اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 30– 3 – 2018
يديعوت احرونوت :
– الجيش الاسرائيلي: الجدار هو “منطقة حرب”، كل من يقترب منه يعرض حياته للخطر.
– رسالة للمتظاهرين بالعربية والعبرية على الصفحة الاولى بقلم بن – درور يميني.
– تبرئة الون حسون – رئيس لجنة ميناء اسدود السابق.
– أزمة احتفال الشعلات – رئيس الكنيست في هجوم جبهوي على الوزيرة ريغف.
– مطر وأزمة سير في الطريق الى حفل الفصح.
– يلعبون بالنار.
– حماس: تظاهروا بالطريق السلمية.
– تقرير في الكويت: طائرات اف 35 اسرائيلية تحوم فوق ايران.
معاريف/الاسبوع :
– رئيس الاركان ايزنكوت: “أنا لا افعل ما هو شعبي بل ما هو جيد للجيش الاسرائيلي.
– قوات الجيش تستعد على حدود غزة: “لن نسمح باجتياز الجدار”.
– حرب الاستقلال بين ادلشتاين وريغف.
– الكشف عن سبب اقالة نير حيفتس من مكتب رئيس الوزراء – الخوف من الابتزاز.
– تقرير: طائرات “ادير” تحوم فوق ايران.
هآرتس :
– آيزنكوت: “من يقول ان الجيش ضعيف يحاولون نزع الشرعية عنه”. عندما لا يكون الجيش رسميا، سنبدأ بالحديث عن تهديد وجودي.
– على حدود القطاع سيضطر الجيش الى المناورة بين هدفين متناقضين.
– كبار في ادارة ترامب يقولون: خطة السلام لا تزال سارية وهي كفيلة بان تفاجيء.
– اسرائيل تلقي على حماس المسؤولية عن مواجهة محتملة على حدود غزة والجيش مصمم على منع اقتحام الجدار.
– رئيس الصندوق القومي يعمل على حل قد يضر بالسكان على اراضي الكنيسة.
اسرائيل اليوم :
– تأهب الفصح – الجيش يستعد بقوات غفيرة قرب جدار الفصل وعشرات القناصين على طول الحدود.
– خيبة امل للمتنزهين: المطر يتجاوز بحيرة طبريا.
– الامر: منع اجتياز الجدار.
– سكان غلاف غزة: “لو لم نكن مطمئنين لما بقينا”.
***
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 30– 3 – 2018
يديعوت / يلعبون بالنار
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 30/3/2018
كل فلسطيني يدخل منطقة “الفصل”، اي القاطع بعرض 100 متر في داخل اراضي غزة على طول الجدار يعرض حياته للخطر، إذ ان هذا النطاق عرف كـ “منطقة حرب”. وفرضية العمل هي ان كل من يصل الى هذا المجال ليس “مدنيا برئيا”. هذا هو القرار الذي اتخذ امس في تقويم الوضع في هيئة الاركان، وهذا هو الامر الذي اصدره قائد المنطقة الجنوبية ايال زمير لقادة القوات الذين اتخذوا مواقعهم حول القطاع لصد مسيرة العودة. في اسرائيل يقدرون بان المظاهرات ستبدأ في العاشرة صباحا حين ستتدفق التسفيرات من كل ارجاء القطاع الى سبع نقاط اقامتها حماس على طول الحدود على مسافة 700 متر من الجدار. ويستعد الجيش لمنع موجة المتظاهرين: ابتداء من المظاهرات “الصغيرة” للالاف، وانتهاء بالمسيرات لاكثر من 100 الف شخص.
السيناريو الذي تتطلع اليه حماس هو “توغل مئات والاف الفلسطينيين الى داخل اسرائيل، وعقد مسيرة اعلام في اراضيها – في الوقت الذي تبث فيه الصور عن الحدث الى كل العالم. وأوضحت محافل امنية رفيعة المستوى بان اسرائيل لن تسمح – حتى بثمن المس الشديد بالمتظاهرين – بتوغل الفلسطينيين الى اسرائيل. وبزعم هؤلاء المسؤولون، فان حماس تحاول الوصول الى انجازات من خلال ضغط اعلامي من أجل اجبار اسرائيل والسلطة الفلسطينية على الاستسلام لاملاءاتها. في الفهم الاسرائيلي فان المظاهرات الجماعية على الجدار هي “أداة حرب” اخرى في ايديها تأتي لتحل محل اخفاقاتها العسكرية والسياسية في مواجهة اسرائيل.
في المداولات التي جرت في هيئة الاركان في الايام الاخيرة تقرر بان قواعد اللعب الجديدة التي تعتزم حماس املاءها على الميدان ستصد بقوة قصوى. ويقدر الجيش بان شكل التصدي لحماس في الايام القريبة القادمة هو الذي سيولي ما سيحصل على طول الجدار في الاسابيع القادمة. والتقدير هو أن حماس تخطط للبقاء في الميدان مع المتظاهرين حتى منتصف ايار على الاقل، وكل مصاب في الطرف الفلسطيني سيخدم دعايتها ويوفر ريح اسناد لانضمام المزيد من المتظاهرين – في الضفة ايضا – الى الاضطرابات. وعليه فالجيش الاسرائيلي يعتزم قطع المظاهرات وابعادها عن الحدود منذ المراحل الاولى.
اذا لم تقبل حماس أو الجهات المسلحة الاخرى القواعد التي يمليها الجيش الاسرائيلي بشأن عقد الاضطرابات بجوار الحدود وتحاول المس بالجدار أو التوغل الى اسرائيل – فسيعمل الجيش الاسرائيلي بقوة للمس بمواقع حماس في داخل القطاع. كما تؤخر بالحسبان امكانية وقف الاضطرابات في داخل غزة من خلال استخدام قوة كبيرة – وذلك بتفريق التجمهرات والمس بالاستعدادات اللوجستية للمتظاهرين قبل أن يقتربوا من الجدار. وتشدد محافل الامن العليا بان استخدام القوة حيال الجهات التي تحمس المظاهرات لن ينتهي فقط بنار القناصة ضد المحرضين الذين يركضون نحو الجدار، بل سينفذ قبل ذلك في داخل القطاع.
وسيقود العملية اليوم قائد فرقة غزة، العميد يهودا فوكس. وسيقضي قائد المنطقة الجنوبية ليل الفصل في الغرفة الحربية المتقدمة، وسيكون قادة السرايا والكتائب في الخط الاول. واطلع القادة على تعليمات فتح النار، واعطيت لهم الصلاحيات لفتح النار وفقا لصورة الوضع في الميدان. في اوضاع معينة، تقررت مسبقا، ستستخدم النار الحية، فقط بقرار قائد الفرقة وقائد المنطقة اللذين سيكونان في الميدان. كما أن الشرطة جاهزة لتنفيذ الاعتقالات في حالة نجحوا في التوغل الى اسرائيل.
في الجيش يؤكدون بانه في الاسابيع الاخيرة طرأ ارتفاع في حجم محاولات اقتحام الحدود وكذا التشويش والمس بالاعمال على الجدار الجديد الذي تقيمه اسرائيل. والتقدير هو أنه من خلف الارتفاع في هذه الاعمال تقف حماس. ومع ذلك، فالاعداد لا تزال ادنى من مستوى محاولات التوغل المتوسط في السنوات الثلاثة الاخيرة.
في معظم محاولات التوغل هذه السنة القي القبض على الفلسطينيين على مسافة لمسة من الجدار، باستثناء حادثة التوغل قرب تساليم هذا الاسبوع والتي اعتبرها الجيش “خللا عملياتيا”.
يديعوت / عذرا لاننا انتصرنا
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 30/3/2018
رابين حلم بغرق غزة في البحر؛ بيغن أمل في خفاء قلبه باعادتها الى مصر؛ شارون أراد الخروج من هناك وسد الباب خلفه. خمسين سنة وغزة موضوعة على حافة باب اسرائيل، ولا حل. قد ينجح الجيش الاسرائيلي بالتصدي للمسيرات الجماهيرية نحو الحدود اليوم وفي الايام القادمة، ولكن من يعتقد انه يمكن تصفية المشكلة بوسائل عسكرية، يكذب على نفسه ويكذب على ناخبيه.
يحتمل ان يكون العكس هو الصحيح. فالتهديد الصاروخي من غزة تقلص جدا حين استخدمت بطاريات القبة الحديدية؛ وتهديد الانفاق قل في اللحظة التي بني فيها العائق التحت ارضي ونصبت الجساسات؛ التهديد على الجدار والتهديد من البحر عولجا ويعالجان اليوم ايضا. غزة محيدة في الجو، في البحر، في الارض ومن تحت الارض. لم يتبقَ للغزيين سوى أن يشعروا بانهم شعب وان يبدأوا بالسير.
“ما لنا نلوم كراهية غزة لنا”، قال موشيه دايان في تأبينه التأسيسي لروعي روتبرغ، الذي قتل في حقول كيبوتسه، ناحل عوز. “فهم يتواجدون في مخيمات اللاجئين التي في غزة، وامام ناظريهم نحن نحول الى ملكنا الممتلكات والقرى التي سكنوا فيها هم واباؤهم واجدادهم”.
واستنتج دايان بان علينا أن نعرف كيف نعيش على حرابنا، ونكون أقوياء. هذا صحيح، ولكنه لا يكفي.
كان بوسع حكومات اسرائيل ان تجعل غزة مشروع تنمية دولي هائل. كانت احلام كهذه (بيرس مثلا حلم بجعل غزة سنغافورة)؛ كانت خطط أيضا. يوفال شتاينتس اقترح فتح ميناء لغزة في قبرص؛ اسرائيل كاتس اقترح اقامة ميناء على جزيرة امام الشاطيء. اي من هذه الخطط لم يتحقق، لا عندما كنا هنا ولا بعد ذلك.
نحن نعرف فقط ما نحن لا نريد. لقد هاجمت الحكومة ابو مازن حين حاول الارتباط بحماس والعودة الى القطاع؛ هاجمته حين قرر الصدام مع حماس وفك الارتباط عن القطاع. اذا كان يرتبط بغزة فهو ارهابي واذا كان يفك ارتباطه عن غزة فهو عديم المسؤولية.
تطالب عائلات الشهداء من الجرف الصامد بان نشدد الاغلاق على غزة كي نمارس ضغطا على حماس لتحرير الجثث. ضائقتها تمس شغاف القلب. مطالباتها مبررة اخلاقيا. والحكومة تستجيب لها. وعندها تتذكر بان تشديد الاغلاق على غزة يؤدي الى الانفجار، وتطلب من الدول المانحة ان تضخ الاموال الى غزة. في الاسابيع الاخيرة عقدت ثلاثة لقاءات دولية حول مشكلة غزة، واحد في القاهرة، واحد في واشنطن وواحد في بروكسل. وجلس مندوبو اسرائيل فيها الى جانب مندوبي دول عربية. وكانت اسرائيل هي قوة الضغط للغزيين.
ولكن الدول الاخرى لم تسارع الى الدفع. معظمها اقتنعت بان حماس هي منظمة ارهابية محظور مساعدتها؛ وقد يئست من الفلسطينيين، من شكاويهم، من عنادهم، من ابتزازهم؛ فالخطر الايراني يشغل بالهم اكثر.
انتصرنا، انتصرنا، الفلسطينيون خارج اللعبة. والان يتعين علينا ان نتصدى لغزة وحدنا.
هآرتس / شخصيات رفيعة في ادارة ترامب : خطة السلام ما زالت سارية المفعول وستفاجيء
هآرتس – بقلم أمير تيفون – 30/3/2018
بعد اربعة اشهر على خطاب الرئيس الامريكي ترامب حول القدس وقبل شهر ونصف من احتفال نقل السفارة الامريكية الى القدس، فان شخصيات رفيعة في الادارة الامريكية تصر على أن خطة السلام لادارة ترامب ما زالت ذات صلة رغم أن الفلسطينيين يقاطعونها. في البيت الابيض يقولون إن الازمة التي نشأت بين ادارة ترامب والفلسطينيين في اعقاب خطاب الرئيس في شهر كانون الاول لم تفاجئهم. في الفترة التي سبقت الخطاب أجرى صهر الرئيس، جارد كوشنر، ومبعوثه الخاص في المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية جيسون غرينبلاط، عدد من المحادثات مع دبلوماسيين رفيعي المستوى وصحافيين وخبراء في السياسة الخارجية في واشنطن، وقالوا إن الغضب الفلسطيني على الخطاب سينسى مع مرور الوقت والمفاوضات ستتجدد بنجاح.
”لقد شرحوا بالضبط كيف يسير ذلك”، قال للصحيفة مصدر تلقى مكالمة هاتفية من البيت الابيض قبل يوم من خطاب ترامب وطلب عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية المسألة. “لقد كان لديهم خطة. وشرحوا أنه في المدى القريب سيخلق الخطاب صعوبات، لكن على المدى البعيد سيسهل ذلك عليهم استئناف المفاوضات”.
مصدر آخر تلقى في حينه مكالمة توجيهية من البيت الابيض قال للصحيفة إن “هم لم يقولوا ذلك بصورة واضحة، لكن كان يمكن الفهم من بين السطور أنه حسب رأيهم فان الاعتراف بالقدس يزيد احتمال تقديم تنازلات مستقبلية من جانب اسرائيل. أعتقد أنهم حقا اعتقدوا أن هذا الخطاب سيتبين أنه امر ايجابي للعملية السلمية”.
عمليا، بعد اربعة اشهر على خطاب ترامب كانت هناك فترة جمود سياسي. الفلسطينيون الذين عبروا عن التفاؤل الحذر بخصوص استئناف العملية السلمية، استبدلوا هذه المقاربة بمقاطعة غاضبة للادارة. شخصيات رفيعة اسرائيلية وفلسطينية ممن تحدثوا مع هآرتس وصفوا خطاب ترامب بحدث ابتلع الانظار وجعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس يفقد الثقة بالادارة.
على وشك الانتهاء
في البيت الابيض يصرون على أن المقاطعة الفلسطينية والشك المتزايد في الاوساط الدبلوماسية في العالم بخصوص احتمال نجاح مبادرة السلام الامريكية، لا تؤثر على عمل “طاقم السلام” برئاسة كوشنر وغرينبلاط. في الاسبوع الماضي كرس كوشنر أمسيتين لمحادثات مطولة في الموضوع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. قبل اسبوع من ذلك عقد كوشنر وغرينبلاط مؤتمر دولي في البيت الابيض حول قطاع غزة، شارك فيه ممثلون من اسرائيل ومن 19 دولة اخرى منها دول عربية كثيرة. الفلسطينيون تمت دعوتهم لكنهم اختاروا عدم المشاركة.
”نحن منطقيون. لم نقل في أي يوم إن هذا سيكون سهل التحقق”، قال للصحيفة مصدر كبير في البيت الابيض. وحسب اقواله، ما زالوا في الادارة يعملون على خطة السلام. وفي الاسابيع الاخيرة جاءت تقارير تفيد بأنها على وشك الاستكمال. لا يوجد للادارة بعد جدول زمني للاعلان عن الخطة. من بين الاعتبارات التي ستؤثر على موعد النشر: الوضع السياسي في اسرائيل والوضع الامني في غزة والضفة الغربية وردود العالم العربي على قرار ترامب المتوقع بالانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران. وما زالوا في الادارة يأملون باقناع الفلسطينيين بالعودة الى العملية السلمية، لكنهم لا يستبعدون احتمال نشرها ايضا بدون تدخل فلسطيني مباشر.
الفلسطينيون يقولون منذ شهرين إن الامريكيين يتبنون بصورة كاملة موقف نتنياهو بخصوص الصراع، وسيعلنون عن خطة تناسب تماما كل طلباته وتكون غير مقبولة على أي زعيم فلسطيني يريد البقاء. المصدر الكبير في البيت الابيض قال إن هذه الادعاءات غير دقيقة: “لقد قلنا منذ بداية الطريق بأننا لا نريد فرض الاتفاق على أي طرف، نحن نبحث عن برنامج منطقي يمكن تسويقه للجمهور في الطرفين. اذا كان البرنامج قابل للتسويق فقط لطرف واحد فما الفائدة من كل هذه الجهود؟”.
وأضاف المصدر بأن الطرفين سيكون مطلوبا منهما تقديم تنازلات صعبة، وأنهم في الادارة يعتقدون أنه “مطلوب اتفاق يستطيع الطرفين أن يقولا بشأنه “أنا لا أحب كل ما هو وجود فيه، لكن هذه خطة منطقية” “. مصدر آخر في الادارة يشارك في وضع الخطة قال للصحيفة “لو لم نكن جديين بخصوص التوصل الى خطة تعتبر منطقية من قبل الطرفين لما استثمرنا فيها كل هذا الوقت والجهد الذي استثمرناه حتى الآن. لا يوجد سبب لاستثمار كل هذه الجهود الكبيرة في أمر اذا كان احتمال نجاحه معدوما”.
شخصيات اسرائيلية رفيعة لها علاقات متواصلة مع الطاقم الامريكي وصفت امرين مركزيين سيصعبان على الفلسطينيين الموافقة على الخطة التي تبلورها الادارة. الاول هو ما سيبدو كانعدام ثقة اساسي من الجانب الامريكي بامكانية اخلاء المستوطنات في المستقبل المنظور، والميل الى الاكتفاء بخطة اساسها الامتناع عن توسيع المستوطنات. مقاربة كهذه عبر عنها السفير الامريكي في اسرائيل ديفيد فريدمان في محادثة مع زعماء يهود – امريكيين في الشهر الماضي.
الثاني هو السيطرة الامنية في الضفة. في اسرائيل يقدرون أن الامريكيين وافقوا بشكل كامل على افتراض نتنياهو الاساسي بأنه لا توجد سبيل اخرى للحفاظ على المصالح الامنية بعيدة المدى لاسرائيل بدون سيطرة عسكرية اسرائيلية على كل المنطقة التي تقع في غرب نهر الاردن. بالنسبة للفلسطينيين فان سياسة كهذه معناها استمرار الاحتلال، حتى لو تم بذل الجهود لتقليص الصورة اليومية له.
تجدر الاشارة الى أنه لا توجد مصادقة رسمية من الجانب الامريكي على أن هذه الافكار ستكون مشمولة في الخطة. في البيت الابيض نفوا في الاشهر الاخيرة جزء كبير مما نشر حول مركبات الخطة. ولكن اذا نشرت الادارة خطة لا يوجد فيها اخلاء للمستوطنات، وفي المقابل يوجد فيها استمرار للوجود العسكري الاسرائيلي في كل مناطق الضفة، فان الفلسطينيين سيعتبرون ذلك استمرارا للوضع القائم، وبالتأكيد سيرفضونه تماما.
مصادر اسرائيلية رفيعة المستوى مطلعة على المحادثات مع الطاقم الامريكي، قالت إن الخطة ستتضمن ايضا عناصر لا يرغب نتنياهو في الموافقة عليها مثل الاعلان عن أبوديس كعاصمة لفلسطين، أو خطة معينة بشأن تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية. في الادارة نفوا في السابق بعض ما نشر بشأن أبوديس كعاصمة لفلسطين. ولكن الشخصيات الاسرائيلية رفيعة المستوى قالت للصحيفة إن الفكرة بحثت حقا.
في الادارة يصفون كل المواضيع التي تم التطرق اليها مؤخرا بشأن عناصر الخطة من قبل شخصيات رفيعة في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية على أنها تخمينات وتوقعات ولا تصفها تماما. في الادارة يقولون إن عدد قليل من الاشخاص خارج البيت الابيض، مطلعون على الخطة. وفيما يتعلق بالمستوطنات فانهم في الادارة يتمسكون منذ اكثر من سنة بالخط الذي يقول إن “البناء غير المنضبط” في المستوطنات “لا يفيد العملية السلمية”، لكنهم نفوا كل ادعاء بشأن سياسة واضحة ومفصلة أكثر حول هذا الامر.
المصادر الاسرائيلية تقدر أنه اذا تضمنت الخطة حقا عناصر غير مريحة لنتنياهو فهو سيفضل تأجيل وتأخير الرد عليها، على أمل أن يرفضها الفلسطينيون ويوفرون عليه مواجهة محتملة مع المصوتين لحزبه وشركائه في الائتلاف.
في الطرف الفلسطيني فان خطاب ترامب والاعلان بأنه “رفع القدس عن طاولة المفاوضات”، أدت الى اعادة الاهتمام بالفكرة التي طرحت عدة مرات في السابق وهي تشكيل جسم دولي يحل محل الامريكيين كوسيط في النزاع. الفلسطينيون لم يعودوا يعتبرون ادارة ترامب وسيط نزيه، لكنهم يرسلون اشارات بأنهم سيكونون مستعدين لقبول الولايات المتحدة كعضو في الجسم الدولي الذي يضم دول اخرى ايضا. في هذه الاثناء، من يقوم باحباط احتمال كهذا هم كما يبدو الامريكيون الذين يريدون أن يعرضوا خطتهم قبل فحص انزال شركاء آخرين الى الملعب.
ذخر في العالم العربي
في الادارة الامريكية كانوا راضين في الشهر الماضي عن أن عبد الله ملك الاردن قال إنه رغم انتقاده لترامب بشأن القدس، إلا أنه يعتقد أنه لا يوجد بديل للقيادة الامريكية في العملية السلمية. شخصيات رفيعة المستوى في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية قالت إن الاعتراف بالقدس أضر باستعداد الدول العربية، بما فيها السعودية، قيادة وتحقيق خطة السلام. لكنهم في البيت الابيض يرفضون هذه الادعاءات ويقولون إن علاقة ترامب مع زعماء الدول العربية هي ذخر لطاقم السلام في الادارة الامريكية.
”هناك شبكة علاقات ممتازة للرئيس مع اللاعبين الاساسيين في العالم العربي”، قال مصدر رفيع المستوى في البيت الابيض. “العرب لم يحبوا ادارة اوباما. وفيما يتعلق بالادارة الحالية، ربما لم يحبوا خطوة مثل الاعتراف بالقدس، لكنهم يعتبرون أن الرئيس هو شخص له كلمة. نحن نعرف أن دعمهم ماديا ومعنويا هو أمر ضروري لنجاح أي تسوية مستقبلية”.
مع ذلك، في الادارة لا يتوقعون من الدول العربية أن يقوموا بلي ذراع الفلسطينيين، ويدركون حدود تأثير العالم العربي في الموضوع الفلسطيني. حسين آيبيش، شخصية كبيرة في معهد ابحاث دول الخليج في واشنطن، قال للصحيفة في الاسبوع الماضي إنه يوجد دافع مهم لدول الخليج للتقارب مع اسرائيل، اساسا بسبب ايران. ولكن هذا لا يعني أنه يمكنها أن تفرض خطة سلام على الفلسطينيين”.
في هذا السياق قال مصدر كبير في الادارة للصحيفة إن الامور التي قالها السفير فريدمان في مقابلة مع الصحيفة الاسبوعية “اليوم السابع”، بخصوص امكانية أنه اذا لم يتعاون عباس مع الامريكيين فان “شخص ما آخر سيقوم بذلك” تم اخراجها عن السياق. وحسب اقواله، فريدمان لم يقصد القول إن الادارة تفحص امكانية استبدال عباس أو تجاوز الفلسطينيين عن طريق العالم العربي. “لقد قصد أنه اذا عباس لم يرغب في العمل على اتفاق السلام، فانه في نهاية المطاف ستكون للفلسطينيين قيادة تريد حقا القيام بذلك”، قال المصدر.
المشكلة هي أنه كي يوافق أي زعيم فلسطيني على العمل مع ادارة ترامب، فان خطة السلام للادارة يجب حقا أن تفاجيء وتكون وثيقة يمكن تسويقها للجمهور الفلسطيني. دبلوماسي غربي تم اطلاعه مؤخرا من قبل الادارة على جهود السلام قال إن “السؤال الحقيقي هو كيف يُعرفون “اتفاق يمكن تسويقه”، هل يفهمون حقا ما هو الضروري في هذه المرحلة من أجل أن يتمكن أي زعيم فلسطيني من العودة الى المفاوضات مع ترامب بعد كل ما حدث في الاشهر الاربعة الاخيرة؟”.
نتنياهو من ناحيته، قال مؤخرا في محادثات مغلقة إنه لم يشاهد بعد الخطة الامريكية أو الجدول الزمني لنشرها. مع ذلك قدر أن خطة سلام ما ستطرح في نهاية المطاف. “هؤلاء ليسوا الوسطاء العاديين”، شرح في احدى المحادثات، “هؤلاء هم رجال اعمال لديهم افكار ابداعية”.
في الجانب الفلسطيني ايضا يعتقدون أن الوسطاء ليسوا “عاديين”. حسب اقوال شخصية رفيعة في السلطة فان هذا ربما يكون لب المشكلة.
معاريف / حرية التفكير
معاريف – بقلم أودي سيغال – 30/3/2018
هذا المساء، في الوقت الذي يحتفل فيه معظم شعب اسرائيل بليل الفصح ليقرأ الاسطورة في شؤون العبودية والحرية، لن نتمكن تماما من الميل الى اليمين والارتياح في مطارحنا. فالميل الى اليسار تبين في هذه الاثناء كفشل تفضل حكومة اسرائيل ان تبقيه في الخزانة، والفلسطينيون لا ينجحون في الاقناع بان له امل على الاطلاق في العودة الى الحياة. فانعطافة اسرائيل الحادة يمينا تجلبنا في الفصح الى التفكير في عدة مسائل اساسية. كيف نكون اذكياء، فنمتنع عن الشرور التي عانينا منها على مدى اجيال، الا نكون لا سمح الله سذجا أو امعات وبالاساس الا نكون كمن ذاك الذي لا يعرف كيف يسأل. إذ ان هذا الاخير هو ما يميزنا مؤخرا اكثر فأكثر.
سكان غزة يتحدون في هذا العيد. فبعد تسخين داخلي لحماس، بمساعدة انهيار خطوة المصالحة الداخلية، فان قدر القطاع يغلي. وهو يعتمل، واجزاء منه بدأت تتسرب الينا الى الصالون. الفلسطينيون يفكون ارتباطهم عن فك الارتباط. في الايام الاخيرة اجتياز أفراد للجدار ثقب وهم الفقاعة الاسرائيلية واسطورة الجدار، تلك التي تدعي بانهم هناك ونحن هنا. الجدار ليس محكما، والحدود قابلة للتسلل ولا يمكن ان تكون حياة طبيعية عندما يكون الجحيم في الطرف الاخر. نحن نعرف هذا منذ سنين، على وعي به ونحاول المساعدة، ولكن هذا لا يكفي. والنتيجة هي الغليان.
بروح العيد وقبيل احتفالات السبعين للدولة نحن ملزمون بان نسأل انفسنا ماذا تريد اسرائيل في النهاية من الفلسطينيين: الزواج أم الطلاق؟ هذا سؤال أساس يبدو ظاهرا انه حسم: اسرائيل تريد الطلاق من الفلسطينيين. الانفصال، فك الارتباط، قول سلاما واذا كان ممكنا القاء المفتاح. هي ببساطة لا تنجح. خطط اليسار للانفصال اعتبرت كخطى عابثة ساذجة، ولكن الغاية هي الانفصال. بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت هما ايضا يتحدثان عن الانفصال، ولكنهما غير مستعدين لاتخاذ خطوة عملية تسمح بذلك.
الاحساس بان الفلسطينيين هم مشكلة هامشية، طفيفة، غير مثيرة للاهتمام وزائدة هو احساس عابث، مشكلة اسرائيلية داخلية لن تتبخر ولن تختفي. في منظومة القوى العملية لا يمكن لاسرائيل أن تنتظر الى أن تبلور الولايات المتحدة لنا خطة اخرى كي نتمكن من رفضها. على اسرائيل أن تبادر، أن تصمم حدودها وخطوطها الحمراء وان تحفض انجازات الاستيطان والصهيونية. هذا ليس لان المسيرة المخطط لها ستفكك اسرائيل، بل هي مجرد مؤشر أولي للتشكيك بالفرضيات الاساس التي تثبتت هنا.
سؤال آخر لا نعرف كيف نسأله هو كيف التصدي للانهيار في غزة. المعضلة هنا حادة وقاسية: هل نقدس الاتصال الوحيد مع السلطة الفلسطينية رغم أن ابو مازن لا يسيطر في القطاع ويدفعه نحو مصيبة انسانية، ام نتجاوز رئيس السلطة ونقيم قناة اتصال مباشرة مع حماس. عمليا اختارت اسرائيل بصمت وعبر الاقنعة الخيار الثاني. ولكن واضح أن هذا خيار صعب وغير مستقر. كما أنها تقيم اتصالا مع قطر في محاولة للتأثير على الوضع في القطاع، ولكن هذه مجرد شرارة اولى لامكانية اكبر تمتنع اسرائيل عن قيادتها.
كل الخطوات السياسية التي كان يفترض أن تحصل بعد فك الارتباط عن غزة قبل قرابة 13 سنة لم تنفذ، ونحن ننظر الى النتائج. لا الاعمار مقابل التجريد. لا “غزة أولا”. كل الشعارات بقيت في الجارور.
سؤال أساس آخر هو اذا كان من الافضل اطفاء الحرائق بين الحين والاخر مثلما يطيب لرئيس الوزراء عمله، وعدم المخاطرة بخطوات كبرى وهازة لها ثمن جسيم وفرص في الفشل. فالواقع يبين ان نتنياهو نجح بهذه السياسة في الابقاء على انجازات اسرائيل بثمن متدن نسبيا وحافظ اساسا على استقراره هو نفسه، إذ انتخب للمنصب المرة تلو الاخرى.
دولة ناقص
هذا السؤال ينبغي أن يفحص من جديد في ضوء النتائج التي عرضها هذا الاسبوع معهد بحوث الامن القومي، ثمرة البحث المعمق عن السيناريوهات المحتملة حيال الفلسطينيين. وتتداخل الاستنتاجات في المعطيات التي تتحدث هذا الاسبوع عن تغيير المعادلة الديمغرافية: يوجد تعادل بين العرب واليهود بين النهر والبحر. وان كان لا يوجد يقين بالنسبة لصحة الاعداد وهناك الكثير من الشكوك، هذه دعوة تحذير، اشارة هامة تشجعنا على السؤال اذا كنا نفهم الى اين ستؤدي بنا سلسلة القرارات الموضعية الناشئة في هذه اللحظة في الصراع داخل اليمين في السياسة الاسرائيلية.
”سيناريو ضم بحجم واسع سيتسبب باحتمالة عالية جدا بسلطة فلسطينية معادية أو متفككة طوعا لسيادة متعاظمة من حماس بل وتعزيز لجهات سلفية بل وسيشكل خطرا على حكم جهات معتدلة نسبيا مثل فتح في الساحة الفلسطينية”، كتب في مقال نشره معهد بحوث الامن القومي. “سيناريو ضم، ولا سيما اذا كان أوسع، معناه انزلاق تدريجي الى واقع الدولة الواحدة واحباط امكانية تحقيق فكرة الدولتين للشعبين.
”استمرار النظام القائم يعتبر خيارا عمليا أكثر، مع الاخذ بالاعتبار للميول في المعسكر الفلسطيني وفي الشرق الاوسط بشكل عام وكذا في ضوء الوضع السياسي في اسرائيل. ولكن رغم ان هناك من يسمي النظام القائم الوضع الراهن فانه ليس وضعا دائما على الاطلاق، إذ انه كل يوم تتقرر حقائق تجعل من الصعب في المستقبل تطبيق تسوية بين اسرائيل والفلسطينين بميل الانفصال الى كيانين منفصلين. الى جانب سيناريوهات الضم معناها احتمال عال للانزلاق الى واقع الدولة الواحدة – دون اعلان نوايا ودون استيضاح المعايير.
”في كل السيناريوهات، باستثناء سيناريوهي الدولة الواحدة، ستكون لاسرائيل مصلحة حيوية في وجود سلطة فلسطينية مسؤولة، مستقرة ومؤدية لوظائفها بنجاعة، يجري معها تعاون امني، يقوم على اساس المصالح المتداخلة ضد الارهاب وضد حماس. وتعزيز العنصر السياسي الفلسطيني يعتبر عاملا لاجما وداعما للمصالح الاسرائيلية السياسية – الامنية.
”توجد حالة من التداول بين مستوى اداء السلطة الفلسطينية ونهجها تجاه اسرائيل (عدائي – هجومي او ايجابي – توافقي) وبين درجة حرية عمل الجيش الاسرائيلي في مناطق السلطة لغرض احباط التهديدات الامنية. وكلما ازداد التعاون، وبذلت اجهزة الامن الفلسطينية جهدا اكبر، يمكن للجيش الاسرائيلي أن يخفض مستوى نشاطه في المناطق الفلسطينية، او في الدولة الفلسطينية اذا ما قامت، دون التخلي عن حرية العمل في حالة التهديدات الحقيقية.
”ومع ذلك، دون تقدم سياسي ذي مغزى في الطريق الى دولة فلسطينية، سيصعب على السلطة ممارسة التعاون الامني مع اسرائيل على مدى الزمن وترميم مصداقيتها في نظر الجمهور الفلسطيني.
”معظم الجمهور في اسرائيل يؤيد الانفصال عن الفلسطينيين وحل الدولتين للشعبين. ويمكن التقدير بان تأييد الانفصال والاستعداد لدفع ثمنه سيزداد اذا ما وعندما يفهم الجمهور الاسرائيلي بعمق ويستوعب معاني الدولة الواحدة المتساوية. في كل الاحوال، لا امل في ان يوافق المجتمع الاسرائيلي على مساواة كاملة في الحقوق للمواطنين الفلسطينيين المنضمين. الى جانب ذلك، فان المجتمع الاسرائيلي ليس ناضجا للتنازلات اللازمة من أجل التقدم في الاتفاق. الجمهور، حتى وهو يؤيد حل الدولتين للشعبين، يرفض وضع تكون فيه دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة بكل المقاييس ويرى أمام ناظريه “دولة ناقص” فقط”.
وهكذا فان اسرائيل تفهم معنى الانتظار والجمود ولكنها غير قادرة وغير مستعدة لان تدفع ثمن البديل العملي. وبخلاف رئيس الوزراء، فاني اعتقد أنه لا يمكن للمرء أن يستمتع بالطيبات دون أن يتذوق طعم المرارة. فالمرارة التي تؤكد احاسيس التذوق والرائحة وتوقظ نزعة السؤال والبحث والفحص لما يحصل حقا. إذ في نهاية المطاف من الافضل للمرء ان يكون حكيما من أن يكون شريرا وبالتأكيد ليس ساذجا، ولكن الاسوأ هو عدم معرفة كيف يسأل.
هآرتس / على حدود القطاع : على الجيش الاسرائيلي المناورة بين هدفين متناقضين
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 30/3/2018
شخصيات رفيعة في قيادة المنطقة الجنوبية، التي سيتم نشر وحداتها اليوم مع تعزيزات خاصة على طول الحدود مع القطاع من اجل صد المشاركين في مظاهرة “العودة” الفلسطينية، يجب عليهم المناورة بين هدفين سيتبين أنهما متناقضين. من جهة، تم اعطاء القادة توجيه لمنع اجتياز الجمهور للحدود ووقف محاولات المس بالجدار. ومن جهة اخرى، استخدام القوة الزايدة يمكن أن ينتهي بقتل واسع للمواطنين – والتبصر المقبول في الجيش يقول إنه في المناطق فان قتلى كثيرين يعني دائما صب الزيت على نار المواجهة.
حماس تريد الحفاظ على النار مشتعلة، على الاقل حتى ذكرى يوم النكبة في منتصف أيار. ومن اجل حرمانها من هذا الانجاز مطلوب حكمة في استخدام القوة من جانب قادة الجيش. المستوى السياسي في اسرائيل مضغوط جدا من تسلسل الاحداث التي تزامنت بالصدفة مع عشية عيد الفصح. في الجيش يعرفون أنه في حالة الفشل سيكون هناك من سيسرون بالقاء المسؤولية على مستويات القيادة العليا – رئيس الاركان وقائد المنطقة وقائد فرقة غزة. وبقدر ما يمكن الحكم، يبدو أن الجيش استعد جيدا وبصورة محكمة لهذه المهمة. على الاغلب، عندما يكون لديه انذار استخباري، هكذا يتصرف. عدد من الضباط الذين وجهوا التعامل مع المظاهرات اليوم سبق لهم أن اكتووا بظروف مشابهة. هذا حدث في ايار 2011 عندما قام نظام الاسد بالمبادرة الى مظاهرة للاجئين الفلسطينيين على الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان بهدف حرف الانظار عن الحرب الاهلية التي بدأت في سوريا. في تلك الحادثة كانت هناك مشكلة في نقل المعلومات الاستخبارية بشكل مبكر، أو في التفسيرات التي اعطيت لها. في حينه عشرات المتظاهرين نجحوا في اجتياز الجدار مقابل مجدل شمس.
يمكن الأمل بأن الدرس تم استخلاصه. في اطار الاستعدادات على حدود القطاع تم ارسال آلاف الجنود من لواء ناحل ولواء جفعاتي، ووضع الاسلاك الشائكة وعدد كبير من القناصة. اذا كانت هناك نقطة ضعف فيبدو أنها تتعلق بقرار الجيش عدم الاستناد الى معرفة وخبرة الشرطة وحرس الحدود في التعامل مع المظاهرات الكبيرة. في الجيش يبررون ذلك بالعبء الثقيل الملقى على الشرطة في نهاية الاسبوع الحالي على خلفية مظاهرات يوم الارض في الوسط العربي في اسرائيل وخوفا من العمليات في القدس.
في الايام الاخيرة، وبالهام من التغطية الاعلامية الواسعة الاسرائيلية، زادت حماس شدة خطابها. في الجيش الاسرائيلي يشخصون تدخل نشيط لنشطاء حماس في تنظيم المظاهرات. حسب هذا التحليل فان حماس ترى في الشهر والنصف القادم فرصة للخروج من الازمة الاستراتيجية الواقعة فيها منذ فترة طويلة. حماس لم تنجح في اختراق الحصار المفروض على قطاع غزة بواسطة القتال في عملية الجرف الصامد. منذ ذلك الحين، ظروف الحياة الصعبة في القطاع تفاقمت وحماس اصبحت يائسة من محاولة ادارة الحياة الاجتماعية في غزة، لذلك توجه القائد الجديد للمنظمة في القطاع، يحيى السنوار، توجه لعملية جريئة – المصالحة مع السلطة الفلسطينية على أمل أن تأخذ على مسؤوليتها الادارة في المجال المدني، لكن المصالحة فشلت. وثيقة الوفاء للمصالحة تم اصدارها في اليوم الذي حدثت فيه محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الحكومة الفلسطيني رامي الحمد الله. الآن بقي احتمالين: المواجهة مع اسرائيل، التي تخشى حماس من أضرارها، أو المظاهرات المدنية الحاشدة التي ستحفز اسرائيل على الرد، وفي حالة وجود قتل جماعي، ستعيد الاهتمام الدولي الى ما يجري في الساحة الفلسطينية. وحماس من ناحيتها اختارت المظاهرات.
في الجيش توجد تقديرات مختلفة حول عدد الفلسطينيين الذين سيصلون الى الجدار بدء من ظهيرة اليوم. العدد يتراوح بين 15 – 100 ألف شخص. ولكن احداث الربيع العربي أثبتت أن أحدا لا يقدر على توقع سلوك الجماهير في الشرق الاوسط. في الجيش الاسرائيلي سيبقون عين مفتوحة على ما يجري في القدس وفي الضفة الغربية، لأن الانباء عن وجود قتلى في القطاع ستؤدي الى الهياج في مناطق اخرى.
حول الاستعداد للمواجهة اليوم، شوش عدد من الاحداث التي اجتاز فيها فلسطينيون من القطاع الجدار الى الاراضي الاسرائيلية منذ يوم السبت الماضي. ولكن يبدو أنه سيكون من الخطأ التعامل مع هذه الاحداث كرزمة واحدة. إن اجتياز الشباب الثلاثة الذين تم اعتقالهم قرب كيبوتس تساليم كان فشلا ذريعا، لأن آثارهم تم تشخيصها فقط بعد وقت طويل، حيث تمكن الثلاثة من السير حوالي 20 كم دون اعاقة في الاراضي الاسرائيلية. (مشكوك فيه أنهم كانوا في الطريق لتنفيذ عملية، على الرغم من العثور على قنابل يدوية بحوزتهم). في حادثتين أخريين تسبب الفلسطينيون بالضرر للمعدات على جانبي الحدود، من خلال استغلال فجوات في نظام الحماية، لكن عندما يجتاز باحث عن العمل ساذج الجدار القديم ويتم القاء القبض عليه فورا مثلما حدث في زكيم أول أمس، لا يجب اعتبار ذلك فشلا، وبالتأكيد لا يوجد سبب لاخافة سكان الكيبوتسات في المنطقة.
معاريف / عالم معكوس
معاريف – بقلم جاكي خوجي – 30/3/2018
قبيل المهرجان الجماهيري الذي يعقد اليوم على حدود القطاع، نشر منسق اعمال الحكومة في المناطق اللواء يوآف مردخاي منشورا انفعاليا بالعربية. والمنشور موجه لسكان القطاع، ورفع الى صفحته على الفيسبوك في منتهى السبت. ويقول مردخاي ان حماس تستثمر المال في المظاهرات بدلا من توجيهه الى الصحة، الى جودة البيت والى تطهير المياه. واتهم الضابط الكبير حماس قائلا: “واضح أن منظمة حماس فشلت في ادارة شؤون القطاع”. وحذر من أن في نيتهم ادخال نشطاء منهم الى جمهور المتظاهرين. “لا تسمحوا لهم استخدام النساء، الاطفال والسكان الابرياء”.
هذه الرسالة هي جزء من جهد واسع يقوم به جهاز الامن للتصدي للاحتجاج اليومي. لهذا الاستعداد توجد جوانب امنية عديدة، ولكن اعلامية ايضا. لقد ألمح مردخاي للغزيين بان الالاف الذين سيشاركون في المهرجان ليسوا اكثر من جمهور مخدوع، ضحايا لتلاعب حماس، ومن الافضل لهم ان يعرفوا ذلك.
لقد كانت حرب الادمغة الاعلامية بين اسرائيل ولفلسطينيين مشوقة دوما، ولكن في حالة منسق اعمال الحكومة في المناطق، فان ما يبعث على التشويق هو بالذات ما لم يكتب على صفحته على الفيسبوك. فاللواء مردخاي هو الممثل الاساس لجهاز الامن في اسرائيل في الجهد الدولي الجاري هذه الايام لانقاذ غزة. وهو يكثر من التنقل بين العواصم العربية وبين واشنطن وبروكسل، موقع مؤسسات الاتحاد الاوروبي. وقد ازدادت هذه الجهود في السنة الاخيرة وهدفها العاجل هو اعادة البنى التحتية الاساسية في غزة الى العمل المعتاد. ان تضخ الكهرباء بتوريد معقول (اليوم توجد لاربع ساعات في المتوسط يوميا)، ان تعمل المناهل على إزالة المياه العادمة، وان تحرك منشآت المياه السائل في الانابيب، وان يكون في المستشفيات ما يكفي من الادوية للمعانين من امراض صعبة. في القطاع، كل شيء يرتبط الواحد بالاخر: عندما لا تكون كهرباء، تتعطل مناهل المجاري. ويتدفق السائل بحرية ويتسلل الى المياه الجوفية. والمياه التي تنهل من الابار تكون مصابة بالجراثيم. من اجل حل هذه المشكلة فقط يجب تفعيل منظومات الكهرباء، ولكن ايضا بناء منشآت لتحلية المياه. ولغرض اقامتها مطلوب ملايين الدولارات، ولتفعيل المنظومات القائمة هناك حاجة للكهرباء، التي تتطلب هي الاخرى التمويل. لحماس يوجد مال، ولكنه محدود. كما أنه يوجد لابو مازن، ولكنه يريد اسقاط حماس ولهذا فانه يعمل في كل لحظة معطاة الى تقليص ضخه اليهم.
اسرائيل ليست وحيدة في مساعي اعادة البناء. فهي جزء من ائتلاف من الدول، الى جانب مصر، قطر، اتحاد الامارات وعواصم غربية. عندما يدفع القطريون الملايين على الادوية ويوافق اتحاد الامارات على تمويل الوقود لمحطة توليد الطاقة في غزة، الذي تشتريه حماس من مصر، يكون اسماعيل هنية سعيدا وسكان غزة فرحين. وكذا منسق اعمال الحكومة في المناطق يكون راضيا، ولكن بخلاف الجهتين الاخريين كان شريكا فاعلا في الطريق الى هناك.
عالم معكوس. ابو مازن الذي يتعين عليه أن يحرص على ابناء شعبه في القطاع، يسعى الى تجفيفه، واسرائيل، التي تفرض حصارا على غزة، تعمل بنشاط على منع انهيارها. افيغدور ليبرمان واسماعيل هنية شريكان في معارضتهما لجملة تنكيلات السلطة تجاه حماس. هذه التناقضات لم تنشأ امس. فالمفارقات موجودة كل الوقت في علاقات اسرائيل والفلسطينيين. فعلى مدى سنين ارادت اسرائيل السلام مع السلطة، ولكنها بنت في المستوطنات. وهكذا ثبتت حقائق على الارض تجعل الاتفاق المستقبلي صعبا. السلطة تعلن على رغبتها في السلام الدائم، ولكنها تواصل التعاطي مع اسرائيل كحركة استعمارية وليس كثمرة طموح وطني مشروع.
السياسة الاقليمية لم تكن ابدا سطحية كما تعرض في الخطاب العام. فهي معقدة، مضللة وكثيرة الوجوه. من يبلور رأيه عن سياسة الجيش الاسرائيلي في غزة عبر بوستات منسق اعمال الحكومة في المناطق او بلاغات الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، سيجد انها عدوانية. فعلى مدى السنين فاقم الاغلاق بالفعل الحياة في القطاع وصعب الامور عليها. ولكنها بحثت ايضا (وبنشاط احيانا) عن السبل لاعادة بنائها.
هآرتس / خطوة كبيرة للانسانية
هآرتس – بقلم كارولينا ليندسمان – 30/3/2018
ليس العنف الفلسطيني، بل غيابه بالذات، هو التهديد الحقيقي على استمرار الاحتلال. ليس عبثا، منذ اتخذ خطواته الاولى في السياسة أن عظم رافض السلام بنيامين نتنياهو الارهاب الفلسطيني – حليفه الخالد لمواصلة الوضع الراهن، وضخمه الى حجوم وحشية. فكلما تعزز الارهاب، تعزز في الجمهور الخوف والايمان بانه لا يوجد مع من يمكن الحديث. وكلما تعاظم العنف ووجه نحو المدنيين، هكذا تعززت الصورة التي الصقها نتنياهو بالفلسطينيين كـ “حيوانات مفترسة”، لا يمكن الاقتسام معهم بوجبة حول طاولة مفاوضات سياسية، فما بالك تقاسم البلاد.
وعليه، على خلفية فشل الكفاح المسلح والمصاعب في المسار الدبلوماسي، فان مسيرة العودة التي تبدأ اليوم هي خطوة كبرى في الكفاح الفلسطيني. كل من يخاف على مستقبل الدولة ومصير الشعبين ملزم بان يفرح بها. ولا ينبغي الاستنتاج من ذلك بانه لا يلوح من فوق المسيرة خطر فقدان السيطرة، التصعيد والتدهور الى العنف. يكفي سماع الامر الذي صدر لقوات الجيش الاسرائيلي المرابطة على طول الحدود مع قطاع غزة. باطلاق النار الحية والدقيقة على من يحاول الدخول الى اسرائيل – بمعنى اطلاق النار لغرض القتل – كي يتخيل المصيبة التي قد تقع.
غير أنه مثلما هو الحال دوما، المشكلة هي ان هناك من هم كفيلون بان يخرجوا كاسبين من العنف وليس فقط من أجل حرف النقاش الجماهيري عن تحقيقات رئيس الوزراء. لا شك في أنه اذا خرجت المسيرات عن سيطرة المنظمين، الذين وعدوا بان تكون آمنة وان تجرى على مسافة 700 متر عن الجدار منعا للصدامات – فان الجيش الاسرائيلي واسرائيل سيخرجان على شكل بشع في الصور. ولكن في المدى البعيد، فان العنف الفلسطيني الذي يبرر ردا عنيفا من جانب الجيش الاسرائيلي سيسمح لليمين بالتمسك بمواقفه وبسياسة نتنياهو الرافضة. فقدان السيطرة سيكون مثابة دليل آخر على قول أن الفلسطينيين عنيفون بطبعهم، والى الجحيم بغزة.
في الوقت الذي سنشهد المسيرات التي تبدأ اليوم، والتي يفترض أن تتواصل حتى “يوم النكبة” في منتصف ايار، واجب ان نتذكر لمن توجد مصلحة في أن تتدهور الامور الى العنف، ومن يخدم التصعيد. ملزمون بان نتذكر هذا قبل أن تطلق الرصاصة الاولى، قبل أن يقع القتيل الاول. مع كل قنبلة دخان يلقيها الجيش الاسرائيلي، مع كل رشة غاز مسيل للدموع او استخدام لوسائل اخرى لـ “تفريق المظاهرات”. إذ ان الامر الاخير الذي تريده الحكومة وكذا الفصائل الفلسطينية المتطرفة المعارضة للمسيرة، هو أن تتفرق المظاهرة دون أن يتصرف الفلسطينيون كـ “حيوانات مفترسة” امام الكاميرات.
يفهم منظمو المسيرات ذلك جيدا، وعليه فقد وزعوا على المشاركين تعليمات لكيفية التصرف في حالة القاء قنابل الدخان والغاز المسيل للدموع. “استخدموا البصل والخل البيتي، لشطف الوجه، غيروا ملابسكم، سيروا بعكس اتجاه الريح وانقلوا من اصيب الى الطاقم الطبي الاقرب. وعليه فقد حرص المنظمون على أن ترابط عشرات الطواقم الطبية في نقاط الاحتكاك، وان تكون المستشفيات في حالة تأهب. وكل ذلك كي لا يخدموا المتطرفين التواقين الى التدهول العنيف. يتبقى فقط ان نتخيل ماذا سيحصل اذا نجح الفلسطينيون في التغلب على الغضب والاحباط اللذين توقظهما الحياة في غزة وتمسكوا باللاعنف، حتى أمان العدوان الاسرائيلي؛ ان نتخيل مئات الاف الفلسطينيين يسيرون نحو الجدار مسلحون بعدالة طريقهم؛ ان نتخيل الشيوخ، النساء والاطفال يسيرون باحتجاج شعبي، يحمون الانسانية، دون أن يكون ممكنا اجراء تخفيض المستوى لهم، كالمعتاد، الى “الدرع البشري” لحماس.
ليس لدى الجيش الاسرائيلي الادوات للوقوف في وجه مقاومة مدنية شعبية غير مسلحة، وبالتأكيد في العهد الذي يكون فيه لدى كل انسان كاميرا وارتباط بالشبكة في جيبه، وينفد لاسرائيل الائتمان الاخلاقي. كلما نجح الفلسطينيون في التمسك بالكفاح غير العنيف بروح المهاتما غاندي ونلسون مانديلا ومارتين لوثر كينغ، سينكشف ميزان القوى الحقيقي بين الاسرائيليين والفلسطينيين وينكشف ايضا عجز السلاح – مهما كان متطورا. في الكفاح غير المسلح التفوق العسكري لاسرائيل سيكون في طالحها، إذ ان ليس القوي بل المحق هو الذي ينتصر.
يديعوت أحرنوت / كبير الكتّاب الإسرائيليين يستجدي المشاركين بمسيرة العودة ويدعوهم للسلام!
يديعوت أحرنوت / بن درور يميني – 30/3/2018
مع انطلاق مسيرة العودة الكبرى، اليوم الجمعة، على حدود غزة، كتب كبير الكتّاب الإسرائيليين “بن درور يميني” مقالاً باللغة العربية في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، يستجدي فيه أهل غزة، داعيا إياهم للسلام ونبذ “العنف”، والتراجع عن “مسيرة العودة”.
“يميني” طلب من الغزيين بصيغة الرجاء قائلاً “نحن أيضا ارتكبنا الكثير من الأخطاء، هناك ما يمكن إصلاحه. يجب إصلاحه. لكننا أيضاً نمد يد السلام. الرجاء اقبلوا بها. بدلاُ من وهم آخر و”مسيرة العودة” أخرى، التي هي “استفزاز وعنف”، دعونا نبدأ مسيرة مشتركة للسلام، للمصالحة والاعتراف المتبادل.
وأضاف “منذ سبعين عاما تسيرون في هذا الموكب، في الطريق القديمة، مع ذات النتيجة. مزيد من المعاناة. مزيد من الضيق. لذا يجب أن نجرب طريقة جديدة. طريقة فيها الأمل. رجاءً، اقبلوا أيادينا الممدودة للسلام”. كما قال.
وأردف “نحن لا نريد المعاناة، نريدكم أن تعيشوا بجانبنا، بسلام، ازدهار، رخاء واستقلالية، دعونا لا نقاتل بعضنا البعض، دعونا نخرج من الأوهام، وأيضا في طرفنا يوجد من هم من يفضلون الأوهام، من أجل واقع أفضل. العالم كله سيساعد، شرط أن تأتوا بنوايا حسنة، وليس بكراهية أو تحريض أو أوهام حول “حق العودة”. على حد قوله.
وتابع قائلاً “دعونا نذكركم، أنكم لم تكونوا الوحيدين في العالم الذين عاشوا النكبة. تم تهجير الملايين من وطنهم بعد الحرب العالمية الأولى وبعد الحرب العالمية الثانية. أيضا ما يقرب المليون يهودي تم طردهم من الدول العربية أو أجبروا على الفرار. ممتلكات العديد منهم تم اخذها ومصادرتها. وصلوا إلى “إسرائيل” كلاجئين. لم يكن الأمر بالسهل عليهم في السنوات الأولى، كما لم يكن بالأمر السهل على عشرات الملايين. لكن لم يعد أي من هؤلاء العشرات الملايين لاجئين. فقط أنتم.
وتمم بالقول “حتى يعلم كل شخص عيناه في رأسه أن اللوم يجب أن يكون إلى قادتكم. هم لا يريدون حل المشكلة. وأنتم تدفعون الثمن”. على حد زعمه.
هآرتس / محامو الضم والابرتهايد
هآرتس – بقلم ميخائيل سفراد – 30/3/2018
في الوقت الذي يتوجه فيه اهتمام الجمهور الى الرشوة والتحقيقات، فان الحكومة الاكثر يمينية في تاريخ اسرائيل تقود وازاء تسليم الجمهور الذي لا يمكن وصفه إلا بالتراجيدي، تقود التغيير النموذجي الاكبر منذ احتلال الضفة الغربية في العام 1967: الضم. الضم الحقيقي، القانوني والدائم، ضم بقوة القانون. هذا الامر يتم في الغرف التي تزين جدرانها شهادات العضوية في نقابة المحامين الاسرائيلية، وشهادات تخرج من كليات الحقوق الاسرائيلية. في اماكن العمل غير الجميلة لوزارة العدل المحصنة في شرقي القدس، في الغرف المكتظة لاحزاب الائتلاف واللجان البرلمانية في مبنى الكنيست، في المكاتب الفاخرة لقضاة محكمة العدل العليا – في كل هذه الاماكن يجلس افضل المحامين في دولة اسرائيل ويساعدون حكومتها على تنفيذ التغيير واستبدال عقلية الاحتلال والكولونيالية بعقلية الضم والابرتهايد.
تحت ضغط وزيرة قومية لديها رؤية مناوئة لليبرالية بصورة متطرفة، ومستشار قانوني يؤمن بأن وظيفته هي ارضاء الشهوات السياسية للحكومة بأي ثمن، فان المحامين في وزارة العدل ووزارة الدفاع والجيش يقدمون الاستشارة ويقومون بصياغة اجراءات قانونية مهمتها توسيع سريان الادارة والقضاء الاسرائيليين الى ما وراء الخط الاخضر. هذا التوسيع يتم بصورة تخدم مصالح الأقلية القوية والمحظية في اسرائيل – المستوطنون – على حساب الاغلبية في الضفة الغربية، التي حقوقها المدنية مجمدة منذ خمسة عقود وليس لها صوت وتمثيل في المكان الذي يتم فيه تقرير مستقبلها – الفلسطينيون. إن انتاج هؤلاء المحامين في الفترة الاخيرة يتضمن صياغة مشروع قانون ينقل صلاحية البحث في الاستئنافات ضد قرارات معينة للحكم العسكري في الضفة من محكمة العدل العليا الى المحكمة المركزية في القدس، وكأن الضفة الغربية اصبحت لواء في اسرائيل، وتوجيه المستشار القانوني للحكومة، د. افيحاي مندلبليت، لكل العاملين في الجهاز القضائي الحكومي أن يفحصوا في كل مرة يتم فيها تقديم مشروع قانون حكومي امكانية سريانه على المستوطنين في الضفة.
في المقابل، في مجلس التشريع، يوجد محامون آخرون يعملون لصالح اعضاء الائتلاف، يصوغون هم ايضا الضم، وكذلك نتائجهم مدهشة. هكذا أجازت الكنيست قانون المصادرة، الذي اضافة الى كونه قانون ينفذ السلب – عندما يأمر الجيش بمصادرة ارض موسى وتخصيصها لموشيه الذي غزاها وبنى عليها خلافا للقانون – يشكل سابقة لسريان قانون كنيست بصورة مباشرة على فلسطينيين من سكان الضفة (الذين هم غير ممثلين في الكنيست). اضافة الى ذلك تمت اجازة قانون يوسع صلاحيات مجلس التعليم العالي بحيث يكون مسؤول ايضا عن مؤسسات اكاديمية اقيمت في المستوطنات وكأنها مؤسسات اسرائيلية “عادية”، وتتم مناقشة مشاريع قوانين مختلفة لضم جزئي للضفة الغربية: أحدها يتعلق بالكتل الاستيطانية المحيطة بالقدس؛ والآخر يتعلق بمعاليه ادوميم، وثالث يتعلق بغور الاردن والرابع يتعلق بكل المناطق البلدية للمستوطنات. اضافة الى كل ذلك، المشرع المدني والمشرع العسكري يقومون كل يوم بتعزيز جهاز القضاء المنفصل، الذي طبقناه في الضفة: قانون للمستوطنين وقانون للفلسطينيين.
حتى في التلة التي تقع قبالة الكنيست، في المحكمة العليا، فقد بدأت مؤخرا تسمع نغمة جديدة، تسمح دون خجل باستغلال الاملاك الفلسطينية لصالح المستوطنين. ثلاثة قضاة فيها قرروا في تشرين الثاني بأن المستوطنين هم “سكان محليون” في الضفة، لذلك، في ظروف معينة يمكن مصادرة ارض لاحتياجاتهم (بصورة مؤقتة فقط، يؤكد القضاة، لكن سجلهم في تفسير مفهوم “مؤقتة” يعلم أن الخط الفاصل بينه وبين “دائم” بقي في مستوى الفلسفة). هكذا، تآكل المبدأ الهام الوحيد الذي دافع عن ممتلكات الفلسطينيين منذ قرار المحكمة العليا في نهاية السبعينيات في قضية ألون موريه، الذي يقضي بعدم استخدام الاراضي الخاصة الفلسطينية من اجل احتياجات المستوطنين. بسرعة قياسية بلغت بضعة ايام، انقض مندلبليت على القرار الجديد من اجل المصادقة المبدئية على مصادرة اراضي خاصة فلسطينية للاحتياجات العامة للجمهور، من اجل شق طريق الى البؤرة الاستيطانية حورشه.
هذا التغيير التاريخي يأتي بعد خمسين سنة من الاحتلال، غيرت فيها اسرائيل المشهد والديمغرافيا والقانون في الاراضي التي احتلتها، بدرجة كبيرة. حكومتها استغلت بصورة مناورة الصلاحيات الواسعة التي يغدقها القانون الدولي على المحتل من اجل سحب الثروة من المناطق بصورة لم تكن قوانين الاحتلال تنوي السماح بها في أي يوم. هذا هو الضم الفعلي الذي زحف امام ناظرينا على مدى السنين، لكن في المقابل حكومات اسرائيل حرصت على عدم ضم الضفة قانونيا (باستثناء شرقي القدس)، ووافقت على مقولة أن المكانة النهائية للمنطقة ستتقرر في المفاوضات وبالاتفاق، وصادقت على أن السيطرة العسكرية عليها هي سيطرة مؤقتة. وبما أن الافعال أهم من الاقوال، فان الكلمات ليست عديمة الاهمية. المقاربة الرسمية لاسرائيل حافظت على التمييز السياسي والقانوني بين الضفة واسرائيل، ووضعت قيود على نشاطات اسرائيل في المناطق المحتلة وعملت على ابطاء اجراءات ابتلاعها.
اسرائيل اليوم تغلق الفجوة بين الاقوال والافعال. التعامل مع الضفة على أنها لواء في اسرائيل يتم بصورة محكمة وليس من خلال عملية دراماتيكية واحدة، بل بخطوات كثيرة، كل واحدة منها لها كما يبدو تفسير خاص بها. الضم بحكم القانون يتقدم على كل الجبهات، حيث أن التشريع هو واحد منها. هكذا مثلا، يمكن فهم اعادة التقسيم الذي أمر به مندلبليت لصلاحيات نوابه، بصورة وزع فيها مسائل الضفة الغربية التي كانت مركزة عند أحد النواب، على عدد منهم، وفقا لمواضيع عملهم كما يبدو (وعلى الطريق، أخذ من دينا زلبر، المسؤولية عن المجال الحساس). يشارك في هذا الانقلاب كل اجهزة الحكم، وفي كل واحد منها يوجد محامون يعطون من قدراتهم من اجل تحقيق هذا الانقلاب.
اجل، القانون هو منتج غريب. هو خادم لسيدين. فهو يشكل درع بالنسبة للبعض، وهو يشكل سيف بالنسبة للبعض الآخر. كل الخير الذي حققه ذات يوم محامون عملوا من اجل حقوق الانسان ضد الظلم والشر، هو الغاء الشر الذي شرعه وعدله وقضى به محامون آخرون. في النضال ضد العبودية، النضال من اجل حقوق التصويت للنساء، النضال من اجل المساواة في زواج المثليين، النضال ضد ظلم الاحتلال، على جانبي المتراس في كل هذه النضالات حارب محامون. صحيح أنهم جميعا كانوا طلاب في نفس الكليات وجلسوا الى جانب بعضهم في نفس الصفوف وربما ايضا تعلموا معا من اجل التقدم للامتحانات، لكن عندما تخرجوا اختاروا صياغة نصوص مختلفة في مضمونها من اللغة التي تعلموها معا.
إن النضال على مستقبل السيطرة الاسرائيلية على ملايين الفلسطينيين واستعمار اراضيهم يقف الآن في مفترق طرق حاسم. هل على ضوء واقع الثنائية القومية والابرتهايد سيضاف غطاء قانوني لدولة واحدة؟ هل المحامون في خدمة الدولة والجيش لن يضعوا اقلامهم ولن يوقفوا طابعاتهم ويستمرون في اعطاء قدراتهم لتوسيع الفكرة الاصيلة لسلطة القانون كوسيلة لضمان المساواة، والحرية والاحترام لكل بني البشر، هم سيخونون ليس فقط مهنتهم، بل ايضا دروس التاريخ اليهودي. نحن أبناء وبنات الأمة التي تعرف جيدا ألم التمييز والعبودية والاستغلال، والتطلع الى الحرية والاستقلال. تاريخنا علمنا بأن الخضوع للأوامر والتعليمات لا يدافع عن الذين نفذوا اعمال مرفوضة اخلاقيا. اذا كان الذين خضعوا لقوانين سيئة غير معفيين من المسؤولية فمن المؤكد أن من قاموا بصياغتها ايضا يتحملون المسؤولية.
اسرائيل اليوم / اي خلل من شأنه ان يشعل المنطقة
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 30/3/2018
للمرة الاولى منذ ان انتهت عملية الجرف الصامد في صيف 2014، يدخل اليوم قطاع غزة في فترة حساسة من عدم الوثوق والتي من شأنها ان تنزلق الى تصعيد واسع.
هذه الفترة تبدأ اليوم في مسيرة جماهيرية مخطط لها لتكون عند الجدار، وتستمر شهرين على الاقل – حتى يوم ذكرى النكبة في 15 ايار (ربما ايضا بعد ذلك، خلال شهر رمضان). خلالها سيكون هناك عدد لا بأس به من الاحداث ذات الامكانية الكامنة الاشكالية – بما في ذلك محاولات للمس باعمال انشاء العائق الجديد – والتي من شأنها ان تخلق حرائق محلية تضع الهدوء في الجنوب أمام اختبار جدي.
المناسبة الاولى ستكون اليوم. ظاهريا، حدث تكتيكي على الجدار. فعليا – حدث ذو تداعيات استراتيجية. يكفي وقوع عدد كبير من الاصابات في الجانب الفلسطيني من أجل جر اسرائيل وحماس لتبادل اللكمات، والتي من شأنها ان تؤثر ايضا على مناطق اخرى. اسرائيل ليست معنية بهذا، وليس فقط في محاولة لتمكين سكان الجنوب للاحتفال بعيد الفصح؛ الجيش الاسرائيلي مستعد حقا لاحتمالية التصعيد، ولكن عشية الاحتفالات بالذكرى السبعين قد تحاول اسرائيل الامتناع بكل ثمن عن الانزلاق نحو حرب واسعة في غزة، بالتأكيد عندما لا يكون هنالك في الافق حل ما للمشاكل الاساسية في القطاع.
ايضا حماس غير معنية بهذه اللحظة بالمواجهة ولكنها هي التي تقف خلف المظاهرة في محاولة لاثارة الرأي العام لمساعدتها في اختراق الحصار على القطاع. هذه المنظمة تمول الباصات التي ستنقل المتظاهرين الى الجدار ورجالها يدفعون اهالي القطاع للخروع والاحتجاج ضد إسرائيل.
في حماس يدركون قابلية الحادث للتفجر ولهذا دعوا أمس للامتناع عن العنف. في الجيش الاسرائيلي يأخدون هذه الاقوال بضمان محدود، وذلك ايضا على خلفية تقديرات بأن نشطاء ارهابيين من شأنهم التسلل داخل المشاركين في المسيرة ومحاولة تنفيذ عمليات.
المسيرة مخطط لها أن تجري في خمسة الى سبعة مواقع على طول جدار غزة ومن المتوقع ان يشارك فيها عشرات الالاف من الفلسطينيين. الجيش الاسرائيلي سوف ينتشر في المنطقة بقوات معززة مع احتياطي من القوات في الخلف في حالة خرجت المواجهات عن السيطرة. في حالة احداث عنيفة سيتم بذل جهود للعمل بصورة موضعية، ومركزة عن طريق القناصة. من أجل الامتناع عن حدوث عدد كبير من الاصابات بين الفلسطينيين. تعزيز القوات جرى ايضا في مستوطنات غلاف غزة بهدف تعزيز شعور الامان لدى السكان واستباق احداث غير متوقعة.
كل جندي، مقرر استراتيجي
في الجيش الاسرائيلي تحدثوا حقا في الايام الاخيرة وبشدة كبيرة اوضحوا بانهم سيعملون باصرار على احباط كل مس بالجدار (وبالتأكيد كل محاولة لاجتيازه)، ولكن يجب ان نأمل أنه على الارض سيتم استخدام تقدير رأي أفضل. يكفي حدوث خلل محلي من أجل اشعال الجنوب، وخدمة حماس. من وجهة النظر هذه فان كل جندي موجود اليوم على الجدار سيكون مقدرا استراتيجيا بوسعه ان يقرر فيما اذا كانت ليلة الفصح في غلاف غزة ستجري هذا المساء في البيوت او في الملاجيء، وان الجنوب سيكون مكتظا بالمتنزهين او بقوات الجيش.
الجنرال احتياط رونين ايتسيك / هكذا حققت حماس إنجازًا كبيرًا في معركة الوعي ضد الجيش
إسرائيل اليوم – 30/3/2018
رجّح جنرال إسرائيلي، بأن جلب الجيش الإسرائيلي قواته إلى حدود قطاع غزة سينجح في وقف المتظاهرين الفلسطينيين، “لكن في الحقيقة أن حركة حماس نجحت في التسبب لأقوى جيش في الشرق الأوسط بالدخول في حالة استعداد في القمة، وإرسال رئيس الأركان للإشراف على الحدث بحد ذاته هو إنجاز وعي لحماس”.
وكتب الجنرال احتياط رونين ايتسيك مقالا في صحيفة “إسرائيل اليوم”، حول مسيرة العودة اليوم الجمعة، قائلاً: “قبل بدء المسيرة الجماهيرية قرب السياج مع غزة من الممكن القول بأن النتائج حتى الآن هي مشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي: الحوادث الأمنية على الجدار، واحدة منها كان بالغ الخطورة على وجه الخصوص، استجلب الآلاف من الجنود إلى المنطقة، وقائد هيئة الأركان العامة جاء هو شخصياً لقيادة هذا الحدث، يوضح هذا الواقع أن المعركة لها محورين: المحور العسكري ومحور الوعي.
المحور العسكري، من المنطقي أن نقول إن الجيش الإسرائيلي سيكون بقدر المهمة – سيكون احتكاك، إلا أن الجيش الإسرائيلي سينجح في منع وصول الآلاف إلى إسرائيل وسينتهي كل شيء عند السياج. قد يكون هناك من ينجح في اختراق عمق تكتيكي يتراوح من 1-2 كيلومتر، لكن عمق الجيش الإسرائيلي سيعترضهم ويمنعهم من الوصول إلى المناطق التي قد يشكلون فيها تهديدًا.
وأضاف الجنرال، “يقوم الجيش بإعداد بنية تحتية ونظام واسع للقوات، وفي هذا السياق، لن تذهب مظاهرة حماس إلى أبعد من اللازم”.
ومع ذلك، يبدو المحور الثاني إشكاليًا بالنسبة للجيش الإسرائيلي كمنظومة ومن يقف على رأسه – محور الوعي، أولا، أحداث التسلل هذا الأسبوع أدت إلى تقويض الثقة لدى سكان غلاف غزة، وبعضهم فقد الثقة بالجيش. وعلامة على كثافة الضرر هو عدد العائلات التي ستقيم في مكان آخر “ليلة سيدر”، أي ليس في منازلها.
وعلاوة على ذلك، فإن ما نشر حول أن رئيس الأركان، الجنرال غادي آيزنكوت، هو من سيقود الحدث شخصيا، أمر محير تماما. ما هي الرسالة؟ بعد كل شيء، هذا ليس قائد كتيبة الذي يمنح وقته يوم السبت من أجل الاستنفار الذي سببته حماس، حماس جلبت رئيس هيئة الأركان إلى الجنوب، وربطته في المنطقة. رسالة مثال شخصي واضح، ولكن ضد من؟ مجتمعه، هذا القرار قزّم رئيس الأركان.
إن الأثر الوعيي هو أن القوات الإسرائيلية، التي يرأسها أكبر رأس فيه، تقف ضد المدنيين الأبرياء، وقد تحقق بالفعل. ولكن ما الذي يمكن تعلمه من هذا؟
وأردف الجنرال الإسرائيلي “إن نجاح حماس في حشد عشرات الآلاف سيكون إنجازاً رائعاً بالنسبة لها – سيكون اعترافاً بسلطته، وأيضاً سلاحاً ليوم القيامة”.
واستطرد بالقول “إذا لم تستجب الجماهير للفكرة، فسيكون بالإمكان إعلان نجاح إسرائيلي عظيم، وإذا لا سنضطر إلى إطلاق رصاصة واحدة، ذلك سيحدث أكثر. اللعبة الحالية تدور حول الوعي، وحتى يومنا هذا، على الأقل، لم تكن النقطة القوية للجيش الإسرائيلي”.
القناة السابعة العبربة / خلفًا لمردخاي.. تعيين حاكم عسكري جديد للضفة
القناة السابعة العبربة – 30/3/2018
منح رئيس الأركان الجنرال غادي آيزنكوت العميد كميل أبو ركن، رتبة عسكرية جديدة ليصبح يحمل رتبة لواء، وذلك في إطار منصبه الجديد كمنسق لعمليات الحكومة في المناطق الفلسطينية.
ووفقا لموقع القناة السابعة العبربة ، فإن اللواء أبو ركن سيباشر ابتداءً من شهر مايو المقبل مهامه في منصبه الجديد كمنسق لأعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية، خلفا للواء يوئاف مردخاي الذي شغل هذا المنصب على مدار السنوات الأربع الماضية.
هآرتس / ليل الفصح في 1968
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 30/3/2018
هذه الليلة قبل يوبيل من السنين بدأ كل شيء. نحو مئة اسرائيلي غيروا وجه دولتهم وصورتها. فقد تخفوا في زي سياح سويسريين واستأجروا فندق بارك في الخليل لعقد عشاء الفصح وعيد الفصح فيه. دخلوا الفندق ومنذئذ لم يغادر المستوطنون المناطق المحتلة. مئة الضيوف للحظة اصبحوا نحو 650 الف اسرائيلي يسكنون على نحو دائم خلف الخط الاخضر (بما في ذلك في شرقي القدس) ويمسون شديد المساس بالفرصة الاخيرة لحل الدولتين. مئة الضيف للحظة أصبحوا أيضا نحو 800 مستوطن (بمن فيهم تلاميذ المدارس الدينية) ممن يسكنون اليوم داخل مدينة الخليل، في الحي الذي اصبح حي الترحيل لمعظم سكانه الفلسطينيين ممن اضطروا الى الفرار من رعبهم.
لا توجد مستوطنة تجسد الابرتهايد الاسرائيلي في المناطق أكثر من الحي اليهودي في الخليل. لا يوجد شخص نزيه زار هناك، رأى الحي شبه المهجور في قلب المدينة الفلسطينية الكبيرة، الدكاكين المحاصرة والشقق الخالية، ولم يفر.
لم يكن الاباء المؤسسون فقط حفنة الاسرائيليين في الخليل، او اسلافهم في كفار عصيون. فشركاؤهم كانوا يجلسون في حكومة اسرائيل، التي كان يقودها في حينه حزب العمل. غوش ايمونيم لم تكن قامت بعد، ومكونات الليكود اليوم لم يحلموا بعد بالوصول الى الحكم ووزراء المعراخ وعلى رأسهم وزير التعليم يغئال الون، الذي وضع مشروعا سياسيا تكون الخليل فيه جزءا من دولة اسرائيل، سارعوا للسماح بغزو الخليل ودعمه وتشجيعه. من اللحظة التي فتحت فيه حكومة اسرائيل ثغرة للمستوطنين الاوائل ليدقوا وتدا في اراضي الاحتلال، تحطم السد الذي لم توقفه اي حكومة منذئذ. بعد شهر ونصف من ذاك الفصح نقلت العصبة الى مبنى الحكم العسكري في الخليل. مرت ثلاث سنوات اخرى الى أن قامت مستوطنة كريات أربع. من بسطة غير قانونية لبيع المشروبات في الخليل فتحها الحاخام موشيه ليفنغر قامت ايضا المستوطنة اليهودية في داخل المدينة.
ان اقامة الخليل ترمز الى مشروع الاستيطان. لعل ذات اليوم يبشر اخلاء الحاضرة اليهودية في الخليل ببداية نهاية مشروع الاستيطان.