اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 13– 3 – 2018
يديعوت احرونوت :
– تذبذب انتخابات – أمس يتبين أننا سنسير الى صناديق الاقتراع في حزيران.
– خياره (نتنياهو).
– مفاجأة الانتخابات؟ استطلاع يتوقع خمسة مقاعد لأورلي ليفي – ابكاسيس.
– تأهب حزيران – في الطريق الى الانتخابات.
– ريغف: “ألغوا الفندق، توجد انتخابات”.
– تهديد ليبرمان – ازمة منسقة؟ رئيس اسرائيل بيتنا حدد خطا أحمر.
– أورلي تقلع.
– الاشتباه: فساد في بلدية القدس – ستة معتقلين في قضية رشوة وغش جديدة في العاصمة.
معاريف/الاسبوع :
– انتخابات 2018؟ لحظة الحسم.
– الانتخابات تقترب مرة أخرى.
– خطأ ليبرمان (تحليل – بن كسبيت).
– رد المعارضة لرئيس الوزراء: حل الكنيست.
– نتنياهو ينتصر، ليبرمان يتحطم، ليفي ابكاسيس تفاجيء.
– القدس: نائب رئيس البلدية يعتقل للاشتباه بتلقي الرشوة.
– غدا: اغلاق منشأة حولوت.
هآرتس :
– نتنياهو يحاول تجنيد اغلبية لتقديم موعد الانتخابات الى نهاية حزيران.
– محكمة العدل العليا: كيف يمكن للمبعدين أن يدافعوا عن أنفسهم اذا كانت اوغندا ورواندا تنفيان وجود اتفاق.
– نائب رئيس بلدية القدس، مئير ترجمان، يعتقل للاشتباه بتلقي الرشوة من رجال اعمال.
– الانتصار مضمون لبوتين – ولكن ليس المستقبل.
– يلوح توافق على قانون القومية: الديمقراطية لن تخضع لليهودية.
– الجيش الاسرائيلي يجري على حدود قطاع غزة تجربة على حوامة تطلق الغاز المسيل للدموع لغرض تفريق مظاهرات الفلسطينيين.
– النيابة العسكرية: لا نعارض محكمة مفتوحة في محاكمة التميمي.
اسرائيل اليوم:
– حتى اللحظة الاخيرة.
– اذا لم توجد الصيغة: سيصل مواطنو اسرائيل الى صناديق الاقتراع في حزيران.
– “متأخر، لكن ليس متأخرا جدا”.
– استطلاع قنوات التلفزيون: الليكود يواصل التصدر، ليبرمان في مشكلة.
– ليبرمان: “هذا قانون ملفق، خيانة للمتجندين”.
– قضية فساد في القدس: اعتقال نائب رئيس البلدية.
القناة 14 العبرية :
– مؤتمر خاص يعقد اليوم في البيت الأبيض بحضور إسرائيل لمناقشة أزمة غزة.
– غالبية الجمهور في “إسرائيل” يعارضون اجراء انتخابات مبكرة، ويعتقدون أن نتنياهو وهو الأنسب لحكم البلاد.
– مصير الائتلاف الحكومي: نتنياهو هاتف ليبرمان الليلة، وفشل في اقناعه.
القناة 2 العبرية :
– أحزاب المعارضة الإسرائيلية تقدم طلبا لحل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات.
– اليوم سيتم سماع صفارات الإنذار مرتين خلال تدريبات للجبهة الداخلية بالجيش.
– حالة الطقس: يطرأ ارتفاع طفيف على درجات الحرارة خلال ساعات النهار.
القناة 7 العبرية :
– قوات حرس الحدود قامت بإزالة يافطة وضعت على بوابة مقبلة صلاح الدين بالقدس، مكتوب عليها مقبرة الشهداء.
– الجيش يصدر تعليمات جديدة لجنوده لعدم الدخول للقرى والمدن الفلسطينية بالضفة.
-الوزير كاتس: لسنا معنيون بتقديم موعد الانتخابات، ولكننا لا نخشى منها.
والا العبري :
– اليوم تجري الجيش الإسرائيلي تدريبات موسعة على مستوى الأركان في كافة أنحاء البلاد.
– الجيش الإسرائيلي يجري اليوم تدريبات عسكرية في مستوطنتي “ألكينا” و”عيناف” بالضفة.
– قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت الليلة 11 “مطلوب” فلسطيني من الضفة الغربية.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 13– 3 – 2018
يديعوت / تذبذب انتخابات – أمس يتبين أننا سنسير الى صناديق الاقتراع في حزيران../ خياره (نتنياهو)
يديعوت – بقلم يوفال كارني – 13/3/2018
“أزمة ملفقة”، هكذا وصف أمس مسؤولون كبار في الائتلاف أزمة التجنيد التي بدت وكأنها ستؤدي باسرائيل بعد نحو ثلاثة اشهر الى معركة انتخابية، ووجهوا اصبع اتهام نحو رئيس الوزراء. “هذه نافذة فرص لنتنياهو للسير الى الانتخابات مع لقب “مشبوه” ولي مع لقب “متهم”، قالوا، “محاولات احياء هذا الائتلاف مصطنعة – نتنياهو يعم على موعد للانتخابات، وليس على حل وسط”.
في ختام اليوم الدراماتيكي في الكنيست أمس لم يكن ممكنا بعد القول بيقين كيف ستنتهي أزمة التجنيد، ولكن الاحساس العام في الاروقة كان ان الانتخابات تبدو منذ الان في الافق. صحيح أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصل في ليل يوم الاحد الى حل وسط مع الاصوليين، يسمح بالتصويت على قانون التجنيد بالقراءة العاجلة واجازة ميزانية الدولة – الا ان وزير الدفاع افيغدور ليبرمان رفض المساواة. وأعلن ليبرمان عمليا بانه سيصوت ضد قانون التجنيد حتى بالقراءة العاجلة غدا، وكذا في القراءة الثانية والثالثة في ايار – مما سيؤدي الى انسحاب اسرائيل بيتنا من الائتلاف بعد نحو شهرين. أما نتنياهو من جهته فيفضل الامتناع عن حكومة ضيقة وضعيفة، وبالتالي ففي غياب الحل الوسط من المتوقع أن يعلن عن حل الكنيست منذ الان والتمتع بالتوجه نحو الانتخابات في الموعد المفضل له، 26 حزيران.
سطحيا، لا يبدو أن لوزير الدفاع مصلحة في أخذ حزبه الى الانتخابات، غير أن أوساط الائتلاف ادعت أمس بانه ليس هو الرجل الذي يرسم الطريق الى صندوق الاقتراع. وشرح مسؤول كبير في الائتلاف بان “نتنياهو اراد انتخابات، ونتنياهو رتب لنفسه انتخابات. هذه انتخابات شخصية أحد في الحكومة وفي الكنيست لا يريدها”.
وبالفعل، كان يبدو أن الشركاء في الحكومة سلموا منذ الان بحل الكنيست العشرين. فقد استمع اعضاء الائتلاف الى خطاب نتنياهو، الذي دعا فيه ليبرمان وشركائه الى بذل الجهود للوصول الى حل وسط يمنع الانتخابات، ولكن بعضهم لم يتأثر بمضمون أقواله. وقال أحد أعضاء الائتلاف انه “بدلا من الجلوس مع ليبرمان ومحاولة حل الازمة، جلس نتنياهو مع رئيس الكنيست يولي ادلشتاين كي يخطط لتقديم موعد الانتخابات. اما ما قاله نتنياهو من على المنصة فليس سوى مسرحية”.
وسواء كانت هذه مسرحية أم لا، ففي خطابه في الكنيست في ساعات المساء المبكرة حرص نتنياهو على نقل رسالة واضحة: فهو على علم بانه يوجد احتمال بان تحل الكنيست هذا الاسبوع – ولكنه لا يخشى التوجه الى الانتخابات. وأعلن رئيس الوزراء: “هذا يوم صادم في السياسة الاسرائيلية. أعتقد أنه ما كان ينبغي لنا أن نصل على الاطلاق الى هذا الوضع، وذلك لان حكومتنا هي حكومة ممتازة. وأنا لا اقول هذا لاني أخاف الانتخابات – بل العكس. الجمهور يرى انجازاتنا هائلة. واذا كانت انتخابات فسنتنافس فيها وسننتصر ايضا. ولكننا لسنا هناك بعد. الساعة متأخرة ولكنها ليست متأخرة جدا ويجب بذل اقصى الجهود كي نحافظ على الحكومة الحالية لزمن طويل. أدعو رفاقي وعلى راسهم وزير الدفاع ليبرمان ورؤساء الكتل الاصولية للعمل بمسؤولية، والنزول من الاشجار العالية الى ارض المسؤولية، والابقاء على هذه الحكومة الجيدة على حالها على مدى الزمن”.
يديعوت / مفاجأة الانتخابات؟ استطلاع يتوقع خمسة مقاعد لأورلي ليفي – ابكسيس
يديعوت – بقلم عميحاي أتالي وآخرين – 13/3/2018
اذا كانت بالفعل انتخابات قريبة، فان من يلوح كالمفاجأة الكبرى في هذه الاثناء هي النائبة اورلي ليفي – أبكسيس التي انسحبت من “اسرائيل بيتنا” واعلنت عن اقامة حزب جديد. وحتى قبل أن تطلق الحملة، نالت نتائج جميلة في استطلاع نشر أمس في قناة أخبار 2.
“هذا جد يدفيء القلب إذ لم نبدأ الحملة بعد”، قالت امس ليفي – ابكسيس، بعد نشر الاستطلاع المثني لها. “هذه الاعداد تقول ان الجمهور يؤمن بما فعلته من أجله في ظل الشجاعة والانجاز. الجمهور يريد صوتا نقيا لم يعمل أبدا لدى أصحاب المصالح. هذا يتراكم ويتجاوز الطبقات والقطاعات وأنا أشعر بهذا في الميدان. نحن نبدأ فقط واذا بنا ننال البشرى. فالعمل صعب والطريق طويل ولكن واضح لي أننا عندما سنعرض قائمتنا فان هذه الاعداد ستزداد أكثر. أعتزم الوصول الى أكبر عدد ممكن من المقاعد كي نتوصل الى أكبر تغيير ممكن.
ومع أن أبكسيس تحصل في الاستطلاع على خمسة مقاعد الا ان اسرائيل بيتنا وشاس سيراوحان حول نسبة الحسم مع أربعة مقاعد لكل منهما. اما ايلي يشاي وموشيه بوغي يعلون فلا يتجاوزان نسبة الحسم. وعليه فحسب التقديرات فان يعلون سيرتبط باحد الاحزاب قبيل الانتخابات.
وفي استطلاع آخر في أخبار 10 كانت النتائج أكثر قربا، ولكن هناك لم يؤخذ ترشيح ليفي – ابكسيس بالحسبان.
الحزب
استطلاع قناة 2
استطلاع قناة 10
المقاعد الحالية
الليكود
30
29
30
يوجد مستقبل
21
24
11
المعسكر الصهيوني
13
13
24
القائمة المشتركة
12
11
13
البيت اليهودي
11
11
8
ميرتس
7
9
5
يهدوت هتوراة
7
6
6
كلنا
6
6
10
اورلي ليفي – ابكسيس
5
–
–
اسرائيل بيتنا
4
6
6
شاس
4
5
7
يديعوت / مطلوب زعامة
يديعوت – بقلم اللواء أمير ايشل – قائد سلاح الجو السابق – 13/3/2018
الميزة الاسرائيلية الاكثر انتشارا اليوم هي عدم الرضى. فنحن كمجتمع نريد أكثر وبسرعة، أكبر وهذا يعني أننا لا نرتاح على أكاليل الغار. هذا جد هام في نظري. والسؤال هو ما العمل مع هذا. نهج واحد يقول – مصير. مقدر لنا. النهج الثاني، والذي اؤمن به يقول – استهداف.
مسار الاقلاع لكل واحد يبدأ أمام المرآة.
لدينا نماذج مدهشة في الدولة للتميز ولاقتحام الحدود – في العلم، في الطب، في الزراعة وكذا في سلاح الجو. لدينا ايضا نماذج معاكسة وما ينقصنا هناك هو الزعامة. مطلوب لنا زعامة تتحدى وتعرف كيف تقود. زعامة تدفعنا لان نستغل طاقتنا الكامنة حتى أقصى مدى.
وبودي أن اقول لكم، بان الزعامة لا تتوقف عند مستوى معين. لا توجد “زعامة صغيرة”. توجد زعامة طبيعية وتوجد زعامة تبنى بالتدريج. ولكن زعامتكم منوطة فقط بكم وهي تبدأ في النظر عميقا الى الداخل، امام المرآة. من هناك الاقلاع هو بالضبط انطلاق مباشر الى السماء بلا حدود.
ولكن الزعامة بالاساس تتعلق بالناس. فهي رافعة كي تقود الناس الى أماكن وانجازات ما كانوا ليصلوا اليها، لولا ذاك الزعيم. الزعيم يعمل في مجموعة، ليس وحيدا، مع أناس ينبغي أن يراهم وليس عبرهم. أناس ينبغي فهمهم، التعليم منهم وبالاساس تجنيدهم. وعندما يكونون لك، عليك أن تشكل لهم مصدر الهام، أن تكون معلما، ان تعاقب عند الحاجة – وان تحبهم.
الزعامة هي ايضا أن تتمسك بحقيقتك. على الزعيم أن يكون بوصلة حتى في اشد العواصف. هناك يختبر. نعم، الزعيم يعرف كيف يقنع ويؤثر على الناس عند الحاجة ولكنه ملزم بان يتمسك بحقيقته كالبوصلة، وليس كاللهيب في الريح.
نحن نعيش في عهد يوجد فيه المفهوم التالي – الحقيقة البديلة. أنا لا اؤمن بذلك. توجد حقيقة ويوجد كذب. يوجد خير ويوجد شر. يخيل لي أن الخطاب القيمي الحقيقي يدحر الان جانبا ويخلي المكان للخطاب الفوري والجذاب. ولكن قيمنا – الزمالة، الرفاقية، القدوة الشخصية، محظور علينا أن تدحر جانبا. محظور علينا ألا يكون الاختبار الوحيد هو الاختبار الجنائي. علينا أن نطلب من انفسنا أكثر. اختبارنا هو الاختبار القيمي. وعندما لا نحافظ على قيمنا – فاننا نصل بسرعة شديدة الى المنزلق.
وعليه، فالزعامة ملزمة ايضا بالقدوة الشخصية. للزعيم واجبات أكثر بكثير من الحقوق والزعيم القوي هو ذاك الذي لديه القدرة ايضا على الاعتراف بالاخطاء دون خوف. الضعفاء وحدهم يختبئون خلف الادعاءات ويخافون من الاعتراف بخطأهم. أنا أيضا كقائد لسلاح الجو وصلت الى غرفة التحقيق، بعد رحلة طيران. ومثل الجميع جئت كي اشير الى اخطائي وانجازاتي وكي أتعلم منها. هذا ليس ضعفا. هذا خلاصة الزعامة.
المبدأ الاخير هو التواضع والمروءة. الزعيم ليس إلاه. فهو من لحم ودم. وبدون الناس الذين تقودهم لن تصل الى أي مكان وعليه فعليك أن تضع نفسك بين الناس وان تقود معهم وبينهم بتواضع والمروءة.
ان رحلة شعبنا على مدى الاجيال هي رحلة مميزة. وهي وليدة زعامة بعيدة النظر. ولجيلنا الشاب، هنا اليوم أيضا لخريجي الكلية العسكرية وبشكل عام ايضا، اقول – انتم جيلنا الشاب وبقدر العلو الذي تقصدونه سنصل.
هآرتس / هل يوجد في اسرائيل اتفاق على أن الرشوة أمر سيء؟
هآرتس – بقلم عوزي برعام – 13/3/2018
مستويات عدم الاتفاق الوطني في البلاد تحطم ارقام قياسية. عرفنا نقاشات حول الدولة اليهودية، محتواها وحدودها، عرفنا نقاشات حول ماهية الديمقراطية، وحول محاولة تقزيمها أمام “اليهودية” كقيمة. ولكن هناك فرصة لفحص هل ما زالت هناك اطواق ستساعد على الحفاظ على هذا البناء قائما.
الانتخابات القريبة من شأنها أن تقودنا الى تشخيص أن السقوط هو سقوط حر لا يوجد ما يوقفه. مثال على ذلك: نفتالي بينيت يقول إنه بعد الانتخابات القريبة سيكون هو رئيس الحكومة أو وزير الدفاع. المشكلة هي أن هذا ربما سيتحقق. ومن الواضح أن هذا السيناريو يضر بأي امكانية لاتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين (رغم أنني غير مقتنع بأن ترامب ونتنياهو مفضلان في هذا السياق).
حكومة المعراخ في 1977 وحكومة الليكود في 1992 سقطتا ايضا تحت شعار “أيها الفاسدون، كرهناكم”. لم يكن ذلك هو العنصر الوحيد الذي أدى الى الفشل، لكنه مركب مهم. هذه المرة الوضع مختلف ويجب الاستنتاج منه رد سياسي مختلف: يجب أن نضع سور واقي مشترك امام شرعنة الفساد. شعار الانتخابات لليكود سيكون بالتأكيد شيء مثل “كفى للمؤامرات – اسمحوا لنا بالحكم والتوجيه”. خلف هذا الشعار يقف الافتراض بأن الجمهور في 2018 اصبح ناضجا لاعطاء موافقته لزعيم “جيد” حتى لو كان “فاسدا”. في زوايا الشارع تسمع “أليس بوتين فاسدا؟”.
قليلون هم الذين يؤمنون بأن نتنياهو طاهر اليدين. في ملف 1000 اعترف بتلقي هدايا وملف 4000 يبدو مغلق من كل الجهات. هل يوجد أحد حقا يعتقد أن نير حيفتس وشلومو فلبر شريكين في الانقلاب ضد نتنياهو؟ ولكن هناك خطر ملموس بأن يحظى رئيس الحكومة بالثقة على الرغم من ذلك. نعم، سيقولون إنه فاسد. وماذا في ذلك؟ هل لأنه تلقى الرشوة فيجب منعه من احباط التواجد الايراني في سوريا، ومضايقته في مواصلة تحسين العلاقة الجيدة مع دونالد ترامب؟.
في هذا الوضع اقترح أن يقوم رؤساء الاحزاب في البلاد من كل اطراف الطيف السياسي ويوقعون على ميثاق قصير يرسل للجمهور موقف معياري ضد الفساد العام: “نحن الموقعون أدناه، رؤساء الاحزاب المختلفة، نعلن أن رئيس الحكومة الذي تقدم ضده لائحة اتهام يجب عليه الاستقالة من منصبه، ونحن نعارض كل مظاهر التحمل والشرعنة للفساد العام وندعو كل مواطن الى التصويت حسب رأيه. نحن نختلف في عدد كبير من المواضيع، لكننا نريد التثبيت بصورة مشتركة تحفظنا من مظاهر الفساد العام في دولة اسرائيل”.
أنا لا اوهم نفسي بأنه سيكون هناك موافقة ساحقة على تعاون كهذا. ولكن الطلب المعياري الذي يمثل الحد الادنى لادانة الفساد العام هام من اجل الحفاظ على قاسم مشترك، حتى لو كان متدني.
الانتخابات القريبة ستكون عاطفة ومليئة بالمواد المتفجرة الجدلية. ومن شأنها أن تجرى في ظل الاحتفالات بالذكرى السبعين العظيمة لوزيرة عدم الثقافة، وتدشين السفارة الامريكية في القدس. ومع ذلك، سيأتي نتنياهو الى الاحتفالات وهو محاط بغيمة ثقيلة تضايقه. هذا الوضع سيجبره على التصرف مثل زعيم هنغاريا وزعيم التشيك – “كل شيء من صنع اليسار، ومعه وسائل الاعلام”. هل هذا سيساعد أو سيقف مثل السد؟ هل ما زال يوجد في اسرائيل اتفاق على أن الفساد هو مرض خبيث أم أنهم وجدوا له علاج يسمى “الى الامام، يا بيبي؟”.
هآرتس / العقاب المناسب
هآرتس – بقلم دان مرغليت – 13/3/2018
الانتخابات المبكرة التي يفرضها نتنياهو الآن على شركائه ستضر قبل أي شيء حزب كلنا وحزب البيت اليهودي. على كحلون وبينيت تجنيد احزاب المعارضة، وربما ايضا الاحزاب الحريدية لحكومة انتقالية بديلة، يترأسها شخص لن يتنافس على هذا المنصب في الانتخابات القادمة. هكذا يمنعون رئيس الحكومة من استقبال ترامب في السفارة في القدس، وابقاء اليد على الزناد في مواضيع الامن والمناطق واحتلال شاشة التلفاز دون توقف مع اعلانات رسمية حسب الحاجة. هكذا ايضا يعاقبونه على استخدام صناديق الاقتراع للتملص من سلطة القانون.
القصة قديمة، الحدث تم نسيانه والعبرة آنية. في 1959 توفي رئيس الكنيست الاول يوسف شبرنسك، تصرفت مباي في حينه في الكنيست كعزبتها الشخصية، حاولت الاملاء على اعضاء الكنيست أن مرشحها سينتخب لهذا المنصب. مناحيم بيغن ود. يوحنان بادر خرجا بغضب الى عملية ثأر. اقاما تحالف فوري لاحزاب اليمين واليسار، وتركا قائمة السلطة في وضع الاقلية. بيغن لم يخش من التصويت لصالح عضو الكنيست من احدوت هعفودا الذي كان على يسار مباي، د. ناحوم نير رفالكس. لقد تولى حتى الانتخابات للكنيست الرابعة. مباي تعلمت الدرس وفي الجولة التالية طرحت ترشيح كديش روز المتواضع والعقلاني، الذي كان مقبولا على اعضاء الكنيست.
مقابل بنيامين نتنياهو الذي يفرض عليهم بصورة منفردة انتخابات مبكرة، يجب على موشيه كحلون ونفتالي بينيت انشاء تحالف شبيه (افيغدور ليبرمان الذي كثير من اعضاء حزبه اسرائيل بيتنا يوجدون الآن على مقاعد الاتهام أو في الطريق الى السجن، اتفق كما يبدو مع نتنياهو على تأييد الانتخابات المبكرة). عليهم ضم المعسكر الصهيوني ويوجد مستقبل وميرتس والقائمة العربية المشتركة، وربما حتى الاحزاب الحريدية، وأن يشكلوا حكومة انتقالية لاربعة اشهر يترأسها شخص لن يترشح للكنيست القادمة. بذلك يمنعون نتنياهو من استخدام مناوراته الرسمية حسب احتياجاته في صناديق الاقتراع.
هكذا نتنياهو لن يستقبل الرئيس الامريكي عند قدومه لتدشين السفارة الامريكية في القدس. ولن يستمر في وضع اصبعه على الزناد في مواضيع الامن والمناطق، ولن يستطيع القيام بمناورات واحتلال شاشات التلفاز طوال الوقت بالاعلانات الرسمية، التي هي فعليا دعاية انتخابية مباشرة. وبدونه سيشكلون حكومة مهمتها الاعداد للانتخابات وتجميد أي شيء آخر. اذا لم تتم ازاحته من منصبه تمهيدا للانتخابات فان حزب كلنا وحزب البيت اليهودي ستكون الاحزاب الاولى التي ستخدم نتنياهو، ستعرض انجازات تسحر الناخبين.
لا يوجد في خطوة كهذه ما من شأنه استبعاد الليكود. اذا تمكن نتنياهو من منع تقديم لائحة اتهام ضده أو اذا تم تقديم لائحة اتهام ضده لسبب آخر أو اذا تمت تبرئته، حينها يمكنه المشاركة في حكومة مستقبلية. اذا وافق الشركاء – حتى أن يقف على رأسها اذا لم يقم الليكود من ازاحته من رئاسة القائمة قبل الانتخابات.
حكومة انتقالية كهذه (التي سيستدعى اليها الليكود ويرفض) ستعاقب نتنياهو على نزوة تقديم الانتخابات فقط بسبب أن الشرطة تشك فيه مرتين بتلقي الرشوة. وهو لا يستحق جائزة كهذه تتمثل في استخدام صناديق الاقتراع للتملص من سلطة القانون.
من الغريب أن كحلون وبينيت لا يدركان أن عليهما فعل كل ما في استطاعتهما من اجل ازاحة نتنياهو من رئاسة الحكومة اذا تم تقديم موعد الانتخابات. كل ذلك بسبب الخوف الغامض من الادعاء الهستيري بأنهم قاموا بحل حكومة اليمين، في الوقت الذي قام فيه رئيسها بهذا العمل. “لهم عيون لا يرون بها، وآذان لا يسمعون بها”.
هآرتس / عن أي عفو تتحدثون؟
هآرتس – بقلم زهافا غلئون – 13/3/2018
كاتبان بارزان من ذوي الاقلام الحادة خرجا مؤخرا بدعوة لمنح العفو لبنيامين نتنياهو مقابل الاعتراف والاستقالة من منصب رئيس الحكومة. الاول هو نداف ايال من صحيفة “يديعوت احرونوت”، الذي شعر بأن الموضوع هام بما فيه الكفاية من اجل تخصيص مقالين له. وانضمت اليه ايريس ليعال على صفحات “هآرتس” (9/3).
القاسم المشترك بينهما هو الخوف الشديد من مقاربة الارض المحروقة لنتنياهو. الخوف مبرر. يجب أن تكون اعمى كي لا تلاحظ الدلائل: الطلب من شركائه في الائتلاف البقاء في الحكومة حتى بعد تقديم لائحة اتهام ضده، الهجوم المحسوب والعنيف على الشرطة والجهاز القضائي، تمريغ الحزب الحاكم في الوحل وتحويله الى جيش الدفاع عن نتنياهو، عندما يطرح اعضاء كنيست مشاريع قوانين مرفوضة ضد الشرطة ويشرحون في وسائل الاعلام بأن “الرشوة ليست جريمة خطيرة”. هذه هجمة مدبرة وناجعة ضد اجهزة تطبيق القانون في الدولة، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأنها ستتوقف.
ايضا لا يوجد سبب للاعتقاد بأن نتنياهو سيسحب يده من السياسة المقسمة التي تخصص بها وطورها في الانتخابات السابقة. لا يمكننا معرفة متى ستأتي لحظة “العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع” للانتخابات القادمة، لكن من الواضح أنها ستأتي، ومن الواضح أنه سيجعلنا نشتاق للفيلم القصير الخسيس ذاك. ايال وليعال يشخصان الخطر بصورة دقيقة ويقدران بصورة صحيحة أهميته. ولكن حبة الدواء التي يقترحانها لن تكون العلاج المأمول. فهي ستسمم ما بقي من الديمقراطية الاسرائيلية. رهاب الخوف يوجد في قلب استراتيجية نتنياهو الاعلامية، التي تحولت الى هستيرية وعديمة الخجل أكثر فأكثر مع مرور الوقت. قليلة هي الامور المرفوضة والمدهشة اكثر من ادعاء تعيين إثر تعيين لنتنياهو. رجال اليمين الذين اعتمد عليهم نتنياهو قرروا التعاون معا في الظلام لاسقاط شخص بريء ومستقيم مثله، وأن يستبدلوه بالمسخ الذي يسمى اليسار. نظرية المؤامرة المجنونة هذه ستحظى بصدى رائع اذا قالت سلطات القانون لنتنياهو: توقف عن أن تكون رئيس للحكومة وكل شيء سيغفر لك.
نتنياهو سيحتاج فقط الى مشروع عفو، لن تكون له أي حاجة ليحظى به، والانتخابات القادمة سيديرها وفي جعبته الدليل النهائي للهوس المخيف الذي يبيعه: حقيقة، الصدق ليس ما أراده حراس العتبة، فهم فقط أرادوا اسقاط “رئيس حكومة يتولى منصبه”.
ولكن في مشروع العفو يكمن خطر شديد. فهو سيعطي اشارات للجمهور وكل سياسي يتلقى الرشوة بأن الطريقة السليمة للنجاة من اذرع القانون هي التحريض والتمسك بالكرسي. سوابق من هذا النوع ستشكل صورة سلطة القانون في اسرائيل مستقبلا. مثلما تمسك ايال بالعفو الذي اعطي لعيزر وايزمن من اجل أن يقترح العفو لنتنياهو، هكذا سيستل فاسدو المستقبل سابقة نتنياهو. ربما يدركون كيفية ادارة حرب ضروس ضد الديمقراطية الاسرائيلية والتملص من الادانة. يمكن سرقة اموال ضرائب مواطني اسرائيل والنجاة من ذلك، والوصفة هي جر اسرائيل الى شفا حرب اهلية.
لقد اشار إيال وليعال الى خطر آني، وأنا لا أرى أي طريقة للتملص منه. اجل، مواطنو اسرائيل سيأخذون دور في احدى المعارك الهامة في تاريخ الدولة، هذه المعركة ستكون على روح الديمقراطية الاسرائيلية، وليس أمامنا إلا منعها. وهي ستأتي وستجري في صناديق الاقتراع. وبدل الغرق في الاوهام حول حلول سحرية غير مجدية يجدر بنا البدء منذ الآن بالاستعداد.
معاريف / خطأ ليبرمان
معاريف – بقلم بن كسبيت – 13/3/2018
المعجزة وحدها، لو كانت وقعت في اثناء الليل، ستمنع الاندفاع المجنون من بنيامين نتنياهو الى الانتخابات في نهاية شهر حزيران القريب.
نظرية المؤامرة تتجسد أمام ناظرينا. فمقربو رئيس الوزراء، الذين سربوا امس بان “ليبرمان فقط هو المشكلة” والمح بان نتنياهو كفيل بان يتحدث معهم في اثناء الليل، كانوا يهرجون. فليبرمان ونتنياهو لم يكفوا عن الحديث للحظة واحدة في الاسبوع الماضي. فهما منسقان ويديران المسرحية الجيدة في المدينة. ليبرمان يحمل العلم ضد الاصوليين ومن أجل المساواة في العبء، ونتنياهو غير مستعد لائتلاف 61، وبالتالي لا مفر، سنتوجه الى الانتخابات.
هل سيسير الاثنان معا. الا اذا التقيا؟ وهما التقيا تماما. فقد بدآ الطريق السياسي معا، في بداية التسعينيات، ويبدو انهما سينهياه معا. يخيل لي ان الخطأ هذه المرة يعود لافيغدور ليبرمان. لديه رصاصة اخرى في خزان الرصاص، وهناك احتمال ان يطلقها الى المكان غير الصحيح، في الزمان غير الصحيح، مع الشريك غير الصحيح.
كي ينتهي هذا الحدث الزائد، ينبغي ان يحصل شيء بسيط: على ليبرمان ان يأمر الوزيرة صوفا لندبر بالامتناع عن التصويت في الكنيست على قانون التجنيد. هذا كل شيء. في هذا الوضع لن يحتاج نتنياهو لاقالتها. ليس لانه يحتاج لان يقيلها (لا يوجد قانون كهذا)، ولكن نتنياهو يريد انتخابات وكان سيستقيل بنفسه لولا اعتقد بانهم سيحيكون له حكومة بديلة على الراس. ولكن ليبران لن يأمر صوفا لندبر بالامتناع، إذ صحيح حتى امس فانه منسق مع نتنياهو والعرض يجب أن يستمر.
اذا كان هناك شيء يمكنه ربما ان يحرك نتنياهو عن هذه الخطة، فهو الاستطلاع الذي نشر أمس في شركة الاخبار ومنحه أربعة مقاعد، بينما اورلي ليفي – ابكسيس تجترف خمسة. يعرف ليبرمان ان هناك احتمالا الا يجتاز نسبة الحسم. وفي البيت اليهودي قالوا امس ان ليبرمان لا يعرف بعد ما ينتظره. فقد كان لبينيت ايضا اتفاق مع نتنياهو “بعدم الاعتداء” في اثناء الحملة، وعندها احتسى نتنياهو له المقاعد دون أن يعتدي، وعندما استيقظ هو كان قد فات الاوان.
واذا كان نتنياهو وعد ليبرمان بان يكون وزير الدفاع في الحكومة القادمة، حتى لو لم يجتاز نسبة الحسم، فان كل ما يحتاج ليبرمان لان يفعله هو أن يرفع الهاتف لرافي ايتان. فقد تلقى من نتنياهو بالضبط ذات الوعد في 2009. وهو حقا لم يجتز نسبة الحسم. اما أن يكون وزيرا في حكومة نتنياهو فلم يحصل.
هذا هو تحليل نتنياهو: أنا في ذروة كل الازمنة. اكثر مما يوجد لي الان، لن يكون. هذا هو الزمن لاستخدام الزخم. استطلاعاتي الداخلية تظهر لي 35 مقعدا. وسأنالها على رأس الشرطة والمستشار القانوني للحكومة. سأصل الى الاستماع قبل تقديم لائحة الاتهام مع انتداب زائد. ويمكنني أن أشكل ائتلافا مع شرط جارف للشركاء الا يسقطون الحكومة حتى بعد رفع لائحة اتهام ضد رئيسها. التحقيقات ضدي، التي تعتبر في اليمين ملاحقة، ستساعدني لان احتسي كل معسكر اليمين في مصاصة أكبر من تلك التي استخدمتها في المرة السابقة.
اذا اراد مصوتو البيت اليهودي، ليبرمان، شاس، كحلون وربما يشاي في المرة السابقة أن ينقذوني من العرب، فهذه المرة سيهرعون الى انقاذي من الشرطة. اذا لم أسر الى الانتخابات في حزيران فمن الان وحتى نهاية السنة أكون في انزلاق، من تحقيق الى تحقيق، من شاهد ملكي الى شاهد ملكي، من تسريب الى تسريب. ستكون هذه حرب استنزاف تسفك دمي، الى أن يتعب احد الشركاء من الضغط الاعلامي فيفعل شيئا ما. إذن بدلا من أن يفعلوا شيئا، افعل أنا.
هذا تحليل ليبرمان: عندي الان فرصة لا تتكرر لاجندة منتصرة على قانون التجنيد، الذي يكاد يكون اجماعا في المجتمع الاسرائيلي. هذه الفرصة الاخيرة لرفع الرأس وتحقيق عدد معقول من المقاعد على المنصة المتفككة لاسرائيل بيتنا. واذا كان هذا يتضمن وعدا بحقيبة الدفاع بعد الانتخابات، وجهدا لمساعدتي في العودة الى الليكود، فهذه صفقة حياتي في فرصة. تماما سعر لقطة. سأثبت مكانتي كشريك كبير لبيبي، وأكون هناك مثلما كان أريك هناك في حينه، في اليوم الذي يضطر فيه الى النزول عن المنصة. فهذا إما الان والا ابدا.
إذن لماذا يكون ليبرمان مخطئا؟ لانه في الخطط من هذا النوع، كل ما يمكن أن يتشوش، سيتشوش. بينما لدى نتنياهو الفرق بين الامل وخيبة الامل تتراوح بين 32 و 24 مقعدا، فانه لدى ليبرمان يمكن أن يكون الفرق بين أن يكون والا يكون. مع احتمال لا بأس به بالامكانية الثانية. طريق مهين لنهاية حياة مهنية رائعة.
نفتالي بينيت سيقاتل معركة حياته في الانتخابات القادمة. آييلت شكيد هي حبيبة الجمهور. بينيت لن يوافق على أي منصب بعد الانتخابات، باستثناء وزير الدفاع. ومن شأن ليبرمان أن يجد نفسه امام حائط محطم. ومن شأنه ان يكون هو الذي سيدفع الثمن الجماهيري على جر الدولة الى انتخابات زائدة، فقط لان نتنياهو يريد. أحد لا يعرف افضل منه بانه في مثل هذه الاوضاع، فان نتنياهو لن يحصيه. وفجأة سينسى كل ما وعد به. في اثناء الليل كان يفترض بهما أن يتخذا القرار النهائي. الا اذا وافق يولي ادلشتاين على تمديد دورة الكنيست لاسبوع آخر. دولة كاملة علقت في غوص مشوش تماما، فقط لان رئيس الوزراء يحاول أن يتملص من رعب القانون. وفي طريقه سيسحق غير قليل من اولئك الذين يهزون الان الذيل، ولكن الكلاب تنبح، القافلة تمر والخراف تسير الى نهايتها.
هآرتس / ما يفهمه نتنياهو
هآرتس – بقلم اسرائيل كوهين – 13/3/2018
اذا لم يمر قانون التجنيد بالقراءات الثلاثة في دورة الكنيست الشتوية فنحن لن نصوت على الميزانية. هذا ما أعلنه في الاسبوع الماضي نائب الوزير، يعقوب لتسمان. وزير المالية موشيه كحلون هدد ردا على ذلك بالانسحاب من الحكومة. ووزير الدفاع ليبرمان انضم ايضا الى الجوقة عندما قال: قانون التجنيد هو قانون التهرب… اسرائيل بيتنا لن يخضع ولن يسمح لهذا بأن يحدث.
رئيس الحكومة كان في ذلك الوقت في الولايات المتحدة. ورغم أن المحللون كتبوا بأن هذه هي “الازمة السياسية الاهم في الدورة الحالية”، إلا أن نتنياهو لم يتراجع. في الوقت الذي تغيرت فيه العناوين في اسرائيل بين ساعة واخرى، وفي وسائل الاعلام كتب عن ازمة وانتخابات مبكرة – فقد سمح نتنياهو للشباب بأن يلعبوا أمامه وأن يتشاجروا فيما بينهم، إلا أنه يقف فوق كل هذا الوحل. فهو منشغل بترامب وايران، وهو يحظى بالهتاف على خطابه في “الايباك” ويجتمع مع رجال اعمال واقتصاديين. ما شأنه بهذه الامور الصغيرة.
ليس صدفة أن نتنياهو لم يندهش. هو يعرف نفسية شركائه: هم اشخاص لا يخافون من شخص متهم بتلقي رشوة وهدايا، ويتركون حكومته من خلال ارسال رسالة اخلاقية وقيمية، هم اشخاص يريدون “التمسك بالكراسي” وتأجيل النهاية بأي ثمن. فقط أن لا تجري الانتخابات. لذلك، قلب الامور رأسا على عقب: بدل الدفاع عن نفسه أو الاعتذار، بدأ بالهجوم. الشركاء يجب عليهم “النزول عن الشجرة”، قال للمراسلين السياسيين الذين كانوا معه في الطائرة واضاف تهديدا خاصا به: “إما أن يتوصلوا الى اتفاق واسع يمتد حتى النهاية وإما سنضطر لاجراء الانتخابات”.
هذه كانت المرحلة الحاسمة منذ بدأ بتغيير الاتجاه. الرسالة تم استيعابها جيدا من زملائه، رؤساء الاحزاب. فقط بعد عودته الى اسرائيل بدأ بعلاج الازمة. في منتهى السبت استدعى الى مكتبه رؤساء الاحزاب الحريدية، وفي نهاية اللقاء تم التوضيح بأنه يجب تحقق ثلاثة شروط لحل الازمة: الاول، مسودة متفق عليها مع المستشار القانوني للحكومة والاحزاب الحريدية. الثاني، موافقة كحلون وحزبه على تأييد القانون بالقراءات الثلاثة. الثالث، تعهد علني من افيغدور ليبرمان باجراء هذه العملية.
محللون سياسيون اعتقدوا أن كل شرط من هذه الشروط اشكالي وغير قابل للحل. وبالاحرى عندما جمعها معا. ومرة اخرى، الاستنتاج الواضح هو أن نتنياهو يريد الانتخابات.
بصفتي أقوم بتغطية الوسط الحريدي، يمكنني القول إن الشرط الاول الذي يتعلق بموافقة الاحزاب الحريدية على قانون التجنيد، اعتبر في تلك المرحلة غير منطقي ولا يمكن تحقيقه. قائمة ديغل هتوراة الليطائية سحبت الى اتجاه واغودات يسرائيل الحسيدية سحبت نحو اتجاه آخر وشاس وقفت في الوسط. فوضى كبيرة.
ولكن نتنياهو فكك بصورة جذرية كل الالغام: موافقة الحريديين على قانون التجنيد تم انجازها، وتأييد كحلون تحقق، وحتى ليبرمان أدرك أن منصب وزير الدفاع أهم من التصريحات النضالية.
في هذه الاثناء، وبعد التنكيل الذي مرره في الاسبوع الماضي رؤساء الاحزاب، فان نتنياهو يعرف أن شركائه في الائتلاف سيوافقون على كل إملاء. فقد وافقوا على التنازل والخضوع واهانة انفسهم، والآن هم مثل المادة اللينة في أيدي نتنياهو – بارادته سيقود الى انتخابات منذ الآن، وبارادته يمكنه تأجيلها الى موعد اكثر راحة له. الشركاء المخلصون الذين استلقوا على الجدار من اجله اثناء التحقيق معه ورفضوا إسماع أي صوت احتجاج، من شأنهم أن يكشفوا أنهم اكلوا السمك الفاسد وطردوا من المدينة.
نتنياهو غير معني حقا بعلاج جذري يحل المشكلة ويزيل موضوع التجنيد من الاجندة العامة. هو لا يريد حقا ضمانة لحكومة مستقرة حتى العام 2019. نتنياهو يريد الحفاظ على الازمة بقوة منخفضة، حتى يستطيع التحكم بمستوى اللهب. هكذا تكون له امكانية ايجاد سبب لحل الحكومة إذا اراد ذلك، والذهاب الى الانتخابات في اللحظة المناسبة له. صحيح، الجمهور يحب سحرة مثل هؤلاء.
هآرتس / نحن نشكر من يقتل العرب ومن يقتلنا
هآرتس – بقلم محمد علي طه – 13/3/2018
لقد حان الوقت لقول الحقيقة، حتى لو كانت قاسية ومرة. نحن شعب بكائين يبكون ويولولون منذ ايام دير ياسين وحتى الآن ويتهمون اليهود. كفى. لا توجد ابادة شعب. لا توجد جرائم حرب. لا يوجد قمع.
أنا لا أصدق اليهود الذين يسمون “نحطم الصمت” أو “بتسيلم”. فهم وكلاء للمؤسسة الصهيونية وهدفهم هو البث للاغيار: كم هي اسرائيل دولة ديمقراطية وجميلة، هي فيلا في الغابة.
الجيش الاسرائيلي هو الجيش الاكثر اخلاقية في العالم، جيش على كيفك. انساني. له قيم انسانية. طهارة السلاح. ليس مثل جيوش الشعوب العربية. ليس مثل جيش فرنسا في الجزائر أو جيش الولايات المتحدة في فيتنام.
”بتسيلم” تحتج على اغلاق المناطق، رغم أن الاغلاق هو من اجل الشعب الفلسطيني، من اجل أن يبقى مغروسا في ارضه وأن لا يهاجر ابناءه الى الغرب ويتحولون الى لاجئين ويتهمون دولة اسرائيل.
”نحطم الصمت” يضخمون كل حادثة ويتحدثون عن القتل والاعدام. هذا كذب. نحن مسلمون، نؤمن بالله وبالقدر. ومكتوب في كتابنا المقدس متى سيولد كل مسلم ومتى سيموت، وما هو سبب موته. عندما يأتي ملاك الموت فلن يساعد أي شيء. لا توجد رشوة ولا حماية. الجيش الاسرائيلي لا يقتل ولا يقوم باعدام العرب، الله هو المسؤول عن الموت.
جنود الجيش الاسرائيلي يصنعون معروفا مع كل فلسطيني قتل أو أعدم، لأن عائلته ستحصل على هدية شهرية محترمة من أبو مازن، وهو يتحول الى شهيد يدخل مباشرة الى الجنة، ويأكل ما لذ وطاب ويشرب الخمر الفاخر وينام مع سبعين عذراء جميلة في كل يوم. أي بطل هذا؟ يجدر أن تكون شهيدا. يا جنود الجيش الاسرائيلي، بربكم، أنا أتوسل اليكم أن تقتلوني. أنا أموت بالعذراوات، ربما سيعدن لي قوة الذكورة في شيخوختي.
أنا أعرف ياسين السراديح من أريحا، من يمكنه تحمل حرارة الصيف الطويل واللعين في أريحا؟ ما هذه الحياة السيئة في اريحا؟ جنود الجيش الاسرائيلي أرسلوه عبر الشارع السريع الى جنة عدن ليسعد هناك، طعام وشراب وعذراوات، يا سراديح.
ابراهيم أبو ثريا، مبتور الساقين من قطاع غزة، لا يوجد له حتى كرسي كهربائي متحرك. هو يعيش حياة فقر لأن الحياة في غزة بائسة. لقد توسل ليكون شهيدا. جنود الجيش الاسرائيلي أرسلوه عبر شارع 6 الى جنة عدن. الجندي اليئور ازاريا اشفق على عبد الفتاح الشريف كي لا يعيش معوق في الخليل، مدينة الفقراء. لقد ساعده على أن يكون شهيدا وأعطاه تذكرة سفر بالمجان الى الجنة. المستوطنون صنعوا معروفا مع الفتى محمد أبو خضير وعائلة دوابشة: خلصوهم من حياة الفقر وحولوهم الى شهداء يعيشون في جنة عدن.
المستوطنون يساعدون الفلاحين الفلسطينيين، ولا يضايقونهم. نحن نعيش في سنوات محل، لا يوجد محصول. لا نحتاج الى اشجار زيتون أو كروم أو حقول للقمح.
شكرا للجيش الاسرائيلي وشكرا للمستوطنين. لا توجد جرائم حرب، هذا كذب. لماذا يهددون بـ “لاهاي”، ما هي “لاهاي”؟ هذه رحلة في الربيع الى اوروبا، نزهة بالمجان.
نحن نشكر كل من يقوم باعدام العرب وكل من يقتلنا.
لمن الشكر ولمن البركة؟ لجنود الجيش الاسرائيلي والمستوطنين، وخاصة لمستوطني براخا.
يديعوت / الورود لليبرمان
يديعوت – بقلم شلومو بتروفسكي – 13/3/2018
في السياسة كل شيء ممكن، والى ان تحل الكنيست نفسها فانها لن تحل. الحياة الواقعية لا تزال تذكر التوجه اياه، في شهر ايار 2012 عندما صوتت الكنيست بالقراءة الاولى على حلها في اول الليل، وفي نهاية الليل قامت حكومة وحدة مع كديما (الذي تفكك بعد نصف سنة، ولكن هذه قصة اخرى). ورغم ذلك، بعد كل التحفظات، يبدو أن ايام الائتلاف الحالي معدودة.
الاصوليون من جهتهم نزلوا عن الشجرة العالية التي تسلقوا اليها. من شرط ثلاثة قراءات الى الصيغة الاصلية للنائب بن تسور قبل الميزانية بقيت قراءة عاجلة للصيغة الحالية، في ظل الموافقة على تتغير بعد ذلك وكثيرا. لقد اثبت ليتسمان صلاحية القاعدة التي تقول ان من يهدد ولا يقصد التنفيذ يجد نفسه يأكلها من كل الجهات. في نهاية المطاف وضع الاصوليين في الخروج من هذه الازمة، ولا يهم كيف تنتهي في النهاية، سيكون في كل حال أقل جودة مما كان من قبل. فهم يوافقون منذ الان في واقع الامر على قانون تجنيد يشبه جدا قانون بيرس – شكيد من الولاية السابقة، ذاك الذي بسببه خرج مئات الالاف الى الشوارع للاحتجاج ضد “القضاء والقدر”.
من يصر، صحيح حتى هذه اللحظة، على البقاء عاليا جدا على الشجرة، هو ليبرمان. فالمسدس الذي وضعه اليوم على الطاولة، الانسحاب من الحكومة مع اجازة قانون التجنيد بالقراءة الثاني والثالثة، جعل اجازة الميزانية غير مجدية سياسيا بالنسبة لنتنياهو. قرار ليبرمان تغيير النبرة في بداية جلسة الكتلة أمس ونثر التهديدات يمينا ويسارا عمل في نهاية المطاف ضده بالذات. نتنياهو معنى بالانتخابات والاستطلاعات تثني له، والوضع في التحقيقات لن يكون افض لاحقا، وبشكل عام في هذه اللحظة الانتخابات هي الافضل له وباسرع وقت ممكن. ولكنه ما كان سينطلق الى الانتخابات في وضع يكون فيه ممكنا اتهامه بذلك. وهذا هو السبب الذي جعله هو الاخر ينزل عن شجرته الخاصة ويتنازل عن الطلب السخيف باعلان الولاء من جانب كل رؤساء كتل الائتلاف. من قدم له امس على طبق من الفضة الذريعة للتوجه للانتخابات كان ليبرمان. وقد نجح هذا بحيث أن نتنياهو تنازل حتى عن الاحبولة الغبية التي قال فيها ان بينيت هو الذي يفكك الائتلاف.
اذا كنا سنصدق الاستطلاعات التي نشرت امس في قنوات التلفزيون – وقيود هذه الوسائط الاعلامية معروفة من حيث المصداقية – فان هذا التسلق للشجرة لا يفيد ليبرمان على الاطلاق، بل العكس تماما. فمصوتوه المحتملون لن يثيبوه على تفكيك الائتلاف الحالي، رغم عناده الايديولوجي المزعوم. من شأن ليبرمان ان يكتشف بانه تنازع مع الاصوليين ولبيد ونتنياهو اخذا المرابح. السؤال هو اذا كان السبيل الذي سار فيه أمس لا يزال يسمح له باعادة التفكير أم ربما فات أوان التراجع.
يديعوت / من خلف الالاعيب
يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 13/3/2018
هذا ينجح. من كثرة الاحابيل ننسى الامر الاساس. والاساس هو ان بنيامين نتنياهو مستعد، مرة اخرى، بان يبيع المصلحة الوطنية كي يحقق مصلحته الشخصية. هكذا بحيث أنه يجب العودة الى الامر الاساس. والامر الاساس هو ما قاله الحاخام الاكبر: كل من يفكر في قلبه بان ينشغل بالتوراة ولا تكون له حرفة، وان يرتزق من الصدقة، فهذا تدنيس للاسم وتحقير للتوراة”. اما الاصوليون فينشغلون بتدنيس الاسم وتحقير التوارة. هم لا يريدون أن مشاركة في العبء. ذات مرة قال نتنياهو: “اذا اعطوا – فسيأخذون”. قال ونسي. اما الان فلديه قاعدة جديدة: “اذا ضغطوا – فسيأخذون”.
كان ايضا نتنياهو آخر، نتنياهو الذي قاد دولة اسرائيل الى الانجازات. ولكنه يصر على هدمها. نتنياهو السابق، الذي كان وزير المالية، هو الذي وقف كالاسد في وجه مطالب الاصوليين، خفض المخصصات، وتسبب بارتفاع مشاركة الاصوليين في سوق العمل. اما نتنياهو الحالي، فيهدم هذا الانجاز الهام اياه. ذات مرة اسرائيل كانت هامة له. اما اليوم فنتنياهو هام له.
لقد سبق انت كنا في الكثير من الازمات الائتلافة، ولكن الايام الثلاثة الاخيرة حطمت كل الارقام القياسية. هذه المرة لم تعد أزمة اخرى. ليس فقط لان معظم المواطنين لا يفهمون ماذا يحصل وعلى ماذا الخلاف بالضبط. فمعظم السياسيين ايضا مرتبكون. ليس لهم أي فكرة عما ينبغي أن يقولوه لان كل شيء يقولونه سيصبح سخيفا بعد ساعة أو ساعتين، عندما تظهر احبولة اخرى. كما ليس واضحا اذا كان الشخص الوحيد الذي يفترض أن يعرف ماذا يحصل يعرف ماذا يريد: نعم انتخابات؟ لا انتخابات؟
شيء واحد واضح مع ذلك: لا يمكن للاحابيل أن تخفي حقيقة أن نتنياهو مستعد لان يعطي الاصوليين كل ما يريدون. هذا لا يعني ان كل الاصوليين لا يريدون أن يتجندوا او يساهموا. بل العكس. توجد هناك تغييرات. توجد سياقات. عندما عرض نائب سابق من شاس، هو حاييم امسلم، نهجا معتدلا سواء تجاه المشاركة في العبء ام في مواضيع التهود، فانه نال تأييد 52 في المئة في الاستطلاع الذي أجراه الموقع الاصولي “ميدان المدينة”. ولكن السياسيين الاصوليين ومجلس حكماء التوراة خاصتهم لا يريدون المساواة في العبء ولا حتى المشاركة في العبء، بالضبط مثلما لا يريدون تعليم المواضيع الاساسية، بالضبط مثلما يريدون المزيد فالمزيد من الميزانيات.
هذا لا يعني أننا سنجند غدا كل الاصوليين. هذا لن يحصل. ولكن هناك حاجة لدولة يتم فيها توسيع الفكرة المشتركة، التي تتضمن خدمة وطنية أو عسكرية، تتضمن مشاركة في سوق العمل وتتضمن تعليم المواضيع الاساس. هذا ليس ضد اليهودية. هذه هي تقاليد اليهودية. ولكن بدلا من الانشغال بالامر الاساس، فان الاحابيل تحتل المنصة. هذا ما يريده نتنياهو وهذا ما ينجح في تحقيقه.
اسرائيل اليوم / يأجوج ومأجوج: تفسير اسلامي للوضع
اسرائيل اليوم – بقلم رؤوبين باركو – 13/3/2018
صديق لي من الخليل قال لي في هذا الاسبوع إن التطورات في الشرق الاوسط والتي تتضمن انهيار دول عربية، ملايين القتلى واللاجئين وحرب الجميع ضد الجميع في الاسلام، تثير نقاشات مليئة بالخيار بخصوص “علامات يوم القيامة” القريبة، والظهور المنتظر لـ “المهدي” (الامام الغائب لدى الشيعة)، “يأجوج ومأجوج” وكل انواع التوقعات. المسألة التي تسرع هذه النقاشات هي صعود امبراطورية الشر الايرانية التي تشكل خطرا على العرب وزيادة قوة اسرائيل غير المسبوقة، اللتان تسيران في خط المواجهة.
ازاء خصائص النشاط العالمي للرئيس ترامب (الذي يعتبر في ايران الشيطان الاكبر)، ولا سيما حول نقل السفارة الامريكية الى القدس، يستطيع الفلسطينيون الغاضبون، الذين راهنوا عبثا على استخدام الضغط الدولي على اسرائيل، أن ينسبوا للرئيس الاشقر صفة “المسيح الدجال” الذي له وجه وشعر نحاسي مثلما وصف في كتاب للشيعة “الجفر” المنسوب للخليفة الرابع علي بن أبي طالب. حماس والجهاد الاسلامي ستتبنى بالتأكيد هذا الوصف.
في اعلانه عن القدس كعاصمة لاسرائيل وضع الرئيس الامريكي الفلسطينيين في المكان الصحيح، في هامش الساحة الخلفية، وشطب كذبة اخرى فلسطينية اوروبية لاسامية واضحة: اختار القدس الموحدة كعاصمة له، حسب رؤيا الخلاص القديم في التوراة.
عندما لا تتحقق الاحلام فانهم ينتقلون الى التصور. هكذا فعل مؤخرا الرئيس أبو مازن عندما دعا الى تدمير اسرائيل بسبب “الفساد” حسب تفسير سورة الاسراء. الجديد هو أن تفسير رؤيا “الآخرة” والخراب المتوقع لنا بسبب الفساد تم تأجيله قليلا، لأنه في نهاية سورة الاسراء يتنبأ القرآن بأن بني اسرائيل سيتم تجميعهم في بلادهم من كل ارجاء العالم – حيث أن نية الله من تجميعهم هدفت الى تصفيتهم. لذلك، يجب علينا الانتظار وأن لا نزعج اليهود في تجمعهم في “فلسطين” والافساد فيها، وهكذا تتحول بالنسبة لهم الى جهنم بأمر من الله.
هكذا، نظرة الى شبكة علاقات اسرائيل مع الدول العربية ودول الخليج تشير، في الوقت الحالي، الى تجميد نبوءة تدمير اسرائيل، من خلال التقدم باتجاه التهديد الايراني. من وجهة نظر صوفية، يشكل التهديد الايراني المستمر، من هامان وحتى ميناي، سبب اقليمي للقلق. العرب لم يعودوا يصدقون اكاذيب ايران بأنها تعزز تواجدها في المنطقة فقط من اجل “تحرير القدس من الصهاينة”. من الواضح للجميع أن التوسع الامبريالي لايران وسعيها الى السيطرة الاقليمية هي جزء من رؤيا دمار شامل بأمر “الامام الغائب” للمنطقة والعالم من خلال مواجهة نووية “كشرارة” تحرر مكة وتأتي بالمهدي الشيعي المأمول لحكم العالم.
في وضع مصيري كهذا كان مغزى رسائل رئيس الحكومة نتنياهو في الولايات المتحدة واضح: التهديد الايراني وملحقاته ليس مجرد شأن اسرائيلي وجودي، لأنه من اجل ازالته يجب على اسرائيل أن تدفع لوحدها (من خلال اضعافها وكشفها للتهديدات المتجددة من جيرانها)، بل حاجة عربية عالمية مشتركة تحتاج الى المزيد من التكاليف والضحايا.
في هذه الاثناء الفلسطينيون الذين يستندون الى تفسير سورة الاسراء ينتظرون دمار اسرائيل ويبحثون عن دلائل فساد كشواهد على ذلك. على مدى التاريخ الاسلامي وصف اليهود بأنهم “قتلة الانبياء”، وقاموا بمضايقة الآلاف منهم، واذا كان الامر كذلك فان هناك لدينا دلائل على الافساد. كيف هذا؟.
الفلسطينيون يتمسكون بتحقيقات وسائل الاعلام الاسرائيلية بشأن “الفساد”، ومضايقة اليهود لزعمائهم، ويرون فيها علامات مشجعة: حملات الحرب ضد الفساد في اسرائيل هي جزء من نزوات اليهود الفاسدين الذين يقتلون زعماءهم رغم انجازاتهم، ويوجد فيها دلائل مسبقة على دمارهم المتوقع، كما يقول المثل العربي “لما يسقط الجمل تكثر سكاكينه”.
حتى الآن المهدي لم يظهر ولم يدق الاجراس. في حين أن القطار النووي الايراني الشيعي يغذ الخطى بصواريخه في حملة ليلية “اسراء” في الظلام نحو مفترق جهنم الذي نوجد فيه، نضع القيادة الاسرائيلية في أيدي أمينة رغم الانتقادات الموجهة اليها، والحسابات الداخلية والخارجية. على خلفية الخطر يوجد في اوساطنا اقزام يسعون الى تحقيق المثل العربي “في غياب الخيول الاصيلة يضعون السرج على الكلاب”. هؤلاء واولئك سيضطرون الى انتظار يوم القيامة بصبر.
القناة الثانية العبرية / ساعات حاسمة أمام الائتلاف الحكومي الإسرائيلي
القناة الثانية العبرية – 13/3/2018
كشفت مصادر رفيعة في الائتلاف الحكومي عن مباحثات جدية بدأت اليوم الثلاثاء بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الجيش ليبرمان للتوصل إلى حل وسط حول قانون “التجنيد” لمنع الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
ووفقا لموقع القناة الثانية العبرية، فإن الكنيست ستصوت اليوم بالقراءة التمهيدية على قانون حل الكنيست الذي قدمته المعارضة الإسرائيلية بما في ذلك حزبي يش عتيد والمعسكر الصهيوني.
ويشار إلى أن الكنيست سيصادق بعد التصويت على قانون حل الكنيست على قانون التجنيد بالقراءة الأولية، الأمر الذي يجعل جلسة الكنيست التي ستنتهي في ساعات المساء من هذا اليوم تعتبر جلسة حاسمة فيما يتعلق في مصير الائتلاف الحكومي الحالي.
ومن جانبه، هاجم عضو الكنيست عن حزب يش عتيد “عوفر شيلح”، رئيس الحكومة نتنياهو، متهما إياه بأنه قد جر المنظومة السياسية إلى هذه الاضطرابات من أجل التهرب من قضايا الفساد التي تورط بها.
المصدر / “نتنياهو يريد انتخابات مبكرة رغم قوله العكس”
شركاء نتنياهو في الحكومة: رئيس الحكومة يريد تقديم الانتخابات لشهر يونيو القريب رغم مناشدته أعضاء الائتلاف الحكومي التنازل في شأن قانون إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية من أجل بقاء الحكومة
المصدر – 13/3/2018
المتابع للصحف الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، سيلاحظ أن قضية الأزمة في حكومة نتنياهو وفرص الذهاب إلى انتخابات مبكرة تحتل المساحة الأكبر من أوراق الصحف. والتقديرات لدى المحللين والسياسيين أن إسرائيل ذاهبة لانتخابات في غضون أشهر بعد حلّ الحكومة والكنيست. والسؤال الكبير هو إن كانت الأزمة الحكومية بشأن إعفاء المتدينين الحريديم من الخدمة العسكرية حقيقة أم أنها مفتعلة ومدبرة من جانب نتنياهو؟
فحسب شركاء نتنياهو، الأزمة وهمية وغير عميقة كما يصورها نتنياهو ومقربون منه. فقد هاجمت وزيرة العدل من حزب “البيت اليهودي”، إيليت شاكيد، رئيس الحكومة نتنياهو ووصفت الذهاب إلى انتخابات مبكرة “خطأ تاريخيا”. وكتبت شاكيد أن نتنياهو ينوي إسقاط حكومة يمينية على لا شيء.
وكان نتنياهو قد ألقى كلمة، أمس الاثنين، في الكنيست ودعا إلى التنازل من جانب الشركاء في قضية مشروع قانون إعفاء المتدينين من الخدمة العسكرية للحافظ على الائتلاف الحكومي، والمقصود رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، بعد أن توصل إلى صيغة توافقية مع الحريديم الذي هددوا بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتم المصادقة على مشروع القانون.
ويعارض ليبرمان صيغة مشروع القانون الذي توصل إليه نتنياهو والحريديم معلنا أنه سيصوت ضد القرار، ما يعني خروج الحريديم من الحكومة وإبقاء ائتلاف هش، مكون من 61 مقعدا من أصل 120، لن يرضى به نتنياهو.
وقال ليبرمان اليوم صباحا إنه سيصوت ضد مشروع القرار موضحا “التوقع من أننا سنصوت مع قرار إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، مثله مثل التوقع من المتدينين الحريديم أن صوتوا مع قرار يتيح عمل الحافلات يوم السبت”.
وأقرّ وزراء مقربون من نتنياهو أن إسرائيل باتت على عتبة الذهاب إلى انتخابات مبكرة على خلفية عدم استقرار الحكومة وتنازع مكوناتها خاصة الحريديم من جهة و”إسرائيل بيتنا” من جهة ثانية.
ويجمع المحللون الإسرائيليون على أن الأزمة التي تهدد تفكك حكومة نتنياهو ليست حقيقة ويمكن تجاوزها إلا أن رئيس الحكومة لا يرغب في ذلك وإنما عيونه تتجه إلى انتخابات مبكرة تصرف النظر من التحقيقات التي تديرها الشرطة ضده. ووصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الانتخابات القريبة بأنها “انتخابات على شرف نتنياهو”.
أما صحيفة “إسرائيل اليوم” المقربة من نتنياهو فسلطت الضوء على زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، قائلة إن الكرة في ملعبه وهو سيكون المسؤول عن تبكير الانتخابات في حال صوّت ضد مشروع قانون تجنيد الحريديم.
مركز دراسات الأمن القومي / إسرائيل تغرس أقدامها أكثر شرق المتوسط
مركز دراسات الأمن القومي – بقلم عوديد عران، عيلي رتيج، أوفير فينتر – 13/3/2018
في 19 فبراير، أعلنت شركات الغاز في إسرائيل عن توقيع عقد لتصدير 64 متر مكعب من الغاز الطبيعي لمصر بتكلفة 15 مليار دولار لمدة عشر سنوات. العقد المبرم، بين مالكي حقول “تمار” و”ليفيتان” لمجموعة “دولفين” المصرية، يستند على أساس وثيقة تفاهمات من أكتوبر 2014. يمكن التقدير بأن حكومة إسرائيل كان لها دور مهم في تحقيق الصفقة، سواء بتعزيزها أمام حكومة مصر، وربما أيضًا بتغطية الضمانات المطلوبة من “دولفين” للموافقة عليها.
الضوء الأخضر في القاهرة على توقيع صفقة الغاز، بعد تأخير طويل من طرف مصر، اعتمد على عدة اعتبارات؛ الأول: تطلّع مصر لتسوية التعويضات بمبلغ 1.76 مليار دولار، المطلوب من شركات الغاز المصري دفعها لشركة الكهرباء في إطار تحكيم دولي من 2015. الثاني: قرار تخصيص غالبية الغاز في حقل “ظهر” للسوق المصري يمهّد الطريق لضخ الغاز من إسرائيل، من قبرص ومن دول أخرى لمنشآت التسييل في دمياط وإدكو من أجل تصديرها لأوروبا؛ خطوة تزيد من القيمة الاقتصادية والسياسية الكامنة في كون مصر الوحيدة في المنطقة التي تمتلك بنى تحتية للتسييل. الثالث: ضمان بعائدات تقدر بحوالي 22 مليار دولار خلال عشر سنوات وتقوية العلاقة الاقتصادية بين مصر وأوروبا.
رغم كل مزاياها، تُثير صفقة الغاز مع إسرائيل جدلًا عامًا في مصر، وقد خرجت عناصر إسلامية – أغلبهم من المنفيين خارج مصر – ضد “استيراد غاز عربي إسلامي مسروق من دولة احتلال، وإدخال المليارات لمالية الصهاينة”، وعبّر مسؤولو معارضة يعملون داخل مصر عن قلقهم من خلق اعتماد مصري على إسرائيل، لكن تركز انتقادهم على التشكيك في الجدوى الاقتصادية الناتجة عن الصفقة بالنسبة للجمهور المصري العام وانعدام الشفافية التي رافقت توقيع الاتفاق.
ردًا على ذلك، أشار متحدثون باسم الشرطة إلى الاعتبارات التركية القطرية الخطيرة التي تقف وراء جزء من الانتقادات للصفقة، لقد صغروا من دور الحكومة المصرية بالتوسط في الصفقة، قللوا من أهميتها السياسية وأكدوا على فوائدها الاقتصادية.
الرئيس السيسي، المنشغل حاليًا بالحملة الانتخابية لفترة ولاية ثانية، أعرب عن رضاه من أن الغاز في المنطقة سيخرج من مصر وليس عبر دول أخرى، ملمحًا إلى تركيا. حسب قوله، حققت مصر موطئ قدم في شرق البحر المتوسط نتيجة للاتفاق، وثبتت نفسها كمركز طاقة إقليمي، وحسب رأيه “سجلت مصر جول عظيم”.
الـ “جول” الذي احتفل به السيسي يضع – كما يبدو – إسرائيل ومصر كلاعبيْن يلعبان في نفس الفريق ويعملان لأجل تعزيز أهدافهما المشتركة. الصحافة المصرية الحكومية أكدت على المكاسب التي تحققها الصفقة لكلا البلدين، بعض المقالات أشارت للعلاقة بين التنسيق الأمني في سيناء وتوسيع التعاون في مجال الطاقة. هذا المنظور المصري يعطي عمقًا إضافيًا لعلاقات السلام، ويُبرز المصالح المتبادلة طويلة الأمد.
إن صفقة الغاز تخلق منصة لتعاون ثنائي ومتعدد يضم أطرافًا أخرى في المنطقة، تشمل مصر وإسرائيل. مع ذلك، من السابق لأوانه اعتبار الصفقة كتقدم في مجال التطبيع، فصفقات الطاقة تتم بين مصر وإسرائيل منذ سنوات الثمانينات، أي ان الصفقة الحالية لا تعتبر سابقة. علاوة على ذلك، من الصعب التقدير في هذه المرحلة لأي درجة ستُحدث ثمار الصفقة تأثيرًا بالنسبة للجمهور المصري العام وستزيد من تقديره وتعاطفه مع السلام.
قضية مركزية لم تلقَ جوابًا في الاتفاق، وهي طبيعة نقل الغاز من إسرائيل لمصر. في بيان لاحق لشركات الغاز أُشير إلى مفاوضات تجري الآن مع شركة EMG لتحويل اتجاه الأنبوب الأصلي، الذي تم إغلاقه في 2011؛ هذا هو البديل الأسرع والأرخص، لكنه يضم تحديات أمنية كبيرة، إذ أنه يتعرض للتخريب في شبه جزيرة سيناء، سواء لأسباب أيديولوجية أو للابتزاز الذي يمكن أن تمارسه القبائل في المنطقة.
في حال لم يتم اللجوء لهذا البديل، بديل رخيص آخر سيكون بناء أنبوب بري بطول 100 كيلومتر من جنوب قطاع غزة يربط بين أنبوب الغاز في جنوب إسرائيل وبين أنبوب الغاز المصري في سيناء عبر معبر كرم أبو سالم أو نيتسانا؛ هذا البديل سيسمح لإسرائيل بالوصول لأنبوب الغاز العربي للأردن (الواصل أيضًا للبنان وسوريا)، لكنه سيكون أيضًا معرضًا للتهديدات الأمنية.
بديل مضمون لكنه أغلى بكثير يشمل مد خط أنبوب تحت مائي مباشر من حقل “تمار” لمصر على طول 300 كيلو متر. حقيقة أنه تم توقيع صفقة بين الجانبين دول ذكر موضوع النقل (البند الذي يعتبر له تداعيات مهمة على أرباح الصفقة وثمن الغاز) يثير احتمال أن تكون هناك اعتبارات سياسية واقتصادية أخرى لعبت دورًا في نجاح الصفقة أو توقيتها. بالإضافة لمشكلة النقل، فإن الفشل في حل قضية الدين لشركة الكهرباء أيضًا قد يُصعب تنفيذ الاتفاق.
البديل المصري لنقل الغاز من إسرائيل، وفي المستقبل من قبرص وربما أيضًا من لبنان، يصبح أكثر واقعية من أمر مد أنبوب لتركيا، ويرجع ذلك لتطرف في السياسات الإقليمية لتركيا، التدهور في علاقاتها مع أوروبا، وقوة حزب الله المتوقعة بعد الانتخابات القادمة في لبنان، التي يُتوقع أن يمر الأنبوب عبر مياهها الاقتصادية. تضاف إلى ذلك سياسات طاقة جديدة قادتها تركيا في العام الماضي، تسببت بتخفيف زيادة احتياجات الغاز الطبيعي في الاقتصاد لصالح استخدام الفحم والطاقة المتجددة (والطاقة النووية لاحقًا).
في المقابل، تقدم مصر لإسرائيل سوقًا محليًا متطورًا وإمكانية استخدام منشآت التسييل في النقل لأوروبا. ونظرًا للمنافسة القوية المتوقعة على سوق الغاز المسيل في أوروبا في السنوات المقبلة، فإن استخدام منشآت التسييل القائمة هو البديل الحقيقي أمام شركات الغاز في إسرائيل في حال كان برغبتها اقتراح ثمن منافس.
بالإضافة للأنبوب لمصر، تم بناء أنبوب للأردن، كجزء من اتفاق توريد 45 متر مكعب غاز على مدار 15 عامًا، والذي تم توقيعه في 2016. الأنبوب سيمر من الشمال لبيسان وسينقل الغاز أيضًا للسلطة الفلسطينية، كما انه سيسمح بضخ الغاز بكميات كبير بثلاثة أضعاف من المطلوبة ضمن الصفقة الأردنية ويفتح إمكانية “ارتباط شمالي” مع أنبوب الغاز العربي الذي يمر بالأردن.
الصفقات مع مصر والأردن لها قيمة استراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل والمنطقة. يضاف إليها اتفاق مستقبلي محتمل مع السلطة الفلسطينية، سيسمح بتوريد الغاز – وربما إنتاج الغاز أيضًا – أمام شواطئ غزة. هذه الاتفاقات تعمل على تعزيز علاقات إسرائيل مع جيرانها، من خلال خلق مجموعة مصالح مشتركة، كما تفتح الإمكانيات أمام تعاون إقليمي غير موضوع الغاز الطبيعي، مثل تصدير وتوريد كهرباء وماء محلاة.
من ناحية أمنية، ضخ الغاز من إسرائيل لمصر، الأردن والسلطة الفلسطينية يتحول لمصلحة إقليمية، ليست إسرائيلية فقط. في ظل الواقع الجديد الذي سيُخلق، أي مساس بقدرات إنتاج الغاز لإسرائيل – من ناحية حزب الله أو حماس – سيمس أيضًا بتوريد الكهرباء للأردن، مصر والسلطة، التهديد سيشكل مكونًا مهمًا في التعاون الاستخباراتي والأمني من طرف دول الجوار للكشف عن أعمال التخريب ومنعها، كما أنه يشكل حافزًا لتهدئة الوضع في حال اندلعت مواجهة مع أحد التنظيمات. من ناحية اقتصادية، تقديم شراكة بين إسرائيل وجيرانها في كل ما يتعلق بموارد الطاقة سيشجع دخول مستثمرين آخرين لمنطقة شرق البحر المتوسط، وسيظهر لهم أنه من الممكن تنفيذ مشاريع واسعة النطاق للإنتاج والتصدير التي تحتاج لتعاون إقليمي.
الصفقة قد يكون لها آثار على القضية اللبنانية، فالخلافات غير المحسومة بين لبنان وإسرائيل بشأن تعيين الحدود البحرية تشكل قلقًا سياسيًا وأمنيًا بالنسبة لإسرائيل. من ناحية أخرى، هي لم تمنع مصر أو الأردن من الدخول في صفقة طويلة الأجل في مجال الطاقة مع إسرائيل.
واضحٌ أن للمواجهة بين إسرائيل ولبنان عواقب وخيمة، لا سيما بالنسبة للبنان، تتمثل – من بين جملة أمور – في عدم إمكانيتها استغلال النفط والغاز من مياهها، وقد تمس بمصالح إسرائيل فيما يتعلق بتطوير احتياطي الغاز القريبة من الحدود.
تايمز أوف إسرائيل / ائتلاف متصدع يواجه امتحانات مصيرية
تايمز أوف إسرائيل – 13/3/2018
حكومة نتنياهو اليمينية تواجه، اليوم الثلاثاء، عددًا من الامتحانات المصيرية، قد تؤدي لانتخابات مبكرة في غضون أشهر قليلة؛ الخطوة التي يصفها المراقبون بأنها “الخيار المفضل كما يبدو لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.
الائتلاف المتصدع قد ينتهي بالدعوة إلى انتخابات، حيث ستصوت اللجنة الوزارية للتشريع على قانون التجنيد المثير للجدل، قبل تصويت محتمل على القانون في الكنيست، يتبعه على الأرجح تصويت على اقتراح لحل البرلمان.
ومن المقرر أن تناقش اللجنة الوزارية للتشريع، ظهر اليوم، مذكرة قدمتها وزيرة الهجرة صوفا لاندفر (إسرائيل بيتنا) تعترض فيها على قرار يسمح للكنيست بالتصويت ضج القانون المثير للجدل.
ويلقى مشروع القانون دعمًا من حزب “يهدوت هتوراه” الذي هدد بالتصويت ضد ميزانية عام 2019 في حال لم يتم تمرير مشروع القانون، فيما هدد وزير المالية موشيه كحلون ردًا على ذلك بسحب حزب “كلنا” من الحكومة إذا لم تتم المصادقة على الميزانية هذا الأسبوع.
وزير الأمن ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان – الذي يعتبر من أشد المعارضين لمشروع القانون، الذي يُنظر إليه بأنه يمنح الحريديم القدرة على التملص من الخدمة العسكرية الإلزامية في البلاد – أكد على أن حزبه سيعارض مشروع القانون، ما أثار تكهنات بأن الانتخابات المبكرة باتت شبه مؤكدة.
وفي حال انسحاب حزب ليبرمان من الإتلاف بسبب مشروع القانون، سيترك الإئتلاف مع أغلبية 61 مقعدًا من أصل 120 في الكنيست، وهو ما سيؤدي على الأرجح إلى انتخابات مبكرة؛ في الوقت الذي صرح فيه نتنياهو مراراً وتكراراً بأنه لن يقود حكومة بأغلبية ضئيلة.
على الرغم من أن ذلك لا يبدو متوقعًا، إذا وافقت اللجنة الوزارية للتشريع على طلب لاندفر لمنع تمرير مشروع القانون، فلن يكون أمام أحزاب الحريديم خيارًا آخر سوى تنفيذ تهديدها والانسحاب من الائتلاف، وفي حال رفضت اللجنة طلبها، سيكون بإمكان الكنيست التصويت في قراءة أولى على مشروع القانون مساء الثلاثاء.
في تعقيد محتمل آخر، وافق رئيس الكنيست يولي ادلشتاين على طلب تقدم به حزبا المعارضة “يوجد مستقبل” و”ميرتس” للسماح بالتصويت على مشروع قانون لحل الكنيست وتحديد موعد للانتخابات، في حال تم طرح مشروع القانون للتصويت عليه في الكنيست.
كما حاول “المعسكر الصهيوني” طرح مشرع قانون لحل الكنيست في وقت سابق الإثنين، لكن طلبه رُفض تماشيًا مع بروتكول يمنع أول تصويت على مشروع قانون جديد في الأسبوع الأخير من دورة الكنيست. الخميس، ستخرج الكنيست في عطلة بعد الدورة الشتوية التي استمرت لأربعة أشهر.
ووفق صحيفة “هآرتس” فإنه على الرغم من مناشدته للحلفاء في ائتلافه خلال خطابه في الكنيست، أمس الإثنين، بالعمل على منع انتخابات مبكرة؛ إلا أن نتنياهو في الواقع يسعى إلى حل الكنيست، ويأمل في الحصول على الأغلبية البرلمانية لفعل ذلك قبل يوم الأربعاء.
وبحسب التقرير، يرغب نتنياهو في تحديد موعد الانتخابات في الـ 26 من يونيو، ويأمل في حشد الدعم من الإئتلاف والمعارضة لخطته.
هذا ولمح قادة أحزاب الائتلاف إلى أن إدارة نتنياهو للأزمة قد يكون الهدف منها الدعوة إلى انتخابات مبكرة كاستفتاء على حكمه، قبل توجيه لوائح اتهام محتملة ضده.
ويخضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتحقيق في عدد من قضايا الفساد، ويواجه توصيات من الشرطة بتقديم لائحتي اتهام ضده في قضيتيْن على الأقل، وفاقم من أزماته القانونية مؤخرًا توقيع اثنيْن من مقربيه سابقًا على اتفاق مع الدولة ليشهدا ضده في قضية ثالثة.
هآرتس / خلطة البقاء
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 13/3/2018
الخلطة السياسية – البقائية التي أعدها رئيس الوزراء مع الاحزاب الاصولية بالنسبة لقانون التجنيد هي لبنة أخرى في سور عدم شرعية حكم بنيامين نتنياهو. فتحت ظل ثقيل من الشبهات والتحقيقات، نجح نتنياهو في استغلال ضعف شركائه الائتلافيين الذين يخافون من الانتخابات المبكرة، ونقل الى مواطني اسرائيل رسالة واضحة: من اجل البقاء كرئيس للوزراء أنا مستعد أيضا لان اجيز قانونا في أساسه تمييزا تاما بين الدم والدم.
مشروع القانون، الذي يعفي تلاميذ المدارس الدينية من التجند للجيش الاسرائيلي، أقر في اللجنة الوزارية لشؤون التشريع واتفق على العمل على طرحه للقراءة العاجلة في الدورة الحالية، وبالمقابل تؤيد الاحزاب الاصولية ميزانية 2019. بكلمات اخرى، وافق نتنياهو على اعفاء الاف الشبان من التجند للجيش الاسرائيلي، على أن يتمكن من مواصلة ولايته كرئيس للوزراء.
اما حقيقة ان محكمة العدل العليا سبق وأن قررت بان القانون ليس متساويا، بل وحتى المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، ادعى بان الصيغة الحالية “لن تنجح في اختبار محكمة العدل العليا”، فيعدان في نظر كبار رجالات الائتلاف من توافه الامور. يمكن لافيغدور ليبرمان أن يصرخ قدر ما يشاء، ولكنه في نهاية المطاف شريكا في ارتكاب الظلم إذ يبقى في الحكومة. اما موشيه كحلون فقد اعتاد على أن يشكل ورقة التين لتلاعبات نتنياهو، بينما وزيرة العدل، التي يفترض بها أن تدافع عن جهاز القضاء، فتعتقد بان هذه بالاجمال هي مسألة صياغة: “فالصيغة ستنسق مع ليبرمان مثلما طلب وستغير بموافقة وزارة العدل والدفاع. سيتم العمل على القانون كما ينبغي، بشكل جدي”.
ولكن لو كانت الحكومة الحالية تعمل بشكل جدي، لكانت أوضحت للجمهور – بالاقوال وبالاساس بالتشريع – بان قانون التجنيد ليس متساويا ولهذا فهو غير شرعي. لا يوجد ما يدعو لان يعرض شاب علماني حياته للخطر في الجيش، بينما يحظى شاب في المدرسة الدينية بالاعفاء. اذا كانت الدولة تريد ان تعفي الشبان من الخدمة، فلتفعل هذا ايضا مع طلاب العلوم الانسانية أو الهندسة، وبالتأكيد مع رافضي التجنيد الضميريين الذين يصلون الى السجن.
والاخطر من هذا، فان قانون التجنيد يفترض أن يعتمد على القانون الاساس لتعلم التوراة، الذي يضع قيمة تعلم التوراة فوق قيمة المساواة، ويفترض أن يمنع في المستقبل محكمة العدل العليا من شطب قانون التجنيد. عمليا، أطفأ نتنياهو حريقا واحدا (قانون التجنيد) من خلال تعهد لاشتعال عام (القانون الاساس تعلم التوراة) لاحقا. أما مسألة التجند للجيش الاسرائيلي فهو مصيري في المجتمع الاسرائيلي. فبدلا من اجراء نقاش معمق وموضوعي في الموضوع، يفضل رئيس الوزراء مرة اخرى الانشغال بحسابات الكلفة – المنفعة السياسية خاصته. اما مصلحة الدولة فمرة اخرى يضحى بها في صالح بقائه والجمهور العلماني سيواصل دفع الثمن.