ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 1– 4 – 2018

يديعوت احرونوت :
– معظم القتلى: مخربون.
– 30 الف يسيرون من غزة، خلايا نار وعبوات على الجدار.
– نار على الجدار.
– “مخربون مع قنابل وسلاح يركضون نحو الجدار”.
– الفلسطينيون: “متظاهر يصاب بالنار في ظهره”، الجيش الاسرائيلي: “هذا تلفيق”.
– مقاومة شديدة.
– عاصفة زيندبرغ.
– تحطم الطائرة المسيرة في لبنان.
معاريف/الاسبوع :
– تخوف في الجيش الاسرائيلي: الاحتجاج سيتصاعد.
– عشرات الاف الفلسطينيين يسيرون نحو الجدار، مقل 17 واصابة نحو 1.000.
– الجيش الاسرائيلي: حماس تفشل.
– في الامم المتحدة لا جديد: يهاجمون اسرائيل في ليل الفصح.
– هنية: “المسيرات فتحت الطريق للعودة لكل فلسطين”.
– نتنياهو وليبرمان يسندان الجيش الاسرائيلي، في ميرتس يطالبون بلجنة تحقيق.
– تحطم طائرة اسرائيلية في لبنان؛ طائرة مسيرة اخرى دمرت البقايا.
– بحر من المتنزهين.
هآرتس :
– مقتل 15 فلسطيني واصابة 785 بنار حية في مظاهرات على حدود غزة.
– رغم ازمة شركة تيفع، ثمانية مسؤولين على رأس جدول الارقام القياسية في الرواتب.
– نتنياهو: اسرائيل تعمل بحزم وتصميم على حماية سيادتها.
– بدلا من اطلاق الصواريخ والعمليات بواسطة الانفاق، حماس وجدت طريق انجح للاحتكاك بالجيش الاسرائيلي.
– الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي يدعوان الى التحقيق في قتل المتظاهرين في القطاع.
اسرائيل اليوم :
– مسيرة الارهاب.
– توتر في الجنوب: يوم معركة، وتأهب عال.
– في الجيش الاسرائيلي: 10 من 16 القتلى على الاقل هم مخربون معروفون.
– الجبهة السياسية: في الامم المتحدة يريدون التحقيق.
– خربوا، اطلقوا النار وصدوا.
– “الاختطاف الفلسطيني البشع في العيد لن يخفي الحقيقة”.
– كبير حماس يعترف: خيبة أمل، توقعنا 100 الف مشاركة.
القناة 14 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي يعتقل فلسطينيا تجاوز السياج الحدودي الفاصل مع غزة.
– إسرائيل تحتجز جثمان أحد الشبان الفلسطينيين الذين استشهدوا يوم الجمعة الماضي.
– أجهزة أمن السلطة الفلسطينية تعيد عائلة إسرائيلية دخلت قلنديا عن طريق الخطأ.
القناة 2 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي يزعم العثور على الأسلحة التي كانت بحوزة الشبان الذين حاولوا التسلل الى إسرائيل يوم الجمعة.
– الولايات المتحدة الامريكية منعت اجراء تحقيق في أحداث قطاع غزة بالأمم المتحدة.
– حالة الطقس: الجو غائم جزئيا، وانخفاض طفيف على درجات الحرارة.
والا العبري :
– التوتر بالجنوب: الجيش الإسرائيلي يعتقل فلسطيني عبر السياج قرب كيسوفيم.
– أجهزة أمن السلطة تسلم الجيش الإسرائيلي سيارة إسرائيلية دخلت بالخطأ الى قليلقية.
– الجيش الإسرائيلي يعتقل الليلة اربعة فلسطينيين من مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
القناة 7 العبرية :
– وزير الجيش ليبرمان يهاجم حزب “ميرتس”: يمثل المصالح الفلسطينية
– إسرائيل تقدم شكوى رسمية للأمم المتحدة ضد جلسة مناقشة الاوضاع على حدود غزة.
– الجيش الإسرائيلي يزعم: 10 من الذين قتلوا على الحدود يوم الجمعة أعضاء منظمات عسكرية.
***
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 1– 4 – 2018
يديعوت / معظم القتلى: مخربون../ 30 الف يسيرون من غزة، خلايا نار وعبوات على الجدار../ نار على الجدار
يديعوت – بقلم متان تسوري وآخرين – 1/4/2018
30 ألف مشارك في المسيرة، 16 فلسطيني قتيل، خلايا ارهاب مسلحة تعمل تحت رعاية الاضطرابات، تطلق النار نحو القوات وتحاول زرع عبوات ناسفة على الحدود – وصفر تسلل الى الاراضي الاسرائيلية: هكذا انتهت نهاية الاسبوع العنيفة على حدود قطاع غزة.
بعد أن بدأ غبار المسيرة على الحدود يتبدد، أكمل الجيش والمخابرات الاسرائيلية جمع المادة الاستخبارية، وهكذا تبين ان عشرة على الاقل من بين القتلى بنار الجيش الاسرائيلي هم مخربون، بينهم نشطاء في الذراع العسكري لحماس، رجال جهاز حفر الانفاق ورجال الجهاد العالمي.
في صور واشرطة نشرها الجيش الاسرائيلي يظهر بوضوح مخربون مسلحون يقتربون من الجدار تحت رعاية الاضطرابات ويحاولون التسلل الى اسرائيل. قوات خاصة عملت على الجدار هرعت نحوهم وصفتهم.
وبعد هدوء الاضطرابات وجدت على الجدار بنادق كلاشينوف وقنابل يدوية استخدمها المخربون. احداث اخرى مع مخربين مسلحين وقعت في عدة نقاط اخرى على طول الجدار وانتهت دون اصابات بين قواتنا.
وفي حماس اعترفوا بان خمسة من القتلى هم رجال الذراع العسكري للمنظمة. في اعقاب الاحداث اجتمع مجلس الامن في الامم المتحدة ودعا الامين العام الى الشروع في تحقيق “شفاف ومستقل” للاحداث.
حماس تبعث بطفلة الى الحدود
وعودة الى ساعات الصباح الاولى من يوم الجمعة: فقد استعدت قوات الجيش الاسرائيلي بحجوم كبيرة على تلال من التراب اعدت مسبقا، تجولت في محيط الجدار ووثقت الحراسة حول بلدات غلاف غزة، فيما كانت المهامة الاساس هي عدم السماح للفلسطينيين بالوصول الى الجدار وبالتأكيد عدم اجتيازه والدخول الى اسرائيل، وهكذا السماح لسكان غلاف غزة بالاحتفال في ليل الفصح بهدوء.
في محيط الساعة 11 صباحا بدأ الجمهور الفلسطيني يتجمع في ستة مواقع بنيت فيها مخيمات للمسيرة من شمال القطاع وحتى جنوبه. ووصلت معظم قيادة حماس الى المكان وتوزع رجالها بين المواقع: فقد وصل زعيم حماس اسماعيل هنية الى المخيمات الوسطى في القطاع، فيما وصل زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، في جنوب القطاع ومسؤول المنظمة فتحي حماد وصل الى مواقع في شمال القطاع.
ونشر الجيش الاسرائيلي اسماء عشرة من اصل كل القتلى ممن شخصوا كمخربين.
فيما امتنع معظم المتظاهرين عن الدخول الى الخط الفاصل في حدود القطاع واسرائيل ولم تكن أي محاولة لهجوم جماهيري نحو الجدار. وفي الجيش الاسرائيلي اشاروا الى أن حماس بعثت بطفلة الى الجدار الحدودي نفسه للوقوف امام قوات الجيش، وذلك أغلب الظن انطلاقا من الرغبة في أن تصاب بالنار وتشكل أداة مناكفة اعلامية ضد اسرائيل. الطفلة لم تصب وعادت الى اعماق اراضي القطاع.
هذا وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية يوم حدود وطني وقال متهما ان “اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن قتل المتظاهرين” واضاف بانه طلب من سفيره في الامم المتحدة اتخاذ الاجراءات الفورية للمطالبة بحماية دولية للشعب الفلسطيني. وفي يوم السبت شيعت جثامين كل القتلى الفلسطينيين وفي نهاية الجنازات وقعت مواجهات في مواقع مختلفة في ارجاء القطاع ولكن بعدد قليل من المشاركين. وفي هذه المواجهات اصيب بالنار 25 فلسطينيا، معظمهم بجراح طفيفة.
يديعوت / هذه مجرد رصاصة البدء
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 1/4/2018
سجلت قيادة حماس لنفسها أحداث نهاية الاسبوع كنجاح. صحيح، لم يصل مئة الف شخص مثلما وعد، ولكن 30 الف فلسطيني أيضا – بما في ذلك من نساء واطفال، ليسوا جميعهم مجندي حماس وبعضهم هم متظاهرون اصيلون – هذا بالتأكيد انجاز للموجة الاولى. ولكن الانجاز الاهم من ناحية حماس هو رد فعل الساحة الدولية: فقد عادت الازمة في غزة الى الوعي. مصر والاردن ينددان، الاتحاد الاوروبي يصدر بيانا، الامريكيون قلقون. الامين العام للامم المتحدة يطالب بالتحقيق – محصول جميل. وهذا قبل ان تبدأ اسرائيل بان تدفع في الساحة الدولة ثمن القتلى ومئات الجرحى وتكون مطالبة بتوفير التفسيرات.
الـ 16 قتيلا لم يؤدوا الى الغليان، وبالتأكيد ليس الى صدمة وطنية، في الجانب الفلسطيني. من ناحية حماس هذه مادة اشتعال للجولة التالية. لقد فرضت حماس على الجيش الاسرائيلي تعطيل جزء لا بأس به من قواته للمواجهة مع المواطنين، وليس أقل أهمية: من شأن هذه الاحداث أن تؤثر على وتيرة بناء العائق حول القطاع. كما قررت حماس انماط العمل التي سنضطر الى الاعتاد عليها في الاسابيع والاشهر القادمة. والمقصود هو الابقاء بشكل دائم على الخيام التي اقيمت على مسافة 700 – 800 متر عن الحدود الاسرائيلية، بما في ذلك المستشفى الميداني. وفي نهاية كل اسبوع وفي الاحداث التأسيسية كتلك في يوم الاسير، يوم النكبة، يوم الاستقلال وبالاساس في اليوم الذي تنقل فيه السفارة الى القدس، ستصبح هذه الخيام مناطق استعداد، تستوعب جموع من المتظاهرين بهدف خلق صورة انتفاضة شعبية واسعة النطاق.
في هذه الاثناء يطلق القناصون النار على المتظاهرين إذ ليس لدى الجيش أداة حقيقية جيدة اخرى لمنع تسلل الاف الفلسطينيين الى داخل الاراضي الاسرائيلية. لا توجد رافعة ردع اخرى حيال الفلسطينيين في غزة: لا يمكن ان تؤخذ لهم تصاريح العمل، الكهرباء أو الماء، إذ ليست لديهم على أي حال. فالحديث يدور عن سكان منكوبون ويائسون. هذه لم تعد أعمال اخلال بالنظام في نقاط احتكاك معروفة في الضفة، او حيال عشرات قليلة من المتظاهرين على الجدار في القطاع. من ناحية اسرائيل يدور الحديث هنا عن حدث استراتيجي معناه محاولة خلق انتفاضة في قطاع غزة تنتقل في مرحلة معينة الى الضفة ايضا. وبدء المظاهرات في يوم الجمعة الماضي، والذي تم فيه احياء يوم الارض، هو محاولة للربط أيضا بين عرب اسرائيل وصورة الانتفاضة: كلنا معا، لاجئي 1948 و 1967.
​في الانتفاضة الاولى، قبل نحو 30 سنة لم يفهموا في اسرائيل في أن اعمال الشغب هي بداية انتفاضة شعبية. اولئك الضباط في الجيش الاسرائيلي ممن قالوا تعلوا لنفكك المظاهرات الجماهيرية بالقوة والذي وان كان سيتسبب بالكثير من المصابين الا انه سينهي القصة بسرعة لاقوا الادانة والاحتقار. وكانت النتيجة سنوات من الانتفاضة والاف المصابين في الطرفين. وفي العام 2000 باتت هذه انتفاضة مسلحة للسلطة الفلسطينية. أما الجيش الاسرائيلي في 2018 فيفهم بانه اذا لم ينجح في أن يقمع وبالقوة الاضطرابات حول القطاع، فمن شأنها ان تؤدي الى اشتعال شامل. وستكون اسرائيل مذنبة في كل الاحوال. اختبار الجيش اليوم هو محاولة كسر الصيغة التي تمليها حماس. والا فسيضطر في كل نهاية اسبزع وفي كل عيد، موعد، او يوم ذكرى لان يعطل نصف الجيش حيال القطاع، ومن شأن هذا ان يستمر لاشهر يحصل فيها العالم، في كل اسبوع، المصابين في الطرف الفلسطيني. اضافة الى ذلك، اذا ما بدأ الطرف الاخر باستخدام السلاح الناري – نار القناصة مثلا – فلن يتبقى في يد الجيش خيار وهو سيضطر لان يرتفع درجة: من وضع رد الفعل حول قاطع الحدود الى المبادرة الى اعمال عسكرية في داخل اراضي القطاع.
​محظور أن نتجاهل انجازات الجيش الاسرائيلي حتى الان: الحياة في غلاف غزة تتواصل كالمعتاد، لم يتسلل أي فلسطيني الى بلدة اسرائيلية، صدت خطة حماس لاحداث مسيرات مدنية جماهيرية الى داخل الاراضي الاسرائيلية، والتقدير هو أنه سيكون انخفاض في الطاقة مع الزمن. وكذا على مستوى “الحرب الرقيقة”، أي الحرب النفسية التي منعت تجند جماهير اكبر، سجل انجاز. في أحداث يوم الجمعة، اثنان من بين القتلى الفلسطينيين – كلهم رجال في اعمار 18 حتى 33 – كانا مسلحين بكلاشينكوف وعبوات ووصلا حتى الجدار، وثلاثة آخرون حاولوا التسلل الى الاراضي الاسرائيلية.
​بعد الجمعة العاصفة، عادت الاحداث يوم السبت الى صيغتها “العادية” من اعمال الشغب على جدار القطاع. ولكن محظور الوقوع في الخطا. لا تغيير في خطة حماس. اذا لم يجد الجيش السبيل الى تغيير قواعد ا للعب، او على الاقل ابعاد المظاهرات عن الجدار – سنلتقي في الاسبوع القادم ايضا، وفي الاسبوع الذي يليه. وكلما استمرت هذه القصة، هكذا سيكون الثمن السياسي الذي تدفعه اسرائيل اعلى.
هآرتس / جيش الذبح الاسرائيلي
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 1/4/2018
​عداد الموت ضرب بعنف. قتيل كل نصف ساعة وقتيل آخر وقتيل آخر. اسرائيل كانت مشغولة بالتحضيرات لعيد الفصح، شبكات التلفزة واصلت بث سخافاتها. ليس من الصعب تخيل ماذا كان سيحدث لو أن مستوطن طعن. بث مباشر، ستوديوهات مفتوحة. ولكن في غزة واصل الجيش الاسرائيلي الذبح بدون رحمة، بوتيرة تثير الذعر، اسرائيل تحتفل بعيد الفصح. اذا سجل أي قلق فهو موجه فقط للجنود الذين لم يستطيعوا المشاركة في ليلة عيد الفصح. حتى المساء كان هناك 15 جثة و758 مصاب، جميعهم بالنار الحية. دبابات وقناصة ضد مدنيين غير مسلحين. هذه مذبحة، لا توجد كلمة اخرى. الوقفة الفكاهية قدمها المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي. في المساء أعلن: “تم احباط عملية اطلاق نار. مخربان اقتربا من الجدار واطلقا النار على قواتنا”. هذا كان بعد القتيل الفلسطيني الـ 12 ولم نكن نعرف بعد أي مصاب. جنود يقنصون مئات المدنيين، لكن فلسطينيان تجرءا على الرد بالنار على من يذبحونهم، اعتبرا مخربين، عملهما هو عمل تخريبي وحكمهما هو الموت. إن انعدام الوعي الشخصي لم يهبط في أي يوم الى هذا الدرك الأسفل في الجيش الاسرائيلي. الدعم المثير للاشمئزاز قدمته كالعادة وسائل الاعلام: مع القتيل الـ 15 اعلن اور هيلر أن هذه “الحادثة الاخطر اليوم” كانت محاولة اطلاق النار من قبل فلسطينيين اثنين. دان مرغليت أدى التحية للجيش الاسرائيلي. واسرائيل مرة اخرى غسلت دماغها وجلست كلها مع شعور بالاعجاب الشخصي على وجبة ليلة عيد الفصح ورددت “صب جام غضبك على الاغيار” وانفعلت من نشر الأوبئة (الطاعون والجذام) واهتزت بانفعال من القتل الجماعي للاطفال البكر.
​يوم جمعة عيد الفصح للمسيحيين وليلة عيد الفصح لليهود كان اليوم النازف للفلسطينيين في غزة، حتى جريمة حرب لا يمكن أن نسمي بها ما حدث لأنه لم يكن هناك حرب. الاختبار الذي كان يمكن فيه اختبار الجيش الاسرائيلي واللامبالاة المرضية للرأي العام هو: ماذا كان سيحدث لو أن متظاهرين يهود – اسرائيليين، مستوطنين، حريديين أو غيرهم، كانوا يهددون بالصعود على مبنى الكنيست. هل النار الحية المجنونة كهذه من الدبابات والقناصة كان سيتم تفهمها؟ هل قتل 15 متظاهر يهودي كان سيمر مر الكرام هنا؟ هل لو أن بضع عشرات الفلسطينيين نجحوا في الدخول الى اسرائيل كان سيبرر المذبحة؟.
​قتل فلسطينيين يتم استقباله في اسرائيل بسهولة اكثر من قتل البعوض. لا يوجد في اسرائيل شيء أرخص من دم الفلسطينيين. حتى لو قتل مئة أو ألف متظاهر، اسرائيل كانت ستؤدي التحية للجيش. هذا هو الجيش الذي اسرائيل تنبهر من أداء قائده غادي آيزنكوت، الرجل المعتدل والجيد. في مقابلات العيد لم يهتم أحد بسؤاله بالطبع عن المذبحة المتوقعة، ولا أحد سيسأله الآن. ولكن جيش يتفاخر مسبقا باطلاق النار على فلاح في ارضه، ويعرض فيلم قصير عن اطلاق النار هذا على موقعه من اجل تخويف سكان غزة، إن جيش وضع دبابات ضد مدنيين وتفاخر بالمئة قناص الذين ينتظرون المتظاهرين، هو جيش فقد تماما عنانه. وكأنه لا توجد وسائل اخرى، وكأنه توجد للجيش الاسرائيلي صلاحية أو حق في منع المظاهرات داخل القطاع وتهديد سائقي الحافلات بأن لا ينقلوا المتظاهرين في البلاد التي انتهى فيها الاحتلال كما هو معروف منذ زمن.
​شباب يائسون يتسللون من غزة مسلحين بوسائل تخريبية مضحكة، يسيرون عشرات الكيلومترات دون المس بأحد، وفقط ينتظرون القاء القبض عليهم من اجل النجاة عن طريق السجن الاسرائيلي من الفقر الغزي – هذا ايضا لا يحرك ضمير أحد. الاساس هو أن الجيش الاسرائيلي يعرض بتفاخر محزن غنيمته. أبو مازن متهم بالوضع في غزة، وحماس بالطبع، ومصر والعالم العربي وكل العالم، وفقط ليس اسرائيل. فهي خرجت من غزة وجنودها لا ينفذون في أي يوم مذبحة.
​في المساء تم نشر الاسماء. شاب أنهى صلاته وأطلقت النار عليه، شاب أطلقت النار عليه وهو يقوم بالهرب، أسماء لا تعني أي أحد، محمد النجار، عمر أبو سمور، احمد عودة، سري عودة، بدر الصباغ، والمقام لا يتسع للاسف لذكر كل الاسماء.
هآرتس / المظاهرات في غزة هي نضال سياسي – لكسر الحصار الخارجي والداخلي
هآرتس – بقلم عميره هاس – 1/4/2018
​قمع نضال من اجل حقوق وطنية ومساواة ليس علم دقيق. فبعد سبعين سنة من المحاولات لا يمكن معرفة هل قتل متظاهرين غير مسلحين لم يشكلوا خطرا على أي جندي اسرائيلي، سيردع أو يقلص عدد المتظاهرين في الاسابيع القادمة، أو سيعمل العكس بالضبط. حتى سبعين أو خمسين سنة من محاولات القمع لا تكفي من اجل تنازل الجيش والمستوى السياسي عن عرض الفلسطينيين كدمى لحماس اليوم، مثلما كانوا في الماضي دمى لفتح أو م.ت.ف. عشرات آلاف الناس غير المسلحين (حتى لو أن عدد منهم محسوب على اجهزة امنية ما) لا يختارون المشاركة في مظاهرة جماهيرية، رغم تهديدات اسرائيل، لأنهم يخضعون لخدعة محكمة لحماس. اذا كانت القيادة العسكرية والسياسية في اسرائيل تفضل عرض هذا في الساحة الداخلية لاسباب خاصة بها، فهي تظهر بذلك استخفافها بالجمهور الاسرائيلي. واذا كانت بالفعل تعتقد ذلك فان هذا يشكل انعدام مزمن لفهم الواقع ويميز الانظمة والحكام غير المنتخبين.
​كعادة المبادرات الى انشطة جماهيرية، تصعب معرفة كيف تم التفكير بمسيرة العودة: عدد من المبادرين اليها هم من ابناء الجيل الشاب المحسوبين على المنظمات السياسية المعادية، لكنهم غاضبون من عدم التقدم بسبب النزاعات الداخلية. عدد منهم راكم التجربة في تنظيم نشاطات ضد الانقسام الداخلي الفلسطيني في 2011، واكتشفوا أن هذا لا يكفي من اجل احداث الزخم. المنظمات السياسية – حماس وفتح والمنظمات الاصغر ايضا – تبنت المبادرة، هذه ليست مناورة، بل هي فهم سياسي. الموعيد التي تم اختيارها ليست نتيجة ألاعيب ساخرة. يوم الارض الذي يحيي ذكرى قتل مواطنين فلسطينيين من عرب اسرائيل الذين احتجوا على مصادرة اراضيهم، تحول الى يوم وطني يوحد الفلسطينيين دون صلة بالاسلاك الشائكة التي تفصلهم أو جوازات السفر التي تميز بينهم. الألم على فقدان الوطن في 1948 ليس تظاهرا. اختيار نشاط يستمر ستة اسابيع قرب الجدار الامني هو محاولة سياسية لاختراق الحصار الخارجي الذي فرضته اسرائيل واختراق الحصار الداخلي ايضا.
​الوطنية الفلسطينية ليست هي التي ماتت (كما كتب في اسرائيل بسبب الفشل السياسي لمحمود عباس). من مات هو المنظمة التقليدية التي مثلتها حتى الآن – م.ت.ف، مع أن حماس فشلت في محاولاتها لأن تكون بديل مقبول على الجميع. المجتمع الفلسطيني الذي مقت قياداتها وكره الانقسام السياسي مليء بالمبادرات والنشاطات. هذه المبادرات تتلمس وتبحث عن شيء ما جديد يكسر الاسوار المادية والعقلية التي تفصل بين اجزائه المختلفة من خلال الاستناد الى مكونات الهوية الوطنية المقبولة على الجميع. هكذا يجب علينا رؤية مسيرة العودة ايضا في هذه السنة. سواء استمر قمعها القاتل ونجح أو لم ينجح.
​الاختيار الاسرائيلي للوسائل القاتلة لقمع نشاط شعبي مدني هو أمر سياسي وليس عسكري – لوجستي، رغم اصالة رسالة العودة فان حكومة اسرائيل والجيش الاسرائيلي لا يخشون من أن تحقيق حق العودة هو الذي يقف الآن على جدول الاعمال. ليس بسبب ذلك أمروا الجنود باطلاق النار من اجل القتل – الاسلوب الذي في المدى القصير والمتوسط هو الاكثر ضمانة في قمع الاحتجاج. مبادرة المسيرة تضعضع استقرار العمود الاساسي في سياسة اسرائيل وخططها لاحباط المشروع الوطني الفلسطيني: فصل قطاع غزة عن باقي اجزاء المجتمع الفلسطيني (في الضفة الغربية وفي اسرائيل). هذا الفصل الذي نفذ تدريجيا على مدى 27 سنة لم يعمل فقط بصورة مباشرة على التدهور الاقتصادي والبيئي الفظيع، بل ايضا عمل على تسهيل خلق واقع حكومتين فلسطينيتين، الذي يخدم بصورة جيدة السياسة الاسرائيلية. المسيرة هي مبادرة اجتماعية – سياسية تحاول تجاوز عائق الحكومتين.
​يجب على الجيش الاسرائيلي والمتحدثين باسمه أن يعرفوا كيفية الرد على كل تطور: اذا توقفت مظاهرات مسيرة العودة فهذا الامر سيسجل لصالح اليد الصلبة التي استخدمت في اليوم الاول. واذا استمرت المظاهرات سيقال للاسرائيليين إن اليد التي تم استخدامها كانت كما يبدو لينة جدا. في البداية قيل إن المظاهرة لم تكن هادئة تماما كما صورها المنظمون. حسب الجيش، في عدد من الحالات تم القاء الزجاجات الحارقة وتم وضع عبوات ناسفة واشعال الاطارات وجرت محاولات للاضرار بالجدار واختراقه. هل كل واحد من الـ 15 قتيل كان مشاركا في هذه النشاطات المتخيلة والتي لو أنها نفذت لما شكلت خطرا فوريا على حياة الجنود أو على حياة اسرائيليين آخرين؟ هل كل واحد من الـ 758 مصاب بالنار الحية كان مشاركا في هذه النشاطات المخيلة؟ عندما ستأتي شهادات مفصلة، وربما صور، عن اطلاق النار على ظهور عدد من القتلى والجرحى، وعن اجواء السمو الاحتفالي المدني، الذي ساد في اوساط المشاركين في المسيرة قبل عمليات القتل – ستكون هذه أنباء الأمس.
​الجيش يسمح لنفسه بخرق القانون الدولي واطلاق النار على المدنيين غير المسلحين، حتى من اجل قتلهم، لأن المجتمع الاسرائيلي يستقبل ذلك على أنه عملية دفاعية وبديهية، دون البحث عن التفاصيل. ايضا حكومات العالم لا تشكل عائقا رادعا لاسرائيل رغم بعض التنديدات البسيطة. مسيرة العودة اذا استمرت أم لا، جاءت لتقول لاسرائيل والعالم بأن سكان القطاع لا يحتاجون الى المساعدة للمساكين، بل هم جمهور لديه وعي سياسي.
معاريف / أعيدوا حساب مسار الصدام
معاريف – بقلم يوسي ملمان – 1/4/2018
​في مقابلة عشية العيد مع “معاريف” قال رئيس الاركان غادي آيزنكوت، انه لا يحب استخدام ميزان الدم في المواجهة الاسرائيلية – الفلسطينية. وكان أجاب بذلك على سؤال تناول ادعاءات اليمين المتطرف وكأن الجيش الاسرائيلي بقيادته هو جيش هزيل.
​ولكن على خلفية احداث نهاية الاسبوع في حدود غزة لا مفر من الاضطرار مرة اخرى الى ميزان الدم. فقد استخدم الجيش الاسرائيلي النار الحية وقتل 17 غزيا ويوجد نحو 800 جريح. صحيح، كلهم رجال في اعمار 18 – 30. 10 منهم نشطاء الذراع العسكري لحماس ورجال منظمات ارهابية اخرى. ومع ذلك، ليس في ذلك ما يجعل المعادلة أسهل على الهضم.
​في المقابلات شدد رئيس الاركان وغيره من المتحدثين كقائد المنطقة الجنوبية ايال زمير والناطق العسكري العميد رونين منليس، المرة تلو الاخرى على أن الجيش الاسرائيلي مصمم على منع المتظاهرين من المس بالجدار، البنى التحتية الامنية الاخرى، أي العتاد الهندسي الذي يبني العائق، استحكامات الجيش وفوق كل شيء – منعهم من التسلل الى اسرائيل. وبالفعل، اظهرت القوات تصميما كبيرا، ربما أكبر مما ينبغي.
​إذ أنه اذا ما عدنا الى الاقوال التي قالها آيزنكوت وغيره من المتحدثين، فانها اشارت ايضا المرة تلو الاخرى الى انهم سيعملون من أجل منع وقوع اصابات كثيرة. وذلك لوعيهم من أن هذا بالضبط ما تسعى حماس الى تحقيقه.
​حسب فكر حماس، التي لا تأبه بحياة الناس، كلما كان مصابون فلسطينيون اكثر – هكذا تكون “صورة النصر” لها أكبر.
​واذا كان الصراع بين اسرائيل وحماس هو “لعبة مبلغها الصفر” فان كل انجاز لحماس هو في واقع الامر خسارة لاسرائيل.
​لم ينجح الجيش الاسرائيلي في تحقيق التوازن الحساس – أن يكون مصمما في نقل الرسالة القاطعة للطرف الاخر وفي نفس الوقت الامتناع عن عدد كبير من المصابين. وهذا ليس سوى اليوم الاول لسياق من شأنه ان يستمر لشهر ونصف آخرين، الى ما بعد يوم الاستقلال (يوم النكبة في نظرهم) في ايار.
​من هذه الناحية، حققت حماس غايتها، نجحت في جلب عشرات الاف المتظاهرين الذين استفزوا الجيش الاسرائيلي، رشقوا الحجارة نحو قواته، حاولوا المس بالجدار بوسائل مختلفة ويمكنهم أيضا التباهي بمزيد من “الشهداء”.
​واذا ما فحصنا ما حصل في الساحة الدولية، فان دولا عديدة، بينها مصر، شجبت اسرائيل. وهكذا مرة اخرى يكتشفون في القدس، بانه رغم العدو الايراني المشترك لهم وللعالم السني، طافت المشكلة الفلسطينية وعلت مرة اخرى كالجرح المفتوح الذي يرفض الالتئام.كما أن المطالبة ببحث طاريء في مجلس الامن لا يريح اسرائيل ويرفض مرة اخرى المسألة الفلسطينية الى جدول الاعمال.
​ولكن الاهم من كل شيء، لا يمكن لاسرائيل وجيشها أن يسمحا لنفسيهما بميزان دم يومي من عشرة أو سبعة فلسطينيين قتلى ومئات الجرحى كل يوم.
​يتعين على الجيش الاسرائيلي أن يعيد حساب مسار صدامه – وأن يضع هذه المرة تشديدا أكبر على ضبط النفس. والا فان مسيرات يومية او اسبوعية للفلسطينيين نحو اراضي اسرائيل مع قتلى كثيرين – سيناريو رعب منذ سنين، سيصبح واقعا حقيقيا.
هآرتس / اسلوب جديد
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 1/4/2018
​لم تكن مظاهرة هادئة. بين عشرات آلاف الفلسطينيين الذين تواجدوا ظهر أول أمس قرب الجدار في قطاع غزة، سار بضعة آلاف نحو الجدار الامني نفسه. عندما اقتربوا منه، تم في بعض الحالات القاء الزجاجات الحارقة واشعال الاطارات ومحاولات لتخريب الجدار واجتيازه.
​رد الجيش الاسرائيلي كان ردا شديدا: 15 قتيل فلسطيني بنار القناصة التي اطلقت كما يبدو عندما اخترق المتظاهرون خط المعيار الامني على بعد 300 متر عن الجدار تقريبا. عدد من القتلى الفلسطينيين كانوا مسلحين، والبعض اطلقت النار عليهم وقتلوا اثناء تبادل اطلاق النار في حادثة منفصلة في شمال القطاع، وكان هناك ايضا بضع مئات من المتظاهرين الذين أصيبوا، عدد منهم بالنار الحية والبعض بسبب الغاز المسيل للدموع. الارقام تدل على استخدام واسع واستثنائي من قبل الجيش الاسرائيلي للنار الحية.
​أول أمس كان اليوم الاصعب في القطاع منذ انتهاء عملية الجرف الصامد في صيف 2014. ماذا سيحدث الآن؟ يبدو أن حماس التي كان نشطاؤها مشاركون في تنظيم المظاهرات وتشجيع الجمهور على الوصول الى مواجهات قرب الجدار، وجدت طريقة ناجعة اكثر حسب رأيها للاحتكاك مع الجيش الاسرائيلي مقارنة مع اطلاق الصواريخ والعمليات بواسطة الانفاق. إن استخدام الوسيلتين الاخيرتين كان يمكن أن يدهور الوضع في القطاع لتصل الى حرب، التي من المشكوك فيه أن حماس تريدها، رغم أن اسرائيل قامت ببلورة رد دفاعي معقول على الصواريخ (القبة الحديدية) وعلى الانفاق (بناء العائق تحت الارض واستخدام وسائل كشف جديدة). من المهم، على الاقل حتى أمس، رغم عدد القتلى الفلسطينيين الكبير لم يتم اطلاق حتى صاروخ واحد من القطاع على اسرائيل.
​احداث أول أمس اعادت للقطاع درجة من الاهتمام الدولي بعد اشهر من اللامبالاة تجاه ضائقته. السكرتير العام للامم المتحدة، انطونيو غوتريش، طالب باجراء تحقيق محايد في ظروف القتل. ولكن غزة تشغل وسائل الاعلام الدولية بدرجة أقل من القتل اليومي الذي يجري في سوريا أو التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا. ومشكوك فيه اذا كانت ادارة ترامب خلافا لادارة اوباما ستسمع حتى لو كلمة واحدة من الادانة الامريكية على سلوك اسرائيل.
​يصعب التصديق أنهم حتى في القطاع يتأثرون من اعلان الاحتجاج الذي نشره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضد اسرائيل. لقد كان عباس، أكثر من أي شخص آخر، هو الذي خلق الازمة الحالية ودفع حماس الى الزاوية، بقراره تقليص المساعدات الاقتصادية لخصومه في القطاع.
​رئيس السلطة عرف جيدا الى أين سيؤدي الضغط الاقتصادي الذي استخدمه ضد حماس، التي من ناحيتها لم توافق على نزع سلاحها من اجل انجاح عملية المصالحة مع السلطة.
​منذ اللحظة التي جرت فيها محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الحكومة الفلسطينية، رامي الحمد الله، في 13 آذار الماضي، اثناء زيارته لحماس في القطاع، كان يمكن التقدير أن جهود المصالحة تم دفنها نهائيا وأن حماس ستبحث عن طرق اخرى للخروج من الازمة التي وجدت نفسها فيها. الآن ربما سيجد عباس صعوبة في تطبيق تقليص آخر للمساعدات المالية بسبب احداث نهاية الاسبوع.
​الخطة الاصلية لمنظمي الاحتجاج، الذين في البداية عملوا بشكل مستقل عن حماس، كانت المكوث في الخيام قرب الجدار مدة شهر ونصف والخروج بعد ذلك في مسيرات نحو الحدود في نهاية كل اسبوع. الآن على خلفية عدد القتلى الكبير، سيجب عليهم كما يبدو اعادة النظر في خططهم. يبدو أنهم سيريدون تركيز الجهود على المظاهرات في موعدين مركزيين: يوم الاسير الفلسطيني في 17 نيسان ويوم النكبة في 15 أيار. السؤال هو هل سيكون هناك شباب يوافقون على العودة وتعريض حياتهم للخطر في مسيرات كهذه، بعد تجسيد سياسة اطلاق النار المشددة من قبل الجيش الاسرائيلي.
​حسب البلاغة الخطابية المتطرفة لرؤساء حماس بعد الاحداث، يبدو أن الاحداث قرب الجدار تخدم اهدافهم. هناك انجاز واحد يمكن تسجيله لانفسهم، الى جانب اعادة الاهتمام الدولي من جديد بما يجري في القطاع. المظاهرات أول أمس جذبت اليها عدد كبير من قوات الجيش عشية عيد الفصح، وكذلك اهتمام القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي بدء من رئيس الاركان وما دونه. سيكون لذلك تأثير لفترة طويلة حتى على برنامج تدريب الجيش الاسرائيلي الذي تمت زيادته مؤخرا على خلفية التقدير بأنه يمكن استغلال الهدوء النسبي في المناطق.
​في هيئة الاركان يبررون سياسة اطلاق النار التي اتخذت، رغم عدد القتلى الفلسطينيين الكبير، بأن الامر لا يتعلق بمظاهرة عادية، بل محاولة جماهيرية لاجتياز الجدار الامني. من المعقول أنه كان هنا ايضا جهد اسرائيلي في جني ثمن عال على محاولة الانقضاض على الجدار، قبيل المواجهات المتوقعة في يوم الاسير ويوم النكبة. حماس من ناحيتها اعترفت أن خمسة من القتلى كانوا نشطاء في ذراعها العسكري. الجيش ادعى أمس أنه شخص خمسة اشخاص آخرين كأعضاء في تنظيمات ارهابية فلسطينية مختلفة. هذا يدل على أن عدد على الاقل من الفلسطينيين الذين وصلوا الى الجدار لم يخططوا لاحتجاج مدني هاديء.
​مع ذلك، يبدو أن الانتقاد الكبير الذي تعرض له الجيش في الاسبوع الماضي على خلفية عدد من اختراقات الفلسطينيين من غزة عبر الجدار أثر على شدة الوسائل التي تم استخدامها. عدد من الافلام القصيرة التي صورت من الجانب الفلسطيني تظهر اطلاق نار اسرائيلي على شخص يبدو أنه بعيد عن الجدار وظهره اليه، وعلى مصلين يصلون قرب الجدار وعلى فتاة تتجه نحو الجدار وهي تلوح بعلم فلسطين.
​مع مرور الوقت يمكن أن تتطور هنا مشكلة، ستيعد طرح سؤال لماذا يستخدم الجيش الاسرائيلي قوات اكثر من الشرطة وحرس الحدود الذين توجد لهم تجربة أكثر في التعامل مع الاخلال بالنظام العام. غزة بقيت قنبلة موقوتة – الازمة الحالية من شأنها أن تنزلق الى نهاية الاسابيع القادمة والتأثير على رد الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية وشرقي القدس.
يديعوت / المسيرة من غزة – ما الذي لم نفعله؟
يديعوت – بقلم شمعون شيفر – 1/4/2018
​شارعنا غاضب: مسيرة عشرات الاف الفلسطينيين من غزة نحو الحدود مع اسرائيل لا تؤثر على الكثير من اولئك الذين اطلعوا على الصور القاسية في نهاية الاسبوع. “ما الذي يريدونه اولئك الناكرين للجميل؟ فقد تركنا غزة، اخلينا الاف الاسرائيليين من بيوتهم. ونحن نواصل تزويد القطاع بالكهرباء، بالمياه، بالاغذية وبالادوية”، يقول الكثيرون في الشارع الاسرائيلي. وعن القتلى والجرحى بنار جنود الجيش الاسرائيلي رد الفعل قصير: “هذا ما يستحقونه. فليقفوا عن استفزازنا”.
​في مثل هذ الاجواء من الصعب خوض حوار اسرائيلي محرر من الاراء المسبقة. ولكن من المهم ان نجرب. بالفعل خرجنا من غزة، ولكن غزة لم تخرج منا. الحقائق التاريخية تفترض الوصول الى الاستنتاج بان للطرف الاسرائيلي مسؤولية كهذه او تلك عن المأساة الانسانية الجارية في المنطقة الاكثر اكتظاظا في العالم.
​مئات الاف الفلسطينيين المحشورين في مخيمات اللاجئين في القطاع وصلوا الى هناك كلاجئين في 1948، ومنذئذ لم يتغير وضعهم. حماس التي تسيطر في غزة، الى جانب منظمات فلسطينية اخرى، تمنع السكان من السعي الى تسوية مع اسرائيل. هذه منظمات اسلامية متطرفة، غير مستعدة لان تعترف بوجود دولة اسرائيل سواء كحقيقة مادية أم كفكرة دينية. ومع ذلك، بعد أن قلنا هذه الامور، لا يمكننا ان نتجاهل الواقع الوحشي لحياة السكان في غزة. لا يوجد مكان آخر في العالم ليس فيه لمليوني نسمة مخرج من مكان سكنهم. فهم مغلق عليهم في القطاع، ويكاد لا يكون احد يخرج أو يدخل. اسرائيل اغلقت حدوده في البر وفي البحر، وفي الطرف المصري ايضا لم تبقى فتحات خروج. يكفي سماع شهادات اطباء وطواقم طبية تحاول مساعدة المرضى للخروج لتلقي العلاج في المستشفيات في اسرائيل، في مصر او في الضفة كي يشعر المرء بالصدمة.
​في السنوات الاخيرة تبني اسرائيل باستثمار هائل سورا واقيا من تحت وجه الارض بهدف منع حفر الانفاق. وسيكتمل الاغلاق على القطاع من فوق سطح الارض ومن تحتها في غضون وقت غير بعيد. غير أنه في طرفنا، الذي هو الطرف القوي في المواجهة مع الفلسطينيين هناك حاجة لخلق نهج ينطوي في داخله الى جانب الحفاظ على مصلحتنا الامنية، على تفهم ورأفة تجاه سكانهم المدنيين ايضا. اما حكومة نتنياهو فامتنعت حتى الان عن قرارات يفترض بها أن تخط افقا جديدا لحياة سكان غزة. وهكذا، مثلا، افكار مثل بناء ميناء امام غزة او تأهيل وسائل اخرى تسمح لسكانها بالخروج الى مطارح اخرى، لا تصل حتى الى بحث جدي.
​في مثل هذه الاجواء، ما تبقى لعشرات الاف المتظاهرين عمله هو محاولة تحدي الطرف الاسرائيلي والتوجه عبر وسائل الاتصال الى ما يسمى “العالم”، كيف يفرض على الحكومة في اسرائيل فتح الاغلاق الانساني، حتى وان لم يكن حوار مع حكم حماس. رد فعل الناطقين بلسان الحكومة، الذين يوجهون اصبع اتهام لابو مازن بدعوى أنه مسؤول عن تشديد الاغلاق في اعقاب محاولة الاغتيال لرئيس حكومة السلطة الفلسطينية، لن يجدينا نفعا اذا ما استمرت المظاهرات، واذا ما نشأ وضع تعود فيه الانتفاضة الشعبية التي تترافق معها عمليات قتل منظمة. مسؤولون كبار في جهاز الامن يحذرون وزراء الكابنت من الامكانية المعقولة في أننا نوجد على شفا انتفاضة من الصعب تخمين نهايتها.
​مسؤولون كبار في اسرة الاستخبارات يحذرون ايضا اعضاء القيادة من اجراءات عقابية بحق أبو مازن في كل ما يتعلق باستمرار دفع الرواتب لعائلات السجناء الامنيين، بمن فيهم من قتلة سفلة مسوا بالاسرائيليين. “نحن ملزمون بالاعتراف بان الهدوء الذي ساد في السجون حيث يحتجز اكثر من 10 الاف سجين هو نتيجة “الرواتب” التي تتلقاها العائلات من السلطة. بدون هذا المال سنكون مطالبين بان نتصدى لتمرد السجناء وللاضطرابات التي لا يكون ممكنا السيطرة عليها”، يقول المسؤولون. “الهدوء الذي يتحقق من خلال الاموال، مع كل الاسف، يستحق “الاستثمار””. بكلمات اخرى، في الجدال على السبل لتبديد المخاطر النابعة من المظاهرات الجماهيرية في الحدود في القطاع، من الافضل للحكومة أن تبادر الى تخفيف احساس الحصار لدى مليوني نسمة. من المهم أن نستوعب: غزة لن تختفي، والفلسطينيون هناك سيطالبوننا بحل لازمتهم.
يديعوت / المسيرة من غزة – خطأ حماس
يديعوت – بقلم سمدار بيري – 1/4/2018
​وهكذا بدا الحال ظهر أمس: عشرات قليلة فقط من الشبان الغزيين، بينهم ايضا، نساء محجبات، صعدوا الى تلة صغيرة تطل على الجدار الامني. خمسين مترا فقط فصلت بينهم وبين جنود الجيش الاسرائيلي. لتوها انتهت الجنازات في الطرف الفلسطيني. وقف الغزيون ينظرون. كان يمكن قطع الهواء بالسكين، بينما يشتعل الشك في الاتجاهين. سكان القطاع يائسون والجيش الاسرائيلي عصبي: من يبدأ سيتعرض للضرب.
​في غزة خططوا لاثارة الاهتمام الدولي وتمسكوا بيوم الارض الـ 42 كرصاصة بدء لمسيرة “العودة الكبرى”. الباصات، اسطول من مئات السيارات، انتظرت في صباح الجمعة، قبل الصلاة، في مداخل المساجد في مخيمات اللاجئين في القطاع. صديقي القديم من غزة، البروفيسور مخيمر ابو سعده، يصر على أن سبعة فلسطينيين في الثلاثينيات هم من اخذوا على عاتقهم التخطيط والتنفيذ، “وحماس ركبت عليهم بالمجان، وانضمت”. هذه السباعية، حسب روايته، هي التي نظمت التسفيرات، حفزت المتظاهرين، جمعت الخيام التي انتشرت على طول الحدود، وقررت خمسة مسارات مسيرة الاحتجاج: من مخيم الشجاعية، من جباليا، من مخيم البريج، من خزاعة ومن شرق رفح. وهو يشبه الاحتجاج “بالمظاهرات في ميدان التحرير في القاهرة قبل سبع سنوات، والتي نشبت بمبادرة الشبان اليائسين”. والاحظ للبروفيسور ابو سعده بان اسرائيل لا تشتري رواية التخطيط المستقل، وتوجه الاتهامات الشديدة لحماس. فواضح أن عشرات الالاف المجندين للمسيرة يخافون أكثر من الاذراع العنيفة لحماس ولم يكن لهم بديل.
​وحسب التباهي الاصلي، فان مئة الف غزي كان يفترض ان يتواجدوا امام الجدار الفاصل. من المهم الانتباه الى أن كل الثلاثين الف الذين وصلوا تقريبا – ليس بقواهم الذاتية أو مبادرتهم – يعتبرون في غزة حتى اليوم لاجئين. فهم لا يسكنون في حي الرمال للطبقة الوسطى العليا، اقدامهم لم تطأ السوبر ماركتات التي تتفجر بالمنتجات الغذائية ، والغرض الاعز عليهم هو المفتاح الذي ينتقل بالوراثة في العائلة: مفتاح البيت الذي طردوا أو فروا منه قبل 70 سنة في يافا، عكا، حيفا، بئر السبع وغيرها.
​ماذا يريدون؟ يشرح لي البروفيسور ابو سعده في مكالمة هاتفية طويلة ظهر أمس بان “ليس لهم ما يخسروه؟: لا عمل، يختنقون من الحصار، لا مصالحة بين حماس وفتح، وابو مازن يفرض اجراءات اقتصادية متشددة. كما لا توجد استثمارات في مشاريع جديدة. مستوى الصحة العامة يعرض الحياة للخطر، لا أمل في ان يتغير أي شيء، واليأس مريح لاسرائيل. “اذا توجهوا للتظاهر امام مصر، فسيفتحون النار عليهم بلا حساب”، يقول. “المصريون عصبيون بسبب حملة تطهير بؤر الارهاب في سيناء، وكل حركة مشبوهة تجعلهم يقفزون. بالمقابل، من سيقتل بنار القوات الاسرائيلية سيعتبر شهيدا: بطلا قوميا وضمان دخل شهري للعائلة ايض.
​يصر البروفيسور ابو سعده على ان منظمي مسيرة العودة منعوا المتظاهرين من حمل السلاح والاقتراب من الجدار او استفزاز جنود الجيش الاسرائيلي. وهو يشرح ويقول اردنا أن تهز العالم القصة المأساوية لمليوني مواطن يختنقون داخل القطاع. وقد صدر أمر صريح في أن تتم المسيرة بالوسائل السلمية كي لا تعطى اسرائيل ذريعة لفتح النار. حماس اخطأت حين سمحت بالغاء الزجاجات الحارقة وزرع العبوات الناسفة، ما دفع القناصة الاسرائيليين الى فتح النار التي قتلت 16 متظاهرا.
​قبل يوم من قتل قناص اسرائيلي بالنار الفنان محمد ابو عمرو ابن الـ 27 من مخيم خانيونس، الذي اشتهر بالكتابة على الرمل، رسم على شاطيء البحر “انا عائد”. وقد تبنت المسيرة ابداعه الاخير كشعار لها. ولكن ابو عمرو لم يكتف بفنه. فقد امن بانه مسموح له ان يقترب من الجدار، فاختطف رصاصة في الرأس.
​ماذا سيكون؟ القصة لم تنتهي. أمس دفنوا الموتى، واعلنوا عن اضراب حداد في الوزارات الحكومية والمؤسسات التعليمية في القطاع وفي الضفة الغربية. ويقدر صديقي من غزة بان الجنازات ستخيف الطبقة الوسطى، والهدوء المتوتر سيبقى حتى يوم الجمعة القادم، بعد الصلاة في المساجد. وفقط من ليس لهم ما يخسرو، سيبقون في الخيام امام الجدار.
​لحظة الذروة، كما يقدر، ستأتي في 15 ايار – يوم النكبة الفلسطينية، يوم الاعلان عن اقامة دولة اسرائيل، واليوم الذي من المخطط ان تنتقل فيه السفارة الامريكية الى القدس. اذا لم يقيدوا يديه، فان ابو مازن الذي دفع الغزيين الى الجدار، يدير حسابا مريرا مع الرئيس ترامب، وواثق من أنه تحاك مؤامرة لاسقاطه، من المتوقع أن يتعاون مع حماس ويثير النوازع أكثر فأكثر. من شأن هذا ان يكلف ثمنا باهظا.
هآرتس / الاحتجاج في قطاع غزة يمكنه حسم الصراع – على السيطرة بين محمود عباس وحماس
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 1/4/2018
حساب الربح والخسارة بدأ بالعمل في الجانب الاسرائيلي وكذلك الامر في الجانب الفلسطيني. الجدار لم يتم اختراقه؟ هذه نقطة لصالح اسرائيل. 15 قتيل فلسطيني؟ هذا خسارة لحماس. من السهل احتساب المعادلة اذا كانت هذه هي المعايير للانتصار والهزيمة، لكن هذه معركة متدحرجة، التي على الاقل حسب خطة حماس، يمكن أن تستمر ستة اسابيع تقريبا. بناء على ذلك فانه من السابق لاوانه اجمال دفتر الحسابات. هذه ايضا ليست معركة “تصفية” لدولة اسرائيل، بل نضال شديد على مستقبل القيادة الفلسطينية. حماس بادرت وأملت جدول وحجم المظاهرات، لذلك فقد وضعت تحد جديد امام اسرائيل، لكن ليس فقط أمامها.
​قيادة حماس نفسها يجب عليها اظهار قدرة على السيطرة والتجنيد لفترة طويلة، حتى لو كانت طويلة جدا، لأنه اذا تم تقليص عدد المتظاهرين فان ما حدث سيبقى فصل مؤثر ولكن بدون رافعة لتحريك خطوات وتسجيل انجازات ثابتة، لا سيما في حالة فشل احداث مقاومة، التي يمكن أن تحظى بالشرعية الدولية. هذا بناء على ذلك يعتبر لعب على الزمن تشارك فيه اسرائيل ومصر والاردن والسلطة الفلسطينية ضد حماس. نجاح أولي سجل لصالح حماس عندما أجبرت محمود عباس على اتخاذ موقف والمبادرة بواسطة الكويت الى عقد اجتماع في مجلس الامن. صحيح أن المجلس لم ينجح أمس في بلورة مشروع قرار، لا سيما بسبب تحفظات الولايات المتحدة، لكن المعركة السياسية ما زالت مستمرة، وهي تزيد قوة حماس كلاعبة في الساحة الدولية. في المقابل، أجرت مصر والاردن في نهاية الاسبوع محادثات مكثفة شاركت اسرائيل في جزء منها من اجل تهدئة المنطقة ووقف اطلاق النار. ومثلما في أحداث مشابهة في السابق، سواء كانت المواجهات في الحرم أو المظاهرات العنيفة في المناطق، فان خوف مصر والاردن هو من التأثير المعدي لتمرد فلسطيني على شعوبها. ولكن في هذه الاثناء يتوقع أن يكون لهذه المظاهرات تداعيات هامة أكثر، على الاقل من ناحية مصر.
​إن ضغوط القاهرة من اجل التوصل الى استكمال المصالحة الفلسطينية الداخلية تستمر بكامل الزخم حتى بعد محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الحكومة رامي الحمد الله في الشهر الماضي. في الحوار المصري الفلسطيني عباس يوجد في موقع ضعف، حيث أن “سياسة التجويع”، كما تسمى العقوبات التي يفرضها على النظام في غزة، تحوله الى العنصر الرافض في نظر مصر والسعودية. برفضه اقتراح السعودية والمبادرة الامريكية تحول عباس الى “ليس شريكا” ايضا في نظر هذه الدول. هذا لا يعني أن حماس تحظى بمكانة الممثل الحصري للفلسطينيين، حيث أن مصر ما زالت تصر على أن السلطة الفلسطينية هي التي ستدير المعبر الحدودي مع مصر كشرط لفتحه بصورة دائمة. ولكن يمكن أن تكتفي ايضا بادارة فلسطينية تكون برئاسة رجل فتح محمد دحلان، الذي طرد من صفوف القيادة على أيدي عباس. من الواضح أنه طالما عززت حماس وجودها السياسي في ساحة غزة بفضل المظاهرات فانها ستضع مصر على مفترق طرق يحدد مكانة حماس كممثل رسمي في نظر مصر.
​في الوقت الذي فيه سياسة مصر، حليفة اسرائيل وشريكتها في الحرب ضد الارهاب في شبه جزيرة سيناء، تشجع اتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية، فان عباس سيكون عليه أن يتشجع جدا من اجل ضمان أن لا تضطره التطورات في غزة “فقط” الى القيام بنشاطات دولية ومبادرات في الامم المتحدة حتى أنها تخدم حماس، وأن لا تتطور الى عصيان مدني في الضفة الغربية وشرقي القدس. هذا ايضا تهديد يخاف منه الاردن، الذي عقد فيه أمس اتحاد المهندسين وهو من النقابات المهنية الكبرى، اعتصام تضامن مع القتلى في غزة. وزير الاعلام الاردني محمد المومني سارع الى القاء المسؤولية على اسرائيل عن التصعيد ودعا المجتمع الدولي الى الضغط على اسرائيل من اجل وقف اطلاق النار. ولكن بعد التصريحات المطلوبة، فان الاردن يخشى مما يسميه “تدمير سلطة المؤسسات” في غزة والضفة الغربية نتيجة غياب الأفق السياسي، وأن تتحول الضفة الى ساحة حرب سياسية، ربما عنيفة ايضا، بين تنظيمات وحركات، بصورة تضعضع الوضع الراهن القابل للتحطم القائم اليوم في الضفة وتحويله الى فوضى.
​ولكن لا يوجد للاردن اليوم أداة ضغط على حماس، واساس قوته يكمن في القدرة على التأثير على عباس من اجل الغاء العقوبات على غزة وانجاح المصالحة الفلسطينية الداخلية، مثلما تفعل مصر، وبهذا ربما تؤدي الى تهدئة المنطقة. عباس من ناحيته لا يسارع الى التراجع عن العقوبات. وهو يستمر في القاء المسؤولية على حماس عن محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الحكومة، ورفض بشدة ضغط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتبني خطته التي تقضي بأن تكون أبوديس هي عاصمة فلسطين. ولكن في الزاوية المعزولة التي وضع عباس فيها نفسه، فانه ما زال يحتفظ على رأسه بتاج الممثل المعترف به للشعب الفلسطيني. وهو الذي يمكنه تلقي المساعدات من المجتمع الدولي، وهو الذي يستطيع توزيع الميزانيات والمساعدات كما يريد. السؤال الآن هو من سيتراجع أولا، يحيى السنوار واسماعيل هنية أو محمود عباس. الاجابة على ذلك ستكون مرتبطة بمعظمها بالفترة الزمنية التي ستنجح فيها حماس بالحفاظ على المظاهرات وبعدد القتلى.
هآرتس / الكابوس الاسرائيلي
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 1/4/2018
​للمرة الاولى منذ فترة طويلة عاد النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ليحتل مكان مركزي في تقارير وسائل الاعلام الدولية. متحدثون اسرائيليون عرضوا بينات لمحاولات تخريبية بغطاء احتجاج مدني. وحماس نفسها اعترفت بأن نشطاء ذراعها العسكري كانوا مشاركين، لكن من يشكلون الرأي العام في الغرب فضلوا الفيلم القصير للشاب الفلسطيني الذي أطلقت النار على ظهره، وتبني رواية سكان غزة المتظاهرين ضد قمعهم وعزلهم. 15 فلسطيني قتلوا، المئات اصيبوا، والجدار لم يتم اقتحامه، لكن في الحروب الاعلامية حماس خرجت منتصرة.
​الاستمرار يرتبط اساسا بالتنظيم. طالما أن حماس تستطيع مواصلة مسيرة المليون، كما سمتها، وطالما أنها تستطيع التمييز بينها وبين اعمال العنف، فان القيادة في غزة ستستمر في جمع النقاط امام اسرائيل ومحمود عباس والسلطة الفلسطينية معا. اذا لم يجد الجيش الاسرائيلي السبيل لصد الانقضاض على الجدار دون التسبب بخسائر كبيرة جدا، فان وضع اسرائيل سيسوء وبمتوالية هندسية. احداث يوم الجمعة صحيح أنها ستنسى بسرعة اذا بقيت حالة منعزلة، لكن عودتها في الاسابيع الستة المتبقية حتى احياء يوم النكبة ستفرض على المجتمع الدولي اعادة الاهتمام بالنزاع – حتى لو لم يكن معني بذلك في هذه الاثناء. الانتقاد والضغط على حكومة بنيامين نتنياهو التي اختفت مؤخرا ستتجدد بكامل القوة.
​الافتراض الاساسي في الجانب الاسرائيلي هو أن حماس لاسبابها الخاصة غير قادرة على التنازل عن الكفاح المسلح ولو بصورة مؤقتة وتكتيكية. اذا كان الامر كذلك فان الضائقة الاسرائيلية ستنقضي والمنظمة ستفقد بسرعة افضليتها التي حققتها في نهاية الاسبوع. اذا تبين أن هذا المفهوم هو مفهوم خاطيء، وفي المقابل ظهرت حماس كمنظمة لديها انضباط تكتيكي وقدرة على ضبط النفس فذلك من شأنه أن يجسد الكابوس الاكبر للدعاية الاسرائيلية منذ الأزل: احتجاج فلسطيني جماهيري غير عنيف يفرض على الجيش الاسرائيلي قتل وجرح مدنيين غير مسلحين. إن الشبه بمهاتما غاندي وجنوب افريقيا وحتى نضال السود من اجل المساواة في الولايات المتحدة، مهما كان مدحوضا وسطحيا، سيؤطر في النهاية المرحلة الجديدة في النضال الفلسطيني.
​إن الوقوف السريع للادارة الامريكية الى جانب اسرائيل، مثلما وجد تعبيره في تغريدة المبعوث غرينبلاط عشية العيد ضد “المسيرة المعادية” التي كلها نتيجة لتحريض حماس، يشير كما يبدو الى تغيير ايجابي من ناحية اسرائيل في تناسب علاقات القوى الدولي. خلافا لادارة دونالد ترامب فان براك اوباما كان بالتأكيد سيتستخدم لغة انتقادية اكثر ازاء الاحداث، حتى أنه كان سيجري مشاورات مع الدول الاوروبية حول رد سياسي مناسب. في اسرائيل يباركون الانقلاب السياسي ونتنياهو يكثر من التفاخر به، لكن من شأنه أن يتكشف ايضا كسلاح ذو حدين، فقط سيزيد من خطورة الوضع.
​ترامب هو احد الرؤساء الامريكيين المكروهين في التاريخ الحديث، اذا لم يكن الاكثر كرها، على الرأي العام الغربي بشكل عام وفي اوساط الليبراليين في الولايات المتحدة بشكل خاص. وبكونه اعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل وينوي في شهر ايار القادم نقل السفارة الامريكية اليها، فانه يعتبر نفسه كمن يساهم في ازمة الفلسطينيين. طالما أن اسرائيل لا تثير أي ضجة ولا تحتل العناوين السلبية، فان الصداقة الرائعة والحميمية لها مع ادارة ترامب تسبب لها ضرر هامشي فقط. ولكن في وقت الازمة ربما ستتكشف كأنها معانقة الانتقاد الذي كان موجها نحو اسرائيل على كل الاحوال، ستتم تغذيته عن طريق العداء الكبير لترامب والرغبة في معاقبة العزيزين عليه. كلما دافعت ادارة ترامب بتحمس عن نشاطات اسرائيل غير الشعبية فسيزداد ميل الكثيرين، ومنهم ديمقراطيون، لرؤيته هو ونتنياهو نفس الشيء، مرفوض وجدير بالادانة. الدعم الامريكي بالتأكيد يعزز تصميم نتنياهو ووزراءه على عدم الانحراف عن سياسة “اجلس ولا تفعل شيء” التي توجهها، سواء بالنسبة للعملية السلمية أو بالنسبة لحصار غزة. معظم الاسرائيليون يعتبرون حماس منظمة ارهابية من كل النواحي، الرد البديهي سيكون أن اسرائيل لا يجب عليها أو أنها لا تستطيع التنازل أو النظر اليها كمن تغير سياستها ردا على العنف والارهاب. في الفترة التي فيها تبدو انتخابات مبكرة، لا تظهر في الافق، الدافع للائتلاف اليميني لنتنياهو للانحراف عن طريقه، وبهذا الاعتراف بالخطأ، هو صغير باضعاف. دعوات اليسار للتحقيق في احداث الجدار ستعيد النزاع بعد الغياب الطويل الى مركز النقاش العام، لكنها ايضا ستمنح نتنياهو ذريعة – ليس لأنه يحتاج اليها – لأن يصرف الانتباه عن التحدي في غزة والمواجهة مع حماس نحو خيانة من يغرسون السكين في الظهر من الداخل.
​ولكن من يزرع الريح يحصد العاصفة، الشلل الاسرائيلي بخصوص المسألة الفلسطينية والاعتقاد بأنه يمكن الحفاظ على الوضع الراهن الى الابد هو الذي يمهد الطريق للانتصار الدعائي لحماس وهو الذي يمنح المنظمة الفرصة لاخذ المبادرة ورؤية الضوء في نهاية الانفاق التي دمرها الجيش الاسرائيلي. حماس ربما ستذرف دموع التماسيح على القتلى والجرحى، لكن اذا تضاعف عددها في الايام القريبة فان هذا الثمن سيكون معقولا من ناحيتها من اجل تعزيز مكانتها ووضع اسرائيل وعباس في الزاوية. حقيقة ان اسرائيل استعدت لوضع فيه منظمة ارهابية معروفة تسعى الى تدمير اسرائيل قادرة على هزيمتها في الساحة الاعلامية وعرضها كأمة محتلة يدها خفيفة على الزناد تشكل فشل ذريع، ستزداد تداعياته طالما أن نتنياهو وحكومته فضلوا التمترس خلف أحقيتها.
معاريف الأسبوع / الجولة الأولى من مسيرة العودة خصصت لجس النبض
معاريف الأسبوع – بقلم ألون بن دافيد – 1/4/2018
مثل ملاكميْن تمامًا، خصصت الجولة الأولى من مسيرة العودة بيننا وبين حماس لجس النبض، كل طرف تفحص قوة الخصم ونقاط ضعفه. الطرفان لخصا اليوميْن الأوليْن بارتياح: الجيش الإسرائيلي منع أعمال اجتياز الجدار، وكذلك منع نصب عبوات، وحماس أثبتت قوتها بإحضار عشرات الآلاف إلى الحدث الذي بادرت إليه، وأمام صديقنا أبو مازن؛ عادت لتكون تنظيمًا رائدًا للمقاومة الفلسطينية.
في بلدات غلاف غزة، احتفلوا بليلة العيد بهدوء ومن دون إزعاج، وهذا في الحقيقة إنجاز؛ فقد كان هناك تخوف من إطلاق الصواريخ، وسيستمر هذا التخوف ليرافقنا خلال الأسابيع الستة القادمة، كانت هناك محاولة واحدة لإطلاق قذائف هاون وأحبطت. الجنود الكثيرون الذين احتفلوا بليلة العيد على أسوار الغبار أمام غزة أثبتوا هم أيضًا التجهيز الجيد ومنعوا اختراق الجدار، في حادثة واحدة أحبط هؤلاء الجنود محاولة خلية مسلحة لنصب عبوات.
يبدو ان حماس لم تنجح في استغلال الأحداث لنصب عبوات أخرى على الجدار، الأعداد (17 شهيدًا وحوالي 700 جريح نتيجة لإطلاق النار، وحوالي 30 ألف مشارك في المسيرة) هذه الأرقام أيضًا تخدم الطرفين، فالجيش الإسرائيلي يعتبر ذلك إثباتًا على نجاحه في مهمة الدفاع عن الجدار من خلال تدفيع الطرف الثاني ثمنًا معقولًا، وبالنسبة لحماس فهذه الفرصة الأولى منذ سنوات لطرح الحكاية الفلسطينية مجددًا على وعي العالم العربي.
عندنا في اليسار الذي ما يزال يصف نفسه بأنه “صهيوني” كان هناك من دعا إلى تحقيق في حالات الموت الكثيرة، وكأن المقصود مواطنين أبرياء أطلقت النار عليهم عند قيامهم بمشتريات العيد، وليس أشخاصًا دفعوا للحدود من قبل حماس لكي يقتلوا في سبيل الرواية الفلسطينية. لكن يجب ان نذكر أنها مجرد البداية؛ أمامنا سبعة أيام جمعة أخرى، يوم الاستقلال ويوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ويوم النكبة.
حماس تريد طرح غزة على جدول أعمال العالم، وهي مستعدة للتضحية بالكثيرين في سبيل هذا الجهد، ويبدو أنها تنجح حقًا في الوقت الحالي، وأبو مازن الذي نكّل بغزة بالدعم الإسرائيلي – الذي يصعب تفسيره – يبدو فجأة أنه غير ذي صلة. الطرفان سيستخلصان العبر من نهاية الاسبوع الأول، عبرة حماس يمكن تقديرها بأنها الاستمرار ودفع الحدث، وهذا هو الجزء الأصعب.
يديعوت / الطائرة التي سقطت في لبنان شاركت في اغتيال أحمد الجعبري
يديعوت – 31/3/2018
كشفت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، مساء اليوم السبت، أن طائرة الاستطلاع الإسرائيلية التي تحطمت اليوم في لبنان، شاركت في اغتيال قائد الذراع العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري خلال الحرب الثانية على غزة 2012.
وقالت الصحيفة العبرية، إن الطائرة من نوع “هرمز450” وهي طائرة كبيرة نسبياً تستخدم للهجوم وجمع المعلومات، وبمقدورها أن تحمل أربع صواريخ، وهي من أقدم طائرات الاستطلاع لدى سلاح الجو الإسرائيلي.
وبحسب الصحيفة العبرية، كانت الطائرة تقوم بمهمة جمع معلومات إستخباراتية في لبنان، وسقطت بسبب خلل فني.
وأشارت الصحيفة العبرية، الى أن سلاح الجو الإسرائيلي قام بقصف الطائرة بعد سقوطها في الأراضي اللبنانية، خوفا من تسرب معلومات منها.
يديعوت / قتل على سياج سجن غزة
يديعوت – 1/4/2018
كتب مدير عام منظمة “بيتسيلم” حجاي إلعاد مقالًا أشار فيه إلى أن القيادة الإسرائيلية تبالغ بشكل تدريجي في واحدة من حقائق الموت والحياة: استمرار السيطرة على ملايين الفلسطينيين لن يكون ممكنًا دون تنفيذ جرائم حرب؛ هذا معنى السيطرة على شعب آخر: ليس فقط سلب أراضٍ، نظام أسياد، غياب حقوق سياسية وعنف بيروقراطي لا متناهٍ، بل أيضًا جرائم قتل متكررة ومدروسة.
وفي المقال الذي نشرته “يديعوت” ضرب الكاتب مثالًا على ذلك، رئيس حزب “البيت اليهودي” نفتالي بينت وجد نفسه في صيف 2014، حين تم قتل جماهير فلسطينيين في غزة على يد إسرائيل، يعلن في مقابلة للسي. ان. ان أن حماس تنفذ قتلًا جماعيًا. أي أن بينت أدرك حينها أهمية سياسات استخدام قوة النيران الإسرائيلية، حله كان محاولة إضفاء شرعية على الجرائم من خلال اتهام الضحية، لكن فهم نطاق القتل الواقع، وخاصة أهميته، يشير إلى استيعاب الواقع.
وأردف بالقول: رئيس الحكومة ووزير الجيش السابق ايهود باراك تجادل في ديسمبر 2017 بشأن نفس القضية، باراك حذر من أن محاولة تطبيق أجندة الدولة الواحدة قد يقود إلى رفض رجال الجيش و”الشاباك” للانصياع لأوامر القيادة التي توجه لهم، لكن باراك لم يشير للخطر الحقيقي: ان جزءًا من المتلقين للتعليمات قد ينفذون أوامر غير قانونية ممّن سيتلقونها.
وأكد الكاتب على أن هذا تمامًا ما حدث يوم الجمعة، التعليمات كانت غير قانونية، وبالعمل العسكري الذي أشرف عليه رئيس الأركان نفسه تحقق الخطر الذي لم يشر له باراك: جنود أذعنوا وتم إطلاق النار على الفلسطينيين، بسلاح حي، لمدة ساعات طويلة، أي ان أبعاد القتل واضحة عند القيادة الإسرائيلية، ولا أحد يوقفها، ليس 100 مصاب ولا أكثر من ذلك.
الدعاية الرسمية – كالعادة – أن حماس هي المذنبة في كل ما حدث، بالضبط كما تحدد أن حماس هي المذنبة بإبادة العشرات من العائلات ومقتل مئات الشبان والأطفال في القصف الإسرائيلي على غزة في 2014، حتى ان المتحدث باسم الجيش كتب في حسابه على “تويتر” أن “لا شيء تم بدون سيطرة، كل شيء كان دقيقًا ومدروسًا، ونحن نعرف أين تصيب كل رصاصة”.
كما أضاف إلعاد “يتضح أن رصاصاتنا الذكية – التي أصابت يوم الجمعة بسلاح حي مئات الفلسطينيين – نجحت بتحديد كل مَن يشكل خطرًا ولم يكن هناك أي طريقة أخرى للتعامل معهم؛ حتى أولئك الذين تم إطلاق النار عليهم عن بعد، وأولئك الذين تم إطلاق النار عليهم في الظهر”.
وتابع قائلًا “إسرائيل لا تحاول تطبيق أجندة الدولة الواحدة. الدولة الواحدة ليست أجندة، بل هي واقع، ومَن ينفذونها ليسوا فقط رجال جيش ورجال “شاباك” بل أيضًا قضاة، قادة، ناخبين وسياسيين إسرائيليين”.
وفي انتقاده لدعاية الجيش الرسمية، كتب: تُدار منطقة غزة من الدولة الواحدة من الخارج مثل سجن كبير، يحدد حراس السجون كمية الكهرباء، المياه، والغذاء الذي سيحصلون عليه قرابة 2 مليون مواطن، حياتهم هناك بلا حياة. السلاح الحي بمثابة وسيلة لتفريق التظاهرات، والأسرى هناك ليس لديهم أي حق بالتعبير عن معارضتهم لمصيرهم. اليأس هو ذنبهم، إصابتهم وموتهم هو فقط مسؤوليتهم، وأيدينا لم تسفك الدم لأنهم هاجموا رصاصاتنا.
وأكد الكاتب على أن يوم الجمعة كان دمويًا. لقد تخصصت إسرائيل في طمس الحقائق، لا تتوقعوا إجراء تحقيق، وحتى لو تم الأمر فبالتأكيد لا تتوقعوا تنفيذ الحساب والعقاب. التحقيقات هي مرحلة روتينية من مراحل التستر على الجرائم. إن العلم الأسود رُفع يوم أمس أمام الجميع وبلا منازع. ومع ذلك، لحسن الحظ أنهم هم المذنبون في كل ما حدث، الذين يقتلون أنفسهم بأنفسهم، لأننا – لا سمح الله – لو كنا نحن المذنبون في شيء، لأين كنا سنقود العار؟
وختم مقاله بالإشارة إلى أن السيطرة على شعب آخر تستوجب، من وقت لآخر، أيامًا من القتل والمجازر. بعد يوم الجمعة، ما زال هناك أيام دموية أخرى في الطريق.
هآرتس / مواجهة مع الواقع
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 1/4/2018
​جبت المظاهرات التي نظمتها حماس في قطاع غزة في يومها الاول حياة ما لا يقل عن 15 فلسطينيا، في مواجهة لم تنتهي بعد ومن المتوقع أن تستمر نحو ستة اسابيع اخرى. مبرر المظاهرات معروف جيدا ومثلما توقع الجيش الاسرائيلي ومحافل الامن في اسرائيل، فان ظروف الحياة القاسية، التي يعيشها نحو مليوني من سكان غزة تحت الاغلاق الاسرائيلي، وانعدام الافق السياسي، مهدت التربة للانفجار الجماهيري، الذي شارك فيه عشرات الاف المواطنين ممن فقدوا الامل في اعادة بناء حياتهم وفي مستقبل افضل. ونجح الجيش الاسرائيلي حتى الان في صد اقتحام الجدار وخطر دخول الاف الغزيين الى الاراضي الاسرائيلية، ولكن سيكون من التضليل تأطير الاحداث في غزة كحدث عسكري محلي يقاس فيه المنتصرون والمهزومون وفقا لعدد القتلى ومتانة الجدار الحدودي.
​ان ساحة الصراع ليست محصورة بغزة. فعلى المستوى الدبلوماسي ستتعرض اسرائيل الان لضغوط دولة وحيال دول، بعضها صديقة، لا تتبنى صفحة الرسائل الاسرائيلية التي تحدد حماس بانها الجهة المسؤولة عن العصيان المدني. فكلما استمرت المواجهة في الحدود الجنوبية، من شأن الضفة الغربية وشرقي القدس ايضا ان تنضما الى الاحتجاج وفي نفس الوقت فان الاردن ومصر، ومثلهما دول عربية اخرى، قلقة من انزلاق الاحتجاج الى اراضيها.
​لعل الجيش الاسرائيلي أعد نفسه لـ “كل سيناريو” ولكنه ليس مخولا بادارة السياسة او الخروج عن مبادىء العمل التي تمليها عليه الحكومة. فهذه المباديء والسياسة هي التي تغذي الاحتجاج الفلسطيني وتعرض أمن ومكانة اسرائيل للخطر. فالمواجهة في غزة تشهد على أن التمييز بين الحلول للمدى القصير، أي، صد الاحتجاج على جدار غزة، وبين الحلول للمدى البعيد والتي تعني استمرار الاغلاق حتى حل سياسي شامل، هو عديم الاساس. فالمدى القصير يملي المدى البعيد وليس العكس – وهو يستدعي تبني سياسة جديدة.
​حكومة اسرائيل راضية عن أن الادارة الامريكية ترى بانسجام معها مسؤولية الفلسطينيين عن الطريق المسدود، ولكن ليست الادارة الامريكية هي التي تحتاج لان تتصدى الان لعشرات الاف الفلسطينيين على الجدران بل مواطنو اسرائيل. ولكن الحكومة تفضل تضليلهم في أن بضع عشرات القناصين الذين كلفهم الجيش الاسرائيلي للمرابطة على مقربة من الحدود سيزيلون التهديد الدائم الذي يقف أمام بواباتهم. “الحل ليس عسكريا”، درج رئيس الاركان على الشرح، ولكن يبدو ان ليس هناك من يستمع له في الحكومة. وتستدعي الحكمة الا ندع القناصين هم الذي يحلون المشكلة الجذرية وعدم الدخول في صراعات مكانة للنصر والهزيمة. فالملابسات وعدم اكتراث الحكومة تستدعي ايضا من حلفاء اسرائيل ممارسة نفوذهم كي ينيروا المسار الذي ينبغي للحكومة ان تسير عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى