اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 15– 4 – 2018
هآرتس :
– الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا قصفت في سوريا ردا على الهجوم الكيماوي.
– السلطات في غزة: قتيل و 230 جريح بالنار الحية من الجيش الاسرائيلي في المظاهرات على الحدود.
– اوغندا: سننظر بالايجاب في استقبال 500 طالب لجوء من اسرائيل – ولكن فقط اذا جاءوا طواعية.
– قبيل البحث اليوم، في “كلنا” يوضحون: لن يكون قانون التفافي المحكمة العليا.
– الجيش الاسرائيلي: القنبلة المسيرة الايرانية من سوريا واسقطت في اراضي اسرائيل حملت مواد متفجرة واستهدفت الهجوم.
– روسيا وايران تحذران من أن للهجوم الغربي في سوريا ستكون مضاعفات.
يديعوت احرونوت :
– هجوم – بعد ساعات من عمل القوى العظمى، تقرير اضافي امس: “انفجار غريب في قاعدة ايرانية في سوريا”.
– المعركة والعقول – من التهديدات الى الافعال: قوات التحالف الامريكي الفرنسي والبريطاني اطلقت اكثر من مئة
صاروخ نحو منشآت السلاح الكيماوي في سوريا.
– اليكس فيشمان: “ترامب اعد عصيدة” (تحليل اخباري).
– 105 صواريخ على الاسد؛ الولايات المتحدة: “برنامج السلاح الكيماوي عاد سنوات الى الوراء.
– التخوف: روسيا ستسلم سوريا بصواريخ S- 300.
– في خط النار والدخان – نحو 100 قناص عسكري ووحدات خاصة من الشرطة هي الحاجز الاول والاخير في وجه الجماهير الغزية على الحدود.
– مقتل جندي في دبابة مركباه واصابة اثنين في اشتعال قذيفة.
معاريف/الاسبوع :
– انتقام الغرب؛ تقارير عن انفجار شديد ولهيب في قاعدة ايرانية كبيرة في منطقة حلب.
– “الاعمال كالمعتاد” لدى الاسد، واحتفالات بالنصر في سوريا.
– تحذير للاسد، لروسيا ولايران – يوسي ملمان (تحليل اخباري).
– حرية العمل الاسرائيلية في سماء سوريا ستبقى.
– نتنياهو: اسرائيل تؤيد قرار ترامب – حالة رضى في القدس.
اسرائيل اليوم :
– ضربة للاسد، رسالة لايران.
– بطاقة حمراء للاسد.
– أمريكا – “السلام الكيماوي في سوريا اعيد سنوات الى الوراء”.
– العالم يرفع العتب، الكرة في الملعب الاسرائيلي الايراني (يوآف ليمور – تحليل اخباري).
– اسرائيل ترحب: “تصميم وزعامة”.
القناة 14 العبرية :
– أحزاب الائتلاف الحكومي تناقش اليوم مشروع قانون الالتفاف على قرارات العليا.
– سمح بالنشر: الجندي الذي قتل في حادثة انقلاب الدبابة بالأمس هو الياهو دروروي.
– نتنياهو: استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي بسوريا يشكل خطرا على إسرائيل.
والا العبري :
– الجيش الإسرائيلي يلغي قرارا بإعفاء الإسرائيليين اصحاب الجنسيات الإسبانية من التجنيد للجيش.
– اطلاق نار على موقع للجيش الإسرائيلي بالقرب من يعبد بجنين دون وقوع اصابات.
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 24 فلسطيني من مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
القناة 2 العبرية :
– تقارير عربية: تم الليلة تدمير موقع عسكري إيراني في جنوب حلب بسوريا.
– تحقيقات الجيش: مقتل الجندي بانقلاب الدبابة جاء نتيجة انفجار قذيفة بعد انقلاب الدبابة.
– حالة الطقس: اجواء صافية وارتفاع طفيف على درجات الحرارة بالنهار.
القناة 7 العبرية :
– الوزير بينت حول التوتر بالجنوب: مستعدون لكافة السيناريوهات.
– اعتقال ثلاثة مستوطنين إسرائيليين قاموا بإلقاء الحجارة على قوات الجيش الإسرائيلي.
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 24 “مطلوب” فلسطيني من الضفة الغربية.
***
يديعوت / هجوم – بعد ساعات من عمل القوى العظمى، تقرير اضافي امس: “انفجار غريب في قاعدة ايرانية في سوريا”
يديعوت – بقلم سمدار بيري – 15/4/2018
بعد اقل من يوم من الهجوم الجوي للقوى العظمى الثلاثة على أهداف في سوريا، سمعت أمس أصداء سلسلة انفجارات في منطقة جبل عزان في ضواحي حلب في سوريا.
وحسب شهود عيان، فقد مرت طائرات مسيرة في المكان واطلقت اربعة صواريخ نحو مخزن سلاح في قاعدة عسكرية يستخدمها حزب الله والميليشيات الايرانية في سوريا. ويدور الحديث عن واحدة من قواعد الـ تي فور، التي قصفت قبل عشرة ايام، عملية جرت تهديدات انتقام ضد اسرائيل من جانب الايرانيين والسوريين. واخليت القاعدة قبل بضعة ايام من القوات الايرانية التي كانت فيها خشية الهجوم المتوقع، ولكن ابقيت في المكان قوات عتاد عسكري.
وافادت شبكة “سكاي نيوز” بالعربية بان هناك قتلى وجرحى – بينهم ضباط ايرانيون – كنتيجة للانفجار. كما أكدت وكالة الانباء الايرانية “تسنيم” بان انفجارا ضخما وقع في قاعدة الذخيرة في منطقة حلب. وبقدر من المفاجأة، فان وسائل الاعلام المتماثلة مع حزب الله تخلت عن محاولة اشعال النار ضد اسرائيل والولايات المتحدة وافادت بان مصدر الانفجار ليس هجوما جويا بل حادثة: انفجار داخلي لمخزن الذخيرة. وردت شبكة “الميدان” صراحة تقارير مختلفة قالت ان هذا هجوم اسرائيل وادعت بان “هذه شائعات تستهدف رفع معنويات الارهابيين بعد خيبة املهم من فشل العدوان الثلاثي”.
ويجدر بالذكر أنه في يوم الاربعاء تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء نتنياهو وناشده الامتناع عن الهجمات الجوية الاسرائيلية في الاراضي السورية، ولكن نتنياهو رفض التعهد بذلك وقال: اسرائيل لن تسمح بتثبيت تواجد عسكري ايراني هناك.
ومع ذلك تجدر الاشارة الى أنه في اللقاء الاسبوع الماضي لاعضاء الكابنت السياسي الامني قدروا بان هجوما امريكيا في سوريا سيأتي وأعلنوا بانه اذا حصل هذا فان اسرائيل لن تنجر الى المواجهة. وذلك رغم أن محافل في الكابنت شددت على أن اسرائيل مصممة على منع ايران من تثبيت وجودها في سوريا، وانها ملزمة بالعمل من اجل هذا الهدف بكل الوسائل، في ظل شق الطريق بين الجهات المختلفة.
يديعوت / ترامب أعد عصيدة
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 15/4/2018
الجد ترامب أعد عصيدة بنكهة كيماوية كي يشبع الاوروبيين ويشبع نفسه أساسا. بل انه نجح في أن يغيظ جدا باقي النابشين في المطبخ السوري. فمن سيبقى مع المطبخ السوري القذر (بقتل الشعب، السلاح الكيماوي، الارهاب، الايرانيين على الجدار) بعد أن شبع الامريكيون، نهضوا وانصرفوا؟ اسرائيل.
وعليه، فمن ناحية اسرائيل لم يحصل فجر أمس أي شيء يمكنه أن يحسن وضعها الاستراتيجي. اسرائيل بقيت في ذات الخانة من المواجهة المتصاعدة مع ايران. فضلا عن ذلك، فان الرئيس الاسد لم يضعف في أعقاب الهجوم الجوي الامريكي – البريطاني – الفرنسي. بل العكس: فالهجوم عظم فقط الالتزام الروسي بنظام الاسد، وقد بات الروس يتحدثون اليوم عن بيع منظومات مضادة للطائرات متطورة لسوريا من طراز اس 300 وربما ايضا اس 400 ما من شأنه أن يصعد الحال على سلاح الجو العمل في اعماق سوريا. يمكن للاسد أن يسمح لنفسه بالتجرؤ اكثر، إذ ان السلوك الروسي في الازمة الاخيرة أوضحت له بان الروس سيحمونه في كل ورطة.
لقد كان مبرر القصف استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، والذي تسبب بموت 40 عديم للوسيلة، بمن فيهم من اطفال. وقد عصف الراي العام في الغرب. ولم يكن بوسع الولايات المتحدة، فرنسا وبريطانيا السماح لانفسهم بالتجلد. يا لها من ازدواجية. فالسوريون استخدموا السلاح الكيماوي ضد السكان ست مرات على الاقل منذ هاجمت ادارة ترامب، قبل نحو سنة، قاعدة جوية سورية انطلقت منها طائرات هاجمت المدنيين بالسلاح الكيماوي. غير أنه لم تكن لهذه الاحداث ما تكفي من العلاقات العامة مثلما للضحايا الذين التقطت صورهم في دوما. لم تكن هنا رغبة في تغيير الوضع، اسقاط الاسد او على الاقل المس المكثف بالحكم السوري الشرير. كان هذا عقابا رمزيا، حذرا، دون أخذ أي مخاطرة من شأنها أن تخلق مواجهة مع الروس.
قبل ثلاثة ايام من الهجوم هدد الروس الولايات المتحدة – بشكل استفزازي غير مسبوق، بانهم سيضربون ليس فقط الصواريخ التي ستطلق نحو سوريا، بل وايضا الطائرات والمسيرات التي تطلق هذه الصواريخ. في حينه قدر الروس بان الولايات المتحدة لا تعتزم ان تنفذ حقا أي عمل ذي مغزى. وبالفعل، لم تتجه الى المنطقة أي حاملة طائرات امريكية ما كان يمكنه ان يؤشر على النية للخروج في حملة طويلة المدى مع الكثير جدا من الاهداف. حاملة الطائرات هاري ترومان، التي انطلقت الى المنطقة من فيرجينيا في 11 نيسان، لن تصل هنا، هذا اذا وصلت، الا في منتصف الاسبوع.
لقد أعد الامريكيون خطة هجوم ليست معقدة جدا. وحسب دائرة العمليات في الجيش الروسي في سوريا فقد هوجمت منشآت في ستة مطارات، وهدفان آخران: منشأة “سيرس” في منطقة البرزة في جمراية، وقاعدة عسكرية في القسوة، وكلتاهما قرب دمشق. كل هذه الاهداف هي “اهداف رقيقة” – مخازن ومختبرات لانتاج المواد الكيماوية. وكانت النية لتجاوز منظومات الدفاع الروسية واستخدام الذخيرة الدقيقة للمدى البعيد، ولا سيما صواريخ تومهوك، والتي ليس لها قدرة على اخراج مسارات الطيران عن الاستخدام او اختراق خنادق محصنة. والقسم الاكثر إثارة للاهتمام في هذا الهجوم ليس هو الجانب العسكري بل الجانب الدبلوماسي: كانت هذه هي المرة الاولى منذ سنوات بعيدة عملت فيها هذه الدول الثلاثة معا وليس ضد داعش.
كانت اللعبة مباعة. وزيرة الدفاع الفرنسية اعترفت علنا بان الروس تلقوا بلاغا مسبقا بالهجوم. وكذا اسرائيل وتركيا وفي واقع الامر كل من يتواجد في سوريا اطلع بشكل مباشر أو غير مباشر. والمصابون والضرر – بناء على ذلك. لا غرو أن البيان الاول الذي صدر عن وزارة الدفاع الروسية، فور الهجوم كان ان روسيا لم تستخدم منظوماتها للدفاع الجوي، مثلما هددت، وذلك لان الصواريخ الجوالة الامريكية حتى لم تدخل المجال الجوي للمنظومات الروسية. لقد كان الامريكيون حذرون جدا لدرجة أن منشأة الانتاج والتخزين للمواد الكيماوية في اللاذقية لم تهاجم، وذلك لان الروس يتواجدون في المحيط. والنتيجة هي مستوى متدن للغاية لاي عملية محدودة يمكن تصورها. فالخطابية العالية لترامب تتناسب تناسبا عكسيا مع الضرر الحقيقي الذي حققه هذا الهجوم. واذا لم يكن هذا بكاف، فان وزارة الدفاع الامريكية نشرت بيانا معيبا: بان الحديث يدور عن هجوم لمرة واحدة. والمعنى هو أنه حتى اذا لم تكن الاهداف قد دمرت – وقسم لا بأس به من الصواريخ الجوالة، اعترضت – ليس للامريكيين نية للعودة لمهاجمة هذه المواقع. النتائج لا تعنيهم. هذا كان هجوما لرفع العتب.
وكأنه من أجل الايضاح باننا عالقون في ذات الخانة الاستراتيجية، نشر الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي عشية الهجزم الامريكي بيانا غريبا قيل فيه ان الطائرة المسيرة الايرانية التي اسقطت في 10 شباط كانت مسلحة. فجأة اغلقت دائرة. وعندما اسقطت الطائرة المسيرة لم يكن واضحا ما هو الانفعال ولماذا كان ينبغي لاسرائيل أن تدفع الثمن بطائرة اف 16 كي تتصدى لظاهرة سبق أن شهدنا مثلها من قبل. فما هو الضجيج حول هذه الطائرة المسيرة بالذات، التي تدهورنا الى مواجهة مباشرة مع ايران؟ يتبين الان أن الطائرة المسيرة المسلحة كانت ستتفجر على هدف معين في اسرائيل، للايضاح لها بالقطع بان الايرانيين لا يقبلون قواعد اللعب التي تمليها في سوريا. الطائرة المسيرة المسلحة الايرانية كانت ردا وتهديدا على قصف المنشآت الايرانية في سوريا، مثل ذاك المعسكر المعروف في أنه يستوعب متطوعين مؤيدين لايران او المصنع لانتاج الصواريخ الدقيقة. الطائرة المسلحة كانت الطليعة في عقيدة قتال ايرانية جديدة، ستتضمن الى جانب الصواريخ الدقيقة طائرات مسيرة عنيفة ايضا هي في واقع الامر صواريخ جوالة. ولما كانت قاعدة الطائرات المسيرة العنيفة اقيمت في مطار تي فور، فانه اصبح ظاهرا هدفا مشروعا من ناحية اسرائيل، مثل المصانع لانتاج السلاح الدقيقة ومثل تهريبات السلاح الى لبنان.
والان، يستعدون في اسرائيل لامكانية أن يحدد الايرانيون التهديد للانتقام من موت سبعة مشغلي الطائرات المسيرة الذين قتلوا يوم الاحد الماضي في تي فور. في هذا الاطار يمكن لمبعوثي الايرانيين مثلا ان يطلقوا صواريخ كورنت لمدى 5 كيلو مترات من الحدود السورية أو اللبنانية مع اسرائيل وضرب مركبات للجيش الاسرائيلي أو اطلاق طائرة مسيرة مسلحة اخرى تضرب هدفا عسكريا ما، او مقذووفة صاروخية، أو صاروخ ارض – ارض. كل حدث كهذا، كما تحذر أوساط جهاز الامن، سيرد عليه بشدة. اما الحرب الشاملة فستكون خلاصة كمية المصابين في اسرائيل.
هآرتس / ضربة خفيفة في الجناح
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 15/4/2018
من المشكوك فيه اذا كان الهجوم الغربي على سوريا يعرض بقاء نظام الاسد للخطر، أو سيؤدي الى تغيير في علاقات القوى في الدولة، وترامب لا يظهر أي دلائل على أنه معني بذلك. السؤال الاساسي الآن يتعلق برد بوتين، ولكن يبدو أنه لا يريد حرب عالمية ثالثة.
طالما أن كل شيء متوقع في عالم الرئيس الامريكي ترامب، فان الهجوم العقابي للغرب أمس قبل الفجر في سوريا كان تطورا متوقعا. الرئيس الامريكي وضع منذ فترة خط احمر فيما يتعلق بقتل المدنيين بالسلاح الكيميائي في سوريا، خلافا لسلفه اوباما في العام 2013، فقد تمسك به. منذ اللحظة التي تم فيها الكشف عن قتل مدنيين بعدد كبير في دوما في شرق دمشق قبل اسبوع كان واضحا أن ترامب يرى في نفسه ملزما بالهجوم رغم أنه يعتقد منذ فترة أنه من الافضل له اخراج القوات الامريكية القليلة من سوريا.
حسب التقارير الاولية من سوريا، فان الصواريخ والقذائف التي تم اطلاقها من قبل طائرات واجهزة اطلاق بحرية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تسببت بخسائر كبيرة للاهداف، لكن يبدو أنها لم تعرض للخطر بشكل حقيقي بقاء نظام الاسد. النظام صمد واجتاز اكثر من ذلك. بدون عملية امريكية منسقة لتجديد المساعدة لمنظمات المتمردين التي تنهار تحت ضغط روسيا وايران، لن يكون هناك خطر حقيقي يهدد النظام. ترامب لا يظهر أي علامات على أنه يهتم بذلك.
حسب المؤتمر الصحفي للشخصيات الرفيعة من البنتاغون فان الاهداف التي اصيبت مرتبطة بمواقع انتاج السلاح الكيميائي والبيولوجي وقد تم اختيارها بحيث تتسبب بالحد الادنى من الخطر على السكان وعلى القوات الاجنبية. وزير الدفاع، الجنرال جيمس ماتيوس، اعلن أن الهدف هو ضرب قدرات نظام الاسد حتى لا يستخدم مستقبلا سلاح الابادة الجماعية وردعه. اذا كان هكذا رسمت الخطوط الهيكلية للهجوم فلا يبدو أن الولايات المتحدة قد غيرت استراتيجيتها في سوريا. واكثر من ذلك، الغرب يقول للرئيس الاسد إنه من ناحيته يستطيع مواصلة قتل المدنيين طالما أن الامر لا يتم بواسطة وسائل كيميائية محظورة.
ترامب نفذ للمرة الثانية في ولايته العمل الاخلاقي الصحيح عندما رد على المذبحة الكيميائية. هل سيتحرك من ذلك شيء ما اكثر جذرية في ميزان القوى في سوريا؟ يوجد شكل كبير في هذا. صحافيون في واشنطن قالوا إنه من خلف الكواليس جرى نقاش في الادارة. ماتيس والجنرالات أوصوا بهجوم محدود خوفا من التورط مع روسيا. جون بولتن، مستشار الامن القومي الجديد وهو من الصقور الجارحة، دفع نحو هجوم أوسع، وحتى الآن يبدو أن موقف الجنرالات هو الذي فاز.
السؤال الاساسي الآن يتعلق بالرد الروسي. الكرملن أعلن أن الهجوم كان اهانة للرئيس بوتين الذي نفى كالعادة مجرد وجود المذبحة الكيميائية وأشار في الاسبوع الماضي لترامب بالامتناع عن عمليات عقابية. في الخلفية هناك ايضا التحقيق الذي يجري ضد الرئيس الامريكي والعلاقات الخفية التي اقامها رجاله مع موسكو عشية فوزه في الانتخابات. توجد لترامب بناء على ذلك اسباب اخرى لاصراره امام الروس. ومع ذلك هناك شك كبير اذا ما كنا نوجد عشية اندلاع حرب عالمية ثالثة، التي ليس للاطراف أي اهتمام بحدوثها. الوضع خطير ولكن في الحقيقة ليس غير مسيطر عليه. حسب ما هو معروف الآن فان دور اسرائيل فيها هامشي جدا.
رسالة من اسرائيل
قبل ساعات قليلة من الهجوم الامريكي تم اصدار تصريحين هامين في قناة اخرى، التوتر المتزايد بين اسرائيل وايران في سوريا. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي أعلن أن الطائرة الايرانية بدون طيار التي اسقطت في سماء اسرائيل في 10 شباط الماضي كانت تحمل مواد متفجرة. يبدو أنها كانت في طريقها لتنفجر فوق هدف عسكري. في حين أنه في بيروت قال الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إن القصف المنسوب لاسرائيل في بداية الاسبوع الماضي والذي قتل فيه سبعة مستشارين ايرانيين في القاعدة الجوية “تي 4” يخلق مواجهة مباشرة بينها وبين ايران.
تصريح الجيش الاسرائيلي يربط بصورة رمزية بين الحادثتين الاخيرتين في شهر شباط وفي شهر نيسان. ايضا في الحادثة الاولى هاجمت اسرائيل قاعدة “تي 4” ودمرت كرفان القيادة الذي اطلقت منه الطائرة بدون طيار. بكلمات اخرى، تطرح احتمالية أن الهجوم في الاسبوع الماضي (الذي لا تتحمل مسؤوليته بصورة رسمية) وجه ضد نشاطات ذات طابع مشابه. أحد القتلى فيه كان ضابط برتبة كولونيل، رئيس جهاز الطائرات بدون طيار التابع لحرس الثورة الايراني. من هنا يمكن الافتراض أن اسرائيل عملت على احباط اقامة قاعدة جوية فعالة لايران داخل القاعدة السورية الواسعة.
رسالة اسرائيل موجهة للرئيس بوتين، وبنفس القدر للرئيس الايراني حسن روحاني. انظروا ماذا يتم طبخه تحت أنوفكم على أيدي رئيس قوة القدس، الجنرال قاسم سليماني. اسرائيل تعتقد أن التواجد العسكري الايراني الذي حصل على الزخم في الاشهر الاخيرة بعد نجاح نظام الاسد في الحرب الاهلية السورية، موجه بالدرجة الاولى ضدها.
توجد هنا بالطبع عملية اوسع. حرس الثورة يستثمرون عشرات مليارات الدولارات في حروب في ارجاء الشرق الاوسط: في سوريا وفي مساعدة حزب الله في لبنان ومساعدة المتمردين الحوثيين في اليمن، وبدرجة أقل مساعدة التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة. روحاني غارق في ازمة اقتصادية المقرونة بمواجهة سياسية شديدة في الداخل، ضد مواصلة الخط الصقري الناجع الذي يقوده حرس الثورة الايراني. في مدينة اصفهان تجددت في الايام الاخيرة مظاهرات عاصفة ضد النظام، ايضا اسعار العملة الايرانية تنخفض.
السياسة الحالية لاسرائيل في سوريا يتم رسمها بتصريحات رسمية، من خلال النشر المتواصل لوسائل الاعلام الاجنبية، والهجمات التي يتحملون مسؤوليتها وعمليات القصف التي لا يتحملون مسؤوليتها. اسرائيل تقول عمليا: النشاطات الايرانية وايضا نشاطاتها السرية مكشوفة لنا، نحن نستطيع ضرب المصالح والمواقع الايرانية، حتى بعيدا عن حدودنا (قاعدة تي 4 تبعد نحو 250 كم عن حدود اسرائيل). ايران التي تنوي المس بنا مثل استخدام الطائرة بدون طيار في شباط، ومن هنا لنا الحق في استباق ذلك ومهاجمتها كدفاع ذاتي. الحرب كاسحة؛ ليس فقط في هضبة الجولان بل في العمق السوري.
اقوال نصر الله تأتي استمرارا للتهديدات التي اسمعتها في هذا الاسبوع شخصيات رفيعة في طهران ومنها رجال حرس الثورة. سليماني حول الهجوم الاخير الى حدث وطني ونظم لقتلاه جنازات جماهيرية. وبذلك هو يخلق توقع لرد ايراني عنيف، الذي تم التقاطه بطبيعة الحال ايضا في اسرائيل.
نصر الله وصف هذه الاقوال كمواجهة بين اسرائيل وايران، ولم يسارع الى تطوع رجاله كفريق انقاذ في المعركة. هذه التصريحات مرتبطة كما يبدو ايضا بالانتخابات البرلمانية في لبنان والتي ستجري في 6 أيار. هذا ليس هو الوقت المناسب لنصر الله كي يظهر كعميل لايران. في هذه الاثناء سليماني يوجد في الساحة وحده. والسؤال هو اذا كان سينجح في جر الشركاء الآخرين في المحور الذي تبلور حول نظام الاسد الى عملية انتقامية مع اسرائيل، أو أنه سيكون لديهم بالتحديد مصلحة في كبحه.
هآرتس / دولة قوية غير ديمقراطية من البحر الى النهر
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 15/4/2018
في يوم الاستقلال السبعين يعيش في اسرائيل 12 مليون نسمة. عدد منهم من مواطنيها وعدد آخر من سكانها وعدد منهم من معتقليها وكلهم رعاياها؛ مصيرهم جميعا تم تحديده من قبل مؤسسات حكمها. في يوم الاستقلال السبعين يجب الاعتراف بأن حدود الدولة الحقيقية هي من البحر الى النهر، بما في ذلك قطاع غزة. هي تسيطر على كل هذه الاراضي وعلى سكانها بوسائل مختلفة ومتنوعة، حتى لو لم يكن هناك من ناحية قانونية أي ذكر؛ اتركوا القوانين فاسرائيل تركتها منذ زمن بعيد. هي الحاكم الفعلي في اسرائيل وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة، الذي اكتفت بحكمه من الخارج لأن هذا الامر اسهل بالنسبة لها.
في يوم الاستقلال السبعين يحين الوقت للاعتراف بأن وضع احتلال مناطق 1967 ليس مؤقتا، ولم يكن في أي يوم معد ليكون هكذا ولن يكون الى الأبد هكذا. الخط الاخضر محي، الفرق بين 1948 و1967 غير موجود. فقط 19 سنة من عمرها، كلمح بصر تاريخي، عاشت الدولة بدونه، وفي باقي سنوات عمرها تحول الاحتلال الى جزء لا ينفصل عنها، عن طابعها، عن نظامها، عن جوهرها، عن جيناتها. ما كان هنا في لحظة وذهب، لن يعود.
إن تمزيق القناع المؤقت – لجزء من الاسرائيليين كان وهم جميل، ولجزء آخر كان تهديدا خطيرا – هو أمر ضروري وحتى مصيري. هناك فجوة عميقة تفصل بين احتلال مؤقت واحتلال دائم. في شبابها كانت اسرائيل حقا صغيرة في مساحتها وعدد سكانها، لكن شبابها مثل كل الشباب مضى بسرعة. في معظم سنواتها لم تشبه الفتاة الشابة التي توجد في الذاكرة. ايامها كدولة صغيرة ذات اغلبية يهودية انقضت وعقارب الساعة لا يمكن ارجاعها الى الوراء. هي لم تعد المرأة الصغيرة التي في الاحلام، لقد اصبحت المرأة الكبيرة من الكوابيس.
في يوم الاستقلال السبعين يحين الوقت للاعتراف بأن اسرائيل دولة ثنائية القومية، تحت حكمها يعيش شعبين متساويين في حجمهما، وهي تستخدم عليهما نظامين منفصلين، ديمقراطية لليهود وقمع للعرب وديكتاتورية للفلسطينيين. هي ليست ديمقراطية متساوية لكل رعاياها، لذلك هي بالطبع ليست ديمقراطية. لا توجد ديمقراطية كهذه، للشعب الاول نعم وللشعب الآخر لا. لهذا أن نسمي اسرائيل إبنة السبعين ديمقراطية في الوقت الذي اقل من نصف رعاياها يعيشون في حرية، ليس اكثر من خدعة دعائية، نجحت اكثر من المتوقع. ليس فقط الاسرائيليون ينفون الواقع، ايضا من السهل على الغرب أن يرى الجانب المضيء لاسرائيل وأن يتجاهل الجانب المظلم ويواصل تسميتها ديمقراطية. حيث أنه من منهم في ماضيه لم تكن له ساحة خلفية كولونيالية مثل هذه. من يستطيع انتقاد اسرائيل فعليا، التي قامت من الدمار. لهذا فان اسرائيل هي عزيزة الغرب، رغم الضريبة الكلامية الفارغة للفلسطينيين. لهذا فقد تمسك الغرب بذريعة الاحتلال المؤقت. انتظروا، انتظروا، بعد قليل “عملية سلام” وسيترك الاسرائيليون المناطق. لذلك من المهم جدا قطع دابر كذب المؤقت.
اذا كان الاحتلال غير مؤقت عندها من الواضح أن الامر لا يتعلق بالديمقراطية، بل بدولة ابرتهايد واضح. شعبان، نظام حقوق لكل شعب، هكذا يبدو ابرتهايد، حتى لو اختفى خلق حجج مختلفة من المؤقت وحتى الأمن، من الحق على الارض وحتى الشعب المختار، بما في ذلك وعد الهي وخلاص مسيحاني. هذه الذرائع لا تغير الصورة. ايضا في جنوب افريقيا، الذي لم يكن هناك شك بخصوص كونه دولة ابرتهايد، استخدم النظام ذرائع مشابهة لتبرير وجوده. لم يقتنع أحد بذلك هناك. وهنا يوجد من يقتنعون بذلك. أحد الفروق بين اسرائيل وجنوب افريقيا هو أن اسرائيل قوية ومحكمة ولها علاقات قوية مع العالم ونجحت في أن تطمس أكثر عنصريتها.
كبيرة وقوية وغير ديمقراطية، اسرائيل تستعبد الفلسطينيين بطرق مختلفة. النتيجة واحدة: ليس هناك فلسطيني واحد حر في الضفة الغربية ولا في قطاع غزة. مصيرهم حسم في مقر الحكومة في القدس أو مقر الجيش في تل ابيب، وهذان المقران ليس لهما حقوق. أليس ابرتهايد؟ هل هذه ديمقراطية؟.
والآن، احتفالات الفخر والاستعراض لميري ريغف، علينا أن لا نلغيها.
يديعوت / الانتقام الإيراني قادم وجيش الاحتلال في حالة تأهب
يديعوت – 15/4/2018
ذكرت صحيفة يديعوت اليوم الاحد، بأن قيادة الجيش “الإسرائيلي” لديها اعتقاد يفيد بأن الإنتقام الإيراني ضد “إسرائيل” سيقع اما في خارج إسرائيل اما بعملية كبير على الحدود الشمالية اما بإطلاق صواريخ نحو “إسرائيل” واما عبر حرب السايبر ” الهاكرز ” .
ووفقا ليديعوت الحساب بين “إسرائيل” وايران اصبح مفتوحا بعد الغارة التي نفذتها “إسرائيل” وأدت لمقتل ضباط وجنود إيرانيين ولكن من غير المعروف كيف سيؤثر الهجوم الثلاثي ضد سوريا فجر أمس السبت على الرد الايراني ضد “إسرائيل”.
بينت يديعوت :”الآن لا زالت حالة التأهب قائمة في القيادة الشمالية في الجيش ومن غير المعروف طبيعة الرد الايراني وان كان الرد سيؤدي الي وقوع قتلى “إسرائيليين” ولكن في حالة تم الرد الايراني فالأمر سيؤدي الي تصعيد” .
ووفقا ليديعوت فقيادة الجيش “الإسرائيلي” تشتم رائحة الرد الايراني في الهواء ، فالجنازات العلنية في طهران للضباط الإيرانيين الذين قتلوا في الغارة الجوية “الإسرائيلية” في سوريا تدل على ان ايران سترد على “إسرائيل”.
وتابع: “ليس من الصدفة ان سمح الجيش “الإسرائيلي” امس بنشر طائرة الاستطلاع التي تدعي “إسرائيل” بأنها ايرانية واسقطها سلاح الجو” الإسرائيلي” في فبراير الماضي تم النشر بأنها كانت تحمل مواد متفجرة وكانت في طريقها لتنفيذ عملية داخل “إسرائيل” بنشر تلك المعلومات تريد ان توصل رسالة للروس مفادها بأن المواجهة بين “إسرائيل” وايران اصبحت مواجه مباشرة هذا ما اكده ايضا الشيخ حسن نصر الله امس الجمعة عندما قال “إسرائيل” تورطت في القتال بشكل مباشر مع ايران.
هآرتس / الخجل ظهر مع الهاتف الذكي
هآرتس – بقلم عميره هاس – 15/4/2018
الخجل مهم، فقط من المؤسف أنه تأخر جدا. الخجل هو ضرورة الواقع، فقط من المحزن أن قليلين جدا يشعرون به. ما يمكن من الخجل المتأخر هو التكنولوجيا التي حولت كل شخص لديه هاتف ذكي الى مصور، وكل تطبيق الى شاشة كبيرة في ستاد مليء بالمشاهدين. هكذا تصل الى كل بيت شهادات مصورة مجرمة. في حالات نادرة هي تتسرب عبر اسوار التشويه والتغطية التي يضعها الجيش الاسرائيلي، وعبر درع “الجميع ارهابيون”، الذي يغطي الاسرائيليون به انفسهم بارادتهم.
من الخجل الذي تباطأ في المجيء يمكن استنتاج أن هناك اسرائيليين يؤمنون بأن جنود الجيش الاسرائيلي بدأوا بقتل فلسطينيين غير مسلحين فقط في الاسابيع الاخيرة. أي، يعتقدون أنه فقط الآن حيث ظهرت في الساحة الهواتف الذكية، التي تستطيع أن تكشف للعلن عورة الجنود ومرسليهم، بدأ القادة بأمر جنودهم بالقتل حتى في غياب خطر تهديد الحياة. أي، حتى وقت قصير، حتى ظهور الهاتف المصور، تم الحفاظ على طهارة السلاح بحرص ولم يكن هناك مجال للخجل. وكما أسلفنا، اليوم في كل الحالات يقتل فيها جنود ورجال شرطة ويصيبون فلسطينيين بدون وجود هواتف تصور. من يخجلون يعتقدون أن الجيش الاسرائيلي يكذب فقط عندما يوجد هناك دلائل مصورة، بأنه يكذب. في غيابها الجيش والشرطة هم الذين يقولون الحقيقة، في حين أن الفلسطينيين وحفنة اليساريين هم من يكذبون.
الخجل محزن لسبب آخر: هو يذكر بهشاشة الكلمة المكتوبة – عندما لا تكون مستندة الى رواية النظام، بل الى شهادات المتضررين منه. قبل أن تكون لدينا هواتف مصورة وكاميرات حماية في كل زاوية، أخذنا شهادات من عشرات الشهود. قمنا بالمقارنة، تحققنا، فحصنا، سألنا، احيانا ايضا كنا في المكان في الوقت الحقيقي، كتبنا ونشرنا. ولكن امام كلمتنا دائما كانت كلمة الكيان السامي والطاهر – المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي.
على طاولات التحرير وفي شوارع تل ابيب وكفار سابا تم الصاق الصورة المفضلة لعلى الجيش والحكومة: في كل يوم وفي كل عملية تهب دولة فلسطين العظمى من اجل ابادتنا وتهاجم دولة اسرائيل الصغيرة واطفالها المؤدبين أبناء الـ 18 سنة الذين وجدوا أنفسهم في اراضي تلك الدولة العظمى. ولكن الامور ليست بهذا الشكل: الجنود الاسرائيليون الذين يقتلون فلسطينيين غير مسلحين، لم يظهروا للمرة الاولى قبل ثلاثة اسابيع. وكذلك ذرائع الجيش الاسرائيلي لم تولد في حينه، أنتم الذين لم تقرأوا ولا تتذكروا أو لم تصدقوا.
ولكن قولوا، أنتم الذين تخجلون وبحق، ألا تخجلون من أن اسرائيل تسرق المياه من الفلسطينيين وتخصص لهم كميات استهلاك محدودة؟ ألا تخجلون من رفض اسرائيل ربط آلاف الفلسطينيين بشبكة المياه في الضفة الغربية والنقب.
وعندما تطرد اسرائيل سكان أم الحيران في النقب – ألا تموتون خجلا من الدولة ومن النخبة المميزة التي تتبنى القيمية اليهودية التي تنتقل الى السكن في اراضي المهجرين؟ ألا تخجلون من الدولة التي منعت أم الحيران طوال تلك السنين من الربط بشبكة الكهرباء والمياه، أو من القضاة الذين مكنوا من عملية الطرد؟ ألا تشعرون بالخجل عندما تخرج حفنة اسرائيليين من المستوطنات والبؤر الاستيطانية ويهاجمون مرة تلو الاخرى القرى الفلسطينية التي توجد في محيطهم؟ ألا تخجلون أو تشحب وجوهكم عندما ترون الجنود وهم يقفون جانبا ويساعدونهم على المهاجمة والتدمير والاقتلاع وقطع الاشجار؟ وعندما لا تبحث الشرطة عن المهاجمين رغم توثيقهم ومعروف من أين جاءوا – ألا تخجلون باسمنا جميعا؟ ألا تشعرون بالاهانة من مجرد معرفة أن هذه الطريقة لعنف المستوطنين – بتشجيع صمت السلطات – عمرها مثل عمر الاحتلال؟.
هل المعطى الاحصائي التالي: 2.5 في المئة من اراضي الدولة مخصصة لـ 20 في المئة من السكان (أي الفلسطينيين من مواطني اسرائيل)، لا يجعلكم ترغبون في أن تدفنوا تحت الارض من العار؟.
وماذا مع الزام الغزيين المعدودين المسموح لهم بالسفر الى الخارج عبر جسر اللنبي بالتوقيع على تعهد بعدم العودة لمدة سنة؟ وماذا بشأن منع الفلسطينيين من الالتقاء مع أبناء عائلة واصدقاء في غزة؟ ومنع تسويق المنتجات الغزية في الضفة الغربية والتصدير الى الخارج، سوى شاحنات معدودة لبضائع محدودة؟ وماذا بشأن حبس مليوني انسان خلف الاسلاك الشائكة وابراج المراقبة واطلاق النار العسكرية؟ كل ذلك حسب رأيكم، ألا يستحق أن يتم تضمينه في قائمة الخزي اليهودي الجماعي؟.
اسرائيل لم تشمئز ولن تشمئز من قتل المدنيين الفلسطينيين – الافراد شيء والجمهور شيء آخر. ولكن قتل الفلسطينيين ليس هدف بحد ذاته. في المقابل، 70 سنة من وجودها تثبت أن السيطرة على اراضي الفلسطينيين هو الهدف الاول لدولتنا، وهذا السعي للسيطرة جاء مدمج بنشاطات لتقليل عددهم في تلك المنطقة. طرد الفلسطينيين من بيوتهم ومن وطنهم ومن بلادهم كان وسيلة تقليص مؤكدة اثناء الحروب. عندما لم يتسنى ذلك – فان تركيز الفلسطينيين في محميات مكتظة “على جانبي الخط الاخضر” هو وسيلة اخرى ثابتة ومستمرة. من وجد صعوبة في أن يصدق ذلك حتى 1993 فقد حصل على اتفاق اوسلو كدليل قاطع: تحت مظلة عملية السلام، الهدف الاساسي لحكومات (العمل والليكود) وبيروقراطيتها كان اظهار أن المنتقدين قد صدقوا، ونحن حقا كيان كولونيالي في جوهره، هل هذا يثير لديكم الفخر؟.
يديعوت / الهجوم في سوريا – الدروس لاسرائيل
يديعوت – بقلم عاموس يادلين – 15/4/2018
جاء هجوم القوى العظمى الغربية في سوريا امس، أولا وقبل كل شيء، لتثبيت خط أحمر معياري ضد استخدام السلاح الكيماوي. ومع ذلك، فان حقيقة كونه مركز جدا وتوقيته لم يؤديا الى اضرار ذات مغزى للاسد ومساهمته في الردع محدودة. هذه العملية تجسد انه حيال المسائل الحرجة للغاية بالنسبة لاسرائيل – فانها ستضطر، صحيح حتى الان، العمل وحدها. فقد حرصت القوى العظمى على الفصل التام بين مسألة السلاح الكيماوي والمسائل الاخرى، الاهم، التي على جدول الاعمال: تثبيت التواجد الايراني في سوريا، الصواريخ أرض – أرض الدقيقة، مستقبل نظام الاسد وذبحه لجماهيره بالسلاح التقليدي، بالتجويع وبالتعذيب.
ما نجحت العملية في تحقيقه بالفعل، على الاقل من الزاوية الامريكية، يتعلق بـ “لعبة القوى العظمى”: روسيا فشلت في ردع الغرب عن الهجوم في سوريا. والرسالة في أنه عندما تريد الولايات المتحدة، فانها تعمل – نجحت. من جهة اخرى، شددت الولايات المتحدة في الماضي على أن مصلحتها الاستراتيجية تتركز في داعش وفي استخدام السلاح الكيماوي فقط، وهي غير معنية بالبقاء في سوريا في المستقبل. هكذا بحيث أن روسيا بقيت رب البيت الحصري في سوريا.
وأخيرا، امسك بنظام الاسد مرة اخرى بالكذب. فالهجوم يكشف ثقوبا في عملية نزع السلاح الكيماوي الذي قادته سوريا في 2013. ومع أن النظام فقد في حينه معظم قدراته الكيماوية، ولكن واضح أنه تبقت لديه قدرات لم يصرح عنها وان انتاج قدرات اخرى استمر، رغم قرار مجلس الامن ونظام الرقابة لـ “OPCW”.
في الوضع الناشيء عشية هجوم التحالف واحداث الايام الاخيرة، تقف اسرائيل أمام أربعة تحديات ثقيلة الوزن:
اولا، التصدي لرد ايراني على ضرب رجالها وذخائرها في قاعدة تي فور الاسبوع الماضي، في ما وصفه نصرالله أول أمس كفتح مواجهة مباشرة بين اسرائيل وايران. واعلان ايران عن مسؤولية اسرائيل عن قتلاها، قيدتها بجباية ثمن من اسرائيل، الامر المتوقع في الفترة القريبة القادمة من سوريا أو من ساحة اخرى.
ثانيا، ايران تواصل تثبيت وجودها في سوريا كتهديد متواصل على أمن اسرائيل. وهنا، يجري صراع بين تصميم ايران على مواصلة هذا الجهد وبين تصميم اسرائيل على صده، بين استعداد الطرفين على دفع الاثمان على ذلك والمخاطرة بالتصعيد وبين قدراتهما العملياتية على العمل في الساحة. فالهجوم الذي نسب لاسرائيل في تي فور يعكس قدرة واستعداد اسرائيلي متعاظم لجباية ثمن مباشر وعال من ايران مما كان في الماضي، وذلك بعد أن رفعت ايران في 10 شباط المستوى، حين اطلقت بنفسها من سوريا الى اسرائيل طائرة محملة بمواد متفجرة، وليس على ايدي مبعوث ما كعادتها.
ثالثا، حرية عمل اسرائيل في سوريا يلقى التحدي في ضوء مخاطر التصعيد مع ايران ونظام الاسد، تحذيرات روسيا من ضعضعة اخرى للاستقرار وامكانية التحسينات في منظومة الدفاع الجوي السوري، اذا اختار الروس تزويد السوريين بمنظمات متطورة من صواريخ ارض – جو.
رابعا، امكانية التغيير بل والانعطافة في مكانة المشروع النووي الايراني، في اطار الازمة التي تتصدرها ادارة ترامب حول صفقة النووي بين ايران والقوى العظمى، والمتوقعة في الشهر القادم. مثل هذه الازمة كفيلة بان تضع اسرائيل امام تحد هام للغاية، اذا اختارت ايران استئناف اعمال التخصيب لليورانيوم.
وبالتالي فان اسرائيل مطالبة بجاهزية استخبارية وعملياتية استعدادا لاحباط الرد الايراني، وجاهزية استراتيجية وسياسية تكون مطالبة بها في اعقابه، بين تصعيد الصراع في الشمال وبين التحكم به وتحديده. وبالتوازي على اسرائيل أن تحاول الوصول الى تفاهماته مع موسكو بالنسبة لاهمية صد تعاظم القوة والتواجد العسكري الايراني لسوريا كشرط للحفاظ على الاستقرار في الساحة. وفوق كل شيء، هام التنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بالنسبة للخطوات اللاحقة في موضوع النووي الايراني واحداث الساحة الشمالية.
على اسرائيل أن تسعى الان الى اتفاق واضح مع الامريكيين على ما نفعله نحن وحدنا واين نحتاج لدعم هام من الولايات المتحدة. يمكن لاسرائيل أن تتصدى وحدها لنظام الاسد والايرانيين في سوريا ولبنان، اما الدعم الامريكي فمطلوب في شكل اسناد سياسي وشعرية لخطواتها، بما في ذلك استخدام الفيتو في مجلس الامن. فما بالك اذا ما وقع تصعيد مع ايران (اكثر مما في سوريا) واذا ما انتقل الروس الى موقف معاد مسنود بخطوات عملية.
كل هذا، كما أسلفنا مع عين مفتوحة قبيل 12 ايار. اذا كان ترامب سيهجر الاتفاق وايران تعود الى التخصيب، او حتى تترك الـ NPT (الميثاق ضد نشر السلاح النووي) – فسيكون مطلوب عمل مشترك لوقفها عن التقدم الى النووي. وهنا ستحتاج اسرائيل الى دعم صديقها الاكبر والاهم.
هآرتس / اسرائيل قد تدفع الثمن
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 15/4/2018
المعضلة التي وقفت امام متخذي القرارات في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لم تكن هل نهاجم – لقد اعلن ترامب علنا أن الهجوم سيحصل – بل كيف يتم تنفيذ هجوم محسوب في ظروف عدم يقين سياسي. الخوف المركزي هو من رد روسي مضاد يؤدي الى التصعيد وربما حتى الى مواجهة عالمية في الساحة السورية.
السرعة التي اعلن فيها وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس بأن الامر يتعلق بهجوم لمرة واحدة وأن الاهداف المركزة والقليلة التي هوجمت تشير الى أن “العدوان الثلاثي”، كما سمته ايران في اشارة الى “العدوان الثلاثي” في حرب سيناء في العام 1956، هدف بالاساس الى نقل رسالة شديدة، لا اكثر من ذلك. هذه رسالة تصل كجزء من التزام دول الغرب بمنع انتشار واستخدام السلاح غير التقليدي رغم أنه في سوريا، بالتحديد السلاح التقليدي، هو الذي تسبب بآلاف القتلى. إلا أن وضع “الخط الاحمر” ضد السلاح الكيميائي يحتاج الى تفسير لماذا بالتحديد الاستخدام الحالي له يتسبب بالرد وليس عشرات حالات استخدامه في السابق، باستثناء الهجوم قبل سنة في خان شيحون.
هجوم كهذا لا يدل ايضا على تغيير الاستراتيجية الامريكية بخصوص تدخلها في الحرب السورية. السياسة التي وضعها ترامب ما زالت تقول إن القوات الامريكية ستخرج من الاراضي السورية وأن الادارة الامريكية لا تنوي أن تكون شريكة في العملية السياسية التي تشكلها روسيا من اجل التوصل الى حل للازمة.
من الصعب أيضا أن نرى بالهجوم عرض لتحالف غربي مصمم على العمل ضد مناطق يتركز فيها السلاح الكيميائي أو الوصول الى تغيير في مكانة النظام السوري. إن غياب المانيا وايطاليا ودول اخرى كانت جزء من التحالف ضد داعش عن الهجوم يظهر الخلافات في الرأي ليس فقط بالنسبة للرد، بل ايضا ربما بالاساس الانقسام الموجود بين ترامب وحلفاء الولايات المتحدة. هذا الشرخ من شأنه أن يؤثر ايضا على الانظمة العسكرية أو السياسية التي ستأتي لاحقا.
من ناحية اسرائيل، الهجوم لا يغلق الحساب “الخاص” بينها وبين سوريا وايران. هذان حسابان منفصلان، لكنهما حسابان يؤثر أحدهما على الآخر. يمكن التقدير أن جزء من الرد الروسي المتوقع سيكون فرض قيود على استخدام اسرائيل الحر نسبيا للفضاء الجوي السوري بغرض القيام بهجمات ضد اهداف ايرانية. روسيا غير متسرعة بالضرورة للرد عسكريا ضد الهجوم، لكنها تستطيع معاقبة حليفة “المعتدية” الاولى، الولايات المتحدة.
اذا اتبعت هذا الاسلوب فهي تنقل رسالة مزدوجة، الاولى لواشنطن لأنها تمنح الرعاية لاسرائيل، والثانية لاسرائيل لأنها تمس بسيادة سوريا، أي النظام الذي تحتكره روسيا. ايران، رغم تبادل الاتهامات التي اسمعها زعماؤها والتي خرجت من فم حسن نصر الله، ردت حتى الآن بصورة غامضة.
لقد اطلقت على الدول الثلاثة المهاجمة اسم “مجرمة” وألقت المسؤولية عن نتائج العدوان على الولايات المتحدة وحلفائها الذين “انتهكوا سيادة سوريا خلافا للقانون الدولي”. ولكن طهران، خلافا لترامب الذي تعهد بـ “صواريخ جميلة وجديدة وذكية”، لم تشرح ماذا ستكون هذه التداعيات وكيف سترد. من بين الدول الثلاثة، سوريا، روسيا وايران، توجد ايران في وضع حساس اكثر، حيث أنه في الشهر القادم يتوقع أن يقرر الرئيس ترامب بشأن مستقبل الاتفاق النووي، وايران لن تعرض استقرار الاتفاق للخطر بردها على الولايات المتحدة، وبالاحرى، ضد بريطانيا وفرنسا.
التدهور السريع في سعر الريال الايراني والانتقاد الداخلي للوضع الاقتصادي والنضال ضد فرض عقوبات جديدة، تقتضي من ايران التصرف بحذر اكبر ايضا تجاه اسرائيل، لأنها تعتبر ذات تأثير هام على قرارات ترامب والكونغرس. لا يوجد لسوريا بطبيعة الحال قدرة حقيقية على الرد على العدوان الثلاثي، وكما يبدو ايضا ضد اسرائيل هي لا تنوي فتح جبهة، وبهذا فان اساس عبء الرد ملقى الآن على روسيا.
الرد الروسي سيكون مرتبط بحساب بارد للربح والخسارة، ولكن ايضا باعتبارات المكانة. هي تستطيع أن تعتبر الهجوم كخطأ فادح للولايات المتحدة وحلفائها، لكن طالما أنه لا يوجد اهداف روسية أو اراضي روسية هوجمت، فهي تستطيع أن تعتبر الهجوم بأنه هجوم يضر بحليفة استراتيجية، الامر الذي يقتضي منها الرد.
يمكن التقدير بأن روسيا ستتبنى الخيار الاول، حيث أن الهجوم يحررها من المسؤولية عن استخدام الاسد للسلاح الكيميائي، ومن دور الحارس الشخصي لتصرف سوري “سليم”. كما نذكر، روسيا وعدت بالاهتمام بتفكيك السلاح الكيميائي لنظام الاسد وفي المقابل هدم مهاجمة سوريا اثناء الازمة التي وقعت خلال ولاية اوباما.
روسيا بصورة تقليدية تتبع سياسة حظر دبلوماسي بواسطة فرض الفيتو ضد نوايا العقاب من قبل الغرب لسوريا. وقد عملت على الارض فقط ضد المتمردين وليس ضد الدول التي مولتها أو تعاونت معها. منذ العام 2015 عندما بدأت روسيا تدخلها العسكري في سوريا، عملت دون تباطؤ وبنجاح على وقف تدخل دول اخرى في الساحة. رد شديد على الهجوم في سوريا من شأنه أن يقوض هذه الجهود، ويمنح دول الغرب الذريعة لتدخل جديد.
معاريف / تحذير للاسد، للروس ولايران
معاريف – بقلم يوسي ملمان – 15/4/2018
وعد وأوفى: بعد خمسة ايام من الاستعدادات، ببطء وبجذرية كما هو مناسب لقوة عظمى، هاجمت الولايات المتحدة بصلية من 105 صواريخ جوالة ثمانية اهداف لنظام بشار الاسد.
بخلاف الانطباع، هذه لم تكن اهداف عقارية. فالحديث يدور عن مبان ومجالات ترتبط بسلسلة التطوير، الانتاج، التخزين والتحريك لبرنامج السلاح الكيماوي. في البنتاغون قالوا ان برنامج السلاح الكيماوي تضرر بشدة واعيد سنوات الى الوراء، وان كانت بقيت “بقايا” قدرة للاسد. وهكذا اثبت الرئيس ترامب بانه رغم تذبذباته وتغريداته، يعرف كيف يكون مصمما ويسند الاقوال بالافعال. فالهجوم في ليل السبت، الثاني في عدده في سوريا في السنة الاخيرة يرتفع كشارة واضحة أمام التردد والانبطاح لسلفه اوباما في هذا الموضوع.
لقد اصيبت الاهداف ولكن هذه ليست القصة. ما يثير الاهتمام هو الرسالة التي في مجرد الهجوم. هذه رسالة استراتيجية يفترض أن تشغل بال الاسد وراعييه – روسيا وايران. فالرسالة لم تطلقها فقط الولايات المتحدة بل وبريطانيا وفرنسا ايضا، اللتان شاركتا في الهجوم. هذه الدول الثلاثة هي اعضاء في مجموعة الستة (الى جانب المانيا، روسيا والصين) التي وقعت على الاتفاق النووي مع ايران قبل نحو ثلاث سنوات. وبعد نحو شهر سيبشر ترامب اذا كانت الولايات المتحدة ستهجر الاتفاق أو تطلب بعض التحسينات فيه. وحقيقة أن فرنسا وبريطانيا ارتبطتا به في الهجوم في سوريا، قد تشير الى انهما قد تكونا تنسقان معه في موضوع الاتفاق النووي وبالتالي فان لايران اسبابا وجيهة للقلق.
تقضم طهران اظفارها في انتظار ممزق للاعصاب لقرار ترامب، ويترافق هذا وصراع قوى داخلي بين الحرس الثوري وقائد قوة القدس، الجنرال قاسم سليماني، الذي يتصدر مشروع تثبيت التواجد الايراني في سوريا، وبين الرئيس حسن روحاني، الذي يحاول تقليص التدخل وتوجيه الاموال من المعركة العسكرية الى تحسين الوضع الاقتصادي. في مثل هذا الواقع لن تسارع ايران الى الاصطدام مع اسرائيل، واذا ما فعلت هذا رغم ذلك، فانها ستوفر للغرب دليلا آخر على أن وجهتها نحو المواجهات والتوسع.
لقد وعد الناطقون بلسان ايران بالرد وبالثأر على موت سبعة من مستشاريها، بمن فيهم ضابط برتبة عقيد، في الهجوم المنسوب لسلاح الجو الاسرائيلي على مطار تي فور، الذي هو واحد من مراكز تثبيت وجودها في سوريا. ينبغي التعاطي مع التهديدات بجدية ولكن دون الفزع منها. في هذه المرحلة، في المدى القصير، ليست وجهة ايران نحو مواجهة علنية مع اسرائيل.
في هذا السياق، وفي هذا التوقيت ينبغي أن نرى ايضا قرار الناطق العسكري الاسرائيلي النشر في ليل السبت، قبل ساعات من الهجوم الغربي في سوريا، السر الذي كان يعرفه الكثيرون في أن الطائرة المسيرة الايرانية التي اسقطها سلاح الجو قبل نحو شهرين عند تسللها الى اسرائيل كانت مسلحة بمواد متفجرة واستهدفت اغلب الظن مهاجمة منشأة عسكرية في الدولة. يمكن الافتراض بان هدف الطائرة المسيرة لم يكن ايقاع خسائر في الارواح بل فقط ضرر مادي، وذلك للاشارة الى أنها لن تقعد مكتوفة الايدي امام هجمات سلاح الجو ضد قواعد ايرانية في سوريا.
ان الهجوم الامريكي – البريطاني – الفرنسي هو ايضا اكثر من تلميح شديد الوضوح للاسد وبوتين. فكلاهما يسعيان الى تحقيق الاستقرار في سوريا ومواصلة تثبيت النظام. الاسد لاسباب مفهومة، لغرض توسيع مدى سيطرته، وبوتين كي يتمكن من اعادة قواته (فقد وعد بان يحصل هذا حتى شهر اذار 2017 ولكنه يجد صعوبة في الايفاء بوعده) والشروع في جني الارباح الاقتصادية في شكل امتيازات نفط ودخول شركات روسية لاعمار سوريا. التلميح الغربي بالتالي واضح: الاسد، مع اسناد بوتين، لا يمكنه أن يواصل الاستخفاف بمعايير الاسرة الدولية.
ان استقرار الاسد هو ايضا الورقة الاقوى لاسرائيل في صراعها ضد ايران. ايران تسعى الى الهيمنة الاقليمية، الى اقامة رواق شيعي بري عبر العراق وسوريا الى لبنان والى البحر المتوسط واقامة قواعد بحرية، جوية وبرية. وهدفها الخفي هو ليس فقط الحصول على عقود سمينة في اعمار سوريا بل وايضا تثبيت وجود عسكري فيها كي تتمكن من تهديد اسرائيل وخلق خطوط احتكاك معها وجبهة مباشرة في حدود هضبة الجولان.
تظهر القيادة العسكرية والسياسية لاسرائيل حتى الان التصميم في أنها لن تسمح بذلك. وكانت يد اسرائيل حتى الان هي العليا في تبادل الضربات مع ايران. دليل على ذلك يمكن أن نجده في خطاب الامين العام نصرالله ليل السبت. فالى جانب الخطابية والحماسة الاعتيادية، نقل الرسالة الخفي: هذا ليس أنا. أنا لا ارتبط بالمواجهة الناشئة بين اسرائيل وايران.
من ناحية اسرائيل، السؤال الاهم هو الى اين هي وجهة ترامب. هل في اعقاب الهجوم سيعيد ترامب حساب مساره في كل ما يتعلق بتدخله في سوريا أم سيواصل التمسك بقراره مغادرة سوريا حتى تشرين الاول واخراج 2000 جندي امريكي ينتشرون في الدولة من هناك. اذا فعل هذا، فالهجوم سيبقى مثابة حكاية، ملاحظة هامشية صغيرة، في الحرب الاهلية السورية. وهكذا فانه سيترك سوريا تماما لمصيرها امام النفوذ الروسي الايراني وسيضع اسرائيل وحدها امام ايران، التي تواصل تعميق تواجدها في الدولة.
اسرائيل اليوم / العالم يرفع العتب – والكرة في الملعب الاسرائيلي – الايراني
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 15/4/2018
باستثناء اسرائيل، يمكن لكل الاطراف المشاركة في احداث الايام الاخيرة في سوريا الابتسام برضى. كل واحد منهم اصر، ظاهرا، على مواقفه، دون أن يدفع عليها ثمنا عسكريا أو دبلوماسيا باهظا.
الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا هاجمت عناصر تتعلق بالمنظومة الكيماوية السورية، وهكذا بقيت مخلصة لتعهداتها بعدم المرور مرور الكرام على استخدام السلام المحظور؛ روسيا منعت هجوما اشد، أما سوريا فتعرضت لضربة طفيفة لم تهدد مصلحتها الرئيسة – حكم الاسد.
ان الانسجام بين انجازات الاطراف كبير لدرجة أن اصحاب نظرية المؤامرة قد يدعون بان الهجوم واهدافه كانت منسقة مسبقا. هذا بالتأكيد ليس صحيحا ولكن لم تكن ايضا أي مفاجأة في ما بدا كعملية لغرض رفع العتب: كان واضحا للجميع ما هي النافذة الزمنية للهجوم، وسوريا استعدت لها مسبقا، وروسيا تلقت اخطارا مسبقا، وفي الختام سارع وزير الدفاع الامريكي ماتيس الى الاعلان في أن هذا كان هجوما لمرة واحدة، فنزع بذلك الحبل عن رقبة الاسد، الذي سارع الى التقاط الصور له في “يوم عمل آخر في مكتبه”.
النتيجة هي ان الثلاثي الغربي فقد الفرصة لتصميم قواعد لعب جديدة في سوريا، ومشكوك أن يكون حتى ردعها من استخدام مستقبلي للسلاح الكيماوي؛ روسيا تلقت تأكيدا متجددا على تفوقها في المنطقة، ومن شأنها أن ترد بالذات عن طريق تصعيب كل نشاط اجنبي في سوريا – مع التشديد على اسرائيل – كي لا يمنعها من التمتع بثمار اعادة بنائها الاقتصادي؛ والاسد فهم بان العالم لن يقف في طريقه للسيطرة من جديد على بلاده التي لا تزال تنزف من سبع سنوات من الحرب الاهلية.
في هذا الوضع فان الوحيدة التي خرجت غير راضية هي اسرائيل، التي بقيت وحدها امام قوى الشر في الساحة الشمالية. ليس صدفة أن نشر بالذات في يوم الجمعة أن الطائرة المسيرة التي اطلقتها ايران الى اسرائيل في 10 شباط كانت مسلحة، وفي طريقها الى عملية؛ كان الهدف الاظهار بان الايرانيين يدهورون المنطقة الى التصعيد، بخلاف مع مصلحة كل الاطراف – بما في ذلك روسيا والاسد.
مشكوك ان تكون هذه الرسالة التقطت تحت ضجيج الهجوم الثلاثي. حتى ايران رفضت التأثر. وفي اسرائيل يعتقدون انها تستعد للرد على الضربة الاسبوع الماضي لقاعدة الطائرات التي تقيمها في شمال سوريا. والنشر بانه في الهجوم المنسوب لاسرائيل قتل سبعة ايرانيين، يستهدف تهيئة الراي العام في ايران للرد واعداد العالم لذلك في أن العملية المتوقعة ستكون ردا على العدوان الاسرائيلي.
هذا عكس للواقع بالطبع، ولكن اسرائيل تجد في هذه الاثناء صعوبة في الاقناع بان قوة القدس، بقيادة قاسم سليماني، تهدد باستقرار المنطقة ومصالح كل الاطراف. الوحيد الذي فهم هذا كان بالذات حسن نصرالله: بخلاف التفسير السائد، اقواله أول أمس لم تكن تهديدا على اسرائيل بل بالذات هربا من المواجهة معها؛ فقد اوضح بان هذا موضوع اسرائيلي – ايراني، ليس هو أو منظمته جزءا منه.
مثل هذا الواقع مريح نسبيا لاسرائيل، لانه يركز الصراع في الساحة السورية، حيث تتمتع اسرائيل بسيطرة جوية واستخبارية. وعلى فرض أن روسيا لن تقيد نشاطها، تضع اسرائيل تهديدا واضحا على ايران – ليس فقط في الرد، بل بالابادة التامة لنشاطها العسكرية في سوريا.
هذا هو وضع الامور الذي قد تتدحرج اليه الاطراف اذا كان الرد الايراني متوقع قاسيا ويتضمن اصابات، وبالتأكيد اذا تشوشت هذا الاسبوع احتفالات السبعين للدولة. للقيادة السياسية الامنية القليل جدا من الصبر تجاه النشاط الايراني في سوريا، وهي كفيلة بان تستغل الفرصة كي تقود خطوة ترسم واقعا آخر – بالضبط ما فشل الهجوم الغربي فجر أمس في عمله.
هآرتس / في الحرب على تأييد العالم العربي – الهجوم الامريكي هو انجاز للاسد
هآرتس – بقلم جاكي خوري – 15/4/2018
الرئيس السوري بشار الاسد يستطيع أن يسجل لنفسه اليوم انتصار آخر في النضال على الرأي العام وتأييد العالم العربي كله. من هذه الناحية فان مهاجمة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للمنشآت الامنية في سوريا هي فشل للتحالف المرتجل الذي قاده الرئيس ترامب الى جانب رئيس فرنسا ميكرون ورئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، هو بالتأكيد اكثر من نجاح لبشار الاسد نفسه.
الدول العظمى الغربية لم تتعلم بأن أي هجوم غربي على عاصمة عربية لن يخرج السكان للاحتفال في الشوارع ولن يحظى بتأييد يؤدي الى تغيير الرأي العام، دون علاقة بدرجة الطغيان للزعيم الذي يقف على رأسهم. وهكذا فان المعارضين الاكثر حدة للنظام السوري يجدون صعوبة في أن يهتفوا للهجوم. من المهم القيام بفصل جوهري بين موقف زعماء عدد من الدول ومنها دول الخليج وبين الوعي العام لسكان العالم العربي والعالم الاسلامي.
جهاز الاعلام السوري لم يكن بحاجة الى جهد خاص بشأن مهاجمة ثلاث دول عظمى لدمشق وضواحيها. الهجوم حظي على الفور باسم العدوان الثلاثي – وهو اسم منقوش جيدا في الوعي القومي العربي منذ 1956 عندما اتخذ جمال عبد الناصر، الرئيس المصري في حينه، القرار التاريخي بتأميم قناة السويس، الامر الذي أدى الى هجوم ثلاثي من بريطانيا وفرنسا واسرائيل ضد مصر. الموقف الصلب للشعب المصري في حينه الى جانب دعم الاتحاد السوفييتي أدى الى انتصار سياسي وانتصار كبير لدى الرأي العام لناصر والذي حظي بتأييد العالم العربي كله وتأييد دول كثيرة في امريكا اللاتينية وشرق آسيا. الرواية في حينه كانت واضحة، انتصار الخط القومي العربي امام دول الامبريالية والكولونيالية والهام الشعوب التي ناضلت من اجل الحرية والاستقلال السياسي والاقتصادي.
هذه المرة الامر يتعلق بسيناريو آخر مختلف تماما. الاسد بعيد جدا عن ناصر، ويختلف عنه من ناحية شخصية، وأجندة ورؤية استراتيجية. هذه المرة يدور الحديث عن طاغية حصل على نظامه بالوراثة من والده، ومسؤول عن جرائم لا تغتفر ضد شعبه. ومن يسعى الى وجود حقوق انسان وقيم ديمقراطية لا يمكنه أن يؤيد افعاله، ولكن في حين أن الدوافع التي تقف خلف افعاله واضحة، الامر يتعلق بزعيم يفعل كل ما في استطاعته للحفاظ على كرسيه، فان الدوافع التي تقف خلف افعال ترامب وميكرون وماي أقل وضوحا. في الوقت الذي يتفاخر فيه هؤلاء بالمسؤولية عن حقوق الانسان والقيم العالمية، فان الذبح المتواصل في اليمن برئاسة السعودية بقي دون رد من جانب العالم الغربي. ترامب يواصل منح دعمه غير المحدود للسلوك الاسرائيلي أمام الشعب الفلسطيني، وشريكاه يكتفيان بتصريحات ادانة لفظية. إن ما يحدث على طول حدود قطاع غزة في الاسابيع الاخيرة لم يتسبب حتى بدعوة لضبط النفس من قبل الطرفين، ومبعوث ترامب، جيسون غرينبلاط، اختار بالتحديد أن يقدم نصائح اخلاقية للفلسطينيين. اذا كان الهدف هو الحفاظ على حقوق الانسان فيجدر ايضا التطرق الى طبيعة النظام المتواصلة في السعودية وباقي دول الخليج، التي ليست أقل شمولية من النظام السوري.
إن دم الشعب السوري لا يختلف عن دم الشعب اليمني والفلسطيني. إن سلوك زعماء العالم الغربي في حفل الاقنعة كشف مرة اخرى اللعبة المزدوجة التي يلعبونها، وفقا لخارطة المصالح التي تخدمهم. على اولئك الذين يسعون الى الوصول الى عالم عقلاني وعادل اكثر، التطرق اولا الى المسألة الاقدم في الشرق الاوسط، منح دولة مستقلة للفلسطينيين. إن التجاهل والاهمال المشترك كشف في نهاية هذا الاسبوع مرة اخرى النفاق الذي تتصرف به الدول الرائدة في الغرب، ونقطة الضعف هذه بالضبط تخدم الرئيس السوري في الحرب على تأييد العالم العربي. الاسد انتقد في الماضي انه لو اتفق مع سياسة الولايات المتحدة وسعى الى تسوية مع اسرائيل من خلال ترك ايران وحزب الله لم يكن ليهم أحد من الدول العظمى الغربية شيء بشأن مسائل حقوق الانسان، وربما حتى أن إبنه كان سيصل الى الرئاسة.
في سوريا وفي اغلب دول العالم العربي ومنها ايضا المعارضة للاسد يفهمون أن الهجوم الاخير لن يؤدي الى تغيير جوهري في توازن القوى. من المشكوك فيه اذا كانت ستمهد الارض لاتفاق سياسي جديد، يضمن تحقيق الطموحات الحقيقية للشعب السوري. في نهاية الامر يدور الحديث عن استعراض قوة آخر لا اكثر. اذا كان الغرب يسعى حقا لمصلحة الشعب السوري لكان زعماء الدول يمنحون دعمهم للمعارضة الوطنية والديمقراطية في سوريا التي تحلم بدولة حديثة وديمقراطية تمنح الحرية لكل المواطنين، ولا تؤيد دول اغدقت المال والسلاح على تنظيمات قاتلة، جعلت الشعب السوري يختار بصورة غير ممكنة بين نظام البعث ونظام داعش أو جبهة النصرة.
ولكن ترامب واصدقاءه لا يهتمون بمصالح الشعب السوري، بل بمصالح دولهم وحلفاءهم الاثرياء في الخليج. الموقف الذي اختاروه في هذه اللحظة لن يؤدي في أي يوم الى اقامة دولة حرة وديمقراطية في الشرق الاوسط مثل التي تتحدى الانظمة القائمة وربما ايضا اسرائيل.
هآرتس / هجوم وكوابح
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 15/4/2018
لقد كان الهجوم المشترك على سوريا متوقعا. وهو يشهد على تصميم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، على صد الاستخدام للسلاح الكيماوي، وكنتيجة لذلك، انتاج السلاح غير التقليدي أيضا. وهو ينقل رسالة قيمية لا لبس فيها وان كانت مقنونة. فالاختيار لاهداف محدودة والايضاح بان هذا هجوم لمرة واحدة وليس متواصلا، يشهدان على المراعاة الشديدة والحذرة للملابسات السياسية الحساسة والاثار الخطيرة التي قد تنبع من مثل هذا الهجوم. ويمكن التقدير بان الهجوم لم يزل تهديد انتاج السلاح الكيماوي، ولكنه خط على نحو جيد الخط الاحمر الذي لا يجب اجتيازه. ينبغي التهنئة بتصميم الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا والامل الا تكون حاجة اخرى لاستعراض كهذا للقوة في سوريا او في اماكن اخرى.
لقد أوضحت روسيا وايران وحذرتا من أن هذا الهجوم من شأنه أن تكون له مضاعفات، وينبغي لهذه أن تؤخذ بالحسبان ليس فقط من القوى العظمى الغربية بل ومن القدس ايضا. صحيح أن اسرائيل لم تكن مدعوة للمشاركة في المعركة ضد السلاح الكيماوي، ولكنها ليست معفية من المتابعة الحذرة والمتشددة للتطورات في سوريا، ولا سيما لان ايران وسوريا قد تريان فيها هدفا شرعيا للهجوم لكونها الحليفة الاقليمية للولايات المتحدة.
تمتعت اسرائيل حتى الان من حرية عمل واسعة نسبيا في أعمالها ضد اهداف في سوريا خرجت منها قوافل السلاح لحزب الله. ومؤخرا وسعت حجم اعمالها وضربت، وفقا لما ينسب لها في وسائل الاعلام، لقاعدة سلاح جو انطلقت منها طائرات ايرانية اعتزمت المس باراضيها. هذا الهجوم، كما وصف ذلك جيدا الامين العام لحزب الله، حسن نصرالله، يضع اسرائيل في مسار الصدام المباشر مع ايران. فالهجوم الاسرائيلي ترافقه التصريحات الاسرائيلية الكفاحية، في أن اسرائيل لن تسمح بتثبيت تواجد قوات ايرانية في سوريا، تجعل اسرائيل شريكا كاملا في المعركة السورية وفي اتجاهات تطورها.
ظاهرا، الهجوم الغربي على مواقع السلاح الكيماوي والهجوم الاسرائيلي على قواعد ايرانية هما معركتان منفصلتان، ولكن هذا التفسير لا يلزم بالضرورة ايران أو روسيا. فالتطلع الى صد قوة ايران في سوريا يعبر عن فهم استراتيجي سليم، ولكنه يستوجب الحذر الزائد في ضوء الظروف الجديدة التي اثارها الهجوم الغربي. هذا الهجوم لا يحدد لاسرائيل بان الجبهة السورية مفتوحة امامها وان الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة ستساند كل عملية تقررها. اسرائيل ملزمة في هذا الوقت بالامتناع عن كل مبادرة عسكرية من شأنها أن تورطها هي فقط بل وتورط حلفاءها ايضا.