ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 13– 4 – 2018

هآرتس :
– يرسمون الحدود – سوريا تنتظر رد امريكا، اسرائيل تنتظر رد ايران.
– الجيش الاسرائيلي يوسع تعليم الكارثة للجنود: بعثة من “يد واسم” تشكلت في مدينة مدرسة الجيش “بهاد”.
– جماهير اللاجئين وغلاء المعيشة تثير أسئلة الهوية في الاردن.
– اوغندا: اسرائيل تزود طالبي اللجوء بتأشيرة مزيفة.
– ترامب: لم اقل متى ستهاجم الولايات المتحدة سوريا؛ بقايا غاز الاعصاب وجدت في بول مصابي الهجوم.
– ريفلين في مسيرة الحياة: لا يمكن نفي مساعدة بولندا في الابادة.
– اسرائيل تمنع عبور جرحى من غزة للعلاج في الضفة لمشاركتهم في مظاهرات، فقطعت ارجلهم.
– طائرات سلاح الجو تهاجم قاعدة تدريب لحماس ومقتل اثنين في غزة.
يديعوت احرونوت :
– قائد لواء غولاني يرد على قضية الشريط: “القناص عمل بشكل سوبر أخلاقي ومهني، والمصور الذي شتم جدير بالتنديد.
– مسيرة الحياة – ريفلين وآيزنغوت يتصدران مصيرة الحياة في بولندا.
– 23.645 شهداء الجيش الاسرائيلي.
– غروسمان طلب الخطابة في احتفال جائزة اسرائيل، فرد بالسلب.
– “نسير من الكارثة الى الانبعاث”.
– شون موندشتاين احد قتلى حملة الجرف الصامد قال لامه: “يا امي اذا حصل لي شيء ابتسمي بفخار”.
– حرب التهديدات – تقرير في الـ CNBC: الولايات المتحدة تفكر بمهاجمة ثماني اهداف في سوريا.
معاريف/الاسبوع :
– 70 سنة على معاريف – قصص كبرى، عناوين رئيسة اسطورية، صور لا تنسى.
– سنبيد تل أبيب وحيفا – في طهران يهددون بحرب ضد اسرائيل اذا ضربت اهدافا ايرانية في سوريا.
– لذكرى 23.645 – في السنة الماضية اضيف 71 شهيدا للعدد.
– ريفلين: لا نتوقع العدل من اوروبا؛ اكثر من 13 الف شخص يتصدرهم الرئيس وكبار رجالات جهاز الامن يشاركون في “مسيرة الحياة” التقليدية في بولندا.
– لذكراهم ومن أجلهم – ضمن الشهداء قتلى العمليات 3.134 مدنيا، 12 اضيفوا في السنة الاخيرة.
– الجيش الاسرائيلي يهاجم في القطاع واليوم مسيرة العودة تدخل اسبوعها الثالث.
اسرائيل اليوم :
– على بؤرة استهداف ترامب. في البيت الابيض بلوروا ثمانية اهداف للهجوم في سوريا.
– استعراض قوة في وادي القتل (مسيرة الحياة في بولندا).
– 23.645 شهيدا.
– رئيس الدولة: لا يمكن لاي قانون ان يغطي الدم.
– منذ قيام الدولة وحتى اليوم 3.134 مدنيا قتيلا بالاعمال العدائية.
– ايران تتبجح: سندمر تل ابيب وحيفا حتى الاساس.
– الجيش الاسرائيلي يستعد لـ “مسيرة المولوتوف” على الجدار.
القناة 14 العبرية :
– جمعة حرق العلم: الفلسطينيون بغزة يستعدون اليوم لتظاهرات يتخللها حرق العلم الإسرائيلي.
– الرئيس اللبناني: سنتوجه لمجلس الأمن الدولي ضد تصرفات “إسرائيل” في بلادنا.
– مستوطنون يقومون بإحراق باب أحد المساجد في قرية عقربة قضاء مدينة نابلس.
والا العبري :
– إصابة مواطن عربي من اللد بعيار ناري الليلة، والشرطة الإسرائيلية تفتح تحقيقا لمعرفة الخلفية.
– بعد ٥٦ سنة: ضابط إسرائيلي يعترف بحرق جثة الجنرال الألماني ادولوف ايخمان بعد أن تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه في إسرائيل” سنة ١٩٦٢.
– استعدادا لمسيرة العودة الثالثة: الجيش الإسرائيلي يضع قوات كبيرة جدا على الحدود مع غزة.
القناة 2 العبرية :
– مسيرة العودة الثالثة: الجيش الإسرائيلي يستعد اليوم لتظاهرات ضخمة على حدود غزة.
– تقديرات إسرائيلية: روسيا لن تغير تفاهمتها الأمنية مع “إسرائيل” بشأن سوريا.
– حالة الطقس: رتفاع كبير على درجات الحرارة اليوم، كل أيام الأسبوع القادم.
القناة 7 العبرية :
– تقارير: بعض الدول العربية تسعى لمنع حصول “إسرائيل” على مقعد دائم بمجلس الأمن الدولي.
– الكابينت البريطاني وافقع على المشاركة في عملية عسكرية مع أمريكا في سوريا.
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 5 “مطلوبين” فلسطينيين من الضفة الغربية.
***
اسرائيل اليوم / ايران تتبجح: سندمر تل ابيب وحيفا حتى الاساس
اسرائيل اليوم- بقلم ايرز لين وآخرين – 13/4/2018
علي شيرازي، المسؤول الايراني الكبير المقرب من الزعيم الاعلى علي خامينئي حذر أمس اسرائيل من أن “لايران توجد القدرة لابادة اسرائيل، واذا اعطتنا المبرر، فستدمر تل ابيب وحيفا حتى الاساس”.
شيرازي، المسؤول عن التنسيق بين مكتب الزعيم وبين الحرس الثوري، تناول بشكل غير مباشر الهجوم الذي نسب الى اسرائيل (حسب مصادر اجنبية) الاسبوع الماضي ضد اهداف ايرانية في سوريا في قاعدة تي فور وقال ان “ايران ليست سوريا، واذا ارادت اسرائيل البقاء بضعة ايام اخرى، فان عليها ان تكف عن الاعيبها الصبيانية”.
يحتمل أن يكون هذا قيل ردا على تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في احتفال في “يد واسم” في عشية يوم الكارثة حين قال: “لدي رسالة لحكام ايران – لا تضعوا في الامتحان تصميم دولة اسرائيل”.
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى ردا على هذه الاقوال ان “ما يضعضع الاستقرار في سوريا هو العدوان الايراني ومحاولتها تثبيت تواجد عسكري في سوريا كي تهدد اسرائيل ودول اخرى”.
الى جانب ذلك، فان رئيس مجلس الامن القومي في ايران، علي ولاياتي، الذي وصل في زيارة رسمية الى سوريا، هدد هو ايضا القدس وقال في مؤتمر صحفي في دمشق، متناولا الهجوم المزعوم ان “جرائم الصهيونية لن تبقى بلا رد مناسب”.
طوابير في المخابز
وصرح الرئيس السوري بشار الاسد الذي التقى ولاياتي في ختام اللقاء بينهما فقال ان “كلما واصل الجيش السوري تحقيق الانتصارات على المتمردين ستتعاظم محاولات الغرب لهز استقرار النظام في سوريا”.
وفي هذه الاثناء افادت وسائل الاعلام العربية بان السكان في دمشق بدأوا يستعدون لهجوم امريكي محتمل في الايام القادمة.
وجاء في التقارير انه شوهدت طوابير طويلة في المخابز في العاصمة السورية وان السكان يخزنون المؤن استعدادا للطواريء، كالادوية، المياه، الغذاء المعلب، الكبريت، الفوانيس والبطاريات.
معاريف / لذكرى 23.645 – في السنة الماضية اضيف 71 شهيدا للعدد../ لذكراهم ومن أجلهم – ضمن الشهداء قتلى العمليات 3.134 مدنيا، 12 اضيفوا في السنة الاخيرة
معاريف – بقلم يوفال بيغنو وآخرين – 13/4/2018
23.645 شخصا. هذا هو المعطى الذي لا يمكن ادراكه لعدد شهداء معارك اسرائيل من العام 1860 وحتى اليوم. عشية يوم الذكرى نشرت وزارة الدفاع المعطيات الرسمية عن الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الدولة. كما يتبين من المعطيات القاسية انه من يوم الذكرى في السنة الماضية وحتى اليوم اضيف 71 شهيدا لعدد الضحايا. معطى آخر نشرته وزارة الدفاع يتناول حقيقة أنه في السنة الماضية توفي 30 معوقا للجيش الاسرائيلي كنتيجة لاعاقتهم واعترف بهم كشهداء للجيش الاسرائيلي.
كما افيد أن قسم العائلات، التخليد والتراث في وزارة الدفاع، المسؤولة عن احداث يوم الذكرى، يستعد هذه السنة لوصول اكثر من مليون ونصف شخص الى 52 مقبرة عسكرية في ارجاء البلاد.
والى ذلك، وحسب المعطيات التي وصلت من مؤسسة التأمين الوطني، فان عدد المدنيين الذين قتلوا في الاعمال العدائية من يوم اعلان الدولة وحتى اليوم هو 3.134. ويتضمن هذا العدد ايضا 122 مواطنا اجنبيا قتلوا في العمليات في البلاد و 100 اسرائيلي قتلوا في عمليات في الخارج. كما يتبين أنه من يوم الاستقلال السابق وحتى اليوم قتل 12 مواطنا، آخرهم كان عديئيل كولمن (32 سنة) الذي قتل طعنا في القدس في طريقه الى حائط المبكى في 13 اذار الماضي. كما علم أن العمليات العدائية خلفت 3.175 يتيما، 114 منهم تيتموا للابوين، 822 ارمل وارملة و 826 اب وأم ثكلى.
ويضيف مدير عام مؤسسة التأمين الوطني مئير شبيغلر بان “مصابي الاعمال العدائية وابناء عائلاتهم يكابدون كل يوم وكل ساعة اضرارهم الجسدية والنفسية القاسية ونحن نجتهد لمنحهم الدعم الاكثر مناسبة”. وحسب المعطيات، في العام الماضي منح قسم مصابي الاعمال العدائية في التأمين الوطني 500 مليون شيكل، مخصصات وتعويضات، لالاف مصابي الاعمال العدائية وعائلات المغدورين.
اضافة الى ذلك، فان موقع التخليد في الانترنت “الى الابد” يرفع قصص حياة وموت 4.146 شهيدا قتلوا في الاعمال العدائية منذ الايام الاول للصهيونية (من العام 1860) وحتى اليوم. ويمكن في الموقع اشعال شمعة “الذكرى”، كتابة تأبين شخص واصدار قصص عاطفية على الشبكات الاجتماعية. وفي اطار النشاطات ليوم الذكرى، فان تلاميذ حركات الشبيبة يزورون المقابر في البلاد ويضعون الاعلام ويشعلون شموع الذكرى على قبور شهداء الاعمل العدائية.
معاريف / السير على الحافة
معاريف – بقلم آفي بنيهو – الناطق السابق بلسان الجيش الاسرائيلي – 13/4/2018
​في الشمال تلبدت الغيوم في السماء. فالتوتر يتصاعد والخوف من رد ايراني على الهجوم الاسرائيلي يشتد. حين تكتب هذه السطور، لا يكون الرئيس الامريكي دونالد ترامب قد نفذ وعده بالرد، والايرانيون لم يردوا بعد. ظاهرا ليس لاي طرف من الاطراف مصلحة في الحرب، ولا سيما حين تشارك فيها الولايات المتحدة وروسيا، تلك التي تسعى الى مغادرة سوريا واعادة قواتها الى الديار وتلك التي يبدو أنها تسعى الى تثبيت الوجود حول نظام بشار الاسد الى جانب حليفتها الجديدة ايران.
اسرائيل، التي نجحت بشكل عام في الامتناع عن التدخل في المأساة الجارية في سوريا، باستثناء الحفاظ على المصالح الامنية والمساعدة الطبية – الانسانية لمواطنين سوريين، تجد نفسها فجأة في غير صالحها في مواجهة مباشرة مع ايران على الارض السورية، بشكل يستدعي الكابنت الاسرائيلي ان يتصرف بحكمة، بمنطق وبمسؤولية.
​عدد من المصالح الامنية الواضحة يوجد لاسرائيل في سوريا: الحفاظ على حرية الطيران لغرض جمع المعلومات الاستخبارية، منع التواجد العسكري الايراني في سوريا وفي لبنان. منع عبور سلاح استراتيجي لحزب الله في لبنان، منع تسلل الحرب الى اراضينا في الجولان والامتناع عن مواجهة مع الجيش الروسي في سوريا. اسرائيل تلتصق بهذه المصالح فقط، وحتى للهجوم المنسوب لها في مطار تي فور كانت صلة مباشرة بمثل هذه المصلحة المركزية.
​الايرانيون الذين تكبدوا قتلى في الهجوم يهددون بالرد، ولكن مشكوك ان يفعلوا هذا مباشرة من الاراضي السورية. يمكن ان يكون الرد المحتمل عملية قاسية على هدف اسرائيلي في الخارج: محاولة لضرب طائرة، سفارة او مركز سياحي. ضربة ما لاسرائيل للاراضي السورية يمكنها أن تجر ردا يصفي نظام الاسد وما تبقى من جيشه.
​هذه فترة سير على الحافة، تستدعي من اسرائيل تحديد هدفين واضحين: استمرار الحفاظ على المصالح الامنية الحيوية واتخاذ كل الاعمال اللازمة لمنع التدهور الى حرب مع ايران، سوريا، حزب الله وحماس. في نهاية المطاف، لنا كلنا مصلحة في أن نشاهد خطاب رئيس الوزراء في احتفال الشعلات، وسيكون من الصعب علينا أن نشاهده من الملاجيء.
هآرتس / جموع اللاجئين وغلاء المعيشة – تثير الاسئلة حول الهوية في الاردن
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 13/4/2018
​اسماعيل يشير الى صلعته الصغيرة التي بدأت تظهر على رأسه والى الشارب الدقيق الذي يزين شفته العليا ويتساءل اذا كنت أعرف عمه، الذي كان في السابق أحد رجال الامن رفيعي المستوى في السلطة الفلسطينية: “لقد بدا مثلي، نفس الصلعة ونفس الشارب، لكنه كان يكسب المال أكثر مني”.
​اسماعيل عاش في الاردن “قبل اقامة المملكة” في 1948، بعد أن أدت النكبة الى اقتلاع عائلته من قرية الدوايمة، والتي تسمى اليوم أمتسيا في منطقة لخيش. منذ ذلك الحين تقدم ودرس العلوم السياسية في جامعة عمان، وحصل على اللقب الثاني وعمل في احدى الوزارات الحكومية. حتى فترة قصيرة قبل حرب الخليج الاولى عمل بضع سنوات في البحرين الى أن اضطر الى مغادرتها مع عشرات آلاف الاردنيين كعقاب على دعم دولته لغزو صدام حسين للكويت. “عدت مع مبلغ جيد من المال، اشتريت شقة في منطقة راقية في عمان، واليوم أنا أعمل في فرع بنك كويتي في منطقة الشميساني”.
​”حتى الآن لم أقم بزيارة الداخل وأكتفي بالذكريات، ليس ذكرياتي، بل ذكريات الوالدين، ربما لم تكن تلك القصص حقيقية، هي خليط من الواقع والخيال”. “في الداخل” تعني في فلسطين قبل 1948، مثلما يسمى عرب اسرائيل بـ “عرب الداخل” أو “عرب 1948”. “أنا لم احاول الدخول حتى. فقد قالوا لي أن من لديه قريب في القوات المسلحة للسلطة الفلسطينية لا يمكنه الحصول على تأشيرة دخول الى اسرائيل. لم أفحص اذا كان هذا صحيح أو أنه مجرد كلام. ولكن هكذا بقي الامر”.
​عندما جلسنا في الظهيرة في المطعم اللبناني المعروف في عمان مع اصدقاء اسماعيل الثلاثة، سمير وراتب وعز الدين، وجميعهم في العقد السادس من عمرهم ومن أبناء الطبقة الوسطى – العليا، كان يمكننا التحدث بهدوء، رغم أن الوقت كان وقت ذروة، إلا أن المطعم كان تقريبا فارغ. قبل بضع سنوات كان عليك حجز مكان مسبقا، وفي هذه المرة دخلنا مباشرة من الشارع واستقبلنا بحفاوة من قبل النادلين الثلاثة الذين اصيبوا بالملل. راتب شرح أن هذا هو الوضع الآن في جميع ارجاء الاردن. “لا توجد حركة، لا يوجد مال ولا يوجد مزاج جيد. ايضا من لديه المال لا يسارع الى انفاقها، الناس يخافون”.
​اسماعيل يضيف: “قبل ثلاثة اشهر كان البنك مليء بالزبائن الذين جاءوا للحصول على قروض من اجل شراء سيارة جديدة، انظر ما الذي حدث في الشوارع، الكثير من السيارات الجديدة وكأنه سقطت على الدولة اموال من السماء، لكن الحقيقة هي أن كل ذلك قروض. كيف يمكنك أن تعرف من أين سيحضر هؤلاء الناس المال لتسديد القروض. منذ كانون الثاني الماضي تغير كل شيء، الميزانية الجديدة رفعت اسعار الوقود والخبز ببساطة ارتفع بـ 30 في المئة، التعليم في الجامعة يكلف الطالب حوالي 800 دينار للفصل والرواتب بقيت في نفس المستوى، في المتوسط 400 دينار للموظف بالدرجة المتوسطة، 200 دينار منها تذهب لأجرة السكن و50 دينار للكهرباء والماء التي ارتفعت اسعارها ايضا. كيف سيعيش الناس بما بقي؟”. راتب قال إنه يوجد في الاردن فقط قطاع واحد يتدبر جيدا، وهو قطاع اللاجئين السوريين: “لا ينقصهم أي شيء، هم يحصلون على المساعدات من الامم المتحدة ومن الجمعيات الخيرية، يتعلمون بالمجان، ومن يعيش في مخيمات اللاجئين لا يدفع ثمن الكهرباء والماء ولا يدفع أجرة للشقة ويستخدمون جميع خدمات الدولة على حساب المواطنين”.
​رحلة قصيرة الى المجمع التجاري “تاج مول” الذي يعتبر الاكبر والاحدث في عمان تثبت اقواله. المحلات مليئة بالماركات والبضائع والتنزيلات تصل الى 70 في المئة، لكن عدد الحراس وعمال النظافة أكثر من عدد الزبائن. “يأتون الى هنا لشطف عيونهم، ربما لشرب القهوة في “ستار باكس”، الذي ثمن فنجان القهوة فيه 2 دينار، لكن الشراء يقومون به في سوق البالات. فقط اللاجئون العراقيون يستطيعون السماح لأنفسهم بالشراء هناك”، شرحت البائعة الشابة في محل “اتش آند إم” الفارغ. اللاجئون العراقيون؟، سألت. “نعم، هؤلاء الذين وصلوا الى هنا في حرب الخليج الثانية وجلبوا معهم الكثير من المال وبقوا في الاردن، فتحوا مصالح تجارية واشتروا محلات واستثمروا الاموال. نصف المحلات هنا هي ملك للاجئين العراقيين”، قالت براحة.
​”من الخطأ انشاء مجمعات تجارية في عمان”، حلل عز الدين هذه الظاهرة، “لا يوجد مال للمواطنين من اجل شراء ماركات ثمينة، والاثرياء يسافرون الى الخارج ويشترون هناك، والسياح لا يحتاجون الى هذه الماركات، وهم بالكاد يشترون الاشياء التذكارية، وحتى هذه يفضلون شراءها في مدينة البتراء أو العقبة. فلماذا اذا كل هذه الاستثمارات؟ انظر الى خط أفق عمان، لن تشاهد فيه عمال يعملون في البناء ويصبون الأساسات أو الأعمدة. هناك طلب كبير على الشقق القابلة للشراء، لكنهم لا يقومون بالبناء لأنه لا يوجد مشترين بالأسعار الخيالية التي يطلبها المقاولون. لقد قاموا ببناء فنادق في كل زاوية، لكن لا يوجد من ينام فيها. صدقني، لا أعرف كيف تعيش هذه الدولة. كل واحد منا يتوق الى الهجرة، أبنائي درسا الهندسة والكهرباء، ولكن أحدهما يعمل موظف استقبال في فندق والآخر يعمل في رسم الغرافيكا في مكتب هندسي. وقد قمت بمحاولات من اجل أن يستطيعوا الحصول على تصريح عمل في كندا، لكني فشلت. ربما هذه السنة نحاول في السويد، لكنهم لا يريدون ذلك بسبب الطقس واللغة. بالنسبة لي هذا أمر مستبعد. لا يروق لي أن أكون لاجيء مرة اخرى، العائلة سبق لها وهربت مرة من قرية الولجة قرب القدس، عشنا في مخيم للاجئين وبعد ذلك انتقلنا للعيش في المدينة. هذا هو، لم تعد لنا قوة للانتقال”.
​من بدأوا رحلة اللجوء هم الـ 800 ألف سوري الذين اجتازوا الحدود الى الاردن في هربهم من النظام، حوالي 80 ألف منهم يعيشون في مخيم الزعتري للاجئين قرب مدينة المفرق. 6 مسافرين، 5 رجال وامرأة بالغة، حُشرنا في سيارة تندر كي تنقلنا الى مدخل المخيم. طوابير طويلة من الكرفانات تضم عشرات آلاف اللاجئين في الصيف القائظ وفي الشتاء الصحراوي الصعب. “الحياة جميلة”، قالت حياة عليان، التي تمسك بيد حفيدها ابراهيم، “يوجد طعام وماء، توجد حراسة من الشرطة الاردنية، فتحوا دكاكين ومحلات في المخيم، توجد مدارس مع معلمين، البعض منهم اردنيون والبعض سوريون، الطلاب يستطيعون الدراسة في الجامعات الاردنية، ويحصلون ايضا على بطاقة لشراء السلع الاساسية. كل شيء جيد. لا يوجد لنا أي شكاوى”. عليان تعيش في المخيم منذ ست سنوات مع 50 شخص من أبناء عائلتها. جزء من العائلة ما زال يعيش في درعا، وهم يتصلون هاتفيا باستمرار، الحدود بين سوريا ولبنان مغلقة والاردن لا يستقبل أي لاجئين جدد. زوجها حصل على تصريح عمل، الذي يساهم قليلا في توفير احتياجات العائلة. وهي لا تفكر بالعودة الى درعا: “لماذا نحلم اذا كنا لا نعرف أن الحلم سيتحقق؟ وضعنا افضل من النصف مليون سوري الذين قتلوا. الآن الاردن هو وطننا”.
​ثلاثة شباب يرتدون الكوفيات الحمراء وينظرون الى حياة من قريب، عندما سئلوا منذ متى هم موجودون في المخيم أجاب أحدهم “من اليوم الذي خدعونا فيه للقيام بالثورة ضد الاسد”. من الذي خدعكم؟ “من اراد استغلال سوريا واستغلالنا، كلهم خدعونا، امريكا، المليشيات، اوروبا، كلهم قالوا إن من الافضل تنحية الاسد. الآن أكلناها. الاسد هو عدو، لكن معه على الاقل عرفنا من هو العدو. اليوم كل شخص في سوريا هو عدوك. لم يبق لنا أي شيء”. أمام المخيم في الجانب الغربي للشارع الذي يخترق قرية الزعتري تم وضع صف خيام للبدو، والى جانبها تم انشاء عدد من بيوت الصفيح التي تعيش فيها عائلات بدوية سورية. سكانها يفضلون العيش خارج المخيم لا داخله. “يصعب العيش في مخيم للاجئين”، قالت هالة، “تحتاج الى بطاقة من اجل الدخول والخروج، يوجد عليك رقابة طوال الوقت، وليس دائما توجد كهرباء. نحن نأخذ الكهرباء من الجيران، وبالاساس نستطيع الحركة هنا في كل لحظة، هذه هي حريتنا”. هالة تشتاق لسوريا، “هناك عرفنا من نكون، من قبيلتنا، من يدير الامور. أما هنا فقد دمر كل شيء. الرجال ليسوا موجودين، عدد منهم هربوا الى اماكن اخرى وعدد منهم انتقلوا جنوبا للبحث عن عمل، طبيعة الحياة تغيرت. الاطفال يتسكعون في الشارع، وقد تحولوا الى متسولين. لم يبق شيء من الكرامة”.
​”نحن لم نعد نعرف من هو اردني ومن هو لاجيء”، قال محاضر في جامعة عمان، عاش في السابق في اسرائيل وانتقل منها الى الولايات المتحدة وتزوج هناك امرأة يهودية قبل عودته الى الاردن. “الدولة فقدت هويتها. صحيح أنه من ناحية اقتصادية اللاجئون يساهمون في اقتصاد الاردن، عدد منهم يعمل وبفضلهم الاردن يحصل على المساعدات الحيوية. ولكن اذا كانت حتى حرب الخليج ألقت على كاهل الاردن مليون لاجيء عراقي، فان الاردن يناضل ضد تشخيصه كدولة للفلسطينيين بسبب الاغلبية، حيث أنه بعد السيل العراقي واضافة اللاجئين السوريين، فان الاردنيين الاصليين يتحولون الى محمية طبيعية انسانية. نحن نسأل أنفسنا ما هو الاردن ومن هم مواطنوه. عندما درست في جامعة حيفا سمعت محاضرين اسرائيليين يقلون إن الاردن هو دولة مصطنعة، لا يمكن تعريفها كدولة قومية لأنه لا توجد قومية اردنية. دائما اعترضت على هذه النظرية. لقد ناقشت المحاضرين وزملائي وقلت إن اسرائيل ايضا لا يمكن تسميتها بدولة قومية، اذا كان الاختبار هو الهوية الثقافية لمواطنيها، فما هو القاسم المشترك بين المهاجرين من روسيا والمهاجرين من اثيوبيا عدا الدين؟ الآن أنا أستصعب أكثر فأكثر تشخيص الماهية الاردنية لدينا. مثلا، مواطنون اردنيون يتبنون اللهجة العراقية أو السورية لأن هذا هو الامر الطبيعي عندما تعيش في وسط متعدد الثقافات كهذا”.
​في الجامعة يدرس طلاب من العراق وسوريا ومن الضفة الغربية ومواطنون اردنيون. الاردنيون يدفعون رسم تعليم كاملة، السوريون يدرسون بالمجان، العراقيون يحصلون على المساعدات الدولية. العراقيون والاردنيون يقفون على رأس لائحة العلامات، وبعدهم يأتي الفلسطينيون وعلى بعد كبير منهم يأتي السوريون. “اذا كنت سأتصرف حسب معيار اكاديمي واحد، فان كل السوريين كانوا سيفشلون”، اعترف المحاضر. “ولكن لا يمكن أن نعاملهم هكذا، فقد فقدوا البيوت والعائلات. فكيف يمكن أن نسلب منهم مستقبلهم؟”.
​سيل الحديث توقف عندما وصل الحديث الى البلاط الملكي والملك. “الملك جيد، لكن الذين حوله فاسدون”، قال نائب وزير سابق يعمل اليوم في العقارات. “من هو رئيس الحكومة هذا، هاني الملقي؟ هو في الاصل سوري، ماذا يهمه بمواطني الاردن. انظر الى النخبة السياسية التي تلبس جيدا وتسافر في سيارات فاخرة. ماذا ساهموا للدولة، كل واحد منهم يعرف أن فترة ولايته ستنتهي في لحظة، هو يستغل مكانته من اجل أن يهتم بمستقبله. في الحقيقة، ايضا أنا كنت واحدا منهم. أنت تجر الى داخل ثقافة عليك الانصياع لها، أن تصمت وتهتم بمصلحة معينة جيدة، يمكنها أن توفر لك العيش عندما يقولون لك إن دورك انتهى”.
​لقد تشكلت 12 حكومة في الاردن منذ تتويج الملك عبد الله الثاني. في بداية عهده وعد الملك بأن يتم في عهده تغيير الحكومة فقط بعد اجراء انتخابات برلمانية، لكنه لم ينجح في الوفاء بوعده هذا. ومثلما كان الامر في عهد والده الحسين، ايضا الآن تغيير الحكومات هو حبة دواء لاستياء محتمل من قبل الجمهور. “عندما تمت اقالة وزيري قالوا له “متأسفون”، هذه تعليمات من مكتب الملك، لكن لا تقلق، فبعد جولة أو جولتين ستعود للحكومة”، قال نائب الوزير، “ربما أعود أنا ايضا الى وظيفة في الحكومة. الامر يحتاج فقط الى الصبر. وفي الحقيقة لا يتغير أي شيء لدينا”.
هآرتس / ثلاث حالات فشل نووية والرابعة على الطريق
هآرتس – بقلم حاييم رامون – 13/4/2018
​في كانون الاول 2003 أعلن الرئيس الليبي في حينه معمر القذافي أنه قرر تصفية المشروع النووي في بلاده. هذا الاعلان نزل على الاستخبارات الاسرائيلية مثل الرعد في يوم صاف. لم تكن لاسرائيل أي فكرة أن ليبيا عملت بجدية على تطوير قدرة نووية عسكرية في عدة اماكن، ووصلت الى مراحل متقدمة جدا. الاجهزة الاستخبارية الامريكية والبريطانية لم تشرك اسرائيل في المعلومات التي توجد لديها عن المشروع النووي الليبي، حتى أنها أخفت عنها خطواتها من اجل تفكيك صناعة الذرة الليبية.
​اذا كانت دولة معادية مثل ليبيا، التي يترأسها طاغية غير متوقع مثل القذافي، تطور قدرة نووية دون أن تلاحظ الاجهزة الاستخبارية لدينا ذلك أو تشك فيه، فان هذا فشل استخباري خطير. حسب رأيي، كان هذا هو الفشل الاكبر منذ فشل حرب يوم الغفران، الذي أجبر الاجهزة الاستخبارية على القيام باعادة تقييم داخلي جدي.
​الفشل الليبي كان الاول من بين حالات الفشل في موضوع السلاح غير التقليدي في الدول العربية. الفشل الثاني كان في اجهزة الاستخبارات العسكرية بخصوص حرب الخليج الثانية. في ذروتها، في 8/4/2003، مثل امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست رئيس الاستخبارات العسكرية وقال: “أنا أقدر بصورة معقولة جدا وجود سلاح غير تقليدي لدى العراق”. كما قيل في الاستخبارات العسكرية إنه يوجد لدى العراق بين 50 – 100 صاروخ. ايضا في نهاية الحرب وبعد هزيمة الجيش العراقي تماما أمام جيش الولايات المتحدة وحلفائها امتنعت الاستخبارات العسكرية عن التوصية للمستوى السياسي بالغاء حالة التأهب وتحرير مواطني اسرائيل من الكمامات التي كانت ترافقهم. لقد خاف جهاز الاستخبارات من أن تهاجم اسرائيل من منطقة شمال غرب العراق التي لم تحتل بعد. هذا القرار جسد الاعتقاد الراسخ لجهاز الاستخبارات بوجود سلاح غير تقليدي وصواريخ ارض – ارض لدى النظام العراقي.
​في الفترة التي سبقت حرب الخليج الثانية، وفي منصبي كرئيس لجنة الخارجية والامن حتى شباط 2003، وعضو في اللجنة بعد ذلك، عارضت هذه النتيجة بشكل علني. فقد استندت الى حقيقة أنه رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها افضل الاجهزة الاستخبارية في العالم، بما فيها الاستخبارات الاسرائيلية، إلا أنه لم تتم ملاحظة أو تشخيص أي اشارة على وجود صواريخ ارض – ارض بعيدة المدى ومنصات لاطلاقها. كما لم يكن هناك أي علامة اخرى على وجود سلاح غير تقليدي هناك. بناء على ذلك اعتقدت أنه لا يوجد للعراق قدرة على مهاجة دولة اسرائيل: “إما أنه لا يوجد لديه صواريخ واجهزة اطلاق وسلاح غير تقليدي، أو اذا كانت هناك وسائل كهذه لديه فهي مفككة ومدفونة، وعمليا غير مؤهلة للعمل”.
​لقد قلت إن صدمة حرب يوم الغفران تركت أثرا عميق في وعي وتفكير الاستخبارات الاسرائيلية. في اعقاب هذه الحرب مالت الى تفسير الوقائع بصورة خطيرة بسبب الخوف من فشل انذاري، واتبعت سياسة “حماية الذات”. توصية الاستخبارات للحكومة بأن تأمر بفتح الكمامات (بتكلفة أكثر من 100 مليون شيكل) كانت نتيجة حذر مبالغ فيه ومحاولة للامتناع عن مخاطرة معقولية تحققها ضئيلة. التعبير عن رؤية الاستخبارات “ظل الجبل هو جبل” كان في التوصية بتطعيم مواطني اسرائيل ضد الجمرة الخبيثة. حتى جنود جيوش التحالف الذين شاركوا في الحرب العراقية لم يتم تطعيمهم ضد “الجمرة الخبيثة”.
​في نهاية الحرب قرر رئيس لجنة الخارجية والامن الذي حل مكاني، عضو الكنيست يوفال شتاينيتس، تشكل لجنة لفحص جهاز الاستخبارات بعد الحرب العراقية. اللجنة قدمت استنتاجاتها في آذار 2004. في التقرير تطرقت اللجنة الى حالات الفشل في تقديرات الاستخبارات العسكرية، والتي تبين أنها بعيدة عن الواقع. على ضوء حالات الفشل الاستخبارية في كل ما يتعلق بالسلاح غير التقليدي، سواء في ليبيا أو العراق، قررت اللجنة عقد لقاء كل ستة اشهر مع رئيس الموساد ورئيس الاستخبارات العسكرية، يتم فيه مناقشة امكانية وجود سلاح نووي لدى الدول العربية بشكل عام، ولدى سوريا بشكل خاص.
​في النقاش الذي جرى في نهاية 2004 طرح اعضاء اللجنة وعلى رأسهم رئيسها شتاينيتس احتمال وجود سلاح نووي لدى سوريا. اجابة رئيس الاستخبارات كانت: “سيدي الفيلسوف، بصفتي رئيس استخبارات عسكرية ومهني، أقرر أنه لا يوجد احتمال لتقديرك”. رئيس اللجنة اجابه: “سيدي رئيس الاستخبارات العسكرية، بصفتي فيلسوف فقد تعلمت متى يجب علي أن أثير الشك. وأنا أشك بتقديرك الاستخباري”. بهذا تم التعبير عن الفشل الثالث للاستخبارات العسكرية والموساد في موضوع وجود السلاح النووي لدى الدول العربية.
​اليوم من المعروف أن سوريا بدأت في بداية سنوات الالفين في اقامة مفاعل بلوتونيوم. ليس هناك خلاف حول أنه حتى منتصف 2006 لم تكن هناك أي فكرة، لا لدى الاستخبارات العسكرية أو الموساد، بأن مفاعل كهذا تتم اقامته من قبل السوريين بمساعدة كوريا الشمالية في منطقة دير الزور. ولا يوجد خلاف حول أن الامر يتعلق بفشل كان يمكن أن تكون له تداعيات مصيرية على دولة اسرائيل. لحسن حظنا، في منتصف 2006 اشارت الاستخبارات العسكرية الى احتمال وجود مفاعل نووي سوري، في آذار 2007 احضر الموساد “الدليل الذهبي” على وجود هذا المفاعل. وفي ايلول 2007 قررت الحكومة الاسرائيلية برئاسة اهود اولمرت قصف هذا المفاعل، وقام سلاح الجو بتنفيذ المهمة بنجاح.
​في الحالات الثلاثة التي ذكرتها فشلت الاستخبارات الاسرائيلية، ولم تحضر في الوقت الصحيح معلومات صحيحة عن برامج سلاح غير تقليدي في الدول العربية. أنا لا أنوي المحاسبة على امور من الماضي، بل أريد التحذير بالنسبة للمستقبل. الامر الذي يدور الحديث عنه يتعلق كما هو معروف بالمشروع النووي الايراني. في 2008 ، وفي نهاية نقاش الطاقم الوزاري في حكومة اولمرت الذي عالج المشروع النووي الايراني والذي كنت عضو فيه، توجهت لرئيس الموساد في حينه مئير دغان وسألته “مئير، انظر الى خارطة ايران، مليون كم مربع، هل لديك شك وخوف من أن الايرانيين يخفون جزء من المنشآت النووية الخاصة بهم، لا سيما منشآت اجهزة الطرد المركزي، التي ليس لدينا أي فكرة عنها؟”، وكان جوابه “هذا الامر محتمل بالتأكيد”.
​كما هو معروف، في الاعوام 2011 – 2012، كان بنيامين نتنياهو واهود باراك ينويان القيام بعملية عسكرية ضد المنشآت النووية الايرانية. خطة الهجوم ارتكزت الى الافتراض أنه توجد لدينا معلومات صحيحة عن كل المنشآت النووية الايرانية. هذه كانت فرضية خاطئة تماما. حسب تجربة الماضي، كان يجب الأخذ في الحسبان أنه يوجد للايرانيين منشآت نووية، ليس لنا وليس للغرب أي فكرة بمكان اخفائها. لو أننا قمنا بتنفيذ الهجوم ودمرنا المواقع المعروفة، فيمكن الافتراض بأن الايرانيين كانوا سينجحون في اعادة بناء قدرتهم النووية بسرعة كبيرة بواسطة نفس تلك المواقع، التي لم نعرف عنها، وكانوا سيطورون السلاح النووي خلال فترة قصيرة. بناء على ذلك فان الطريقة الوحيدة للعمل ضد التسلح الايراني هي بالوسائل الدبلوماسية، مثل التي أدت الى التوقيع على الاتفاق النووي الحالي رغم نواقصه. هذه هي الطريقة التي يجب على المجتمع الدولي اتباعها مستقبلا مع أخذ العبر من الاتفاق الحالي.
معاريف / أصوات الحرب
معاريف – بقلم اودي سيغال – 13/4/2018
أعترف اني متوتر. حقا. فالاحساس بانه في كل لحظة قد تنشأ معركة عسكرية كبرى في الشمال يخلق اضطرابا اساسيا. أكثر من هذا، اجدني ملزما بالاعتراف: عندي أحاسيس مختلطة، غريبة، لم تكن لي في الماضي. فأنا أقرا تهديدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب، فاشهد مسيرة جسدية غريبة: من جهة ينفغر الفاه، تمتد اليد الى الجبين واكرر المرة تلو الاخرى فأهمس لنفسي: “لا يحتمل أن يكون قال هذا”. من جهة اخرى اشعر باحساس غريب من الفرح، بل وربما ابتهاج بالحديث الفظ، فليس أديبا ولا لطيفا ولكن فيه شيء ما حقيقي ومنعش. مثلما حين يشاهد المرء أزعرا يضرب أزعرا آخر. خليط من الصدمة والاشمئزاز يترافقان واحساس بالانتقام والفرح.
الحقيقة هي ان الرئيس السوري بشار الاسد هو حقا حيوان، نذل، مجرم حرب. والاسناد الذي يتلقاه من لاعبي “الاخلاق” روحاني، بوتين واردوغان مقلق ومنثر على حد سواء. حلف المزدوجين الاخلاقيين والقتلة الذين لا يخجلون من المزايدة الاخلاقية. تصوروا رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو يتجرأ فيقول لبوتين ما يريده حقا ان يقوله له: “يا فلاديمير، انت تخجل التراث الروسي ودولتك، التي كانت لاعبا مركزيا في صد قوة العنصرية والشر المطلق قبل 75 سنة. أنتم، الذين الى جانب الولايات المتحدة انقذتم العالم من النازيين ومن هتلر. اصبحتم الان جزء من الاشرار مع ايران، التي هي قوة اجرامية. الاسد، مجرم حرب؛ واردوغان، الدكتاتور المتخفي. أهذا ما اصبحت عليه روسيا؟”.
كان يمكن لنتنياهو أن يضيف بضعة امثلة اخرى، كأحد الزعماء ذوي الوعي التاريخي الاكثر تطورا في العالم. ولكن نتنياهو لن يقول هذا، لانه ليس مقبولا، ليس اديبا وليس حكيما أيضا. هذا هو الجميل لدى الرئيس الامريكي دونالد ترامب. فهو لا يزال يمكنه أن يكون شيئا كهذا. احيانا يكون مجنونا حقا، واحيانا يمنح الرضى. والان سنرى ما سيفعل، هذا هو السؤال الكبير.
ترامب ملزم بالرد. فقد سبق أن قال، سبق ان غرد، سبق ان حدد خطا أحمر، سبق أن هدد. واذا لم ينفذ، فسيكون بالضبط مثل سلفه في المنصب باراك اوباما. أداة فارغة، زعيم يبث ضعفا ووهنا بلا فكرة مرتبة للشرق الاوسط. الحقيقة هي أن ترامب هو في كثير من المعاني مثل اوباما: ليس له خطة، ليس له استراتيجية، وبقوة فانه يواصل الخطوة الامريكية التي هدفها فك الارتباط والعودة الى الديار من الشرق الاوسط. اوباما وترامب يريدان العودة الى الديار بسلام ودحرجة المشكلة الى الاخرين. وفي حالة الاخرين، فهؤلاء هم نحن ايضا. وعليه، فيمكن ان نسمع وزراء في الكابنت الاسرائيلي يصلون الا يتراجع ترامب وأن يرد.
رئيس الولايات المتحدة يمكنه ان يريد موضعيا. يمكنه ايضا ان يرفع المستوى ويتوجه نحو خطوة شاملة حيال بوتين ايضا بحيث يسرع التصعيد والتسخين الذي يؤثر علينا ابضا. فضلا عن مواضيع الاستراتيجية والامن، هناك موضوع الاخلاق. فماذا يختلف القتل بواسطة غاز كيماوي عن القتل بوسائل تقليدية؟ لا يختلف، ولكن هل العالم يمكنه أن يمر مرور الكرام عن خطوات الاسد، هذا سؤال يشد حدود الاخلاق والمنطق.
ماذا تغير
​مرة اخرى السؤال كيف يسمح لنفسه زعيم ان يعمل بمثل هذه الشكل بعد أن نكون على ما يبدو قد تعلمنا دروس الكارثة وصدمة ابادة الشعب اليهودي. ليس لهذا السؤال جواب، توجد فقط علامات استفهام اخرى. احداها ثارت عندي بعد أن شاهدت الفيلم الممتاز “يوم الاحد الاخير في آب” باخراج ايلي غرشيزون. منتج الفيلم هو تسفي برتسر، يهودي اسرائيلي من منتاي في ليتا. يجلب الفيلم قصة ابادة اغلبية يهودية في ليتا، قتل معظمهم الجمهور الليتاوي، بجملة من اللاسامية، والقومية المتطرفة. فور الاحتلال الالماني بادر الليتاويون الى خطوات مستقلة أدت الى إبادة نحو 90 في المئة من يهودا ليتا في بضعة اشهر، النسبة الاعلى في اوروبا.
​نقل اليهود الى الكنيس وبعدها الى حفر القتل، حيث قتلوا باطلاق النار عليهم. واحدة من ابطال الفيلم الوثائقي الذي بث في يوم الكارثة في مهرجان تورينتو، قالت ان النجاعة المحلية لليتاويين أعطت النازيين الفكرة عن “الحل النهائي”. وتصف الشهادات في الفيلم اعمال السلب والنهب وتوزيع الغنائم على الجيران، الذين لم يحركوا ساكنا لانقاذ اليهود، ومنها يتبين أن يهودا قتلوا حتى لقاء زوج من الاحذية.
​يثير الفيلم نقاشا داخلية في ليتا. لانه يكشف توثيقا دقيقا لاعمال الذبح ويعرضوا من كانوا يعتبرون ابطالا، شاركوا في تحرير ليتا من ربقة الروسي والسوفياتي، كمجرمي حرب متعطشين للدماء. تذكر الفوضى التي يصفها الفيلم فيما يحصل في جزء من كل المنطقة، ولا سيما في سوريا، حيث تعمل عصابات القتل التابعة للاسد. وهذا يحصل بجوارنا. قبل اسبوعين سألنا: “ماذا تغير هذه الليلة؟”. هذا السؤال علينا ان نسأله اليوم ايضا ونفحص اين نحن نوجد في المعادلة. الاجوبة ليست لطيفة دوما.
ان مشاعر الثأر والعدل حيال افعال الاسد تطرح السؤال الواضح من تلقاء نفسه: هل رد اسرائيلي سيرد اسرائيل الى حرب؟ صحافي الـ “نيويورك تايمز” توماس فريدمان، قال هذا الاسبوع: “الحل للوضع الحالي في سوريا، الذي في اطاره توجد صدامات بين فصائل عديدة في الميدان، هو وضع اتفاق كاتفاق “الطائف” الذي وضع حدا للحرب الاهلية اللبنانية. هذا الاتفاق، الذي وقع في العام 1989 تضمن توزيع المقاعد في البرلمان اللبناني على نحو متساو بين المسيحيين والمسلمين. اتفاق من هذا النوع أنتج قيادة متساوية ووصلت الاطراف الى التسليم”.
يؤمن فريدمان بان نموذج سينجح في سوريا اليوم ايضا، وهو لا يرى حلا آخر للوضع. هذه نظرة مثيرة للاهتمام، بتقديري لا يمكن أن تتم قبل هزيمة احد الطرفين وهي تعزز فقط الاحساس بان الحرب قريبة. وكرر فريدمان في المحاضرة قاعدة انه “في الشرق الاوسط لا تصدق ما يقوله لك الزعماء في الغرف الخاصة – صدق ما يقولونه بلغتهم لشعبهم. وهذا يختلف عن الولايات المتحدة التي يكذب فيها الزعماء على الجمهور، ولكنهم يقولون الحقيقة في الغرف المغلقة”.
الاهم هو الاستماع الى الرسائل العلنية. وفي هذه الاثناء هذه تبشر بالمواجهة. صحيح أنها ليست مؤكدة وليست يقينا، ولكن لعله من الافضل المواجهة الان من تأجيل الصدام الى ظروف تكون جيدة اقل لاسرائيل.
اسرائيل اليوم / النزاع العالمي الى اين
اسرائيل اليوم – بقلم يعقوب عميدرور – رئيس قيادة الامن القومي الاسبق – 13/4/2018
​تأثير سوري. التوتر المتصاعد حول سوريا ينبع من سببين. الاول هو الصدام العسكري بين ايران، التي تبني قوتها هناك – وبين اسرائيل، التي تحاول منع ذلك. والثاني هو العمل المتوقع ان تنفذه الولايات المتحدة ردا على الاستخدام الوحشي للغاز من جانب نظام الاسد ضد المواطنين. اما روسيا، التي تنتشر قواتها في المجال، فتخشى من التدهور في اعقاب الحدث الاول، ولا تريد ان يتضرر مرعيها الاسد بسبب الحدث الثاني.
حرب اقتصادية. هذا التوتر جاء على خلفية قضيتين مختلفتين شددتا مؤخرا الاحتكاك العالمي. فقد قرر الرئيس الامريكي بان المنظومة الاقتصادية التي تصممت في عشرات السنوات الاخيرة تمس بالمواطنين الامريكيين. وبزعم ترامب، فقد أخطأت الولايات المتحدة في تأييدها “للاقتصاد العالمي”، والذي كل دولة فيها تخفض جماركها الحامية عند الدخول اليها. ونتيجة هذا الاقتصاد مخيبة جدا للامال ظاهرا من زاوية نظر الولايات المتحدة، التي تشتري اكثر بكثير مما تبيعه. والنتيجة هي ان الكثير من المواطنين الامريكيين فقدوا عملهم في ضوء عدم قدرة المصانع في الولايات المتحدة منافسة مصانع مشابهة، في الصين مثلا، حيث ينتجون بسعر أرخص وبالتالي يبيعون منتجوهم في الولايات المتحدة، وليس العكس.
​يكافح ترامب الظاهرة، وقد رفع الضرائب على الفولاذ والالمنيوم المستورد الى الولايات المتحدة، على أمل أن ترتفع اسعار هذه المنتجات، وعندها تتمكن المصانع الامريكية من منافستها. اما الدول التي تعاني من فرض هذه الجمارك، فردت، والصين اعلنت بانها ستفرض جمارك على المنتجات التي تصدرها الولايات المتحدة اليها، وهكذا يقل التصدير الامريكي الذي سيصبح أغلى، وهكذا دواليك. في الواقع المتشكل لا يوجد سبيل لوقف التدهور الى “حرب اقتصادية” الا على اساس تسوية تشبه تلك التي كانت موجودة قبل قرار ترامب.
دائرة النزاع. توتر دولي آخر يبنى، إذ ان بريطانيا تشتبه بان روسيا صفت بالغاز السام جاسوسا روسيا جعله البريطانيون مزدوجا، امسك في وطنه وحلل في اطار تبادل للجواسيس. وبادعاء البريطانيين، فان نوع الغاز الذي ادى الى تسميم الجاسوس لا يوجد الا في روسيا، التي لها وحدها الدافع لتصفيته. وعلى الرغم من أن ليس لدى البريطانيين اغلب الظن دليل واضح بان القتلة ارسلهم الحكم الروسي، لديهم أدلة ظرفية تعتمد على آثار تركت في ساحة الجريمة وربما ايضا معلومات استخبارية. بريطانيا وحلفاؤها الغربيون قرروا طرد اكثر من 100 دبلوماسي روسي كعقاب، في رد شاذ في حجمه. كما أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على مقربي بوتين، وموسكو ردت على ذلك بالاعلان عن طرد عشرات الدبلوماسيين الغربيين، وليست هناك نهاية للنزاع.
المشكلة النووية: في الشهرين القريبين متوقع حدثان سيضيفان الى التوتر في العالم. الاول هو لقاء ترامب وحاكم كوريا الشمالية، كيم يونغ اون. اذا أقام الرجلان قناة حوار، فسيقل التوتر الدولي جدا. نأمل ألا يحصل العكس، والا فستعود كوريا الشمالية الى التجارب النووية.
​والحدث الثاني هو الاخر يرتبط بالنووي، الايراني. اذا ابلغ الرئيس الامريكي الكونغرس، مثلما وعد في الانتخابات، بان ايران لا تنفذ الاتفاق الموقع في 2015، وبذلك يؤدي ربما الى الغاء الاتفاق، فسيزداد التوتر في المنطقة وفي العالم بشكل عام. وبشكل غير مخطط له يمكن للولايات المتحدة أن تحسن جدا مكانتها حيال كوريا الشمالية وايران، اذا ما عملت ضد الاسد على استخدامه للسلاح الكيميائي، بقوة تناسب القوة العظمى.
المصلحة الاسرائيلية: اسرائيل اصغر من أن تؤثر على الحرب التجارية، ولكن لاقتصادها افضل عالم بلا قيود. هامة ايضا منظومة العلاقات الخاصة لاسرائيل مع الروس، الذين يعملون في منطقة لنا فيها مصلحة أمنية – وعليه فان اسرائيل لا تتدخل في صراع الغرب مع روسيا. وبالمقابل، لاسرائيل مصلحة في الوضع بين ايران والولايات المتحدة، ليس لها أغلب الظن سياسة واضحة بالنسبة لوضع الغاء الاتفاق، ومن شأن اسرائيل أن تجد نفسها منعزلة، سواء في الصراع لمنع التحول النووي الايراني أم في محاولة احتوائها في سوريا.
هآرتس / في سوريا يجري عرض واحد : حرب ثنائية بين الدولتين العظميين
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 13/4/2018
​قبيل نهاية الاسبوع وضع التوتر المتزايد في ظل قصة اخبارية اكبر. تهديد الولايات المتحدة بمعاقبة نظام الاسد على قتل مواطنيه بالسلاح الكيميائي والازمة التي اشتدت في اعقاب ذلك بين واشنطن وموسكو. في العالم الذي يسير الآن مثل فصل في المسلسل التلفزيوني “24” الذي خرج عن السيطرة، رئيس الولايات المتحدة ترامب ما زال هو المخرج المميز. كان يكفي بتغريدة صبيانية تعهد فيها أول أمس للروس بصواريخ “جميلة وجديدة وذكية” من اجل التوضيح للجميع أنه يوجد لسوريا الآن عرض واحد فقط، حرب ثنائية بين الدولتين العظميين.
​المجتمع الدولي في هذه الحالة يصدق ترامب، رغم تصريحاته عن النية باخراج كل القوات الامريكية من سوريا فقط قبل اسبوع. بريطانيا تحرك غواصات مع صواريخ الى الشرق الاوسط، فرنسا مستعدة للقصف العقابي، السعودية تعطي اشارات عن الرغبة في الانضمام وروسيا تخلي طائراتها الى قاعدة حميميم في شمال غرب سوريا، بعيدا عن جنود الاسد المكشوفين مثل الأوز في مرمى الهدف. والاكثر اهمية هو الهجمات الجوية القاتلة للنظام ضد المواطنين المساكين في جيوب المتمردين، تضاءلت هذا الاسبوع لأن الاسد يستعد للضربة التي سيتلقاها.
روسيا بحثت حتى أمس عن طرق لاقناع الولايات المتحدة بالتراجع أو على الاقل تقليص حجم الهجوم. ترامب في المقابل استيقظ مع مزاج متسامح اكثر وغرد بأن كل شيء ما زال ممكن، لكنه لم يتعهد بتواريخ. على كل حال، هناك شك اذا تحقق الهجوم الامريكي، أن يكون عملية تغير الواقع. ترامب قصف سوريا ايضا قبل سنة ولم يتغير أي شيء. وحتى الآن يبدو أن هناك اهمية معينة مخفية في الرد الجزئي والمتأخر جدا للغرب على الفضائح التي يرتكبها الرئيس الاسد.
في الاحداث في سوريا، كما كتب هذا الاسبوع العميد (احتياط) اساف اوريون، والجنرال (احتياط) عاموس يادلين واعضاء معهد ابحاث الامن القومي، تتكتل هنا مع ثلاثة تطورات متوازية: الرد العالمي على المذبحة الكيميائية التي نفذها نظام الاسد، معارضة اسرائيل لتمركز ايران في سوريا بصورة غير مباشرة، والقرار الامريكي التخلي عن الاتفاق النووي مع ايران في منتصف أيار. اعضاء الكابنت الذين اجتمعوا أول أول استمعوا من رجال الاستخبارات الى تقدير يقول إن ترامب مصمم على الهجوم، وبنفس الدرجة، ايران معنية بالثأر من اسرائيل على قصف القاعدة الجوية في “تي 4” قرب حمص في بداية الاسبوع.
​”ايران ليست سوريا”، قال أمس مصدر كبير في حرس الثورة الايراني، علي شيرازي. “اذا ارادت اسرائيل الوجود لبضع ايام قادمة فعليها التوقف عن لعبة الاطفال هذه. يوجد لايران قدرة على تدمير اسرائيل، وعندما يعطى السبب لذلك، فان تل ابيب وحيفا ستمحى عن الوجود”. في هذه الاثناء وبصورة رسمية، اسرائيل تواصل تجاهل ادعاءات طهران وموسكو بشأن مسؤوليتها عن الهجوم، الذي قتل فيه سبعة مستشارين ايرانيين وتم تدمير بنى تحتية ووسائل قتالية.
​تهديد مباشر
​على التهديد الجديد من ايران ردت اسرائيل باشارات حول قدرتها على أن تضر بشدة الوجود العسكري الايراني في سوريا، في صحيفتين ومن قبل مصدر أمني رفيع المستوى، وايضا تهديد مباشر لتصفية نظام الاسد وحتى الرئيس نفسه. درجة فاعلية التفاخر الاخير تم المس بها قليلا على خلفية البقاء الطويل لزعيم حماس اسماعيل هنية.
​مع ذلك، يبدو أنه في المواجهة مع ايران في سوريا تبث القيادة الاسرائيلية، من رئيس الحكومة فما دون، عدوانية استثنائية. بنيامين نتنياهو الذي في هذه الحالة (خلافا للخلاف حول المشروع النووي الايراني) مدعوم بشكل كامل من المستوى المهني، مصمم على عدم تمكين طهران من تحويل سوريا الى لبنان ثان. “حدود طويلة مع اسرائيل على طولها تنتشر قوات بتمويل ايراني، في الوقت الذي تتراكم فيه في عمق المنطقة ترسانة من الصواريخ والقذائف. ادعاء نتنياهو هو أن اسرائيل، بداية في عهد سلفه اهود باراك، اخطأت لانها لم تحبط عمليات تهريب آلاف الصواريخ لحزب الله، خلافا لقرار مجلس الامن 1701، يجب عدم تكرار هذا الخطأ، حسب رأيه.
​وزير الدفاع افيغدور ليبرمان اعلن في هذا الاسبوع أن اسرائيل ستوقف تمركز ايران في سوريا. “مهما كان الثمن”. عندما يتحدث الدبلوماسيون الاوروبيون في هذا السياق ويمتدحون الصبر الاستراتيجي واستغلال قنوات سياسية، فان محدثيهم في اسرائيل يردون بالرفض. يبدو أنه في كل ما يتعلق بالشمال فانه يسود في القدس مزاج ترامبي تقريبا، وهو متأثر كما جاء، ايضا مما يجري في الساحتين الأخريين، ترامب ضد الاسد وبوتين والولايات المتحدة ضد الاتفاق النووي.
​لقد سبق الهجوم على القاعدة الجوية “تي 4” هذا الاسبوع على الاقل ثلاث هجمات نسبت لاسرائيل، منذ ايلول الماضي، ضد مواقع كان فيها تواجد ايراني واضح. ولكن “تي 4” كانت اكثر من ذلك. القاعدة توجد على بعد اكثر من 250 كم عن الحدود الاسرائيلية وهوجمت في الوقت الذي كان فيها ضباط كبار الى جانب انظمة قتالية. ليس هناك لدى طهران أي بديل سوى أن ترى في ذلك استعراض قوة اسرائيلي، عملي واستخباري الى جانب اعطاء اشارات – نحن لن نسمح لكم بأي شكل التمركز في سوريا، في كل الاراضي السورية. القرار الايراني بالاعلان عن قتلى ونشر اسماءهم، والتهديد الذي جاء في اعقاب ذلك، لا يترك أي مجال للشك. طهران تنوي القيام بهجوم عقابي.
​من اجل محاولة تقدير ما هو متوقع حدوثه، يمكن العودة الى احداث كانون الثاني 2015، في ذروة فترة شمس شتاء. حسب ادعاء ايران وحزب الله، اسرائيل هاجمت في حينه جوا قافلة كان يسافر فيها جهاد مغنية، ضابط حزب الله (وإبن الشخصية الكبيرة من المنظمة الذي قتل في دمشق في 2008) مع جنرال ايراني من حرس الثورة. سبعة اشخاص قتلوا في تلك الحادثة قرب القنيطرة في هضبة الجولان. بعد عشرة ايام جاء الرد، كمين لحزب الله يقع على الاراضي اللبنانية شمال قرية الغجر، تم فيه اطلاق صواريخ مضادة للدبابات على دورية للجيش الاسرائيلي قرب منحدرات هار دوف. ضابط وجندي من لواء جفعاتي قتلا، لقد نجا جنود آخرون في القافلة لأنهم تمكنوا من القفز من المركبة قبل الاصابة.
​ميزان القتلى، جنديين اسرائيليين وسبعة اشخاص من الطرف المعادي، مكن المستوى السياسي في اسرائيل من انهاء التوتر رغم الثمن. إن معرفة أن استمرار تبادل اللكمات يضع الطرفين على شفا خطر حرب حقيقية، ساهم في ضبط النفس. ولكن يوجد هنا نقطة هامة اخرى. هناك احد في سلسلة قيادة حزب الله قرر اطلاق سبعة صواريخ على الاقل. أي أنه قد استعد لذلك، سواء بمعرفة المسؤولين عنه أو بقرار شخصي، لقتل عدد اكبر بقدر الامكان من الجنود. مع نتيجة كهذه، ازاء الاساسية البالغة التي يرد بها المجتمع الاسرائيلي اليوم على خسارة الجنود، كان يمكن اندلاع حرب.
​النتيجة المطلوبة من ذلك هي أنه للمسؤولين في الطرفين هناك صعوبة في السيطرة الكاملة على ارتفاع اللهب. الحرب ليست علم دقيق والمستوى التكتيكي لا يؤثر بالمرة على المستوى الاستراتيجي في ظروف ليس بالامكان توقعها مسبقا. عمليا، التكتيك يؤثر على الاستراتيجية. اسرائيل تتفاخر بنضال ناجح والذي شمل حسب شهادتها عشرات الهجمات الجوية ضد قوافل ومخازن سلاح في سوريا، كانت مخصصة لحزب الله في لبنان. النجاحات العملياتية هذه خلقت لدينا بمستوى معين الشعور بأن سماء سوريا هي منطقة مباحة. ولكن جيش سوريا يستيقظ بدعم روسي بعد انتصاره في الحرب الاهلية، هذا كان الرسالة التي ارسلها النظام عند اسقاط طائرة اف 16 الاسرائيلية في يوم القتال السابق في الشمال في 10 شباط. ايران من شأنها أن ترسل الآن رسالة خاصة بها وحول نفس الموضوع.
​مرحلة الاسئلة
كل هذا يثير التساؤلات بخصوص فهم الاستراتيجية الاسرائيلية الحالية في الشمال. هل من المنطقي توقع أن الخط الاحمر ضد تمركز ايران يشمل كل الاراضي السورية وليس جنوب الدولة، مثلا، حوالي 50 – 60 كم عن الحدود في هضبة الجولان؟ هذا هو الخط الذي حاولت اسرائيل فيه جعل الدول العظمى تتمسك به في الاتفاق على تقليص الاحتكاك في جنوب سوريا في السنة الماضية، وحتى في حينه تم الرد عليه بالرفض. وتثور ايضا اسئلة اخرى: هل يوجد لنا حق مقدس للقصف في كل الاراضي السورية، الذي علينا يتوجب الحفاظ عليه بكل ثمن؟ هل النجاح التكتيكي المؤثر لم يعمل على ادارة رأس المخططين والمقررين قليلا؟ هل المقاربة بالسير على الحافة ضد ايران في سوريا مبررة، حتى بثمن اندلاع الحرب، كما يعتقدون في مكتب رئيس الحكومة؟ هناك ما نفكر فيه ايضا بشأن الميل الاسرائيلي المتعاظم لرؤية قوة واحدة في ايران، بحيث لا يتم اعطاء اهمية للتوتر بين حرس الثورة المتطرف وبين الرئيس حسن روحاني الذي هو غير راض عن التورط العسكري في ارجاء الشرق الاوسط.
أول أمس تحدث نتنياهو هاتفيا مع الرئيس الروسي بوتين. محادثة مشابهة ايضا جرت بعد الحوادث الجوية في شباط. حسب الكرملين، بوتين طلب هذه المرة من نتنياهو الامتناع عن ضعضعة الوضع في سوريا، رئيس الحكومة كرر وعده بمنع تمركز ايران في سوريا.
اساف اوريون يقدر أن المحادثة الى جانب الهجوم الامريكي المخطط له ضد الاسد، يمكنها المساعدة في تهدئة النفوس بين ايران واسرائيل. حسب اقواله “احتجاج روسي يشير الى اسرائيل بأن حرية عملها في سوريا يمكن ان تتقلص، ايران من ناحيتها يجب أن تسأل نفسها اذا كان هذا هو الوقت المناسب للتصادم مع اسرائيل، حيث من جانب تقوم اسرائيل بتهديدها بضربة قاسية اخرى، ومن جانب آخر ترامب سيقوم بمهاجمة الاسد ومناقشة التخلي عن الاتفاق النووي”. اجتماع هذه الازمات في لحظة زمنية واحدة من شأنه أن يحث طهران على التفكير مرتين حول طابع وتوقيت ردها.
إسرائيل اليوم / استراتيجية الانف النازف
إسرائيل اليوم – بقلم امنون لورد – 13/4/2018
​يستعد دونالد ترامب لهجومه في سوريا. وبدأت عاصفة الحرب في سوريا تجترف المزيد من الدول والمنظمات الى حركتها الطردية – الى الخارج. ولكن في اسرائيل – وبقدر كبير في اوروبا ايضا، دارت عاصفة انباء ملفقة غير مسبوقة. وهذا يشبه دوما الظاهرة غير المسبوقة. صور القناص الاسرائيلي ينفذ نارا مبررة قبل بضعة اشهر على الحدود.
​هذه علائم الموسم. الرئيس ترامب يعلن بانه سيخرج قريبا القوات الامريكية من سوريا. ولكن بعد نحو اسبوع يقع حدث فظيع، فتجده يجتذب الى الداخل بالذات. الى هجوم آخر، لم يتحقق بعد حتى لحظة كتابة هذه السطور. في نظرة تاريخية، تحطمت محظورات الحرب ليس فقط في الهجمات الكيماوية. فهجوم قوات روسية قبل نحو شهرين على قاعدة امريكية في سوريا، بينما لا يرتدي الجنود ملابس الجيش الروسي، يعتبر كسرا لقواعد اساسية في الحرب.
​عندما هاجمت اسرائيل في بداية الاسبوع، وفقا للمنشورات، لم يكن واضحا بعد على الاطلاق ما الذي يعتزم الامريكيون عمله ردا على المذبحة الكيماوية المتكررة لبشار الاسد. اسرائيل، التي تنسق مع روسيا، تجد نفسها رغم أنفها من خلف المتراس الامريكي. ما كان مختلفا في الهجوم الليلي، حسب منشورات اجنبية، لسلاح الجو ليلة الاثنين من هذا الاسبوع – هو التأكيد الجارف من المحيط على أن اسرائيل هي التي نفذت الهجوم.
​تفضل القيادة الامنية منذ زمن بعيد الحفاظ على الغموض في الهجمات التي تستهدف فرض الخطوط الحمراء الاسرائيلية. ولكن يحتمل أنه منذ الهجوم السابق، تحطم الغموض. عندها اعترضت طائرة ايرانية مسيرة تسللت الى اراضينا واسقطت طائرة اف 16 لسلاح الجو.
​هذا الاسبوع ليس الروس وحدهم اتهموا اسرائيل علنا بل والامريكيون ايضا اكدوا ان سلاح الجو هاجم تي فور.
​البعد الاضافي لحرب الصد، اذا كان ممكنا ان نسميها هكذا، هو “منع التواجد الايراني في سوريا”. هذا يتجاوز جدا الخط الاحمر المتمثل بنقل السلاح المتطور محطم التعادل الى حزب الله. فالاحتكاك يرتفع درجة. والقيادة الامنية تقدر بان الايرانيين مصممون على التواجد في سوريا و”نحن نقول اننا لن نسمح باي تواجد ايراني”.
​وهكذا يتعاظم احتمال الاحتكاك. وهذا هو تقدير اعلى المحافل. ينبغي القول – في نهاية المطاف الايرانيون يتواجدون في سوريا منذ الان. والسؤال الوحيد هو ما هو نوع الرد الذي يمكن ان نتوقعه من ايران، ومتى سيتحقق.
​كل الجهات في المحيط يريدون تحدي اسرائيل – من حماس وحتى ايران، سوريا، حزب الله والسلطة الفلسطينية ومعاونيها. ولكن احدا لا يريد حربا مع اسرائيل. هذا هو التقدير الذي يوجه اسرائيل عندما تأخذ القيادة الامنية المزيد فالمزيد من المخاطر في الهجمات المختلفة.
​بالنسبة لايران – الردع ضدها يجب أن يكون عدوانيا اكثر مما هو ضد جهات اخرى. في حديث مع خبراء سياسيين مقربين من رئيس الوزراء ذكروا حتى قبل الهجوم الاخير استراتيجية يسمها الامريكيون “الانف النازف”. فاذا استفزك احد ما في الشارع أو هددك أو حاول الاعتداء عليك، فانك تلكمه في الانف. فالاستفزاز لا يساوي ان تطعنه بسكين أو ان تطلق عليه الرصاص.
​هكذا في سوريا. فما يفعله الايرانيون لا يبرر هجوما شاملا لابادة كل التواجد الايراني؛ ولكن من المجدي جدا أن يؤلمهم، وان ينزفوا. الهجوم هذا الاسبوع، الذي نسب لاسرائيل، لا بد يؤلمهم اذا كانت قاعدة الطائرات المسيرة دمرت وقتل بعض من رجال الطاقم، بينهم ضابط برتبة عقيد.
​لقد بدأت الحرب في سوريا بانهيار داخلي. وهي اليوم كالاعصار الدائر نحو الخارج. من الصعب احصاء الجهات التي تدير الحروب بهذا القدر او ذاك من الكثافة في سوريا ومحيطها. ليست في الذاكرة حرب كهذه، ليس فيها طرفان لكل منهما حليف خاص به. فكلما عمقت تركيا تدخلها عبر حرب ضد الاكراد، هكذا اسرائيل ايضا تبدأ في أن تكون متدخلة أكثر فأكثر. فلم تعد هذه هجمات موضعية على قافلة ما، أو ضربات ضد طرف نشط في الحرب – ايران.
​مشكوك أن تكون التقديرات الاستخبارية الاستراتيجية لاسرائيل قد توقعت تطورا كهذا. فالمبرر الاساس لمعارضي الهجوم على منشآت النووي كان انها ستبدأ حربا ضد ايران وفروعها، ولا سيما حزب الله، ولم تتوقع ان يجعل الاتفاق النووي سوريا ثقبا اسود على حافة بيتنا، ويفتح جبهة ساخنة مباشرة بين اسرائيل وايران. الان ايضا، المؤسسة الامنية تواصل الدفاع عن الاتفاق النووي وتشدد على ان الايرانيين يحترمون الاتفاق. فهل رئيس الوزراء ورئيس الموساد في رأي الاقلية في هذا الموضوع ؟
​ما يمكن ان نراه هو ان جهود اسرائيل للحفاظ على الردع في الشمال تتطلب ضربات قاسية اكثر فأكثر وبوتيرة متزايدة. السؤال هو هل ستجعل الاعمال المتواصلة حربا حقيقية. النائب عوفر شيلح قال انه لاسباب تاريخية كان ينبغي لاسرائيل أن تفعل اكثر في سوريا. اما رجال أمن آخرون فيستخدمون الاسباب الاخلاقية. والمقصود هو شل جيش الاسد ومعاقبته على الاستخدام للغازات السامة. يؤمن نتنياهو وليبرمان بانهما اذا نفذا عملية في سوريا فيجب أن تتوافق مع مصلحتنا الواضحة. “عدم ادخال الرأس السليم الى سرير مريض”. سلاح الجو السوري لا يشكل تهديدا على إسرائيل. ولهذا لا يبذرون عليه الذخيرة. توقيت الهجوم ضد القاعدة الإيرانية يرتبط بالهجوم الكيماوي في دوما. ولكن العملية كانت مثابة استغلال للفرصة. فليس ناجعا التفريق بين أجزاء الحلف السوري الشرير. فضرب الإيرانيين هو عقاب جيد بما يكفي، وترامب وماكرون سيعالجان الأسد. على أي حال احد لا يعرض ان تهجر إسرائيل الاتصال الاستراتيجي المجدي مع روسيا بسبب جرائمها في سوريا.
واللا العبري / – الجيش الاسرائيلي يخشى هجوم مفاجئ من حماس خلال مسيرات اليوم
موقع واللا العبري الاخباري – 13/ 4/2018
ذكر موقع واللا العبري الاخباري نقلاً عن الجيش الاسرائيلي خشيته من أن تقوم حماس خلال المظاهرات اليوم الجمعة بتنفيذ هجوم مفاجئ.
وهدد الجيش الاسرائيلي حركة حماس ما وصفه بالتمادي في الهجمات والاستفزازات عند الحدود، والتي قد تجد نفسها في حرب أكثر صعوبة من حرب 2014 الأمر الذي قد يفقدها الحكم في غزة.
وأضاف الموقع العبري، أن أكبر مخاوف الجيش الإسرائيلي ليس من المظاهرات عند السياج الفاصل أو من الاستفزاز، ولكن من هجمات حماس بالقرب من السياج، ويعتقد الجيش أن حماس ستواصل مضايقة الجنود على طول السياج الحدودي على الأقل حتى المظاهرة الضخمة في يوم النكبة في 15 مايو حيث ستحشد المنظمة حماس قوتها ومواردها لذلك.
وزعمت جيش الاحتلال أنه لا توجد نية لديهم لإلحاق الضرر بالمتظاهرين الفلسطينيين ما لم يدخلوا المنطقة المحظورة عند السياج الفاصل.
هآرتس /الهدف : تصفية القضاء
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 13/4/2018
​احتفالات السبعين لاستقلال اسرائيل ستأتي في ظل المحاولات المتكررة للمس باستقلالية القضاء. مرة اخرى يتبين أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورفاقه في الائتلاف، يسعون الى خرق التوازن الحساس والحرج الذي بين السلطة القضائية والسلطة التشريعية.
​ان التهديد الدائم لسن “فقرة التغلب” والتي ستعطي قوة هائلة للكنيست في أن تتمكن باغلبية عادية تشريع كل ما يروق لها، تلقى هذا الاسبوع انعطافة اخرى. فقد تقرر في جلسة الحكومة البحث في يوم الاحد القريب القادم في “النموذج البريطاني لفقرة التغلب”. ويدور الحديث عمليا عن نموذج في اطاره تؤخذ من المحكمة صلاحية الرقابة على التشريع – والاهم من ذلك القدرة على شق قوانين تتناقض والقوانين الاساس – ومن هنا يلغى التفوق الطبيعي لكل القوانين الاساس، بما في ذلك تلك التي تعنى بصلاحيات الحكم، باجراء الانتخابات وما شابه.
​مثل هذا الوضع، الذي “تشير” فيه المحكمة فقط على ان القانوني لا يستوي مع قانون آخر، مناسب بالفعل لدولة مثل بريطانيا، التي هي شبه الوحيدة في العالم الديمقراطي التي ليس لها دستور او قوانين اساس. مفهوم ايضا أنه ليس هناك في بريطانيا فقرة تغلب، إذ لا يوجد دستور للتغلب عليه – وعليه فان هذا التعبير ليس ذا صلة على الاطلاق.
​صحيح ان ليس للمحكمة العليا البريطانية الصلاحية لالغاء القوانين، ولكن التوازنات والكوابح في بريطانيا تعمل بشكل مختلف عما هو في اسرائيل. ففي بريطانيا يوجد مجلسان تشريعيان ومجلس أعلى يمكنه أن يلطف ويؤخر تشريع شعبوي. لجنة في البرلمان البريطاني تفحص اذا كانت القوانين تمس بحقوق الانسان. وبريطانيا تتبع الميثاق الاوروبي لحقوق الانسان، وكل مواطن او انسان يخضع لسلطاتها يمكنه أن يلتمس الى المحكمة الاوروبية في ستراسبورغ بدعوى أن بريطانيا تخرق حقوقه. اما في اسرائيل، فتكاد لا توجد مثل هذه التوازنات والكوابح. في اسرائيل يوجد مجلس تشريعي واحد، والدولة لا تتبع ميثاق حقوق الانسان الاوروبي ولمثل هذه الصلاحيات القضائية الدولية. مفهوم أنه في وضع تتعطل فيه عن المحكمة العليا قوتها الاهم، ستكون للكنيست وللحكومة قوة غير محدودة. وقد اظهر التاريخ بانه لا يوجد وضع اخطر من وضع يكون فيه الحكم عديم اللجام وبلا رقابة. يجمل بتشريع فقرة التغلب او كل وصفة اخرى للمس بصلاحيات المحكمة في توفير رقابة دستورية، ان يشطب عن جدول الاعمال في أقرب وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى