ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 20– 2 – 2018

يديعوت احرونوت :
– المعتقلون – ملف 4000.
– الشركة الجديدة لمؤسسي “موبيل آيل اوركام” تساوي مليار دولار.
– مقربون قيد الاعتقال.
– هكذا عملت الطريقة.
– النائب زوهر: ما يفعلونه لنتنياهو – مثل اغتيال رابين.
– المحامي جاك حن اعتزل تمثيل نتنياهو.
– مساعد الطيار الذي ترك طائرة اف 16 الاسبوع الماضي عاد للطيران.
– الاوروبيون يمنعون معرضا اسرائيليا يعنى بجرائم اسرائيل.
– الخطر الايراني خلف الحدود.
معاريف/الاسبوع :
– قضية بيزك: المعتقلون.
– صفقة الغاز الكبرى.
– غباي ضد لفني.
– يقتربون من الشاهد الملكي – ملف 4000: قضية بيزك.
– ميكي زوهر: “ما يفعلونه لنتنياهو مثل اغتيال رابين، بدون رصاصة”.
– لبيد: فليعين رجل ليكودي بدلا من نتنياهو.
– تسعة سيتنافسون على رئاسة ميرتس.
– اسرائيل – قوة عظمى غازية اقليمية.
– وزارة الدفاع تجري تجربة ناجحة على منظومة حيتس 3.
– ليبرمان: دمرنا نفق ارهاب في منطقة كرم سالم.
هآرتس :
– مقربا نتنياهو نير حيفتس وشلومو فلبر مشبوهان بتلقي رشوة في ملف 4000.
– وزارة العدل تعارض الحكم المؤبد الالزامي للرجال الذين قتلوا زوجاتهم.
– اختبار مندلبليت: هل سيقر التحقيق مع الزوجين نتنياهو بالتوازي في اطار ملف 4000.
– حوطوبلي: مواطنو اسرائيل يعيشون تحت ارهاب المهاجرين.
– رئيس لجنة الكنيست ميكي زوهر: ما يفعلونه لنتنياهو خطير مثل اغتيال رابين، هذا اغتيال سياسي.
– زيارة شاذة الى القاهرة: مصر تضغط على حماس لتسليم السيطرة في غزة للسلطة الفسطينية.
اسرائيل اليوم :
– المعتقلون ينكشفون.
– الاشتباه الاساس: تغطية عاطفة لرئيس الوزراء في “واللاه!” مقابل امتيازات كبرى لبيزك.
– “توجد رسائل قصيرة ورسائل الكترونية مدينة”.
– المفتش العام للشرطة يصل اليوم لنقاش في الكنيست.
– النائب ميكي زوهر، التشبيه – والعاصفة.
– المال يضخ: التوقيع على اتفاق تصدير الغاز لمصر.
القناة 14 العبرية :
-اليوم الثلاثاء تُجري الجبهة الداخلية تدريباً في المؤسسات التعليمية، والذي يحاكي إطلاق صواريخ على “إسرائيل”.
-الشرطة الإسرائيلية تستعد للتحقيق مع “نتنياهو” وزوجته سارة، وذلك بعد الكشف عن معطيات وأسماء جديدة في ملف الفساد رقم 4000.
-عودة الطيار الذي أصيب بجروح طفيفة خلال سقوط طائرة ال f16 في سوريا للعمل.
القناة 2 العبرية :
-وزير المالية “كحلون” اجتمع بالأمس مع رئيس الوزراء الفلسطيني برام الله ودعا الفلسطينيين للعودة لطاولة المفاوضات.
-“يوأف مردخاي” يحذر سكان غزة من التجمع والتظاهر بالقرب من السياج الحدودي الفاصل مع “إسرائيل”.
-رئيس أركان الجيش اللبناني: سنحارب الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان بأي ثمن.
القناة 7 العبرية :
-الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 7 فلسطينيين من أنحاء متفرقة بالضفة الغربية.
-مسؤول أيراني: سنبيد “تل ابيب” إذا قامت “إسرائيل” بقصف الأراضي الإيرانية.
-سلاح الجو الإسرائيلي يقدم اليوم لقيادة الجيش النتائج التحقيقات النهاية حول سقوط الطائرة في سوريا.
والا العبري :
-تحقيقات سلاح الجو: الطيار كان يستطيع تفادي الصاروخ الذي أطلقته المضادات الأرضية السورية.
-اليوم تجري الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تدريبات تحاكي سقوط صواريخ على المؤسسات التعليمية بالبلاد.
-الجيش الإسرائيلي يزعم العثور على أسلحة في قرية بيت فجار شرق بيت لحم، الليلة الماضية.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 20– 2 – 2018
هآرتس / زيارة شاذة الى القاهرة : مصر تضغط على حماس لتسليم السيطرة في غزة للسلطة الفسطينية
هآرتس – بقلم جاكي خوري وآخرين – 20/2/2018
تمارس المخابرات المصرية في الاونة الاخيرة ضغطا شديدا على حماس للتقدم في المصالحة مع فتح وتسليم السيطرة في قطاع غزة للسلطة الفلسطينية. وبشكل شاذ، يجري وفد من كبار رجالات حماس محادثات في القاهرة في الايام العشرة الاخيرة. ولكن في الغالب، تستمر زيارات ممثلي حماس في مصر اربعة أو خمسة أيام فقط. ولم تدلي الاطراف بشكل رسمي بمعلومات عن المحادثات. ويقود الوفد في القاهرة رئيس المكتب السياسي للمنظمة اسماعيل هنية.
في السلطة الفلسطينية يدعون بانه بسبب الضغط المصري على حماس، استدعي الى القاهرة عدد من اعضاء المكتب السياسي للمنظمة. وأكدت حماس أول أمس بان ثلاثة من اعضاء المكتب السياسي، موسى ابو مرزوق، عزت الرشق ومحمد نصر، وصلوا الى القاهرة لمواصلة المحادثات. كما علمت “هآرتس” بانه يوجد في الوفد تمثيل للقيادة العسكرية ايضا، وحسب مصادر في حماس، يعني الامر امكانية ان تكون على جدول الاعمال مسألة تبادل أسرى مع اسرائيل.
وأشارت مصادر فلسطينية في الحديث مع “هآرتس” الى ان المصريين قلقون من الوضع الانساني في القطاع ويحاولون ايجاد صيغة تسمح بتطبيق المصالحة. ولكن حسب التقديرات لم تنجح حماس وفتح بعد في الوصول الى حل وسط. في حماس يدعون بان السلطة تتنكر لتطبيق المصالحة، مع أن المنظمة سلمتها السيطرة في القطاع. بالمقابل، في السلطة الفلسطينية يدعون بان حماس تقدم عرضا عابثا في موضوع تسليم السيطرة، لا تزال تجبي الضرائب وتسيطر في القطاع من ناحية امنية.
محافل مطلعة على التفاصيل في فتح وفي حماس مقتنعة بانه رغم الاحاديث عن المسائل الاقتصادية، فان السلطة الفلسطينية معنية اساسا بان تتنازل حماس عن السيطرة الامنية في القطاع. وتلقى هذا التقدير تعبيرا في بيان الحكومة الفلسطينية بان ميزانية السلطة للعام 2018 تتضمن ايضا القطاع، ولكن حسب ما نشر في صحيفة “لا فيغارو” الفرنسية، أوضحت السلطة بان المال لن يحول اذا لم تتلقى في المدى الفوري السيطرة الكاملة على الشرطة، الجهاز القضائي والمنظومة المالية في القطاع. وافاد دبلوماسي أجنبي على اتصال مع الحكم في رام الله للصحيفة الفرنسية بان على حماس ان ترد على عرض السلطة حتى نهاية الشهر، والا ستتوقف مسيرة المصالحة. وادعى فوزي برهوم الناطق بلسان حماس معقبا بان اعلان السلطة كاذب.
وبالتوازي، طرحت مصادر مقربة من حماس والقطاع امكانية أن تكون مصر تحاول العمل على خطوة مع حماس دون صلة بالسلطة، بهدف منع انهيار القطاع. وحسب مصادر فلسطينية، يتواجد في القاهرة ايضا محمد دحلان، المسؤول السابق في فتح الذي يحاول العمل على صيغة جديدة مع مصر بسبب المأزق في تطبيق اتفاقات المصالحة.
وبالتوازي، في السلطة الفلسطينية يواصلون الجهود الدولية لمواجهة اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب في موضوع القدس وآثاره. واليوم سيلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابا امام مجلس الامن يوضح فيه بانه اذا كانت الاسرة الدولية معنية بانقاذ حل الدولتين، فعليها أن تعترف بدولة فلسطين بحدود 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية. وقال رئيس البعثة الفلسطينية الى الامم المتحدة رياض منصور لصوت فلسطين ان البعثة بدأت في اتصالات مع الدول العربية بهدف العمل على مشروع قرار للاعتراف بدولة فلسطينية في مجلس الامن.
يديعوت / اختبار بيغن – ماذا سيروي التاريخ عن نتنياهو
يديعوت – بقلم يوعز هندل – 20/2/2018
تم أمس احياء ذكرى وفاة مناحم بيغن. وبخلاف اصدقائي في اليسار، الذين تبنوه لقلوبهم في السنوات الاخيرة، في نظري كان بيغن ولا يزال نموذجا للاقتداء. ليس انسانا كاملا، ولكن يكفي لوضع اسمه أمام القضايا الحالية وتلقي جوابا عما هو الطريق المستقيم.
العقل السلم، مثلا، يعرف كيف يشرح ماذا حصل لنتنياهو في قضية الهدايا. من اللحظة التي اعترف فيها بانه تلقى هدايا، يوضح “اختبار بيغن” ما هي المشكلة، جنائية أم غير جنائية. فالموظف العام لا يمكنه أن يتلقى هدايا بملايين الشواكل بشكل جار على مدى عقد من الزمن. ليس هناك موظف بلدية يمكنه أن يتلقى هدايا كهذه من صديق هو بالصدفة يسكن في المدينة او يبني فيها. ولا النائب في الكنيست أيضا. عندما يضاف الى ذلك تضارب المصالح، يصبح هذا حتى اكثر اشكالية من ناحية قضائية.
ومقابل الهدايا، فان العقل السليم – عقلي على الاقل – يجد صعوبة في أن يفهم ملفات الاتصالات. الشرح ما الذي دفع نتنياهو للتورط، لاجتياز الخطوط او للسقوط في مواضيع التغطية الاعلامية. فـ “الاعلام” لم ينجح ابدا في التأثير على جمهور ناخبيه للتصويت بشكل مختلف، بل العكس، هكذا كان حين كان منسجما، وأنا وآخرون صوتنا لنتنياهو، وهكذا الان حين اصبح اكثر تنوعا ويلعب فيه ايضا كالنجوم صحافيوم ووسائل اعلام من اليمين.
إذن ما الذي دفع نتنياهو لان يخاطر هكذا؟ جوابي هو: صفحات التاريخ. نتنياهو ينظر الى المدى البعيد. وهو يفهم بان من يكتب التاريخ ليست هي مقاعد الليكود، ميري ريغف، دافيد امسلم او ميكي زوهر، بل مؤرخون مثل أبيه الراحل – الـ “نخب” من اليمين ومن اليسار. هذا هو السبب الذي يدفعه الى أن يحاول اقناعهم بتجميد نتاج ولايته.
هاكم قصة من العام 2011، عندما كنت مستشاره. ذات صباح نشر في “هآرتس” مقال بقلم آريه شافيت عن ايديولوجيا نتنياهو. في نظري كان المقال ممتازا. فقد أثنى على الرؤية الاستراتيجية لنتنياهو وهاجم نزعة المحافظة والتردد السياسي لديه. هجوم من هذا النوع هو بركة لجمهور الناخبين. في نظر نتنياهو لم يكن هذا مقالا جيدا، رغم نصف الكأس الملأى. وطلب أن نكتب ردا ووظف لذلك وقتا. فالاهمية التي أولاها لمقال وحيد هي العقيدة كلها على ساق واحدة: عقيدة الكلمات لنتنياهو.
يناور نتنياهو على السفينة جيدا، ولكن لا يمينا بل في الوسط. وكلماته وحدها هي اليمين. محقون اولئك الذين يدعون بانه في اليوم التالي لنتنياهو لن يتغير شيء. فالبحر سيبقى ذات البحر، والعرب ذات العرب. من يؤمن بان نتنياهو هو حاجز امام السلام، يوشك على ان يخيب ظنه مرتين. أولا، السلام لن يأتي – لن تكون دولة فلسطينية مستقلة، لان مثل هذه الدولة ستشكل خطرا وجوديا على اسرائيل. ثانيا، نتنياهو هو “حاجز” فقط وحصريا أمام الغضب من اليمين على قيود البناء وسياسة التجميد في يهودا والسامرة. بوسعه ان يسوف، ان يقول الامر وعكسه، وهو يخلق لليمين انبوبا لتحرير البخار.
يرى نتنياهو على نحو سليم القيود القائمة في السياسة، غير أنه من ناحيته القول أهم من الفعل: الكلمات هي كل شيء. هو يقف على اكتاب عمالقة – رؤساء وزراء قبله – وفي الجوانب السياسية لا يختلف حتى عن اليساريين منهم. احيانا احاول أن اتخيل ماذا كان سيحصل لو كان مباي يتبنى رؤيا بلاد اسرائيل الكاملة. الجواب هو انه سيكون اليوم في يهودا والسامرة مليونا اسرائيل وليس نصف مليون فقط. عندما كان مباي يريد، كان على الاقل نجح في اقامة احياء هائلة في شرقي القدس.
هناك من سيقولون ان نتنياهو هو الذي بنى بالذات في يهودا والسامرة أقل من كل الباقين (مبعوثه الى محادثات السلام ظهر دوما مع جداول أظهرت بان بالذات باراك، اولمرت وشارون بنوا أكثر). وهو يناور سياسيا على نحو ممتاز، ولكن يجد صعوبة في أن يناور في افعاله ونتائجها بحيث تتطابق والصورة.
كل فضائله في محافظته. في نظري هذا يكفي؛ ليس في نظر اولئك الذين يكتبون التاريخ. ليس في “اختبار بيغن”. هذا هو السبب الذي يجعل نتنياهو يبحث عن السبل للتأثير على ما كتب وعلى من يكتبون. يريد أن يقنع بالذات اولئك الذين لا يصوتون ولن يصوتوا له.
في تاريخ الصهيونية يوجد مكان شرف للصحافيين. هرتسل وجابوتنسكي عملا في الصحافة. نتنياهو، بخلاف ممثليه في الشبكات الاجتماعية وردود فعله المكتوبة، يقدر الصحافيين ويقدر الكلمات. وهذا هو العبث: اكثر مما هو ضعفه للهدايا، ضعفه للتاريخ من شأنه أن يكلفه بالشكل الذي سيخط فيه في الذاكرة التاريخية.
هآرتس / هناك حاجة لعدد من الفلسطينيين جاهزين لقتلهم
هآرتس – بقلم عميره هاس – 20/2/2018
في العملية الارهابية على حدود غزة في يوم السبت الماضي في الساعة التاسعة والنصف مساء قتل شابان ابناء 15 و17 وأصيب اثنان آخران أبناء 16 و17. قوة عسكرية اسرائيلية اطلقت عليهم حوالي 10 قذائف مدفعية اثناء تواجدهم داخل المنطقة الفلسطينية، على بعد 50 متر تقريبا غرب جدار الفصل. جثتا الشهيدان عبد الله ارميلات وسالم صباح تم العثور عليها من قبل طاقم طبي للهلال الاحمر، نجح في الوصول اليهما فقط في صباح يوم الاحد. حسب التقديرات فان ارميلات إبن الـ 15 وصباح إبن الـ 17 نزفا حتى الموت بعد اصابتهما بشظايا القذائف الاسرائيلية.
الموقع شرقي بلدة شوخة في جنوب القطاع، وهو معروف كنقطة تسلل الى اسرائيل من قبل الشباب الذين يأملون في ايجاد عمل أو أن يتم اعتقالهم، وهكذا يهربون من حياة الفقر البائسة التي حكم عليهم بها. نحو 60 في المئة من الشباب في القطاع عاطلين عن العمل حسب الاحصاءات الحديثة. في النشرات التلفزيونية وفي عدد من النقاط المرتفعة في القطاع تبدو المستوطنات الفاخرة التي تغرق بالخضرة لليهود، التي تغذي اوهام الشباب حول مصادر الرزق والآفاق والفرص.
نقطة اخرى للتسلل أو محاولة التسلل المعروفة ايضا للجيش الاسرائيلي توجد في وسط القطاع. فقط في هذا الشهر تم اعتقال خمسة شباب خرجوا بحثا عن العمل. بشكل عام، الذين يريدون الوصول الى اسرائيل يخرجون في الليل، مثل ارميلات وصباح، ومعظمهم مثل ارميلات وصباح واصدقائهما هم من عائلات بدوية تعيش في المنطقة. الشابان اللذان انقذت حياتهما يعالجان في المستشفى الاوروبي في جنوب القطاع، أحدهما الذي اصابته طفيفة قال لباحث من “المركز الفلسطيني لحقوق الانسان” صحيح أنه هو واصدقاءه الذين فقدوا حياتهم في سن صغيرة كانوا يأملون اجتياز الجدار للبحث عن عمل في اسرائيل. عندما أبلغ الوالد المتألم أن إبنه سيسرح من المستشفى خلال يوم انفجر بالبكاء وقبل يد الطبيب.
مؤخرا تلاحظ مرة اخرى زيادة في عدد الذين يحاولون التسلل الى اسرائيل. مع الفقر الدائم واليأس المتعاظم ازدادت جرأة الشباب. “الجيش الاسرائيلي غريب، يصعب احيانا فهمه”، قال أحد سكان رفح للصحيفة. مثل أخي الشاب. لم نر بعضنا منذ عشر سنوات، لكن الثقة والتقارب بيننا يتم تطويرها من خلال المكالمات الهاتفية. “احيانا يمكن رؤية أن الجيش يضبط نفسه، يظهر أنه يعرف التمييز بشكل عام اذا قام الجنود باعتقال قاصر عمره 18 سنة يقوم الجنود باطلاق سراحه على الفور واعادته الى القطاع. يعرفون هذه النقطة ويعرفون أن من يخرج منها يأمل في العثور على العمل. توجد لديهم وسائل متقدمة في الظلام، وكان يمكنهم معرفة أن الشباب الاربعة غير مسلحين. فلماذا تم قصفهم بشكل مباشر وقتلهم؟”.
أنت مخطيء، صديقي الشاب، هذا ليس غريبا على الاطلاق. منذ صباح يوم السبت عندما أصيب جنود الجيش الاسرائيلي بجراح طفيفة بسبب عبوة زرعت داخل القطاع فان المتحدثين الرسميين والاعلاميين مهدوا الارضية للانتقام السريع. لقد قيل إنه منذ 2014، ايام “الجرف الصامد” لا توجد حادثة خطيرة الى هذه الدرجة. تفجير العبوة ضد جنود مسلحين جيدا ومدربين وصف في وسائل الاعلام على أنه عملية ارهابية.
قائد المنطقة الجنوبية، ايال زمير، قال في يوم الاحد “المس بجنود الجيش الاسرائيلي هو حادثة ارهابية خطيرة”، وكأنه تحدث عن اطفال في الروضة أو عن نساء مرهقات في الحافلة يحملن السلال. هذا الغضب انفجر في برامج يوم السبت وازداد. الاحراج من اللامبالاة المؤلمة للقوة لا يمكن تغطيته فقط بقصف مواقع فارغة لحماس. يجب القيام بأكثر من ذلك. أي عدد من الفلسطينيين الجاهزين لقتلهم. والذين يمكن دفنهم بجملة واحدة مجردة في التقرير، بمساعدة حقنا الحصري في تعريف الارهاب.
هآرتس / نتنياهو يهتم فقط ببقائه – وكل ما تبقى هو مظهر مزيف
هآرتس – بقلم نحاميا شترسلر – 20/2/2018
ظاهريا كل شيء على ما يرام. رئيس الحكومة فعل المتوقع منه في لجنة شؤون الامن في ميونيخ. فقد هاجم ايران التي تجرأت على العمل ضدنا من سوريا، وحتى أنه انتقد رئيس حكومة بولندا الذي يحاول اعادة كتابة تاريخ الكارثة. قبل يوم من ذلك صادق على هجوم سلاح الجو في قطاع غزة، وفي هذا الاسبوع احضر ميزانية 2019 للمصادقة عليها في الكنيست. أي أن كل شيء على ما يرام، العالم يسير كالعادة ورئيس الحكومة يقوم بوظيفته كالمعتاد. توصيات الشرطة بتقديمه للمحاكمة بسبب الرشوة لا تمس بأدائه، وايضا الاعتقال الحديث لمقربيه في قضية بيزك – “واللاه”. حتى النبأ بأنه هو نفسه متهم في هذه القضية لا يؤثر.
ولكن الحقيقة معاكسة. بنيامين نتنياهو في الحقيقة لا يعمل كالمعتاد. مقربوه يقولون إنه يركز معظم اهتمامه في موضوع واحد: البقاء. كل الباقي هو مظهر مزيف. هو يعرف جيدا أنه اذا قدمت ضده لائحة اتهام فليس فقط سيضطر الى الاستقالة، بل ذلك سينتهي بالسجن. لذلك فانه يكرس معظم وقته وجهده للتحقيقات، والشهادات وخط دفاعه امام الشرطة والنيابة العامة. مهمة الحكم يقوم بها بصورة عابرة وبعدم اهتمام، وعن كل ذلك نحن ندفع الثمن.
الجميع يرون أن نتنياهو ينزف. ومثل اسماك القرش التي تشم رائحة الدم وتقضم فريستها وهي على قيد الحياة، هكذا ايضا يستغل السياسيون كل ضعف الى درجة أنه يصعب تحديد من الاكثر وحشية، هم أم اسماك القرش. دونالد ترامب على سبيل المثال، لم يكن ليتحدث بصورة شديدة الى هذه الدرجة ويقول إن نتنياهو كذب في اقواله بشأن ضم المناطق لو أنه لم يشعر الى أي درجة نتنياهو ضعيف. وبوتين لم يكن ليتهمنا نحن فقط باختراق سماء سوريا بدون أن يذكر اطلاقا اختراق الطائرة الايرانية بدون طيار لو أنه لم يدرك أن رئيس الحكومة في ضائقة. ايضا الصديق الجديد، نراندرا مودي، رئيس حكومة الهند، لم يكن ليسارع الى زيارة السلطة الفلسطينية ولم يكن ليضع اكليل على قبر ياسر عرفات ويصفه بأنه “من كبار زعماء العالم” لو أنه لم يدرك أن العد التنازلي لايام نتنياهو قد بدأ.
هكذا ايضا اسماك القرش المحلية. نفتالي بينيت لم يكن ليتجرأ أن يقول عن نتنياهو إن “تلقي الهدايا بهذا الحجم الكبير، لفترة زمنية طويلة، لا يتساوق مع توقعات مواطني اسرائيل” – لو كانت له قوة مثل قوة رئيس الحكومة. وهو ايضا يخطط لاقتراح قانون لفرض السيادة الاسرائيلية على مناطق ج قريبا، رغم معارضة نتنياهو.
كحلون لم يكن ليتجرأ على تقديم ميزانية مع تجاوزات كبيرة الى هذا المستوى مع عجز خطير جدا وبدون اصلاحات حقيقية وبدون علاج للانتاج وبدون نضال ضد اللجان الكبيرة وبدون خصخصة، لو أن نتنياهو كان بكامل قوته. ولكن وزير المالية يعرف أن نتنياهو يخشى منه، لذلك فهو لا يكلف نفسه عناء ابلاغه عن مبادراته الاقتصادية. ليسمع عن “الصافي” الجديد في الاعلام. لذلك، في النضال من اجل الاصلاحات في شركة الكهرباء يتوقع أن ينتصر كحلون على نتنياهو، وسنحصل على اصلاح ثمين لكنه ليس جيدا، وهذا جزء من الثمن.
الحريديون ايضا ينتظرون نتنياهو في الزاوية. صحيح أن موشيه غفني ويعقوب لتسمان سارعا الى اظهار التأييد له فور نشر توصيات الشرطة، لكنهما يخططان فقط لمواصلة الابتزاز. لا تكفيهم المليارات التي حصلوا عليها في الميزانية، تعويق خطة حائط المبكى وقانون الدكاكين. بعد قليل سيقدمان قانون التجنيد الذي سيعفي كل متهرب حريدي، وسيضطر نتنياهو الى بلع ذلك ايضا.
في هذا الاسبوع عندما سئل في ميونيخ عن التحقيقات معه أجاب نتنياهو بأنه جاء الى هنا من اجل علاج مواضيع سياسية وليس موضوع التحقيقات. هل هذا صحيح. عندما تم التحقيق مع اهود باراك في الشرطة قال نتنياهو إن “رئيس حكومة غارق حتى عنقه في التحقيقات ليس له تفويض اخلاقي وجماهيري للبت في شؤون مصيرية لدولة اسرائيل”. اقوال شديدة، يمكن فقط أن نضيف اليها أنه ليس اقل اهمية أن يكون لنا رئيس حكومة يكرس كل وقته وجهوده لـ “الامور المصيرية” ولا ينشغل طوال اليوم في بقائه.
يديعوت / عناق دب – هكذا تصمم روسيا الشرق الاوسط
يديعوت – بقلم ديما أدامسكي – بروفيسور محاضر وباحث في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا – 20/2/2018
اذا كان لا يزال لدى أحد ما شكوك، فان الاحداث الاخيرة في الشمال جسدت للجميع بان روسيا تشكل جهة سائدة – لاعب لا بديل له، قريب من الولايات المتحدة في نفوذه – في الشرق الاوسط. يمكن لموسكو اليوم أن تعطي “ضوء أخضر” لخطوات تصعيدية، كاطلاق طائرة غير مأهولة ايرانية واطلاق الصواريخ السورية، في أنها لا تمنع هذه الخطوات، و “ضوء اخضر” لخطوات اخرى، مثل النية الاسرائيلية لتشديد قوة الرد على تلك الحادثة. ولعل الاهم من كل شيء هو أن موسكو تبث “ضوء برتقاليا” يدخل اللاعبين، بمن فيهم اسرائيل، في وضع من عدم اليقين بالنسبة لدوافعها الاستراتيجية والشكل العملي الذي تحقق فيه هذه الدوافع. هذه الاشارات، الذكية، المتغيرة والمتلاعبة، توسع مجال المناورة الجغرافي السياسي لروسيا وتأثيرها على اللاعبين في المنطقة.
وبينما يحاول خبراء استراتيجيون في البلاد وفي العالم حل لغز سلوك روسيا، ينشغل أصحاب القرار في اسرائيل بمسألة اذا كانت نواياها وقدراتها تقلص أم توسع حرية عمل الجيش الاسرائيلي. الجواب على هذا السؤال منوط بسياق وبعد محددين، ويستوجب استيضاحا وتحقيقا لجوهر الامر، ولكن يمكن الاشارة الى ثلاثة مباديء عامة توجه سلوك روسيا الاستراتيجي وخطواتها العملية في المنطقة:
• حفظ التوتر المضبوط. موسكو معنية باستمرار التوتر في المنطقة، بما في ذلك بين اسرائيل وجيرانها، بحيث يسمح لها باستخلاص المكاسب السياسية وتحقيق أهدافها الاقليمية والعالمية من خلال اجراءات الوساطة والتسوية. من ناحيتها، فان شدة المواجهة يجب أن تكون على ما يكفي من الارتفاع كي تسمح بأزمات مبادر اليها وصدامات بين اللاعبين، ولكن ليست على ارتفاع اكثر مما ينبغي كي تمس بالاستقرار وتخلق فوضى اقليمية. تتطلع موسكو الى التحكم بالتصعيد وتقليص مستوى اللهيب كي لا تعرض للخطر ذخائرها الاقليمية.
• وساطة تعمق التعلق. تأخذ موسكو على عاتقها مهامة الوسيط، الذي بوسعه ان يصعد أو يثبت السياقات. ومن أجل السماح لذلك فهي تطور قدرة وصول مميزة لجملة من اللاعبين الاقليميين الذين ينتمون الى معسكرات مختلفة – التفوق التنافسي البارز لديها حيال الولايات المتحدة. وهي تفضل الا تكون للاعبين أفضلية واضحة الواحد على الآخر، وألا يكونوا أقوياء أو ضعفاء أكثر مما ينبغي كي يغيروا الوضع القائم. في كل تطور سياسي أو حادثة عسكرية تتطلع لان تجسد للاطراف قيود قوتهم وتعلقهم بها، ولا سيما عند الحاجة الى آلية لانهاء المعركة.
• الاكتفاء المعقول. في وقت تعظيم تدخلها، لدرجة التدخل العسكري، تستوعب روسيا بان خطرها الاكبر يكمن في الاستثمار الزائد، الذي من شأنه أن يحدث نتاجا سلبيا ويؤدي الى غرق استراتيجي. وبالتالي تبحث موسكو بشكل دائم عن “المدى الذهبي” بين استثمار الطاقة الاستراتيجية الفائضة وبين الاستخدام المقلل لهذه الطاقة. وفي السياق السوري مثلا حرصت موسكو على تقليل المشاركة المباشرة والاستخدام للقوة بشكل يسمح لها بتحقيق أهدافها دون أن تغرق في وحل الحرب. “المدى الذهبي” هذا، بين استثمار أقل مما ينبغي وأكثر مما ينبغي من القوة السياسية – العسكرية، هو دينامي – وموسكو تغيره وفقا للظروف.
يتساءل الخبراء واصحاب القرار في سؤالين كبيرين: هل روسيا هي قوة عظمى، وكيف تنظر الى منافسيها وحلفائها في الشرق الاوسط؟ اقتباس منسوب لسياسيين اوروبيين يقدم مادة للتفكير في السؤال الاول: “روسيا ليست في أي مرة ضعيفة مثلما تعد، ولكن ايضا ليست قوية مثلما تبدو”. اقتباس آخر، منسوب للقيصر الكسندر الثالث، وهو شخصية يعجب بها الرئيس بوتين، كفيل بان يوفر فكرة للسؤال الثاني: “لروسيا حليفان فقط – جيشها واسطولها”.
في هذه الايام هناك من يتحدثون عن “عودة الدب الروسي”. لعله من الاصح الادعاء بان الحديث لا يدور عن عودة روسيا الى الشرق الاوسط، فهي لم تغادر الساحة أبدا بل عن اعادة بناء مكانتها في المنطقة الى ذروة العهد ما بعد السوفياتي.
معاريف / الراشد المسؤول
معاريف – بقلم أوشريت بيرودكر – خبيرة في السياسة الهندية – 20/2/2018
يوم الخميس الماضي هبط الرئيس الايراني حسن روحاني في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام في الهند، لاول مرة منذ انتخابه للرئاسة الايرانية في 2013. هذه الزيارة، الى جانب الثناء الذي أغدقه مؤخرا رئيس وزراء الهند نارنديرا مودي في رام الله على قبر ياسر عرفات، يضيف الى تعقيد العلاقات بين الهند واسرائيل، بل والى الطابع المميز الذي يتصمم للقوة العظمى التالية.
رغم وجود علاقات تجارية عتيقة، فمنذ استقلالهما، سارت العلاقات بين الهند وايران على مسار ملتو. ففي اطار الحرب الباردة كان البلدان يتماثلان مع كتلتين متعارضتين. اضافة الى ذلك، أصبحت ايران مؤيدة متحمسة لمسألة كشمير بالصيغة الباكستانية. وجاءت عمليات 11 ايلول 2001، والتي أدخلت جنوب آسيا الى مجال الوعي العالمي لمكافحة الارهاب، لتمنح العلاقات مضمونا جديدا.
ان تسخين العلاقات بين الهند واسرائيل في العقد الاخير شكل مصدر توتر بقي خفيا في معظمه تحت الرادار الاعلامي. فقد أعربت اسرائيل غير مرة عن تحفظها من علاقات الهند مع ايران في ضوء آثار صفقات السلاح والتكنولوجيا التي من شأنها أن تؤدي الى تسريب المعلومات والعتاد المتطورين الى أياد ايرانية. أما ايران من جهتها فحبذت ألا تتناول الموضوع علنا. فالعملية في السفارة الاسرائيلية في دلهي في شباط 2012، والتي وقف خلفها رجال الحرس الثوري، اضافت توترات عديدة للعلاقة بين الاطراف. كما أن سلوك الهند المتردد في مسألة النووي الايراني أثقل على تطلعات التقدم السياسي بينها وبين اسرائيل.
أما العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة قبل التوقيع على الاتفاق النووي، فلم تردع الهند من مواصلة العلاقات مع ايران. ولمواجهة المسألة تمسكت دلهي بحلول تمويلية ابداعية عطلت التعلق بالبنوك الغربية لمواصلة التجارة بالنفط، وذلك ضمن امور اخرى من خلال الدفع بالذهب. وقد اتخذت هذه القرارات بالتوازي مع استعداد الحكم في دلهي لتوثيق العلاقات مع الولايات المتحدة واسرائيل. وتعكس سياسة الهند على مدى فترة العقوبات جرأة قوة عظمى ناشئة وضعت لنفسها هدفا هو القضاء على الفقر من شوارع الهند ورفع امكانية التنمية الى اقصى قدرات التحقق. هذه مهامة متحدية لدولة ذات نحو 1.2 مليار مواطن.
لقد جعل الاتفاق التاريخي مع ايران في العام 2015 الهنود حساسين لقطف ثمار تصميمهم بما في ذلك الفوز في العطاءات على حقول الغاز وبث حياة في الخطة لاقامة ميناء شبهار الذي سيجعل ايران مسار المواصلات الارخص والانجع لعبور البضائع بين المحيط الهندي واوروبا. وبالمقابل، فان سير المفاوضات حول مسألة مرونة الاسعار في العطاء على حقل الغاز “برزاد بي” أثار غضب الايرانيين فتوجهوا للروس للمساعدة. وكرد على ذلك، في نيسان من العام الماضي قررت حكومة الهند تقليص نحو 50 في المئة من استيراد النفط من ايران. أدت هذه الخطوة بالهند الى ان تنضم لاول مرة الى العطاءات في سوق الغاز الاسرائيلية. وفي اطار الزيارة الحالية لروحاني كانت هذه المواضيع على جدول الاعمال. اما ايران من جهتها فتطلعت لان تتقدم ببناء ميناء شبهار وتجاوز الضغوط الامريكية.
ان العداء بين ايران واسرائيل سيواصل كونه بؤرة خلاف متفجرة للطرفين. ويبدو أنه بفضل السياسة الخارجية المميزة، تنجح الهند في ادارة علاقات مع أطراف متخاصمة دون أن تتضرر. والعلاقات بين الهند والفلسطينيين هي مثال جيد على ذلك. وفي هذه الصيغة يعمل ايضا رئيس وزراء الهند في حالات ظهوره على الملأ. فالاستعداد الهندي للحفاظ على صوت مخلص لقيمها ورجالها يجعل من الصعب التجاهل لمكانها الطبيعي في المستقبل كعضو دائم في مجلس الامن للامم المتحدة، مما يضع امامنا نموذجا مميزا لعدم الانحياز في اطار العولمة الراهن ايضا.
هآرتس / جهتان كان عليهما الطلب من نتنياهو الاعلان – عن عدم القدرة، وصوتهما لا يسمع
هآرتس – بقلم دان مرغليت – 20/2/2018
قضية بيزك – و”اللاه” لم تعد مجرد فصل في حملة نتنياهو المثيرة للاشمئزاز من اجل السيطرة على سوق الاعلام. لقد اصبحت اغلاق للدائرة. حتى الآن كانت فصول دراماتيكية: التنازل عن “اسرائيل اليوم” مقابل نشر متعاطف مع نتنياهو في “يديعوت احرونوت”؛ احباط اصلاح سلطة الاذاعة لجلعاد ارادان والضغط المستمر لتصفية اتحاد “كان”؛ والحروب الدائمة ضد القناة 12 والقناة 13 والقناة 14، مقابل المساعدة للقناة 20. كل هذه نقاط على الخط الواصل لتقليص حرية التعبير. هذا المجدول برؤية غير ديمقراطية لمشاريع قوانين تخرج من الائتلاف.
اعتقال أبناء عائلة الوفيتش ومقربو نتنياهو يبرهن على أن الامور ذهبت بعيدا. “حتى الآن قاموا بتلويث المياه في البلدة”، قال قبل نحو شهر محامي أحد المتهمين، “في هذه المرة فعلوا ذلك من فوق خشبة القفز. لقد فقدوا الخوف والعار”. فقط لحسن الحظ لم يكتف المفتش العام للشرطة روني الشيخ بالتحقيق الجزئي الذي قامت به سلطة الاوراق المالية، برئاسة شموئيل هاوزر، بل قام باعادة فتح ملف بيزك – واللاه، وبدأ الدمل باخراج الصديد أمام أعين الجمهور، حيث أن جوهر الصفقة واضح: اموال الشعب مقابل كلمات جيدة عن نتنياهو وسارة في “واللاه” ومنع انتقادهما.
التحقيق الجنائي سيكشف ما الذي يمكن اثباته من خلال الدلائل في المحكمة. ولكن لا توجد حاجة لوصول الشهود من اجل القول “نتنياهو فاسد”. نتنياهو احضر معه للحكومة مساعدين مرتشين. نتنياهو أفسد ايضا الكثيرين الذين جاءوا معه وهم طاهرون.
تكفي المعلومات المتوفرة الآن في أيدي الجمهور – وهي أقل من المادة المعروفة للمحققين، من اجل المطالبة الفورية من نتنياهو بخروجه لفترة اجازة من منصبه كرئيس للحكومة بسبب عدم القدرة. ليس فقط لأنه لا يقدر على الأداء، يحظر عليه بسبب أن كل خطوة سيقوم بها أو يمتنع عن القيام بها تجاه ايران ولبنان وقطاع غزة وسوريا، متهمة، وربما عبثا، بدوافع غريبة. لا أقول إنه حقا يقوم بذلك. فقط لأنه قابل للعمل بدوافع غريبة كما سيتبين ايضا في سلوكه الديماغوجي تجاه حرية التعبير في مجال الاعلام.
هناك جهتان كان يجب أن تقولان له إنه حان وقت الفراق المؤقت، إلا أن صوتهما لا يسمع. الجهة الاولى هي د. افيحاي مندلبليت، على أقل مما هو معروف لدى الشرطة، حذر في السابق مستشارون قانونيون رؤساء الحكومات من تعيين وزراء تجري ضدهم تحقيقات سرية. مندلبليت يجب أن يحاول اشراك رئيس الدولة رؤوبين ريفلين في الامر، وأن يلتقي مع نتنياهو والطلب منه بوقف نفسه بسبب عدم القدرة.
الجهة الثانية هي اعضاء الكنيست من الائتلاف. في الجولة السابقة للاتهام الجنائي في مكتب رئيس الحكومة أوضح اهود باراك للمتهم اهود اولمرت بأنه اذا لم يقدم استقالته فسيتم حل حكومته. نفتالي بينيت قام بخطوة بهذا الاتجاه وتم وقفه. ولكن كيف حدث أنه لم يوجد بعد صدّيق واحد في الائتلاف الذي يضم أكثر من 60 عضو يطلب من نتنياهو التنازل مؤقتا عن منصبه لصالح زميله في الليكود الافضل منه؟ ألا يوجد حتى عضو كنيست واحد مستعد للمخاطرة من اجل الشعب بالفشل في الانتخابات التمهيدية؟ هل الائتلاف هو فم مغلق بالاجماع؟ شمولية كهذه كانت توجد فقط في سدوم وعامورا.
هآرتس / أسقطوا الجدار
هآرتس – بقلم موشيه آرنس – 20/2/2018
في فترة رئاسته للحكومة صادق اريئيل شارون، في احد قراراته المتسرعة، على اقامة جدار داخل حدود القدس البلدية. شبيها بسور برلين سيء الصيت، ايضا هذا السور يفصل جزء من المدينة عن الجزء الآخر – مخيم شعفاط للاجئين وكفر عقب عن باقي القدس. اقامة هذا السور صعبت على حياة السكان في هذه المناطق، الذين اضطروا الى اجتياز الحواجز من اجل الوصول الى الاجزاء الاخرى في المدينة. هذا الاضطرار ليس فقط نصيب العاملين في اجزاء اخرى في القدس، بل ايضا نصيب الاطفال الذين يتعلمون في مدارس خارج مناطق سكنهم.
هذا الجدار خلق نتيجة مؤسفة اخرى. في حين أن الاحياء السكنية في شرقي المدينة تعاني من الاهمال الاجرامي منذ خمسين سنة، احياء مخيم شعفاط وكفر عقب تم التخلي عنها تماما من قبل البلدية والشرطة بعد اقامة الجدار، وتحولت الى مناطق مهجورة تترعرع فيها الجريمة والفوضى. يبدو أنه لا يهم الحكومة والبلدية مصير السكان الذين لديهم في معظمهم مكانة قانونية وهي مقيمين دائمين، ولديهم الحق في الحصول على الجنسية الاسرائيلية.
الظروف الصادمة التي خلقها الجدار خفضت اسعار الشقق في هذه المناطق، وهي أقل من اسعار الشقق في باقي القدس الشرقية، الامر الذي شجع على البناء غير القانوني بنسبة كبيرة. النتيجة التي كان يمكن توقعها مسبقا هي انتقال كثيف دون رقابة منذ 15 سنة للفلسطينيين من مناطق خارج حدود بلدية القدس الى مخيم شعفاط وكفر عقب. هكذا زاد عدد الفلسطينيين الذين يوجدون في حدود القدس.
الآن قررت الحكومة أخيرا استثمار موارد كبيرة في احياء شرقي القدس من اجل تحسين البنى التحتية مثل الصرف الصحي والمياه وجهاز التعليم، بعد فترة طويلة اهملت فيها. ويتوقع أن تكون هذه عملية كبيرة تستمر لسنوات.
التداعيات الديمغرافية لاقامة الجدار داخل حدود بلدية القدس دخلت مؤخرا فقط الى وعي عدد من متخذي القرارات. فقد بدأوا بالخوف من أن الفلسطينيين الذين انتقلوا الى كفر عقب والى مخيم شعفاط سيغيرون الميزان الديمغرافي في القدس. وهناك عدد من التوقعات السكانية التي تقدر أن الفلسطينيين من شأنهم في المستقبل أن يصبحوا اغلبية في المدينة.
متخذو القرارات يعتقدون أنهم وجدوا الحل: نقل كفر عقب ومخيم شعفاط بصورة ادارية خارج حدود القدس، بمجلس بلدي منفصل ومن خلال مواصلة اسرائيل كونها صاحبة السيادة في المنطقة. بالطبع لن يتوقف اهمال هذه المناطق في الوقت الذي يتم فيه تركهم لمصيرهم. كل ذلك سيتم القيام به دون أخذ رأي السكان. عن اخطاء حكومة اسرائيل التي اقامت الجدار سيدفع السكان الفلسطينيون الذين اضطروا للعيش وراء الجدار، الثمن.
إن شرعية الخطوات المخطط لها والتي يمكن أن تؤثر على حياة سكان اسرائيليين يحظون بحق تقديم طلب للحصول على الجنسية الاسرائيلية، هي شرعية مشكوك فيها. تغيير حدود البلدية استنادا لتوقعات ديمغرافية مشكوك فيها هو أمر اشكالي. الخوف من الوضع الديمغرافي في القدس لا يجب أن يؤدي الى تقسيم العاصمة، بل اتخاذ خطوات تضع حد لمغادرة السكان اليهود. هذه الخطوات كان يجب اتخاذها منذ فترة، والآن حان الوقت.
يجب اعادة فحص خطة تقسيم القدس. ويجب تفكيك السور الذي يقسم المدينة ويتسبب بضرر كبير جدا. قوموا باسقاط السور.
اسرائيل اليوم / نصرالله في معضلة : التدخل أم القعود جانبا؟
اسرائيل اليوم – بقلم عوديد غرانوت – 20/2/2018
رد كبار الممثلين لايران ولبنان في مؤتمر الامن في ميونخ على حطام الطائرة غير المأهولة الايرانية، الذي عرضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الوافدين الى المؤتمر. فقد اكتفى وزير الخارجية الايراني برد عابر وغير ملزم. وبدا وزير الدفاع اللبناني قلقا إذ قال: “سندافع عن أنفسنا اذا ما تعرضنا للاعتداء. ولكننا لا نريد الحرب”.
أما الرد الاهم فلم يسمع على الاطلاق. وهذ هو رد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي درج تقريبا في كل واحد من خطاباته على تهديد اسرائيل بوابل من الصوايخ المدمرة على أهداف استراتيجية. فقد ملأ نصرالله فمه ماء حتى بعد اسقاط الطائرة غير المأهولة، واكتفى بالثناء على عملية مضادات الطائرات السورية.
ان التفسير لصمت نصرالله بسيط. فالامين العام يقرأ الخريطة ويفهم بان الامور في الجبهة الشمالية غدت أكثر جدية واكثر خطورة. فلاول مرة منذ ثورة الخميني تهاجم اسرائيل في وضح النهار اهدافا ايرانية داخل سوريا؛ ولاول مرة يهدد نتنياهو بمهاجمة ايران مباشرة، اذا ما حاولت تثبيت تواجدها في هذه الدولة والاقتراب من الحدود في هضبة الجولان.
معنى الامر ان مواجهة عسكرية بين اسرائيل وايران على الاراضي السورية وما ورائها لم تعد مثابة سيناريو خيالي وان كان الطرفان لا يرغبان فيها، على الاقل، في هذه اللحظة. في مثل هذه المواجهة فان المشاركة العميقة من حزب الله ستكون محتمة.
لقد نشأ حزب الله في لبنان في 1982 على ايدي الايرانيين، كأداة أساس في يد النظام في طهران للحرب ضد اسرائيل. وضخت مليارات الدولارات الى المنظمة لتأهيلها ليوم الامر: “لتصدير الثورة” الى خارج حدود ايران وكذا من أجل ان تكون ذراعا متقدما لحماية النظام.
غير أنه على مدى السنين اجتهد نصرالله وسلفه في المنصب على طمس حقيقة أنهم يتلقون الاوامر من طهران، وعرضوا أنفسهم كوطيين لبنانيين، ممن مصلح الدولة اللبنانية هي امام ناظريهم.
وهنا، ظاهرا، توجد المعضلة. يعرف نصرالله بان تدخل حزب الله في كل مواجهة مستقبلية بين ايران واسرائيل سيوقع مصيبة ليس فقط على منظمته بل وايضا على دولة لبنان. اما القعود جانبا فكفيل بان ينقذه من هذا الخطر. بالمقابل، القعود جانبا ليس خيارا بالنسبة له حقا. فالولاء الديني للزعيم الروحي، الذي يوجد في طهران، يسبق الولاء لدولة لبنان، حتى لو كان الثمن قاسيا ولا يطاق.
ان التاريخ الحديث هو الدليل الافضل. فحزب الله ادخل الى الحرب في سوريا بقدر كبير بسبب رغبة خامينئي في انقاذ جلدة حليفه، بشار الاسد. والنتيجة هي أن الاسد نجا، ولكن حزب الله “رأس حربة الثورة”، دفع ثمنا مضاعفا للثمن الذي دفعه اسياده الايرانيون: 1.213 قتيل للمنظمة (بينهم 75 قائد كبير)، مقارنة بـ 535 قتيل للقوات الايرانية.
يبدو أن هذا هو السبب الذي يجعل نصرالله يصمت، حاليا، عن سيناريو مواجهة مستقبلية بين اسرائيل وايران، كما أن هذا هو السبب الذي يجعل وزير الدفاع اللبناني قلقا. فهو يفهم بان حزب الله لا يمكنه أن يدافع عن لبنان، فما بالك عن الجيش اللبناني، الذي في افضل الاحوال يسمح بحرية عمل مطلقة لحزب الله في الجنوب، وفي اسوأها – يتعاون معه.
هآرتس / بدون دعم آخر سيضطر الاكراد في سوريا – الى معانقة جيش الاسد
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 20/2/2018
الاعتراف بأنه لم يبق لهم سند حقيقي يساعدهم في نضالهم ضد القوات التركية التي غزت في كانون الثاني الماضي منطقة عفرين في شمال سوريا، سيجبر الاكراد في سوريا كما يبدو على التراجع خطوة الى الوراء ومعانقة الجيش السوري. قوات الجيش والمليشيات السورية العاملة الى جانب النظام، اصبحت مستعدة للدخول الى مقاطعة عفرين، وحتى المدينة نفسها من اجل أن تعيد للنظام السيطرة على المنطقة، وبناء سور دفاعي ضد القوات التركية، وبعد ذلك حتى توسيع سيطرة الاسد على باقي المقاطعات الكردية في شمال الدولة. قيادة مقاطعة عفرين، وهي واحدة من ثلاث مقاطعات كردية تتمتع بالحكم الذاتي، نفت توصلها الى أي اتفاق مع النظام، لكن على الاقل حسب تحركات جيش النظام والردود الضبابية للاكراد، فان هذا سيكون العملية القادمة.
اذا سيطر النظام السوري حقا على المقاطعة، وأقام مواقع عسكرية على طول الحدود مع تركيا، فسيكون هذا انجاز هام للاسد، ستكون له تداعيات كثيرة ايضا على العملية السياسية حول حل الازمة السورية. مشاركة الاكراد في العملية اصبحت نقطة خلاف قابلة للانفجار – في البداية بين تركيا والولايات المتحدة، التي في عهد اوباما سارعت الى التنازل عن ضم الاكراد للجان الدولية في جنيف. وبعد ذلك بين تركيا وروسيا، التي اظهرت تصميم اكبر عندما قررت دعوة الممثلين الاكراد الى مؤتمر سوتشي في الشهر الماضي.
اذا انتقلت المقاطعات الكردية الى حكم نظام الاسد بموافقة الاكراد، يمكن التخمين بأنهم سينضمون كممثلين مؤيدين للنظام الى العملية، وفي المقابل يمكنهم تحقيق جزء من تطلعاتهم السياسية. مثلا، خلافا لقيادة الاكراد في العراق، فان الاكراد في سوريا لا يسعون الى اقامة اقليم مستقل ومنفصل عن الدولة السورية، بل مقاطعة بحكم ذاتي تكون جزء من فيدرالية سورية، خاضعة للدستور السوري في المستقبل. يوجد للاكراد في سوريا تاريخ طويل من العلاقة الدامية مع النظام السوري، لا سيما في عهد حافظ الاسد والد بشار. ولكن بالذات في سنوات التمرد الاخيرة قرر النظام السوري عدم التصادم مع الاكراد. وفي المقابل حصل الاسد على الهدوء النسبي وحتى على التعاون. المليشيات الكردية التي تعتبرها تركيا منظمات ارهابية والمتشعبة عن حزب العمال الكردستاني برئاسة عبد الله أوجلان المسجون في تركيا، امتنعت عن الانضمام الى المليشيات المناهضة للنظام، ومدنها لم تكن تحت الحصار، والكثيرين منهم حصلوا على الجنسية السورية التي سحبت منهم في فترة حافظ الاسد.
بشار الاسد تحول الى حليف يقوم باحتضان الاكراد. ولم يوضح بعد موقفه بالنسبة لطلباتهم، وغير معروف أي شيء عن التعهد الذي تعهد به للاكراد بالاعتراف بالمقاطعات ذات الحكم الذاتي. ولكن في هذه الاثناء يوجد للاسد دافعان لمساعدة الاكراد ضد الاتراك. الاول والاهم هو تحقيق مطلب ابعاد القوات الاجنبية من سوريا. والثاني، عرض الولايات المتحدة وكأنها غير قادرة حتى على مساعدة حلفائها الذين حاربوا بصورة مثيرة للانطباع ضد داعش.
مع ذلك، ليس هناك أي ضمانة لأن تغادر القوات التركية سوريا اذا سيطر الاسد على المقاطعات الكردية. يوجد لتركيا مكانة متفق عليها كواحدة من الراعيات للمناطق قليلة التصعيد حسب الاتفاقات التي وقعت بينها وبين روسيا وايران. هذه المكانة تمنح تركيا صلاحية اقامة مواقع عسكرية في تلك المناطق من اجل الاشراف منها على وقف اطلاق النار. تركيا ايضا تسعى الى “تطهير” مناطق سورية اخرى من سيطرة الاكراد وبالاساس مدينة منبج ومحيطها من اجل منع اقامة تواصل جغرافي كردي على طول الحدود. ولكن هذه الطموحات من شأنها أن تواجه الآن موانع مزدوجة، سورية وروسية، والتي بمجرد وجودها في المنطقة الكردية ستضع امام تركيا معضلة خطيرة: مواصلة القتال ضد الاكراد في الاراضي السورية والمخاطرة بمواجهة مباشرة مع القوات السورية، أو أن تترك للسوريين وروسيا السيطرة على طول الحدود مع تركيا.
وزير الخارجية التركي اوضح أمس أن تركيا لا تعارض دخول قوات سورية الى عفرين، “اذا كان الهدف تطهير المنطقة من الارهابيين (المليشيات الكردية)، لكنها ستواصل العمل في المنطقة اذا لم يكن هذا هو الهدف السوري”. لأن دخول القوات السورية سيستند الى موافقة وتنسيق مع الاكراد، يجب عدم توقع أن سوريا ستعمل ضد المليشيات الكردية.
في هذه الحالة فان تركيا يمكن أن تجد نفسها على شجرة عالية جدا، حيث أن نشاط الجيش السوري في المنطقة الكردية، مثلما في كل مناطق سوريا، منسق ومدعوم من قبل روسيا. من جهة روسيا فان سيطرة سورية على المقاطعات الكردية بموافقة الاتراك هي الحل النهائي، سواء من اجل ترسيخ نظام الاسد في احدى المناطق الاهم في سوريا أو من اجل شل الرافعة التركية التي تستخدمها واشنطن من اجل تبرير وجودها في سوريا. المنطق يقول إن اردوغان لن يذهب بعيدا الى درجة مواجهة مباشرة مع روسيا، حليفته العظمى الوحيدة بعد أن وصلت علاقته مع الولايات المتحدة الى شفا الهاوية.
اسرائيل اليوم / الاثار تؤدي الى طهران
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 20/2/2018
جاء التصعيد في حدود القطاع بعد اسبوع بالضبط من اعتراف الطائرة غير المأهولة الايرانية في سماء اسرائيل وفي اعقابه الهجوم الاسرائيلي الواسع في سوريا واسقاط السوريين لطائرة سلاح الجو. ظاهرا، أحداث منقطعة الواحد عن الاخر، غير أنه يتبين بان الاثار كلها تؤدي من سوريا، من لبنان ومن غزة مباشرة الى طهران.
لا يدور الحديث مثلما في الماضي فقط عن ريح اسناد تمنحها ايران للارهاب ولا عن مساعدة مالية ووسائل قتالية تنقلها الى حزب الله والى حماس. فوجود قادة وخبراء ايرانيين، يبادرون ويوجهون النشاط الارهابي ضد اسرائيل، اعتدنا عليه منذ وقت بعيد. اما الجديد هذه المرة فهو تواجد قوات جيش ايرانية في سوريا، تتبع طهران مباشرة وتتلقى تعليماتها منها للعمل دون حاجة الى وساطة قيادة حزب الله او قيادة حماس. فحسن نصرالله ويحيى السنوار ليسا كما هو معروف من محبي صهيون ومع ذلك فانهما يمتنعان في السنوات الاخيرة عن العمل ضد اسرائيل خوفا على مصير ابناء شعبيهما، الشيعة في لبنان او الفلسطينيين في القطاع. وهما يعرفان بان هؤلاء هم من سيدفعون الثمن على كل مواجهة مع اسرائيل بل ويعرفان من تجربتيهما بانه في كل حالة مواجهة، كحرب لبنان الثانية او حملة الجرف الصامد، سترفع الشكاوى اليهما. ليس هكذا هو حال القادة والقوات الايرانية في منطقتنا. فهؤلاء ليس لهم من يلجم ويردع، إذ ان البيت في ايران بعيد ولا يوجد أي خوف من ان يجبي التصعيد والتدهور أي ثمن من ابناء شعبهم.
فضلا عن ذلك، فان الاحتكاك مع اسرائيل يخدم الحرس الثوري في صراعه داخل المنظومة الايرانية لتبرير وجوده، لحفظ استقلاله وتعظيم قوته. بالنسبة لهم مصلحتهم تتماثل ومصلحة الدولة الايرانية، الفرضية التي لا يقبل بها معظم الايرانيين، مثلما شهدت المظاهرات في بداية السنة في ايران تحت شعار: “كفى لتبذير الاموال على لبنان وعلى غزة، احتياجات ايران اسبق.
الاحتكاك مع اسرائيل يساعد ايران على تعميق تسللها الى الهلال الخصيب، الذي ترى فيه قاطعا أمنيا حيويا لها. فبعد كل شيء، باسم الصراع ضد اسرائيل يسعى الايرانيون، مثل اردوغان التركي الى التغلب على عدم الثقة التاريخية والخوف في اوساط العديد من العرب من هاتين القوتين العظميين، تركيا وايران، اللتين سيطرتا على مدى مئات السنين في الشرق الاوسط.
غير أنه يتبين ان اسرائيل ليست الوحيدة التي يعمل ضدها الايرانيون. عمليا، لا توجد دولة عربية واحدة محصنة من تآمرهم. هكذا في البحرين، هكذا في الكويت، هكذا في اتحاد الامارات وهكذا ايضا في مصر في حينه. وضررهم السيء يشعر به الناس بشكل خاص في اليمن، الذي يجعلونه رأس حربة، مثلما في لبنان، حيث يهددون منه بل ويطلقون الصواريخ نحو السعودية وفي المستقبل يمكن الافتراض بان يحاولوا منع الابحار والحركة الجوية في مضائق باب المندب في مدخل البحر الاحمر.
انجازات الايرانيين في سوريا وفي العراق، وريح الاسناد التي تمنحها لهم موسكو واخيرا انعدام السياسة الامريكية الواضحة والمصممة، كل هذه تزيد احساس الامن مثلما ايضا الاستعداد للاستفزاز والتجرؤ.
ان حقيقة أن معظم الجمهور في ايران، بل وربما حكومتها، لا يشاركون في نزعة المؤامرة ودق طبول الحرب لا تزيد ولا تنقص، كون القرار والتنفيذ في نهاية المطاف هما في يد الحرس الثوري والزعيم الروحي آية الله خامينئي.
طالما بقيت الدول الغربية وروسيا أيضا ترى في ايران مصدر استقرار يساعد في الكفاح ضد داعش وطالما لم تدفع ايران ثمنا على تدخلها وعدوانها في ارجاء المنطقة، فلن ترفع يدها ولن تكف عن خطواتها في سوريا، في لبنان، في غزة وفي اليمن ايضا. وحده الردع الواضح وجباية الثمن سيدفعان الايرانيين الى اعادة النظر في خطواتهم. هذا ما ينبغي أن نتذكره اذا ما تمكن الرئيس ترامب من اعادة فتح الاتفاق النووي الموقع مع ايران. لقد أوقف هذا لزمن ما السباق الايراني نحو القنبلة، بفضل العقوبات المتشددة التي صعب على ايران تحملها، ولكن في نفس الوقت منح ضوء اخضر لمواصلة التسلل الايراني الى قلب الشرق الاوسط.
القناة العاشرة الإسرائيلية / السفير الأمريكي في إسرائيل: اخلاء المستوطنات سيؤدي الى حرب اهلية
القناة العاشرة الإسرائيلية – 20/2/2018
صرح السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان خلال اجتماع مغلق في القدس مؤخرا، بحضور رؤساء المنظمات اليهودية الامريكية الكبرى في أمريكا الشمالية، بحسب القناة العاشرة الإسرائيلية بان :”المستوطنين لن يذهبوا لاي مكان ..طرد مئات الاف المستوطنين سيتسبب بحرب أهلية في إسرائيل”.
وعندما سئل عن إمكانية حدوث رفض جماهيري لأمر إخلاء المستوطنات قال :”هذا الموضوع يقلق دولة إسرائيل. قيادة الجيش تنتقل أكثر وأكثر الى الصهيونية الدينية. هؤلاء الأشخاص ملتزمون بهذه الأرض التي منحها لهم الله. اعتقد ان اخلاء فعلي سيؤدي الى حرب أهلية. هذا رأيي”. كما تطرق فريدمان خلال الاجتماع الى المفاوضات المستقبلية مع الفلسطينيين وقال :”الادعاء بأننا نحتاج الى اتفاق سلام للحفاظ على دولة يهودية وديموقراطية هو تراث. على مدار 25 عاما قالوا ان الوضع (الضفة الغربية) لا يمكن ان يستمر. لكن ماذا حدث في تلك السنوات؟ إسرائيل تطورت وازدهرت”.
وبرأيه :”نحن لا نريد ان نرفع سقف التوقعات أكثر بخصوص التوصل الى اتفاق سلام. نحن واقعيين. نحن نريد اتفاق سلام، لكننا نعرف انه لن يصفي وينهي وجود حزب الله او داعش. على أي حال نحن نؤمن بان التهديدات بالضغط على إسرائيل لن تجدي نفعا”.
وخلال تطرقه الى الترتيبات الأمنية المستقبلية مع الفلسطينيين قال :”يجب على إسرائيل ان تسيطر امنيا على غور الأردن والا فان الضفة الغربية ستتحول الى غزة- وهذا لا يجب ان يحدث”.
وخلال حديثه قال السفير الأمريكي بان السفارة الامريكية سوف تنتقل الى القدس بسرعة أكثر من المتوقع :”نهاية عام 2019 هو أقصى موعد لنقل السفارة- هذا سيحدث قبل ذلك- لكن لا يمكنني ان أقول أكثر من ذلك”.
معاريف / على إسرائيل أن تعمق علاقاتها مع قبرص
معاريف – 20/2/2018
كتب ميخال هراري، السفير الاسرائيلي السابق في قبرص بين عامي 2010- 2015، مقالًا يتحدث به عن ضرورة تطوير علاقات إسرائيل مع قبرص، مُشيرًا إلى أن منظومة العلاقات بين قبرص وإسرائيل توطدت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأن تقوية العلاقات بين الجانبين تحظى بإجماع كبير في الساحة القبرصية، بما في ذلك الرأي العام في قبرص.
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس نيكوس أناستاسيادس تم انتخابه لفترة ولاية ثانية في الانتخابات التي جرت في قبرص مؤخرًا. وأن القضيتين المركزيتين التي اهتم بهما الجمهور في قبرص وكانت محل الاهتمام في الحملة الانتخابية هما العملية السياسية القبرصية، محاولة إعادة توحيد الجزيرة بعد الغزو التركي في 1974 والسيطرة على حوالي ثلث الجزيرة، والوضع الاقتصادي.
وأضاف أن فشل المفاوضات بتوحيد الجزيرة، في يوليو الماضي، خلق جوًا متشككًا حول التوصل لاتفاق في وقت لاحق. مسؤولية فشل المفاوضات تقع على عاتق، على الأقل من الجانب اليوناني القبرصي، نحو أنقرة. من المفترض أنه بعد انتهاء الانتخابات في الجزيرة تصبح الطريق ممهدة أمام المفاوضات. الوضع الاقتصادي حظي باهتمام كبير في الحملة الانتخابية، ومن هذه الناحية وقف الرئيس أناستاسيادس على خلفية مريحة وصلبة، إذ أنه تعامل بنجاح مع الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي ضربت قبرص.
وأشار الكاتب للمناظرة التلفزيونية التي أجريت مؤخرًا بين المرشحين للرئاسة، حيث أكد الرئيس أن العلاقات مع إسرائيل وصلت أوجها خلال فترة ولايته وأنها شهدت تطورًا غير مسبوقًا، مما دعا منافسه لانتقاده بأنه لم يفعل ما يكفي للوصول بها لمراحل أكثر تطورًا.
وأكد هراري في المقال أن إسرائيل وقبرص تمكنتا من تأسيس منظومة علاقات وطيدة، ترتكز على أساس مصالح سياسية استراتيجية نابعة من التغيرات الجذرية في المنطقة، ومن اكتشاف الغاز الطبيعي في شرق حوض البحر المتوسط.
وأردف قائلًا أن البرود الذي أصاب العلاقات التركية الاسرائيلية سهّل على إسرائيل أمر تعميق العلاقات مع قبرص، كما أن العلاقات تعمقت أيضًا حتى بعد أن استأنفت اسرائيل وأنقرة مؤخرًا الحوار السياسي بينهما، وهذا دليل على أن إسرائيل قادرة دائمًا على إدارة علاقاتها الخارجية في شرق حوض البحر المتوسط.
وأوضح هراري، وهو عضو ضمن فريق الخبراء بمعهد ميتافيم الإسرائيلي للسياسات الخارجية والإقليمية، أن التقارب الجغرافي والتاريخي المتشابه هو أهم أسباب تقوية العلاقات بين إسرائيل وقبرص. كما أن جو الثقة المتبادل بين البلدين ساهم بزيادة عدد السياح من إسرائيل لقبرص بشكل ملحوظ، حوالي 160 ألف في 2017 مقابل حوالي 10,000 قبل حوالي ثماني سنوات.
وختم الكاتب قائلًا أن قبرص هي دولة صديقة لإسرائيل، وقريبة جدًا منها. بعد فترة، ستحظى العلاقات معها بانتعاش حيوي ومهم، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه حتى بعد الانتخابات في قبرص.
المصدر / وزير المالية الإسرائيلي للحمد الله : عودوا إلى طاولة المفاوضات
في لقاء بين الحمد الله ووزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون، في رام الله، طلب الحمد الله طلبا خاصا منه، يتعلق بالبرلمان الإسرائيلي في القدس
المصدر – بقلم يردين ليخترمان – 20/2/2018
في اللقاء الذي جرى أمس (الإثنين) في رام الله بين وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون، ورئيس الحكومة الفلسطيني، رامي الحمد الله، طلب الأخير من كحلون تجميد مشروع القانون الحكومي الذي يدفعه وزير الدفاع الإسرائيلي، ليبرمان، قدما لتقليص المبالغ المالية التي تنقلها السلطة الفلسطينية إلى عائلات الأسرى والإرهابيين من أموال الضرائب، تلك التي تجبيها إسرائيل من أجل الفلسطينيين.
شارك في اللقاء منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية، اللواء يوآف مردخاي، رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ، مسؤولون كبار آخرون في السلطة الفلسطينية، نائب وزير المالية الإسرائيلي، إيتسك كوهين، ومسؤولون إسرائيليّون آخرون. حدد كحلون والحمد الله موعدا آخر للالتقاء في القدس بعد مرور ثلاثة أسابيع.
هذا اللقاء هو الثاني الذي يجرى بينهما في الشهرين الماضيين، بالإضافة إلى لقائين استضاف كحلون فيهما الحمد الله في مكتبه في القدس في السنة الماضية.
تناول اللقاء الأخير خطوات اقتصادية ومدنية لتحسين وضع الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة. كحلون هو المسؤول الإسرائيلي الذي يتواصل بشكل مستمر مع قيادة السلطة الفلسطينية، وكذلك الإسرائيلي المسؤول الذي زار رام الله في السنوات الماضية.
في الشهر الماضي، شارك كحلون مع وزيرة الاقتصاد الوطني الفلسطيني، عبير عودة، في تدشين ماسح ضوئي لفحص الحاويات الجديد في معبر ألنبي، وفي الأسبوع الماضي، شاركت عودة في مؤتمر قمة ثلاثي في قصر الإليزيه، استضاف فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عودة ونظيرها الإسرائيلي، إيلي كوهين، وجرت محادثات لتعزيز التعاون الإسرائيلي الفلسطيني في مجال التجارة، الجمارك، والاستيراد.
ناشد كحلون الفلسطينيين مطالبا بالعودة إلى طاولة المفاوضات وإيقاف مقاطعة الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها وسيطا بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول الماضي.
صحيفة غلوبس / اتفاقية الغاز.. انتصار كبير، وكثير من علامات الاستفهام
صحيفة غلوبس – بقلم عميرام بركات – 20/2/2018
أولًا، إن توقيع اتفاقية تصدير الغاز لمصر هو مفاجأة. لا أحد من خارج شركة ديلك شك أن المحادثات التي تدار مع المصريين منذ أكثر من 3 سنوات ذاهبة لأي مكان، بالتأكيد ليس بعد أن اكتشفت مصر احتياطي الغاز الضخم “ظهر”. لقد أصروا في شركة ديلك أن مصر مازالت بحاجة للغاز، رغم الاكتشافات، لكن عروضهم، التي أثبتت وتيرة التزايد الكبير على طلب الغاز في الاقتصاد المصري، لم تكن مقنعة.
توقيع الاتفاق هو انجاز شخصي للرئيس التنفيذي لشركة ديلك، يوسي آبو، الذي استمر في ايمانه بالخيار المصري، واستثمر وقته وطاقته به، خلافًا للموردين. والحديث هنا عن صفقة مهمة جدًا بالنسبة لاقتصاد الغاز الاسرائيلي.
طريقة تنفيذ الصفقة ما زالت غير واضحة. لم يتضح بعد من أي مسار سيتدفق الغاز لمصر، هل عن طريق المملكة الاردنية التي تطلب رسوم عبور عالية؟ أو من خلال البنى التحتية القديمة لشركة غاز شرق المتوسط المصرية؟ هذا السؤال يفتح جروحًا قديمًا.
تذكير موجز: شركة غاز شرق المتوسط المصرية، هي شركة ليوسي ميمان، وشريك مصري ومستثمرين من الولايات المتحدة وتايلاند، وهي لها الحق الحصري في بيع الغاز المصري لإسرائيل، وقعت عام 2005 على اتفاق توريد غاز لشركة الكهرباء الاسرائيلية. توريد الغاز بدأ في 2009 بعد تأجيلات مستمرة وليس قبل أن ترفع الشركة المصرية سعر الغاز بنسبة 40% بشكل أحادي الجانب. ليتضح متأخرًا أن السعر الاصلي كان منخفض جدًا مقارنة بالسعر الذي تم به تزويد الغاز للاقتصاد المصري.
الغاز المصري تم تزويده بشكل غير منتظم، وتم وقف التزويد لإسرائيل تمامًا في أعقاب سلسلة انفجارات في مرافق الضخ في سيناء عام 2012-2011. الاقتصاد الاسرائيلي لم يكن متهيئا لذلك، واضطر لشراء سولار ووقود بسعر أغلى بأضعاف. الضرر المالي المباشر قدر بحوالي 15 مليار شيكل، المستثمرون الاسرائيليون في شركة غاز شرق المتوسط ألغوا كامل استثماراتهم في الشركة بأكثر من 100 مليون دولار، وشركة الكهرباء انقذتها من الانهيار من خلال تقديم مساعدات حكومية ضخمة ورفع رسوم الكهرباء بنسبة 30%. الشركة لجأت لإجراءات تحكيمية لشركة غاز شرق المتوسط ضد موردي الغاز المصريين في سويسرا وحصلت على حكم بتقديم مبلغ 2 مليار دولار لها. وزراء مصريون قالوا أنه لن يتم بيع الغاز الاسرائيلي لمصر طالما أن هذا الحكم مازال على الطاولة.
في الوقت نفسه فازت شركة غاز شرق المتوسط بإجراءات تحكيمية أجريت في سويسرا، وفي الاسبوع الماضي في مصر أيضًا، حيث حكمت المحكمة في مصر بتقديم تعويض بأكثر من مليار دولار للشركة. من اجل ربط الاقتصاد الاسرائيلي بالغاز المصري أقامت شركة غاز شرق المتوسط أنبوب تحت الماء على بعد 90 كيلومترًا من العريش لعسقلان بتكلفة تقدر ب 480 مليون دولار. حين تم وقف نقل الغاز بقي الانبوب مهجورًا، والكثير من رجال الأعمال تطلعوا إليه على مر السنين. لمن تابع الانبوب؟ هل يمكن تشغيله من جديد بالاتجاه المعاكس؟ ومن يمنع البدو هذه المرة من تفجير المنشآت؟ كل هذه الاسئلة تتحول من جديد لأسئلة مهمة.
حتى التجربة الاسرائيلية مع شركات خاصة، مثل شركة دولفين التي ستشتري هذه المرة الغاز، لا تُنذر بخير. يمكن افتراض أنه، مثل الجولة السابقة، في الصفقة الحالية أيضًا كل شيء سيعلو أو يسقط على شخص واحد، حاكم مصر السيسي.
هآرتس / خطر التدهور في سوريا
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 20/2/2018
على مسرحية الرعب الايرانية التي عرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المؤتمر في ميونخ – والتي زينها بقطعة معدن تبدو تعود للطائرة غير المأهولة الايرانية التي اسقطت في غور بيسان – أن تثير القلق في مصر. ليس تماما بسبب التهديد نفسه، الذي اصبح اساسا ثابتا في الفكر الامني الاسرائيلي بل بسبب سياقات اتخاذ القرار.
لقد قرر نتنياهو هذه المرة ان يهدد ايران مباشرة، وليس فقط فروعها، فيما يوضح بشكل لا لبس فيه بان اسرائيل لن تسمح لايران بتثبيت تواجدها في سوريا. لا يشرح نتنياهو للجمهور الاسرائيلي ما هو معنى هذه الاستراتيجية. فهل تعتزم اسرائيل بجدية الخروج الى حرب في سوريا لمنع التواجد الايراني هناك، أم انها تنوي العمل بشكل موضعي؟ هل تقدر بان مثل هذه المواجهة من شأنها ان تولد مواجهة مع سوريا؟ هل يوجد لاسرائيل اسناد امريكي يضمن شراكة عسكرية نشطة في الساحة السورية؟ ماذا سيكون رد ايران؟ هل ستسقط صواريخ ايرانية على تجمعات سكانية في اسرائيل؟ وبالاساس، هل مسار المواجهة العنيفة هو الخيار الوحيد الذي تحت تصرف اسرائيل؟ نتنياهو، الذي يعرض نفسه كمن يحرص على “الحياة نفسها”، ملزم بان يرد على هذه الاسئلة قبل أن يزج باسرائيل في حرب زائدة.
ان تواجد قوات معادية لاسرائيل على حدودها ليس واقعا جديدا. فعلى مدى سنوات وجود الدولة استندت الى الفكرة التي تقول انها “دولة صغيرة محوطة بالاعداء”. بعضهم اصبحوا حلفاء، كالاردن ومصر، بعضهم كفوا عن التهديد عليها بل ويقيمون معها علاقات غير رسمية، وآخرون بقوا بمثابة عدو مهدد، ولكن حتى هم لا يعتبرون تهديدا وجوديا على الدولة. لا خلاف في ان ايران هي دولة ذات امكانية تهديد حقيقي على اسرائيل، ولكن الحرب ضدها في الساحة السورية هي سيناريو خطير.
يبدو مؤخرا على الحدود الاسرائيلية دور كبير لاسرائيل، ليس فقط في الجو بل وعلى الارض ايضا، ردا على تعزيز قوة نظام الاسد في جنوب سوريا ووفقا لتقدير الجيش الذي يقول انه آجلا أم عاجلا سيحشد نظام الاسد جهدا في الجولان كي يستعيد السيطرة هناك. وحسب تقارير اجنبية، تمنح اسرائيل مؤخرا ليس فقط مساعدة مدنية للقرى في الجولان السوري، بل وايضا مساعدة عسكرية لسبع منظمات ثوار سنة (عاموس هرئيل، “هآرتس” 19/2). في هذه المرحلة يبدو أن المخططات الاسرائيلية تتقدم في محاولة لصد تقدم قوات الاسد والقوات الايرانية التي تساعدها. ولكن من شأن هذا أن يكون بداية تورط طويل في ساحة حرب مركبة. اسرائيل ملزمة بالامتناع عن ذلك، كي لا تتحول بنفسها لتصبح تهديدا اقليميا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى