ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 2– 3 – 2018

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 2– 3 – 2018
يديعوت احرونوت :
– أمام المحققين – الزوجان نتنياهو.
– يصنع التاريخ – سلام سيدي الامير – الامير وليام سيكون المندوب الاول للاسرة المالكة الذي يزور اسرائيل رسميا.
– جائزة اسرائيل للمراسل الحربي رون بن يشاي.
– يتجندون لمنع الازمة.
– في الائتلاف يحاولون الموافقة على صيغة مشروع القانون وموعد التصويت.
– “شيطان” بوتين.
– الرئيس الروسي يعرض امس صاروخا نوويا جديدا غير قابل للاعتراض.
معاريف/الاسبوع :
– الشرطة تطلب: مواجهة بين نتنياهو وفلبر.
– باقرار المستشار القانوني: الشرطة تفحص علاقات لبيد وميلتشن.
– في الليكود يحذرون: أزمة التجنيد ستؤدي الى تقديم موعد الانتخابات.
– احترام تاريخي: الامير وليام يزور البلاد.
– روسيا تطور صاروخا نوويا غير قابل للاعتراض.
– من تحت أنف نصرالله – محاولة اغتيال تمنع حماس من جمع الصواريخ في جنوب لبنان.
هآرتس :
– “خدعونا”: مراسل “هآرتس” الى اوغندا يكشف كذبة اسرائيل عن الابعاد.
– ملف رشوة ثالث: رئيس الوزراء وعقيلته يخضعان للتحقيق اليوم في القضية الاخطر.
– الجنود يهاجمون في ايلات بالعصي صحافيين منعا لتغطية اعلامية – بامر من قادتهم.
– الامير وليام يصل الى اسرائيل في الصيف.
– أزمة التجنيد: في الليكود يستصعبون بلورة حل وسط.
اسرائيل اليوم :
– هذا الصباح: التحقيق مع نتنياهو في منزله، وعقيلته سارة تشهد في لاهف.
– شعب اسرائيل يحتفل في عيد البوريم – المساخر.
– أزمة التجنيد تحتدم: “لا نعرف كيف ستنتهي، قد نصل الى الانتخابات.
– ازدواجية اوروبية: شجبوا الاعتراف بالقدس ويستخدمون فيها ممثلية من أجل الفلسطينيين.
– قادة السجن: “ازاريا يستحق الافراج المبكر”.
القناة 14 العبرية :
-رئيس الوزراء نتنياهو يخضع للتحقيق في مقر ديوانه اليوم، بقضية بيزك والغواصات.
-ساراه نتنياهو ستقدم افادة للشرطة في قضية بيزك -4000 بمقر وحدة لاهف.
-لواء جولاني في الجيش الإسرائيلي يحتفل اليوم بمرور 70 سنة على تأسيسه.
القناة 2 العبرية :
-تقديرات: الشرطة الإسرائيلية ستواجه نتنياهو بشهادات واعترافات شلومو فليبر.
– المزارعون في إسرائيل يطالبون بالسماح لهم بزراعة نبته القنب، لأغراض طبية.
-حالة الطقس: ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة اليوم وغدا وبعد غد.
القناة 7 العبرية :
-فشل المباحثات بين الوفد البولندي والخارجية الإسرائيلية حول أزمة قانون المحرقة.
-استطلاع داخلي في حزب الليكود: الحزب سيحصل على 36 مقعد في الانتخابات القادمة.
-دخول سيارة إسرائيلية بالخطأ إلى قرية حزما بالضفة الغربية، وخروجها من هناك بسلام .
والا العبري :
– عملية تفجير انتحارية بالقرب من العاصمة الامريكية في العاصمة الأفغانستانية كابول.
– آفي جباي: الاحزاب الدينية تدرك ان نتنياهو ضعيف، وتقوم باستغلاله.
– اسرائيل وثقت تدريبات عسكرية لبعض نشطاء داعش بالقرب من الحدود السورية.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 2– 3 – 2018
اسرائيل اليوم / ازدواجية اوروبية: شجبوا الاعتراف بالقدس ويستخدمون فيها ممثلية من أجل الفلسطينيين
اسرائيل اليوم – بقلم يوري يلون – 2/3/2018
​أخلاق دبلوماسية مشتركة: تستخدم الدول الاوروبية ممثليات دبلوماسية في القدس كممثليات عنها في السلطة الفلسطينية، بخلاف قرار الامم المتحدة الذي شجب الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائيل، والذي تؤيده تلك الدول.
​يتضمن القرار بندا يحظر اقامة ممثليات دبلوماسية في القدس، غير ان ثماني دول أيدت القرار تستخدم في القدس قنصليات وتنتهك بذلك قرار الامم المتحدة. في السفارة المسيحية الدولية يقفون ضد سلوك الدول ويطالبونها: “اغلقوا القنصلية، أو انقلوا سفارتكم من تل أبيب الى القدس. هذا سلوك مزدوج وغير نزيه من الاسرة الدولية تجاه اسرائيل والقدس”.
​وكما يذكر، فان الجمعية العمومية للامم المتحدة بحثت مؤخرا قرار شجب لبيان الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل. القرار الذي اجيز باغلبية 128 دولة تضمن بندا يدعو دول العالم الى الامتناع عن اقامة ممثليات دبلوماسية في القدس. ورغم ذلك، فان دول بريطانيا، فرنسا، السويد، ايطاليا، اسبانيا، بلجيكيا، اليونان وتركيا ايضا، والتي ايدت قرار الامم المتحدة، لها في المدينة قنصليات تعمل كممثليات للسلطة الفلسطينية. في السفارة المسيحية الدولية في القدس، المنظمة المسيحية الصهيونية الاكبر في العالم، يقفون ضد ما يبدو كازدواجية اخلاقية دبلوماسية من تلك الدول. واشار رئيس السفارة المسيحية د.يورغن بولر، في رسالة بعث بها الى زعماء الدول الثمانية الى أن “هذا خرق لقرار الامم المتحدة وللمعاملة النزيهة تجاه اسرائيل”.​
يديعوت / كعمق التحقيق، عمق الاعتراف
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 2/3/2018
​في 13 اذار 1996 انعقد في شرم الشيخ مؤتمر قمة. وكان المخرج الرئيس الامريكي بيل كلينتون. موجة الارهاب الحماسي التي بدأت في كانون الثاني وبلغت ذروتها في شباط هددت فرص بيرس للفوز على نتنياهو في الانتخابات بعد شهرين من ذلك. كلينتون اراد جدا ان ينتخب بيرس واستثمر كثيرا في المفاوضات مع الفلسطينيين ولم يرغب في أن يضيع استثماره هباء. فقد اعتقد بان صورة جماعية للزعماء من العالم ومن المنطقة، مع بيرس في مركزها ستحدث التغيير. بل وقام بزيارة الى اسرائيل في اطار المهامة ذاتها. امريكا، التي تشكو بمرارة من التدخلات الاجنبية في الانتخابات عندها لم تتردد ابدا بالتدخل في انتخابات الاخرين.
​كنت هناك. لم يكن تقدم نحو السلام. ولكن الصورة كانت مثيرة للانطباع. اما ما حصل في الانتخابات فكلنا نعرفه.
في الاسبوع القادم سيهبط نتنياهو في واشنطن وسيكون الاحتفال عظيما. كلينتون تحدث باعجاب عن رابين؛ بوش الثاني توصل الى علاقات ثقة عميقة، حميمية، مع اولمرت؛ العلاقة بين ترامب ونتنياهو حملت طابعا آخر. اثنان يركبان ذات الموجة السياسية، كلاهما يتحدثان باسم الفكر ذاته. توجد بينهما اخوة الخاضعين للتحقيق واحساسا مشتركا للضحية. اما الاعداء، بعضهم حقيقيون، بعضهم وهميون، فهم ذات الاعداء. نتنياهو بحاجة لترامب كي يدافع عن نفسه ضد التحقيقات في الداخل. ترامب بحاجة لنتنياهو كي يثبت بان سياسته الخارجية تعطي ثمارا – توجد دولة غربية واحدة معجبة به. ونتنياهو سيوفر له هذا الاعجاب بوفرة.
​سيذكر نتنياهو موفدي مؤتمر اللوبي اليهودي بان ترامب، هو وليس اسلافه، قرر نتنياهو السفارة الامريكية الى القدس. والتصفيق سيستمر لدقائق طويلة. هذا جيد لترامب وجيد لنتنياهو. السفارة كان ينبغي نقلها قبل 1967. ما أعاق النقل كان الوهن الدبلوماسي لرؤساء سابقين وسلم أولويات حكومية إسرائيلية في مداولاتها مع واشنطن. فالقرار أزال مشكلة وخلق مشكلة أخرى. في غربي القدس ستكون من الان فصاعدا سفارتان امريكيتان، واحدة لإسرائيل وأخرى، منفصلة، لفلسطين.
​لم يكن أي شيء صدفة في قرار تسريع النقل والصاقه، بشكل رمزي على الأقل لاحتفالات السبعين للدولة. كعمق التحقيق، عمق الاعتراف. سفير اسرائيل في واشنطن، رون ديرمر، يطلب، والبيت الأبيض يستجيب. وهذه العلاقات ستستمر حتى لو اضطر جارد كوشنير، صهر ترامب اليهودي، الى الرحيل. فقد ادعت صحيفة “واشنطن بوست” هذا الأسبوع بان أربع دول اجنبية شجعت كوشنير على خدمة مصالحها في الإدارة: الصين، اتحاد الامارات، المكسيك استغلت المصاعب التي علقت فيها مصالحه التجارية الخاصة؛ وإسرائيل استغلت جهله في مواضيع المنطقة. لم يكن مفر من تخفيض مستوى التصنيف الأمني له وهكذا افرغت مناصبه من محتواها.
​الثلاثة يعيشون في ظل التحقيقات. وحسب كل المؤشرات، فاول من سيسقط يكون كوشنير.
معاريف / الجبهة الشمالية لحماس
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 2/3/2018
قبل نحو شهر ونصف، يوم الاحد 14 كانون الثاني، دخل محمد ابو حمزة حمدان الى سيارة الـبي.ام.فيه الفضيه في مدينة صيدا في جنوب لبنان، في غضون ثوانٍ وقع انفجار هائل في الشارع. وتحطمت السيارة وتضررت منازل في المحيط من شدة الانفجار. يمكن التقدير بان المادة المتفجرة التي تقدر بنصف كيلو غرام أعدها مهنيون. ولحظه تمكن حمدان من فتح الباب والخروج، فنجا بحياته. بداية علم أنه اصيب بجراح طفيفة ولكن قيل لاحقا ان الاطباء اضطروا الى قطع ساقه.
أفادت وسائل الاعلام في لبنان بانه في اثناء الانفجار حلقت طائرات لسلاح الجو ونسبت محاولة الاغتيال للموساد. كان هناك من ادعوا بان حمدان كان ضحية لان شقيقه اسامة هو من كبار رجالات حماس وممثل المنظمة في لبنان منذ سنوات طويلة. وكان تلفزيون حزب الله “المنار” هو الذي كشف النقاب عن أنه تبوأ منصبا كبيرا هاما في حماس، وكان ملاحقا من اسرائيل.
بعد بضعة ايام من محاولة الاغتيال ادعى وزير الدفاع ليبرمان بان حماس التي لا تريد مهاجمة اسرائيل من غزة خوفا من رد فعلها الشديد ورغم جهودها المتواصلة تجد صعوبة في العمل من الضفة الغربية، تسعى لاقامة خط مواجهة جديد في جنوب لبنان. وعلى هذه الخلفية قالت محافل استخبارية غربية لـ “معاريف” ان حمدان كان المسؤول عن هذه الخطة ومن قرر اغتياله اراد تشويش مساعيه.
يمكن ان نسمي الخطة “الجبهة الشمالية” لحماس. فقد حاولت المنظمة ان تقيم في جنوب لبنان منطقة فيها تجمع فلسطيني كبير ولا سيما في مخيمات اللاجئين في صور وصيدا، بنية تحتية للهجمات ضد اسرائيل. وقبل نحو نصف سنة كشف رئيس المخابرات نداف ارغمان للوزراء في جلسة الحكومة عن تنظيم حماس في لبنان لخطتها لاقامة موقع لها في الدولة. وفي مركز الخطة محاولة تخزين كمية كبيرة من الصواريخ واطلاقها في يوم الامر نحو اسرائيل. وكان الهدف مزدوجا: اذا ما وعندما تندلع حرب اخرى بين اسرائيل وحماس في غزة، سيكون بوسع المنظمة اطلاق صواريخ من الحدود الشمالية وهكذا تتحدى اسرائيل بفتح جبهة ثانية.
ولكن من خلف الخطة اختبأت فكرة لامعة وجريئة اكثر: في المنظمة أملوا بانه من خلال اطلاق الصواريخ من لبنان سيورطون ايضا حزب الله ويجروه الى الحرب. وحسب مصادر الاستخبارات الغربية، فقد اقامت حماس بنيتها التحتية دون علم حزب الله وفي ظل الجهود لاخفائها عنه. ظاهرا هذا غير معقول: حزب الله يتعاون مع حماس، ورغم كونها منظمة سنية من اصل حركة الاخوان المسلمين، يرى فيها حليفا “للمقاومة” ويشجعها على العمل ضد اسرائيل. يتعامل حزب الله مع حماس في لبنان بكرم الضيافة ويتعاطى معها كأخ كبير يحتاج أخوه الصغير للمساعدة.
فضلا عن ذلك، يرى حزب الله نفسه “رب بيت” في لبنان، ويدعي بانه يعرف كل ما يحصل في الدولة، وبالتأكيد في جنوبها. ولغرض تحصيل المعلومات لا يعتمد فقط على أجهزة الامن اللبنانية، التي له فيها أيضا تواجد هام وعملاء يعملون في صالحه. وأقام لهذا الهدف أجهزة استخبارات وامن مستقلة للتجسس الداخلي يستخدم عملاء، يتنصتون على المكالمات الهاتفية ويقتحمون الحواسيب، وكل هذا كي لا يتفاجأ بنشاط يجري في لبنان ولا يعرفه التنظيم الشيعي مسبقا.
ومع ذلك، وحسب محافل في الاستخبارات الغربية التي تحدثنا معها، في هذه الحالة نجحت حماس في تضليل حزب الله واخفاء خطواتها عنه. وحسب هذه المصادر، فان خطة حماس السرية في لبنان لم تنكشف الا في اعقاب محاولة الاغتيال لحمدان.
في أعقاب الانفجار، شرع جهاز الامن الداخلي في حزب الله بالتحقيق، ومع انه توصل الى الاستنتاج بان إسرائيل تقف خلف محاولة الاغتيال، اكتشف الخطة السرية لحماس. وبأقل تقدير فان حزب الله لم يستطب ما حصل من تحت أنفه. وفهموا في التنظيم بان الهدف النهائي لحماس كان جرهم لحرب ضد إسرائيل. في حماس خططوا بانه عندما تبدأ جولة حربية جديدة في غزة، فان الشبكة السرية في لبنان ستطلق الصواريخ نحو شمال إسرائيل. واعتقدوا في حماس بان إسرائيل لن تعرف عن تنظيمهم في لبنان وستعتقد بان حزب الله هو الذي يقف خلف اطلاق الصواريخ فترد بشدة ضد اهداف للتنظيم الشيعي. وحسب السيناريو الذي رسمته حماس، لن يتمكن حزب الله من الجلوس مكتوف الايدي وسيرد بالتالي فتتحول الحدود اللبنانية الى جبهة أخرى أكبر وأشد بالنسبة لإسرائيل. بكلمات أخرى، حاولت حماس ان تفعل لحزب الله ما تفعله المنظمات السلفية الصغيرة لها في غزة: اطلاق الصواريخ نحو إسرائيل لاثارة الاستفزاز، لتصعيد الوضع والتدهور به حتى الحرب.
مهامة العاروري
​بعد ان كشف حزب الله لعبة حماس المزدوجة – من جهة التنسيق والتعاون والامتنان على الاستضافة، ومن جهة أخرى محاولة الخداع – جرت محادثات قاسية وشديدة بين الطرفين. وأوضح قادة حزب الله، بمن فيهم الأمين العام حسن نصرالله لزعماء حماس بانهم لن يحتملوا مسا آخر بمكانتهم، وان كل خطة عمل ضد إسرائيل من لبنان يجب أن تلقى مصادقتهم مسبقا. واطلع حزب الله الجنرال قاسم سليمان، قائد قوة القدس الإيرانية المسؤول عن إدارة العمليات الإرهابية الخاصة والحرب والعمليات من خارج حدود ايران على المحادثات التي اجراها مع حماس.
​ومنذ ذلك الحين تحاول الأطراف الثلاثة المصالحة وإعادة التعاون الى المستوى الذي كان عليه من قبل بل وتعميقه. وفي الفترة الأخيرة، وعلى خلفية أزمة حماس في غزة وعزلتها الدولية، ولا سيما حيال مصر، فانها تحاول تعزيز علاقاتها مع ايران كي تزيد هذه المساعدة المالية لتسلحها.
​من يجري الاتصالات مع حزب الله هو صالح العاروري، اليوم رقم 2 في حماس بعد إسماعيل هنية، ويتبوأ منصب نائب رئيس المكتب السياسي للمنظمة. وكان العاروري اعتقل في التسعينيات وقضى محكومية طويلة ولكنه حتى بعد أن تحرر من السجن واصل العمل على تشكيل خلايا إرهابية لحماس والتخطيط لعمليات.
​وكانت خلية بقيادة العاروري اختطفت وقتلت في حزيران 2014 التلاميذ الثلاثة في غوش عصيون، العملية التي أدت الى حملة “الجرف الصامد”. ومع أن حماس نفت في البداية مسؤوليتها عن العملية، الا ان العاروري في خطاب له في تركيا اعترف بان منظمته هي المسؤولة عنها. ولاحقا اكتشفت المخابرات الإسرائيلية تنظيما واسعا في الضفة يقف العاروري خلفه فاعتقل عشرات النشطاء وعثر على أسلحة وأموال هربت من الأردن. وكانت المخابرات الإسرائيلية في حينه قالت ان حماس كانت تخطط لانقلاب عسكري في السلطة الفلسطينية للسيطرة على الضفة مثلما فعلت في غزة في 2007.
​بضغط من إسرائيل، وكجزء من المفاوضات على اتفاق المصالحة الذي وقع في صيف 2015، أبعدت تركيا العاروري منها. فانتقل الى قطر ولكنه ابعد أيضا من هناك بضغط إسرائيلي – امريكي ووجد له ملجأ في لبنان حيث اقام قيادته. بل انه شارك في محادثات المصالحة التي جرت في القاهرة مع السلطة الفلسطينية برعاية المخابرات المصرية.
​الاغتيال
​اذا كانت إسرائيل بالفعل تقف خلف محاولة التصفية في جنوب لبنان فان هذه لا بد ستكون من مهامة الموساد حسب تقسيم العمل الداخلي في إسرائيل. وحتى لو كانت الموساد تبعث لمهامها بمقاتليها وحتى لو كانت تعتمد على العملاء والمعاونين، فانها في معظم عملياتها في الخارج تستخدم القدرات الاستخبارية والعملياتية لوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية. بل وتستعين أيضا بالشاباك والمخابرات اذا احتاجت الى ذلك، فما بالك ان الشاباك مسؤولة عن احباط الإرهاب، وحماس هي هدف مركزي لنشاطها.
​وبالفعل، وحسب المنشورات في لبنان، يمكن ان تلاحظ في عملية الاغتيال لمحمد حمدان أنماط عمل تتميز بها الموساد. فقد تبين من التحقيق في الحدث كما أفادت صحيفة الاخبار اللبنانية المتماثلة مع حماس بان “ضابطين إسرائيليين”، رجل وامرأة، نفذا العملية.
​وحسب التقرير، فان المرأة هي التي زرعت العبوة الناسفة في سيارة حمدان، والرجل هو الذي شغلها. وبعد ذلك غادر الاثنان لبنان بجوازات سفر جورجية، سويدية وعراقية. وأشارت الصحيفة الى ان المخابرات اللبنانية، كشفت عن صورهما وعن وثائق تعود لهما، ولكن بالطبع لم ينشر عن ذلك أي اثبات او مستندات.
​وبين الجهود التي بذلها اللبنانيون كانت أيضا محاولات للكشف عن العملاء المحليين الذين تعاونوا مع “الإسرائيليين”. احدهم هو محمد ح. الذي هرب الى تركيا بعد محاولة التصفية، حيث اعتقلته قوات الامن المحلية، وذلك في اعقاب مكالمة هاتفية لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، ورئيس المخابرات التركية حوكان فيدان.
​وحسب الصحيفة فانه ظهر في التحقيق عميل آخر، محمد ب. الذي كان عميلا للمخابرات الإسرائيلية لخمس سنوات، لاحق حمدان سبعة اشهر، استأجر مخزنا قرب منزل حمدان ونصب كاميرات لمتابعة اعماله. وحسب مصادر استخبارية في لبنان، فان الاستخبارات الإسرائيلية أفرغت محتويات المخزن قبل محاولة الاغتيال.
​وحسب نتائج التحقيق، فعشية محاولة الاغتيال رافق محمد ب. الضابطة الإسرائيلية الى بيروت، ومن هناك واصلت رحلتها الى قطر ومنها الى مقصد غير معروف. وفي الغداة انتظر محمد ب. مع الرجل الإسرائيلي بجوار سيارة حمدان كي يشغلا العبوة. وحسب مصادر استخبارية في لبنان، فان الإسرائيلي الذي حمل جنسية عراقية – سويدية، سافر جوا بعد العملية الى فرنسا.
​اذا كانت الموساد هي بالفعل التي تقف خلف العملية، فيجدر بالذكر انه عندما تسلم يوسي كوهن منصبه قبل 26 شهرا اعرب عن رغبته بان يجعل جهازه “عملياتيا اكثر” مما يعني انه سيقوم بعمليات تصفية. في كانون الأول 2016 صفي في تونس المهندس محمد الزواني، الذي عمل على تطوير طائرات غير مأهولة وغواصات صغيرة لحماس. وهذه العملية أيضا نسبت للموساد.
​وبتقدير مصادر غربية، حتى لو لم تنجح محاولة الاغتيال فقد وصلت الرسالة، فما بالك ان الحدث ادخل الى الصورة حزب الله، الذي اكتشف ما اكتشفه، وبخ حماس وادى الى تفكيك في البنية التحتية. وهكذا شطب، حاليا على الأقل، حلم الجبهة الشمالية لحماس.
هآرتس / الجنود هاجموا بالعصي صحافيين لمنع تغطية اعلامية – بأوامر من قادتهم
هآرتس – بقلم عميره هاس – 2/3/2018
​الجنود هاجموا صحافيين فلسطينيين بالعصي واعتقلوهم حسب تعليمات قادتهم، بهدف واضح وهو التشويش على تغطية الاحتجاجات الاسبوعية في كفر قدوم في الضفة الغربية. هذا ما يتبين من ملف تحقيق الشرطة الذي وصل لـ “هآرتس”. حسب ما جاء في التحقيق والذي تناول مهاجمة صحافيين التي حدثت في القرية في آب 2012 فان التعليمات جاءت في اطار تشديد سياسة التعامل مع المظاهرات “الممنهجة” حسب تعريف الجيش.
​في تلك المهاجمة كسر احد الجنود بعصا يد مصور وكالة الانباء الفرنسية جعفر اشتية، عندما حاول حماية وجهه من الضرب. مصور آخر على الاقل اصيب بيديه وساقيه بضرب الجنود، وعدد من الكاميرات كسر.
​في الوقت الذي كان اشتية فيه يتلوى من الالم على الرصيف، احد الجنود قام بركله، صحافيون، باستثناء اشتية تم تكبيلهم، 5 صحافيين، تم توقيفهم نحو ساعتين في مستوطنة كدوميم، وعندما اطلق سراحهم صورهم احد الجنود وقال لهم، حسب شهاداتهم “محظور عليكم المجيء مرة اخرى الى كفر قدوم”.
​الجندي قال لاشتية “اذا رأيتك مرة اخرى في كفر قدوم فسأقوم باعتقالك”. المهاجمة وثقت جزئيا من قبل مصور متطوع من “بتسيلم”، والذي تم فصله عن باقي الصحافيين. في اعقاب طلب نقابة الصحافيين الاجانب اجراء تحقيق.
​عمري، أحد الجنود الثلاثة الذين قاموا بالضرب اعترف في التحقيق بأن “الصحافيين لم يرشقوا الحجارة ولم يكونوا مسلحين ولم يركضوا ولم يشوشوا عمل الجنود ولم يصوروا اعمال الجيش بسرية، بل فقط ساروا في الشارع نحو منطقة المظاهرة”. لقد صادق على أنه في المظاهرات السابقة لم يعتقل صحافيون، هذه المرة قال إن تعليمات قائد الكتيبة كانت اعتقال من يخلون بأوامر قائد المنطقة الوسطى باغلاق المنطقة، وبمن فيهم صحافيون، ومن يقاوم – يضرب بالعصي.
​بعد اكثر من اربع سنوات على الحادث، في تشرين الثاني 2016، كتبت النيابة العامة العسكرية للمحامي ايتي ماك، ممثل اشتية، بأن مشاركين اثنين قدما للمحاكمة الانضباطية. عنار، قائد الفصيل الذي كسر يد اشتية قدم لمحاكمة انضباطية بسبب مخالفة الخروج عن الصلاحيات الى درجة تعريض الحياة أو الصحة للخطر. المقدم رومان غوفمان، الذي كان قائد الكتيبة، تم تقديمه لمحاكمة انضباطية بسبب الخروج على التعليمات بشأن اعتقال مصورين وتوزيع عصي على الجنود الذين لم يتم تدريبهم على استخدامها، هؤلاء الاثنان ادينا ووبخا. في رده على هآرتس قال المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي بأن النيابة العسكرية قررت ايضا انهاء خدمة قائد الفصيل. غوفمان يواصل الخدمة في الجيش الاسرائيلي، وفي هذه الاثناء تمت ترقيته الى رتبة عقيد وهو يخدم الآن كقائد للواء 7. ملف التحقيق قدم مؤخرا للمحامي ماك، الذي قدم باسم الاثنان دعوى مدنية ضد الدولة.
​شهادات متناقضة
​في الشهادات التي قدمت لقسم التحقيق في الشرطة كانت تناقضات بين شهادات قائد اللواء وقائد الكتيبة وممثل الشرطة. قبل المظاهرة تم تشكيل طاقم استخباري للمهمة يضم كل القوى العاملة في الميدان. قائد لواء شومرون في حينه، العقيد يوآف يروم، قال في شهادته في قسم التحقيقات في الشرطة إن الطاقم الاستخباري هو جزء من الاستعداد الخاص لتقديم حلول للمشكلة المتكررة في المنطقة، التي يشارك فيها الشباك (كلمة محيت من التحقيق ع.ه) والذي في الاساس يتعامل مع الفوضويين، الشرطة ضابط قسم الاستخبارات وحرس الحدود وقائد كتيبة الون وأنا ممثل الفرقة، أنا المسؤول عن الطاقم الاستخباري. قائد اللواء يروم قال “توجد لنا رغبة بأن تتم تغطية المظاهرة بمستوى منخفض، لأن المظاهرة تضر بشرعية الجيش والدولة”. ولكنه نفى أنه اصدر تعليمات لقائد الكتيبة غوفمان لاعتقال صحافيين وقال إنه لم يعلم بنيته تسليح جنوده بالعصي.
​غوفمان شهد على عقد جلسة تخطيط جرت قبل المظاهرة مع ممثل الشرطة، نائب المفتش العام رافي، وبتوجيه قائد اللواء. حسب اقواله، نائب المفتش العام أمر باعتقال الصحافيين، اليساريين، الفوضويين الاجانب واسرائيليين وراشقي حجارة. قائد الكتيبة غوفمان سأل في لقاء التخطيط هذا لماذا يجب اعتقال اليساريين والصحافيين. وحسب اقواله، اجابه نائب المفتش العام “بعد جلسة الطاقم هناك نية لتطبيق أمر منطقة عسكرية مغلقة على هذه المجموعات”. واضاف نائب المفتش العام أن هذه الجهات تزيد قوة المظاهرة”. غوفمان قال للمحقق الذي حقق معه في الشرطة العسكرية “لقد تلقيت اقواله كواقع، من جهتي هو ممثل الطاقم الاستخباري للمهمة”. الجنود الذين قاموا بضرب واعتقال الصحافيين شهدوا أن الامر تم حسب تعليمات قائد الكتيبة. خلافا لاقوال غوفمان فان نائب المفتش العام للشرطة رافي قال في شهادته إنه اصدر تعليمات لتوقيف اجانب وفحص اذا ما كانوا صحافيين، لكنه لم يصدر تعليمات لاعتقال صحافيين فلسطينيين. وقال رافي “لقد اتخذ قرار في قسم العمليات حسب توجيهات وزير الامن الداخلي لتفيذ نشاطات عملية يتم فيها اعتقال نشطاء اليسار والفوضويين الاجانب الذين يؤججون المشاعر. هذا القرار اتخذ في مستوى قائد فرقة يهودا والسامرة”.
​قائد اللواء يروم قال في شهادته “أنا لا أغلق منطقة لمنع تغطية صحفية، فقط اذا كان وجود وسائل الاعلام يعرض القوات للخطر، أطلب منهم أن يصوروا ويغطوا اعلاميا في مكان آخر. القرار هو بصورة دائمة أنه مسموح التصوير، والطاقم الاستخباري للمهمة لم يغير هذا القرار”. عندما شاهد فيلم “بتسيلم” قال “ما اشاهده ليس الاستخدام المسموح للعصي، وحسب الفيلم يمكنني القول إن الجنود لم يتصرفوا حسب القواعد، لكنهم تصرفوا ضمن الاطار الذي حدده قائدهم”. وقال لو أن قائد الكتيبة غوفمان طلب منه ذلك، فانه كان سيصادق على استخدام العصي. واضاف “على كل الاحوال، مجرد وجود العصي هو اشكالي لأنه في النهاية يؤدي الى اتخاذ قرار باستخدامها”.
قائد السرية عنار قال مرات كثيرة في تحقيقات الشرطة إنه قبل المظاهرة نفسها ان قائد الكتيبة غوفمان أمر باعتقال صحافيين. في احدى المرات قال إن ذلك كان “توجيه لقادتي”، واضاف “كعبرة من مظاهرات سابقة كانت محاولات لمنع مشاركة صحافيين”. عن سؤال هل الصحافيين شوشوا عمل الجنود اثناء القيام بوظيفتهم قال “لا، هم فقط تواجدوا في المنطقة العسكرية المغلقة”. جندي باسم يوسي قال في بداية التحقيق معه إنه ركض باتجاه صحافي رشق الحجارة، “طلبت منه الجلوس”. بعد ذلك قال إن الصحافي أمسك حجر بيده، عندها قال “اعتقد أنني رأيته مع حجر”.
​تغيير في السياسات
​الصحافيون ساروا في مجموعة في قرية كفر قدوم مبتعدين عن المنطقة التي جرت فيها المظاهرة الاسبوعية ضد اغلاق الشارع الذي يؤدي الى نابلس، بسبب توسع مستوطنة كدوميم. سكان القرية ومؤيدوهم بدأوا في التظاهر قبل سنة، والمظاهرات الثابتة تواصلت حتى اليوم. حسب فيلم “بتسيلم” القصير، في اللحظة التي سار فيها الصحافيون لم تكن أي مواجهة مع الجيش. جيبان عسكريان مصفحان سارا في الشارع في الاتجاه المعاكس للصحافيين، توقفا. ثلاثة جنود نزلوا، من بينهم قائد الفصيل، واقتربوا من الصحافيين الذين كان مكتوب على سترهم “صحافي”، وبدأوا بمهاجمتهم بالعصي.
​في 30 آب 2012، بعد ايام من تحقيقات قائد الكتيبة، النقيب عميحاي، قدر قائد قسم التحقيقات في الشرطة أنه لا يوجد اساس جنائي في سلوك الجنود “لا يوجد أي عيب في تصرفهم لأنهم اعطوا تعليمات بتنفيذ اعتقالات للصحافيين حسب الحاجة، اذا وجدت معارضة، وأن يتم ضربهم بالعصي على الجهة الخارجية من الفخذ”. في البداية كتب للمسؤولين عنه، الامر يبدو غريبا، “لأن سياسة الجيش الاسرائيلي هي عدم ضرب/ اعتقال الصحافيين و/أو نشطاء اليسار الذين يأتون للمظاهرات التي يبدو أنها شرعية”. كما كتب عميحاي “عندما وصلنا الى قائد الكتيبة اكتشفنا عدة امور هامة. أولا، قائد الكتيبة وبواسطة تقدير وضع تم القيام به من قبل قائد اللواء، تلقى تعليمات بلقاء ممثل شرطة اسرائيل استعدادا للمظاهرة آنفة الذكر، وتنسيق التوقعات معه استعدادا لها. على هامش هذه الاقوال، قال قائد الكتيبة، أبلغه الاخير بأنه حدث تغيير في سياسة الجيش الاسرائيلي بالنسبة للتعامل مع المظاهرات الممنهجة هذه…”. قائد الكتيبة ايضا قال “لقد اعطيت تعليمات من قبل ممثل شرطة اسرائيل لتوجيه جنوده لتنفيذ اعتقال لكل صحافي/ نشيط يساري – فوضوي يتواجد هناك ويتواجد في المنطقة العسكرية المغلقة…”
​اضافة الى المعلومات التي اعطاها المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي عن ابعاد قائد الفصيل عنار من الخدمة العسكرية، كتب في رده لهآرتس بأن العصي اعطيت لعدد من الجنود بهدف تقليص استخدام وسائل ذات امكانية كامنة قاتلة، “الى جانب فرض قيود على استخدامها. مع ذلك في نهاية المطاف تم استخدام قوة زائدة عن المطلوب اثناء الاعتقال والتي كانت مخالفة لتعليمات اعتقال صحافيين. الادعاء الذي يقول إنه اعطيت تعليمات من قبل الطاقم الاستخباري لاعتقال صحافيين لم يتم اثباتها في التحقيق. الجيش الاسرائيلي يحترم حرية الصحافة في مناطق يهودا والسامرة، ولكن ليس هناك اساس للادعاء بأن الجنود يعملون على منع الصحافيين من تأدية وظيفتهم”.
​”مادا”، وهي مؤسسة فلسطينية مستقلة من اجل حرية الصحافة تجمل شهريا الاضرار في حرية الصحافة سواء من جانب السلطات الاسرائيلية أو السلطات الفلسطينية. في التقرير السنوي للعام 2017 الذي نشر في بداية شباط قامت باحصاء 139 مهاجمة جسدية لجنود ضد صحافيين فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس. المهاجمات تشمل اطلاق الرصاص المعدني المغطى بالمطاط، الغاز المسيل للدموع، واطلاق قنابل الصوت والضرب بالعصي. كذلك يورد التقرير 38 حالة منعت فيها القوات الاسرائيلية التغطية الصحافية، و30 حالة صودرت فيها معدات، و16 حالة تم فيها تخريب المعدات والسيارات، و39 حالة تم فيها اعتقال لمدة قصيرة، اضافة الى اعتقال طويل وابعاد من القدس وانواع اخرى من المس بالصحافيين الفلسطينيين وعملهم. في الاجمال تم اعداد 376 حالة مست فيها السلطات الاسرائيلية في العام 2017 بحرية الصحافيين الفلسطينيين.
إسرائيل اليوم / المدينة المقسمة
إسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – 2/3/2018
​انشغل الكثير من الناس في محاولة لايجاد السبيل لاكل الكعكة وابقائها كاملة. وها هي، في القدس بالذات وجد المحل المزعوم. كراس فاخر وصل الى طاولتي يشرح كيف التخلص من “خطر” تصويت عرب شرقي القدس في انتخابات البلدية، وابقاؤهم مع ذلك تحت سيادة اسرائيلية. فقد نشر المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية اقتراح نداف شرغاي اخراج الاحياء الفلسطينية في شمال المدينة من المساحة البلدية لعاصمتنا، واقامة مجلسين محليين جديدين لهم. واضع الاقتراح هو احد الاشخاص الاكثر خبرة في موضوع القدس، ومن كتب عنها كتبا ومقالات هامة.
​المشكلة معروفة. في عهد النشوة في اعقاب حرب الايام الستة قررت حكومة الوحدة الوطنية ان تضم الى القدس الغربية تلك الشرقية. ولم تكتفي الحكومة بضم القدس الاردنية الصغيرة، التي كانت مساحتها اقل من 7 كيلو متر مربع، وضمت ايضا 28 قرية عربية مجاورة للمدينة، انطلاقا مما بدا للضامين كـ “نظرة بعيدة المدى”. ولعشرات الاف الفلسطينيين الذين سكنوا في القدس الموسعة منحت اقامة اسرائيلية كاملة، وامكانية التجنس في اسرائيل (قلة حققوا هذا التجنس). وكنتيجة لذلك منحوا الحق في التصويت في الانتخابات في البلدية لرئاسة البلدية ولمجلسها. غير أنهم لم يدرجوا على تحقيق هذا الحق كي لا يعبر ذلك عن تسليم منهم بالاحتلال وبالضم. واذا كان الفلسطينيون يشكلون 26 في المئة من سكان القدس في 1967، فانهم يشكلون اليوم 41 في المئة من القدس الموحدة.
​ماذا سيحصل اذا ما قرر الفلسطينيون في 30 تشرين الاول المشاركة في انتخابات البلدية؟ معقول الافتراض بان الكتلة الفلسطينية في مجلس البلدية ستكون الاكبر، وستصر على حقوق سكان الاحياء في شرقي المدينة، التي توجد في وضع مخجل، بسبب تجاهل معيلي البلدية.
​من يريد منع دولة ثنائية القومية او عاصمة ثنائية القومية، يقترح مخططات تقسيم بين اسرائيل وبين دولة فلسطينية مستقبلية، عاصمتها شرقي القدس. ولكن من يتمسك بمبدأ “ولا شبر” وليس مستعدا لان يمنح الفلسطينيين حقوقا – يتخيل حكما ذاتيا فلسطينيا تحت رعاية اسرائيلية، او فلسطينيين يعيشون في القدس ويوجدون تحت سيادة اسرائيلية، في احياء توجد في اطار بلدية منفصلة.
​وهكذا اخترعت الطريقة الجديدة: السكان الفلسطينيون في شرقي القدس يبقون في بيوتهم، ولكن بدلا من أن يعيشوا في “مدينة موحدة”، سيعيشون من الان فصاعدا في بلديتين جديدتين، وان شاءوا، فسيصوتون لممثليهم البلديين.
​يتحدث شرغاي في صالح الفكرة (التي تبناها زئيف الكين، والمسؤول عن القدس من جانب الحكومة)، بان هكذا سيتمكن الفلسطينيون (الذين يواصلون التمتع بحقوق الاقامة في اسرائيل) من ادارة شؤونهم دون أن يكونوا متعلقين بسخاء الاغلبية اليهودية في المدينة، بينما الطرف اليهودي يمكنه أن يتحرر من الخوف من أن تصبح العاصمة عربية. وماذا اذا لم يقبل الفلسطينيون بالحل؟ عندها، كما يكتب شرغاي، سيعين وزير الداخلية لهم لجنة، فيأتي الخلاص لصهيون.
​هل فهمتم هذا؟ بطريقة “الادعاء” يواصل سكان شمال – شرقي القدس ليكونوا مقيمين اسرائيليين، لن يكونوا اصحاب حق تصويت في القدس، واذا لم يرغبوا في أن يحققوا حقهم في التصويت في المدينة الجديدة التي ستقام لهم، فسيدير لهم حياتهم من يعينهم الوزير درعي.
​شرغاي لم يخترع شيئا. ففي العام 1959 اقامت الاقلية البيضاء في جنوب افريقيا عشر مناطق حكم ذاتي سميت “دولا” للاغلبية السوداء، التي كانت أكبر منها بخمسة اضعاف تقريبا، وكانت الاغلبية السوداء لا يحق لها الانتخابات الا في مناطق الحكم الذاتي الخاصة بها. وكانت هذه بائسة، وواصل اغلبية السود السكن في احياء المدن الكبرى، بلا حقوق. في 1994، الغيت كل “الدول” العشرة، واصبحت جنوب افريقيا دولة واحدة، بحكم الاغلبية السوداء. اقترح على شرغاي والكين الا يحملانا الى هناك. عندما تؤكل الكعكة، فانها تختفي من الصحن.
هآرتس / اسرائيل تكتشف عملاء جدد في المنطقة: اليونان والدول السنية
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 2/3/2018
​في ظل مسلسل الصابون الطويل المسمى التحقيقات مع رئيس الحكومة، جرت بموازاته زيارتان امنيتان هامتان، في اثينا وتل ابيب. رئيس هيئة الاركان غادي آيزنكوت زار للمرة الاولى نظيره اليوناني في الوقت الذي كان فيه وزير الدفاع ليبرمان يستضيف هنا وزير الدفاع اليوناني. هذان اللقاءا هما استمرارا لتوطيد العلاقات العسكرية الواضح بين اسرائيل واليونان وقبرص. وقد كانت قبلهما في السنة الاخيرة زيارات سياسية للرئيس ورئيس الحكومة في اليونان، زيارات لرؤساء الاركان من اليونان وقبرص في البلاد، زيارات الى اليونان من قبل قائد سلاح البحرية وقائد سلاح البر في الجيش الاسرائيلي، والاهم من كل ذلك مناورات مشتركة بين الفينة والاخرى، لواء الوحدات الخاصة للجيش الاسرائيلي تدرب في قبرص، وطائرات سلاح الجو تتدرب بتواتر مرتفع في سماء اليونان وقبرص.
​في التسعينيات رأت اسرائيل في تركيا حليف استراتيجي لها في المنطقة. قصة الغرام هذه خبت تدريجيا مع الصعود السياسي لاردوغان، الذي شعر بتماثل ايديولوجي عميق مع الفلسطينيين، وفي الاساس مع الحركة الشقيقة حماس. للحظات وبعد المصالحة الرسمية التي فرضها رئيس الولايات المتحدة براك اوباما على الدولتين في اعقاب سفينة “مرمرة” كان يبدو أنه ربما يحدث دفء جديد بين أنقرة والقدس. ولكن هذا الأمل تبدد سريعا واسرائيل واصلت التطلع غربا الى اليونان وقبرص كشريكتين قريبتين منها في المنطقة.
​هذا هو الأفق الذي يراه بنيامين نتنياهو، حلمه الاقليمي: من ناحية، التحالف اليوناني، ومن ناحية اخرى تعزيز العلاقة مع الدول السنية ومنها السعودية ومصر والاردن ودولة الامارات. في الحالتين رئيس الحكومة يبني آماله على الاهتمام المتضائل للعالم بالموضوع الفلسطيني. الشركاء يكتفون بدفع ضريبة كلامية من الاحتجاج على استمرار الاحتلال للمناطق، ولكن الاهم بالنسبة لهم هو الحصول على مقابل من اسرائيل.
​مصر هي المثال الافضل لذلك. في الشهر الماضي نشرت “نيويورك تايمز” تفاصيل عن عشرات الهجمات الجوية التي تقوم بها اسرائيل في شبه جزيرة سيناء ضد الفرع المحلي لداعش، ولاية سيناء، كمساعدة لمصر. هذا الاسبوع أبلغ غيلي كوهين في اخبار “كان” أن مصر، بمصادقة اسرائيل، ومن خلال تجاوز الملحق الامني لاتفاق السلام، ضاعفت مصر عدد الجنود الموجودين في سيناء في اطار العملية العسكرية الجديدة لها ضد داعش. لا يقل عن 88 كتيبة و42 ألف جندي مصري في سيناء – هذه اعداد تشير الى مستوى الثقة العالي والاستثنائي بين القيادات في الدولتين.
​في العلاقة العسكرية مع قبرص واليونان اسرائيل تكسب امكانية للتدرب في ظروف لا تسنح لها في المحيط البيتي القريب (قمم جبلية للكوماندو، طيران طويل ومواجهة مع انظمة مضادة للطائرات من انتاج روسي لسلاح الجو). مقابل الشراكة مع الدول السنية هناك اعداء ظاهرين – ايران من جهة، ومنظمات الجهاد السنية وداعش والقاعدة من جهة اخرى – ولكن اسم العدوة تركيا لا يذكر بشكل صريح في العلاقة مع اليونان وقبرص. ولكن قلق اليونان من العداء التركي وطموحات اردوغان لتفوق استراتيجي اقليمي توجد طول الوقت في الخلفية، الى جانب الاتجاهات المحتملة للتعاون مع اسرائيل في مجال الغاز. في العلاقات المتطورة هذه فان الجانب العسكري يقدم مركب مكمل هام لشراكة المصالح الاستراتيجية.
​ما يحدث في سوريا
​ما نشر أول أمس في شبكة “فوكس نيوز” الامريكية تمت قراءته بالتأكيد كتحذير في ايران وسوريا. الشبكة عرضت صور اقمار صناعية لقاعدة ايرانية جديدة تبنى حسب ادعائها قرب دمشق. ولأنه في المرة السابقة التي نشرت فيها وسيلة اعلام اجنبية، “بي.بي.سي”، نبأ عن وجود قاعدة مشابهة، وتمت مهاجمة القاعدة بعد بضعة اسابيع، فانه يمكن الافتراض أن هذا اشارة مشابهة.
​منذ المعركة الجوية في سماء الشمال في يوم السبت 10 شباط، لم يتم الابلاغ من سوريا عن هجمات جوية اخرى منسوبة لاسرائيل. هذا الاسبوع أنهى سلاح الجو التحقيق في اسقاط طائرة اف 16 الاسرائيلية من قبل بطاريات مضادة للطائرات سورية. الخلل الاساسي نسب لعمل طاقم الطائرة، الذي لم ينفذ مناورات التملص المطلوبة من نيران مضادات الطائرات منذ لحظة تلقي الانذار عن اطلاق صواريخ نحوها، لأنه كان يركز على اطلاق الصواريخ الاسرائيلية نحو هدف في عمق سوريا – غرفة القيادة الايرانية. هذه الغرفة التي اطلقت منها في السابق الطائرة بدون طيار والتي تم اسقاطها من قبل طائرة مروحية اسرائيلية فوق بيسان.
​حسب بيانات القيادة الاسرائيلية، فان نشاط سلاح الجو – ردا على المس بالسيادة ومن اجل احباط تهريب سلاح متقدم الى حزب الله في لبنان – يستمر كالعادة، الى جانب استخلاص الدروس المطلوبة حول طبيعة تصرف العملياتية. ولكن من المعقول الافتراض أنه في سلاح الجو لم يعالجوا فقط تصرف طاقم الطائرة التي اسقطت، بل مستوى العملية نفسها ومسألة هل لم تكن هنا حالة “اطمئنان معركة بين حربين”.
​المعركة بين حربين هي المعركة التي يديرها الجيش الاسرائيلي بالاساس ضد تسلح حزب الله، الخطر القليل على سلاح الجو تحقق في مئات العمليات السابقة، التي منها خرجت طائراته بلا ضرر، وبالتأكيد ساهم ذلك في شعور معين من المناعة. ولكن في السنة الاخيرة تغير شيء ما – في عدد من الهجمات اطلقت نيران مضادة للطائرات ثقيلة نسبيا نحو الطائرات. بالضبط صياغة غير ناجحة لضابط كبير في سلاح الجو والذي تحدث عن “وقاحة سورية” في اطلاق الصواريخ (التي كانت فعليا اطلاق دفاعي باتجاه طائرات هاجمت سوريا)، كشفت قليلا الحالة النفسية لاسرائيل: السماء هي سماؤنا، التهديد هو هامشي والويل لمن يحاول المس بنا.
​على كل حال يبدو أن مسار التصادم بين اسرائيل وايران بسبب اعمال التمركز الايراني في سوريا بقي على حاله، الطرفان مستعدان لاحتمالية جولة اخرى، الحرب الاهلية السورية اجتازت مرحلة، لكن بالضبط نجاح نظام الاسد ومؤيديه يخلق الآن مشكلات اخرى اضافية، على خلفية اثارة متزايدة من قبل دول اخرى ومنها اسرائيل بما يحدث في الدولة.
​مثلما وصف ذلك هذا الاسبوع رئيس الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال عاموس يادلين، ما يحدث في سوريا لن يبقى في سوريا. لكل حادث تشارك فيه قوات اجنبية على الاراضي السورية أو في سمائها توجد تداعيات اوسع ايضا في الدائرة المحيطة بها، واحيانا حتى على الدول العظمى.
​ليس ازاريا 2
​قريبا من البيت، في الساحة الفلسطينية، سجل اسبوع صعب لآلة الاعلام الاسرائيلية. تأييد الاحتلال هو مهمة معقدة جدا، من تأكيد التهديد الايراني بواسطة محادثات مع صحف اجنبية، ايضا عندما يدفع النزاع الاسرائيلي الفلسطيني جانبا الى مكان منخفض في سلم الاولويات للمجتمع الدولي، تحدث في كل مرة حادثة تذكر كم هو صعب على اسرائيل تفسير موقفها، واساسا اعمالها، في المناطق. في هذا الاسبوع حدث ذلك مرتين، بشأن قتل فلسطيني هاجم جنود في اريحا وفي القضية التي لم تنته لعائلة التميمي من قرية النبي صالح في شمال رام الله.
​ياسر السراديح، احد سكان اريحا اطلقت عليه النار في 21 شباط بعد أن ركض نحو الجنود وهو يحمل قضيب من الحديد. الجيش الاسرائيلي قدم روايات متناقضة ومتبدلة حول ظروف الحادثة وسبب الموت. في البداية قيل إنه حاول خطف سلاح جندي، وبعد ذلك قيل إنه كان يحمل قضيب من الحديد. في السابق قيل إن الطاقم الطبي لم يشخص الرصاصة التي اخترقت جسمه وطرح احتمال أنه مات بسبب الضرب أو أنه اختنق من الغاز المسيل للدموع. بعد ذلك تبين أنه اصيب برصاصة.
​فيلم لكاميرات الحماية الفلسطينية نشرته “بتسيلم” أول أمس، عرض الصورة الكاملة: السراديح ظهر في الفيلم وهو يركض نحو الجنود ومعه جسم طويل، جندي وثق بوضوح وهو يقوم باطلاق النار من مسافة قريبة، عندها ظهر في الفيلم عدد من الجنود وهم يضربونه بشدة وهو ملقى على الارض. من الفيلم يتبين أنه مرت نحو عشرين دقيقة منذ اللحظة التي هوجم فيها بشدة الى حين بدأوا في تقديم العلاج الطبي له الذي لم ينقذ حياته.
​الحادثة في اريحا ليست قضية اليئور ازاريا، الجندي مطلق النار من الخليل، التي انفجرت في قلب النقاش العام في اسرائيل قبل سنتين. كما يوثق الفيلم فان الخطر على الجنود هنا واضح واطلاق النار فوري بهدف اصابة المهاجم.
​ومع ذلك الضرب المتواصل ومنع العلاج والشهادات غير الموثوقة، كل ذلك ظواهر متكررة في الاحداث في المناطق. مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق نشر ادعاء مرفوض بأن ابن الـ 15 سنة محمد التميمي إبن عم عهد التميمي لم يصب في السابق برصاصة مطاطية اطلقت على رأسه، بل اصيب في حادثة دراجة هوائية. بيان المنسق استند الى اعتراف الشاب امام ضابط الادارة المدنية بعد أن جاءت قوة من الجيش الى بيته واعتقلته.
​لا أحد يهتم بما يحدث في غرف اعتقال القاصرات الفلسطينيات أو الحفاظ على اجراءات سليمة عندما تخضع المحكمة لتمديد الاعتقال المرة تلو الاخرى. يبدو لاسرائيل أنها تعلم درسا لابناء التميمي. ولكن كما تبين في هذا الاسبوع وكلما طالت القصة، فانها تتسبب بضرر نفسي.
معاريف / ممَ يعاني ابو مازن
معاريف – بقلم جاكي خوري – 2/3/2018
​ احتفلنا هذا الاسبوع بالبوريم – المساخر، وفي هذا العيد اعتدنا على المزاح. احد المواضيع التي تستخدم للسخرية في رام الله هو خطة السلام المستقبلية لدونالد ترامب. فالبيت الابيض بقيادته تصدر منذ سنة اصوات تشبه رفيف أجنحة التاريخ، وتعد بان ها هي الخطة ستتجسد. ترامب أسماها “صفقة القرن” وقال انها عرضا لا يمكن رفضه. ولكنه لم يقل اي من الطرفين هو الذي سيرفضه.
​الى أن تعرض على الطرفين الصيغة النهائية، لن يكون هناك من يستخدم لتحقيقها. فرئيس وزراء اسرائيل غارق حتى الرقبة في التحقيقات، ومع انه يبث احساسا بالاعمال كالمعتاد، واضح ان عمل المحققين يشوش جدول اعماله. والسؤال هو مبدئي ايضا. مشكوك أن يكون رئيس وزراء يخضع لتحقيق جنائي مخول لان يقود شعبه الى خطوة تاريخية، حتى وان اراد ذلك جدا.
​في السنة الاخيرة، القي الى الساحة، بقدر متزايد بعنصر جديد. يوم الاربعاء الماضي، غداة خطابه في مجلس الامن في الامم المتحدة، شوهد ابو مازن في مستشفى “جونز هوبكنز” في ميريلاند. وافادت التسريبات من هناك بانه تلقى علاجا ضد السرطان. وفي الغداة اجريت مقابلة تلفزيونية فلسطينية مع ابو مازن وادعى بانه اجرى فحوصات عادية وان وضعه جيد. فحوصات عادية؟ لماذا الابتعاد حتى هناك، اذا كان ممكنا اجراء الفحوصات في رام الله او في عمان. ان النبش في ملف محمود عباس الطبي لا داعي له. فمن يرى منظره ويقارنه بما شاهده منه قبل سنة فقط، سيرى الفرق على الفور. فمظهره اليوم مختلف، وجهه متهدل وصوته ضعيف. وفي نهاية الشهر سيبلغ الزعيم الفلسطيني من العمر 83 سنة. وهو يدخن بافراط، حيث كان يستهلك على مدى حياته علبتي مارلبورو كل يوم. لا شك أنه وقع شيء ما في جسده. عمليا، في كل ما يتعلق بالمسيرة السلمية، علق الزعيمان في وضع التبطل. وان لم يكن هذا معلن عنه رسميا. الى الواقع الشرطي لدى نتنياهو والنتائج الطبية لدى عباس ينبغي أن تضاف الفوارق بينهما، التي كانت هنا من قبل. نتنياهو مستعد فقط لدولة ناقص. في فلسطينه، القدس تبقى في يد اسرائيل، ومعها الكتل الاستيطان الثلاثة الكبرى (ارئيل، معاليه ادوميم وغور الاردن). وبالمقابل، يطالب الفلسطينيون بدولتين للشعبين. دولة بحدود 1967، مع تعديلات حدودية طفيفة، تقوم على 22 في المئة من ارض فلسطين الابتدائية. هذا في نظرهم حل وسط تاريخي. إذن لمن كان قلقا، فان خطر السلام انقضى حتى قبل أن يأتي على الاطلاق.
على الاقل قولوا شكرا
يحصل احيانا ان الدولة تخدم اعداءها. ليس طوعا بالطبع. فاسرائيل، التي تكثر من التشهير بايران، مدينة لها بباقة ورود على نجاح بشار الاسد. كما أن حسن نصرالله ايضا، يستحق بعض الامتنان. هذان الاثنان، الى جانب موسكو، كانا اللاعبين المركزيين في التحالف الذي احبط انهيار النظام السوري. هناك في اسرائيل من حلموا بان يتدلى رأس الاسد من عامود عال في دمشق. خير أن أملهم قد تبدد. فسقوط نظام البعث، حتى لو كان محقا، كان سيخلف في سوريا فوضى على نمط العراق ويشكل تهديدا خطيرا على الامن القومي لاسرائيل. فعلى دول مثل ايران وسوريا يمكن استخدام جملة من أوراق الضغط. اما مع نظام يدار بروح داعش والقاعدة، وامنية الموت هي بالنسبة له سياسة، فالامر بالنسبه له سيكون اصعب بكثير.
قبل شهرين خدمت اسرائيل حماس. فمعطيات من جملة مصادر، جمعت في جهاز الامن، افادت بان وضع القطاع آخذ في التدهور. وفي منشآت المستشفيات والصيدليات، ظهر نقص خطير في الادوية. وبدأ يظهر نقص في الوقود، المخصص لانتاج الكهرباء في المستشفيات. اما الماء فلم تعد منذ زمن طويل صالحة للشرب وهي مصابة بالفيروسات، وفي الشوارع يسير اناس جوعى.
في حزيران 2017 اعلن ابو مازن بخصم ثلث مبلغ المال الذي يحوله لاسرائيل كي تضخ الكهرباء للقطاع، 15 مليون شيكل في الشهر، من اصل 45 مليون شيكل بالاجمال، بقيت في صندوق السلطة. وعدد ساعات الكهرباء للاستهلاك الغزي هبط الى 5 ساعات في اليوم في اقصى الاحوال. واتخذت اسرائيل صورة الامم المتحدة وادعت بان هذه ليست مشكلتها، وانها لا تجد مبررا للتدخل في نزاع الكهرباء بين حماس والسلطة. اضافة الى ذلك، فانها رفضت تمويل الكهرباء لغزة من جيبها خشية أن تنشأ سابقة.
في بداية كانون الثاني بدأ يلوح تدهور. كانت هذه ايام تلت اعلان ترامب عن القدس، مما سخن الاجواء. وكان الخوف من الحرب، او لا سمح الله من الاف الغزيين الذين يسيرون احتجاجا وينقضون على الجدار الحدودي. وفي الجيش الاسرائيلي قرروا بان الوضع اخطر من أن يواصلوا القعود بلا فعل وتوجهوا الى ابو مازن. وقالوا له أعد الـ 15 مليون شيكل وفورا، والا فاننا سنستأنف التيار ونجني الثمن منك. فاضطرت السلطة الى الاستجابة للطلب، وهكذا عادت الكهرباء الاسرائيلية لتضخ بكاملها في خطوط التسيير الى القطاع. فتلفظ السنوار وهنية ورفاقهما بشتيمة اخرى على الرئيس من رام الله. ولمرة واحدة اضافوا لنا ابتسامة شماتة.
سلام من غزة
“ابو مازن مجرم”، قال لي احد معارفي القدامى. فقد ولد وعاش في غزة، اقام فيها عائلة وحقق مهنة حياة في مجاله. هذا الاسبوع خرج الى لقاء اعمال في يافا، وشرفني بحديث شخصي عن الوضع. فروى يقول: “احيانا يأتي الينا الناس الى الديار، يدقون الباب ويطلبون الطعام. فنعد لهم رزمة. خبز، ارز وكل ما تيسر من اشياء بسيطة”.
سألت بالمناسبة، هل تعرف هؤلاء المحتاجين، فقال: “هناك من اعرفهم، وهناك من يأتون لاول مرة”. هو شخص مبتسم بشكل عام، ولكني لم يسبق ان رأيت عينيه مطفأتين. كل شيء بدأ عندما سألته لماذا تمتلىء شوارع غزة طوال اليوم، ولماذا يقضي الناس اوقاتهم ليس في بيوتهم او في اماكن عملهم. فاجاب باحتجاج “اي عمل؟ ولمن يوجد عمل؟. وفي البيت لا توجد كهرباء”.
شبان من خريجي كلية الهندسة كما يروي يخرجون لبيع القهوة في الشارع والشاي بشيكلين. واضاف: “هناك الاف كهؤلاء” معترفا بانه سعيد لان له دخلا، ولكن هذا الشرط البسيط يترافق وعذابات ضمير كثيرة. في غزة، من يعمل وينال الرزق، يشعر بعدم ارتياح شديد.
ذات يوم، قبل نحو سنة، كف ابو مازن عن دفع الرواتب لخمسين الف عامل من الوزارات الحكومية. وهو يقول “كل واحد كان يحصل على الف شيكل في الشهر، وهذا يعني 50 الف عائلة، في يوم واحد لا يجدون مالا لديهم. لماذا فعل هذا؟ كي يتحاسب مع حماس. الا يهمه الناس. بطالة فوق 50 في المئة، وهذا ما يفعله لنا”.
وبعد ذلك أخذ نفسا عميقا من السيجارة وقال: “يحصل لنا كثيرا أن يأتي طفل لابيه ويطلب شيكل لشراء شيء ما. ولا يكون لدى الاب هذا الشيكل. هذا مؤلم. انتم تتحدثون عن حماس، عن الذراع العسكري، عن كل مثل هذه الامور. غزة ليست في وضع حرب على الاطلاق. غزة تعيش على التنفس الاصطناعي”.
هآرتس / اردوغان يهدد بصفع امريكا صفعة عثمانية قاتلة
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 2/3/2018
​الاسطورة تقول إن السلطان العثماني مراد الرابع الذي كان معروفا بقسوته قتل بصفعة جنديين هاجما الوزير الاعظم. هذه الحادثة التاريخية حدثت كما يبدو في 1634، وقدمت للعالم مصطلح “صفعة عثمانية”، التي على تنفيذها تم تأهيل مقاتلين عثمانيين كجزء من التدريبات العسكرية. هذه الصفعة، يقال، كان يمكنها أن تحطم جماجم الناس وحتى قتل خيول.
​قبل نحو اسبوعين عادت الصفعة التاريخية الى ساحة تركيا السياسية. بعد أن هددت الادارة الامريكية تركيا بأنه اذا هاجمت قواتها القوات الامريكية التي تعمل في المنطقة الكردية في سوريا، فان الجيش الامريكي سيرد باطلاق النار. وقد رد اردوغان بالتهديد الاصلي له “الذين يقولون إنهم سيردون اذا هوجموا لم يذوقوا طعم الصفعة العثمانية”، حذر. وقبل ذلك حذر وزير الخارجية التركي من أن العلاقة مع الولايات المتحدة وصلت الى مرحلة “إما أن تتحسن أو أن تتحطم نهائيا”. بعد يومين من خطاب الصفعة وصل وزير الخارجية الامريكي للقاء مدته ثلاث ساعات ونصف مع الرئيس. مشكوك فيه أن تلرسون فهم مصطلح الصفعة العثمانية، لأنه خلافا للبروتوكول فانه تحدث مع اردوغان دون مترجم خاص به وبدون مستشارين سياسيين، المترجم كان وزير الخارجية التركي نفسه. المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد اللقاء لم يكن بامكانه بث روح متفائلة. الولايات المتحدة وتركيا وافقتا على انشاء ثلاث لجان تنسيق مشتركة لبحث الخلافات بينهما. الاولى ستجتمع في يوم الجمعة القادم. لجان تنسيق كهذه شكلت بصورة عامة بين اعداء، الحلفاء ليسوا بحاجة اليها، حيث يمكنهم رفع الهواتف والتحدث. ولكن العداء بين انقرة وواشنطن شديدة حيث أنه في هذا الاسبوع اشار اردوغان باصبعه الى الادارة الامريكية وحذر من أنه يتوقع من الولايات المتحدة افعال وليس اقوال. وكأنه رئيس دولة عظمى يأمر دولة برعايته بكيفية التصرف.
​في نفس الوقت هناك عاصفة في الكونغرس الامريكي حول النية لفرض عقوبات على تركيا بسبب سياستها تجاه الولايات المتحدة. وفي تلة الكابتول يتحدثون عن ضم شخصيات تركية رفيعة المستوى الى قائمة مرفوضي تأشيرة الدخول، ومنع استيراد المسدسات من تركيا، وهي التجارة التي تدر على تركيا 100 مليون دولار تقريبا. ولكن هذه المبادرة تتسبب بالقشعريرة لوزارة الخارجية الامريكية التي تعتقد أنه رغم وقاحة تركيا، فان التعاون معها ضروري للسياسة الامريكية المشوشة في سوريا، وفي الاساس العقوبات من شأنها أن تتسبب باقتراب تركيا أكثر الى روسيا وربما الانسحاب من عضويتها في الناتو.
​اردوغان يفهم المعضلة الامريكية وهو لا يتوقف عن الضرب. في هذا الاسبوع بعد اتخاذ قرار مجلس الامن بفرض وقف لاطلاق النار مدة ثلاثة اشهر في سوريا، في الاساس من اجل مساعدة حوالي 300 ألف شخص من سكان منطقة الغوطة الشرقية الواقعين تحت القصف السوري الشديد، أوضح اردوغان أن هذا القرار لا يشمل القتال التركي في منطقة عفرين التي تقع تحت سيطرة الاكراد. المتحدثة بلسان وزارة الخارجية الامريكية اقترحت على اردوغان أن يقرأ مرة اخرى القرار من اجل أن يفهم أنه يشمل ايضا عفرين. يبدو أن اردوغان فقط كان يتوقع أي ملاحظة امريكية من اجل أن يطلق تصريحا شديدا. “ملاحظات المتحدثة بلسان وزارة الخارجية الامريكية لا أساس لها وهي تشير الى أنها لم تستطع فهم صيغة القرار أو أنها تريد تشويهه. تركيا تعمل في عفرين وفقا لحقها في الدفاع عن نفسها كما جاء في البند 51 في ميثاق الامم المتحدة”، قال المتحدث بلسان وزارة الخارجية التركية.
​محور روسيا – تركيا
​إن غزو عفرين ليس فقط معركة عسكرية تركية تحمل الاسم المتهكم “غصن الزيتون”، التي هدفت الى تطهير الوجود العسكري الكردي في منطقة الحدود بين تركيا وسوريا. هذا الغزو يضع واشنطن امام معضلة صعبة بحسبها يجب عليها أن تقرر هل هي تفضل التحالف مع تركيا أو أن في نيتها مواصلة دعمها للقوات الكردية التي اثبتت نجاعتها ضد قوات داعش. تركيا تطالب الولايات المتحدة ليس فقط بقطع علاقتها مع الوحدات الكردية، بل ايضا جمع السلاح الثقيل الذي زودتها به، كما تعهدت بذلك بعد الحرب ضد داعش. تركيا تعتقد أنها تستطيع تقديم هذا الطلب للادارة الامريكية التي لم تقرر بعد بشأن سياسة واضحة لمواصلة وجودها في سوريا، وفي الاساس بسبب تحالف تركيا مع روسيا، التي هي بدورها تستخدم تركيا من اجل دفع القوات الامريكية الى الخارج. ولكن روسيا ايضا لا تسارع الى دعم تركيا بصورة كاملة، سواء بسبب أن الوجود التركي في سوريا يعيق خلق دولة موحدة تحت حكم نظام الاسد، أو بسبب أن روسيا تعطي أهمية كبيرة لاشراك الاكراد في العملية السياسية التي تديرها لحل الازمة في سوريا. الرد الروسي يوضح جيدا التخبطات الروسية. لقد سمحت للاسد بأن يرسل الى عفرين مليشيات مؤيدة للنظام من اجل مساعدة الاكراد، وبشكل لا يقبل التأويل، أوضح وزير الخارجية الروسي لافروف بأن “تركيا تستطيع الدفاع عن أمنها من خلال حوار مباشر مع الاسد.
​تركيا التي ترفض بشدة اجراء مفاوضات مع الاسد، تراجعت مقابل موقف روسيا، فهي لا تستطيع السماح لنفسها بمواجهة مباشرة مع روسيا كونها جزء من المحور الروسي – الايراني – التركي الذي يدير تطبيق القرار باقامة منطقة أمنية، وشريكة في المحادثات السياسية حول مستقبل سوريا. من اجل تهدئة الروس اختار المستشار الاعلى لاردوغان، ابراهيم كالين، صياغة رد ملتو يقول “عند الحاجة يستطيع عملاء المخابرات التركية ان يجروا مع النظام السوري اتصالات مباشرة أو غير مباشرة”. ليس اعترافا بالاسد، وايضا ليس تجاهل مطلق.
​في هذا التانغو السياسي تحاول ايضا روسيا عدم الدوس على الجرح التركي. فهي تعتقد أن قرار الامم المتحدة يشمل العملية في عفرين، لكن في هذه المرحلة ما زالت لا تزيد الضغط على تركيا. أول أمس قال مساعد السكرتير العام للمجلس الروسي للامن القومي بأن “الولايات المتحدة هي التي دفعت تركيا لتنفيذ غزو عفرين لأنها زودت الاكراد بسلاح متقدم”. هذه الصيغة لا تلقي المسؤولية على اردوغان، لكنها ايضا لا تؤيد العملية.
​قمع متواصل
​العمليات التركية في سوريا مفصولة عن الاستراتيجية التي توجه في الاسابيع الاخيرة اردوغان. التقديرات في تركيا هي أنه يتوقع الاعلان عن انتخابات مبكرة للرئاسة والبرلمان ربما في شهر تموز القادم، أي قبل سنة ونصف من الموعد الرسمي، هذا التقدير يستند الى الحلف الذي عقده مع زعامة الحزب الوطني برئاسة دولت بهتشيلي، الذي أعلن في هذا الاسبوع أنه سيكون مستعدا للتضحية بنفسه في عملية “غصن الزيتون” اذا احتاج الامر ذلك، ومحتاج الى دعم اردوغان ليس اقل من حاجة اردوغان لدعم الوطنيين اذا كان في نيته الحصول على اغلبية في الانتخابات.
​في حالة واحدة فقط تراجع اردوغان، عندما هددت انغيلا ميركل بالغاء صفقة تحسين دبابات “ليوبارد” في تركيا اذا لم يقم باطلاق سراح الصحافي الالماني دنيس يوغال، الذي قدمت ضده لائحة اتهام لتورطه في الارهاب. في حين أن تهمته الحقيقية كانت اهانة النظام. وبدون اجراء استئناف قانوني، تم اطلاق سراح الصحافي قبل اسبوعين.
​مقابل يوغال، القس الامريكي اندرو برونسون، يواصل المكوث في السجن التركي منذ تشرين الاول 2016 بتهمة المشاركة في الانقلاب. اردوغان اعلن أنه كان مستعدا لعملية تبادل فيها يتم اطلاق سراح برونسون مقابل تسليم فتح الله غولن، خصم اردوغان المتهم من قبله بمحاولة الانقلاب. يبدو أن ميركل مستعدة للعمل أكثر بكثير من اجل مواطنيها من الرئيس الامريكي ترامب، أو انها تعرف كيفية التهديد بلسان واضح وأكثر دقة. على كل الاحوال، الساحة الداخلية في تركيا متأججة من العمليات العسكرية في سوريا، ومستعدة للانتخابات المبكرة التي ستعطي لاردوغان فترة ولاية لا تكون أقل من ولاية اتاتورك.
موقع واللا العبري يكتب / “الوحدة الإسرائيلية” التي تحمي الطاغية الكاميروني بأي ثمن
موقع واللا العبري الاخباري – 2/3/2018
نشر الصحفي الإسرائيلي، جاي اليستر من موقع واللا العبري الاخباري ، صباح اليوم الجمعة، تقريرا تحت عنوان “الوحدة الإسرائيلية” التي تحمي الطاغية الكاميروني بأي ثمن.
وقال اليستر، إن “حاكم الكاميرون بول بيا واجه تمرد المقاطعات الناطقة باللغة الإنجليزية في البلاد، ومن أجل قمعها أرسل الوحدة التي أعدها ضابط معروف في الجيش الإسرائيلي، وتم تسليحها بأفضل الأسلحة الإسرائيلية، هذه الوحدة هي “شعبة التدخل السريع (بير)، والتي تخضع مباشرة للدكتاتور بول بيا، الذي تولى السلطة منذ عام 1982. وقد أنشئت في عام 2001، ظاهريا لمكافحة المنظمات الإجرامية، لكنها الآن تستخدم لقمع الشعب”.
وأضاف “الوحدة التي تغرس الخوف في قلوب المحليين، معروفة في وسائل الإعلام المحلية -بأنها “الوحدة الإسرائيلية”. ليس فقط بسبب توثيق مقاتليها في الفيديو والصور المنشورة في وسائل الإعلام لأنها مسلحة بأسلحة “زرقاء وبيضاء-إسرائيلية”، مثل بندقية غاليلو، تافور، آيس ونجف، ولكن لأنها أيضاً كانت تحت قيادة ضابط في الجيش الإسرائيلي سابقاً، ليس مجرد ضابط -العقيد آفي سيفان، كان واحداً من قادة وحدة دوفديفان، عمل سيفان كملحق للجيش الإسرائيلي في الكاميرون، وبعد أن أنهي منصبه، أصبح مستشار للرئيس وقام بتدريب الوحدة حتى قتل في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في البلاد في عام 2010”.
ووفقا لتقارير محلية، فإن الوحدة لا تزال تقاد من قبل ضابط إسرائيلي، ولكن هويته غير معروفة.
وبحسب “والا” العبري، فإن الكاميرون ليست أول بلد في أفريقيا (جنوب السودان وأوغندا ورواندا) أو في مكان آخر (ميانمار) تحظى بالمساعدة العسكرية الإسرائيلية على الرغم من الأدلة الدامغة على انتهاكات حقوق الإنسان والعقوبات الدولية في بعض الحالات المفروضة عليها.
هآرتس / خيانة رؤساء الجامعات
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 2/3/2018
​لمشروع الضم الزاحف الذي يقوده البيت اليهودي اضيفت مؤخرا لبنة جديدة، في شكل اخضاع ثلاث مؤسسات اكاديمية في المناطق لمجلس التعليم العالي، المسؤول عن الاطر التي في نطاق اسرائيل. ويتباهى المبادرون الى القانون، بانه يستهدف الدفع الى الامام باحلال السيادة على المناطق، في خطوة تشوش التمييز بين جانبي الخط الاخضر لم يسمع صوت الجامعات. فرعب اليمين كبير لدرجة ان لجنة رؤساء الجامعات قررت التخفيف قدر الامكان من مدى معارضتها. ففي اتفاق التعاون العلمي مع الاتحاد الاوروبي (“هورايزن 2020”)، والذي يضخ ميزانيات كبيرة للباحثين الاسرائيليين، تعهدت اسرائيل بان تبقي على الفصل بين المؤسسات الاكاديمية في اسرائيل وتلك التي خلف الخط الاخضر. اما الغاء التمييز بين اسرائيل السيادية والمناطق فيعرض للخطر هذا الدعم الهام.
​قال رؤساء الجامعات هذا الاسبوع، ان موقفهم “عرض على وزير التعليم بشكل حاد وواضح، بما في ذلك الاثار الاقتصادية السلبية… خطر الدعم الدولي بحجم مئات ملايين الدولارات”.
​وبالامتناع عن العمل خانوا واجبهم المهني والجماهيري. فلا يمكن قبول مثل هذا التحلل الهزيل من المسؤولية، والذي يعبر أساسا عن خوف شال من الحكم. والتفسير للقرار بعدم القيام بعمل جماهيري مقلق بقدر لا يقل: لكون “الخطاب الجماهيري اصبح سياسيا تماما، فليس بوسع الجامعات المشاركة فيه”. مثل هذا التفسير يشهد على أن التي يخوضها اليمين ضد التعليم العالي، من حملات “ان شئتم” وحتى “نظام الحلال” لنفتالي بينيت، تعطي ثمارها.
​في محادثات داخلية ادعى بعض رؤساء الجامعات بانهم لم يصدقوا بان في وسعهم منع مبادرة القانون، وخافوا من رد فعل مضاد من جانب بينيت. وبالفعل، النجاح ليس مؤكدا، وبالتأكيد في المناخ السياسي الحالي الباعث على الاكتئاب، ولكن هذا ايضا اختبار لزعامة لا تنشغل بحسابات الجدوى قصيرة المدى او بالمخاوف من المس بالتبرعات. لقد فضل رؤساء المؤسسات الاكاديمية حق الصمت على واجب الصرخة. وهكذا ساهموا في تسويغ ضم المؤسسات في المناطق، والتدهور الاخلاقي لجهاز التعليم العالي. ليس متأخرا أن نصحو. فللاكاديمية دور اجتماعي هام من أن تواصل ارضاء الحكم.
1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى