اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 28– 2 – 2018
يديعوت احرونوت :
– من أم الى أم: “صدقيني سيأتي يوم وتعودي لتضحكي، أعرف هذا من تجربتي”.
– القلب يتمزق.
– ابتسامة افيتار اختفت الى الأبد.
– تقرير الفحص عن سلوك القاضية يقول: “علاقة زائدة بينهما أدت الى الاهانة”.
– ملف 4000: “تعبير تغطية عاطفة مخطيء. فهذا ربط موقع بارز مقابل امتيازات من وزير الاتصالات”
– النيابة العامة تشير الى نتنياهو.
– انفلونزا قاتلة.
– عيد كبير للاطفال – المساخر.
– ثورة النساء في السعودية.
معاريف/الاسبوع :
– التوصية: القاضية بوزننسكي – كاتس الى المحاكمة الانضباطية.
– المأمور عن قضية الرسائل: موضوع انضباطي، وليس جنائي.
– التحقيق بعد غد: نتنياهو سيواجه بأدلة هامة.
– واحدة من كل سبع شكاوى توجد محقة.
– “نحن في كابوس، أفيتار كان كل عالمنا”.
– النائب موشيه جفني: “سنجلب اليوم قانون التجنيد الى التصويت”.
– آفي غباي: نتنياهو منشغل في الحرب ضد سلطة القانون.
– كنيسة القيامة ستفتح هذا الصباح من جديد.
– تقرير: اتصالات بين السلطة الفلسطينية والبيت الابيض.
هآرتس :
– النيابة العامة توجه النار الى نتنياهو: الحديث يدور عن رشوة؛ الوفيتش مشبوه بطلبه من مدير عام “واللاه” شطب المراسلات.
– مأمور الشكاوى: الحوار بين القاضية والمدعي العام مرفوضة، ولكن لم يكن حرث لمسار المحكمة.
– قاضي العليا الذي اصرت شكيد على تعيينه: اسرائيل غير ملزمة بتزويد غزة بالكهرباء.
– الجيش الاسرائيلي: ابن عم التميمي اعترف بانه وقع عن دراجته واصيب وفحوصات الاشعة تدل على انه اصيب بعيار في رأسه.
– هزة اخرى في السعودية: الملك يطيح برئيس الاركان وبقادة عسكريين آخرين.
اسرائيل اليوم :
– 59 في المئة: ثقتنا بالمحاكم تضررت.
– هنا يدفن المال.
– المأمور يوصي بتقديم القاضية بوزننسكي كاتس للمحاكمة الانضباطية وليس الجنائية.
– الوفيتش وحيفتس سيبقيان في المعتقل حتى يوم الاحد؛ النيابة العامة: رشوة خطيرة.
– يا افيتارنا أنت لا تستحق.
القناة 14 العبرية :
-تقرير: مسؤولين إسرائيليين حاولوا استغلال صهر ترامب “جارد كوشنر”.
-الشرطة الإسرائيلية جمعت شهادات تدين “نتنياهو”، في قضية بيزك_ ٤٠٠٠.
-حالة الطقس: الجو غائم جزئيا، وارتفاع طفيف على درجات الحرارة في النهار.
القناة 2 العبرية :
-أقمار صناعية إسرائيلية تكشف عن مواقع عسكرية إيرانية جديدة في سوريا.
-اليوم يتم إعادة افتتاح كنيسة المهد بالقدس، بعد إنتهاء أزمة جباية ضريبة الأرنونا.
-تقارير أمريكية: إيران قامت ببناء قاعدة عسكرية لتخزين الصواريخ في ريف دمشق.
القناة 7 العبرية :
-استطلاع: 59% من الجمهور الإسرائيلي يعتقد أن فضيحة رسائل الواتس، أثرت على ثقة الجمهور بالمنظومة السياسية.
-حوالى 1500 مستوطن يهودي اقتحموا الليلة قبر يوسف بنابلس، تحت حراسة الجيش الإسرائيلي.
-الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 17 “مطلوب” فلسطيني من الضفة الغربية.
والا العبري :
-الجيش الإسرائيلي يزعم العثور على أسلحة محلية الصنع في قرية الخضر بالقرب من بيت لحم.
-الرئيس الأمريكي “ترامب” تحدث مع ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي حول العمل المشترك ضد إيران.
– لأول مرة في سلاح الجو الإسرائيلي: منظومة إقلاع وهبوط اتوماتيكية لطائرات الاستطلاع الخفيفة بدون طيار.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 28– 2 – 2018
معاريف / تقرير: اتصالات بين السلطة الفلسطينية والبيت الابيض
معاريف – بقلم ياسر عقبي – 28/2/2018
يجري رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن ومسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية اتصالات مع ذوي نفوذ في البيت الابيض. وذلك كي يكسر الجمود السائد مع ادارة ترامب منذ الاعلان عن القدس عاصمة اسرائيل. هذا ما أفاد به صباح أمس موقع الاخبار “كودسنت”، استنادا الى مصادر فلسطينية وسعودية.
وحسب هذه المصادر، فان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان يتصدر اتصالات سرية ولقاءات بين مسؤولين فلسطينيين وامريكيين كبار في البيت الابيض، بهدف التقريب بين الطرفين، ويحاول التحريك من جديد لمسيرة سلام شاملة في الشرق الاوسط. والنية هي لعمل ذلك وفقا لـ “صفقة القرن الامريكية”، التي حظيت بموافقة عربية، ولكن رفضها الفلسطينيون بدعوى أن “هذه صفقة لتصفية القضية الفلسطينية”، مثلما قال مؤخرا مسؤولون في السلطة.
وكما يذكر، فان رئيس السلطة ابو مازن قرر الاستجابة لطلب المجلس الوطني الفلسطيني ورفض امكانية أن تكون الادارة الامريكية وسيطا حصريا بين الفلسطينيين واسرائيل. وفي خطابه في مجلس الامن طلب حتى ان تجرى المحادثات تحت مظلة دولية.
واضح مؤخرا أنه طرأ انخفاض في التوتر في المناطق. فالمظاهرات في الضفة الغربية قلت، وبالتوازي يكاد لا يتحدث المسؤولون الفلسطينيون ضد الادارة. ويقدر المحللون بان هناك تفاهمات بين ادارة ترامب وبين السلطة الفلسطينية في المسألة الفلسطينية.
موقع “المصدر” الاسرائيلي، المقرب من وزارة الخارجية في القدس أفاد بان الرئيس ترامب سيبشر بـ “الجزرة” كي يخفف آثار “العصا” التي كانت من نصيب الفلسطينيين حين اعلن عن القدس كعاصمة اسرائيل وحين علم بنقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس في 14 ايار.
وحسب التقرير، فان الرئيس ترامب سيدلي بهذه الاقوال في مؤتمر ايباك السنوي، الذي سينعقد في واشنطن الاسبوع القادم، وسيشارك فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وحسب التقديرات، فان الادارة الامريكية ستعلن عن اعتراف واشنطن بحل الدولتين، بل وستعلن عن فتح قنصلية امريكية في رام الله. اضافة الى ذلك، من المتوقع للرئيس ترامب أن يعلن عن خطوات اخرى لبناء الثقة بين الطرفين.
يديعوت / التمييز في حينه واليوم – قولوا، مم بالضبط تفاجأتم؟
يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 28/2/2018
سمعت أناسا جديين يدعون بان ما ظهر في المسلسل الجديد “يا صالح، هنا بلاد اسرائيل”، قد فاجأكم. فقد كانوا يعرفون بانه كان تمييز. لم يكونوا يعرفون بانه كان على هذا القدر من التنظيم، الاستهداف والتأطير. غير ان المفاجأة الوحيدة هي أنهم فوجئوا. فكل من أراد أن يعرف، كل من اهتم – عرف. وبخلاف ما قيل في الفصلين الاولين، فان البروتوكولات من السنوات اياها لم تعد سرية منذ زمن بعيد. والكثير من الاقتباسات التي ظهرت ككشف أول نشرت في مقالات اكاديمية من قبل، مثلما ادعى امس آفي بيكار، الذي بحث سنوات عديدة استيعاب مهاجري شمال افريقيا.
ولا يزال، هذا مسلسل هام. ما يعرفه البحث الاكاديمي، لا يعرفه الجمهور. ويضع المسلسل امام المجتمع الاسرائيلي فصلا هاما وحزينا في تاريخ السنوات التأسيسية للدولة. وعلى عادة المسلسلات الوثائقية، فانه يعرض الحقيقة من زاوية نظر المنتج. وهو يدور الزوايا قليلا. كان يمكنه أن يضيف أو يشطب أو يقتبس بشكل جزئي، وفقا لفكره. ولا يزال، فان الحلقات التي بثت تعرض صورة حقيقية لما حصل في حينه.
لا شيء يبرر التمييز الاكراهي للخمسينيات والستينيات، سنوات الهجرة الجماهيرية ليهود الدول العربية. ولكن معيلي الدولة في السنوات اياها كانوا على قناعة بانهم يفعلون الشيء الصحيح لمئات الاف المهاجرين الذين في نظرهم كانوا عديمي كل تعليم، تعليم عال وثقافة. اعتقدوا أنهم جمهور متخلف. اخطأوا. الكثير من اولئك المهاجرين كانوا قارئين ومهنيين. وبمعالجة اخرى كان يمكن لهؤلاء المهاجرين أنفسهم أن يساهموا أكثر في تطوير أنفسهم وجمهورهم الذي وصلوا معه الى الدولة. هذه فرصة هائلة تم تفويتها.
المشكلة لم تكن في سياسة التوزيع نفسها ولا في انهم “القوا بهم” الى بلدات التطوير. فقد كان ايضا الاف كثيرين وصلوا الى المدن الكبرى. فهل مصيرهم كان احسن؟ ليس بالضرورة. وكانت ايضا قصص نجاح. فقد كان مهاجرون من شمال افريقيا ممن القي بهم الى القرى الزراعية، والكثير من هذه القرى اصبحت مزدهرة ونامية.
عندما نواصل في النظرة على مدى السنين يتبين بان حركة العمل بدأت بالاصلاح في السبعينيات. وبدأت الفجوات تتقلص. ولكن ابتداء من نهاية السبعينيات، مع صعود اليمين الى الحكم، بدأت هذه تتسع مرة اخرى. وباستثناء انقطاعات قصيرة، فان اليمين بات في الحكم منذ أربعة عقود. عمليا، هو يتحكم باسرائيل سنوات أطول من حركة العمل. ولكن المسلسل يخلق منذ الان موجات صدى سياسية مرة اخرى توجه اصبع الاتهام لحركة العمل. مرة اخرى هذا مباي هو الذي خوزق الشرقيين. ولعل هذه نقطة الضعف المركزية في المسلسل. يحتمل الا يكون هذا هو الطفل الذي تمناه المنتجون، ولكن هذه هي النتيجة.
ويجب النظر ايضا الى نقاط النور. اسرائيل اليوم تختلف تماما عن اسرائيل الخمسينيات. للكثير من ابناء جيل تأسيس الدولة يوجد أحفاد وأبناء احفاد من اصل “مختلط”. فأتون الصهر نجح. لا تزال هناك غيتوات طائفية، ولكنها توجد أساسا بين مصوتين الاحزاب الاصولية – من شاس حتى ديغل هتوراه. قسم من بلدات التطوير اصبحت بلدات مزدهرة. بعضها لا تزال تعاني من اضرار الخمسينيات.
وبالاساس، توجد اصلاحات يمكن تنفيذها اليوم. مثلا العدالة التوزيعية في مجال الاراضي والسكن. فلماذا يكون حكم ابناء بلدات التطوير أو احياء الضائقة مختلفا، بالنسبة للسكن، عن حكم ابناء جماعات الكيبوتسات والموشافيم (القرى الزراعية التعاونية وشبه التعاونية)؟ ينبغي الانتباه الى أن قانون السكن العام قاده اليسار وليس اليمين. كما ينبغي الانتباه الى أن تغيير الحدود البلدية بين بلدات التطوير والمجالس الاقليمية لا يزال ينتظر التنفيذ. هذا خطأ أول من تلك السنين. لليكود واليمين توجد فرصة للتغيير. فلماذا لا تنفذوه؟
وهذا ليس كل شيء. فالفوارق التي لا تزال قائمة تعود في جزء منها الى اقامة شاس – الحزب الذي مصوتوه هم ضحايا التمييز بين الخمسينيات، ولكن هو نفسه يخلده في العقود الاخيرة. فمثلا، في معارضته لتعليم المواد الاساسية، التي هي شرط للتعليم العالي وللخروج من الضائقة. واستمرارا لظاهرة شاس، ينبغي أن تضاف اسئلة اخرى، تخرج عن قواعد السلامة السياسية. فمثلا، ما هو دور الثقافة، الخلفية، التعليم العالي، مكانة المرأة، في خلق الفوارق؟ حسن ان يوجه أصبع اتهام تجاه الشريحة المهيمنة المميزة، ولكن هذا لا يعفي ابناء الجماعة الضعيفة من الاهتمام ايضا بالنقد الذاتي. ان المسلسل يعرض خطايا الماضي. هناك حاجة لمسلسل آخر يعرض خطايا الحاضر.
هآرتس / النيابة العامة تشير الى نتنياهو
هآرتس – بقلم رويتل حوفيل – 28/2/2018
للمرة الاولى في ملف 4000 وجهت النيابة العامة أمس الاضواء الى رئيس الحكومة نتنياهو. في النقاش الذي جرى في المحكمة اللوائية في تل ابيب للاستئناف على قرار الاعتقال للمتهمين في القضية قالت ممثلة النيابة المحامية يهوديت تيروش إن الامر يتعلق بـ “قضية خطيرة جدا تتعلق بأخذ واعطاء رشوة”. الممثلة يهوديت قالت إن “التغطية العاطفة” في “واللاه” هي جملة لطيفة. لا يمكنني اعطاء وصف دقيق لذلك. إنه وضع موقف رائد لنفسه في خدمة تغطية عاطفة مقابل تسهيلات تنظيمية من قبل وزارة الاعلام ووزير الاعلام (نتنياهو) ومدير عام وزارة الاعلام (الشاهد الملكي شلومو بلخا).
المحكمة رفضت التماس رجل اسرار نتنياهو نير حيفتس واستئناف صاحب بيزك شاؤول الوفيتش، اللذان سيبقيان رهن الاعتقال حتى يوم الاحد. في النقاش تطرقت المحامية تيروش، مديرة قسم الاوراق المالية في النيابة العامة للجمارك والاقتصاد التي تتابع القضية الى المنافع والتسهيلات التي حصل عليها الوفيتش حسب الاتهام. حسب اقوالها “المساواة بالنسبة ليوروكيم (شركة الوفيتش) هي بين 680 مليون شيكل نقدية وحتى نحو مليار شيكل مقابل ربط صفقات الدمج”. واضافت بأن “خلافا لذلك، الامر يتعلق بتهمة حقيقية تستند الى دلائل حول قضايا تشويش التحقيق من قبل المتهمين حيفتس والوفيتش”.
أمس جاء في الاخبار هنا بأن نتنياهو متهم بمواصلة التدخل في شؤون صاحب بيزك شاؤول الوفيتش بعد قيام المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، بمنعه من القيام بذلك. وحسب ما نشر فان الشهادات تشير الى أن نتنياهو استمر في التدخل في الامر رغم أنه تعهد للمستشار القانوني للحكومة بالتوقف عن التدخل في شؤون الوفيتش. هذه الشهادات يمكن أن تزيد شدة الاتهامات ضد نتنياهو الذي يتوقع التحقيق معه في هذا الامر في يوم الجمعة. في نفس الوقت يتوقع أن يقدم رئيس الحكومة شهادته في قضية الغواصات والسفن (ملف 3000). رد نتنياهو على ذلك: “بعد الادعاء أن رئيس الحكومة دخن السيجار بمليون شيكل، جاء البالون الجديد وهو تسهيلات بمليار شيكل، لكن كل ذلك تم القيام به بصورة موضوعية على قاعدة تسهيلات المستوى المهني، رجال مهنيون واستشارة قانونية، لا مليون ولا مليار ولا تريليون ولا أي شيء”.
مس بالرشوة
التغطية المتحيزة لصالح نتنياهو في “واللاه” تم الكشف عنها قبل نحو سنتين في “هآرتس”. مثلا هكذا جرت الامور في حادثة حول نبأ قصير لمراسل الموقع موشيه شتاينميتس حول مقابلة بين شمعون بيرس، بنيامين نتنياهو واهود باراك في قاعة سينما سيتي في القدس بمناسبة العرض الافتتاحي لفيلم “سابينا”: “بعد نشر الاعلان تلقت احدى المحررات تعليمات بـ “دمج سارة نتنياهو في المادة بصورة مستعجلة”. “لا تسألي اسئلة زائدة”، قيل لها، “هذه تعليمات من أعلى”. وبعد فترة قصيرة اضيفت الى الاعلان ثلاث صور لزوجة رئيس الحكومة والتي قدمها مكتب رئيس الحكومة. “هذه ليست المرة الاولى ويبدو أنها لن تكون المرة الاخيرة التي سيضطرون فيها الى زج صور ومواد عاطفة عن سارة نتنياهو، وكل ذلك بتعليمات واضحة من أعلى”، قال للصحيفة أحد الاشخاص المطلعين على ما يجري في موقع الاخبار.
في حادثة اخرى جاء الرئيس رؤوبين ريفلين ووزير الدفاع في حينه موشيه يعلون الى احتفال بمناسبة احياء ذكرى قتلى الجرف الصامد، في حائط المبكى. رئيس الحكومة ارسل خطاب مسجل، ايضا في واللاه تطرقوا للاحتفال ونشروا باستفاضة اقوال ريفلين ويعلون ورئيس الحكومة. وبعد يوم من حذفها من الشبكة اعيدت للموقع، وهي خطوة غير مسبوقة في ثقافة أنباء الانترنت. هذه المرة ظهرت في النبأ المحدث فقط شخصية واحدة هي السيدة نتنياهو. “سارة نتنياهو: اولادكم هم ابطالنا جميعا”، هذا كان عنوان النبأ الذي سرد الاقوال المنفعلة لسارة والموجهة للعائلات الثكلى.
تيروش تطرقت الى التماس حيفتس والوفيتش وقالت “إن مرض الرشوة هو مرض يجب ادانته. المحكمة فحصت القضية وقالت بعد فحص الدلائل إنه توجد هنا قضية شديدة الخطورة. هناك مصالح خطيرة وعامة لاصدار قرار حكم. هناك اتهام حقيقي لاعمال تشويش متكررة من قبل المتهمين”.
القاضي يوسي توفيف تطرق في قرار رفض التماس حيفتس والوفيتش بشأن نشر تبادل الرسائل القصيرة بين القاضية السابقة في القضية رونيت بوزننسكي – كاتس ومحقق سلطة الاوراق المالية المحامي عيران شاحم – شبيط. المتهمون الذين تحدث عنهم الاثنان هم زوجة صاحب بيزك وإبنه، آيريس واور الوفيتش. مديرة بيزك ستيلا هندلر ونائبة مدير عام بيزك عميكام سورير. الطرفان يتفقان في كل ما يتعلق بخطورة الحادثة التي تقف من وراء طلب الملتمسين لاطلاق سراحهم، وعبرا عن الاستياء من تبادل الرسائل القصيرة بين القاضية والنائب العام خلال اجراءات المحاكمة، دون ابلاغهم بها أو حدوث الامر في المحكمة. لا يوجد أحد يقلل من خطورة العمل وتداعياته، لكن يجب أن نتذكر أنه في هذا الوقت بالذات يتم اجراء فحص من قبل الجهات المعنية، ولم تعرف بعد النتائج. في هذه المرحلة، ونقول ذلك بحذر شديد، اعتقد أنه على قاعدة ما هو معروف حتى الآن فانه من السابق لأوانه أن نقرر أنه تم التشويش على التحقيق مع الملتمسين أو أنه تم تشديد المحاكمة.
”يوجد ما هو حقيقي في الدعوى بأن تبادل الرسائل كما نشر من شأنه المس بثقة الجمهور وجهاز تطبيق القانون وتعزيز الشعور بعدم المنطق وعدم العدل في اوساط الجمهور، وفي الاساس في اوساط المتهمين”، واصل توفيف، “أنا لا أستخف بذلك، لكن في المقابل أنا اعتقد أنه ازاء خطورة المخالفات المنسوبة للملتمسين، يجب موازنة هذه العيوب مقابل اعتبارات اخرى منها مصلحة الجمهور في انهاء التحقيق وكشف الحقيقة، مع الانتباه الى كل المتورطين في القضية. اعتقد أن محكمة الصلح كانت محقة عندما قررت أن مصلحة الجمهور في هذه الحالة هي الاهم”.
ايضا ممثلة النيابة تطرقت الى الكشف عن الرسائل بين بوزننسكي كاتس وشاحم شبيط، “السلوك الذي كشف عنه هو سلوك خطير حسب رأيي وحسب رأي الدولة”، قالت تيروش، “ايضا بعد الكشف عن رسائل قصيرة اخرى في وسائل الاعلام، ما زلت اقول ذلك. إن هذا السلوك بحد ذاته هو سلوك خطير في نظري ولا نؤيده. القول إن الامر يتعلق باعتقال غير قانوني أو بمخالفة تشويش التحقيق هو قول مبالغ فيه لأن الامر ما زال يوجد قيد الفحص”.
محامي الوفيتش، جاك حن، قال أمس في النقاش إن “قرار محكمة الصلح (تمديد الاعتقال) كان قصير وغير مبرر ولا يتطرق الى السلوك الذي تم الكشف عنه. مصلحة الجمهور تقتضي اطلاق سراح المعتقلين، وهذا الامر الاهم”. محامي حيفتس يارون كوستلتس قال “لا يمكن المبالغة في خطورة الحادثة التي حدثت يوم الاحد الماضي، لم يحدث أمر كهذا في دولة اسرائيل. يكفيني اعلان المستشار القانوني للحكومة والنائب العام للدولة – “الحادثة تناقض مباديء اساسية يجب أن يعمل بموجبها ممثلو النيابة العامة”. محكمة الصلح لم تعط أي اعتبار لهذه الحادثة في قرارها.
هآرتس / الشرق الاوسط يصبح نوويا – و”عقيدة بيغن” تقترب من النهاية
هآرتس – قلم تشاك فرايلخ – 28/2/2018
في الوقت الذي كانوا فيه في القدس يشربون الشمبانيا وفي واشنطن يغردون، فقد استمر في الشرق الاوسط التقدم نحو السيناريو الكابوسي لمنطقة كثيرة اللاعبين النوويين. الحديث لا يدور في هذه المرة عن ايران بل عن انتشار البرامج النووية لحاجات الطاقة. يوجد للبرامج النووية المدنية في منطقتنا ميل مدان للتحول في النهاية الى برامج عسكرية.
اليوم تستهلك السعودية ربع انتاجها من النفط، واذا لم تنوع مصادر الطاقة فان هذه الدولة العظمى النفطية من شأنها أن تتحول الى مستوردة للنفط خلال عشرين سنة. بناء على ذلك فانها طرحت مناقصات مؤخرا لمفاعلين نوويين من بين 16 مفاعل. اضافة الى استهلاك الطاقة يتحرك السعوديون ايضا من خلال الخوف الزائد من ايران. والرغبة في تأمين على الاقل بنية تحتية لقدرة عسكرية نووية، في اعقاب تضعضع ثقتهم بالركيزة الاستراتيجية الامريكية. السعودية تعارض الشرط الامريكي لتزويدها بالمفاعلات: التنازل عن القدرة في تخصيب اليورانيوم. هذا الشرط الذي يعتبر حيوي لمنع سوء استخدام البرنامج النووي المدني، تمت الموافقة عليه من قبل مصر ودولة الامارات.
بعد أن سمح الاتفاق النووي في 2015 لايران بتخصيب اليورانيوم ستجد الولايات المتحدة صعوبة في الطلب من السعودية التنازل عن قدرة مشابهة. الولايات المتحدة ايضا تخاف من أن التمسك بالطلب سيؤدي بالسعودية الى شراء المفاعلات من مزودين آخرين، مثل روسيا والصين، التي شروط التزويد والرقابة لها اقل تشددا. بناء على ذلك ومن اجل زيادة احتمالات فوز الولايات المتحدة بمناقصة المفاعلات، تدرس الادارة تسوية للطلب، الامر الذي من المتوقع أن يستدعي طلبا مشابها من مصر ودولة الامارات، وزيادة شعور التهديد الايراني. النتيجة من شأنها أن تكون انهيار الاتفاق النووي وسباق تسلح نووي اقليمي.
في الخلفية تحاول روسيا استغلال صفقات نووية وعسكرية من اجل أن تعيد لنفسها مكانة رائدة في المنطقة. هكذا فقد وقعت مؤخرا مع السعودية على اتفاق للتعاون النووي وعلى صفقات سلاح اولى تشمل انظمة دفاع جوي “اس 400” وصواريخ وغيرها. وفي كانون الاول وقعت مع مصر على اتفاق لبناء اربع مفاعلات للطاقة حتى العام 2028. روسيا ستمول المفاعلات، وحتى ستنشيء في مصر مفاعلات لانتاج قطع الغيار الخاصة بها. خبراء يقولون إن هناك طرق ارخص لانتاج الطاقة في مصر ويستغربون بخصوص دوافع المشروع. في 2017 بدأت روسيا بتزويد طائرات مروحية قتالية متطورة لمصر، ومؤخرا تم التوصل الى موافقة مؤقتة للمرة الاولى منذ طرد السوفييت في 1972، على استخدام روسي للقواعد الجوية المصرية، الصفعات السعودية والمصرية تدوي على طول الطريق الى واشنطن.
في 2016 باعت روسيا مفاعلين للطاقة للاردن، واللذان سيتم الانتهاء منهما حتى 2025. مفاعل للابحاث النووية من انتاج كوريا الجنوبية بدأ العمل في الاردن في 2016. في دولة الامارات سيبدأ بالعمل هذا العام مفاعل نووي للطاقة الأول من بين اربعة ستزودها بها كوريا الجنوبية حتى 2020. روسيا وقعت معها في 2017 على صفقات سلاح بملياري دولار تقريبا، بما في ذلك انظمة دفاع جوي وصواريخ متطورة، ويتم الآن دراسة شراء طائرات “سوخوي”. ايضا تركيا اشترت انظمة دفاع جوي متطورة من روسيا، وحتى البحرين وقطر والمغرب تبدي اهتمامها بالانظمة التي وضعتها روسيا في سوريا.
اسرائيل تزداد احاطتها ببرامج نووية مدنية. الخطر ليس فوري، وتحتاج الدول العربية الى سنوات كثيرة من اجل أن تحول هذه البرامج الى بنية اساسية لقدرات عسكرية، ولكن من شأنها أن تؤدي الى انهيار الاستقرار الاقليمي النسبي الذي نشأ بعد الاتفاق النووي مع ايران. هذا الامر يضع امام اسرائيل معضلة شديدة، ليست موجودة الآن تجاه ايران. في كل الاحوال الامر يتعلق بدول لها سلام رسمي معنا، أو فعلي، وهي شريكة في الرغبة في صد ايران وتحظى بدرجة ما بالالتزام الامني الامريكي نحوها. بناء على ذلك فعليا ليس لاسرائيل بديل عسكري امامها سوى في حالة متطرفة. هكذا يزداد اتضاح نهاية “عقيدة بيغن” التي تقول إن على اسرائيل العمل بصورة عسكرية اذا تطلب الامر من اجل رفع التهديدات النووية.
معنى ذلك أنه في هذه القضية مثلما في القضايا الامنية الاساسية الاخرى التي توجد على الاجندة (الفلسطينيون، ايران، المنطقة الشمالية) لا توجد ردود عسكرية فعالة بثمن تستطيع اسرائيل دفعه. الجيش الاسرائيلي يمكنه كسب وقت ضروري ولكن حل حقيقي يمكن ايجاده فقط في المستوى الدبلوماسي.
بناء على ذلك، على اسرائيل ان تضغط على الولايات المتحدة بألا تسمح للسعودية بتخصيب اليورانيوم. ايضا في هذا الوقت ونحن نتطلع فيه الى انطلاقة مع الرياض، يجب عدم قبول عملية من شأنها أن تشعل سباق تسلح نووي اقليمي. حل ممكن يحافظ على المصالح والكرامة السعودية يمكن ايجاده في اقتراح الخبير الامريكي روبرت آينهورن، وبحسبه سيتم تحديد المنع بـ 15 سنة. ودائما يكون بالامكان المطالبة بالتمديد.
امكانية اخرى هي تشجيع الادارة الامريكية على العمل لبلورة معيار جديد بين الدول الستة المنتجة اليوم للمفاعلات، بحيث يتم اشتراط التزويد بالتنازل عن قدرة التخصيب وشراء الوقود من المزود فقط. هذه مهمة ليست سهلة، الدول المتنافسة في هذا المجال في الولايات المتحدة ستخاف من فقدان افضلية تجارية بالتحديد عندما يكون هناك صفقات على الاجندة. ولكن المبدأ على الاقل متفق عليه والفكرة جديرة بالفحص.
على المدى الابعد تنضم هذه التطورات لتوجهات اخرى ستلزم اجراء فحص اسرائيلي عميق في مستقبل سياستها الاستراتيجية. ازاء خطر شرق اوسط يعج باللاعبين النوويين يجب على اسرائيل القيام بتغيير السياسات الضبابية والسعي الى اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة وحتى لامكانية قد تبدو خيالية اليوم تتمثل في مراقبة سلاح اقليمية.
معاريف / حرب روايات
معاريف – بقلم ران أدليست – 28/2/2018
في طوفان الفساد ينبغي أن نأخذ الى انتباهنا بان الانتفاضة الفلسطينية حية ترزق على درجة حرارة الغليان. لا تنتقل الى العناوين الرئيسة وتشوش الحياة. ولكن الاف الفلسطينيين يتظاهرون في بؤر مختلفة في الضفة، والمئات قرب الجدار في غزة. والنتائج هي قتلى وجرحى. اما الاثر الطبيعي المرافق فهو يد الجنود الارشق على الزناد في الميدان.
واضح أن الذنب ليس فقط على الجنود الذين يعلقون في اوضاع متعذرة، بل اساس المسؤولية هو على سياسة الحكومة.وبعد أن يكون قيل كل هذا وتبدد يتبقى فقط القتلى وعائلاتهم وجنود الجيش الاسرائيلي المشاركين والجيش الذي لا يعرف بعد كيف يهضم قصصا مثل قصة ياسين سراديح (36 سنة). قبل نحو اسبوع ركض نحو الجنود ارسلوا كي يعتقلوا مطلوبين، وهو يحمل قضيب حديد. وقد أظهرت كاميرا الحراسة للدكان المجاورة ذلك بوضوح. واعلن الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي بان سراديح حاول خطف السلاح من أحد الجنود فاطلقت النار عليه. “مقربو” الجندي مطلق النار قالوا انه شعر بخطر على حياته ولهذا فقد أطلق النار عليه. اما في الشريط فقد بدا سراديح مضروبا بشدة (بعد أن اطلقت النار عليه)، والجنود الضاربون يجرونه.
في هذه الاثناء تراجع الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي عن تقريره عن محاولة اختطاف السلاح. وروى تحقيق آخر للجيش الاسرائيلي بانه كان ملقى به وهو مقيد ويحتمل ان يكون سبب الموت هو استنشاق دخان وسائل تفريق المظاهرات. ونقلت الجثة الى معهد التشريح الجنائي في ابو كبير. وكان مشرح فلسطيني قد حضر التشريح. وتبين انه اصيب في بطنه، تضرر شديد الضرر بالضربات على رأسه، وفي صدره وظهره الاسفل ونزف حتى الموت. وكان البيان الاخير للناطق بلسان الجيش الاسرائيلي انه لما كان “المخرب مات في الوقت الذي كان معتقلا لدى قوات الجيش الاسرائيلي، فقد شرعت الشرطة العسكرية بالتحقيق”.
والان المشكلة هي كيف يمنع تطور الى أزاريا 2. فمن يتابع تقارير الناطق يرى بوضوح كيف أن الجيش الاسرائيلي كجيش يحاول ويفشل في أن يقدم للعالم ولنفسه تفسيرات لاحداث لا يوجد سبيل لتفسيرها. فالحديث يدور عن سلسلة تقارير تبدأ بالجنود المشاركين، بالقادة الذين يشترون قصة تنقلهم الى اليوم التالي دون فوضى اخرى عن الاضطرابات في الميدان. بعد ذلك يأتي القادة في الميدان ممن عليهم واجب التفسير الذي يريح عقل الفلسطينيين ايضا، وبعدهم القادة الذين يفترض بهم أن يريحوا ايضا عقل المجتمع الاسرائيلي وعقل العالم. كل واحد يطلق في حينه روايته، فيما يناور الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي على محور الزمن بين الروايات، الى أن يعلق بين اعلام يكشف التناقضات وبين التهديد بأزاريا 2. من هنا لاحقا، هذه لعبة على الزمن. مر يوم او اسبوع أو شهر. قتيل آخر يدخل في الدورة. وبعده آخر. ياسين سراديح نفسه لا يشكو. الكسل هو الدواء الافضل لتطهير الضمير والحرج.
ما تبقى للفلسطينيين هو اعداد تقرير. وزارة العدل الفلسطينية سترفع تقرير التشريح لوزير العدل، ومن هناك الى النيابة العامة. فماذا في ذلك؟ إذن هكذا، من أجل الانهاء الملائم. سراديح لم يكن منتميا لتنظيم أو مطلوب. أعزب. لاعب في فريق كرة قدم، اشتغل في اعمال مختلفة مصادفة الى أن حقق تثبيتا مطلقا برعاية حكومة اسرائيل. ونعم، هو يهاجم مع ما بدا كقضيب حديد. ولا، محظور اطلاق النار على من لا يهدد.
اسرائيل اليوم / “مندوب السلام” أبو مازن يحرض للجهاد
اسرائيل اليوم – بقلم روبين باركو – 28/2/2018
هناك من يدعي بان ابو مازن هو مندوب السلام الفلسطيني الاخير، الذي تخلى عن “حق العودة”، والذي هو ضد الارهاب وضد الحرب الدينية “التي يؤدي اليها زعماء اسرائيل”. وحسب هذا النهج، فان على اسرائيل أن تمسكه من طرف ثوبه وان توقع على عجل على اتفاق، قبل أن يرحل ويأتي بعده أشرار – وعندها من سيأتي؟
الاعلان الامريكي عن أن القدس الموحدة هي عاصمة اسرائيل والنية لنقل السفارة الامريكية الى القدس في ايار 2018، موعد “النكبة” وايام صوم رمضان الاولى، أخرج ابو مازن من خزانة الخداع الى صيغ القتال، على فرض أن “الغريب لن يفهمها”.
فخطاب الرئيس الاخير الى الامة الاسلامية في الجامعة الاسلامية المصرية “الازهر” في 17 كانون الثاني في إطار “اللجنة العالمية من اجل القدس عاصمة فلسطيني الخالدة” أصبح كتاب تحريض واضح لحرب دينية ضد اسرائيل. سبق هذا الخطاب تهديد حماس بان نقل السفارة سيفجر المنطقة، وتهديد منظمات مثل “الجبهة الشعبية”، التي تدعو الى عودة الكفاح المسلح، ولكنه بدأ بنبرة اخروية تبعث على الشفقة باقتباس من القرآن، من سورة الاسراء التي تتضمن رؤيا خراب اسرائيل، دمار اورشاليم العبرية وسيطرة الاسلام المرتقبة فيها وكمفتاح للسلام والحرب. “وعندما ستأتي المرة الثانية (لذبح اليهود) سنبعث ببني اسرائيل عبادنا (الفلسطينيين) لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ (جبل البيت) كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا (بين اسرائيل) تَتْبِيرًا”.
سخيف: من جهة ينفي ابو مازن باننا أنسال بني اسرائيل ومن جهة اخرى يدعو الى ابادتنا في حرب دينية، بالذات في اطار تعريفنا النبوئية في القرآن كـ “بني اسرائيل”… .
حسب ابو مازن القدس مقدسة فقط للاسلام والمسيحية ونهاية اسرائيل بالقتال. اما عناق المسيحيين في خطابه الغني بالتناقضات التلاعبية حتى القرف، إذ بزعمه فان ابناء “الصليبيين” المعادين من الغرب هم الذين زرعوا اسرائيل “كجسم غريب” لخدمتهم في أرض الاسلام.
في هذه الاثناء باسم الفلسطينيين “المرابطين” في استعداد قتالي ويتحملون مهامة تنفيذ الهدم الالهي، يدعو ابو مازن في خطابه الامة الاسلامية للمساعدة في الكفاح “لتحرير القدس عاصمة فلسطين الخالدة من ايدي الاحتلال”.
الكذبة الفلسطينية هي التي تصمم الواقع، سواء على المستوى الديني ام على المستوى التاريخي. وفي خطابه المثير للشفقة نسب “الرئيس” الفلسطينيين لشعوب الكفر التي سكنت في الارض قبل اكثر من 5 الاف سنة، كاليابوسيين والكنعانيين – كي يثبت بان الفلسطينيين يسبقون بني اسرائيل في البلاد – في ظل التجاهل الفظ لحقيقة أن البلاد وعدت في القرآن لبني اسرائيل، كالشعب المختار.
ان حقيقة أن هذه الشعوب ابيدت حتى آخرها من يهوشع بن نون، في الوقت الذي ورث بنو اسرائيل البلاد المباركة كما ورد في القرآن لا تزعج الفلسطينيين. بل العكس، هناك حتى فلسطينيون يدعون بانهم بنو اسرائيل الحقيقيون. غير أن انشغال “الرئيس” المهووس بلغز كثرة هوية آبائه يثير الاشتباه بالنسبة للسلوك غير الاخلاقي للام المجهولة. وفي هذه الاثناء لما لم يكن للفلسطينيين انتساب مثبت فانهم يحاولون نزع نسب شعب اسرائيل كوريث البلاد في القرآن وتسميتنا كرعاع ومزيفين.
في اطار نزع الشرعية عن اسرائيل، كان أبو مازن مستعدا لان يضم في خطابه المسيحيين كشركائه في الحقوق في القدس واعطاءنا فقط “الاذن” لزيارة عاصمته المقدسة. لم يستوعب “الرئيس” بان المسيحيين الهامين حقا سبق أن قالوا قولتهم ولم يعد معنى للازدواجية الاخلاقية. لم يستوعب بانه حتى لو كانت رحلة محمد الليلية الى القدس قد وقعت بالفعل والمدينة بالفعل مقدسة للاسلام، فلا يعد الامر سببا لجعلها عاصمة “فلسطين” بالضبط مثلما هي مكة لم تصبح عاصمة السعودية.
ان خطابات ابو مازن وأمثاله تمر لنا من تحت الرادار، ولكن رسائلها تعتمل في قلب كل طاعن، داهس، قاتل ومتفجر. يتبين بالذات ان ابو مازن “المعارض للارهاب” تباهى في خطابه بانه منذ اعلان ترامب سقط 30 شهيدا على مذبح الانتفاضة “بالطرق السلمية” وهو الذي يدفع نحو الحرب الدينية ضد اسرائيل باستخدامه في خطابه الاخير لاية “لاولئك الذين يقيمون الجهاد في سبيلنا، نعطيهم الوسائل لذلك لان الله مع المحسنين”. حسنا، من أجل تنظيم كهذا تكفي رام الله.
هآرتس / بين الجمهوريين وأمسلم
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 28/2/2018
المحقق الخاص روبرت مولر قدم مؤخرا لائحة اتهام ضد 13 شخص و3 منظمات روسية. لائحة الاتهام تسرد مؤامرة واسعة النطاق من اجل تخريب الديمقراطية الامريكية، واثارة العداء والخصومة بين مواطنيها وترجيح الانتخابات الرئاسية في 2016 ضد هيلاري كلينتون. رد ترامب كان مرفوضا، لكنه كان متوقعا: ترامب قال دون أي اساس إن لوائح الاتهام تطهره من تهمة التنسيق المسبق مع الروس. رد اعضاء الحزب الجمهوري كان شائن بدرجة ليست أقل، لكنه لم يكن مفاجئا: هم يحافظون على الصمت. بدل التجند ضد محاولة معادية لتخريب أسس النظام، هم يفضلون البحث عن روايات من اجل مهاجمة الحراس.
من لديه وجهة نظر تهكمية ايضا، سيصعب عليه استيعاب هذه الظاهرة. حزب نقش على رايته الوقوف بتصلب ضد من يكنون الشر للولايات المتحدة وعلى رأسهم روسيا، يختار غض النظر عن عدوانية فاضحة في الانترنت والشبكات الاجتماعية هدفت الى تشويه نظامها واضعافه. واخطر من ذلك أن الحزب لا يدفع الرئيس الى اتخاذ خطوات طواريء من اجل منع هجوم مشابه في الانتخابات القريبة القادمة للكونغرس والانتخابات الرئاسية في 2020.
ترامب يرفض مواجهة تهديد الروس خوفا من أن يظهره هذا الامر كشريك لهم. واليمين الامريكي كله باستثناء الفريدين من نوعهم، يتعاون معه. لو أن الامر لم يكن يتعلق بالسياسة لكان يمكن اتهامه بتقديم “مساعدة للعدو”، كما هو مفصل في قانون العقوبات الامريكية.
سلوكهم هو صورة مرآة لليمين الاسرائيلي، الذي يتعاون مع الهجوم الذي لا يقل خطورة لبنيامين نتنياهو على سلطة القانون في الدولة. في الحالتين، حركات ايديولوجية تتفاخر بماضيها الفخم تلغي نفسها امام زعماء أنانيون، مستعدون لاحراق النادي من اجل التهرب من المحققين معهم والبقاء على الكرسي.
عدد منهم، مثل المستوطنين والحريديين هنا والافنغلستيين هناك، على أي حال ليسوا من المؤيدين الكبار للديمقراطية وسلطة القانون. حسب رأيهم الهدف الايديولوجي يبرر الوسيلة، ويقزم الاخطار ويلغي اعتبارات الاخلاق والادارة السليمة. بعدهم يأتي المتهكمون والمتطورون الذين يدركون جيدا خطورة الوضع لكنهم يخشون من مواجهة الجمهور الذي جر خلف تحريض الزعيم ونظريات المؤامرة المتخيلة التي يطلقها بمساعدة اعلامه الهائج. أخيرا هناك اغبياء ومهووسين لا يفرقون بين الحقيقة والخيال ويتطوعون للاستلقاء على الجدار من اجل زعيمهم المضطهد.
في اجواء كهذه ما العجيب في أن رئيس الائتلاف دافيد أمسلم يسمي المراسلات المرفوضة بين القاضية والمحقق في سلطة الاوراق المالية، المخالفة الجنائية الاكثر خطورة في تاريخ الدولة. كل ذلك دون أن يهتز أي شخص من اليمين أو أن يعبر عن الاحتجاج أو على الاقل أن يرسله الى الفحص النفسي.
الامر يتعلق بمحاولة واضحة بتضخيم حدث، لا يزيد ولا ينقص من مخالفات نتنياهو، الى ابعاد خيالية – من اجل تقزيم التحقيقات مع رئيس الحكومة والمس بثقة الجهاز القضائي وضعضعة ثقة الجمهور بمؤسساته. لو أن الامر لم يكن يتعلق بالسياسة لكان يمكن وصف ذلك بمحاولة “تكريه أو احتقار أو عدم ثقة بالدولة أو سلطة الحكم أو القضاء فيها الذي اقيم بصورة قانونية”، كما جاء في البند 136 في قانون العقوبات الاسرائيلي الذي يعرف مخالفة التحريض.
لو كان الوضع معاكسا فان اليمين لم يكن ليتوقف عن التفاصيل، بل كان على الفور سيتهم اليسار بالخيانة.
معاريف / ليس بدافع عنصري
معاريف – بقلم كلمان ليبسكند – 28/2/2018
ثمة شيء مثير للغضب ممن يسارعون الى نسب كل ما يتدبر حسب مخططاتهم الى ذريعة العنصرية. واحد كهذا هو القاضي خالد كبوب: الذي ما ان فهم بان فرصه لان يعين قاضيا في المحكمة العليا متدنية، حتى اختار الانسحاب من السباق ووضع على الطاولة العامة لائحة اتهام خطيرة. “ما كنت لاسحب ترشيحي لو لم اشعر بان بعضا من اعضاء اللجنة، كما يبدو، ليسوا ناضجين، في هذه المرحلة على الاقل، تعيين قاض عربي آخر في المحكمة العليا”، ادعى في رسالة كتبها.
رواية كبوب هذه تثبتت بسهولة. فالواحد تلو الاخر احتج من يعرفه ومن لا يعرفه على خطيئة العنصرية. وشرحت النائبة رويتل سويد بان “تصنيفه كمن سيملأ خانة “القاضي المسلم” يتجاهل جودته”. اما النائب عيسوي فريج فقال: “احد لم يرغب في أن يسمح له بان ينتخب، كي لا يكون لا سمح الله كرسيان عربيان”. وفي “يديعوت احرونوت” وجدوا مصدرا مغفلا “مقرب من اللجنة” ادعى بانه “كان واضحا للجميع بانه لا امكانية لانتخاب قاضيين عربيين رغم كفاءاتهما”.
ان الادعاء بان المحكمة العليا ليست ناضجة لان تستقبل قاضيين عربيين، او انها ليست ناضجة لان تقبل في صفوفها قاضيا مسلما، هو هراء. فأنا اعرف القليل جدا من الناس ممن لهم مشكلة مع واحد من الاثنين. اما توجيه الادعاء بعنصرية المجتمع الاسرائيلي، مع ادعاء الضحية المطلقة والذي بموجبه “انا عربي وبالتالي لا أمل لي”، هو الملجأ الاكثر راحة. وليس لانه يوجد في العليا تمثيل مناسب للعرب. العرب بالفعل ممثلون فيها على نحو ناقص، ولكن ليس هم فقط. هناك في البلاد جمهور اصولي كبير، ولا يوجد في العليا حتى ولا قاض اصولي واحد.
ان وضع الجمهور الشرقي، الذي نسبته بين السكان أعلى بكثير من نسبة الجمهور العربي، هو الاخر في وضع سيء. فمنذ وقت غير بعيد ذكرت هنا معطيات طرحتها غاليت غولدمان، طالبة ماجستير في العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، في رسالة تقدمت بها في العام 2012. لقد فحصت غولدمان البلاد الاصلية لكل قضاة العليا منذ قيام الدولة ووجدت انه حتى موعد كتابة الرسالة عين فيها 99 قاضيا، 5 منهم فقط شرقيون. وكشفت النقاب عن انه لم ينتخب أبدا قاضيان شرقيان في ذات الجولة. القاضي الشرقي الاول انتخب بعد 14 سنة فقط من قيام الدولة. اما القاضي التالي فتسلم منصبه فقط بعد 16 سنة، مع اعتزال سلفه. من 1989 وحتى تعيين أدموند ليفي في 2001 لم يتول في العليا أي قاض شرقي.
هذا جميل ان يشارك المرء بحزن القاضي كبوب على ادعائه بظلم الاقليات، ولكن لسبب ما لم يسجل تأييد كهذا عندما كافح الوزراء موشيه كحلون وآييلت شكيد ورئيس مكتب المحامين آفي نافيه من أجل تعيين يوسف الرون، الذي تم التشديد جدا على اصله الشرقي. ناهيك عن السخرية التي كانت من نصيب النائبة نوريت كورن، التي تحاول تقديم تعيين قضاة شرقيين بشكل عام ومن أصل يمني بشكل خاص. فاذا كان للاصل معنى، فينبغي التعاطي مع هذا الموضوع بذات الجدية على طول الخط.
إذن لماذا ما كان لكبوب ان يعين في العليا؟ الجواب بسيط، وهو ما كان ليتغير لو كان يهوديا. فنوبة الفاعلية التي بدأت بها المحكمة العليا في العقود الاخيرة قضت على كل البحث في موضوع التعيينات ان تتلخص فيها. الوزيرة شكيد لا تخفي رغبتها في تعديل الاضرار التي خلفها أهرون باراك وخلفاؤه في هذا المجال وتعيين قبل كل شيء قضاة محافظين. خصومها يسعون لان يشدوا الحبل في الاتجاه الاخر. يحتمل ان يكون كبوب هو ضحية هذا الوضع. ولكن بين هذا وبين العنصرية لا شيء. ادعاءات “يخوزقوني لاني عربي” نوصي بان تحفظ لفرص ملائمة اكثر.
هآرتس / اصحاب الملايين الجدد من “نتيف هآفوت”
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 28/2/2018
هدايا بمليون شيكل؟ وسائل اعلام عاطفة مقابل تفضيل في صفقات لاصحابها؟ على هذا يريدون تقديم رئيس الحكومة للمحاكمة؟ من لا يهتم بهذه الصينية الساخنة، بل بالرشوة الحقيقية، مثل التي تقوم بسرقة الجمهور في وضح النهار دون تحقيقات ومستشار قانوني وليالي طويلة في وحدة لاهف 433 وفساد فيه كل مواطني اسرائيل هم شهود ملكيين لكونهم شركاء في الصمت في تنفيذها، يجب حرف الانظار عن المنزل في شارع بلفور وتوجيهها نحو حي نتيف هآفوت في غوش عصيون.
هنا تعيش بهدوء 15 عائلة سارقة، سيطرت على 5.5 دونم من اراضي الفلسطينيين، وأقامت وحدات سكنية بصورة مخالفة تماما للقانون، واستخفت على مدى السنين بأوامر الهدم للادارة المدنية. ولكن هذا التمتع فقط يبدأ هنا. لأنه حسب قرار الحكومة، سيتحولون الى اصحاب ملايين على حسابنا. نحن لسنا بحاجة الى الآلة الحاسبة أو صيغ معقدة، هنا الحساب بسيط وظاهر للعيان، كل شيء شفاف، ايضا السطو والتعويض عنه والاصبع الوسطى.
هكذا يبدو الامر: 39 مليون شيكل ستخصص لمجلس غوش عصيون، “المساعدة على بناء المباني المؤقتة” للعائلات المخلاة. أي أكثر من 2 مليون وربع مليون شيكل للعائلات كثمن لشقة ثابتة في القدس. 2.25 مليون شيكل لاستئجار غرف واستضافة لثلاثة اشهر، الى حين اقامة الكرفانات، واذا تباطأت الحكومة فسندفع اضافة الى ذلك 750 ألف شيكل عن كل شهر آخر. بترجمة حرة، الامر يتعلق بمبلغ 1500 شيكل ليوم استضافة للعائلة؛ فقط من غير الواضح اذا كانت هذه رزمة “كل شيء مشمول” أو فقط مبيت مع وجبة افطار. كل ذلك في الوقت الذي فيه ايجار شقة فاخرة في القدس، بالاحرى في المستوطنات، يبلغ 7 آلاف شيكل شهريا للعائلة، وحوالي 315 ألف شيكل لكل الغزاة خلال الاشهر الثلاثة.
من أين جاء مبلغ 2.25 مليون شيكل؟ الحلول عند الحكومة. الحديث هنا لا يدور عن تعويض من اجل الاستعداد وبدل فترة انتقالية، على هذا سنساهم بـ 4 ملايين شيكل ايضا، حوالي ربع مليون شيكل لكل عائلة مخالفة للقانون. ربما جزء من هذه الاموال سيستخدم كتعويض عن البيوت التي سيتم هدمها؟ لا سمح الله، سندفع تعويض عن السطو 24 مليون شيكل، حوالي 1.5 مليون شيكل في المتوسط لكل مبنى من المباني التي سيتم هدمها.
إن من اصابته هذه الارقام بالدوار يجب أن يذكر فقط رقم واحد: 60 مليون شيكل. هذه هي الجائزة الجماعية في “يانصيب هبايس” الاستيطاني. هذه هي رسوم الحماية التي سندفعها مقابل “اخلاء هاديء”. ما الذي قاله شلومو نئمان، رئيس مجلس غوش عصيون للقناة 7؟ “هذا رد يقدم القليل من العدل للسكان وهو حل مرغوب فيه”. حل عادل ومتواضع. لقد كنا على استعداد لدفع اكثر من ذلك، لكن للاسف هذا ما استطعنا ان نسمح به لانفسنا في هذه الاثناء. شكرا على التفهم. في المرة القادمة سندفع اكثر وسنمنح قطاع الطرق وسارقي الاراضي اماكن استضافة بمستوى اعلى.
إنهم يستحقون ذلك، والاكثر دقة، نحن نستحق أن ندفع لهم، نحن لم نكن بحجم توقعات العصابة. ومثلما شرح نئمان “نحن نشكر كل الدولة على تجندها من اجل الحصول على هذه الهبات، لكن مع ذلك لم تنجح في تطبيق كل القواعد التي هي ثمار التقنين غير المفهومة”. هذا يعني أن كل الدولة وخديجة من عرابة واحمد من أم الحيران تجندوا. وحتى أن الدولة لم تستطع اشباع شهوة الحيوان، ليس بسبب عدم رغبتها في ذلك، بل لأن كائنات من الفضاء عديمة الرحمة على شكل قوانين ومحاكم هبطت عليها من المريخ وقاموا بلي ذراعها. لكن هذا انتهى. من يريد العيش حسب القانون يجب عليه أن يدفع رسوم حماية. من يريد المال و/أو ارض بالمجان أو رسوم بناء أو استضافة أو اموال للتطوير، توجد لدينا دولة اخرى له، بالضبط وراء الزاوية.
هآرتس / عملية التنظيف التي ستحسم مصير آلاف الفلسطينيين
هآرتس – بقلم عميره هاس – 28/2/2018
يوم الثلاثاء 13 شباط كان يوما ماطرا، في هذا اليوم جاء دور قرية بيت عوا في الخليل للمشاركة في عملية التنظيف التي اعلنت عنها السلطات الاسرائيلية. مئات الشباب باعمار 20 – 25 تجمعوا من الساعة السادسة صباحا في حاجز ترقوميا خلف قضبان فحص الذين سيدخلون الى اسرائيل. عامل فلسطيني يعمل في الادارة المدنية، يحمل بطاقة معلقة في عنقه، قام بجمع بطاقات الهوية ونقلها الى المكاتب التي تقع خلف مسار الخروج المليء بالقضبان الحديدية والبوابات الدائرية. اربعة جنود مسلحين وقفوا بجانب موقع الفحص لمنع مئات الشباب من الدخول الى الداخل.
الاسم الرسمي هو “عملية لرفع المنع الامني”، ولقبها “عملية تنظيف”، وهذا الاسم ينبع من لغة الحواجز وسياسة منع الحركة. “أنت نظيف”، هكذا اعتاد جنود الادارة المدنية أو رجال الشباك على تسمية من لا يظهر الحاسوب الذي امامهم أن هناك اسباب تمنع اعطاءه تصريح خروج. حسب الفلسطينيين كلمة “نظيف” تفقد معناها القيمي وتتحول الى مصطلح تقني مجرد. الشخص الذي اعتبر نظيفا يستطيع البدء في المسار البيروقراطي لتقديم طلب للحصول على عمل في اسرائيل، أو تصريح خروج كتاجر.
في الاشهر الاخيرة سكان فلسطينيون ممنوعين من دخول اسرائيل أو السفر الى الخارج يتم استدعاءهم الى مكاتب التنسيق والارتباط ويطلب منهم تسليم بطاقات هوياتهم للفحص مجددا. الاستدعاء يتم بطريقتين: في المداهمات الليلية للقرى يقوم الجنود بالصاق بيانات مطبوعة باللغة العربية أو تركها خلفهم، وفيها تاريخ العملية ومكانها. بيانات مشابهة يتم نشرها ايضا في الفيس بوك باللغة العربية في صفحة منسق اعمال الحكومة في المناطق. في بيت عوا عرف السكان عن العملية في ليلة السابع من شباط. ومن لم يسمع الجنود (هناك من قالوا إنهم استيقظوا على صوت قنابل الصوت التي أطلقها الجيش عند دخوله)، ومن لم يشاهد البيانات التي الصقها الجنود على النوافذ أو تركوها في المسجد، فقد شاهد نسخة عنها نشرت خلال دقائق على الشبكات الاجتماعية. وقد كتب في الاعلان: “عملية رفع المنع الامني ستستمر في المنطقة وفقا لعدم تورط السكان في الاعمال الارهابية ورشق الحجارة والقاء الزجاجات الحارقة”.
في نفس يوم الثلاثاء الماطر والبارد في ترقوميا، العامل الفلسطيني في الادارة المدنية أعاد بطاقات الهوية الخضراء لاصحابها في عدة جولات، من الساعة 12:30 وحتى الساعة 5:00. الهويات الاولى التي اعادها اعلن عنها “نظيفة”، أعين من حصلوا عليها امتلأت بالدموع، والآخرون باركوا لهم وانتظروا دورهم. لغة الحواجز زادت. “الآن هو يقوم بتوزيع الهويات الوسخة”، تهكم بعض الاشخاص من اجل اخفاء خيبة املهم وحزنهم. أو قالوا “يجب علينا الاستحمام”. وكان هناك ايضا تشويش كبير: الى أن وصل عدد من الهويات الى الهدف، اصحابها لم يعرفوا بعد اذا كانت الهويات نظيفة أو وسخة. عملية مشابهة في مكتب التنسيق والارتباط في غوش عصيون تم فيها اعادة الهويات النظيفة مع بطاقة معينة، هذا ما قاله أحد سكان قرية من الخليل، الذين تم استدعاءهم الى مكتب الارتباط. هنا في ترقوميا – لا.
”العملية هي مبادرة للشباك”، قال للصحيفة مصدر في الادارة المدنية، “نحن فقط نقدم مساعدة لوجستية”. من افلام قصيرة في صفحة الفيس بوك لمنسق اعمال الحكومة يمكن الحصول على الفحص الاولي لبطاقات الهوية، وامام شاشات الحاسوب يقوم بذلك جنود الارتباط. من الصفحة ايضا يمكن الاستنتاج أنه تم استدعاء سكان من عشرات القرى الفلسطينية من اجل هذه العملية.
من الشباك قيل للصحيفة إن “الخطوات التي تم اتخاذها في السنة الاخيرة، والتي هدفت الى فحص امكانية رفع المنع الامني عن سكان الضفة الغربية للدخول الى اسرائيل، تقرر رفع المنع عن مئات الفلسطينيين الذين يعيشون في مناطق جغرافية شخص فيها انخفاض في الاعمال الارهابية. استنادا الى تقدير الوضع الاستخباري والامني وبعد فحص معمق للمعلومات القائمة بشأن مقدم الطلب”. التقدير المسبق بأن الامر يتعلق بمئات، يتفق مع استنتاج من اجتازوا العملية. معظم المتوجهين – احتمالاتهم ضعيفة، حيث أن عدد المجتمعين في مكاتب الارتباط المختلفة لساعات طويلة تصل الى عدة آلاف.
”يقومون بتصنيفنا مثل البندورة، يأخذون القليل ويرمون الاغلبية”، قال أحد الاشخاص الذي عرف نفسه باسم يوسف مسالمة (48 سنة). تدريجيا وعلى طول ساعات الانتظار الطويلة روى قصته. يقفز من الخلف الى الامام ويعود. يدمج كلمات من العبرية والعربية، يؤكد على اقواله بحركات اليد وملامح الوجه المختلفة، ينتقل من تحليل الوضع السياسي والاجتماعي الى ذكر جزئية من سيرته الذاتية. “كل شخص هنا هو قصة، ادخلي الى كل بيت في بيت عوا وستجدين فيه عشرة اولاد، تسعة منهم نائمون. لماذا؟ لأنهم جميعا ممنوعون من الشرطة أو الشباك، فقط واحد يعمل، لم يبق لنا أي شيء، حتى المال من اجل تطهير الولد لا نستطيع دفعه. أنا مدين بـ 300 شيكل للشيخ وزوجته، لأن إبني الصغير يذهب الى روضتهم، في البلدية يطلبون مني دفع رسوم الكهرباء والماء، وأنا ليس لدي ما ادفعه، هل ترين هذا الشيكل؟ عندما يكون معي اعطيه لابني موسى كي يشتري شيء في المدرسة، وعندما لا يوجد لدي هو يبقى في البيت.
”أنا ممنوع أمنيا منذ ثلاثين سنة، من الانتفاضة الاولى، فتح كانت تسري في عروقي. اعتقلت سنتين في كتسيعوت، وتمت ادانتي على رشق الحجارة، لكن في الاساس، قمت بتعليق اعلام فلسطين، حيث كل العالم يعرف أننا نريد الحرية. كان ذلك جريمة خطيرة. اليوم توقفنا عن التفكير بالاحزاب. اليوم يفكرون فقط بمصدر الرزق. حيث أنه لا يوجد أحد ينظر الينا. الآن أنا اقوم بقطع يد إبني اذا رشق حجرا”.
في السلطة الفلسطينية وفي اجهزة الامن الفلسطينية لا يحبون هذه العمليات ولا يشاركون فيها. حسب رأيهم الفحص اذا كان يمكن رفعه يمكن أن يتم ذلك عن طريقهم. ومنذ البداية كان ذلك سبب انشاء هذه الاجهزة في اطار اتفاقات اوسلو: منع الاتصال المباشر بين مواطن فلسطيني والسلطات الاسرائيلية.
رد الشباك على هآرتس يتضمن جانبين: تفهم اهمية العمل في اسرائيل بسبب اضرارها بالاقتصاد الفلسطيني ونية مواصلة التحكم بالفلسطينيين عن طريق العمل. “هدف هذه الخطوات هو تمكين نسيج حياة سليم لاجمالي السكان الفلسطينيين والعمل على تحسين ظروف حياتهم، لكن في نفس الوقت يتوقع أن يظهر السكان مسؤولية للحفاظ على الهدوء في المنطقة، ومن ذلك الامتناع عن الاخلال بالنظام ومحاولة المس بأمن المنطقة.
القناة الثانية العبرية / سكان الغلاف يطالبون بحل مشكلة التشويش على شبكات الإتصال
القناة الثانية العبرية – 28/2/2018
أفادت القناة الثانية العبرية ، مساء أمس الثلاثاء، قيام بعض السكان من مستوطنات غلاف غزة، بمطالبة الجهات المختصة، بالتوجه للسلطات المصرية، لوقف التشويش على شبكات الهاتف الخليوي في المناطق الجنوبية من البلاد.
وقالت القناة الثانية، إن بعض سكان مستوطنات غلاف قطاع غزة، اشتكوا من استمرار التشويش على هواتفهم الخليوية، لمدة تزيد عن أسبوع، الأمر الذي أثر على شعور الأمن لديهم، بحسب ادعاءاتهم.
وحسب القناة الثانية، فإن التشويش مصدره شمال سيناء، حيث يقوم الجيش المصري بخوض حربا ضد الجماعات والتنظيمات المسلحة، هناك منذ أسابيع.
وفقا للقناة الثانية، طالب رئيس المجلس الإقليمي أشكول، “غادي يركوني” الجهات السياسية والأمنية، المختصة بسرعة التدخل لحل المسألة.
ونقلت القناة العبرية عن يركوني قوله: “أنه يتوجب التواصل مع الجانب المصري بالسرعة الممكنة لحل هذه المشكلة، ويجب عدم ترك سكان هذه المنطقة، الأكثر سخونة دون تغطية من الهواتف النقالة، حيث تعتبر الاتصالات الخلوية وسيلة التواصل الأولى ساعة الطوارئ”.
هآرتس / الجيش الإسرائيلي يجبر طفل على الاعتراف بأن اصابته حادث
هآرتس – بقلم عميرة هاس – 28/2/2018
يتوقع الجنرال “يؤاف مردخاي”، منسق الأنشطة الحكومية في المناطق، أن نصدق أن عشرات الفلسطينيين وبضع الإسرائيليين، تآمروا لإعداد كذبة ضخمة من أجل تشويه قوات الجيش الإسرائيلي.
والكاذب هنا ليس محمد التميمي البالغ من العمر 15 عامًا فقط، وكذلك ليس والداه، ولا بعض أعضاء من عائلته في قرية النبي صالح، ولا أصدقائه الذين من ضمنهم الناشط الإسرائيلي اليساري جوناثان بولاك، الذي كان مع التميمي عندما تسلق سلمًا في 15 ديسمبر الماضي، ليرى ماذا يفعل الجنود الإسرائيليون المتجمعون في منزل فارغ بقريته، وتم إطلاق النار على الصبي الصغير في رأسه ليسقط مضرجًا في بركة من دمائه.
ويدعي “مردخاي”، في منشور على موقع فيسبوك ، نشره يوم الثلاثاء، أن الفلسطينيين أغبياء لأن كثيرًا منهم تعاون في خلق كذبة من السهل للغاية فضحها، ويعتمد مرخاي على أشياء قالها التميمي الصغير لمحققي الشرطة يوم الإثنين، بعد ساعات قليلة من اندفاع قوة عسكرية كبيرة نحو قريته “النبي صالح” ونحو منزله قبل الفجر بقليل، لتوقظه من نومه وتعتقله، وتم اعتقال خمسة قاصرين آخرين وخمسة بالغين في ظروف مشابهة لظروفه.
كان محمد التميمي قابعًا في ظلام دامس، نصف مستيقظ، ويرتعد من المشهد الذي يرى فيه البنادق مُصوبة نحوه، والهواء الذي تفوح منه رائحة الغاز المسيل للدموع والرائحة المثيرة للاشمئزاز القادمة من المياه التي رشتها القوات الإسرائيلية، وأُخذ محمد التميمي للاستجواب في ظل تلك الظروف، ومن السهل معرفة ماذا دار بخلد الفتى الصغير المُصاب، المقرر أن يخضع لعملية جراحية أخرى في الأيام القادمة لإعادة بناء جمجمته في الأسابيع القادمة.
من المؤكد أن التميمي كان يفكر في أمور عدة في ذلك الوقت، مثل: ربما سوف يتم اعتقالي لعدة أسابيع، ربما ستسوء حالتي الصحية أكثر، ربما لن يتم إطلاق سراحي حتى موعد عمليتي القادمة، التميمي أخبر المحققين وممثلين عن مكتب التنسيق والإدارة المدنية، والذين كانوا حاضرين لسبب ما، ما أرادوا سماعه، وهو أن اصابته ناتجة عن سقوطه عن دراجته.
تعتقل قوات الجيش الإسرائيلي، مئات الفلسطينيين، نتحقق معهم كل أسبوع في القدس والضفة الغربية، لا يشكك أحد في حقيقة أن أحد أهداف تلك القوات منع أولئك الذين يخططون أو ينفذون هجمات مسلحة، والهدف الثاني هو جمع المعلومات، عن أكبر عدد ممكن من الناس وعن الأنشطة الاجتماعية والسياسية، وقد يتم أحيانًا استخراج معلومات تافهة ومبتذلة للغاية، وأحيانًا معلومات محرجة، والهدف الثالث هو القضاء على النشاطات الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي أصبحت قرية النبي صالح رمزًا له، فالفلسطينيون ممنوعون من إظهار مقاومتهم للاحتلال بأي شكل من الأشكال.
و إحدى طرق ردع الأفراد الذين قد يكونون مشاركين محتملين في الصراعات الشعبية، هو إلحاق ضرر جسيم على الأشخاص الذين يشاركون في تلك المظاهرات بالفعل، بوسائل تتراوح بين الإصابات والقتل؛ الاحتجاز في ظروف أشد من تلك التي يواجهها المشتبه به في الكسب غير المشروع، والحرمان من النوم؛ وإجبارهم على وضع أصفاد مؤلمة، وسائل الاستجواب المهينة؛ الاتهامات السخيفة.
كثير من الاعتقالات هي مجرد وسيلة أخرى تحاول إسرائيل من خلالها، بصورة منهجية، تقويض النسيج الاجتماعي الفلسطيني وتفكيكه، من أجل إضعاف قدرته على الصمود أمام الاحتلال وتحديه.
عندما يكون المحتجزون قاصرين، فإن المحققين يكون لديهم قدرة أكبر على استخراج ما يريدونه، فبمساعدة عدد قليل من الصفعات، والأوضاع المؤلمة أثناء الاستجواب والضغوط النفسية، يعترفون على الفور ببعض المعلومات الكاذبة، والتي تكون أغلبها مبالغ فيها، فمن السهل التلاعب بهؤلاء القاصرين وكسر نفسياتهم.
ويناقش الفلسطينيون، فيما بينهم، مشاركة القاصرين في أنشطة احتجاجية ضد الاحتلال، فروح النضال عزيزة عليهم، وكره الاحتلال يجري داخل الفلسطينيين بشكل عميق لإجراء هذه المناقشة من الأساس، ولكن الثمن المرتفع الذي يدفعه القاصرون وأسرهم، واضح للجميع.
من السابق لأوانه الحكم إذا ما كان منشور “يؤاف مردخاي”، سيشجع مثل هذا النقاش، وما إذا كان سيتم إجراء هذه المناقشة بشكل عام بين الفلسطينيين أم لا، أو تقوية موقف أولئك الذين يقولون إن إسرائيل لن يوقفها شيء في سبيل القمع، وبالتالي لا ينبغي سلب صغار السن من حقهم في التظاهر.
القناة الثانية العبرية / انقطاع الاتصالات في غلاف غزة: خطر حقيقي
القناة الثانية العبرية – 28/2/2018
منذ أسبوع وسكان الجنوب (غلاف غزة على وجه الخصوص) يعانون من مشكلة عدم وجود تغطية في هواتفهم النقالة، والتي بسببها لا يستطيعون تلقي المكالمات والاتصال بشكل منتظم. في ظل تزايد التوتر الأمني، وعدم تأكدهم في وزارة الاتصالات بأن المشكلة سيتم حلها قريبًا؛ يشعر السكان بالقلق.
رئيس المجلس الاقليمي “اشكول” غادي يركوني قال “هذا تهديد حقيقي لاستعدادنا لحالة الطوارئ على خلفية الواقع الأمني المتراجع في المنطقة”.
واحدة من سكان كيبوتس “كفار عزة” قلقة هي أيضًا من المشكلة وتقول “من غير الممكن إدارة حياة يومية طبيعية في وضع كهذا. في حالة الطوارئ تكون الاتصالات هي الشيء الوحيد والأهم بالنسبة لنا. شخص ما عليه أن يستيقظ وبسرعة، أتمنى أن يُسمع صراخ السكان هنا”.
“يبدو أن الخلل في الاتصالات يحدث بسبب نشاطات أمنية في مصر” بحسب يركوني، الذي أضاف “سكان الجنوب يدفعون ثمنًا باهظًا بسبب موقعهم في المثلث الحدودي، يعانون يوميًا من ضجيج الحرب غير العادية في مصر، والآن يعانون من انقطاع في الاتصالات نتيجة لهذه الأعمال”.
وطالب يركوني الجهات المعنية في جهاز الأمن بالعمل دون مماطلة من أجل حل هذا الخلل فورًا.
وفي رد وزارة الاتصالات نُقل انه بدءًا من مساء الأربعاء، وبشكل متقطع، تمت ملاحظة تشويش يؤثر على جميع الشبكات الخليوية، ونتيجة لذلك يواجه كثير من المستخدمين مشاكل بالخدمة في مناطق مختلفة في إسرائيل، وخصوصًا في الجنوب.
واتضح أيضًا أن أصل الخلل هو خلف الحدود من الناحية الجنوبية. الوزارة تعمل من خلال وزارة الخارجية ومسؤولين آخرين لوقفه، وفي هذه المرحلة ليس هناك توقع لموعد انتهاء المشكلة.
هآرتس / التخريب من اجل البقاء
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 28/2/2018
”يا لحظ نتنياهو”، همس وزير الداخلية، آفي درعي، باذن وزير المواصلات، اسرائيل كاتس. فقد قصد درعي بان “قضية الرسائل” وقعت كهدية من السماء لرئيس الوزراء. فما هو افضل لبنيامين نتنياهو، الغارق حتى الرقبة في تحقيقات الفساد، من قضية قضائية يستخدمها لنزع الشرعية التامة عن جهاز القضاء؟ فبعد أن ضعضع مصداقية الشرطة وجعل الاعلام “مقتلع اسرائيل”، جاء دور القضاة والمحاكم. الاحبولة كانت على الارض، وما كان يمكن لنتنياهو ان يمر دون أن يلتقطها.
ما كشفت عنه القناة 10 النقاب يثبت انه بخلاف تشهيرات نتنياهو التي لا تنقطع، فان الاعلام يقوم بعمله باخلاص، دون أن يحسب حسابا لمن سيتضرر من تحقيقاته. فما بالك انه يتبين في هذه الحالة أن “المشاركين في القضية” أرادوا على الاطلاق التخفيف عن المعتقلين. ولكن حين تكون الغاية نزع الشرعية عن جهاز القضاء، ان نتنياهو يتعاطى مع تقرير الاعلام كمصدر موثوق وشرعي.
لقد عمل جهاز القضاء بسرعة ونجاعة. فلم تمر ساعتين منذ تبادل الرسائل القصيرة بين المستشار القانوني لفريق التحقيق في ملف 4000، المحامي عيران شوحم شافيت، وقاضية الاعتقالات، رونيت بزوننسكي كاتس، فاذا بالمدعي العام يجمد والقاضية ترسل الى اجازة. ولاحقا تمت التوصية بتقديمها الى محاكمة انضباطية. وفي اليومين الماضيين تبينت الصورة حتى أكثر تعقيدا. فالاثنان لم يقصدا البحث في المحكمة ولم يسعيا لتقديم عرض عابث لمحامي المشبوهين، بل نسقا المواقف في جدال داخلي مع محققي لاهف. ولكن حتى هذه الحقيقة لم تهم نتنياهو ومبعوثيه الى الاستديوهات، ولا حتى مأمور شكاوى الجمهور عن القضاة، والذي حقق بالحالة وقضى بانه لم يكن حرف للمحاكمة او مؤامرة بين المدعي العام وبين المحكمة.
ان الحجوم الحقيقية للحدث لا تهم نتنياهو. هدفه واحد، وقد تحقق: اطفاء الشكوك لدى الجمهور ونقل البحث من فساده الى فساد جهاز القضاء؛ دفع الجمهور الى الايمان بانه ليس مذنبا بل جهاز القضاء هو المذنب. وانه لا حاجة للتحقيق معه بل للتحقيق مع جهاز انفاذ القانون. اقناع الجمهور بان المسيرة ملوثة، وهو وحده الطاهر كالثلج.
من أجل انقاذ جلدته والافلات من القانون مستعد رئيس الوزراء لان يخرب جهاز القضاء. من أجل بقائه مستعد لان يضعضع ثقة الجمهور في احد الاعمدة الاهم للديمقراطية الاسرائيلية. وزراء في الحكومة يقولون انه رغم التحقيقات فان الاداء المسؤول لنتنياهو كرئيس وزراء لم يتضرر. يتبين ان لا. رئيس الوزراء يفضل مصلحته الشخصية على نصبه العام ويعزز الاستنتاج بانه لا يمكن ان يواصل فيه.