اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية 27– 4 – 2018
هآرتس:
– مقتل تسعة فتيان في فيضان في جدول في الجنوب وفتاة مفقودة.
– عندما تتحول روسيا الى الاتحاد السوفيا مجددا، يمكن لاسرائيل أيضا أن تكون هدفا.
– دون نبذ ودون حداد: في المجتمع الاصولي لم يعودوا يتنكرون للمرتدين.
– تيدي كوليك بعث برسول الى تونس لاقناع عرفات السماح للعرب في القدس التصويت.
– رجال استخبارات في الشرق الاوسط: مهندس حماس توسط في صفقة سلاح مع كوريا الشمالية، والموساد اغتاله.
– ليبرمان: اذا هاجمت ايران تل أبيب سنهاجم طهران.
يديعوت احرونوت:
– “كيف نخرج الى رحلة في يوم كهذا، في الطوفان. هذا تحد للمصير، نحن سنموت”.
– صورة لمدير المعهد والفتيان الناجين.
– جدول الموت؛ ثماني فتيات وفتى واحد يقضون نحبهم في مصيبة الطوفان الاكبر الذي شهدته اسرائيل.
– المنقذون يستعيدون الساعات الدرامية: “غصنا في الماء الموحلة وصلينا لمعجزة.
– التيار الذي يجرف كل شيء.
– النويورك تايمز: رئيس الموساد أمر بالتصفية في ماليزيا.
معاريف/الاسبوع:
– مصيبة الفيضان.
– ثماني فتيات وفتى ينجرفون ويغرقون في جدول سفيت وخوف على حياة فتاة مفقودة.
– تسعة قتلى ومفقودة في جدول سفيت.
– رسالة من احدى المتوفيات: “نحن سنموت، انا جدية”.
– امطار شديدة وحب عزيز شلت مدينة ايلات.
– نيويورك تايمز: الموساد صفى مهندس حماس.
– ليبرمان: ايام النظام في ايران معدودة.
– ريغف ترد على ادلشتاين: اعرب عن كراهيته لنتنياهو.
اسرائيل اليوم :
– مصيبة الفيضان.
– التعليم في المعهد: انهض وسر في البلاد.
– “الخروج الى هذه النزهة هو تحد للمصير، نحن سنموت”.
– رئيس المعهد يستدعى الى التحقيق: “اقرار الرحلة – اهمال”.
– التصفية في ماليزيا تكشف علاقات حماس مع كوريا الشمالية.
– حدود غزة: الجيش الاسرائيلي يستعد لاحباط العمليات في المظاهرة.
القناة 14 العبرية :
– نتنياهو: دولة “إسرائيل” في حالة حداد على التلاميذ القتلى في حادثة الباص في النقب
– وزير الجيش ليبرمان عبر تويتر: قلوبنا مع عائلات التلاميذ القتلى في حادثة الباص.
– تبادل الاتهامات بين وزارة الجيش ووزارة التعليم حول المسؤولية عن حادثة الأمس بالنقب.
والا العبري :
– تقديرات في الجيش الإسرائيلي: بسبب جنازة المهندس البطش التظاهرات اليوم ستكون عنيفة جدا.
– تقديرات الجيش الإسرائيلي: عناصر حماس ستحاول تنفيذ عمليات من خلال التظاهرات على الحدود اليوم.
-قيادات حماس طالبت بالانتقام من “إسرائيل” على إغتيال البطش في الداخل والخارج.
القناة 2 العبرية :
– وزارة التعليم تصدر قرارا بوقف كافة الرحلات للمدارس بسبب سوء الأحوال الجوية.
– العثور على جثة تلميذ عاشر في حادثة انجراف الباص في وادي العقبة بالنقب.
– حادثة تاريخية: اجتماع بين رئيس كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية الليلة الماضية.
القناة 7 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي يتدرب استعدادا لمواجهة التظاهرات على حدود قطاع غزة اليوم.
– حالة الطقس استمرار هطول الأمطار بالجنوب، وتخوفات من فيضانات جديدة.
– قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت الليلة 4 “مطلوبين” فلسطينيين من الضفة الغربية.
***
هآرتس / تيدي كوليك ارسل مبعوث الى تونس لاقناع عرفات بالسماح لعرب القدس بالتصويت
هآرتس – بقلم نير حسون – 27/4/2018
في 1993 كان تيدي كوليك يبلغ الـ 82 سنة بعد 28 سنة كرئيس لبلدية القدس. وقد أراد الانسحاب باحترام، لكن حزب العمل ضغط عليه ليتنافس مرة اخرى أمام مرشح الليكود الشاب اهود اولمرت. كوليك عرف أن اولمرت يستطيع أن يسحب الجمهور الحريدي وادرك أن احتمالاته ضئيلة.
”توجهت اليه وقلت له: انسحب، لا يوجد لك احتمال للنجاح”، قال البروفيسور موشيه عميراف، الذي كان عضو في مجلس بلدية القدس ويتولى ملف شرقي القدس. تيدي قال: أنت على حق، لكن يمكنك المساعدة. تستطيع الوصول الى عرفات واقناعه بأن يأمر العرب بالتصويت”. يوجد للفلسطينيين في القدس مكانة مقيمين دائمين وحق بالتصويت للانتخابات المحلية، وإن لم يكن للكنيست. ولكن منذ العام 1967 هم تقريبا لم يستخدموا هذا الحق خوفا من أن تفسر مشاركتهم في الانتخابات كاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على شرقي القدس. قبل بضع سنوات كان عميراف شخصية رفيعة في فرع الليكود في القدس، لكن في حينه تم كشف لقاءاته مع فيصل الحسيني، زعيم الفلسطينيين في المدينة.
محكمة الحزب هددت بطرده، وعميراف قام باجتياز الخطوط وانتقل الى حزب شينوي. وبفضل علاقاته نجح في ترتيب لقاء مع ياسر عرفات في تونس. عملية اوسلو كانت تدور في حينه سرا، والقانون كان ما زال يحظر الالتقاء مع رجال م.ت.ف. “تيدي ذهب الى احد الاشخاص في الحكومة، كما يبدو اسحق رابين، وحصل على الموافقة على السفر”، يتذكر عميراف. “وصلت الى تونس بجواز سفر اسرائيلي وهناك انتظرني رجال م.ت.ف الذين اخذوني الى عرفات. وقال لي إنه توجد في ذلك المساء جلسة للجنة التنفيذية، وسألني ماذا اريد أن افعل الآن. طلبت الذهاب لرؤية ميناء هنيبعل، وعندما عدت كانت لنا محادثة حول بطلينا، هنيبعل من ناحيتي وصلاح الدين من ناحيته. وبعد ذلك قال لي “الآن سهى ستقدم لك الشاي ونحن سنذهب الى الجلسة”.
بعد جلسة اللجنة قال عميراف “قال لي إن الامر لم يكن سهلا، لقد اتخذنا قرار للسماح لاخوتنا في القدس بالتصويت، ومن الافضل أن يكون ذلك لصالح حزب فلسطيني”. لقد قال إنه لن يتدخل في سياستنا الداخلية وأن كوليك واولمرت هما نفس الشيء بالنسبة له، لكن اذا كان للفلسطينيين حزب يمكنهم التأثير. صافحت عرفات ورجعت الى تيدي الذي قفز فرحا. واحتفظنا بهذا سرا حتى لا يستخدمه اولمرت ضد كوليك.
السعادة كانت مبكرة: الآن كانت هناك ضرورة لاقناع القيادة الفلسطينية المقدسية بانشاء حزب ودعوة سكان شرقي القدس للتصويت. مجلس برئاسة الحسيني اجتمع في الـ “اورينت هاوس” من اجل مناقشة الموضوع. “فيصل اتصل معي ودعاني الى المجلس من اجل طرح المبررات لصالح التصويت”، “شرحت لهم بأنني اعتقد أن هذا جيد للقدس وللفلسطينيين، الذين يحصلون على 3 في المئة من الميزانية رغم أنهم يشكلون 28 في المئة من السكان. وبعد أن القيت خطابي قلت للحسيني إن هذه خطوة تاريخية. وهو قال أنت لست بحاجة الى اقناعي، لكن بعد ساعتين خرج وقال لي: آسف. أنت أقنعتني، لكن الجميع يرى الامور بصورة حساسة ويعتقدون أن هذه خيانة”.
عميراف يتذكر أنه كان هناك ثلاثة اعضاء من بين الـ 15 عضو صوتوا مع المشاركة في الانتخابات: الحسيني وحنا سنيورة وسري نسيبة، الذين تم اعتبارهم اصوات معتدلة في القيادة الفلسطينية. نسيبة شرح لصحيفة “هآرتس” أن “الشعور العام كان أن الوقت غير مناسب لذلك”. وعميراف اضاف “بعد ذلك أبو مازن اتصل معي وقال “أنا آسف حقا، لقد كانت هذه خطوة شجاعة، لكنهم يخافون”، عدت الى تيدي وقلت له انسحب”. تيدي لم يقبل النصيحة وخسر لصالح اولمرت.
نسيبة وعميراف لا يستبعدان امكانية أن قرار عرفات الاول كان متعلقا بالمفاوضات التي كانت في مرحلة متقدمة في اوسلو. ربما أنه افترض أنه قريبا سيأتي دور المفاوضات على تقسيم القدس، واعتقد أنه من الافضل للفلسطينيين أن يأتوا اليها من موقف قوة، حتى بثمن اعتراف مؤقت بالسيادة الاسرائيلية. بعد ذلك انضم عميراف الى قمة كامب ديفيد كمستشار لرئيس الحكومة اهود باراك وقابل هناك عرفات: “لقد كان هذا خطأ تاريخي، لو تم قبول اقتراحي لكان كل شيء سيكون مختلفا”. نسيبة غير مقتنع بذلك: “من الصعب معرفة ماذا كان سيحدث. كان يمكن لذلك أن يضعه في موقف افضل للمطالبة بحل الدولتين، لكن من يعرف”. ومهما كان الامر، فان مهمة عميراف التي يتم نشرها للمرة الاولى هنا كانت المحاولة الاقرب للنجاح في اشراك القيادة الفلسطينية لتغيير الخارطة السياسية في القدس.
إن اول من حاول احضار الفلسطينيين لصناديق الاقتراع كان ايضا هو الوحيد الذي نجح، على الاقل بدرجة معينة، ميرون بنفنستي، نائب كوليك ومساعده على مدى سنوات كثيرة والذي تولى ملف شرقي القدس بعد توحيد المدينة. في الانتخابات الاولى بعد حرب الايام الستة، في العام 1969 اتبع اسلوب اشكالي لكنه ناجع. “الناس كانوا لا يزالون في صدمة، ولم يعرفوا ما هو وضعهم. عندها نشرت شائعة بأن من لا يقوم بالتصويت سيعرض مكانته كمقيم، للخطر”، قال بنفنستي. وقد اقام مركز معلومات للناخبين قرب بوابة يافا ونظم حافلات وسيارات عمومية لنقلهم الى صناديق الاقتراع. في نهاية يوم الانتخابات تبين أن 7500 فلسطيني، 21 في المئة من اصحاب حق الاقتراع في شرقي القدس، قاموا بالانتخاب. كما كان هناك بضع مئات لم يتمكنوا من التصويت. هذا النجاح ظهرت نتيجته في مجلس البلدية: كوليك الذي كان رئيسا لحزب المعراخ فاز للمرة الاولى والاخيرة باغلبية مطلقة في مجلس المدينة.
في انتخابات 1973 حاول بنفنستي تكرار ذلك النجاح، لكن حتى ذلك الحين كان الفلسطينيون قد عرفوا أن مكانتهم غير مرتبطة بالتصويت، وفي ذلك الوقت م.ت.ف كانت قد تعززت في شرقي القدس والمعارضة للمشاركة في الانتخابات زادت. نسبة التصويت وصلت في حينه الى 7.5 في المئة فقط. ومنذ ذلك الحين تراوحت نسبة التصويت بين ارقام معدودة وبين أقل من 1 في المئة في الانتخابات الاخيرة في 2013. الكثير من الناخبين هم عمال فلسطينيون في البلدية. ورغم أن المقاطعة تم الحفاظ عليها بثبات ومتفق عليها من كل التيارات الفلسطينية، تقريبا في كل الحملات الانتخابية في القدس منذ توحيدها بذلت محاولات لجلب السكان العرب في المدينة الى صناديق الاقتراع، وحتى الآن هناك من يعتقدون أنه في تشرين الاول القادم سيحدث هذا أخيرا.
في العام 1998 بعد خمس سنوات على فشل عميراف، جرب عوزي برعام حظه، الذي كان في السابق مدير حملة انتخابات كوليك واصبح وزيرا في حكومة رابين في حينه وأحد رؤساء حزب العمل. “كان علي ضغط كبير للتنافس امام اولمرت”، قال. “طلبت اجراء استطلاع اظهر أنه لدى العلمانيين سأفوز عليه بنسبة 10: 1، لكن لدى الحريديين ليس لدي شيء. عرفت أنه لن يتم انتخابي دون تغيير لدى العرب”.
برعام كانت له علاقة ممتازة مع القيادة الفلسطينية التي كانت في حينه توجد في رام الله. قبل بضعة اشهر من الانتخابات ذهب الى هناك والتقى مع عرفات، بوساطة احمد الطيبي: “قلت له أنا لا اطلب منك دعوتهم للتصويت. ايضا لم أكن على يقين من أن هذا سيكون في صالحي. طلبت أن لا يمنعهم من التصويت وأن لا يشوش علينا احضارهم الى صناديق الاقتراع”. عندما عرض عليه عرفات مبرر الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية اجاب برعام بأن التصويت سيعطي الفلسطينيين قوة للتأثير في مستقبل المدينة. “قال لي أنت مرشح كنا نريد رؤيته، وأنا سأطرح الموضوع للبت فيه”. انطباعي كان أنه يميل الى الموافقة على الطلب، قال اولمرت. ولكن بعد فترة قصيرة تلقى برعام مكالمة من رئيس مكتب عرفات ابلغه فيها عن رفض طلبه. برعام فهم أن احتمال نجاحه معدوم وقرر عدم التنافس.
بعد عشر سنوات تقريبا جاء دور اركادي غايدماك، وللحظة كان هناك من اعتقدوا أنه قريب من النجاح. قبل ثلاثة اسابيع من موعد الانتخابات التقى في محادثة مطولة مع مفتي القدس، الذي امتنع على الاغلب عن الالتقاء مع جهات اسرائيلية رسمية ومع شخصيات فلسطينية اخرى، وهو يطلق الوعود والمساعدات. رجاله حصلوا على التشجيع من أن صحيفة “القدس”، وهي الصحيفة الفلسطينية المشهورة، وصفته بـ “ملياردير من اصل روسي”، دون الاشارة الى أنه يهودي. ولكن في يوم الانتخابات ومثل آخرين قبله اكتشف غايدماك أن الفلسطينيين بقوا في بيوتهم. نسبة التصويت في شرقي المدينة كان ضئيلا، وقد حصل على 3.5 في المئة من الاصوات في كل المدينة.
تقريبا في كل حملة انتخابية كان هناك فلسطينيون ارادوا الترشح، لكنهم ووجهوا بالمعارضة، احيانا عنيفة، وفي نهاية الامر خضعوا للضغوط. سنيورة الذي اراد الترشح في 1989 سحب ترشيحه بعد أن تم احراق سيارته. وفي الحملة الانتخابية الحالية يتبين أن هذه الظاهرة ازدادت عن السابق. حتى الآن صرح فلسطينيين من القدس عن نيتهما بقيادة قوائم: اياد بيبوح وهو معلم في حي الطور، ورمضان دبش وهو رئيس الادارة المجتمعية في حي صور باهر. في هذا الاسبوع اعلن عن اقامة قائمة اسرائيلية فلسطينية مشتركة برئاسة احد نشطاء السلام، غرشون باسكن، وعزيز أبو سارة وهو عضو في منتدى العائلات الثكلى وصاحب شركة سياحة في شرقي المدينة.
من ناحية حسابية الفلسطينيون في القدس يمكنهم احداث ثورة انتخابية في المدينة. رئيس البلدية السابق نير بركات حصل في 2013 على 111 ألف صوت، في حين أنه في السجل الانتخابي في شرقي القدس هناك حوالي 180 ألف شخص مسجلين. إلا أن كل من يعرف شرقي المدينة يعرف أن السيناريو الذي يحتل فيه فلسطيني مكتب رئاسة البلدية بعيد عن التحقق. معارضة التيارات المركزية في السياسة الفلسطينية للمشاركة في الانتخابات ما زالت قوية، وحتى لو تم اتخاذ قرار وطني للمشاركة في الانتخابات، فان اللامبالاة واليأس في شرقي المدينة لن تساهم في زيادة نسبة التصويت.
في هذه الاثناء يقول سري نسيبة إنه سيكون من الخطأ تصويت الفلسطينيين في القدس. “مع أخذ الظروف والاحداث الاخيرة بعين الاعتبار فان هذا سيعتبر من قبل المجتمع الدولي وترامب واسرائيل وكأنه يمكن اخراج القدس من المعادلة، وأنه قد تم حل الموضوع”. لذلك من المهم الآن للفلسطينيين في القدس القول نحن جزء من الكيان الفلسطيني”. بنفنستي يتفق مع ذلك: “أنا لا أوافق على هذه الفرضية، بأنهم يعاقبون انفسهم بعدم التصويت. الناس يعتقدون أن تصويت العرب هو الذي سيحدث التغيير. ولكن بهذا فان الاسرائيليين يزيحون المسؤولية عن انفسهم، الاضطهاد والعنصرية اكثر قوة من التصويت، وجهاز الحكم الاسرائيلي سيستمر في قمعهم. كل ذلك احلام يقظة، الحل للقدس ليس في صناديق انتخابات البلدية”.
والا العبري / تقديرات في الجيش الإسرائيلي: التظاهرات اليوم ستكون عنيفة جدا
موقع والا العبري العبري – بقلم أمير بوخبوط – 27/4/2018
كتب المحلل العسكري في موقع “والا” العبري العبري ، أمير بوخبوط، صباح اليوم الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي يتدرب منذ الأمس استعدادا لمواجهة مظاهرات عنيفة على الحدود مع قطاع غزة اليوم.
وقال المحلل الإسرائيلي، إنه وبسبب جنازة المهندس فادي البطش، التي ستعقد اليوم بعد صلاة الجمعة، هناك تخوفات لدي الجيش الإسرائيلي بأن تكون التظاهرات اليوم عنيفة جدا.
وبحسب المحلل بوخبوط، تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي بأن عناصر حماس ستحاول تنفيذ عمليات من خلال التظاهرات على الحدود اليوم.
وأشار المحلل الإسرائيلي، إلى أن قيادات حماس طالبت بالانتقام من “إسرائيل” على عملية اغتيال البطش في الداخل والخارج.
وكشف المحلل العسكري، عن قيام المنظومة الأمنية الإسرائيلية، بتقديم إنذارات قبل أيام، حول إمكانية تنفيذ حماس لعمليات انتقامية على اغتيال المهندس البطش، ضد إسرائيليين بالداخل والخارج، خصوصا بعد اتهام حماس للموساد الإسرائيلي بالوقوف خلف عملية الاغتيال.
معاريف / روليتا روسية
معاريف – بقلم دافيد بن الون – 27/4/2018
لعل هذا بسبب العمر والمقدمة التي توشك على التبدل، وربما هذه هي التحقيقات، وقد تكون هذه هي الادارة الودية في امريكا، ولكن شيئا ما تغير في رئيس وزرائنا. الرجل الذي نفر كل حياته من أخذ المخاطر، يتخذ في الاشهر الاخيرة صورة الجسور والمصمم اكثر من أي وقت مضى. فبعينين مفتوحتين يتصدر خطوة ذات نزعة قوة ومبرر حيال ايران، رغم الخطر في ان تجلبنا هذه الخطوة الى صدام واسع، ربما حتى مع الروس. اضيفوا الى هذا الاعمال المنسوبة لاسرائيل في سوريا، في ماليزيا، في لبنان، في غزة وفي اماكن اخرى، وستحصلون على نتنياهو الذي لم يسبق أن عرفناه.
في الاسابيع الاخيرة تطورت لعبة قمار قاسية بين كل اللاعبين المشاركين في سوريا. فالكل – الايرانيون، الروس، الاسد واسرائيل ايضا – يرفعون كل الوقت مستوى الرهان ومستوى التهديدات. من الصعب في هذه اللحظة التقدير من منهم يخدع ومن منهم يقصد حقا، اذ انهم كلهم يرفعون عيونهم الى اللاعب الذي يجلس في رأس الطاولة وهو ذو اليد الاقوى: قرار دونالد ترامب في 12 ايار عن مستقبل الاتفاق النووي مع ايران هو نقطة ارخميدية، ومنها ينشأ كل شيء. في الخلفية يجلس لاعب آخر – حماس – التي تتوقف هي ايضا للانضمام الى الطاولة ولم تقل بعد كلمتها الاخيرة.
بقدر ما يعلو الايرانيون في الاقوال، هكذا تبدو يدهم هي الاضعف. فقد مرت ثلاثة اسابيع منذ الهجوم في مطار تي فور في سوريا. فبعد ساعات من الهجوم كان استدعي قاسم سليماني، قائد قوة القدس، الى دمشق كي يدير الحدث. وهو يتردد حتى الان كيف سيكون من الصواب الرد. وبصفته حذر بطبيعته، ينصت سليماني الى التهديدات الاسرائيلية ويعرف بانها ليست فارغة.
ايران فزعة من امكانية الغاء الاتفاق النووي. فالخوف من مثل هذه الخطوة حطم منذ الان عملتها، وليس للايراني المتوسط ما يكفي من المال لان يشتري من البقالة. والاضطراب ضد النظام انتشر الى الطبقات الدنيا، وهم المؤيدون التقليديون لايات الله، وبالتوازي تواصل نساء ايران بشجاعة الاستفزاز في احتجاج الحجاب. تفهم الامة الايرانية بانها تقترب من نهاية عصر. ايام الزعيم الاعلى خامينئي معدودة. والحرس الثوري هو من سيحاول ان يملي هوية الزعيم التالي، فيما ان الجمهور يلمح له بان ليس كل اختيار سيكون مقبولا منه. على خلفية الضعف الداخلي، في الحرس الثوري يخشون من عملية ضد اسرائيل تؤدي الى رد مهين ضدهم، في سوريا أو في ايران نفسها. وهذا هو السبب الذي يجعل اسرائيل تسمح لنفسها التهديد بمثل هذا التصميم ضد الايرانيين. اسرائيل تستعد لرد ايراني، وأكثر من ذلك: يمكن الافتراض بانه اذا ما لاح في الايام القريبة هدف آخر لتواجد ايراني في سوريا فانه سيدمر.
في سنته الاخيرة في المنصب، يحاول رئيس الاركان غادي آيزنكوت التحلل هو الاخر من صورة الحذر التي لصقت به. فهو يتخذ خطا متصلبا حيال التواجد الايراني في سوريا ومستعد لان يأخذ مخاطر اعلى. وارتبط به رئيس الموساد يوسي كوهن، الذي وفقا لمنشورات في العالم يقود معركة عنيفة وعظيمة الجسارة ضد قدرات حماس، ايران وحزب الله.
لم تكشف ماليزيا بعد جوازات سفر الاشخاص الذين صفوا فادي البطش. عندما صفي محمود المبحوح في دبي قبل ثماني سنوات كشفت الشرطة المحلية 26 جواز سفر لرجال خلية التصفية. وكانت هذه هي جوازات السفر التي استخدمت كثيرا في الماضي مما سمح لدول عديد في العالم ملاحقة تحركات واعمال حاملي جوازات السفر. بعضها حتى تعود لاشخاص حقيقيين يعيشون في البلاد وفي العالم. وانا مستعد لان اراهن على أنهع حتى لو كانت لدى ماليزيا هذه المرة ايضا جوازات سفر المصفين – لن يكون فيها أي طرف خيط. تماما مثلما في تصفية مهندس الطائرات المسيرة محمود الزواري في تونس قبل سنة.
المخفي الاعظم
احد العوامل التي تعزز جدا الثقة بالنفس لدى نتنياهو، ليبرمان، آيزنكوت وكوهن هو التنسيق الاخذ بالتوثق مع الولايات المتحدة. فقد زار هذا الاسبوع اسرائيل قائد القيادة الوسطى الامريكية الجنرال جوزيف واتل. ولم تكن هذه زيارة عادية. فعلى مدى السنين عارض الامريكيون الاتصال المباشر مع القيادة الوسطى واصروا على ان يعمل الجيش الاسرائيلي مع قيادة اوروبا فقط. هذه الزيارة العلنية للقائد المسؤول عن ايران وسوريا في الجيش الامريكي هي اشارة واضحة على التنسيق الوثيق الذي بين الجيش الاسرائيلي والجيش الامريكي.
ولكن المخفي الاعظم في قرارات اسرائيل هم الروس. فقد جرى الحديث كثيرا هذا الاسبوع في مسـألة توريد منظومات اس 300 لسوريا. هنا ايضا نحن نخيف أنفسنا قليلا: فصواريخ اس 300 حتى في طرازها المتطور، هي منظومة قديمة نسبيا. سلاح الجو يعرفها جيدا. وحسب منشورات اجنبية، تدرب منذ الان على المنظومة التي توجد في اليونان. منذ 20 سنة وسلاح الجو يستعد للحظة التي تنصب فيها صواريخ اس 300 في سوريا. واذا ما حصل هذا، فستعرف اسرائيل كيف تتصدى له بقوة او بوسائل اخرى.
للروس توجد هنا ايضا معضلة. أس 300 هي احدى منتجات التصدير المتقدمة لديهم. في السنة الماضية اشترتها مصر، السعودية وتركيا. وآخر ما يحتاجون هو أن يكشف سلاح الجو عندنا المنظومة كأداة فارغة. واضح أن توريد المنظومة ليس تطورا مرغوبا فيه، ولكن هكذا كان ايضا عندما ورد الروس للاسد اس. ايه 22 واس. ايه 17. والان يلوحون بورقة الـ اس 300 كتهديد، ولكن ليس واضحا بعد اذا كانوا يعتزمون تنفيذه.
ما يقلق اسرائيل اكثر هو مسألة اذا كانت روسيا قررت وضع حد للنشاط الحر لسلاح الجو في سوريا. من كل القوى التي في محيطنا، فان روسيا هي الوحيدة التي لديها القدرة على شل سلاح الجو: سواء باستخدام اس 300 و اس 400 المنصوبة منذ الان في سوريا أم في القدرة على الضرب الشديد لقواعد سلاح الجو. وفي محاولة لاستيضاح هذا ارسل نائب رئيس مجلس الامن القومي، ايتان بن دافيد، للقاء نظيره الروسي في سوتشي. ولكنه لم يعد مع اجوبة واضحة.
روسيا ليست صديقة اسرائيل. فهي شريكة اسوأ اعدائنا. ولا يزال، فان التطلع الاسرائيلي هو عدم تحويلها الى عدو، لانها ستكون عدوا خطيرا. تحاول اسرائيل خلق معضلة للروس بين الشراكة مع الاسد وبين دخول ايران الى سوريا. والرسالة الاسرائيلية هي ان الامرين لا يمكنهما ان يكونا معا، وعلى روسيا أن تتخلى عن احدى الامكانيات.
وبينما تنظر روسيا في امكانياتها، يستعد جيش الاسد لاحتلال الجولان في الصيف القريب القادم، وهنا ايضا ستكون معضلة اسرائيلية. الاسد سيحاول السيطرة من جديد على الحدود مع اسرائيل. وهو سيحاول عمل ذلك في المفاوضات مع القرى خلف الحدود، واذا لم ينجح هذا فسيسيطر عليها بالقوة. وسيتعين على اسرائيل ان تقرر اذا كانت ستساعد من يعملون معها بتعاون منذ ست سنوات أم انها ستتركهم لمصيرهم.
كل هذه المعاضل لن تصل الى الحسم قبل 12 ايار. بالنسبة لاسرائيل فان الغاء الاتفاق النووي المخزي الذي وقعه براك اوباما مع ايران كفيل بان يكون تطورا خطيرا، يتركها وحدها حيال ايران. وعلى التطلع الاسرائيلي ان يكون اضافة ملحق للاتفاق، يقيد القدرات الايرانية في مجال الصواريخ ويمدد مفعول التجميد القائم على البرنامج النووي الايراني.
اسرائيل اليوم / الرسالة من ماليزيا تعطي صداها في طهران
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 27/4/2018
كان من الطبيعي لاصبع الاتهام باغتيال رجل حماس فادي البطش ان يوجه لاسرائيل. فقد تبين ان المهندس الغزي من جباليا لم يهتم فقط بالتعليم وبالدعوة الدينية كما زعم في البداية بل بالبحث والتطور لوسائل قتالية متطورة لحماس – ولا سيما طائرات غير مأهولة.
لم تخفي اسرائيل سياستها في هذا الموضوع ابدا. لا تلك التي تتعلق بتطوير الوسائل القتالية المتطورة لدى منظمات الارهاب، ولا تلك التي تتعلق بالمس باعدائها. فالمعركة ضد الارهاب لم تنحصر ابدا بالمنطقة نفسها؛ صحيح أن اسرائيل صفت غير مرة نشطاء ارهاب وخبراء في القطاع، وضربت البنى التحتية للانتاج بل ومنظومات سلاح، ولكن بالتوازي عملت ايضا في ساحات بعيدة كي تشوش وصول الوسائل القتالية الى غزة والمس بمن يشارك في انتاجها ونقلها.
النماذج لا تنقص. بعضها علنية – وضع اليد على سفن وفيها صواريخ ووسائل قتالية اخرى، بعضها خفية – مصادر أجنبية ربط اسرائيل بجملة اعمال ضد منشآت وشخصيات. والنماذج البارزة في السنوات الاخيرة كانت تصفية محمود المبحوح، مسؤول حماس الذي ادار شبكة تهريب السلاح الى القطاع وصفي في دبي في 2010، ومحمد الزواري، الذي عمل على تطوير الطائرات المسيرة وصفي قبل سنة ونصف في تونس.
يمكن الافتراض بانه كانت اعمال اخرى لم يحل لغزها او لم تنشر. فليس هناك دوما مصلحة للمصاب في الاعتراف بانه مخروق استخباريا وعملياتيا وانه لم ينجح في الدفاع عن رجاله، وليس دوما يوجد للجانب الضارب مصلحة في كشف اعماله والمخاطرة بالانتقام. معقول ان هذا لن يحصل هذه المرة: فحماس ضعيفة ومردوعة اكثر من أن ترد، ولها اسباب وجيهة اكثر لان تقاتل ضد اسرائيل من مجرد تصفية احد رجالها.
من هنا بحيث أن الخطر الاساس في مثل هذه التصفية هو اساسا لمن ينفذونها. لماليزيا فضائل ونواقص من حيث مكان النشاط: فمن جهة، دولة اسلامية معادية (نسبيا)، بعيدة، مع غلاف انقاذ مركب؛ ومن جهة اخرى، دولة مع اجهزة امن ضعيفة، كثرة الاجانب الذين يوفرون امكانية سهلة للاختفاء في اوساطهم، وبالاساس، خيارات عديدة للهرب البري والجوي.
الغلاف أعقد من التصفية
عملية اقرار مثل هذه العملية تتضمن مراحل عديدة. تبدأ بلجنة قادة الاجهزة التي تضم رؤساء الموساد، الشاباك وأمان – اهداف جمع المعلومات وبعد ذلك التصفية، وتتواصل في جملة مداولات واقرارات في داخل الهيئة المنفذة وفي القيادة السياسية. دروس الماضي، ولا سيما من التصفية الفاشلة لخالد مشعل في الاردن، تولى اهمية خاصة لمكان التصفية: فالبطش كان سيسافر الى مؤتمر في تركيا، وبعدها الى لندن. معقول ان من صفاه قرر الامتناع عن مواجهة علنية مع اردوغان، وبالتأكيد مع بريطانيا – الحساسة جدا للموضوع على خلفية المس بالجواسيس الروس السابقين في اراضيها.
من هنا بحيث أن ماليزيا، رغم نواقصها، هي هدف مريح نسبيا للعملية. وفي الغالب، قسم التصفية هو الاقل تركيبا في العملية. فالغلاف حولها اكثر تعقيدا بكثير: جمع المعلومات عن الهدف والذي يستغرق احيانا سنوات – عن عاداته، عن مكان سكنه وعمله، ولاحقا اختيار مكان المس به لتقليص الضرر العام وتقليص الخطر على المنفذين، وكذا اعداد الغلاف – التوثيق العملياتي وشكل الدخول الى الدولة والهروب منها.
لا يوجد جهاز استخبارات لا يواجه اوجاع رأس كهذه قبل العمليات. معقول أن مواضع القلق الاسرائيلية أكبر بكثير. فلا يتجول جاسوس او مصفي في العالم بهويته الحقيقية، ولكن الامريكيين، البريطانيين والروس يمكنهم ان يصدروا لرجالهم جوازات سفر اصيلة على أسم آخر؛ اما اسرائيل، حسب منشورات اجنبية في الماضي، فتعتمد على جوازات أجنبية – وتبعا لذلك – على هويات مقترضة. كانت هذه هي الحالة دوما، ولكن العصر التكنولوجي الجديد يخلق هنا ايضا اوجاع رأس غير بسيطة. فنشر صور اعضاء الخلية التي صفت المبحوح في دبي، مثلما التقطتهم كاميرات الحراسة في ارجاء العمارة، أوضح أن شيئا ما تغير؛ وجانب اطلاق النار بالمسدس هو جانب هام ولكنه بعيد عن أن يكون الاساس اذا كان يراد ضمان سلامة المنفذين ومنع الحرج السياسي عن اسرائيل.
من هنا يمكن الافتراض ان الصور الافتراضية التي نشرتها شرطة كوالا لامبور لن تكشف اي من المنفذين، وانه بخلاف فرضية العمل الماليزية – فانهم غادروا الدولة بعد وقت قصير من التصفية، وعلى اي حال باتوا يتواجدون منذ ايام عديدة في مكان آمن.
تهديدات ونوايا
اسرائيل هي محبة جدا للتصفيات، كسياسة. لم يسبق أن كان رئيس وزراء تجاوز الالتزام المتآكل “سنطارد اعدائنا في كل مكان وفي كل زمان”. كانت هناك فترات تواترت فيها العمليات، وفترات اخرى شحيحة. وقد نبع هذا اساسا من طبيعة رئيس الوزراء ورؤساء الموساد الذين عملوا تحت إمرته ومن نتائج العمليات السابقة: فالنجاحات زادة الشهية وسهلت على اقرار مزيد من العمليات فيما تسببت الاخفاقات بالجمود وبوقف النشاط.
هكذا، بعد قضيتي مشعل والمبحوح، كان فترات جفاف في كل ما يتعلق بنشاط وحدة التصفية فيه “كيدون”. بالمقابل، فان تصفية عماد مغنية، التي نسبت لاسرائيل، أدت الى ازدهار عملياتي في اثنائه ارتبطت اسرائيل بجملة أعمال، بما في ذلك تصفية عدة علماء نووي بارزين في ايران. ولا يزال، تعد هذه عمليات تقر بتقنين، تفصيلي وتحظى بتشدد عملياتي وسياسي زائد – على خلفية امكانية التورط الشاذ فيها، ما من شأنه ان يكلف حياة المنفذين والضرر السياسي غير البسيط لاسرائيل.
يخيل أن اسرائيل تشعر الان بحرية نسبية للعمل، ولا سيما حيال حماس. فلمثل هذه التصفيات اثر ثلاثي: فهي تخرج من اللعب محافل خطيرة، تردع العدو، الذي يفهم بانه مخروق ومهاجم وبالتالي مطالب بان يستثمر أكثر في الدفاع، وهي تشير الى جهات اخرى بان اسرائيل مصممة على الوقوف عند مبادئها ولن تتردد في أن تزيح عن طريقها من يهددها.
العنصران الاولان ذوا صلة اساسا بحماس. فليس فقط فقدان خبير سلاح معقول الافتراض بان ليس هناك الكثيرون مثله، بل الاعتراف، مرة اخرى، بانها مكشوفة امام اسرائيل، في غزة وفي ارجاء العالم. هذا لن يدفع حماس لان تتخلى عن سياستها. فالمنظمة ستواصل البحث عن السبل لتطوير الوسائل القتالية التي تهدد اسرائيل، والخبراء الذين يساعدونها في ذلك، ولكن فقدان شخص مركزي كهذا يفترض التوقف، التعليم والتغيير في اساليب العمل.
والعنصر الثالث يتعلق اساسا بايران، التي توجد اسرائيل الان معها في معركة علنية. الرسالة التي تنشأ عن التصفية في ماليزيا هي أن اسرائيل ستعمل ضد من يعرضها للخطر. هذا صحيح لرجال حماس في ماليزيا، وكذا للايرانيين في سوريا. يدور الحديث عن حالتين مختلفتين جوهريا بالطبع، ولكن في الشرق الاوسط لا تكون التهديدات والنوايا تمنع الحاجة الى الفعل. ينبغي للمرء أن يكون متفائلا جدا كي يصدق بان هذا ما سيوقف ايران، ولا يزال، معقول أن الرسالة من ماليزيا ستعطي صداها في طهران ايضا.
هآرتس / عندما تتحول روسيا الى اتحاد سوفييتي مع منشطات زائدة – فان اسرائيل ايضا يحتمل أن تكون هدف
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 27/4/2018
التدخل في الانتخابات الرئاسية الامريكية، حملات كاذبة في الدول الاوروبية، هجمات سايبر، تسميم الجاسوس في بريطانيا ودعم النظام السوري – كل ذلك يرسم صورة واضحة: روسيا تعود الى مركز المسرح السياسي، بواسطة استخدام زائد لوسائل الحرب الباردة. روسيا بوتين هي الاتحاد السوفييتي عالي المنشطات، وفي قواعد اللعب هذه، فان اسرائيل ايضا هي هدف محتمل.
ليس فقط أن اسرائيل وروسيا لا تريان بنفس المنظار درجة الخطورة الكامنة في الذرة الايرانية أو تعاظم قوة حزب الله، بل إن روسيا ايضا تدير حرب لاضعاف مكانة الولايات المتحدة – الدعامة الاستراتيجية الاساسية لاسرائيل.
”يوجد للروس هنا جمهور مستهدف جاهز وقدرة على التأثير. السؤال هو اذا كانت لهم مصلحة”، قال مصدر أمني، “روسيا هي اللاعب الاكثر دقة في مجال عمليات التأثير، لكن حتى الآن لم نشاهد دلائل تشير الى أنها تدير عمليات كهذه في اسرائيل”.
في هذا الوضع من الافضل للجنة الخارجية والامن الاصغاء لاقوال رئيس الاركان التي قالها في شهر تموز، والذي حذر من احتمال التدخل الاجنبي في الاجراءات الديمقراطية في اسرائيل. حتى بدون ذكر اسم روسيا بصراحة، فان العنوان كان واضحا.
عندما زار اعضاء اللجنة روسيا قبل بضعة اشهر من اجل الالتقاء مع نظرائهم في البرلمان، نصحهم خبراء حماية بأن لا يأخذوا معهم هواتفهم المحمولة. “يمكن أن تعودوا من هناك بصديق يرافقكم طوال الحياة”، قالوا لهم. بعد نحو اسبوعين ونصف على القصف الذي قتل فيه سبعة اشخاص من حرس الثورة الايراني في قاعدة “تي 4” في سوريا، يبدو أن اسرائيل ما زالت تنتظر سقوط الفردة الثانية من الحذاء. الرد الايراني رغم تهديدات الانتقام المستمرة ما زال مترددا. ربما أنه كلما مر الوقت يصبح متخذو القرارات في طهران اكثر ادراكا للتداعيات المعقدة التي يمكن أن تكون لعمل من ناحيتهم. وحتى الآن فان افتراض جهاز الامن الاسرائيلي بقي أن رد كهذا محتمل وبمعقولية عالية جدا.
كما يبدو، فان هامش احتمالات الواقع الذي يقف امام الايرانيين كبير. الانتقام يمكن أن يأتي على حدود سوريا أو من حدود لبنان بواسطة حزب الله، مباشرة من ايران عن طريق اطلاق صواريخ بعيدة المدى أو ضد هدف اسرائيلي في الخارج (في العقود الاخيرة، ايران وحزب الله شاركا معا وبصورة منفردة في عمليتين في الارجنتين وفي العملية الانتحارية في بلغاريا وفي سلسلة محاولات المس بدبلوماسيين وسياح اسرائيليين، في الهند وتايلاند واذربيجان). لبنان كما قلنا سابقا يبدو تقريبا خارج الصورة حتى 6 ايار على خلفية الانتخابات البرلمانية المخطط لها، وخوف حزب الله من الظهور مثل دمية ايرانية. اطلاق صواريخ من ايران سيعزز الادعاءات تجاه مشروع صواريخها، قبل لحظة من القرار الامريكي المحتمل بشأن انسحابها من الاتفاق النووي في 12 ايار. في حين أن ضرب هدف بعيد عن الشرق الاوسط يحتاج الى استعدادات تنفيذية طويلة اذا لم تكن محضرة مسبقا.
هذا يبقي الهجوم من الجبهة السورية هو الاحتمال الاكثر معقولية. من هنا يأتي التأهب العالي نسبيا في هضبة الجولان والذي يمكن أن يلاحظه من كان هناك مؤخرا. يبدو أن الجيش الاسرائيلي يحاول عدم ابقاء أي نقطة ضعف في جهازه الدفاعي. في المقابل، تجري “العاب حرب” مستمرة في هيئة الاركان لفحص السيناريوهات.
على الرغم من التوتر الذي يتصاعد في تصريحات مخيفة من الطرفين، فان حرب مع ايران في سوريا بعيدة عن أن تكون الآن امرا محتوما. إن تصادم التوجهات واضح: ايران تتموضع عسكريا في سوريا واسرائيل اعلنت أنها ستمنع ذلك بالقوة. في هذا الشأن، رئيس الحكومة نتنياهو يظهر تصميما غريبا، وبصورة استثنائية ايضا مدعوم بموقف ليس أقل تصميما من قيادة الجيش الاسرائيلي التي ترفض بشدة كل وجود عسكري ايراني. إن حكم قاعدة تي 4 في عمق المنطقة، حوالي 52 كم عن حدود اسرائيل، مثل حكم هضبة الجولان السورية. وحكم قاعدة مليشيا شيعية هو مثل حكم نشر صواريخ بعيدة المدى وانظمة مضادة للطائرات وطائرات مسيرة ايرانية.
يطرح سؤال اذا كان هذا سيتضح لاحقا كموقف مساومة فقط. في تشرين الثاني 2017 حاولت اسرائيل التأثير عبثا على طبيعة الاتفاق لتقليص الاحتكاك في جنوب سوريا، الذي تمت بلورته بين الولايات المتحدة وروسيا والاردن. اسرائيل طلبت ابعاد المليشيات الشيعية الى شرقي شارع درعا – دمشق، 60 كم عن الحدود في الجولان. وتم الرد عليها بتعهد ضئيل – حتى لو لم يتم تنفيذه بالكامل – للتأكد من عدم وصولهم الى بعد 5 – 20 كم عن الحدود، وفقا لخطوط التماس بين النظام والمتمردين. كما يبدو، يوجد هنا فرصة لمفاوضات مجددة حول الطلب الاصلي، بعد أن اوضحت اسرائيل تصميمها في كل ارجاء سوريا. ولكن ما زالت هناك صعوبة في ضم الامريكيين الى هذه الجهود.
الولايات المتحدة، من خلال مساعدتها للمقاتلين الاكراد، ما زالت تحتفظ بجيب طنف في شرق سوريا، الذي يشكل عقبة تصعب على ايران تعزيز سيطرتها على الطريق من طهران ومرورا بالعراق ووصولا الى دمشق وبيروت. بالنسبة لاسرائيل يمكن أن يكون هذا ورقة مساومة ممتازة مقابل المطالبة بابعاد الوجود الايراني عن هضبة الجولان، لكن الامريكيين يركزون جدا على اخراج ما بقي من قواتهم في سوريا الى درجة أنه لا يبدو أن هناك الآن من يمكن التحدث معه.
في الجيش الاسرائيلي تفاخروا في هذا الاسبوع بزيارة العمل لقائد المنطقة الوسطى الامريكي التي استمرت ليومين ونصف. الزيارة المهمة لتنسيق المواقف مع واشنطن فيما يتعلق بايران وسوريا. ولكنها لا تغير منحى الخروج الامريكي من المنطقة الذي اصبح واضحا لكل اللاعبين.
هذا يبقينا مع روسيا كدولة تقود القرارات المتعلقة بسوريا. في هذا الاسبوع جرت بصورة منفصلة لقاءات مع مبعوثين من اسرائيل ومن ايران في سوتشي. ولكن اسرائيل تجد صعوبة في الاعتماد على موسكو كوسيط نزيه في الوقت الذي فيه روسيا وايران هما جزء من نفس المعسكر المؤيد لنظام الاسد. في الوقت الحالي تتبادل اسرائيل وروسيا التهديدات غير المباشرة. روسيا تنوي تزويد نظام الاسد بانظمة مضادة للطائرات من نوع اس 300، واسرائيل تهدد بتدميرها، وحتى أنها تهدد بتعريض سلامة نظام الاسد للخطر.
تدخل اجنبي
تقريبا بملاحظة هامشية واثناء استعراض روتيني في لجنة الخارجية والامن في الكنيست ذكر رئيس الاركان غادي آيزنكوت في تموز الماضي احتمال تدخل اجنبي في الاجراءات الديمقراطية في اسرائيل.
آيزنكوت لم يذكر بصراحة اسم الدولة التي يمكن أن تتدخل، لكن الامثلة التي عددها – هجمات السايبر وحملات تحريضية في الولايات المتحدة وفرنسا واوكرانيا، معظمها خلال الحملات الانتخابية – وجهت اصبع الاتهام الى عنوان واحد وهو روسيا. بعد وقت قصير جاء في “هآرتس” أن السلطة الوطنية لدفاع السايبر تبلور خطة لاحباط تدخل اجنبي في الانتخابات.
في هذه الاثناء تسمع تقديرات بشأن احتمالية تقديم الانتخابات للكنيست، ربما خلال هذه السنة. في نفس الوقت يبدو أنه في موسكو زاد في الاشهر الاخيرة هذا الامر الذي يجري هنا. اسرائيل تشغل الروس بفضل عدة اسباب: مكانها الجغرافي، الخطر في أن تكون عقبة كأداء يتحطم عليها مخطط التسوية الجديد الذي تمليه موسكو في سوريا، والعدد الكبير من مواطنيها المهاجرين من الاتحاد السوفييتي. تحليل سلوك روسيا في الساحة الدولية في السنوات الاخيرة يظهر أنها قد طورت مقاربتها بما تسميه “حرب هجينة” تدمج بين استخدام القوة العسكرية وبين التأثير السياسي، عمليات دعائية وحرب نفسية.
التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الامريكية يحتل جزء اساسي في العملية التي يديرها النائب العام الخاص، روبرت مولر. المعلومات التي وجدت لدى مولر يتم الافراج عنها تدريجيا، في وثائق المحكمة وفي التسريبات المنتقاة لوسائل الاعلام. هذه المعلومات قابلة لتفسيرات متناقضة، هناك من يرون في انتخاب ترامب للرئاسة نتيجة مؤامرة خفية للكرملين، وهم يعرضون كدليل على ذلك ادعاءات كثيرة لتدخل روسي استثنائي – من العلاقات الخفية مع رجال حملة ترامب وحتى اختراق القراصنة لحواسيب الحزب الديمقراطي الذين تسببوا باحراج كبير للمرشحة هيلاري كلينتون في اللحظة الحاسمة في الحملة الانتخابية. ولكن ليس مستبعدا أن التأكيد الذي يضعه الديمقراطيون على دور روسيا يهدف الى أن يوفر لهم تفسير بديل للنتيجة غير المستوعبة للانتخابات، التي في نهايتها وصلت شخصية غريبة جدا الى البيت الابيض.
في هذه الاثناء، ما يجري في الولايات المتحدة، المعلومات التي كشفت تدريجيا حول الحملات الروسية للتحريض والتضليل في الدول الاوروبية، قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق وابنته في بريطانيا، الدعم غير المحدود من قبل موسكو لنظام الاسد القاتل في سوريا – كل ذلك يرسم معا صورة واضحة جدا، روسيا عادت الى مركز المسرح العالمي وهي ترى نفسها متنافسة متساوية بنفس القدر مع الولايات المتحدة، رغم التفوق الاقتصادي الضخم للاخيرة. ومن اجل تحظى مرة اخرى بالهيمنة، فان روسيا تستخدم بصورة كبيرة كل الوسائل القديمة والجيدة التي خدمتها في سنوات الحرب الباردة (هذا لا يعني أن الامريكيين ابرياء من استخدام طرق مشابهة جدا). استخدام اختراقات السايبر والى جانبها حملات دعائية ومعلومات كاذبة في الشبكات الاجتماعية تزيد من التداعيات، لقد اصبح هذا هو الاتحاد السوفييتي عالي المنشطات، سواء بسبب أن اسرار الخصوم اصبحت قابلة اكثر للوصول من الماضي أو بسبب أنه اصبح اكثر سهولة الآن نشر الرسائل لجمهور واسع.
خلال ذلك، الروس يساعدون في اضعاف الثقة لدى مواطني الدول الغربية الديمقراطية بشأن نجاعة وعدالة اسلوب الانظمة في دولهم. عندما تقوم قناة التلفاز “روسيا اليوم” بتقديم مواطنين سوريين ينفون ادعاءات المذبحة الكيميائية التي نفذها نظام الاسد، وعندما تقوم السفارة الروسية في لندن بالاستخفاف من خلال حسابها في تويتر بدعاوى تسميم الجاسوس، فان الهدف هو واحد. الدعاية لا تهدف الى اقناع المواطنين في الغرب بعدالة نهج الكرملين؛ بل تهدف الى تشويش رؤية واقعهم، بصورة يصبحون فيها لا يعودون يؤمنون بشيء. في قواعد اللعب هذه التي تجري في ساحة دولية واسعة، ايضا اسرائيل هي هدف محتمل. ليس فقط أن اسرائيل وروسيا لا تريان بنفس المنظار درجة الخطورة الكامنة في النووي الايراني وفي زيادة قوة حزب الله، فان روسيا ايضا تدير حرب لاضعاف مكانة الولايات المتحدة – الدولة العظمى التي ما زالت الدعامة الاستراتيجية الاساسية لاسرائيل.
احدى المشكلات للدفاع امام حملات التأثير هذه هي التنوع الكبير لطرق العمل، التي وسائل احباطها توجد لدى سلطات مختلفة. يمكن أن نأخذ تعهدات الدولة ببساطة وتصديق أن الامور يتم علاجها جيدا. ولكن يبدو أنه من الافضل للجنة الخارجية والامن مثلا أن تتذكر تحذير رئيس الاركان وأن تفحص الاستعداد لذلك قبل أن يتم الاعلان عن الانتخابات.
عمليات مشابهة بحجم اقل تتم ايضا في اسرائيل، شركات صينية ربما أن تكون مدعومة من حكومة بجين فازت بعطاءات بنى تحتية كبيرة لسنوات طويلة، وفي المقابل تعمل على شراء عقارات. على المدى البعيد هذه عمليات ستمثل روافع ضغط لضمان صفقات تجارية في المستقبل وشروط اكثر راحة للصين.
يديعوت / مدينة في اسرائيل
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 27/4/2018
صباح يوم الاحد هطلت الامطار كل الطريق الى النقب، وكلما تعمقنا جنوبا كان مطر أكثر. في كانون الأول كانت أجواء خماسينية، وفي نهاية نيسان مطر. سنة مجنونة، يقول المزارعون: لم نتقدم بعد بدعاوى لاضرار الجفاف، واذا بحب عزيز وبالفيضانات تضربنا.
المطر لا يتوقف في الحاجز. 5 دقائق من معبر الحدود ميتار، داخل الضفة، قامت المنطقة الصناعية ميتاريم: سوبر ماركت، قاعة رياضية قيد الانشاء، عدة مصانع صغيرة ومبنى المجلس الإقليمي جبل الخليل. يوحاي دماري، 53 سنة، رئيس المجلس، يخرجني الى جولة في مملكته الكبرى. وهي تقع من مدينة الخليل شمالا حتى الخط الأخضر، وضواحي بئر السبع في الجنوب. الف كيلو متر مربع، معظمها فارغة، 5 في المئة من مساحة الدولة. في هذه المنطقة يعيش اليوم 350 الف فلسطيني، 10 الاف مستوطن، واضافة الى ذلك الاف البدو الإسرائيليين ممن حلوا في السنوات الأخيرة في داخل أراضي الضفة.
ويعدني دماري فيقول: “سأريك مدينة لم تعرف عن وجودها”. سافرنا شرقا وشمالا، الى مستوطنة كرميل. قطعناها. امامنا، في داخل المشهد الوحشي، المقفر، لصحراء يهودا، امتلأت التلال بفيلل جميلة، مبنية من الحجارة، والى جانبها، الأرض الرملية، جيبات مدينية جديدة، تحمل أرقاما إسرائيلية، حياة كاملة في اطراف الصحراء. وقال دماري: “تعرف، هذه أم الحير – ليس ام الحيران الشهيرة، بل ام الحير – مدينة في اسرائيل”. ليست مدينة بالضبط، قلت. شتات، اخت للشتات البدوي في بقاع بئر السبع.
”بعد ان صعدت كرميل الى الأرض، فتحوا فيها بقالة”، روى لي. “في البقالة عمل بدوي من منطقة عراد. استقر خلف الجدار. بعد ذلك جلب العائلة. السلطة الفلسطينية نقلت خط كهرباء، أنبوب مياه واحد ونصف أنبوب اضخم بثلاثة اضعاف. بنوا مدارس. اليوم يوجد في ام الحير 2.000 منزل، وفي بعضها يعيش مواطنون إسرائيليون، وفي بعضها فلسطينيون. في كل شهر يبنى 15 منزلا جديدا”.
على سطح المدرسة يرفرف علم فلسطين. “كل واحد يبني أينما يشاء”، قال دماري. “لا قانون ولا قاض. السلطة الفلسطينية تبني في المنطقة ج، واحد لا يتحرك فيه ساكن”. دماري هو من سكان مستوطنة عتنئيل. عندما تشكو لاصدقائك في الحكومة، سألته، ماذا يقولون لك.
قال: “يدورون العيون. انا أقول اعطوني المسؤولية عن المنطقة، وانا اعد بانه سيكون للسكان العرب هنا حياة افضل بكثير وكذا للسكان اليهود”.
ناصر ينتظر رامي
وعد دماري بان يجعلني ان التقي عند الظهر في مكتبه مع وجهاء فلسطينيين معنيون بتطوير المنطقة معهم. وقد أوفى بوعده بل واوفى جدا. في الساعة المحددة دخل الى المكتب، ببدلة وبقميص مفتوح، محمد ناصر، 73 سنة، من قرية دورا، وابنه سفيان، 42 سنة.
عندما رأيت ناصر توقف تنفسي للحظة. لحظة، قلت، ألست محمد ناصر، رئيس روابط القرى؟ فأجاب بالانجليزية: “هو انا ولست آخر”. فقلت، لا اصدق.
روابط القرى قامت في الضفة في 1977 وأصبحت حركة سياسية برعاية ارئيل شارون ورئيس الإدارة المدنية، البروفيسور مناحم ميلسون. وكانت نية الإسرائيليين هي ان يتجاوزوا م.ت.ف والأردن على حد سواء وتطوير تمثيل فلسطيني تقليدي، اكثر راحة. وكان الزعيمان مصطفى دودين ومحمد ناصر. بعض من رؤساء الروابط قتلوا على ايدي م.ت.ف . اخرون اتهموا بالفساد. وانتهت المغامرة في 1983، عندما اغلق البسطة بنيامين بن اليعيزر، منسق الاعمال في المناطق، وشلومو الياهو، رئيس الإدارة المدنية. كل ما تبقى لناصر هو بطاقة هوية زرقاء.
قالت، شارون طوركم.
فقال: دعاني شارون ذات مرة الى مزرعته. وقال سألقي بعرفات وانت ستعين بدلا منه. اما نتنياهو فقال لي في 1996 ان انتصرت في الانتخابات فانت ستكون مبعوثي الى الفلسطينيين. انت ستحل محل يوسي غينوسار. اما بعد ان انتصر، فلم اسمع منه.
”رغم ذلك، لو كنت إسرائيليا لانتخبته. ما فعله نتنياهو من اجل إسرائيل في الساحة الدولة، ما كان لاحد ان يفعله”.
فقلت انك تعرفت على قادة اليسار أيضا.
فقال: “انا لا اصدق اليسار الإسرائيلي. بيرس كان صديقي. وكذا عاموس عوز. عندما كان بيرس وزيرا للخارجية، التقيته ومع رجاله. يوسي بيلين جلس الى جانب بيرس. بعد ذلك قال للصحافيين، محمد ناصر هو كويزلينغ (المقصود عميل). اذا لم اكن مستعدا لان اطلق النار على الإسرائيليين، فاني خائن.
”التقيت مناحم بيغن. لقد كان رجلا مستقيما جدا، ذكيا جدا. اسحق شمير كان رجلا صعبا جدا. متصلبا. شبهته بالإنسان الأول. في 1990 طلبت من رابين، وزير الدفاع السفر الى تونس للقاء عرفات. رابين قال لي، حين سيسمع شمير عن هذا فانه سيتفجر. ومع ذلك سمح لي بالسفر”.
فسألت، هل كان احتمال الوصول من خلال روابط ا لقرى الى انهاء النزاع.
فقال: “سأروي لك قصة. احد ما من حلحول دخل ذات مرة الى مقهى في كريات اربع. قال أمورا ما كان ينبغي ان تقال للنادلة. زوجها جاء الي. وقال، كلانا خلايلة. هذا ليس على ما يرام. قالت، سأجلب لك رئيس بلدية حلحول، وهو سيفرض على الشاب الاعتذار. الشاب اعرب عن الندم، واجرينا صلحة.
”المشكلة مع اليهود هي أنهم موافقون دوما بان الطرف الاخر يكرههم ويتآمر على قتلهم. لم تطوروا الناس الطيبين في المجتمع الفلسطيني. وملأتم الأشرار بالمال”.
ناصر هو مهندس كهربائي في مهنته. في السبعينيات عمل مع شركة الكهرباء الإسرائيلية. وعلى حد قوله، أوصل الكهرباء لـ 200 قرية. انه أيضا مهندس كهرباء. وهو يعمل، ضمن أمور أخرى، مع مديرية المعابر الإسرائيلية. ماذا تقترح على رئيس المجلس الإقليمي جبل الخليل، سألت.
فقال: “اقترح شيئا واحدا. إقامة مجلس مشترك. ومرة كل شهر يتعين عليه ان يلتقي مع الزعماء المحليين”.
فقال دماري “انا مع. اتفاق أوسلو فشل لانه حاول تحقيق المصالحة من فوق الى تحت. وان اؤمن بالتقدم من تحت الى فوق”.
وهو يعتزم إقامة سوق لمنتجات الخليل على مسافة 800 متر من المعبر لإسرائيل. وستباع فيها كل ما تنتجه الخليل – الجلد، الحجر، الملابس، الأحذية، الخضار والفواكه. وصادقت الإدارة المدنية على الخطة. في المرحلة التالية يريد أن يقيم مركزا طبيا يخدم السكان المسلمين والمستوطنين. وارانا الفيلل في القرى من الخليل جنوبا. “السكان هنا اغنياء. عندما يحتاج احد هنا الى عملية جراحية، يسافر الى عمان. اما انا فسأقيم اسوتا في ادورايم”.
اما محمد ناصر فكانت له نية اكثر تواضعا. فقد سأل: “لماذا لا يقيموا رامي ليفي في دورا؟”.
هآرتس / اولادنا جميعا
هآرتس – بقلم زئيف شترينهل – 27/4/2018
بنيامين نتنياهو، كما ذكرنا انشل بابر، لا يرى النزاع الاسرائيلي العربي كمشكلة بحد ذاتها، بل كجزء لا يتجزأ من حرب الحضارات بين الاسلام والعالم الغربي. اسرائيل هي في نظره رأس حربة الغرب في الصراع المتواصل منذ 1500 سنة. عندما نشر كتابه “مكان تحت الشمس” رأيت فيه بالاجمال دعاية، هدفها اختراع غطاء ايديولوجي لتخليد الاحتلال برعاية المحافظين الامريكيين الجدد في روايتهم بصيغتهم الاكثر تبسيطا. خسارة أن اناسا طيبين لا يزالون يقعون في هذا الفخ. فقد فهم نتنياهو منذ زمن بعيد بانه لم يعد للفلسطينيين قدرة على مقاومة الاحتلال بالقوة، ولهذا فان الاحتلال لن ينتهي في المدى المنظور. ولكن لما كان لا يمكن لاي واقع ان يبقى لزمن طويل دون غطاء ايديولوجي، فان القصة التاريخية الدينية لا تباع جيدا في الولايات المتحدة خارج دوائر الانجيليين، فقد القى بآماله، بروح موضة المحافظين الجدد في نهاية القرن العشرين على الدفاع عن ثقافة الغرب.
ولكن منذ اكثر من 300 سنة والثقافة الغربية تعرض وجهين: الوجه الليبرالي الذي نشأت عنه، برعاية التنور الفرنسي والبريطاني الديمقراطية وحقوق الانسان الكونية، والوجه الذي يلحق الفرد بالجماعة العرقية ويسعى الى ايجاد شرعية للسياسة في التاريخ. هذا الفرع هو الذي بدأ ينبت منذ نهاية القرن التاسع عشر الحركات اليمينية القومية المتطرفة والعنصرية على انواعها، بما فيها تلك التي تطورت الى الفاشية والنازية. وقد عرفت هذا الحركات كيف تستغل حق الاقتراع العام كي تصفي مبدأ المساواة بين البشر. بعد ذلك صفت الديمقراطية نفسها. فالقومية المتطرفة العنصرية لم يخترعها هتلر بل تطورت بالتدريج من داخل الثورة اليمينية التي بدأت تجتاح اوروبا. هذا الوجه القومي المتطرف هو “غرب” نتنياهو. وفيه يجد الشرعية للسياسة الاستعمارية بالضم والقمع، التي يديرها منذ صعد الى الحكم.
هذا هو الجانب الذي تبناه لنفسه الشاب الاسرائيلي الذي تعلم في امريكا: خياله لم يشعله هناك تراث الحركة لحقوق المواطن، بل بالذات المضمون الظلامي للثقافة السياسية الامريكية. وبينما حررت الثورة الفرنسية اليهود والعبيد السود في افريقيا، الى جانب التمسك شبه الديني بحريات الفرد وبالحكم المتوازن، الذي سن في الدستور وفي اعلان الاستقلال – بقيت العبودية مئة سنة اخرى. وعلى مدى مئة سنة اخرى اضافية سيطر القمع الاجتماعي الوحشي للسود. وقد تعلم نتنياهو الشاب هناك بان الغرب يحتوي كل شيء. الاكثر خيرا والاكثر شرا، وكل واحد يمكنه أن يختار لنفسه ما يحتاجه.
وبالفعل، هكذا يعمل اليمين الاسرائيلي: بعد أن رسخ الاستعمارية، يتصرف مع العرب كاصيلين بكل معنى الكلمة. البريطانيون في كينيا والفرنسيون في الجزائر بينوا الطريق. والقتل الاسبوعي على حدود القطاع هو فعل بربري يعرض المجتمع الذي يعمل الجيش باسمه بعريه: مسموح لنا كل شيء. مثل اليئور ازاريا، الذي قتل مخربا جريحا وبعد قليل سيخرج من السجن كبطل، كذا الشباب في البزات ممن يذبحون مدنيين غير مسلحين على حدود غزة، هم “اولادنا جميعا”؛ وبتسليئيل سموتريتش الذي يريد ان يطلق النار على ساق عهد التميمي، هو مشرعنا جميعا. لم نسمع ان وزير التعليم ووزيرة العدل قد ثارا. سموتريتش، مثل الوجه المتهكم لافيغدور ليبرمان، يعكس وجهنا، وجه الحرس المتقدم لنتنياهو. هذه هي الحقيقة القاسية التي ابرزتها احتفالات السبعين سنة على الاستقلال قوة اكبر فقط.
هآرتس / أ.ب يهوشع، ليس متأخرا أن تستيقظ من “اليقظة”
هآرتس – بقلم دمتري شومسكي – 27/4/2018
في مقالة طويلة نشرت على قسمين في ملحق “هآرتس” (13 و 20/4) يطلق الكاتب أ.ب يهوشع فكرة تقسيم البلاد التي تقع بين البحر والنهر الى دولتين، ويقترح أن نتبنى بدلا منها نموذج الدولة الواحدة. في بداية اقواله يعرف نفسه بأنه عمل بلا كلل من اجل حل الدولتين على مدى خمسين سنة، لكن الآن في الوقت الذي فيه مفهوم “دولة فلسطينية” يتحول بالنسبة له الى مفهوم دائم سواء في الاجزاء الواسعة في الخطاب السياسي الاسرائيلي أو في اوساط معظم الدول (من الهند وحتى افريقيا) يتضح له أن حلم الدولتين “لم يعد يمكنه التحقق في الواقع وهو يستخدم فقط كغطاء مضلل ومخادع للزحف البطيء ويعمق وجود الاحتلال الشرير والابرتهايد القانوني والاجتماعي”.
أولا، من الجدير تهنئة يهوشع لأنه في الفترة التي فيها وصلت العنصرية المسيحانية في دولة نتنياهو الى ابعاد فظيعة، يستجمع فيها قوته من اجل صياغة حلم المستقبل الانساني والمتساوي في اساسه الذي في مركزه شراكة ثنائية القومية بين شعبي هذه البلاد، اسرائيل – فلسطين. ولكن المشكلة هي أن تحليل واقع الماضي والحاضر الذي يقود يهوشع الى هذا الحلم المستقبلي، يستند الى تشخيصين خاطئين، بسببهما ليس فقط أن الكتلة “ثنائية القومية” لا يتوقع أن تخدم هدفه المعلن في خفض معاناة الفلسطينيين و”انقاذ انسانيتنا وانسانية الفلسطينيين الذين يوجدون في داخلنا”.
نبدأ من الماضي، كما اسلفنا، يهوشع يعلن أنه منذ حرب الايام الستة يعد من المقاتلين الذين لا يكلون من اجل تطبيق حل الدولتين. ولكن هذا الادعاء صحيح بصورة جزئية فقط. صحيح أنه خلال عشرات السنين قام يهوشع بدور هام في اوساط المثقفين في معسكر السلام الاسرائيلي، أيد علنا الاعتراف بـ م.ت.ف كممثلة للشعب الفلسطيني، وأيد التفاوض مع الفلسطينيين على اساس صيغة “الاراضي مقابل السلام”. مع ذلك يجب الاعتراف بأن النضال الفعال ضد نمو وتوسع مشروع الاستيطان في الضفة الغربية – احد العوامل الاساسية، الذي يمنع الآن حسب يهوشع نفسه تحقيق حلم الدولتين – لم يكن في مركز الفكر الوطني ليهوشع في الجيلين الاخيرين.
المؤرخون في المستقبل للمجتمع الاسرائيلي في هذه الايام والذين يريدون معرفة اسهام يهوشع في التفكير القومي الصهيوني الحديث، سيركزون بشكل طبيعي في المقام الاول على كتابه القوي “لصالح الطبيعية: خمسة مقالات في مسائل الصهيونية” (1980) – الذي يعتبر هوية ثقافية ليهوشع كمفكر وطني سياسي – اجتماعي. وهنا رغم أن دعمه المبدئي لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ظاهر في كتابه، إلا أننا لا نجد فيه تحد واضح لمشروع الاستيطان (الذي في السنة التي نشر فيها كتابه شمل حسب معطيات بتسيلم 53 مستوطنة فيها 12.500 مستوطن).
هذا التحدي كان مطلوبا بصورة واضحة. يهوشع دعا في هذا الكتاب (وعلى مدى عشرات السنين بعد ذلك) – استمرارا للصهيونية الهرتسلية – الى استكمال التطبيع السياسي – الاجتماعي للشعب اليهودي والتخلي الى الابد عن فكرة الاستثنائية الذاتية اليهودية التي تمنع اندماج اليهودية القومية الاسرائيلية كجزء لا يتجزأ من الانسانية. ولكن ليس هناك خرق اوضح لمبدأ الطبيعية الوطنية من اسكان مواطني الدولة خارج حدودها السيادية، داخل مجموعة سكانية وطنية اجنبية، من خلال جهد مصمم و”عصابي” (اذا اردنا استخدام مفهوم يهوشع فيما يتعلق بالمنفى) لتخيل الدولة الاسرائيلية السيادية كـ “دولة في الطريق”، نوع من الكيان الهجين الشاذ، بين دولة قومية شرعية وحركة قومية مسيحانية تقف فوق القانون الدولي. هذا خطأ، يهوشع اختار عدم الاستجابة للتحدي المحلي والآني الذي وقف امام رؤية الطبيعية القومية الصهيونية له، وفضل محاربة حرب عفى عليها الزمن واكثر راحة ضد “المنفى”. اضافة الى ذلك عندما طلب منه التعامل مع موضوع “المناطق” في المقال المذكور اعلاه فقد اضطر الى الاعتراف بأن رؤية ارض اسرائيل الكاملة يمكن أن تكون مقبولة لأن مؤيديها حسب رأيهم قدموا تنازلا ليس سهلا لأنهم وافقوا على التخلي عن حلم الدولة في ضفتي الاردن. هكذا عبر بصورة غير صحيحة عن موقف امتثالي تماما تجاه الرؤية الاستيطانية – لهذا فان طرحه الذاتي كمؤيد صلب لحلم الدولتين يعاني من مبالغة ليست قليلة.
ربما أن نقص المعرفة الذاتية ليهوشع لدرجة التردد والامتثالية في آرائه السابقة ازاء التحدي الاستيطاني هو الذي لا يمكنه من الاعتراف بأن مواقفه في الحاضر ايضا – وهنا التشخيص الخاطيء الاخر في مقاله – لا تعارض في الحقيقة الخطاب الوطني المهيمن الموجود اليوم. في المقال الحالي له يدعي يهوشع ان اقتراحه للدولة الواحدة يهدف الى تحدي الرؤية المقبولة اليوم في اسرائيل والمجتمع الدولي المؤيدة لاقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. ولكن الواقع هو تقريبا العكس. في ايام مملكة نتنياهو الرائعة حيث الزعيم غير المشكوك فيه لاسرائيل المحتلة والاستيطانية اعلن بوضوح انه على الاكثر يوافق على “اعطاء الفلسطينيين اقل من دولة” فان مفهوم “الدولتين” آخذ في التلاشي من القاموس السياسي الحديث، وبنفس الدرجة فان رئيس الدولة العظمى الافنغلستية الامريكية يظهر اكثر فاكثر من الدلائل على الانسحاب الواضح من فكرة الدولتين. وحتى الاتحاد الاوروبي لا يخرج بصورة صريحة ومصممة ضد مشروع الاستيطان.
مقابل كل ذلك يطرح السؤال من هي الجهة التي يخدمها اكثر من اي جهة اخرى، تخلي يهوشع عن فكرة الدولتين. يبدو أن جواب هذا السؤال مفهوم ضمنا، هناك القليل من الرمزية في أنه الى جانب الجزء الثاني من مقال يهوشع في هآرتس، استوطن على صفحات ملحق هآرتس شخص ليس سوى شمعون ريكلين (في مقابلة لهيلو غلزر) من المتحدثين المتعصبين لاسم الباسودو الصهاينة المسيحانيين المستوطنين، الذي يعبر عن النقيض الكامل للرؤية الطبيعية للصهيونية السياسية – وهي الرؤية التي طرحها هرتسل والتي اختار يهوشع أن يبقيها غير كاملة.
حقا إن الريكليين والسموتريتشيين، كل هؤلاء الذين يشوهون الصهيونية الحديثة، والذين بقايا اليسار الصهيوني يفضلون للاسف ان لا يواجهونهم ايديولوجيا – هم الاوائل للتصفيق ليقظة يهوشع وامثاله من “هذيان الدولتين”، والتلويح باقواله لتشجيع جمهور مؤيديهم الذي يتسع اكثر فاكثر ويسير في طريق الضياع نحو دولة الابرتهايد.
ولكن ما زال الوقت غير متأخر للاستيقاظ من “احلام اليقظة”. بامكان يهوشع التراجع. ويستطيع ان يستكمل المنطق الداخلي لرؤية الطبيعية القومية خاصته، من خلال وضعها بصورة واضحة على اساس النضال ضد خلق الهدم الذاتي الاستيطاني الذي يقضم الصورة الاسرائيلية الرسمية، وأن يعيد رفع علم الدولتين مجددا. عليه فعل كل ما في استطاعته ليس لأن حل الدولتين هو اكثر واقعية من حل الدولة الواحدة، بل لانه يعبر بصورة اكثر صحة سواء عن مبدأ المساواة العادلة لحق تقرير المصير للشعبين – الاسرائيلي والفلسطيني – أو مبدأ التطبيع الذاتي للحلم السياسي الصهيوني بشأن دمج القومية اليهودية الحديثة في أسرة الشعوب الحرة التي تحافظ على “قانون الشعوب” – هذان المبدآن الاساسيان اللذان نأمل أن يستمر يهوشع بالايمان بهما. هل سيكون من المبالغ فيه أن نتوقع من مفكر كبير مثله أن يكون صادقا مع نفسه وأن لا يخدم الاعداء والمخربين لحلم الطبيعية الوطنية الصهيونية، الذي كان دائما عزيزا عليه؟.
هآرتس / ومرة أخرى، كفوا النار
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 27/4/2018
ومرة أخرى سيقف اليوم متظاهرو “مسيرة العودة” من قطاع غزة وجنود الجيش الاسرائيلي الواحد مقابل الاخر. محظور ان يتحول يوم الجمعة هذا ايضا، الخامس على التوالي، الى اليوم الاخير في حياة مزيد من الشبان اليائسين وغير المسلحين ممن لا يعرضون حياة احد للخطر ولا الى اليوم الذي يصبح فيه المزيد فالمزيد من الشبان الاخرين معوقين لما تبقى من حياتهم.
الامر في يد الجيش الإسرائيلي وقادته. يوم الجمعة الخامس من سلسلة المظاهرات هذه يجب أن يؤدي أخيرا الى وقف استخدام الجيش الإسرائيلي للنار الحية والفتاكة نحو متظاهرين غير مسلحين، يجب ان ينتهي دون الإصابات.
أول أمس مات متأثرا بجراحه الضحية الــ 40 للنار باتجاه المتظاهرين. وكان هذا هو المصور الصحفي احمد أبو حسين، الذي أصيب بجراح خطيرة في بطنه قبل نحو أسبوعين بنار القناصة. كان أبو حسين واحدا من أربعة مصابين فقط، بينهم طفل ابن 11 مقطوع الساق، سمحت إسرائيل بنقلهم الى مستشفى في رام الله. وحتى نقل هؤلاء الجرحى لم يسمع له الا بعد رفع التماس الى محكمة العدل العليا. من اصل 5.511 جريح في المظاهرات قرب الجدار، 1.700 أصيبوا بالنار الحية.
ووفقا لشهادات لاطباء في غزة، كانت الإصابات هذه المرة خطيرة على نحو خاص. الاف الجرحى هم معطى مزعج، في ضوء الواقع الذي يقف فيه المتظاهرون امام الجيش الإسرائيلي وهم غير مسلحين بل وبشكل عام غير عنيفين. وحقيقة أن جهاز الامن، بأمر من الوزير افيغدور ليبرمان، لا يسمح بتقديم العلاج الطبي لمزيد من الجرحى في رام الله أو في إسرائيل، حيال انهيار الجهاز الصحي في غزة، يضيف الخطيئة الى الجريمة. فقد توفي أبو حسين أخيرا في مستشفى في إسرائيل بعد أن تدهور وضعه.
القتلى الأربعين في المظاهرات كانوا كلهم شبان، اثنان منهم طفلان. وكان يمكن منع قتلهم لو أنه فرض لجام على استخدام الجيش الإسرائيلي للنار الحي التي تطلق على المتظاهرين. والانخفاض المتواصل في عدد المصابين من أسبوع لاسبوع، وهو ميل متواصل، لا ينبع فقط من تقليص عدد المتظاهرين من أسبوع لاسبوع. فهو يشهد أيضا على اللجم النسبي في سلوك جنود الجيش الإسرائيلي. هذا لا يكفي. على الجيش الإسرائيلي أن يضع لنفسه ابتداء من اليوم هدفا واضحا: صفر مصابين فلسطينيين، طالما لا يعرضون حياة أحد للخطر.