسبوع :

– مهرجان الكراهية في تركيا.

– ليبرمان: سنتقدم بقانون تجنيد جديد.

– رأس حربة سلاح الجو: وسام تقدير لسرب 69.

– المعركة على منصب المفتش العام: مواجهة عاصفة في قيادة الشرطة.

– فادي مالك من يافا مشبوه بقتل شقيقتيه؛ كان هذا قتلا معروفا مسبقا.

– حر وفرح – موجة حر شديدة تتواصل في عيد الاسابيع ايضا.

– غدا في لندن: عرس السنة في العائلة الملكية.

اسرائيل اليوم :

– تأهب اقصى في جهاز الامن.

– حماس تعرف اذا تحدتنا على الجدار ستتلقى ضربة شديدة.

– مواجهة حادة في قيادة الشرطة.

– قبل ساعات من العملية في سوريا: رئيس الاركان يمنح وسام تقدير لسرب “المطارق”.

– تركيا: يجب تحويل اسرائيل الى المحكمة في لاهاي.

– أزمة مع تركيا؟ الرحلات الجوية الى اسطنبول مليئة كالمعتاد.

القناة 14 العبرية :

– مقترح كويتي في مجلس الأمن: إرسال قوات دولية لحماية المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة.

– الشرطة الإسرائيلية تنشر 1500 من عناصرها استعدادا للجمعة الأولى في القدس.

– تظاهرات ضخمة جدا تضامنا مع الشعب الفلسطيني ستجري اليوم بعد صلاة الظهر في تركيا.

 والا العبري :

– توقعات في المنظومة الأمنية الإسرائيلية بوقوع عمليات فردية اليوم في القدس والضفة الغربية.

– الجيش الإسرائيلي يقرر سلسلة تسهيلات للسكان بالضفة الغربية، بسبب شهر رمضان.

– تعرض حارس مدرسة إسرائيلي للضرب واختطاف سلاحه في منطقة برديس حنا، والشرطة تحقق لمعرفة خلفية الحادث.

القناة 2 العبرية :

– المنظومة الأمنية الإسرائيلية تستعد للجمعة الأولى من رمضان في المناطق الفلسطينية.

– حماس تدعو إلى مظاهرات على الحدود مع قطاع غزة في الجمعة الأولى من رمضان اليوم.

– حالة الطقس: ارتفاع طفيف كبير على درجات الحرارة، ومتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة في معظم مناطق البلاد.  

 القناة 7 العبرية :

– رئيس الأركان يقدم شهادة تقدير لقائد سرب “السواكيش” في الجيش الإسرائيلي على نشاطاتهم ضد إيران بسوريا.

– قوات حرس الحدود اعتقلت الليلة فلسطينيا من نابلس بحوزته سكينا بزعم نيته تنفيذ عملية بالقدس.

– الجيش الإسرائيلي يرفع حالة التأهب في المناطق الفلسطينية استعدادا لتظاهرات ومواجهات عنيفة خصوصا على الحدود مع غزة.

***

اسرائيل اليوم / تأهب اقصى في جهاز الامن؛ حماس تعرف اذا تحدتنا على الجدار ستتلقى ضربة شديدة

اسرائيل اليوم – بقلم نيكي غوتمان وآخرين 18/5/2018

“حماس تعرف انها اذا تحدتنا على الجدار – فستتلقى ضربة قاسية”، هكذا شددت أمس محافل رفيعة المستوى في الجيش الاسرائيلي، الذي أعلن عن حالة تأهب عليا اليوم في كل الجبهات في ضوء يوم الجمعة الاول لشهر رمضان. وشدد ضباط كبار على ان الجيش الاسرائيلي لن يسمح لحماس “بمسيرات دموية”.

لا توجد لدى جهاز الامن اخطارات محددة بعمليات ولكن التخوف هو من عمليات الهام في أعقاب نقل السفارة الامريكية الى القدس ومسيرات حماس في غزة. ولا تزال قوات فرقة غزة معززة بألوية اخرى، بوحدات خاصة مثل مغيلان واغوز وكذا بالعديد من القناصة.

التقدير في الجيش وفي المخابرات الاسرائيلية هو انه اذا كانت اليوم مسيرات نحو الجدار في غزة فستكون مخففة سواء من حيث عدد المشاركين ام في مستوى العنف. ويحتمل ان تذكر المسيرات الى الجدار اليوم ما رأيناه في يوم النكبة، كما قالوا امس في الجيش الاسرائيلي بعد أن شارك في يوم النكبة نحو 4 الاف متظاهر فقط وصلوا الى الجدار وقللوا من الاحتكاك بقوات الجيش الاسرائيلي – وذلك بعد اليوم الدامي لنقل السفارة والذي قتل فيه نحو 60 غزيا، 50 منهم على حد قول حماس من نشطاء في المنظمة.

سلاح الجو هاجم في غزة

والى ذلك، هاجمت فجر أول أمس طائرات قتالية لسلاح الجو اربعة اهداف لحماس في شمال قطاع غزة، وذلك ردا على نار مدفع الرشاش نحو سديروت، النار التي لم يصب منها احد باذى ولكن لحقت اضرار. وفي الجيش الاسرائيلي يلقون بالمسؤولية عن نار مدفع الرشاش على حماس.

وعلى أي حال، تابع جهاز الامن، الجيش والمخابرات عن كثب وباهتمام المقابلة الاستثنائية لزعيم حماس يحيى السنوار، أول مقابلة له منذ تسلم مهام منصبه. السطر الاخير للسنوار يؤكد ما قالته اسرائيل: حماس لا تريد التدخل، وقادتها يخافون بسبب الرسائل التي نقلتها اسرائيل عبر المخابرات المصرية، لاستئناف التصفيات من الجو لمسؤولي حماس.

وقال أمس ضباط في الجيش الاسرائيلي: “بعد أن بدأ رمضان من غير المتوقع مسيرات كبرى، ولكن هذا في ايديهم”.

كما تابع الجيش ما قاله مسؤول حماس صلاح البردويل بان 50 من الـ 60 قتيلا هم من نشطاء حماس. ويرى الجيش في هذه المقابلة لمسؤول حماس نجاح في ايصال الرسائل الاسرائيلية.

وبالمقابل هدد امس مسؤول حماس خليل الحية بان “مسيرة العودة ستبقى نمط حياة سكان غزة”. والتقدير في جهاز الامن هو أن حماس لا تزال في حالة انتظار وتدرس خطواتها في أعقاب اليوم الدموي الذي قتل فيه 60 شخصا. وعلى اي حال، فان عيون الجيش الاسرائيلي تتطلع الان الى الخامس من حزيران، الموعد الذي تخطط فيه حماس لمظاهرة كبرى في “يوم النكسة” احياء للهزيمة الكبرى في حرب الايام الستة.

يديعوت /  دم وفرصة

يديعوت – بقلم  ناحوم برنياع  – 18/5/2018

صلاح البردويل هو أحد الناطقين بلسان حماس في غزة. عندما روج لاحداث يوم الاثنين في الاعلام الفلسطيني، مجد بطولة منظمته، وتضحيتها. فقد قال ان “50 تقريبا من الـ 61 قتيلا هم من رجال حماس. رسالة واحدة للرأي العام في العالم؛ رسالة معاكسة للجمهور في البيت: نحن نعرف التكنيك.

اما في الجيش الاسرائيلي فقد سارعوا الى تبني القصة. وبدا هذا كمقطع من اسطورة الفصح: 61 ناقص 50 يساوي 11. الرضيعة لا تحتسب: فقد ماتت بخلل في القلب؛ اثنان قتلا في حادثة عمل. والنتيجة اننا قتلنا ثمانية مواطنين فقط، 10 في الحد الاقصى.

الجيش الاسرائيلي يخرج من يوم المعركة على الجدار باحساس بالنصر. الجدار لم يقتحم، الصواريخ لم تطلق، احد لم يقتل في الطرف الاسرائيلي، ولم يختطف أي جندي. وباستثناء بضع عشرات الحرائق في المناطق الزراعية، لم تكن أضرار. في بلدات غلاف غزة احتفلوا بالفصح، بيوم الاستقلال وبباقي الاعياد بلا عراقيل. حماس وصلت الى نقطة درك لم يشهد لها مثيل، ولا حتى بعد الجرف الصامد. يوجد هنا انجاز وتوجد فرصة. عبء القرار ينتقل الى القيادة السياسية.

في يوم الثلاثاء، يوم النكبة، سافرت على طول الحدود في غلاف غزة. اذا كان وصل يوم الاثنين 44 الف غزيا الى نقاط الاحتكاك على طول الجدار، ففي يوم الثلاثاء وصل بضعة الاف. والقلائل الذين تقدموا الى الامام، تحت ستار الدخان الاسود الذي انبعث من الاطارات المحترقة، صدوا. وانتهى اليوم بقتيلين. ريح باردة، نسيم، هبت على طول اليوم من بحر غزة. وبعد الظهر اشتدت الريح، وبالون هيليوم مشتعل وصل من معبر كارني وسقط في حقل قمح، قرب جدار كيبوتس ناحل عوز، وقريبا جدا من سيارتي. وفي غضون دقائق وصلت النار  الى ارتفاع متر ونصف وتقدمت في خط مباشر، تتقدم وتحصد، مثل المنتج الحي. كان في النار جمال مخيف، جمال شيطاني.

بعد عشر دقائق وصلت سيارة الاطفاء الاولى. تندر مسؤول الامن في شكده، قرية زراعية في المنطقة. وبينما كان يمد انبوبه، ووصلت سيارتا اطفاء كبيرتان الى الحقل مع خراطيهما، ومجندات من كتيبة كركل، مسلحات بمكانس اطفاء، وقفوا في صف امام النار وورائهن جاءت جرافة تي 9 عسكرية كبيرة، حطمت المزروعات بلا رحمة. وفي غضون 20 دقيقة هزمتالنار في ناحل عوز. ولكن في هذه الاثناء، شرقا، قرب مفترق ساعد، احرق بالون هيليوم حقلا آخر.

بقوى عالية

حماس، قال أحد القادة في الميدان، خططت لتحويل يومي الاثنين والثلاثاء الى مواجهة بقوى عالية. وكان التطلع لمشاركة حتى 200 الف شخص. كل من صعد الى الباصات حصل على 50 شيكل والعائلة حصلت على 100 دولار. وتلقى رجال حماس امرا بالوصول الى الاحداث مع عائلاتهم. في المواجهات السابقة كانت خمسة مراكز احتكاك. اما يوم الاثنين فكانت 12.

من ناحيتهم كان هذا حدثا عسكريا مدارا. كان لهم قادة كتائب اخذوا موقع القيادة على كل الجبهة، خلايا متخصصة، وسائل قتالية.  أمر اليوم لم يترك مكانا للشك: يوم الاثنين سيكون الحضور في  الساعة العاشرة صباحا. وستتحدد ساعة الصفر، التي يتقدم بعدها المتظاهرون من كتلة واحدة وبصدر مكشوف نحو الجدار. يجلب المتظاهرون سكينا او مسدسا، ويخبئونها تحت الملابس ولا يستخدمونها طالما لا يلتقون الجنود او السكان الاسرائيليين. والطلب هو عدم قتلهم بل جلبهم: هذه ورقة مساومة حساسة تخافها اسرائيل؟

وماذا من جانبنا؟ يوم الخميس الماضي جرت لعبة حرب بمشاركة قادة الـ 12 كتيبة التي رابطت في نقاط الاحتكاك. ودعا قائد المنطقة الجنوبية ايال زمير الى اقصى درجات ضبط النفس؛ البحث في كل هجمة جماهيرية محرضا مركزيا واطلاق النار على اقدامه. اما الاخرون فلا تطلق النار عليهم الا اذا وصلوا الى مسافة صفر عن الجدار. في الليلة التي بين الاحد والاثنين ادخلت شاحنات الى ساحة الفصل الامني – قاطع بعرض 100 متر داخل غزة يفصل بين السياج المتلوي والسياج الالكتروني. ورش الشاحنات المادة النتنة على طول السياج على أمل ان تردع. ونثرت الحوامات الغاز الذي كان يفترض ان ينزل بين الجماهير. بعض الحوامات دمرت. ووزعت الاف المناشير. وأكثر من ذلك، يقول مصدر عسكري في الميدان، لم يكن بوسعنا ان نفعل.

وكان الخوف هو انه اذا اقتحم الجمهور السياج، فسيقتل مئات. ومنعا للمذبحة رابطت قوات الشرطة في الخط الثاني والثالث. وطورت تقنيات لاحتواء وصد الجماهير لاعادتهم الى اراضي غزة.

وكان التفكير في الجيش الاسرائيلي دفاعيا: كان الافتراض انهم اذا هاجموا أهدافا نوعية لحماس، فمن غزة سيردون بنار الصواريخ. وستتشوش الحياة في الجبهة الداخلية. ونشأ نوع من الحوار، حيث يركز الطرفان على السياج. واستخدم سلاح الجو ضد اهداف لحماس في الساعة الخامسة بعد الظهر فقط. بعد أن اطلقت خلايا من المنظمة النار على قوات الجيش الاسرائيلي. كانت هذه نقطة الانعطافة: ثمانية اهداف هوجمت، فسحبت حماس فورا الجمهور الى الوراء.

يوم الاحد مساء، قال اللواء زمير لرئيس الاركان انه يخشى ان ينتهي يوم الغد بـ 100 – 200 قتيل. كان هذا هو التقدير العام.

في أقصى الطرف

الخطة الاولى لرئيس حماس في غزة، يحيى السنوار، كانت الوصول الى مصالحة مع السلطة الفلسطينية. السلطة تدير غزة، وحماس تحتفظ بسلاحها. ابو مازن رفض، والضائقة في  غزة تفاقمت.

اما الخطة الثانية فكانت جلب الجمهور الى الجدار دون أن تتدهور غزة الى معركة شاملة. وبالاجمال، فشلت الخطة. نجحت في رفع غزة الى العناوين الرئيسة في وسائل الاعلام الدولية، في احداث أزمة بين اسرائيل وتركيا، واعادة حماس الى جدول الاعمال في الضفة، ولكنها توقفت هناك. السؤال، قال مصدر عسكري، هو ماذا يقول السنوار لرجاله اليوم، هل توجد خطة ثالثة.

الفرضية في الجيش الاسرائيلي هي ان ليس له خطة ثالثة. فهو عالق بين حائطين، حائط تكتيكي وحائط استراتيجي. النشاط حول السياج سيستمر، في يام الجمعة لرمضان وفي 5 حزيران، يوم النكسة، ولكن الحائط التكتيكي لن يقتحم.

امام الحائط الاستراتيجي تجده معزولا: المصريون يسحقونه. قوات داعش في سيناء يرون فيه عدوا ويحبطون التهريبات في الانفاق. اسرائيل تغلق عليه من حواليه، واحتياجات السكان تضغط عليه من الداخل. وهو على شفا الانفجار، “في اقصى الطرف”. وهنا جاءت الفرصة.

توجد أربع امكانيات: معركة عسكرية شاملة مع حماس؛ معركة عسكرية جزئية؛ سيطرة السلطة الفلسطينية باسناد اسرائيل؛ تسوية مع حماس. الحرب لا تريدها اسرائيل، وعملية منسقة مع ابو مازن ابعد من اي وقت مضى. فبعد أن احرق جمهور متحمس مساء يوم الجمعة المنشآت في الجانب الغزي من معبر كرم سالم، ارادت حماس التوجه فورا الى اعادة بناء ما دمر:  فالحريق لم يتطابق ومصالحها. ثمن اعادة البناء هو 30 مليون شيكل. ويطرح السؤال، من سيدفع. السلطة رفضت، وفقط بعد أن مارست اسرائيل الضغط عليها، استجابت. المعبر اغلق ليس بسبب وحشية حماس بل لانه لم تتبقى حمالات خشبية لاستخدامها بتحميل البضائع.

اذا كانت الحكومة لا تريد حربا، لا تؤمن بامكانية تطيير حماس من غزة بدون حرب، ولا تؤمن بالسلطة، يتبقى افق واحد – تسوية.

التسوية هي تعبير بمنظور واسع، من اتفاق وقف نار، هدنة لعشر سنوات وحتى لتسهيلات هامة في المعابر. وزر الدفاع ليبرمان يقول انه لن تكون هدنة. وهو يقيم معارضته على الدروس التي تعلمها من حرب لبنان الثانية. يقول ليبرمان: “اعطينا حزب الله الهدوء في 2006. وتلقينا بعد 12 سنة حزب الله آخر تماما، مدرب جيدا، مع عشرات الاف الصواريخ. هذا ما تريد حماس ان يحصل في الجنوب.

ان لم تكن هدنة، فعلى الاقل خطوات مدروسة لتحسين الوضع الانساني والامكانيات الاقتصادية في القطاع. يمكن الاستعانة بتأثير مصر، بأموال دول الخليج، بالتدخل الاوروبي. لاسرائيل في هذا الشأن شرط مسبق، اخلاقي وسياسي: اعادة جثتي اورون شاؤول وهدار غولدن، وابرا منغستو وهشام السيد المحتجزين لدى حماس. الافتراض في الجيش الاسرائيلي هو انه عندما تفهم حماس خطورة وضعها، فانها سستدرج الاسرائيليين في التفاهمات.

يوم الثلاثاء تحدث ليبرمان هاتفيا مع وزراء وموظفين في سلسلة من الدول الاوروبية. كلهم شجبوا العملية الاسرائيلية. ولم يجد لديهم استعدادا للتعاون؛ العالم العربي هو الاخير غير متحمس. وهو يقول: “الكل يقولون نعم نعم نعم، نعم، نعم، ولكن عندما يأتي هذا الى المضمون، يختفون. ليس لدينا شريك في الحل”.

فسألت “اين الابداعية. فمهم في النهاية سيسقطون عند حافة بابنا”.

فقال ليبرمان “هناك اساسان. الابداعية وقدرة الصمود”.

هآرتس / مصر وقطر تعملان على وقف نار طويلفي غزة وأخذ السيطرة من حماس

هآرتس – بقلم  عاموس هرئيل  – 18/5/2018

في الاشهر الاخيرة أدار  جهاز الامن الاسرائيلي معركة صد كثيفة في محاولة لتحقيق الاهداف التي وضعها له المستوى السياسي دون الانجرار الى الحرب وجر كل المنطقة معه. يقولون في القيادة العامة للجيش الاسرائيلي إن تلك كانت هي الاسابيع الاكثر هشاشة منذ عشر سنوات. في هذه الجهود تضافرت نشاطات عسكرية وسياسية، خطوات سياسية، حرب نفسية وخطوات اعلامية.

في الجبهة الشمالية عمل الجيش الاسرائيلي من اجل المس بالتواجد العسكري الايراني في سوريا، ومحاولة ايران تنفيذ عملية رد. في الشمال تتم ادارة هذه المواجهة بنجاح مثير للانطباع حتى الآن. في قطاع غزة يستعد الجيش لوقف اقتحام الجمهور للجدار في المظاهرات التي نظمتها حماس والتي كانت ذروتها يوم الاثنين. هذا الاقتحام تم احباطه حقا، لكن هنا كان الثمن عاليا بأرواح الفلسطينيين والضرر السياسي. في الساحتين الانجازات التكتيكية في الايام الاخيرة لم تحل علامات الاستفهام الاستراتيجية. لم تندلع حرب لكن خطرها لم يتبدد تماما. رعب أيار ما زال ماثلا وربما سينزلق الى داخل حزيران.

في النصف الاول من الشهر الحالي سجلت وتيرة عالية للاحداث العسكرية: التأهب العالي في الشمال والمناطق اجبر الجيش الاسرائيلي على وقف تدريبات وحداته النظامية هذا الاسبوع بشكل كامل. استمرار التأهب العالي طوال فترة طويلة، الى جانب الاهتمام العالي التي تحتاجه من القادة، سينعكس على السلوك اليوم للجيش الاسرائيلي.

هذا هو الجانب المكمل الذي يتحدثون قليلا عنه في هذا الشهر السياسي المدهش الذي يمر على رئيس الحكومة نتنياهو: احتفالات السبعين للدولة، الفوز في الاورفزيون، القصف في سوريا، تصفية غريبة في ماليزيا، عملية تقشعر لها الابدان للموساد في طهران، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، افتتاح السفارة الامريكية في القدس والاحترام الكبير الذي حظي به في الساحة الحمراء في موسكو. كل ذلك ترجمت على الفور الى قفزة كبيرة لنتنياهو في الاستطلاعات، حيث في الخلفية  توجد تطورات محرجة لخصمه الاساسي يئير لبيد.

قيادة الجيش، يجب القول في صالحها، تحاول في هذه الاثناء عدم الانجرار الى موجة النشوة التي تظهر من التصريحات السياسية. الجنرال (احتياط) الذي عدد من ضباط القيادة العامة الحالية كانوا تحت قيادته في السابق، تحدث مؤخرا عن انفعاله من التأهب الخاص للجيش الاسرائيلي من اجل احباط الهجوم الايراني من سوريا، الذي استدعى ذكريات الماضي: “عند سماعي الاصوات المتحمسة في وسائل الاعلام، اصبت بقشعريرة، لم أتمالك نفسي من التفكير بالانتقال من حرب الايام الستة الى حرب يوم الغفران”.

الطرق السلمية

يحيى السنوار زعيم حماس في القطاع والرجل القوي اليوم في المنظمة، اعطى مقابلة نادرة لشبكة قناة “الجزيرة”. السنوار الذي قضى في السجن الاسرائيلي اكثر من عشرين سنة بسبب قتل عملاء، اسمع نغمات جديدة. لقد اعلن أن حماس توصلت الى تفاهمات مع مصر التي بحسبها ستستمر المظاهرات على طول الجداد الحدودي بين القطاع واسرائيل لكنها لن تتدهور الى مواجهة عسكرية. بعد ذلك امتدح “النضال الشعبي غير العنيف” – وهذا موقف جديد من جهة من قاد لسنوات الذراع العسكري لحماس والذي اطلق الصواريخ وحفر الانفاق الى داخل اراضي اسرائيل.

التعريفات الفلسطينية “للمقاومة بالطرق السلمية” مرنة جدا وبعيدة مثل بعد الشرق عن الغرب عن فهم اسرائيل لهذا المفهوم. حماس استخدمت في المظاهرات بصورة محكمة وبصورة مخادعة الجمهور الغزي اليائس. لو أن السنوار ارسل الى الجدار فقط اطفال ونساء يحملون اكاليل الورود لكان من المعقول الافتراض أن أحدا منهم لم يكن ليصاب بنار القناصة. عمليا، تم قيادة الكثير من المظاهرات العنيفة على أيدي نشطاء من الذراع العسكري لحماس بملابس مدنية، الذين وقفوا على رأس جهود اقتحام الجدار. في عدد من الحالات تم وضع عبوات ناسفة ورميت قنابل يدوية وتم فتح النار على جنود الجيش الاسرائيلي.

السنوار نفسه اعتراف في المقابلة أنه في المظاهرات شارك “مقاتلون من كل الفصائل الفلسطينية”. لقد اجريت المقابلة بالمناسبة حيث كان في الخلفية علم فلسطين وليس علم حماس، وقد بدا هذا كاعلان رمزي يدل على تطلع حماس لقيادة كل الشعب الفلسطيني. وحتى في المظاهرات على طول الجدار تم رفع اعلام فلسطين وليس اعلام حماس. وقد كان ذلك بقرار.

صلاح بردويل احد زعماء حماس اخرج اخيرا المارد من القمقم في مقابلة تلفزيونية أول أمس. لقد كشف أن 50 من بين الـ 62 قتيل في مظاهرات هذا الاسبوع كانوا من نشطاء حماس. المعطيات التي عرضها البردويل بالمناسبة، اعلى من لنتائج فحص الجيش والشباك التي شخصت 42 شخص من نشطاء المنظمة بين القتلى. هذه المعطيات لم تساعد اسرائيل بشكل خاص في الرأي العام العالمي. في وسائل الاعلام الاجنبية اعترف هذا الاسبوع مصدر كبير في مكتب المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي في محادثة تم تسريب تسجيلاتها مع ممثلي يهود الولايات المتحدة بأن حماس اصابت اسرائيل بالضربة القاضية. البردويل نفسه بالمناسبة طرح ادعاء معاكس: لقد كتب في مقال في وكالة أنباء غزية متماهية مع تنظيمه بأن اسرائيل نصبت للفلسطينيين فخ عندما صنفت “مسيرا العودة” واعتبرتها مسيرات لحماس.

ولكن الفشل الاسرائيلي الكبير ليس في جبهة الاعلام، بتأخر الحكومة غير المفهوم رغم تحذيرات كل المستويات المهنية، بالمصادقة على تسهيلات اقتصادية للقطاع. الشرك المزدوج الذي وقع فيه نتنياهو – اشتراط التسهيلات الحقيقية باعادة جثامين الجنود والمواطنين الاسرائيليين من القطاع والخوف من أن يظهر متسامح أمام حماس – يشله عن اعطاء المصادقة على الخطوات المطلوبة.

في مفترقات الطرق الذي يؤدي الى مستوطنات غلاف غزة ظهرت هذا الاسبوع اعلانات لـ “مسيرة هدار” – المبادرة الجديدة التي قادتها عائلة الملازم هدار غولدن من اجل اقناع الدولة بزيادة الضغط على حماس وأن تفرض عليها صفقة لاعادة الجثث. طالما أن حماس تضع شروط يجد نتنياهو صعوبة في تلبيتها، فان التسهيلات تظل تراوح في المكان وخاصة عندما يشخص نشطاء الحملة المؤيدة للعائلة أي تغيير في معبر كرم سالم ويسارعون للعمل ضده بوسائل قانونية.

كان يمكن مشاهدي التلفزيون الاسرائيل التعرف عاة خطورة الوضع الاقتصادي في غزة بصورة استثنائية من خلال مقالتين ممتعتين بثهما اهود حمو في امسيات متتالية من خلال قناة الاخبار. قرار بث هذه التقارير في ذروة المواجهة الدامية على الحدود اعتبر في الجو العام الحالي تقريبا مثل اظهار الشجاعة المدنية. الوضع في غزة يتوقع أن يزداد خطورة اثناء الصيف. اسرائيل تهتف لرئيس الولايات المتحدة ترامب كلما  شدد قبضته على ايران والفلسطينيين. في شهر تموز ستوقف الولايات المتحدة المساعدات الاقتصادية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة “الاونروا”. هناك صحة في الادعاءات التي تقول إن الاونروا تحولت الى اداة لتخليد الضحايا الفلسطينيين ، في الوقت الذي فيه تحول في  الشرق الاوسط في العقد الاخير بضعة ملايين آخرين من المواطنين الى لاجئين جدد. ولكن تقليص ميزانية الاونروا سيمس بصورة مباشرة بأكثر من مليون مواطن في القطاع المحتاجين الى ارساليات الغذاء، ويمكنه أن يوقف جهاز التعليم التابع للوكالة الذي بدونه ليس هناك من يبقي اطفال غزة في المدارس.

من يحتفل الان في اسرائيل بفشل غزة يتجاهل أن نهاية هذه الازمة هي الانفجار في وجوهنا. “مثلما هو الوضع في حادثة طرق قاتلة تجري بشكل بطيء”. لقد احسن وصف ذلك العميد احتياط اساف اورن في مقال له في الصحيفة قبل ثلاثة اشهر.

مثلما جاء في التقارير هنا في بداية الشهر، فقد نقلت حماس مؤخرا رسائل الى اسرائيل عن استعدادها لهدنة – وقف اطلاق نار طويل مقابل تسهيلات كبيرة في القطاع. على الاجندة تقف منذ بضعة اشهر على الاقل ثلاث مبادرات مركزية: مصرية، قطرية ومبادرة مبعوث السكرتير العام للامم المتحدة نيكولاي ملدانوف. وحتى محمد دحلان زعيم فتح الذي تشاجر مع قيادة السلطة، وعدد من الوسطاء الآخرين، يطرحون افكار خاصة بهم.

حسب مصادر سياسية في اسرائيل فان مصر تريد العودة الى الترويج للمصالحة بين حماس وفتح، وتوسيع دور رجال السلطة في القطاع والمبادرة الى تسهيلات اقتصادية وتسوية نزع سلاح الذراع العسكري لحماس على مراحل. قطر تقترح لجنة خبراء لا تنتمي الى أي تنظيم أن تتولى ادارة القطاع، وقف تسلح حماس بسلاح هجومي ودمج منظمات دولية للاشراف على العملية. ملدانوف يحاول تنظيم منتدى اقليمي جديد يضم اسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية والامم المتحدة، وأن يقود جهاز يتولى المساعدة الاقتصادية بعيدة المدى للقطاع.

حسب رأي اسرائيل، فان الفجوات مع حماس اكبر من أن تجسر حاليا. اسرائيل تخشى من خلق “نموذج حزب الله” في القطاع الذي في اطاره تحتفظ حماس بسلاحها في الوقت الذي تتولى فيه السلطة المسؤولية عن ادارة المجالات المدنية. هي ايضا متشككة فيما يتعلق باجهزة الرقابة الدولية لمنع تهريب السلاح، والتي فشلت في الاتفاق الذي صاغته ادارة بوش بعد الانفصال الاسرائيلي عن غزة.

اقوال السنوار لقناة “الجزيرة” تعبر عن رغبته في الامتناع عن الانزلاق نحو حرب في الظروف الحالية. صحيفة “اسرائيل اليوم” قدمت هذا الاسبوع معلومات عما يجري خلف الكواليس بين مصر وحماس. حسب الصحيفة هدد ضباط المخابرات في القاهرة زعيم حماس اسماعيل هنية الذي يتولى مسؤولية رسمية اعلى من السنوار، بأن اسرائيل ستتعرض لحياة رؤساء المنظمة وأن مصر لن تتدخل لانقاذ حياتهم. بعد أن انهارت غرف الطواريء في مستشفيات القطاع تحت ضغط عدد الجرحى قررت المنظمة القيام بخطوة الى الخلف.

بعد حمام الدم الذي وقع يوم الاثنين خفتت المظاهرات وفي الايام القادمة تقريبا لم يحضر فلسطينيين الى الجدار. الجيش الاسرائيلي مستعد لمظاهرات اليوم، التي يتوقع ان تظهر فيها حماس شيء من الانضباط، لكن المنظمة لن تتوقف تماما عن المظاهرات لأنه في نظرها هناك فيها صيغة ناجحة للضغط على اسرائيل. حماس سجلت لنفسها انجازات محددة في الساحة الدولية منها الازمة الجديدة بين اسرائيل وتركيا، وادانات من اوروبا واعادة سفير جنوب افريقيا الى بلاده.

مقابل وقف الاحتكاك على الحدود تريد حماس تحقيق انجاز اكبر. استعداد مصر الظاهر لتوسيع فتح معبر رفح عشرة ايام في الشهر هو بداية مقبولة من ناحيتها، لكن حماس تسعى الى اكثر من ذلك – تطمح الى الوصول الى ذلك بواسطة الضغط على اسرائيل.

في هذه الايام بدأ هذا الاسبوع شهر رمضان. في يوم الاثنين بعد الظهر على حاجز قلندية، وجه قائد لواء بنيامين (رام الله)، العقيد يوفال غاز، بخبرة معالجة المظاهرة الفلسطينية في ذكرى يوم النكبة. مقابل الصورة التي شاهدتها قبل ساعتين من ذلك في القطاع كان يمكن تشخيص أنه حتى الجانب الفلسطيني يريد الامتناع عن حدوث اصابات كثيرة. اليوم وعبر ذلك الحاجز سيؤمن الجيش الاسرائيلي دخول عشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية من اجل الصلاة في الحرم في القدس. ايضا هنا يحتاج الامر الحذر. من جهة، تقف التداعيات المحتملة للقتل في غزة وحقيقة أنه في الاشهر التسعة الماضية كان هناك قتلى في المظاهرات والاحداث في الضفة. من جهة اخرى، هناك ادراك بأن المس بحرية العبادة للفلسطينيين يمكن أن يدهور الوضع الامني مع السلطة.

موسم السياحة

في الساحة الايرانية تقاطع في الاسبوع الماضي عمليتان منفصلتان: خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وتبادل اللكمات بين ايران واسرائيل في سوريا. في جهاز الامن يلخصون الاحداث هناك حتى الآن بالشعور بالرضى. اسرائيل  اظهرت قوتها في احباط الهجوم المضاد الايراني وقصف كثيف لاهداف متماهية مع حرس الثورة الايراني في سوريا. من المعقول أن الدول والتنظيمات المجاورة سجلت امامها تطورات.

في هذه الاثناء السلطات في ايران تنشغل اكثر في تداعيات قرار ترامب. جهود التمركز العسكري التي قادها الجنرال قاسم سليماني قائد قوة القدس في حرس الثورة كانت مختلف عليها في طهران حتى قبل التصعيد الاخير. الآن يبدو أن كل عملية جديدة سينظر اليها حسب تأثيرها المحتمل على الازمة النووية. اعلان ترامب جاء في الوقت الذي كان فيه النظام في وضع حساس: اندماج بين بطالة متزايدة وتضخم مرتفع ومظاهرات احتجاج. اضافة الى الخوف من عقوبات دولية جديدة ستلغي صفقات كبيرة وقعت بعد تحقيق الاتفاق في 2015.

ما زال سليماني يحظى بمكانة نجم في ايران – حسب استطلاع اجري مؤخرا، يعتبر سليماني الرجل المحبوب اكثر في الدولة. خطواته في سوريا لم تكن نزوة بل جزء من استراتيجية بعيدة المدى حظيت بدعم الزعيم الروحي علي خامنئي. حرس الثورة يحظى الآن بـ 40 في المئة من ميزانية الدفاع في ايران والدولة تستثمر تقريبا مليار دولار في السنة في المساعدة العسكرية لشركائها في الشرق الاوسط: حزب الله في لبنان ونظام الاسد في سوريا والحوثيين في اليمين وبدرجة أقل حماس والجهاد الاسلامي في غزة.

سلسلة العمليات الاسرائيلية لم توقف الى الأبد عمليات ايران في سوريا، ومعقول اكثر أنها ستجعل ايران تأخذ فترة زمنية للتفكير والتخطيط من جديد. في نفس الوقت من المفضل التعامل بشك اقل مع تهديدات الامين العام لحزب الله حسن نصر الله لاسرائيل في هذا الاسبوع. بالتحديد بعد نجاح حركته في الانتخابات البرلمانية يصعب التصديق أن الامين العام معني بتخريب موسم السياحة في لبنان الذي يشكل حجر اساس في اقتصاد الدولة، عن طريق صيف آخر من الحرب.

في صحيفة “الاخبار” اللبنانية المؤيدة لحزب الله، احتجوا هذا الاسبوع على أن وسائل الاعلام العربية تتبنى الرواية الاسرائيلية فيما يتعلق بالمواجهة مع ايران في سوريا، وتتأثر من انجازات سلاح الجو وترفض الرواية الايرانية للاحداث. نصر الله نفسه وبصورة استثنائية قدم لمستمعيه وصف مدحوض عن الاحداث. حسب ادعائه فان ايران تسببت لاسرائيل باضرار اكبر بكثير مما تم الابلاغ عنه من قبل اسرائيل، وأن اسرائيل تكذب فيما يتعلق بقوة هجماتها.

في رسالة الماجستير في علوم الدولة في جامعة حيفا، اختار الطالب غادي آيزنكوت تخصيصها قبل بضع سنوات لتحليل خطابات نصر الله. رسالته تناولت القدرة على تحليل السياسة المتوقعة لحزب الله حسب الخطابات. خلال سنوات اعتقدوا في اسرائيل أنه خلال الخطابات العلنية يميل نصر الله الى قول الحقيقة. حسب المعطيات التي بثها هذا الاسبوع في الراديو، يبدو أنه استفاد من ذلك.

في الجيش الاسرائيلي يصممون على تشخيص فرص الى جانب الاخطار خلال الاحداث الحالية. حسب هذه المقاربة فان الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي من شأنه أن يحث ايران للمرة الاولى على تقديم تنازلات هامة في اتفاق جديد. في حين ان سلسلة الهجمات على مواقع عسكرية ايرانية في سوريا يمكنها ان تبرز في دمشق وموسكو وحتى في طهران الحاجة الى ضبط سليماني قبل أن يدهور المنطقة ويعرض للخطر انجازات نظام الاسد في الحرب الاهلية السورية.

الرسائل التي ارسلتها موسكو مؤخرا – استقابل نتنياهو الحار عشيةالهجوم الاخير في سوريا، وبعد ذلك التصريح المفاجيء لنائب وزير الخارجية عن الحاجة الى اعادة فحص الاتفاق النووي – بالتأكيد لم تغب عن عيون طهران. ولكنها تسمع كاتجاهات ايجابية للتطورات، لكن قبل ذلك يجب اجتياز شهري أيار وحزيران بسلام.

اسرائيل اليوم / بين مدينتين

اسرائيل اليوم – بقلم  نداف شرغاي  – 18/5/2018

شرقي القدس هادئة نسبيا، حاليا على الاقل. وزراء في الحكومة اطلعوا هذا الاسبوع على استعراض للمحافل المهنية في اعقاب نقل السفارة الامريكية الى القدس، اخذوا الانطباع بان الوضع كفيل بان يكون مؤقتا. والجهات التي طلب منها ترسيم منظومة القوى والسيناريوهات المحتملة في شرقي المدينة، رسمت امامهم سيناريوهين معاكسين جوهريا. فخرج الوزراء مشوشون؛ يتبين أن كل طرف في الجدال العظيم الذي يجري في شرقي القدس في الاشهر الاخيرة يرى في حدث نقل السفارة دليلا عن صحة طريقه، ويتمترس في مواقفه.

عن أحد التيارين، المتطرف، للاسلام الراديكالي صعب قليلا توسيع الحديث. فهو بطبيعة الاحوال لا يميل الى المقابلات الصحفية. لغته هي لغة العنف، العمليات والارهاب.  الاحداث في الشمال، الاشتعال على حدود غزة ونقل السفارة من شأن هذه جميعا أن توقظه من جديد.

يدور الحديث  عن طيف واسع من الفصائل، الحركات والمنظمات. من حماس، عبر الجهاد وحتى منطقة الاتصال للحركة الاسلامية الاسرائيلية (الجناح الشمالي). الكل يستظل تحت الاجنحة الواسعة للاخوان المسلمين ويتغذى ايديولوجيا، بل والبعض ماليا ايضا، من منظمات تركية. والخوف هو ان يسجل الاسبوع الماضي بالنسبة لهم مرة اخرى العودة الى العنف والارهاب. فسيفحص الامر من اليوم، يوم الجمعة الاول لشهر رمضان.

القلق كثير. حشد واسع من الاخطارات والاشعارات الاستخبارية عن عمليات محتملة – مع التشديد على مناطق التماس في القدس وفي الخليل، لم تتراكم منذ زمن بعيد في جهاز الامن. فطيف التحذيرات يتراوح من عمليات الاجواء، السكاكين والدهس وحتى عمليات اطلاق النار وعمليات الاختطاف.

الحرم ايضا مرة اخرى على بؤرة استهداف منظمات الارهاب والمحرضين. “سنضيء الاقصى بدمائنا، لان ما يضاء بالدم لا ينطفيء ابدا“، وعد احد الناطقين بلسان الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية وثقته محافل الامن. كما أن مسؤول حماس، خليل الحية، هدد هذا الاسبوع “باشعال القدس والضفة ردا على الجرائم في غزة ونقل السفارة الى القدس”.

تغذى النار ايضا من جهة تركيا، تلك التي اعادت هذا الاسبوع للتشاور سفيرها في اسرائيل، واعلنت عن ثلاثة ايام حداد على القتلى في حدود القطاع. فليس اردوغان وحده يشعل الخواطر بل وايضا مبعوثيه ومنفذي اوامره في القدس. فقد ارسل الاف السياح الاتراك الى هنا في الاشهر الاخيرة “لانقاذ ولحفظ الاقصى”؛ وجمعيات اخرى تضخ المال الى البلدة القديمة والى الحرم توزع هنا الاموال وهذه المرة ايضا بمساعدة نشطة من النواب العرب من اسرائيل. اردوغان، الذي يعمق قبضته في القدس الشرقية يتحدث عن “مذبحة في حدود غزة”، يذكر الاقصى ويعد “اسرائيل ستدفع الحساب على افعالها في هذا العالم وفي العالم الاخير ايضا”.

الشرطة التي ستنشر في القدس اليوم 3 الاف شرطي،  واعية لما يجري. وهي ستحاول منع محاولات جعل الحرم مرة اخرى اداة منتجة للعنف، من خلال الفرية القديمة والكاذبة، فرية “الاقصى في خطر”. وهي تعرف انه سيكون من سيحاول اثارتها من جديد.

الى خريطة التهديدات والمنظمات المعروفة في العاصمة تنضم في الاسابيع الاخيرة منظمة حزب التحرير. فالمنظمة تعمل منذ سنين لاقامة الخلافة الاسلامية ومركزها القدس. في المانيا وغيرها من الدول اخرجت عن القانون، ليس في اسرائيل. وجمع نشطاؤها في الاشهر الاخيرة الجماهير في اطار مهرجانات نظمت في ساحات الاقصى. من استمع الى الاقوال التي القيت هناك كان يمكنه أن يأخذ الانطباع بان حزب التحرير ايضا، يوجد على شفا الانتقال من نشاط الدعوة الى نشاط الاحتجاج العنيف وربما حتى الى الارهاب.  

51 سنة تفعل فعلها

ولكن توجد ايضا انباء اخرى. فها هي شرقي القدس الاخرى التي يوجد فيها تيارات عميقة تجري مسيرة معاكسة: فالكثير من سكانها العرب يجتازون في السنوات الاخيرة مسيرة اسرلة. فقد توصلوا الى الاستنتاج بان المصلحة تستوجب منهم الانخراط في النسيج المديني؛ ان مصلحتهم هي ترك استيضاح الخلاف على المستقبل السياسي للمدينة الى ايام ابعد والتركيز على الحصول على ميزانيات تقلص الفجوات بين مستوى البنى التحتية والخدمات في احيائهم وبين تلك في الاحياء اليهودية من القدس.

بحث شامل اجراه المركز الفلسطيني للرأي العام بادارة د. نبيل كوكالي، بعد اعلان ترامب عن الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائيل، يفيد بان نحو 60 في المئة من سكان شرقي القدس يطلبون المشاركة في الانتخابات للبلدية في تشرين الاول القريب القادم. 13 في المئة فقط يعتقدون بانه لا يجب المشاركة في هذه الانتخابات.

نتائج الاستطلاع غير مفاجئة. وهي تفيد بان ميل “الاسرلة” في اوساط عرب شرقي القدس يتعاظم. وهذا ناتج عن 51 سنة من الوجود معا في مدينة واحدة، بلا حدود.

المزيد فالمزيد من الشبان العرب يطلبون اليوم التعلم في مؤسسات اكاديمية اسرائيلية. ولهذا الغرض فهم يحتاجون الى شهاد البجروت الاسرائيلية. وتقوم معاهد تعليمية في شرقي المدينة باعداد هؤلاء الشبان الى امتحان البجروت الاسرائيلي. ومزيد من العائلات في شرقي القدس تختار اليوم ارسال ابنائها للتعلم في المدارس التي تتخذ منهاج التعليم الاسرائيلي: نحو 5.500 اليوم، مقابل اقل من 1.000 قبل بضع سنوات.

الكثير من السكان من شرقي القدس يطلبون اليوم المواطنة الاسرائيلية – نحو الف في السنة. ثلثهم فقط يستجابون. المعدل النسبي لعاملي شرقي المدينة في عدة فروع عمل يصبح حاسما في حجمه وفي اهميته.

هذه السياقات تتعاظم، والان، قبيل الانتخابات للبلدية، تلقى تعبيرا سياسيا ايضا. جيرشون باسكين، من رؤساء ابكري، المركز الاسرائيلي – الفلسطيني للبحوث والمعلومات، ومن بادر وشغل قناة سرية مع حماس ساعدت على تحرير جلعاد شاليط، يشكل قائمة عربية – يهودية مشتركة.

وستتنافس القائمة في الانتخابات لمجلس بلدية القدس. شريك باسكين هو عزيز ابو سارة، من مواليد حي وادي الجوز في شرقي المدينة. وكان ابو سارة عاد الان للمدينة بعد مكوث امتد لعدة سنوات في الخارج، وهو وباسكين – وعشرات آخرين من النشطاء – طلبا لقاء مع ابو مازن، وهما يأملان بان ينتزعا منه موافقة على ازالة الفيتو طويل السنين من المؤسسة الفلسطينية على مشاركة عرب شرقي القدس في الانتخابات المحلية.

سحاب يهودي فلسطيني

ابو مازن، الذي اهتزت حالته الصحية، يعيش الان في مزاج قتالي. ليس مؤكدا أن هذا هو الوقت الصحيح لوضع طلبات كهذه على طاولته. ربما لهذا السبب لا يسارع باسكين الى حثه على الاجابة. ففي الاشهر الاخيرة يشدد رئيس السلطة ويتطرف في تصريحاته في مسألة القدس: الانطباع هو أنه في آخر ايامه يسعى لان يثبت، بكل ثمن ولغة تقريبا، ولائه للقضية التي يعتبرها الفلسطينيون، لب النزاع مع اسرائيل – القدس.

من هذه الناحية، فان نقل السفارة الامريكية الى المدينة، المستوطنة الامريكية”، كما اسماها ابو مازن، سقط في يديه كثمرة ناضجة. فعباس يهاجم الامريكيين في  كل فرصة تقريبا، والقلائل اعطوا قلبهم الى ذلك، ولكن في اثناء خطابه امام المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله قبل نحو اسبوعين، ابرز ابو مازن بالذات المفتي الاكبر الحاج امين الحسيني، كمصدر الالهام لـ م.ت.ف . الحسيني اثر اكثر من كل زعيم فلسطيني آخر  على تصميم الايديولوجيا التي ترفض حق الدولة اليهودية في الوجود.

باسكين واع لمزاج رئيس السلطة. وهو يقول: “حاليا نحن نحرث الميدان. فالكثير جدا من الناس في شرقي القدس يشعرون بانهم يتامى. يوجد جيل جديد لا يفهم كيف يمكن لمقاطعة الانتخابات ان تحسن لهم. وهم يعرفون بان مكانة المدينة لن تحسم في مجلس البلدية. وبالمقابل، فان مجلس البلدية هو الذي يقرر الميزانيات للارصفة وللطرق وللمجاري وللحدائق. الكثير من الشبان يقولون انه يجب هذه المرة التصويت، وانهم سيجلبون عائلاتهم للتصويت”.

ويوضح باسكين بانه “على رأس القائمة سيكون فلسطيني، وانا سأكون رقم اثنين. وبعدنا بطريقة السحاب فلسطيني ويهودي وهلمجرا. ستكون نساء ايضا. وعلمانيون واصوليون. في هذه اللحظة نحن نحرص على توسيع دائرة الدعم لنا. كما أننا نحرص على قنوات مختلفة، لمنع التهديدات والاصابات لمرشحين ممن سيخوضون هذه الانتخابات. نحن لا نريد أن نعرض حياتهم للخطر. من ابو مازن نحن لا نتوقع التأييد. فقط الا يعرقل”.

باسكين يعرف التاريخ. في الحملات الانتخابية السابقة، تعرضت الجماهير والمرشحون المشاركون في الانتخابات البلدية الى تهديدات من حماس، فتح ومنظمات اخرى- وردعوا من ذلك. في الحملات الانتخابية السابقة باستثناء واحدة (في الـ 1969، نجحت منظمات الارهاب في منع المشاركة الكبيرة لعرب شرقي القدس او تنافس قوائم عربية في الانتخابات البلدية. ونسبة قليلة فقط من المقترعين العرب وصلوا الى صناديق الاقتراع. وعبر معدل التصويت الطفيف عن عدم الاعتراف بالحكم الاسرائيلي وبعملية توحيد المدينة.

لعله يكون مختلفا هذه المرة، وان كان باسكين يخشى ان يكون تدشين السفارة الامريكية هذا الاسبوع سيشدد مواقف الشارع الفلسطيني ويبعد حلمه عن التحقق. وهو يأمل على المدى الابعد ان يفهم الشارع بان التنافس في الانتخابات للمجلس هو خطوة صحيحة. ويوجد للقائمة المشتركة اسم: “القدس – يروشلايم”.

الطيبي ينتظر المستثمرين

ليس باسكين وحده نشط في الشارع الشرق مقدسي. فتركيا التي تقود الاحتجاج ضد نقل السفارة تتواجد هناك جدا. احد آيدين، نائب رئيس البرلمان التركي، زار في بداية الشهر القدس والحرم. ويرتبط النواب من القائمة المشتركة في كنيست اسرائيل ونشطاء مركزيين من الحركة الاسلامية الاسرائيلية بالاتراك في هذا الشأن.

وهاكم حدث مر من تحت الرادار الاعلامي تكشفه هنا حركة “لكِ يا اورشاليم”: في نهاية نيسان عقد في تركيا مؤتمر لتجنيد الاموال من أجل تعزيز الوجود الاسلامي والفلسطيني في القدس. النائب احمد الطيبي، الذي كان الخطيب المركزي في الحدث قال هناك “القدس تنتظر المستثمرين العرب… من أجل تعزيز صمود القدس كعاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية”. وائل يونس، عضو آخر من القائمة المشتركة، تحدث بروح مشابهة. اسامة السعدي، نائب سابق من ذات الحزب، تحدث عن “تمكين اهلنا في القدس”.

200 من رجال الاعمال من 28 دولة شاركوا في الحدث بالتعاون مع سفارة فلسطين في تركيا، ورجال اعمال فلسطينيين من الشتات الفلسطيني ومن القدس. ومن القرارات التي اتخذت “اقامة صندوق استثمار يجند 100 مليون دولار في صالح القدس الفلسطينية” و “تمويل البناء والترميم في البلدة القديمة من خلال البنك الاسلامي”.

الحدث هو عنصر في سلسلة عناصر اكتشفناها هنا قبل نحو سنة: جمعيات تركية، بعضها حكومية، تضخ ملايين الدولارات لتعزيز السيطرة الفلسطينية في البلدة القديمة وفي مناطق مجاورة للحرم.

مأور تسيمح، رئيس “لك يا اورشاليم”، نقل المعلومة الجديدة الى وزير شؤون القدس، زئيف الكين. ويقول تسيمح ان باحثيه يلاحظون نشاطا ماليا ومدنيا واسعا من شرقي المدينة عبر الجمعيات التركية وعلى رأسها “تيكا”. وقد تعاظم هذا مع اعلان ترامب عن القدس ونقل السفارة. ويقدر تسيمح بان دولة اسرائيل تقترب من القرارات في الموضوع التركي. والمح الوزير اردان بان النقاشات في هذا الاتجاه بدأت.

وفي القدس يعتزمون استيعاب سفارات اخرى. وزارة الخارجية تجري اتصالات مع ست دول اخرى على الاقل تنوي نقل سفاراتها الى القدس (الى جانب غواتيمالا وبرغواي). وها هي القائمة:  رومانيا، سلوفاكيا، تشيكيا، هندوراس، الفلبين وبنما.

هآرتس /  من الذين ينفون؟

هآرتس – بقلم  دانييل بلتمان – 18/5/2018

كما يبدو، كانت تلك هي فقط مسألة وقت الى أن يأتي رد تاريخي موبخ حتى من جانب مؤرخين وباحثين هامين، على اقوال الهراء ذات الرائحة اللاسامية لمحمود عباس. البروفيسور دان مخمان، المؤرخ الرئيس لـ “يد واسم” وبخه على أنه لم يدرس كما يجب الحقائق التاريخية الاساسية عن الكارثة، وزعم أنه “من المحزن جدا حقيقة أن زعيم فلسطيني يطرح رواية تاريخية مشوهة فيما يتعلق بالتاريخ اليهودي بشكل عام وبالنسبة لظروف حدوث الكارثة بشكل خاص” (“هآرتس”، 9/5). هو يأسف لأنه بالتحديد بسبب تعقد الصراع عنا لا يسعى الزعماء الى تعلم التاريخ كما يجب.

لقد ذهب البروفيسور شلومو افينري أبعد من ذلك في تنكره لعباس، الخبير الذي له سمعة عالمية في الماركسية وتاريخ الصهيونية والقومية الحديثة. في مقال نشره هنا قبل اسبوع قال إنه ليس هناك احتمالية للقيادة في اسرائيل وحتى لليسار الاسرائيلي لاجراء مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني، مع شخص يطرح افكار لاسامية بصورة مستمرة خلال سنوات كثيرة – منذ كتب رسالة الدكتوراة الخاصة به “التي تنفي الكارثة”، في الاتحاد السوفييتي في بداية الثمانينيات، لا يوجد ما يتحدث حوله. حسب تقدير افينري الذي يرتكز الى استعراض مفصل لاقوال زعيم فلسطيني خلال الثلاثين سنة الاخيرة فان عباس يحتفظ باعتقاد لاسامي منظم، ويتمسك به كموقف. ومع لاساميين كما هو معروف، ليس هناك حديث. استنتاج افينري هو الى حين أن يتم ابعاد واستبدال هذا الشخص بزعيم آخر، فان اسرائيل لا يمكنها اجراء مفاوضات مع القيادة الفلسطينية. حيث أن اللاسامية هي خط حدود لا يمكن اجتيازه. عن اهمية المقولة المعروفة “الوطنية هي الملاذ الاخير للشر” يمكن القول وحسب طريقة ادعاء افينري ان “اللاسامية هي الملاذ الاخير للوطني (الصهيوني)”.

ليس واضحا الى اي حد عباس هو “لاسامي”، ومشكوك فيه اذا كانت رؤيته بشأن الكارثة التي ترتكز على دمج اشكالي من الهراء والدعاية المناهضة للصهيونية وعدم المعرفة، ذات علاقة مطلقة بشأن اتفاق السلام الذي يحاول عبثا التوصل اليه مع الحكومة الاسرائيلية. ولكن ما يقلق في رد افينري على اقواله بشأن الكارثة هو اخراج الكلام عن سياقه الذي يتبعه الكاتب المحترم في ادعاءاته. يبدو أنه يمكن فهمها فقط على خلفية انعدام القدرة على التحرر من قيود الرواية الصهيونية التي تملي تعامل وحيد الاتجاه ووحيد الابعاد مع كل تصريح يثير الخلاف (ولاسامي) لزعيم فلسطيني، الذي يؤدي الى استنتاج أنه “لا يوجد شريك” – مثل مقولة اهود باراك المشهورة.

هذا التعامل يعبر عن نسبية تاريخية اشكالية بالنسبة لموقف اسرائيل بشأن اللاسامية، الذي يتجاهله افينري. فيكتور اورباخ، زعيم هنغاريا الاستبدادي لاسامي على النمط الاوروبي القديم، من النوع الذي سبب الابادة لملايين اليهود في اوروبا في الحرب العالمية الثانية. في حملة حزبه قبيل الانتخابات التي جرت في الشهر الماضي في هنغاريا، التي كانت عنصرية وانبعثت منها رائحة لاسامية قوية، قال اورباخ الذي فاز حزبه في الانتخابات اقوال مديح موجهة لمكلوش  هورتي حاكم هنغاريا في فترة الكارثة. هورتي كان من المؤيدين المهمين لهتلر. هو ارسل جنود للمحاربة الى جانب الفيرمخت الالمانية في الاتحاد السوفييتي، والجيش الهنغاري قتل يهود في المناطق التي دخل اليها حتى قبل أن تقوم بذلك وحدات الـ اس.اس النازية. هورتي ايضا مكن من طرد اكثر من 400 الف يهودي الى اوشفيتس الذين كانوا يعيشون في مناطق ضمتها هنغاريا خلال الحرب في رفيع وصيف 1944. في هنغاريا اورباخ فان هورتي هو بطل قومي.

هل تحول فيكتور اورباخ الى شخص غير مشروع التحدث معه؟ الموقف الرسمي لاسرائيل ادان “تبييض الكارثة” الهنغارية (التي هي انكار للكارثة تماما). ولكن بنيامين نتنياهو الذي اورباخ هو من حلفائه ومؤيديه الهامين في اوروبا اليوم أمر باتخاذ خط متسامح تجاه اقوال اللاسامي الذي يترأس حكومة هنغاريا لأنه من المؤيدين الهامين لاسرائيل. نتنياهو واورباخ يتعاونان في عدد لا بأس به من المواضيع المتعلقة بمكانة اسرائيل في الاتحاد الاوروبي.

لا تنقصنا امثلة اكثر عن “التساهل الاسرائيلي” في كل ما يتعلق بلاساميين اوروبيين. احد الاحزاب اللاسامية، العنصرية والمناوئة للعرب والمناوئة للاسلام جدا اليوم، هو حزب “فلامس بلانغ” (المصلحة الفلاندرية) في بلجيكا. نشطاء الحزب النازي الجديد هذا الذي يتحدث علنا عن تفوق ابيض ويستند الى التراث الايديولوجي النازي والذي جلب لها مؤيدين كثيرين في اوساط الفلاميين في بلجيكا في الحرب العالمية الثانية، هم ضيوف مرغوب فيهم في اسرائيل. قبل بضع سنوات حظوا باستقبال حار من جانب الوزير اوفير ايكونيس، الذي سوية مع غرشون ماسيكا، رئيس المجلس الاقليمي شومرون السابق، أخذهم في جولة في المستوطنات. حتى في هذه الحادثة لم يرفع مفكرونا صرخاتهم بشأن الحاجة الى تعلم التاريخ قبل أن يحاولوا الترويج للمصلحة الاسرائيلية كما يفهمها النظام الحالي – التي احيانا، ضحكة التاريخ تتساوى مع الطريقة التي يتم فهمه من قبل دبلوماسيين اوروبيين وامريكيين لاساميين.

الاخطر من ذلك بكثير هو الصمت بشأن انكار النكبة الفلسطينية من قبل اسرائيل، من جهة اولئك الذين يقفون بالمرصاد بشأن انكار الكارثة، رغم أنه مفهوم ضمنا أن الامر يتعلق بحدثين مختلفين، يوجدان في اماكن مختلفة في تدرج المراحل النظري الذي يربط بين هجرة مفروضة وطرد وتطهير عرقي وقتل جماعي وابادة شعب، في السياق الاسرائيلي – الفلسطيني، فان انكار النكبة هو وجه العملة الآخر. بكلمات اخرى، من يدعي أن انكار الكارثة من قبل الفلسطينيين يمنع أي احتمالية للتحدث معهم عن اتفاق وسلام، يجب عليه أن يفهم أن انكار النكبة من قبل الاسرائيليين  يؤدي الى تداعيات مشابهة من ناحية الفلسطينيين.

وامثلة انكار النكبة الفلسطينية من قبل الزعامة الاسرائيلية اكثر من نفي الكارثة من قبل زعماء فلسطينيين. اكثرها تطرفا وفظاظة كان خطاب بنيامين نتنياهو المعروف بشأن دور الحاج امين الحسيني، مفتي القدس، في الحل النهائي للنازيين. وهكذا قال رئيس حكومة اسرائيل في تشرين الاول 2015 “هتلر لم يرغب في ابادة اليهود في ذلك الوقت، لقد اراد طردهم. الحاج امين الحسيني ذهب اليه وقال له: اذا طردتهم فكلهم سيأتون هنا (الى فلسطين)”. حسب رواية نتنياهو فان هتلر سأله “اذا ماذا يجب أن افعل؟”، واجابه المفتي “قم باحراقهم”.

إن الدخول الى اعماق اقوال نتنياهو (التي تراجع عنها بعد فترة، وخلافا لاعتذار عباس، فان تراجعه عن اقواله الهرائية هذه تم قبوله) يبرهن على أن الامر يتعلق بخداع اسرائيلي خاص لانكار الكارثة من اجل انكار النكبة. لقد اثبت البحث التاريخي أنه عندما التقى المفتي مع هتلر في تشرين الثاني 1941 كانت ابادة اليهود قد بدأت قبل بضعة اشهر. كذب نتنياهو في هذه الحالة خطير بنفس القدر مثلما كانت اقوال عباس الذي قال إن الصهاينة تعاونوا مع النازيين من اجل الترويج لهجرة اليهود الى فلسطين. خلف هذه الاكاذيب توجد نواة من “الحقيقة الافتراضية” أو الجزئية، التي الاستنتاد اليها مرغوب لمن يريد انكار تاريخ اشكالي من ناحيته. تركيا مثلا تفعل ذلك فيما يتعلق بمسؤوليتها عن ابادة الشعب الارمني. هي تعترف أن هناك الكثير من الارمن ماتوا في الحرب العالمية الاولى، لكنها تقول “هم” المذنبون، لأنهم قاموا بالانتفاض ضد الاتراك.

“الحقيقة الافتراضية” هي أن المفتي كان حقا معنيا بأن يصفي النازيون التجمع الكبير لليهود في اوروبا من اجل منعهم من الوصول مستقبلا الى فلسطين وأن يطردوا منها العرب. كذلك خلال فترة قصيرة، في الثلاثينيات، كان هناك تشابه في المصالح بين الحركة الصهيونية والنظام في المانيا، عندما أدت الهجرة الصهيونية الى خروج يهود من المانيا وساهمت في اقتصادها – الامر الذي تلاءم مع السياسة النازية. ولكن الحقيقة التاريخية لا تظهر دائما ببساطة وأحيانا يجب البحث عنها كثيرا.

من هنا الطريق الى انكار الكارثة وانكار النكبة قصيرة، المفتي المقدسي مع كل رغبته في رؤية اختفاء اليهود، لم يؤثر بشيء على الحل النهائي للنازيين، وليس مسؤولا حتى عن قتل يهودي واحد في بولندا أو ليطا. الحركة الصهيونية كما هو معروف لم تتعاون مع النظام النازي في الثلاثينيات مثلما  يستخدم عباس بصورة مخادعة التاريخ من اجل تعزيز الرواية الوطنية الفلسطينية، ايضا نتنياهو وزعماء اسرائيليين آخرين يقومون بذلك من اجل نفي ما تعتبر اسرائيل مسؤولة عنه ضد الفلسطينيين بصورة مباشرة: النكبة. الكارثة الوطنية الفلسطينية كانت ثمرة لاعمال لاسرائيل، نتاج انشاء دولة يهودية في فلسطين التاريخية. في المقابل، الفلسطينيون ليس في أي حال من الاحوال كانوا لاعبا تاريخيا في ابادة الشعب التي نفذها النازيون.

وما هي العبرة؟ يبدو أنه يجدر بمفكرينا أن يضعوا انتقادهم لانكار الفلسطينيين للكارثة في سياق تاريخي اكثر احكاما، والذي يأخذ في الحسبان “مصلحة الانكار” في اوساط الطرفين الغارقين في النزاع الدامي الذي لم يجد له حل حتى الآن في فلسطين – ارض اسرائيل.

معاريف /  قطاع بلا  مخرج

معاريف – بقلم  يوسي ملمان  – 18/5/2018

في الصيف ستكتمل أربع سنوات على الحرب الاخيرة في  غزة، حملة “الجرف الصامد”. توقف معظم المحللون في حينه بان اتفاق وقف النار الذي تحقق في نهايتها سيتحطم في غضون وقت قصير. كاتب هذه السطور قدر في حينه منذ ما بعد الحرب بان الاتفاق سيحترم. كانت هذه اربع سنوات من الهدوء التي اتاحت لسكان غلاف غزة عهدا من الازدهار والتوسع، ولكن ايضا أربع سنوات من ضياع الفرص. وسجل الاسبوع الدموي في غزة نهاية هذا العصر، حتى لو لم يقتل اسرائيليون في الاضطرابات.

في  الجرف الصامد، تدهور الطرفان الى الحرب دون ان يرغبا فيها. كان هذا تصعيدا معروفا مسبقا، بدأ باختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون وقتل نشطاء حماس لهم، وتواصل بنار الصواريخ نحو الجنوب والردود المضادة من سلاح الجو. هذه هي ايضا التفسيرات الواردة لما حصل. ولكن احد الاسباب الخفية لاندلاع الحرب كان الاغلاق الذي فرضته اسرائيل على مليوني فلسطيني في القطاع. فقد فرض الاغلاق في اعقاب سقوط جلعاد شاليط في الاسر، ولكنه تواصل ايضا بعد تحرره في صفقة التبادل المعيبة. حماس، التي كانت في حينه في عزلة دولية وفي ضائقة، اعتقدت بان الحرب هي حل معقول للخروج من المتاهة.

وبالمناسبة، فان من الثمار الفجة لتلك الصفقة تعاني اليوم عائلات ابرا منغستو وهشام السيد اللذين انتقلا الى غزة (جمعة ابراهيم ابو غنيمة لا يعتبر اسيرا لانه انتقل الى غزة بمبادرته وانضم الى منظمة ارهابية). وعائلتا غولدن وشاؤول اللتان تريدان استعادة جثماني عزيزيهما. حكومة اسرائيل، وعن حق، مصممة على عدم تكرار تلك الصفقة. في كل الاحوال، اسرائيل لن توافق على تحرير اكثر من بضع عشرات المخربين بلا دم على الايدي واعادة جثامين مخربي حماس (اسرائيل تحتجز اليوم 25 جثة باوراق مساومة)، وهي تطلب ان تتوفر قبل بدء المفاوضات مع حماس ادلة على ان المدنيين الاثنين على قيد الحياة. اما حماس، بتهكم، فترفض وتطلب ان تحرر اسرائيل قبل كل مفاوضات العشرات من سجنائها. المخابرات المصرية، واغلب الظن بقدر اقل ايضا قطر ومحافل اوروبية تزور غزة، تتوسط في الاتصالات التي يديرها يرون بلوم، ممثل رئيس الوزراء الى المفاوضات – ولكن الصفقة لا تبدو في الافق.

الزمن باهظ الثمن الذي مر منذ صيف 2014 لم يستغل لتحقيق اتفاق. واضح ان الطرفين مذنبان في ذلك، ولكن هذا لا يغير الحقيقة الاساس. وضع غزة وسكانها ساء منذئذ بشكل لا يطاق. وزير الدفاع افيغدور ليبرمان يمنع جهاز الامن من وصف ما يحصل هناك كـ “مصيبة انسانية”، ولكن لا خلاف في الحقائق: المجاري تتدفق في الشوارع، تتسلل الى تحت الارض وتلوث مخزونات المياه الجوفية – في اسرائيل ايضا. يوجد خطر فوري لانتشار الاوبئة، والحدود لن توقفها. الكهرباء تضخ على مدى ثلاث ساعات في اليوم بالمتوسط، وهناك نقص في الادوية والعتاد الطبي.

منذ سنوات وجهاز الامن يوصي، وهو مدعوم من وزراء مثل اسرائيل كاتس ونفتالي بينيت، باتخاذ مبادرة لاعمار القطاع في ظل الحرص على حماية المصالح الامنية لاسرائيل. وحتى المخابرات الاسرائيلية، التي لم تكن متحمسة من الفكرة اقتنعت. ولا تنقص المشاريع والافكار: اقامة جزيرة ميناء على مسافة كيلو متر عن  غزة، اقامة محطة توليد طاقة ومشروع لتحلية المياه، وبالطبع ترميم الطرق، شبكات المجاري وغيرها. كما أن المال لا ينقص. فقطر، السعودية، الاتحاد الاوروبي، اليابان، الصين والهند سيساهمون بنصيبهم.

ولكن كل هذه المبادرات تعطلت، بداية عند وزير الدفاع السابق موشيه يعلون، الذي يذكر بانه وضع عبارة “كي الوعي” (للفلسطينيين)، والان عند ليبرمان. وحتى رئيس  الوزراء بنيامين نتنياهو، على الاقل في مرحلته السابقة، قبل نشوى السنة الاخيرة، فكر ايجابا بخطوات في هذا الاتجاه.

وهكذا وصلنا الى هذه اللحظة. ليبرمان يملي على الحكومة السياسة ويطرح شروطا مسبقة لاعادة البناء: اعادة الاسرى والضحايا. نزع السلاح وتجريد القطاع. وحتى عندها فان اسرائيل لن تجري مفاوضات مباشرة مع حماس، لانها ترى فيها منظمة ارهابية. في هذه الظروف من اليأس، الضائقة والحصار، تتعاظم مصاعب حماس في الحكم. وهي تحاول المرة تلو الاخرى اقتحام الطريق المسدود من خلال العنف وسفك الدماء، التي لا تعد في نظرها، واسرائيل، في سياستها ذات نزعة القوة، تقع في الفخ. حماس غير معنية بالحرب، ولكن مثلما في 2014 من شأننا مرة اخرى ان نجتذب اليها.

لا شك أن اسرائيل محقة. فلا يمكن لاي دولة ذات سيادة ان تسمح لنفسها بان يقتحم اعداؤها حدودها. اسرائيل انتصرت هذا الاسبوع في المواجهة، حماس تراجعت. ولكن بثمن باهظ. كان يمكن للجيش الاسرائيلي أن يستخدم اكثر التفكير، كبح الجماح وضبط النفس. 62 قتيلا في يوم واحد و 110 في ستة اسابيع هذا اكثر مما ينبغي. من المهم للمرء ان يكون محقا ولكن يجدر به ايضا أن يكون حكيما، وكذا ان يكون المرء اخلاقيا هو امر لا يضر. يوجد ايضا ثمن اقتصادي، ناهيك عن الضرر اللاحق بصورة اسرائيل.

وختاما، كان أليما سماع وزراء الحكومة وضباط كبار، بمن فيهم الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي العميد رونين منليس يشرحون ويحللون الوضع ولا يطلقون حتى ولا جملة واحدة تعرب عن الاسف على موت عشرات الفلسطينيين – على الاقل اولئك الذين لم يكونوا اعضاء حماس والجهاد الاسلامي.

هآرتس / غزة : ثلاثون سنة من اللامبالاة

هآرتس – بقلم  عمانويل تسيون  – 18/5/2018

في مقال يلخص الاحداث على حدود القطاع في بداية هذا الاسبوع، طرح عاموس هرئيل سؤال وقدم جواب ثاقب: “ماذا فعلت اسرائيل لمنع حمام الدم قبل حدوثه. هنا الاجابة هي تقريبا أنه لم يتم فعل شيء. منذ شهرين واذرع الامن تحذر من أن البنى التحتية والوضع الاقتصادي في غزة بائس، البطالة في ارتفاع ومعها ايضا الاحباط والغضب” (حمام الدم معروف مسبقا، “هآرتس”، 15/5). واضاف هرئيل “خلال هذه الفترة تسلح رئيس الحكومة ووزير الدفاع بوثيقة امنية قالت إنه لا توجد بعد ازمة انسانية في القطاع، فقط وضع انساني غير بسيط”.

ولكن مقاربة المؤسسة الاسرائيلية لغزة بشكل عام وبالاساس تطورها الاقتصادي والضائقة التشغيلية فيها ليست ظاهرة جديدة. اللامبالاة ومحاولة اخلاء المسؤولية تميز الحكم الاسرائيلي في غزة منذ ثلاثين سنة تقريبا. عندما سيطرت حماس على القطاع في 2007 اضيف الى اللامبالاة ايضا الانتقام، على أمل أن تضعضع العقوبات الاقتصادية مكانة حماس. حماس التي هي منظمة ارهابية كسبت بنزاهة هذه العقوبات، لكن ما هو مصير السكان؟ الذين من كثرة اليأس يذهبون الآن الى الجدار وفي افضل الحالات يصابون.

وعودة الى موضوع اللامبالاة طويل المدى في علاقة الادارة الاسرائيلية مع السكان الواقعين تحت سيطرتها. هنا يمكنني أن اشهد من تجربتي الشخصية. في 1984 عينت رئيس طاقم تفكير لشؤون الشرق الاوسط اقامه مدير عام مكتب رئيس الحكومة ابراهام تمير. كتحضير للوظيفة تحدثت مع رجال في اذرع الامن المختلفة. المحادثة الاكثر اهمية كانت مع العميد (احتياط) اسحق سيغف الذي كان حاكم غزة منذ 1979 وتم عزله من وظيفته بعد بضعة اشهر قبل محادثتنا على ايدي رئيس الاركان رفائيل ايتان. رئيس الاركان قال، حسب سيغف إنه (سيغلف يحب الفلسطينيين اكثر من اللازم ويهتم بامورهم في الليل والنهار”. سيغف نفسه كان قلقا ولكن لسبب مختلف. اسرائيل، كرر وقال، لا تحاول تجنيد استثمارات دولية ومحلية لتطوير اقتصاد القطاع الفقير بعد سنوات طويلة من حكم مصر. المستوى السياسي غير مبال تماما بالعدد الكبير من سكان غزة، وبغياب بنى تحتية، والبطالة المتزايدة في اوساط الشباب، المثقفين، ولا بالضائقة السكنية. قررت أن يكون المشروع الاول لطاقم التفكير الذي اترأسه هو التركيز على غزة وأن يتم بمشاركة رئيس الادارة المدنية الجديد في غزة العميد يشعياهو ايرز ومستشاره للشؤون العربية العقيد دافيد حاخام. حصلنا ايضا على مساعدة من قسم البحث في الاستخبارات العسكرية والشباك.

في حزيران 1985 انتهى البحث. التقرير ارسل كالعادة الى رئيس الحكومة ووزير الدفاع ومدراء عامين في الوزراء ورؤساء الاذرع الامنية المختلفة.

ماذا اكتشفنا في هذا البحث؟ قبل كل شيء وجدنا أن سيغف كان محقا في تشخيصه. واذا كان قد دعا الى التعبير عن نفسه بلغة لينة ومنضبطة، لقد اعتقدنا انه يجب دق اجراس الانذار. كان يبدو  لنا ان ازمة بنيوية في طريقها الى القدوم، وان كان العنف في غزة ما زال محدودا وميز فقط رجال فتح، وبقايا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكذلك جهات سلفية من مدرسة إبن حنبل، الذين ركزوا جهودهم في احراق المساجد التي توجد فيها قبور أولياء كتجذير لعبادة الاصنام. لماذا خفنا من ازمة؟ غزة كما وجدنا، تميزت باكتظاظ سكاني يصنف بأنه الرابع في العالم. نسبة الولادة تزيد على اربعة اولاد، ونسبة التكاثر الطبيعي هي 4.13 في المئة سنويا. اثناء كتابة التقرير كان يعيش في غزة حوالي نصف مليون فلسطيني، وعلى اساس هذا المعطى قمنا باحتساب عدة توقعات محتملة كلها مدهشة جدا، وتبين أننا فيها كلها كنا مخطئين. اليوم يعيش في غزة 2 مليون شخص تقريبا، أي أن السكان زادوا بأربعة اضعاف خلال ثلاثين سنة.

في غياب الاستثمار في البنى التحتية فان وتيرة البناء كانت منخفضة جدا. لقد وجدنا أن الاستثمار في هذا المجال لا يغطي وتيرة تزايد السكان، والاخطر من ذلك كان مشكلة التشغيل: كان في غزة عدد صغير من المصانع الصغيرة (في مجال النسيج) التي خصصت للسوق المحلية. الفرع الذي كان يبدو أنه واعد جدا هو فرع الحمضيات الذي كان يمكن تأسيس عليه صناعة العصائر لـ “برتقال يافا”، التي انتقلت من اسرائيل الى غزة بعد أن تحولت بيارات اسرائيل الى عقارات تدر الدخل. لماذا لم يقم مبادرون من غزة بانشاء صناعة عصائر فاخرة؟ ببساطة لأن اللوبي الزراعي في اسرائيل وقف بالمرصاد من اجل عدم اعطائهم تراخيص من وزارة الدفاع ومن الحكم العسكري في غزة. كان في التقرير ايضا معطيات مختلفة، لكني لا اريد الاثقال على القاريء، يكفي القول إن نسبة البطالة حتى قبل سيطرة حماس كانت اكثر من 30 في المئة.

لسذاجتي اعتقدت أن هذا التقرير سيؤثر، لكن سرعان ما تم ارشفته ونسيانه. صديق صباي كان في حينه وزير وقمت بالتشاور معه، وقال لي انه يجب ان استثمر في تسويق التقرير. وعدم الاعتماد على الصيغ الواضحة والمدهشة. لذلك ماذا كان افضل من التوجه الى سكرتير الحكومة الذي هو شخص مثقف وله ميول حمائمية واضحة. حددت لقاء مع د. يوسي بيلين الذي استقبلني خلال ثلاثة ايام. كما هو متوقع كان مهذب وحضر دروسه جيدا. التقرير كان موضوع امامه واجزاء مهمة فيه تمت الاشارة عليها باللون الاصفر، لقد استمع الي وسأل اسئلة للاستيضاح، ثم قال لي بشفقة “انظر، أنت كما هو معروف محق، لكن رئيسي هو شمعون بيرس وأنا يمكنني طبعا توجيه اهتمامه للتقرير. هل تعتقد أنه سيدخل في خصومة في هذا الامر مع اسحق رابين؟ غزة هي ضمن مسؤولية وزير الدفاع”. سألت “لكنه هو رئيس الحكومة وله مسؤولية اعلى”. بيلين هز كتفه وقال “في الحقيقة انت تقرأ الصحف وتعرف وضع العلاقة بينهما”. افترقنا بأدب وأنا اعرف انه لن يخرج شيء من الجهد الذي بذل في التقرير.

الاجابة على سؤال عاموس هرئيل الثاقب تعود وتظهر الآن بصورة تشبه الفشل الذي حدث عشية الانتفاضة الاول. اللامبالاة والاهمال تقودنا الى ازمة جديدة. عندما توجد ازمة فان اجهزة الامن تعرف كيف ستتعامل معها. المستوى السياسي بالطبع مثلما كان الامر في حينه سيكون الآن لا يتحمل أي مسؤولية. لماذا يقوم بذلك بجدية من اجل مليوني فلسطيني في غزة.

القناة العاشرة العبرية /  الجيش الإسرائيلي يستعد للجمعة الأولى من رمضان

القناة العاشرة العبرية – 18/5/2018

أفادت وسائل الإعلام العبرية، صباح اليوم الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي، رفع حالة التأهب الى الدرجة القصوى، استعدادا لمسيرات ومواجهات حادة بالمناطق الفلسطينية، وخصوصا على الحدود مع قطاع غزة.

وقالت القناة العاشرة العبرية، إن الجيش الإسرائيلي، يستعد اليوم للجمعة الأولى من رمضان، على طول السياح الحدودي مع قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، والقدس.

ووفقا للقناة العبرية، تشير التقديرات في الجيش الإسرائيلي،  إلى أن المواجهات على طول السياج الحدودي مع قطاع غزة، ستكون أقل حدة مقارنة مع الأسابيع الماضية.

وبحسب القناة العاشرة، تتوقع  الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وقوع مواجهات عنيفة في الضفة الغربية، والقدس، أو وقوع عمليات طعن فردية هناك.

موقع  إسرائيل ديفنس العبري / الجيش يكشف عن الجدار الأعلى لحماية المطار الجديد

موقع  إسرائيل ديفنس العبري – 18/5/2018

أنهت وزارة الجيش الإسرائيلية مؤخرا إكمال بناء منظومة الحماية الخاصة لمطار “رمون” الدولي الذي تم بناؤه في منطقة النقب بالقرب من منطقة تمناع القريبة من الحدود الأردنية مع “إسرائيل”، والذي من المتوقع أن يتم البدء بالعمل به خلال العام المقبل.

ووفقا لموقع “إسرائيل ديفنس” العبري امس، فإن الحديث يدور عن جدار ضخم بنته وزارة الجيش لحماية المطار الجديد من التهديدات التي قد تصل من الحدود الأردنية، حيث يبلغ ارتفاعه أكثر من 26 مترا، ومزود بمجسات وأجهزة استشعار كبيرة جدا.

ويشار أيضا بأن الحديث يدور عن أطول جدار أمني تم بناؤه في “إسرائيل” حتى الآن، حيث سيحول دون وقوع عمليات التسلل من الحدود الأردنية إلى المطار، بالإضافة إلى حماية أجواء المطار من تهديدات إطلاق النيران وتهديدات الصواريخ المضاد للدروع التي قد يتم إطلاقها من الجانب الأردني.

هذا ويمتد الجدار من إيلات حتى مطار رمون الجديد الواقع في منطقة تمناع، حيث يصل طوله إلى أكثر من 34 كيلو متر، كما تصل تكلفته إلى 300 مليون شيقل.

ويشار أيضا بأن مطار العقبة الأردني يبعد عن مطار رمون الإسرائيلي الجديد بضعة كيلو مترات فقط، ولذلك هناك مصلحة أمنية مشتركة بين الأردن و”إسرائيل” في توفير الحماية الأمنية اللازمة للمطار الجديد، وذلك بهدف تشجيع شركات الطيران الدولية من الإقلاع والهبوط في كلا المطارين من أجل تعزيز حركة السياحة لكلا البلدين.

هآرتس / ما للافنجيليين ولنا

هآرتس – بقلم أسرة التحرير  – 18/5/2018

جاء قرار الرئيس دونالد ترامب لنقل السفارة الامريكية الى القدس، أولا وقبل كل شيء لاثابة الافنجيليين على تأييدهم الحماسي في انتخابه وفي ولايته. ويأتي احتفال نقل  السفارة، الذي اجري هذا الاسبوع، وشارك فيه واعظان متطرفان وموضع خلاف، كانا اطلقا في الماضي ملاحظات مسيئة تجاه اليهود، ليكون ذروة هذا الحلف غير المقدس.

تعد الحركة الافنجيلية في الولايات المتحدة عشرات ملايين الاشخاص. قسمهم الاكبر يؤمن بان دولة اسرائيل تقرب المجيء الثاني لمسيحهم، وان اقامة مملكة اسرائيل والهيكل هما الشرطان المسبقان لتحقق رؤياهم – حرب جوج وماجوج، التي في اعقابها خراب وتنصر جماعي لليهود. وكتحصيل حاصل، يلتصقون بالعناصر الاكثر هذيانا في السياسة الاسرائيلية ويشجعون اسرائيل على اتخاذ سياسة متطرفة تقرب اهدافهم.

لقد دعم الافنجيليون الصهيونية دوما، ولكن في السنوات الاخيرة أصبح هذا الدعم عنصرا أساسا في معتقدهم. ومع أن حكومات اسرائيل بدأت تطور العلاقات معهم بعد حرب الايام الستة، ولكن في السنوات الاخيرة، كلما اتجهت اسرائيل يمينا، ازداد تأثيرهم على العلاقات بين الدولتين. وجلب انتخاب ترامب هذا التأثير الى الذروة، كما بين الجمهور في الاحتفال الاستثنائي في السفارة. فالسفير رون ديرمر، الذي انضم اليه مؤخرا نظيره في اسرائيل دافيد فريدمان يعملان على اعتماد الدعم الامريكي لاسرائيل بشكل حصري على الافنجيليين، الذين يساندون السياسة الصقرية الاسرائيلية الرافضة تجاه الفلسطينيين. ويؤدي هذا الارتباط الى تآكل آخر في مكانة اسرائيل في مراكز القوة التقليدية لها، وعلى رأسها يهود الولايات المتحدة، الذين يرون بالافنجيليين تهديدا ملموسا على قيمهم.

يعد هذا رهان خطير ومزدوج: من جهة، اسرائيل تتنكر لداعمين من شأنها ان تحتاجهم حتى في تشرين الثاني القريب القادم، اذا ما احتل الديمقراطيون احد المجلسين.  ومن جهة اخرى، فالعالم لن يكون محصنا ابدا: فالاستطلاعات تثبت بان الافنجيليين الشباب يعارضون الدعم الاعمى لاسرائيل. وحكومة مسؤولة كانت ستغير سياستها، فتمد اليد لمحافل اهملتها وتشفى من تعلقها الحصري بالمسيحيين المسيحانيين.

*     إنتهت النشرة    *

ملاحظة

بمناسبة عيد الاسابيع – نزول التوراة عند الشعب اليهودي تحتجب الصحف الاسرائيلية عن الصدور يوم بعد غد الاحد الموافق 20/5/2018. وعليه فان نشرة اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ستحتجب هي الاخرى عن الصدور يوم الاحد ، وتعود الى الصدور يوم الاثنين 21/5/2018 .

38

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى