اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 2– 4 – 2018
يديعوت احرونوت :
– وزراء كبار: ما يفعله نتنياهو وريغف عار. وكأنه تنقصه فرص للخطابة.
– هكذا تحولت احتفالات السبعين الى معركة سياسية داخلية بشعة.
– رئيس الكنيست السابق دان تيخون: في احتفالات اليوبيل لم يطلب نتنياهو ان يخطب.
– نتنياهو: لن نقبل المزايدة الاخلاقية ممن يقصف المدنيين (يرد على اردوغان).
– فلسطينيون تجاوزوا الحدود والقي القبض عليهم.
– بسبب البوست العاصف: في صوت الجيش يفكرون باقالة كوبي ميدان لقوله: “انا خجل أن أكون اسرائيليا”.
– تقرير وزارة الرفاه الاجتماعي: “ارتفاع 11 في المئة في عدد المتوحدين في 2017.
– عيد حزين لعائلة مانغستو: “نسوه في أسر حماس”.
معاريف/الاسبوع :
– حدود غزة: جهود مصرية لتهدئة الخواطر.
– الكشف عن السياسة الجديدة: اسرائيل تحتجز جثامين 26 مخرب.
– اردوغان لنتنياهو: انت زعيم دولة ارهاب../ نتنياهو: لا تزايد علي، يا من تقصف السكان.
– اسرائيل بيتنا ضد ميرتس: انضم الى جوقة الخون.
– 26 جثة لمخربين في يد اسرائيل: “حماس تمنع عنهم الدفن حسب الاسلام”.
– ميري ريغف: من يريد ان يأتي للخطاب أهلا وسهلا.
– احتمال ان ينهي كوبي ميدان عمله في صوت الجيش.
– تشييع جثمان الحاخام رونسكي، الحاخام الرئيس السابق للجيش الاسرائيلي.
– الشرطة تعتقل محققين خاصين لاحقوا محققيها.
هآرتس :
– في صوت الجيش يوضحون: لن نغير سياسة فتح النار.
– نهاية للانتظار الطويل: عمليات استئصال الاورام وفتح شرايين القلب ستتم في غضون شهر.
– العدد الكثير للقتلى والجنازات في قطاع غزة ستبقي نار المواجهة مشتعلة في الاسابيع القادمة ايضا.
– اردوغان: اسرائيل ارتكبت مجزرة غير انسانية في غزة.
– نتنياهو: من يذبح المدنيين، لا يزايد علينا.
اسرائيل اليوم :
– اردوغان ينفلت: “اسرائيل دولة ارهاب – نتنياهو ارهابي”.
– رئيس الوزراء: اردوغان غير معتاد على أن نرد عليه، فليبدأ بالاعتياد.
– “اردوغان الجزار – لا يزايد علينا”.
– حرب كلامية – مواجهة مع تركيا.
– التوتر في الجنوب: الجيش الاسرائيلي ينشر اسيجة جديدة على حدود غزة.
– رسالة الى غزة: “لن تعرفوا السكينة الى أن يعاد جنودنا”.
– عاصفة بوست كوبي ميدان: “فليستخلص الاستنتاجات وحده”.
القناة 14 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلية 3 فلسطينيين تجاوزوا السياج الحدودي الفاصل مع غزة.
– الجيش الإسرائيلي يسلم أمر هدم منزل لعائلة منفذ عملية الطعن قبل اسبوعين بالقدس.
– الشرطة الإسرائيلية تعتقل 4 محققين خاصين قاموا بمراقبة ومتابعة محققي لاهب.
والا العبري :
– اصابة جندي إسرائيلي بجروح طفيفة جراء انقلاب جيب عسكري في مستوطنة كريات أربع بالخليل الليلة.
– المنظومة الأمنية الإسرائيلية تزعم أن حماس ستحاول تصعيد الاحداث والمساس المباشر بالجنود يوم الجمعة القادم.
– الجيش الإسرائيلي يزعم مصادرة أسلحة محلية الصنع من مدينة الخليل بالضفة.
القناة 2 العبرية :
– محطة الفضاء الصينية القديمة سقطت وتحطمت الليلة في المحيط الهندي.
– الشرطة الإسرائيلية تعزز قواتها بالقدس، استعدادا لتأمين صلوات عيد الفصح.
– حالة الطقس: الجو غائم جزئيا، وارتفاع طفيف على درجات الحرارة بالنهار.
القناة 7 العبرية :
– افي جباي يهاجم وزير الجيش ليبرمان في اعقاب طرده مذيع من اذاعة الجيش.
– وزير الجيش ليبرمان خلال مقابلة تلفزيونية: لا انصح حماس بمحاولة اطلاق صواريخ.
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 8 “مطلوبين” فلسطينيين من مناطق متفرقة بالضفة.
***
اسرائيل اليوم / رسالة الى غزة: “لن تعرفوا السكينة الى أن يعاد جنودنا”
اسرائيل اليوم – بقلم دانييل سيريوتي وآخرين – 2/4/2018
”اسرائيل لن تسكت وسكان غزة لن يعرفوا السكينة الى ان يعاد الاسرائيليون من القطاع ويدفن جنودنا في اسرائيل. أيها السكان في غزة، حماس تسلبكم أيضا الحق في الصلاة على ابنائكم”، هكذا كتب اللواء يوآف فولي مردخاي، منسق اعمال الحكومة في المناطق، على صفحة فيس بوك مكتب المنسق.
منذ مساء يوم الجمعة يحتجز الجيش الاسرائيلي جثتي مخربين صفاهما مقاتلو وحدة “اغوز” في شمال القطاع. جثتا مصعب سلول، نشيط حماس ومحمد ربايعة، الارهابيين المسلحين بالبنادق وبعبوة ناسفة وحاولا تنفيذ عملية في اسرائيل اضيفتا الى 24 جثة أخرى توجد لدى اسرائيل من حملة “الجرف الصامد” ومن نفق الجهاد الاسلامي الذي فجر في اراضينا في تشرين الاول 2017″، كتب مردخاي، “المنظمة الارهابية حماس التي تحكم غزة لا يهمها لا الاحياء ولا الاموات. وهي تمنع دفنهم الاسلامي”.
والى ذلك، فان عائلة ضابط الجيش الاسرائيلي الملازم هدار غولدن توجهت امس الى الحكومة والى جهاز الامن مطالبة بان تعمل وفق قرار الكابنت والا تعيد جثامين المخربين المحتجزين لدى اسرائيل من أحداث يوم الجمعة. البروفيسور سمحا غولدن، والد هدار، تحدث مع منسق اعمال الحكومة في المناطق في موضوع الاسرى والمفقودين، يرون بلوم، وكذا مع المنسق مردخاي. وقال غولدن ان “اسرائيل ملزمة بان تستخدم الجثامين كورقة مساومة مع حماس حتى اعادة الجنود. لما كانت قرارات الكابنت لا تطبق بكاملها، فاننا نشعر بواجبنا أن نوضح للحكومة موقفنا القاطع”.
يديعوت / فشل إعلامي – كيف انتصرنا مرة اخرى في المعركة وخسرنا الحرب
يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 2/4/2018
مجرد البحث في مسألة “من محق؟” في المواجهة بين حماس واسرائيل هو مس بالعقل السليم، بالضبط مثل مطالبة قسم من اليسار الاسرائيلي فتح تحقيق ضد الجيش الاسرائيلي – المطالبة التي تخدم حماس، حتى لو كان المطالبون، في معظمهم، لا يقصدون خدمة حماس. ولكن حقيقة أن اسرائيل محقة لا تجعل سلوكها في السنوات الاخيرة حكيما على نحو خاص. فحيال سكان القطاع وحماس كان يمكن وينبغي السلوك بطريقة اخرى. والحقيقة ان سكان القطاع وكذا الكثيرين في العالم، يوجهون اصبع اتهام ضد اسرائيل، لا تنبع فقط من اللاسامية. هي تنبع ايضا من السخافة الاسرائيلية.
لقد كان يفترض بحكومة اسرائيل أن تقترح على الفلسطينيين، وكذا على حماس، العالم بأكمله. رفع الحصار، ميناء، مطار، سيارة لكل عامل، مساعدة والتجند للمساعدة الدولية واستثمارات شركات دولية، كله على حد سواء. وبشرط واحد: ان تقبل حماس الصيغة البسيطة للاعمار مقابل التجريد، والايفاء بشروط الرباعية.
ولكن اسرائيل هذرت شيئا ما. لا أكثر. ماذا كان يحصل لو كانت اسرائيل تقدمت بمثل هذا العرض، بالطريقة الاكثر علنية ودراماتيكية؟ يمكن أن نفترض بانه ما كان سيحصل شيء. فحماس كانت ستقول لا، بالضبط مثلما سبق أن رفضت، المرة تلو الاخرى، الشروط المسبقة للرباعية، وبالضبط، مثلما رفضت عرض الاتحاد الاوروبي للاعمار مقابل التجريد. كان هذا سيوضح للكثيرين بان حماس هي سبب مصيبة الفلسطينيين في القطاع. حماس، وليس اسرائيل. ولنفترض، فقط لنفترض، بان حماس كانت ستخرج عن طرائقها السيئة وتقول نعم. ماذا إذن؟ هذا سيكون انتصارا اسرائيليا هائلا. وفي واقع الامر، مثل هذا العرض على حماس هو انتصار للطرفين “WIN – WIN”. لا يوجد ما يمكن خسارته. يوجد فقط ما يمكن كسبه. ولكن اسرائيل لم تفعل هذا.
أنا لست صحافيا فقط. انا أيضا مواطن اسرائيلي. أنا أعرف بعض النفوس في القيادة الاسرائيلية. اقترحت على شخصيات رفيعة المستوى، رفيعة المستوى جدا، استقبال المتظاهرين بـ “رسالة للسائرين” بالصيغة التي نشرت يوم الجمعة الماضي في هذه الصحيفة، وبالعربية ايضا. هذا لا يعني أن من كان سيقبل بالرسالة، التي كان يمكن نشرها من الجو، سيصبحون صهاينة وسيوجهون على الفور غضبهم حول حماس. بالتأكيد أن لا. ولكن مئات الصحافيين من كل العالم وصلوا الى الحدث، من على جانبي الحدود. ونشر مثل هذه الرسالة كان سيلزمهم، او يلزم معظمهم على نشر مضمونها. كان يمكن لهذا أن يكون ردا، جزئيا على الاقل، على تحريض حماس. فهكذا ايضا على أي حال تضرب الرسالة الامواج في الشبكات الاجماعية باللغة العربية.
بالسلوك الصحيح للحكومة كان يمكنها أن تصل الى الكثير جدا من وسائل الاعلام في العالم. ولكن هذا لم يحصل. لان احدا فوق غير مستعد لان يفكر بخطوة الى الامام. احد غير مستعد لان يفكر بشكل ابداعي. والافكار التي طرحت، عن القاء الادوية او الاغذية، كانت ستتسبب بضرر أكثر من منفعة. في مثل هذه الاوضاع، لما كان لا يدور الحديث عن مواجهة عادية، بل عن مواجهة كل موضوعها دعاية – هناك حاجة الى بعض الابداعية. لا يكفي انتظار السائرين مع المدافع والقنابل والغاز المسيل للدموع. فهم ايضا لم يأتوا حقا لتحقيق العودة. بل من بعثهم اراد مزيدا من القتلى، لاحراج اسرائيل. ارادوا الدم . واسرائيل منحتهم بالضبط ما ارادوه.
أحد الاخطاء الدائمة لاسرائيل يكمن في النهج الذي اساسه هو “العالم كله ضدنا”. ليس صحيحا. لدى الكثيرين، الكثيرين جدا، النقد المبالغ فيه على اسرائيل ينبع من انعدام المعرفة من الجهل، ومن الاكاذيب. هذا ليس موضوعا يمكن تغييره بين ليلة وضحاها. ولكن يوجد ما يكفي من الناس في العالم، بما في ذلك في العالم العربي، ممن هم منفتحون للاستماع الى المعلومات شريطة ان تكون جدية ومسنودة. يمكن لاسرائيل أن توفرها.
وبالاساس، يمكن لاسرائيل أن تستغل الفرصة الذهبة كي تنشر مثل هذه المعلومات. مسيرات جماعية، تحظى بتغطية عالمية، هي فرصة ممتازة لذلك. الفلسطينيون قدموا لاسرائيل هذه الفرصة ولكنها، مرة اخرى، انتصرت في المعركة وخسرت الحرب. قيادتنا، كما ينبغي الاعتراف بحزن، تعاني من الانغلاق الفكري.
هذا لم ينته. ستكون مزيد من المسيرات. ستكون مزيد من الفرص. ولكن حسب ما حصل حتى الان، هناك خوف ومزيد من الخوف، من أنه مثلما لم يكن شيء – لن يكون شيء أيضا.
هآرتس / القتلى الكثيرون في غزة سيحافظون على نيران المواجهة في الاسابيع القادمة
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 2/4/2018
لقد كان لنشاطات الجيش الاسرائيلي على طول الحدود مع القطاع في نهاية الاسبوع هدفين، الاول وهو علني، كان منع اجتياز الجدار من قبل الجمهور الفلسطيني الذي سيحاول الدخول الى حدود اسرائيل وربما محاولة الدخول الى احدى مستوطنات غلاف غزة. الجيش الاسرائيلي نجح في هذه المهمة بصورة كاملة. الثاني الذي ذكر في وسائل الاعلام بصورة هامشية فقط كان منع خروج الوضع في غزة عن السيطرة.
الفهم المقبول في الجيش منذ سنوات هو أن عدد كبير من القتلى سيجلب معه مخاطرة للتصعيد. كل جنازة تصب الزيت على نار المقاومة. هذا الهدف لم ينجح فيه الجيش في يوم الجمعة الماضي. بعد 15 قتيل – صحيح أن عدد منهم كانوا مسلحين وعدد منهم كانوا محسوبين على الاذرع العسكرية للتنظيمات الفلسطينية وبدون أن يكون بينهم نساء واطفال – من الصعب الحديث عن الانضباط والسيطرة، حتى لو كان واضحا أن المواجهة كان يمكن أن تنتهي بصورة اسوأ بكثير. الدليل الافضل على حجم اطلاق النار كان مئات الفلسطينيين الذين اصيبوا بالنار الحية، وهو معطى حتى الجيش لا ينفيه.
يمكن التقدير لماذا حدث ذلك. الجيش ينظر الى هذه المسيرة بصورة مختلفة عن الصورة التي ينظر فيها الى التعامل مع المظاهرات في الضفة الغربية. في قطاع غزة تم ترسيم الحدود، حتى لو أن مكانتها الدولية قابلة للتفسير، واسرائيل ارادت منع أي اختراق للسيادة والدخول الى اراضيها. كان في الجيش ايضا افتراض أن استخدام القوة الزائدة الآن سيردع حماس عن زيادة العنف في المسيرات والمظاهرات القادمة التي يتوقع اجراءها في الشهر والنصف القادمين. في الخلفية كانت تحلق كما يبدو احداث الاسبوع الماضي، حيث واجه الجيش انتقاد في وسائل الاعلام على “فشل الجدار” بسبب اجتياز الثلاثة فلسطينيين الذين تم القاء القبض عليهم في تساليم ومحاولة تقليدهم لاحقا، الميل الطبيعي لقادة الجيش هو تشديد القبضة اكثر من اجل صد ادعاء تهمة التباطؤ.
الآن، من المفاجيء أنه مع كل التجربة التي راكمتها اسرائيل في المواجهة مع جمهور مدني في غالبيته، هي تقريبا لم تستخدم أول أمس الحيل أو العمليات المحكمة أو وسائل اكثر مرونة. الجيش الاسرائيلي امتنع عن الاعتماد على الشرطة وحرس الحدود في تفريق المظاهرات، بذريعة أنه يوجد لوحداتهم مهمات مستعجلة اخرى. وكما نشر في هآرتس هذا الصباح فان تقرير مراقب الدولة من العام الماضي كشف اهمال متواصل في استخدام وسائل تفريق المظاهرات.
هناك شيء ما يدعو لليأس في النقاش العام في اسرائيل حول احداث يوم الجمعة، كما يتسرب من الشبكات الاجتماعية لوسائل الاعلام وبالعكس. الصحفي جدعون ليفي يصف هنا “جيش الذبح الاسرائيلي”، وأنا لا اذكره ولو باشارة بدور حماس في المظاهرات أو وجود نشطائها ومنهم مسلحون قرب الجدار. عضوة الكنيست تمار زندبرغ (ميرتس) تتطهر من قضية كلوغهيفت من خلال القاء المسؤولية على الجيش الاسرائيلي. وفي المقابل، محللون وكتاب اعمدة والذين في الايام العادية يتنافسون فيما بينهم حول درجة قوة الانقضاض على رئيس الحكومة نتنياهو، يظهرون الوطنية في التعبير عن دعمهم للجيش ويرفضون أي نقاش لأوامر اطلاق النار.
لكن هذا النقاش هو نقاش داخلي، ويبدو أن اهميته كما يبدو قليلة. السؤال الاكثر الحاحا هو هل حماس تعتقد أنه بواسطة رؤيتها الترامبية للمظاهرات التي نظمت في البداية بواسطة نشطاء حياديين لا ينتمون لتنظيمات بصورة واضحة، اكتشفت صيغة يمكنها احراج اسرائيل. طوال الوقت الجيش يقف هنا امام مشكلة: قتل متواصل لمتظاهرين مدنيين سيخرج أخيرا المجتمع الدولي عن لامبالاته. إن سلسلة احداث ستجبر الجيش على ابقاء قوات على حدود القطاع على حساب التدريب. كما أن ازدياد محاولات المس بالجدار سيبطيء وتيرة اقامة العائق ضد الانفاق، الذي حتى اليوم لم تشوش حماس اقامته.
اضافة الى كل ما تقدم، هناك الازمة الحقيقية الشديدة في قطاع غزة. صحيح، كما قال رئيس الاركان آيزنكوت للصحيفة في مقابلة اجريت معه في الاسبوع الماضي، أن منسق اعمال الحكومة في المناطق يتراكض الآن في العالم في محاولة لتجنيد الاموال للقطاع رغم أنه محكوم من قبل حماس. ولكن طالما يستمر انهيار البنى التحتية في غزة ولا يوجد تخفيف للحصار الاسرائيلي – المصري المفروض على القطاع، فان اسرائيل لا يمكنها التظاهر بأنه لا توجد مشكلة لديها، حتى لو أن المسؤولية موزعة بين اسرائيل والجهات الاخرى – مصر، السلطة الفلسطينية ونظام حماس في القطاع – ففي نهاية المطاف هذا الدمل سينفجر، سواء بكارثة انسانية أو بمواجهة عسكرية اخرى بين اسرائيل وحماس.
هآرتس / ترامب والسعودية ينسقون المواقف: يتنازلون للاسد ويتجاهلون قطاع غزة
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 2/4/2018
الكليشيه القديم يقول إنه “في الشرق الاوسط كل شيء ممكن”، أي أنه لا يوجد شيء غير متوقع. وكأن الزعماء العرب لا يعترفون بالمفهوم الغربي “المنطق”، وهم يتخذون قرارات ارتجالية، وفي الحالات الاكثر سوء هم يتلقون الوحي الالهي. يبدو أنه جاء للشرق الاوسط منافس لا يمكن هزيمته، يجلس في البيت الابيض، وهو قلق طوال الوقت من كيفية تحطيم هذا المفهوم بصورة افضل.
في الاسبوع الماضي ابقى الرئيس الامريكي مساعدوه ووزراؤه في دهشة عندما اعلن أن الولايات المتحدة ستخرج قريبا جدا من سوريا. فقط قبل بضعة ايام من ذلك قال وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس امور معاكسة لذلك عندما قال إن الوجود الامريكي في سوريا “سيكون بدون سقف زمني”. في الشهر الماضي قالت شخصيات امريكية رفيعة المستوى امور مشابهة، وشرحت كيف أن الوجود الامريكي حيوي في سوريا الى أن يتم ايجاد حل سياسي فيها. هذه فقط صيغة مصقولة اكثر لنفس الرسالة.
ما الذي بالضبط دفع ترامب، والذي ايضا جمد في نفس الوقت مبلغ 200 مليون دولار كانت مخصصة للاعمار في سوريا، لاصدار هذا الاعلان. يبدو أن المحادثات التي اجراها مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دفعت ترامب الى الاعتراف النهائي بأن واشنطن ليس لديها ما تبحث عنه في سوريا. صحيح أن محمد بن سلمان في مقابلة مع المجلة الاسبوعية “التايم” قال إنه من المهم أن تبقى القوات الامريكية التي يصل عددها الى 2000 مقاتل، في سوريا، من اجل صد توسع النفوذ الايراني فيها. ولكن في نفس المقابلة قال إن “الاسد سيبقى في الحكم، وأنا فقط اعتقد أن مصلحة الاسد هي أن لا يسمح لايران بأن تفعل ببلاده ما تشاء”.
اذا عرض ترامب انقلاب في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط فان الامير محمد بن سلمان قام بكسر الأدوات. السعودية التي كانت الدولة العربية الاخيرة التي وقفت كسور منيع ضد امكانية أن يواصل الاسد الحكم. تنزل من برج الحراسة وعمليا تعترف بفشل سياستها في سوريا كاستمرار مباشر لفشل جهودها في تشكيل النظام في لبنان.
يبدو أن الرئيس الامريكي وولي العهد السعودي بقيت لديهما ورقة لعب واحدة في المنطقة، وايضا هذه الورقة ليست مؤثرة بشكل خاص، وهي النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، الذي فيه ما زالا يريان “صفقة القرن” لترامب مثل كنز محفوظ لاصحابه. فقط هذا الكنز هو سري جدا، لا أحد يعرف بشكل صحيح ما الذي يحويه، باستثناء فتات من التسريبات والاقتراحات غير الواقعية عن اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها أبوديس، التي في داخلها ترتاح بهدوء المستوطنات الاسرائيلية.
ترامب وولي العهد ينسقان معا بشكل جيد مسألة المظاهرات والقتلى في قطاع غزة ومكانة حماس. واشنطن وقفت في يوم الجمعة ضد مبادرة الكويت في مجلس الامن، التي ارادت صياغة مشروع قرار يدين اسرائيل. السعودية ساهمت بدورها في ذلك عندما رفضت الاستجابة لطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد جلسة طارئة للجامعة العربية من اجل مناقشة قتل الفلسطينيين في غزة. عباس تلقى فتور سعودي عندما أوضحت له السعودية أنه بعد بضعة اسابيع ستعقد القمة العربية الدورية، لذلك ليست هناك حاجة لقمة طارئة.
إن التعامل البارد لترامب وابن سلمان مع ما يحدث في غزة واستسلامهما للواقع في الموضوع السوري، يرسم استراتيجية امريكية – سعودية اكثر وضوحا تقضي بأن النزاعات الاقليمية يتم علاجها من قبل جميع الدول التي تجري فيها هذه النزاعات، وفقط النزاعات التي فيها امكانية كامنة لحرب عالمية ستحظى بالاهتمام وحتى بالتدخل. هكذا هي الحال، مثلا، النضال ضد ايران التي ستواصل اثارة اهتمام ترامب والسعودية، لأنه يعتبر نزاع هام على المستوى الدولي، وليس فقط نزاع يهدد اسرائيل والسعودية.
في المقابل، سوريا لا تهدد العالم. وطالما أن الامور تتعلق بتهديد اسرائيل فان مهاجمة المفاعل والتدخل العسكري الاسرائيلي الجاري في سوريا يدل على ان اسرائيل ليست بحاجة، وحتى لا ترغب، في اشراك دول عظمى اخرى. ايضا النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لم يعد يعتبر تهديد دولي، وحتى ليس تهديد اقليمي، لذلك، من الزائد “أن يبدد” عليه جهد دولي أو عربي. اذا كانت مصر تريد وتستطيع التعامل معه من الجانب العربي، سيكون ذلك، لكن في هذه الاثناء ليس اكثر من ذلك.
النتائج العملية من هذه السياسة ستستنتجها الآن روسيا وايران اللتان تديران منذ زمن النزاع في سوريا، دون تدخل امريكي أو سعودي. المنافسة بين ايران وروسيا على السيطرة على الموارد الضحلة في سوريا خفتت بعد سيطرة روسيا على معظم حقول النفط السورية وعلى معظم الاتفاقات المستقبلية لاستغلالها. ايران ستكتفي بمكانة ضيفة استراتيجية للاسد، وكما يبدو ستحافظ على قدرة عسكرية وسياسية دائمة للوصول الى لبنان.
قبل بضعة اسابيع اصبح معروف للاكراد أن الولايات المتحدة لا تنوي مد رقبتها من اجلهم، عندما سمحت لتركيا بغزو عفرين واحتلالها. الآن لن يحصلوا على كامل المساعدات الامريكية التي تم التعهد لهم بها. كما تبين أن أنقرة مهمة لترامب اكثر من الاكراد، الذين حسب الامريكيين، أنهوا دورهم عند استئصال داعش. وكما هو الامر في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني أو في الحرب “المحلية” في سوريا، فان النزاع بين الاكراد وتركيا ايضا سيدار في اطار محلي بين الطرفين وليس بواسطة الولايات المتحدة.
بدون الدعم والتدخل الامريكي والسعودي، يتوقع ايضا أن تقوم مليشيات المتمردين باعادة تقييم مسارها والفهم بأنها لم تعد تستطيع تجنيد العداء بين الدول العظمى والسعودية تجاه سوريا من اجل تحقيق امتيازات سياسية. الاملاء الروسي سيكون اللاعب الوحيد في الساحة. ربما هنا تكمن في كل ذلك بشرى للمواطنين السوريين الذين يستمر قتلهم بالعشرات يوميا.
معاريف / الى أين المسير من هنا
معاريف – بقلم د. عوفر يسرائيلي – خبير في شؤون الشرق الاوسط وسياسة الامن القومي – معهد السياسة والاستراتيجية في مركز متعدد المجالات هرتسيليا – 2/4/2018
يوم الجمعة الماضي، عشية الفصح، شهدنا رصاصة البدء لـ “مسيرة العودة” – الاسم السري لفترة من عدة أسابيع تخطط فيها منظمة حماس لاعمال احتجاج على طول الحدود، مسيرات جماهيرية، بل ونار صاروخية نحو اراضي اسرائيل.
تتميز هذه الفترة بعدد كبير من المناسبات والمواعيد الجديرة بالاحياء: يوم الاستقلال الاسرائيلي الذي يرتبط بالرواية الفلسطينية بمصيبة النكبة في 1948، النقل المخطط له للسفارة الامريكية الى القدس واحتفالات السبعين لدولة اسرائيل.
وسيركز الموعدان على نحو خاص الجهد الفلسطيني: يوم الاسير الفلسطيني في 17 نيسان ويوم النكبة في 15 ايار. هذان الحدثان المستقبليان أيضا يرتبطان بالازمة الشديدة التي تعيشها حماس في اعقاب مسيرة المصالحة الفلسطينية المراوحة في المكان، الضغط الاقتصادي الذي يمارسه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على المنظمة، وذلك بالتوازي مع التقليص الكبير للولايات المتحدة لدعم منظمة الاونروا التي تقدم الاحتياجات الاساسية للكثير من سكان القطاع.
الى جانب كل هذا، مصر هي الاخرى تحرص على اغلاق كل المعابر بين القطاع وسيناء وبينما توفر اسرائيل الاحتياجات الاساسية للسكان ولكنها لا تفتح بواباتها على مصراعيها. وبالتالي فان الوضع العام في القطاع وسكانه صعب جدا، وفي نظر الكثيرين منهم يصبح لا يطاق وباعث على اليأس.
القدس مطالبة الان بالعمل في افقين: الاول، احتواء احداث العنف، والتي ستتواصل بل وستتصاعد أغلب الظن في الاسابيع القادمة، في ظل المساعي للامتناع عن مس شامل بحياة الناس وانتقاد الاحتجاج الى خطوة عسكرية واسعة مثل حملة “الجرف الصامد”. والآخر ايجاد أو خلق حل، حتى وان كان جزئيا، للوضعية الغزية المتعذرة تقريا من ناحية السكان – بلورت استراتيجية شاملة لاعادة الصلاحيات التاريخية لمصر على القطاع بالتوازي مع خلق مستقبل اقتصادي أفضل لسكانه. تحسين الوضع الاقتصادي هو حاجة حيوية للحفاظ على الهدوء في القطاع، وهو يمكنه ان يتحقق سواء من خلال انخراط مصري في الانفتاح الاقتصادي الغزي على السوق المصرية أم من خلال زيادة قدرة انتاج الاقتصاد الغزي وانفتاحه على مزيد من الاسواق، مثل السعودية، التي لها صلة وثيقة مع القاهرة. التحدي كبير ولكن ممكن، والايام ستقول اذا كانت القدس قادرة عليه.
معاريف / مكتوب مسبقا
معاريف – بقلم د. رويتل عميران – 2/4/2018
”من المكان الذي نكون فيه محقين، لن تنبت أبدا زهور في الربيع”، كتب قبل سنين الشاعر يهودا عميحاي. عند مراجعة موقف اسرائيل تجاه غزة، يمكن بوضوح أن نلاحظ بانه بالفعل “المكان الذي نحن فيه محقون مسحوق وصعب”، مثلما تقول القصيدة.
احداث نهاية الاسبوع الماضي، والتي قتل فيها 16 فلسطينيا واصيب المئات، كانت سيناريو مكتوب مسبقا. وباستثناء رئيسة ميرتس تمار زيندرغ وممثلي القائمة المشتركة، منحت ردود الفعل من اليمين ومن اليسار مقاتلي الجيش الاسرائيلي الاسناد الكامل. ممثلو اليمين، الذين لم يخشوا المس باستقامة الجيش الاسرائيلي وقيمه وجعلوه أداة مناكفة سياسية في حالة أليئور أزاريا، تحفزوا فجأة امام دعوة زيندبرغ التحقيق في الاحداث.
في ضوء سوابق الماضي، لن يكون غير معقول الافتراض بان الجيش الاسرائيلي نفسه سيجري فحصا داخليا وتحقيقا عملياتيا في سلوك القوات. وبالتأكيد اذا كانت هناك أوامر غير قانونية على نحو ظاهر. فقادة الجيش الاسرائيلي يفهمون بان هذه مصلحة اسرائيلية سواء للاغراض العسكرية الداخلية أم لغرض الوقوف في وجه الضغوط الدولية. ولكن لا يمكن لاي سياسي من اليمين أن يفوت الفرصة لتحقيق عطف جماهيري واستعراض العضلات الوطنية الزائفة على حساب كبش فداء هو في كل الاحوال مشبوه دائم بالخيانة.
وبعد أن قلنا كل هذا، يجب ان نشدد على ان الجيش الاسرائيلي ليس هو الموضوع. فالجيش ليس مسؤولا عن سياسة اسرائيل تجاه غزة والمهام الذي تبعثه الحكومة الاسرائيلية للقيام بها، بما فيها المواجهة مع السكان المدنيين. وعلى الخطاب الجماهيري المركزي بالتالي أن يركز على الحكومة وقدرتها على انتاج حلول تجاه غزة. رغم الاخطارات المتكررة من رجال الامن، بل وسياسيين من اليمين (اسرائيل كاتب مثلا) بان غزة على شفا مصيبة انسانية، تختار حكومة اسرائيل على مدى السنين اغماض العيون، التمترس في موقفها المدعي للحق والامتناع عن كل محاولة لايجاد حل يرفع الحصار عن غزة ويحافظ على المصلحة الامنية لاسرائيل. تخدم هذه السياسة اليمين المتطرف، الذي يتطلع بكل سبيل الى الحفاظ على القطيعة بين غزة والضفة واذابة رؤيا الدولتين للشعبين. والى جانب ذلك تحكم علينا هذه السياسة بمواجهات لا تتوقف حيال القطاع وبالضغط الدولي.
وفقا لكل التفسيرات، فان الانتفاضة الحالية في غزة هي ثمرة تمرد السكان الذين ملوا شروط حياتهم المستحيلة والشعور بانعدام المفر. حتى لو سيطرت حماس الارهابية على التمرد فان نواته الاجتماعية السياسية، تلك التي تطالب بحقوقها الوطنية، تعيش في جذوره. اذا واصل عشرات الاف الفلسطينيين غير المسلحين المسيرة الجماهيرية على مدى مواعيد ذات مغزى للوطنية الفلسطينية، فلن تتمكن اسرائيل من مواصلة التمترس في الاطار العسكري لحدث المسيرة، بل ستضطر الى خلق تفكير سياسي او التورط مرة اخرى في الحرب وفي المس بكثير من المدنيين.
حتى لو لم يكن حل المشكلة الفلسطينية في متناول اليد، متوقع من ممثلينا في الكنيست وفي الحكومة أن يتبنوا الى عقولهم وان ينتجوا مبادرات ابداعية لاعمار غزة؛ مبادرات اقتصادية، انسانية ترتبط بالاصوات العاقلة في المنطقة المنكوبة وتشركهم مثلما تشرك مصر، السعودية، الولايات المتحدة والدول الاوروبية في خطوة مشتركة. مثل هذه الخطوة تتطلب شجاعة وزعامة. في الوضعية السياسية الحالية، التي ينشغل فيها رئيس الوزراء في التحقيقات ويستمد الاسناد البقائي من اليمين الاستيطاني، فان احتمالاته ضعيفة. ينبغي الامل في أن المعارضة الاسرائيلية، التي تعد هذه لها فرصة لاظهار تميزها، الى جانب الاسناد للجيش الاسرائيلي، ان تطالب ايضا وتقترح بدائل واقعية تبث الامل.
هآرتس / ازدهار مُعمد بالدم الفلسطيني
هآرتس – بقلم عودة بشارات – 2/4/2018
”اسرائيل في ذروة الازدهار”، صرخ عنوان مقال لاسرائيل هرئيل في الصفحة الرئيسية لموقع هآرتس في يوم الجمعة. قبل يوم من “ذروة الازدهار” فرض اغلاق على اكثر من 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، الذين انضموا الى 2 مليون فلسطيني آخر محاصرين في غزة. في نفس يوم “ذروة الازدهار” قتل بنار قناصة اسرائيليين 16 فلسطيني غير مسلحين واصيب اكثر من 700 شخص. بهذا فان “اسرائيل في ذروة الازدهار” معمدة بالكثير من الدم الفلسطيني.
الملايين يحتفلون في الجانب الاسرائيلي مقابل ملايين يدفنون موتاهم في الجانب الآخر. ومن ينفعل من ازدهار دولته في الوقت الذي ينزف فيه جيرانه الدماء من نار قناصته، عليه البحث أين فقد انسانيته. ربما ذروة ازدهار اقتصادي، لكن الى جانبها ذروة انهيار اخلاقي.
هذا العام ازهار الربيع تلاشى امام الدم الفلسطيني الذي سال على رمال غزة. وليلة عيد الفصح التي منذ سنوات ترافقت مع ليلة الاغلاق، لون بالسواد. فصح أحد الطرفين ينتج اغلاق لدى الطرف الآخر. هنا يقرأون في الاسطورة كيف نكل بهم الاغيار قبل ألفي سنة، وهناك يجلس الاغيار ويحصون موتاهم الذين قتلوا على أيدي ضحايا الماضي. وحسب روني دانييل، المحلل العسكري لشبكة الاخبار، فان هذا المشهد كان غير معقول: حتى الجنود الذين اطلقوا النار على الفلسطينيين اثناء اليوم، جلسوا في المساء على طاولة عيد الفصح وقرأوا الاسطورة. من المهم معرفة لأي إله هم يصلون.
هذا حقا غريب. كيف غاب عن اعين وسائل الاعلام الاسرائيلية – التي تصل الى سرير إبن رئيس الحكومة يئير نتنياهو، أن سكان القطاع يقعون تحت حصار فظيع، وأن 2 مليون انسان يعيشون في اكبر سجن في التاريخ، وبالضبط بسبب الظروف غير الانسانية التي يعيشون في ظلها، يصل هناك الى القيادة كل المتعصبين. في المقابل، كيف يمكن لوسائل الاعلام أن تتبنى رواية الجيش التي تقول إن معظم القتلى هم مخربون؟ غريب. “مخربون” بدون صواريخ قسام؟ بدون احزمة ناسفة؟ بدون قناصة؟ اذا كانت كل وسائل القتل مختفية فما الذي يجعلهم مخربين؟ سجلوا من فضلكم: كل جسم فلسطيني يقابل رصاصة اسرائيلية تتجول كما يحلو لها في الفضاء الفلسطيني، هو مخرب. الرصاصة البريئة لـ “قواتنا” تضرب فقط الفلسطينيين الاشرار الخبيثين.
الفيلم القصير ايضا الذي يظهر فيه شاب فلسطيني اطلقت النار على ظهره وهو يركض مبتعدا عن الجدار، هو بالفعل فبركة فلسطينية. قائمة الفبركات الفلسطينية بلغت الزبى، من محمد الدرة الذي حسب التحقيقات الاسرائيلية ما زال حي يرزق، ومرورا بمحمد إبن عم عهد التميمي الذي أصيب برأسه بسبب سقوطه عن الدراجة الهوائية وليس بسبب اطلاق النار عليه من قبل الجنود، وانتهاء باليوم، كلها كذب بكذب، ووسائل الاعلام هنا تردد ذلك.
في هذه الاثناء تحدث امور غريبة على الارض. ومثلما يقولون في اسرائيل، فقط اليمين هو الذي يستطيع تحقيق السلام – يمكن القول إن النضال الشعبي السلمي الذي يريده محمود عباس كما يبدو، فقط حماس تستطيع اخراجه الى حيز التنفيذ. عباس يعتقد أن النضال الشعبي السلمي يجري في غرف المفاوضات، لكنه نسي وجهه الآخر، وهو الجمهور الذي يخرج الى الشوارع. الآن حماس تطبق الجزء الثاني. كثيرون قالوا وبحق إن هذا النوع من النضال هو كابوس الاحتلال.
وننهي في معسكر اليسار الاسرائيلي. وبهذا علينا أن نبارك لرئيسة ميرتس، عضوة الكنيست تمار زندبرغ، التي وجهت انتقاد لاذع لسياسة سهولة الضغط على الزناد، حسب تعبيرها. ايضا طلبت تشكيل لجنة تحقيق. اليمين في اسرائيل يهاجمها بشدة مثلما يهاجمون “أعداء الشعب” في دول شمولية. يتبين أنه يجب احيانا التعلم من العدو الايديولوجي، أي من موشيه كلوغهيفت (رجل اليمين الذي قدم الاستشارة لزندبرغ وأثار غضب اليسار، وبحق). اجل، هناك اماكن يمنع فيها الاعتذار. اجل، عندما تتمسك بموقف اخلاقي صحيح، لا تعتذر. لو لم يكن ميرتس موجود، لكان يجب اختراعه.
معاريف / لا يوجد وسط
معاريف – بقلم أوري سفير – 2/4/2018
رئيسة ميرتس الجديدة تمار زيندبرغ هي هبة ريح منعشة في السياسة الاسرائيلية. فهي مستقيمة، قيمية وعملية؛ يسار اسرائيلي لا يتخفى ولا يعتذر، نسوية ومتساوية. بتقديري، السياسة الاسرائيلية في المستقبل المنظور للعيان ستدار بينها وبين وزيرة العدل آييلت شكيد. هاتان امرأتان لا تتشاركان في شيء باستثناء الذكاء، طلاقة اللسان والسير في المسار الايديولوجي.
وزيرة العدل، هي التعبير الاكثر طلاقة عن النظام الحالي. فهي فهيمة اكثر من الوزير نفتالي بينيت وحقيقية أكثر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ولكنها لا تقل خطورة عنهما. هي علمانية، ولكنها ترى في الوعد الالهي ببلاد اسرائيل الكاملة كل شيء. مشروع الاستيطان هو شمعة تضيء طريقها. دونم هنا ودونم هناك، لمنع دولة فلسطينية. صحيح أنها تعتقد أنها تعارض الدولة ثنائية القومية، ولكن بالتأكيد تقود الى هناك بنجاح لا بأس به. تدعي أنها مؤيدة للديمقراطية الاسرائيلية، ولكن في نشاطها الناجع، تعمل على المس بإمرة محكمة العدل العليا. شكيد تؤيد قانون القومية، الذي يلحق الهوية الديمقراطية بالهوية اليهودية للدولة. وهي تتحدث بحسن شديد، حتى عندما تكون على شفتيها ديماغوجيا مخيفة وعنصرية.
اما زيندبرغ، بالمقابل، فهي النقيض التام. هي ترى في مقاومة الاحتلال خلاصة الوطنية الاسرائيلية، وبالاحتلال الخطر الاكبر على أمن دولة اسرائيل. الاحتلال بالنسبة لها هو موبئة اخلاقية، أمنية وسياسية على حد سواء. لقد أدارت زيندبرغ في الماضي وهي تدير اتصالات مع القيادة الفلسطينية في رام الله. لو كان لها تفويض بذلك ستكون قادرة على الوصول الى حل وسط تاريخي مع الفلسطينيين من داخل الرواية اليهودية الصهيونية.
تمثل زيندبرغ تل أبيب الحديثة، اسرائيل مثما يحب ويقدر العالم: ليبرالية، تكنولوجية وديمقراطية. هي نسوية كفاحية، ما يمكن قوله عن كل حزب ميرتس، الذي كانت من قياداته الاساسية شولاميت الوني، زهافا غلئون والان زيندبرغ. هي متساوية ايضا في رؤيتها الاشتراكية – الديمقراطية للمجتمع والاقتصاد الاسرائيلي؛ دولة رفاه مع سوق حرة. المعركة على الهوية الديمقراطية في اسرائيل هي اساس اهتمام زيندبرغ، الى جانب انهاء الاحتلال، تعزيز الفصل بين السلطات، فك الارتباط بين الدين والدولة وتعظيم حقوق الانسان والمواطن في اسرائيل.
بين السياسيتين الايديولوجيتين زيندبرغ وشكيد، توجد كتلة غامضة وبراغماتية. من احد الطرفين وهو المنتصر يوجد حاليا نتنياهو، الذي يبقى مخلصا لغوش ايمونيم، ينفلت كل يوم على سلطات انفاذ القانون والقضاء، الاعلام، المعارضة ومنظمات حقوق الانسان. في الوسط – اليسار يسمع التلعثم الاعتذاري للبيد وغباي، مهما كانا كفوئين، عن حل الدولتين. هذان هما شخصان ديمقراطيان، يفشلان في اشعال الشهية ونار التمرد ضد سحق الديمقراطية من قبل الحكم الحالي.
يقترب اليوم الذي ستضطر فيه اسرائيل الى الحسم، ربما ليس بين شكيد وزيندبرغ، ولكن بين الفكرين اللذين تمثلاهما، بين الاحتلال والتسوية، بين الثيوقراطية والديمقراطية، بين الدولة المنبوذة او العضو في اسرة الشعوب. في هذا الخيار لا يوجد وسط.
هآرتس / حماس لا تهمها معاناة الفلسطينيين
هآرتس – بقلم موشيه آرنس – 2/4/2018
استراتيجية قادة حماس في غزة واضحة. فهي وحشية وفظة. حماس تسبب المعاناة الشديدة لسكان غزة من اجل عرض جراحهم امام العالم وتثير التأييد للفلسطينيين والاساءة لاسرائيل. “مسيرة المليون الى القدس” قرب الجدار هدفت الى التسبب بموت آلاف الفلسطينيين بغرض التلويح بمعاناتهم مثل التلويح بالعلم. حماس تعرف أنه في الاحداث الجماهيرية لمهاجمة الجدار من السهل فقدان السيطرة. لو فشلت خطتهم هذه لكان كبار قادة حماس انفسهم سيتسببون بمشكلة يتم فيها قتل واصابة فلسطينيين كثيرين.
حماس فشلت في احضار مليون شخص قرب الجدار، لكن حتى بـ 30 ألف من البائسين الذين تم احضارهم الى الجدار، كان الوضع قابل للانفجار، وقد قتل عدة اشخاص. هذا كان كافيا من اجل مهاجمة اسرائيل في الامم المتحدة، وجعل محللون معينون يقولون إن حماس نجحت أخيرا في تطوير استراتيجية ناجحة ضد اسرائيل – خطوة كبيرة الى الامام – من اجل الهدف الفلسطيني، كما جاء في “هآرتس”.
ولكن هذا لم يكن اكثر من تصعيد آخر للاستراتيجية التي تعمل حماس بحسبها منذ سيطرتها على الحكم في قطاع غزة: التسبب بمعاناة الفلسطينيين وعرض جراحهم امام العالم. حسب هذه الاستراتيجية تم اطلاق الصواريخ على مدى السنين على التجمعات السكانية الاسرائيلية، من خلال معرفة واضحة أن رد الدفاع الذاتي لاسرائيل سيتسبب بمعاناة السكان في القطاع: الموت، الاصابة والاضرار بالممتلكات. منذ سيطرت حماس على الحكم قامت ثلاث مرات بمهاجمة السكان المدنيين في اسرائيل، رغم أنها عرفت أن هذا سيسبب المعاناة لسكان القطاع. قادة حماس اعتقدوا أن التنديد باسرائيل في المجتمع الدولي أهم من معاناة أبناء شعبهم. هذه الاستراتيجية فشلت في نهاية المطاف، حيث لم يعد هناك شيء تقريبا لتدميره في قطاع غزة.
بعد ذلك بدأوا في حفر الانفاق من اجل الدخول الى اسرائيل. ملايين الدولارات التي كان يمكنها المساعدة في اعمار القطاع، استثمرت في حفر الانفاق. ولكن تبين أن هذه الاستراتيجية ايضا غير ناجحة. الآن يخطط قادة حماس الكبار لهجوم بري من قبل مدنيين – رجال ونساء واطفال – ضد اسرائيل على أمل أن يقتل عدد كبير منهم. يمكن الافتراض أنه حتى الآن خاب أملهم. وفقا لخطتهم فان عدد اكبر من الاشخاص كان يجب أن يقتلوا.
بدل دعوة حماس للتوقف عن هذه الفظاظة، التي من شأنها أن تضيف المزيد من معاناة الفلسطينيين في غزة، فان من يؤيدون حماس يدعون السكان الى المواصلة. لا يوجد لمحمود عباس المسكين في رام الله أي خيار عدا التعبير عن دعمه لهذه المظاهرات الانتحارية. آخرون في العالم من اصحاب النوايا الحسنة يرددون اللازمة المعتادة التي تقول إنه يجب على كل الاطراف اظهار ضبط النفس. ولكن يجب أن لا نأمل ضبط النفس من قبل قادة حماس.
إن تخليد مشكلة اللاجئين التي نشأت في اعقاب مهاجمة العرب لليهود بعد اصدار الامم المتحدة لقرار التقسيم في تشرين الثاني 1947، هو اساس مواصلة الهجمات ضد اسرائيل بوسائل اخرى. في ارجاء العالم تم اقتلاع ملايين الاشخاص من منازلهم اثناء المعارك في الحرب العالمية الثانية واثناء تقسيم الهند. هؤلاء الاشخاص تم استيعابهم وأقاموا منازل جديدة، لكن اللاجئين الفلسطينيين – الذين يشملون الآن أبناء الجيل الثاني والثالث والرابع من اللاجئين الاصليين – تم ابقاءهم بشكل متعمد دون سكن دائم، كسلاح ضد اسرائيل، جزء كبير من المجتمع الدولي ساعد هذه الاستراتيجية الشريرة، وحماس تستغلها الآن حتى النهاية.
لسوء حظ الفلسطينيين، فقد كانت قيادتهم من اسوأ الانواع – من الحاج أمين الحسيني وحتى ياسر عرفات والآن حماس. هم يقومون بجرح انفسهم عمدا من اجل عرض جراحهم على العالم، لكن هذا السلوك لا يناسب حركة وطنية. الفلسطينيون الذين يعيشون في اسرائيل وفي الاردن محظوظون، ووضع الفلسطينيين في يهودا والسامرة أفضل من وضع الفلسطينيين في قطاع غزة. ولسوء حظ الفلسطينيين الكارثي في غزة، هم محكومون من قبل حماس.
هآرتس / يجب اجراء تحقيق
هآرتس – بقلم مردخاي كرمنتسار – 2/4/2018
مقبول علينا موقف القضاء الدولي الذي يقضي بأن الحق الاساسي في الحياة يستوجب اجراء تحقيق عندما يتم استخدام قوة قاتلة من قبل من يعملون باسم الدولة، خارج قتل مقاتلين في الحرب، حيث أنه كيف يمكن معرفة أن السلطات الحاكمة تصرفت بالاحترام المطلوب مع الحق في الحياة اذا لم يحققوا بصورة ناجعة وموضوعية؟.
حسب رواية الجيش ففي عدد من حالات الموت التي حدثت في القطاع أمس لم يكن مخربون متورطون فيها. من هنا يجب التحقيق في الظروف التي تم التسبب فيها بموتهم، ويا ليت أن التحقيق يظهر أن كل شيء تم وفقا للقانون. ايضا انتماء شخص لمنظمة ارهابية لا يعطي الحق لاستخدام سلاح فتاك ضدهم. السؤال الرئيس هو كيف تصرف قبل اطلاق النار عليه: هل كان مشاركا بصورة مباشرة في اعمال معادية ضدنا في الوقت الذي أصيب فيه؟ هل عرض للخطر بشكل مباشر حياة انسان؟.
إن واجب التحقيق يكتسب اهمية لأن الامر يتعلق بسلسلة احداث ما زالت في بدايتها. لذلك، يجب اجراء تحقيق جدي وسريع من اجل أن يتم توجيه القوات للعمل في اطار القانون، ومن اجل استخلاص الدروس المطلوبة. الامر لا يتعلق فقط بواجب قانوني واخلاقي، حيث توجد لاسرائيل مصلحة واضحة ومفيدة بعدم سفك دماء الفلسطينيين غير المقاتلين ضدها.
ضمن امور اخرى يجب العودة لفحص أوامر اطلاق النار كما هي مكتوبة وكما أعطيت وكما تم تفسيرها من قبل من أخذها. وبشكل خاص هذا مطلوب عندما يتعلق الامر باحداث لها طابع مختلط ومركب ويوجد فيها خلط بين مخربين يحاولون ضرب قواتنا وبين مدنيين متظاهرين. ولمن يهمه سفك الدماء من السهل في هذه الظروف أن يظهر كل الصورة كهجوم لمخربين ضد اسرائيل خلافا للحقيقة التي هي مركبة أكثر.
على سبيل المثال، اذا كان مجرد الاقتراب من الجدار أو المس به من قبل مدنيين متظاهرين غير مسلحين، يعتبر سلوك يبرر استخدام النار الحية ضدهم، فان هذا التوجيه يجب الغاءه بسبب عدم قانونيته. رغم أن الجدار يمثل الحدود، إلا أنه ليس أكثر قدسية من حياة الانسان، حتى لو كانوا فلسطينيين يعيشون في غزة. بالاحرى، يجب عدم اطلاق النار على جسم انسان قبل أن يتم استخدام البدائل غير القاتلة لتفريق المظاهرات التي تمثل اخلال بالنظام.
إن الدفاع عن الحياة يقضي بأن تعريض حياة انسان للخطر من قبل العاملين باسم الدولة، يتم فقط عندما لا يوجد خيار آخر، كمخرج أخير، وبعد أن تم استخدام كل الطرق البديلة. الدولة يمكنها بالطبع اعتقال متظاهرين قاموا بالاخلال بالنظام، وحسب الحاجة أن تستخدم لهذا الغرض قوة معقولة وأن تقدمهم للمحاكمة. إن من يمنع اجراء التحقيق الآن يتحمل المسؤولية عما يمكن ويجب منعه في المستقبل. على خلفية المعارضة المؤسساتية للتحقيق وهوية التحليل التي تم ختمها فان تحقيق ناجع وموضوعي يجب أن لا يكون تحقيق عسكري – داخلي. يجب اجراء تحقيق رغم أن سلوك الجيش الاسرائيلي ليس هو الاساس، بل فشل المستوى السياسي الذي ساهم في “تمرد الشعب” في قطاع غزة، وفي اعقاب ذلك القاء مهمات غير ممكنة على الجيش. بالتحديد من يريدون مصلحة الجيش يجب عليهم التركيز على الحفاظ على حصانته القيمية في ظروف صعبة جدا، اذا كان لا يمكن الحفاظ على الحصانة القيمية للجيش، لا سمح الله، في ظروف كهذه، فمن المهم أن نعرف ذلك.
مطلوب اجراء تحقيق بالضبط لأن وزير الدفاع استخدم سلاح يوم القيامة، الموجود في أيدي سياسيين يثيرون المشكلات، ضد من طلب اجراء التحقيق (ميرتس)، بقيامه باخراجهم خارج الدولة ونقلهم الى معسكر العدو. المعسكر الذي يرى نفسه ليبرالي وضع امام اختبار، الذي في المرحلة الحالية فشل فيه بشكل كبير بوقوفه الى جانب ليبرمان في معارضة التحقيق. هل هو ملتزم بقيم ليبرمان أو القانون الدولي والقيم الانسانية لاسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وعلى رأسها قدسية حياة الانسان، دولة لا تبتهج بقتل الانسان ولا تعطر نفسها عند معرفتها بالاحداث التراجيدية، والتي نتائجها تتمثل في زيادة العداء لدولة اسرائيل في اوساط الفلسطينيين والعرب والاضرار بمكانتها الدولية.
اسرائيل اليوم / اردوغان تلقى ضربة يستحقها
اسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور ايال زيسر – 2/4/2018
من يسكن في بيت من الزجاج يجدر به الا يرشق الحجارة على المارة في الشارع: يبدو ان الرئيس التركي اردوغان نسي هذه القاعدة الاساسية، ولعل نجاحه على مدى السنوات الاخيرة في الانفلات المرة تلو الاخرى دون رد على زملائه وخصومه من الداخل ومن الخارج، أفقده صوابه.
حاكم واحد فقط يحظى بالاحترام والتقدير من اردوغان، الا وهو فلاديمير بوتين. فبعد أن اسقطت طائرات تركية قبل نحو ثلاث سنوات طائرة قتالية روسية في سماء سوريا، تجاوز اردوغان كبرياؤه وسارع الى الاعتذار لبوتين، إذ ان ثمة شيئا واحدا يحترمه اردوغان ويفهمه، الا وهو لغة القوة.
في انفلاتات لسان اردوغان على اسرائيل، لا يوجد ما هو جديد، هذا هو سبيله منذ صعد الى الحكم في تركيا. كراهيته لاسرائيل تنبع من اعتبارات سياسية: اضرب اليهود كي تنال الشعبية في الداخل والتأييد في العالم الاسلامي. ولكن هذه الكراهية مغروسة ايضا في لاسامية اساسية، لا يخفيها. اسرائيل امتنعت حتى الان عن محاسبته. وكان الاعتبار الاسرائيلي هو أن اردوغان على أي حال يتحدث فقط ومن خلف احاديثه العالية لا يوجد أي شيء، والدليل – العلاقات الاقتصادية بين الدولتين واصلت الازدهار.
ولكن يبدو أن اسرائيل وصلت الى الاستنتاج بان مع تركيا اردوغان على أي حال لا يوجد أي امل في الحوار والتعاون السياسي والامني. فضلا عن ذلك، في الكثير من المشادات التي علقت فيها اسرائيل، توجد تركيا في الطرف الاخر من المتراس، والنزاع مع حماس هو فقط مثال على ذلك.
يمكن أيضا ان تكون اسرائيل استوعبت اخيرا بان اللغة الوحيدة التي يفهمها اردوغان هي بالفعل لغة حوار القوة. فاذا كان مسموحا لاردوغان أن يشجب اسرائيل ويسميها “محتلة” و “ارهابية تنفذ المذابح”، فيمكن تذكير الاتراك ببعض الحقائق التاريخية. لقد اعترفت معظم دول العالم بمذبحة الارمن في عهد الحرب العالمية الاولى بل وتدعو اردوغان ليس فقط الى اعادة الديمقراطية الى بلاده، بل وايضا الاعتراف بحقوق ابناء الاقلية الكردية في بلاده، في العراق وفي سوريا. وهؤلاء الاخيرون يسميهم اردوغان “ارهابيين” ويقاتل ضدهم حتى الابادة في داخل تركيا وفي سوريا المجاورة.
واخيرا، لا تعترف أي دولة في العالم بالتواجد العسكري التركي في شمال قبرص، والمستمر منذ احتلال الاتراك هذا الاقليم قبل نحو اربعة عقود.
ليس ضد اسرائيل فقط ينفلت لسان اردوغان، بل وضد الولايات المتحدة، حليفته الاكبر التي يستمتع على نحو خاص في اهانتها واحتقارها. واشنطن هي الاخرى درجت حتى الان على مد الخد الاخر لاردوغان. مشوق أن نستوضح اذا كان الرد الحاسم من نتنياهو منسق وبالتشاور مع ادارة ترامب وربما بتشجيعها، والتي لها ايضا حساب يطول مع اردوغان.
القناة السابعة العبرية / سيناتور يهودي : لا أصدق إسرائيل وقد بالغت في ردها ضد المتظاهرين
القناة السابعة العبرية – 2/4/2018
انتقد السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، في مقابلة مع شبكة CNN، اسرائيل انتقاداً لاذعاً بعد قتلها لأشخاص قاموا بالتظاهر عند حدود قطاع غزة يوم الجمعة الماضي.
وأشار أنه لا يصدق ادعاءات اسرائيل بأن من قتلتهم في غزة هم من حماس قائلاً “لقد فهمت أن هناك عشرات الآلاف ممن تظاهروا بشكل سلمي. وأعتقد أن الجيش قد قتل من 15 إلى 20 فلسطينياً والكثير من الإصابات”.
بيرني ساندرز ، المرشح السابق من الحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة، لم يتقبل ادعاء اسرائيل بأن من قتلتهم في غزة هم من المخربين. قائلاً “الجيش الاسرائيلي قد بالغ في ردة فعله”.
كما وصف ساندرز قتل قوات الجيش الاسرائيلي للمتظاهرين الفلسطينيين عند السياج الحدودي بالفاجعة. ورأى أنه من حق كل إنسان التظاهر من أجل مستقبل أفضل دون مواجهته بالعنف.
وشدد على أن “هذا الوضع صعب، وحسب تقديراتي، إن اسرائيل وجيشها قد بالغوا بردة الفعل”. مضيفًا أن “الوضع في غزة كارثة إنسانية. وعلى الولايات المتحدة أن تتخذ موقفاً أكثر إيجابية في إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة ودعم الفلسطينيين والاسرائيليين للوصول إلى مستقبل أفضل من شأنه أن يساعد جميع الأطراف”.
معاريف الأسبوع / التصعيد على الأبواب ودروس “الجرف الصامد”
معاريف الأسبوع – بقلم تل ليف – رام – 2/4/2018
رغم عدد الأحداث الاستثنائية على امتداد الجدار الفاصل مع قطاع غزة، والتي وقعت منذ يوم الجمعة، تم الحفاظ على الهدوء النسبي. إذا كان هناك من يبحث عن إثبات آخر على قدرة حماس على مواصلة السيطرة بشكل يكاد يكون مطبقًا على ما يدور في غزة؛ يمكنه أن يجد ذلك على الأقل في هذه المرحلة، فباستثناء محاولة واحدة فاشلة لم يتم إطلاق الصواريخ من القطاع. رغم الوضع المتوتر، حماس ما تزال تكبح محاولات وضغوطات التنظيمات الإرهابية لتجديد إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
ورغم ان الصراع الذي جرى على الجدار الفاصل عشية عيد الفصح تطور حد المواجهة على رواية الحدث في الساحة السياسية – الدبلوماسية، التي تجد فيها إسرائيل صعوبة أكبر، لا يجب أن نخطئ؛ بل علينا أن نتذكر: المقصود فقط توتر افتتاحي صوب مواجهات أخرى يُتوقع ان تحدث بعنفوان متغير على مدار الفترة القادمة، مع التأكيد على نهايات الأسابيع وعلى تواريخ ذكريات أخرى ذات أهمية رمزية للإسرائيليين والفلسطينيين، وسيما في شهر مايو.
الجيش الإسرائيلي كمنظمة اعتاد التعلم واستخلاص العبر من الأحداث، سيكون من الخطأ ان نفكر بأن حماس لا تستخلص العبر أيضًا. حسب أحد السيناريوهات الخطيرة، هناك احتمال معقول بأن تجري في الفترة القريبة عمليات قنص من القطاع تستهدف قوات الجيش الإسرائيلي الموجودة على الجدار الحدودي، الصور القادمة من قطاع غزة لتصاوير داخلية للبنادق والقانصات يجب أن تلمّح لقادة الجيش الإسرائيلي في المنطقة ان هناك مكان لتحسين الانضباط التنفيذي في المنطقة، اليوم هو مصور وغدًا يكون قناصًا. مواجهة المظاهرات على الجدار تنسينا أحيانًا الانضباط التنفيذي المطلوب عند التواجد على حدود معادية للغاية مثل حدود غزة؛ الأمر نفسه صحيح أيضًا بشأن تجمعات القوات في المناطق القريبة من الحدود والمهددة من قبل إطلاق قذائف الهاون.
وجهة نظر المؤسسة الأمنية التي ترسم لشهر مايو صورة الشهر المتفجر بشكل خاص بسبب تواريخ المناسبات الكثيرة (يوم النكبة، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وشهر رمضان) هي نظرة صائبة من حيث الاستعدادات الأمنية، لكن على نمط الأمور الحالي التصعيد مع قطاع غزة تدق على الأبواب منذ الآن، حتى وإن كانت حماس تحذر تكسير الأواني بشكل تام.
لا يجوز أن تُنسي أعمال الشغب على الجدار الفاصل – مهما كانت خطورتها – الجيش الإسرائيلي صورة الوضع الأوسع: الجيش الإسرائيلي يجب ان يكون مستعدًا ومدربًا لمواجهة في القطاع، والكثير من الدلالات على الأرض تشير إلى أن هذه المواجهة باتت قريبة، الجيش الإسرائيلي أيضًا يجب أن يجد الطريقة لكي لا يجر إلى قلب هذه المواجهة غالبية تقسيمات رأس حربته، في مختلف الحلول يجب دراسة ضم كبير لقوات حرس الحدود لتكون العامل الأكثر هيمنة في مواجهة المشاغبين، حتى على حساب القطاعات الأخرى.
في الـ 12 من يونيو 2014 تم خطف وقتل الشبان الثلاثة من قبل حماس، وعلى مدار أسبوعين ونصف استنفذت غالبية القوات النظامية في أعمال التفتيش والأعمال العسكرية في الضفة الغربية، رغم العلامات المقلقة التي ظهرت حينها من قطاع غزة إلا ان الجيش الإسرائيلي لم يشخص في الوقت الصحيح الحاجة إلى وضع سلم أولويات، حتى على حساب العمليات التنفيذية بتوظيف بعض الوحدات. المقاتلين والقادة حضروا عشية “الجرف الصامد” ولم يكونوا جاهزين، ومنهكين جسديًا.
في التمييز المطلوب الآن بين المستعجل والمهم، هذا الدرس من “الجرف الصامد” يجب أن يدوي في آذان قادة الجيش الإسرائيلي كذكرى مكوية، المسيرات في قطاع غزة ما هي إلى محفز لمواجهة عسكرية في القطاع؛ ولذلك على الجيش الإسرائيلي ان يستعد.
المصدر / لماذا تطلق كتائب القسام موقعا جديدا بالعبرية؟
أطلق الجناح العسكري لحماس موقعا إخباريا جديدا على الإنترنت باللغة العبرية ولكن ليس واضحا ما الهدف منه
المصدر – بقلم معيان بن حامو- 2/4/2018
في نهاية الأسبوع، أطلق الجناح العسكري لحماس موقع إنترنت جديدا باللغة العبرية. يتضمن الموقع برامج مختلفة منها الإخبارية، مقاطع فيديو، بيانات الناطق باسم كتائب عز الدين القسام ومجموعة صور لعمليات نُفّذت سابقا. يبدو أن حماس تستثمر جهودا كثيرة ساعية إلى توضيح رؤيتها للجمهور الإسرائيلي بلغة واضحة وسليمة قدر المستطاع، وآملة أن يقرأ الإسرائيليون رسائلها. ولكن بطبيعة الحال يمكن العثور على عدد غير قليل من الأخطاء الإملائية والكتابية باللغة العبريّة.
من الواضح أن حماس استثمرت جهودا كثيرة في الموقع. خلافا للموقع السابق بالعبرية، فإن الموقع الجديد مصمم بحلة جديدة، ويتضمن صورا أكثر، مقالات ومقاطع فيديو. في صفحة “من نحن” يمكن العثور على شرح عن كتائب الشهيد عز الدين القسام يتضمن تفسيرا لأهدافها وتاريخها. تسعى حماس إلى “إثارة روح الجهاد في قلوب الفلسطينيين، العرب والمسلمين؛ الحفاظ على الفلسطينيين وأراضيهم من الاحتلال الصهيوني وعدوانيته؛ وتحرير فلسطين التي سلبتها قوات الاحتلال الصهيونية والمستوطنين”، وفق ما ورد في الموقع بالعبرية لمعرفة القارئ الإسرائيلي.
السؤال هو لماذا أطلقت حماس الآن تحديدًا موقعا جديدا بالعبرية. يمكن أن نفترض أن وضعها الإشكالي الحالي والمنافسة المتزايد أمام فتح، دفعا الجناح العسكري لزيادة جهوده ونقل رسائل للمعنيين بها وغيرهم. كما أن منظمة التحرير الفلسطينية لديها صفحة منافسة بالعبرية في الفيس بوك، تدعى “فلسطين بالعبرية”. علاوة على ذلك، ربما عدد المشاركين المنخفض في “مسيرة العودة الكبرى”، أثار حاجة لدى كتائب عز الدين إلى ترهيب الإسرائيليين من خلال نقل رسائل في الموقع الجديد.
موقع واللا العبري / العملية الكبرى بديلًا لمواجهة الجمهور
موقع واللا العبري الاخباري – بقلم أمير أورن – 2/4/2018
إن قطاع غزة ليس كيانًا جغرافيًا أو مجموعة إثنية فطرية، لم يقطعه أحد، ولم يكن يريده أحد. لقد ولد تحت المسؤولية المشتركة للفلسطينيين، الذين رفضوا تقسيم المنطقة التي كان البريطانيون على وشك إخلائها في 15 مايو 1948 لدولتين، والمصريين الذين غزوا إسرائيل، القطاع كان يمثل موقع القوات وقت الهدنة. لو كان الجيش الإسرائيلي قويًا بما فيه الكفاية لطرد المصريين ولما كان هناك قطاع، لو كان الجيش المصري أقوى قليلًا لنجح بالوصول حتى أسدود أو يافا.
لم تكن مصر راغبة في غزة، وهي لم تضمها طوال 19 عام حكمها لها، واكتفت بحكم عسكري، وامتنعت عن تبنيها حين وقع أنور السادات على اتفاق سلام مع مناحيم بيغن. خلال الـ 36 عامًا الماضية، لأول مرة في تاريخ المنطقة، أصبح هناك حدود واضحة بين مصر وفلسطين. لو كان السبب وراء سير الجموع نحو السياج هو الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، لكان من الممكن أن يسيروا نحو الحدود المصرية، إسرائيل غير مسؤولة أكثر من مصر عن إحساس الغزيين بالحصار.
بالنسبة لإسرائيل، غزة هي دولة عدو بسبب حكم حماس، الحركة التي لا تعترف بها وترفض التسوية والتصالح معها. بالنسبة لمصر، غزة هي دولة عربية جارة. رغم هذه الظروف، يمتنعون في حماس عن دراسة درجة التسامح المصري إزاء حركة الجموع نحو السياج. وهناك بالطبع الحدود الثالثة (البحرية)، لو صعد الغزيون على السفن وأبحروا داخل البحر، في طريقهم لأوروبا، في الاتجاه المعاكس لأساطيل الاحتجاج لغزة لكان صعبًا على سلاح البحرية تبرير منعهم.
الأزمة حقيقية في غزة، القيادة الأمنية في إسرائيل لا تنكرها، لدوافع جوهرية هي معنية بالتخفيف عن السكان، كي لا تؤدي المعاناة واليأس لموجة تُغرق النقب. لن يكون للفلسطينيين في الجانب الإسرائيلي فريق متنور ثقافيًا أكثر من رئيس الأركان غادي ايزنكوت ومنسق أعمال الحكومة في المناطق يوآف مردخاي، اللذيْن تنتهي فترة خدمتهما في الأشهر المقبلة، هم يعلمون أن هناك علاقة عكسية بين تحسن رفاهية الغزيين والمخاطر على أمن إسرائيل.
لكن ما يحدث على طول السياج منذ نهاية الأسبوع ليس نسخة فلسطينية من احتجاجات روتشيلد، إنها مظاهرة سياسية، شعار يحيي ملف 1948. العودة لفلسطين المحتلة، بما يعني محو إسرائيل؛ لا يمكن أن توافق على ذلك أي جهة جدية في الجمهور الإسرائيلي، من يسعى لتسوية الصراع – بما في ذلك إخلاء كل الضفة الغربية وجميع المستوطنات – يتطلع لاتفاق بين المعتدلين من كلا الطرفين، أما المتطرفون من حماس، بمطالبهم للرجوع لما خلف 48، يعرقلون صفقة على 67.
من يدعم المعتدلين مضطر لأن يوقف المتطرفين
إن سياسات استخدام القوة التي يتبعها الجيش بها خطر على حياة الناس. البديل: تصعيد باتجاه عملية كبرى للجيش، إذ أن الجميع في إسرائيل يرون الآن إلى أي حد لن تكون فعالة في حل المشكلة (تمامًا مثلما حدث في “الجرف الصامد”)، ستكون أغلى ثمنًا، مثلما حدث في العمليات السابقة. المعركة المقبلة تنتظر الجنرال اليعيزر تولدنو، الذي سيشغل منصب قائد كتيبة غزة.
حماس لديها شركاء في تفاقم الوضع. دونالد ترامب، الذي بغروره اتخذ وضعًا معقدًا ولفه حول نفسه إلى أقصى حد؛ مؤخرًا، حين تحدث عن صفقة القرن، توقف عن الإشارة للسلام الإسرائيلي – الفلسطيني الذي تفاخر بأنه سيحققه، وانتقل للتفاخر بصفقات بيع السلاح الأمريكي للسعودية. بنيامين نتيناهو، غير القادر على اقتراح مبادرة إسرائيلية أو الاستجابة لمبادرة عربية. أبو مازن، الذي كما سابقه ياسر عرفات، لا يرتقي لمستوى الحنكة السياسية التي يحتاجها حل الصراع.
الجدران، بين إسرائيل وبين جنوب فلسطين غربًا والضفة الغربية شرقًا، تمثل خيار الفصل بين الكيانات؛ هذا الفصل ممكن فقط حين لا يكون هناك عدد كبير من المستوطنات المحاذية لمستوطنات أخرى.
أحداث الأيام الأخيرة، وما هو متوقع في الاسابيع المقبلة، تثبت مجددًا لأي مدى كان إخلاء المستوطنات من غزة ضرورة عسكرية وسياسية. ماذا كانت ستفعل اسرائيل في حال هاجمت هذه الجماهير “موراج” و”نيف ديكاليم”؟ لم يكن هناك أي جدوى أمنية في “غوش قطيف”، هي فقط أوقعت قوات دموية. أمام عنف ورفض يتطلب كتلة ثابتة.
هآرتس / عالقون في بوابات غزة
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 2/4/2018
على اسرائيل أن ترى في الاحداث الدموية على حدود قطاع غزة، حيث قتل فيها حتى الان 15 شخصا واصيب 758، كاشارة تحذير لما سيأتي وتركيز الجهود لمنع التصعيد، الذي من شأنه أن يتحول الى مواجهة واسعة. يبدو مرة اخرى أنه في اللحظة التي تشعر فيها اسرائيل “بالانتصار” على الجانب العربي في النزاع ويروي زعماؤها للجمهور بان وضعنا لم يسبق أن كان أفضل وان “العالم” ينشغل في شؤون اخرى – فان العرب “المهزومين” لا يستجيبون لهذا التشخيص ويجدون نقطة ضعف في الطرف الاسرائيلي. هكذا حصل عشية حرب يوم الغفران وقبل الانتفاضة الاولى والثانية، وهكذا كفيل بان يحصل الان.
منذ صعود دونالد ترامب الى الحكم في الولايات المتحدة يبدو أن حلم اليمين الاسرائيلي تحقق. فرؤيا الدولتين اختفت عن الخطاب الاسرائيلي والدولي، السفارة الامريكية في الطريق الى القدس، الانتقاد للتوسع الاستيطاني اعتدل، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يقترب من نهاية حكمه دون انجازات، وحماس منعزلة بين الحصار الاسرائيلي والاغلاق المصري. جنة عدن حقيقية، كالتعبير المحبب على وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي وعد أمس بتشديد الرد الاسرائيلي، اذا واصل الفلسطينيون “مسيرات العودة”.
غير أنه في الواقع، رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ورفاقه في القيادة السياسية امتنعوا عن كل بحث جدي في السياسة تجاه غزة؛ اختبأوا خلف عائلة غولدن، التي تطالب باشتراط كل تسهيل في الحصار باعادة جثمان ابنها، ومن خلف الرفض العام في اليمين لكل ما يفسر كـ “تنازل للعرب”؛ تجاهلوا تحذير رئيس الاركان، غادي آيزنكوت، من انفجار محتمل في الساحة الفلسطينية؛ وبعثوا بالجيش الاسرائيلي للدفاع بوسائل عسكرية عن طريق سياسي بلا مخرج، على امل كسر الفلسطينيين، بكل معنى الكلمة.
كما فشلت الحكومة ايضا في أنها تجاهلت عباس، اضعفته وعززت قوة حماس في الساحة الفلسطينية. وأكثر من ذلك: يتبين مرة اخرى بان اسرائيل لا تعرف كيف ترد على شكل جديد للاحتجاج – مثلما في قضية البوابات الالكترونية – حين لا يستخدم الطرف الاخر العنف تجاهها، الارهاب أو نار الصواريخ.
والان، حان الوقت للصحوة. بدلا من تهديد الفلسطينيين بقتل زائد اضافي وانتظار الكارثة، التي ستفرض – مثلما في الماضي – تغييرا في السياسة الاسرائيلية، على نتنياهو أن يمنع تصعيد المواجهة: تخفيض مستوى اللهيب، تخفيف الحصار الوحشي على غزة واستئناف المفاوضات السياسية مع عباس. مثل هذه الاقتراحات تبدو خيالية في ايام حكم حكومة اليمين المتطرف، سكرى “الانتصار” على الفلسطينيين، التي تحاول حل كل مشكلة بوسائل عسكرية، ولكن لا سبيل آخر لتجاوز فخ غزة.