اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 19– 2 – 2018
يديعوت احرونوت :
– الاقرب الى نتنياهو!.
– التقدير: التحقيق مع رئيس الوزراء للاشتباه بالرشوة.
– مرة ثالثة رشوة.
– “المركبة خرجت من الموقف فسقطت الرافعة عليها بالضبط”.
– يا أمي، أصبت، لكن كل شيء على ما يرام.
– نتنياهو لوزير الخارجية الايراني: “أتتعرف على قطعة الطائرة هذه؟ هذه لك”.
– البولنديون ينفون النفي.
– القاضي خالد كبوب ينسحب من السباق للعليا: “لستم ناضجين لتعيين قاضي عربي آخر للعليا”.
معاريف/الاسبوع :
– موجة اعتقالات في قضية بيزك، ومن المتوقع التحقيق مع نتنياهو.
– مسؤولون كبار في المعتقل – في ملف 4000: قضية بيزك.
– تسجيل مستشار نتنياهو وهو يقول: “اذا كانت حاجة لشيء ما من الوفيتش، فقل”.
– نتنياهو: “اذا احتجنا، فسنهاجم ايران نفسها ايضا”.
– في اللحظة الاخيرة: القاضي كبوب يسحب ترشيحه للعليا.
– ترامب: الـ اف.بي.آي انشغلت بروسيا ففوتت القاتل.
هآرتس :
– موجة اعتقالات في ملف 4000: اثنان من رجال سر نتنياهو مشبوهان بتلقي الرشوة، ومن المتوقع لرئيس الوزراء أن يخضع للتحقيق بالتحذير.
– سارة نتنياهو: في “واللاه!” نحن متدبرون.
– اسرائيل تغير الانتشار في الجولان لمنع وصول قوات ايرانية الى الحدود.
– حيوت تسحب معارضتها – واحتمالات مرشح شكيد للانتخاب للعليا ازدادت.
– مؤشرات طغيان.
– نتنياهو: لن نسمح لايران بربط حبل حول رقبة اسرائيل – وسنعمل ضدها اذا اضطررنا.
– مقتل امرأة في انهيار رافعة على سيارتها في كفار سابا.
اسرائيل اليوم :
– احتمال التحقيق مع رئيس الوزراء في ملف 4000.
– تطور دراماتيكي في قضية بيزك: اعتقال سبعة مسؤولين كبار.
– الشرطة على الخط.
– انهيار الامبراطورية: مسلسل تورط.
– “يا سيد ظريف، هذه لك”.
– قبل ثلاثة ايام من العملية، الكابنت يبحث في محاولة لتخريب الجدار الحدودي.
والا العبري :
-الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: حماس وحماس تتحمل مسؤولية كل ما يحدث في غزة.
-الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو قصف الليلة أهداف تحت أرضية جنوب قطاع غزة وسنواصل العمل لضمان أمن “إسرائيل”.
-بعد تأجيل التجربة مرتين بالسابق: وزارة الجيش الإسرائيلية تجري تجربة ناجحة على اطلاق صاروخ الحيتس 3.
موقع كان العبري :
-اليوم تناقش الحكومة قضية طرد طالبي اللجوء السياسي في إسرائيل.
-وزارة الخارجية البولندية قدمت اليوم عريضة احتجاج رسمية بعد الاعتداء على سفارتها بتل أبيب.
-سلاح الجو الإسرائيلي قصف الليلة نفق في جنوب قطاع غزة، كرد على اطلاق الصواريخ على غلاف غزة مساء الأمس.
القناة 14 العبرية :
-وزارة الجيش الإسرائيلية أجرت اليوم تجرية ناجحة على إطلاق صاروخ “حيتس” 3.
-تصاعد حدة الأزمة بين بولندا وإسرائيل بعد كتابة بعض الشعارات العنصرية ورسم الصليب المعكوف على مبنى السفارة البولندية في تل أبيب.
-مصادر بالشرطة الإسرائيلية: نتنياهو سيخضع للتحقيق مجددا في الملف رقم 4000.
القناة 2 العبرية :
-سقوط صاروخ من غزة على منطقة مفتوحة بمستوطنة “شاعر هنيجيف” والجيش الإسرائيلي يرد بقصف عدة أهداف بغزة.
-الشرطة الإسرائيلية تحاول تجنيد شاهد ملك ضد نتنياهو في الملف رقم 4000.
-حالة الطقس: الجو صاف، مع ارتفاع طفيف على درجات الحرارة خلال النهار.
القناة 7 العبرية :
-جيسون جرانبلات يهاجم حركة حماس ويدين إطلاق الصواريخ تجاه “إسرائيل”.
-الحكومة الفلسطينية: قانون خصم رواتب الأسرى من الضرائب، يعتبر سرقة.
-الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 16 فلسطينيا من الضفة الغربية.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 19– 2 – 2018
يديعوت / الاقرب الى نتنياهو!../التقدير: التحقيق مع رئيس الوزراء للاشتباه بالرشوة../ مرة ثالثة رشوة
يديعوت – بقلم ايلي سنيور – 19/2/2018
الواحد تلو الاخر ادخل أمس الى قاعة الاعتقالات في محكمة الصلح في تل ابيب المشبوهين السبعة الذي اعتقلوا في اطار تحقيق ملف 4000، بينهم محافل تعتبر مقربة جدا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي هو نفسه ايضا سيستدعى قريبا الى التحقيق في قضية بيزك للاشتباه بتلقي الرشوة.
على هوية المشبوهين – مقربين اثنين من رئيس الوزراء نتنياهو وخمسة مسؤولين كبار في بيزك – فرض أمر حظر نشر. اول المشبوهين الذين جيء بهم الى المداولات كان مسؤولا كبيرا في بيزك، مددت اعتقاله بخمسة ايام القاضية رونيت بوزننسكي كاتس.
وجاء في بيان الشرطة بانه في ضوء الادلة التي كشفتها سلطة الاوراق المالية في التحقيق في القضية، والتي اثارت الشبهات بارتكاب جنايات اخرى، فتح تحقيق مشترك جديد. واعتقل المقربان من نتنياهو عندما وصلا أمس الى مكاتب سلطة الاوراق المالية في تل أبيب للادلاء بافاديتهما في قضية بيزك.
وفي الوقت الذي بحثت فيه المحكمة في تمديد اعتقال المشبوهين، وبينما كان يشق رئيس الوزراء طريقه عائدا الى البلاد من ميونخ أصدر رد فعل على الاعتقال الدراماتيكي لمقربيه وادعى بان “هذا تحقيق عابث آخر تحت ضغط وسائل الاعلام. حملة صيد اعلامية مستمرة بكل شدتها. بعد ان خرج الهواء من 1000 و 2000 وبعد أن تبين بانه لا يوجد هواء على الاطلاق في 3000، خلقت وسائل الاعلام ضغطا شديدا لانتاج بالون جديد – 4000. ومنه أيضا سيخرج كل الهواء. كل القرارات التي اتخذت في موضوع بيزك كانت وفقا لتوصيات لجان مهنية وجهات مهنية. هذا هو السبب الذي جعل وزارة العدل توضح في تقرير مراقب الدولة بالنسبة لبيزك: رئيس الوزراء لم يأخذ قرارات موضع خلاف… لم يكن قرار يحسن لبيزك بشكل محدد كان يمكن الاشارة اليه كقرار كفيل بان يكون موضع خلاف، أو كفيل بان يكون فيه خلل تضارب المصالح. وعليه، فهذه فقاعة مصطنعة هي الاخرى ستتفجر”.
لدى المحققين صورة كاملة ومفصلة عن التغطية الايجابية التي طولب رجال اسرة تحرير موقع “واللا” اعطاءها لعائلة نتنياهو. وعلمت “يديعوت احرونوت” بانه في الوحدة الاقتصادية في الشرطة وفي سلطة الاوراق المالية أعدوا للمحقق معهم مفاجأة، وفي اثناء اـ 48 ساعة القادمة ستعرض على المشبوهين الادلة المركزية. كما أن محامي المشبوهين يقدرون بان الشرطة لديها شهادة دراماتيكية “تحطم التعادل”. وادعى امس مصدر في جهاز انفاذ القانون بانه “في اليومين القادمين سيفهم الجميع لماذا كانت كل ايام الاعتقال هذه ضرورية”.
وأمس صباحا أدلى بالشهادة في القضية مدير عام “واللا” ايلان يشوعا، المحرر، افيرام العاد، ومحرر الموقع السابق يانون مجيل. ولا يعتبر الثلاثة مشبوهين وقد أدلوا بشهاداتهم حول الادعاءات بانهم تعرضوا للضغط من جانب الوفيتش ومحيطه بالنسبة لمواضيع التغطية بما في ذلك لانباء رئيس الوزراء. اما الصحافي دوف جلهر، الذي عمل في الماضي في “واللا” فقال امس انه “انا أيضا كنت شاهدا لنمط العمل المرفوض الذي حاولت فيه هذه الوسيلة الاعلامية انتهاجه تجاه رئيس الوزراء نتنياهو وأنا كأمثالي من صحافيين طيبين في “واللا” حاولنا عمل كل ما في وسعنا كي نلفت انتباه ادارة الشركة الى أن ما يجري هناك يقترب من الافعال التي لا ينبغي القيام بها”. واعترف محرر الموقع السابق يانون مجيل بانه “كانت ضغوطات”. وبالتوازي بلغت شركة بيزك البورصة عن تحقيق متجدد.
وكان التحقيق العلني في الملف فتح بأمر من رئيس سلطة الاوراق المالية في حزيران 2017. وفي اطار التحقيق ثار اشتباه ظاهر حول منح تغطية ايجابية لرئيس الوزراء وعقيلته في موقع “واللا” من مجموعة بيزك، مقابل الدفع الى الامام بصفقات كبرى في صالح الوفيتش. وفي تشرين الثاني الماضي، اعلنت سلطة الاوراق المالية بانها وجدت بنية تحتية من الادلة لتقديم شاؤول الوفيتش ومدير عام وزارة الاتصالات شلومو فلبر الى المحاكمة.
كما أوصت السلطة ايضا بالتقديم الى المحاكمة ابن الوفيتش اور، المديرة العامة لبيزك ستيلا هندلر وسكرتيرة بيزك لينور يوكلمان. وأعلنت بيزك امس بان يوكلمان احيلت عن منصبها بعد أن اظهر تحقيق داخلي اشتباها بانها تنصتت على المداولات في مجلس الادارة رغم عدم تخويلها بذلك.
يديعوت / مسرحية نتنياهو في ميونخ – عرض ضعف
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 19/2/2018
يقف رئيس وزراء اسرائيل أمام زعماء وخبراء أمن من ارجاء العالم ويلوح بحطام جناح طائرة بلا طيار، مثل دعائي انتخابات يحاول اثارة انطباع جمهور نائم بسحب الحمام من كميه. لحظه، الناس الذين يجلسون امامه في المؤتمر في ميونخ هم أناس مؤدبون، ولهذا فانهم لم يسخروا منه بصوت عال. ولكن في داخلهم لا بد أنهم تساءلوا: ما الذي يفترض بان المسرحية الصبيانية أن تعبر عنه؟ ما هذا العرض لبؤس اسرائيل؟
فكل الخبراء يعرفون بان اسرائيل هي قوة عظمى في الطائرات غير المأهولة الثانية في قدراتها في العالم بعد الولايات المتحدة. فالطائرات الاسرائيلية غير المأهولة، حسب مصادر اجنبية، حرثت في عشرات السنين الماضية سماء الشرق الاوسط صبح مساء الاف المرات. لا توجد دولة لم تطر فيها طائرات اسرائيلية غير مأهولة، وحسب مصادر اجنبية حتى سقطت بسبب هذا الخلل أو ذاك. فما الذي في الطائرة الايرانية غير المأهولة الذي يخيف اسرائيل جدا؟ غير ان نتنياهو لم يتحدث اليهم، بل تحدث للجمهور في البلاد الذي لا يزال يتأثر بـ “احابيله” وبعناقات المجاملة من زعماء من العالم تترجم على الفور في اسرائيل كانجازات دبلوماسية غير مسبوقة.
ملك الكلمات والتخويفات عرض ايضا الصاروخ السوري الذي اصاب الطائرة الاسرائيلية الاسبوع الماضي كتهديد شبه وجودي. نحن في حرب، واسرائيل نفذت نارا نحو الاراضي السورية مئات المرات في السنوات الاخيرة. وحسب منشورات أجنبية نفذت اسرائيل نارا ايضا نحو اهداف ابعد بكثير. هناك تقارير عن طائرات اسرائيلية تطير فوق لبنان، سوريا ودول اخرى. ولكن عندما ينجح السوريون في اسقاط طائرة اسرائيلية حربية، في سماء اسرائيل، عندنا تنطلق على الفور صراخات النجدة والبؤس.
احد ما قرر عملية غير ضرورية حقا، ترتبط أكثر بوعي العدو: ضرب منصة رقابة ايرانية على مسافة 300 كيلو متر عن الحدود. طائرة اسرائيلية اسقطت. فهل هذا يغير الوضع في الشرق الاوسط؟ يجعلنا مساكين؟ لا. هذا ثمن الحرب. ولكن لاحد ما رغبة في تضخيم الحدث من أجل تضخيم احساس الخوف الوجودي للجمهور.
بشكل عام، لدولة اسرائيل سياسة أمن غريبة: نخرج لعملية، يقع خلل، وعلى الفور رد فعل شرطي: العقاب. والا فان الجمهور في اسرائيل سيكون في حالة اكتئاب، ولعله يفقد الثقة بقيادته، ولعل اسرائيل تفقد الردع. وعندها نخرج في حملات العقاب، التي كل واحدة منها في كل نقطة زمنية من شأنها ان تشعل المنطقة.
في قطاع غزة مثلا، كجزء من حملة العقاب على العبوة التي انفجرت على الجدار واصابت أربعة مقاتلين، قصفت اسرائيل نفقا هجوميا. ما الصلة بين العبوة وقصف النفق؟ اذا كان هناك نفق تعرف عنه اسرائيل، فعليها أن تدمره دون صلة بهذا العقاب او ذاك. لماذا تحتاج ان تنتظر فشل تنفيذي ما كي تصلحه بعملية هي دوما حيوية، دون صلة بالفضائل المعنوية والدعائية لها. صباح امس شرح لها وزير شؤون الاستخبارات، اسرائيل كاتس بان العبوة التي انفجرت هي جزء من مؤامرة ايرانية. يا للخوف. من حظنا انه يوجد بيبي يري الايرانيين ما هي حطام طائرة غير مأهولة.
ينبغي أن نقول الحقيقة: الجيش اصر على الا يهاجم بشكل جذري منظومات مضادات الطائرات السورية التي عرضت للخطر طائرات سلاح الجو في السنتين الاخيرتين، باستثناء هجمات قليلة وغير ذات مغزى. والسبب بسيط: خافوا هنا من أنه بدلا من البطاريات التي ستدمر سيحصل السوريون من الروس على بطاريات اكثر تطورا. وقبل اسبوع تلقينا دليلا على أن هذا كان خطأ استراتيجيا. وبالتالي فمن أجل ماذا نعرض المسكنة الان؟
يعرض رئيس الوزراء في ميونيخ اسرائيل كدولة حبل الارهاب الايراني موضوع على رقبتها. لا يوجد رجل مهني جلس في تلك القاعة في ميونخ لا يقرأ من مصادر أجنبية ويفترض أن اسرائيل هي قوة عظمى نووية. إذن عن أي دولة مسكينة خطر حبل المشنقة يرفرف فوق رأسها يتحدث؟
الحكومة ورئيس الوزراء يجب ان يعالجا بتصميم التهديدات الامنية – في غزة، في سوريا، في ايران وفي كل مكان آخر – لا البكاء والعويل وتسخيف اسرائيل بعرضها كدولة تطاردها المخاوف.
هآرتس / الرشوة الاكبر
هآرتس – بقلم غيدي فايس – 19/2/2018
في السنة الاخيرة يركز نظام تطبيق القانون على الرشوة الاكبر التي حصل عليها سياسيون في العقد الاخير من اصحاب رأس المال، اكثر بكثير من كيس النايلون التي يحتوي على 400 ألف شيكل التي حولها متعهد القوة البشرية موشيه سيلع للمدرسة الدينية للحاخام روبين الباز، المسؤول عن شلومو بنزري، مقابل تفضيل في العطاء لاستيراد العمال الاجانب. وهو اكثر اهمية من المغلف الذي احتوى 120 ألف يورو التي حولها مدير عام “سيمنز” في اسرائيل سرا، في مقابلة خاطفة قرب شاطيء البحر في عتليت لأحد كبار الشخصيات في شركة الكهرباء مقابل مساعدة في عطاء المولدات؛ واكثر من الـ 400 ألف دولار التي تم تحويلها من حساب في سويسرا لبنيامين بن اليعيزر، لتمويل الفيلا الخاصة به في يافا، واكثر خطورة من مغلفات الدولارات التي تم نقلها من قبل موشيه تلانسكي الى اهود اولمرت المحبوب، والتي تم وضعها في خزنة المحامي المقرب، وأكثر تدميرا من الاموال التي منحها مقاولون في ريشون لتسيون لدافيد بيتان لتسهيل المشاريع العقارية.
على مدى سنوات تعامل ارباب مال معينين مع الجهات الاعلامية التي بملكيتهم كأدوات في جهاز أكبر، نظام يساوي مئات الملايين. “ما يهمني هو كسب المال”، قال ناشر “يديعوت احرونوت” نوني موزيس في نقاشه مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. موزيس مثل نوحي دنكنر في مغامرته في القصيرة في “معاريف” ومثل عائلة نمرودي قبله، وبالضبط مثل شاؤول الوفيتش في “واللاه!”رأى في عدد من المراسلين الذين عملوا تحت مسؤوليته عمال اضطراريين، عمال مقاولات في اسفل سلم التشغيل، يمكنه أن يفعل بهم ما يشاء – مراقبة مقالاتهم وتحقيقاتهم وابعاد رواياتهم الهامة الى الهامش واقالتهم اذا لم يخضعوا، وفي اسوأ الحالات يمكنه أن يشير اليهم بأن يبادروا الى كتابة مقالات انتقامية ضد من وقفوا بين الناشر وبين تحقيق مكاسبه الاقتصادية – منظم، سياسي أو مراسل منتقد. عدد من اصحاب رؤوس الاموال هؤلاء وزعوا مكاسب بسخاء وهم يسحقون حرية الاعلام، وهي المهنة التي يحتقرونها في اعماقهم.
هذا هو الوقت للتوقف عن استخدام المصطلح المضلل “تحقيق ايجابي”، “متعاطف” أو “مدلل”. يجب تسمية الولد باسمه، ترجيح كفة تحقيق منهجي واعطاء صورة كاذبة عن الواقع للجمهور، يشكل فوائد مالية بكميات كبيرة. عندما يحصل سياسي كبير من ناشر مقالات متواصلة مؤيدة، هذا يساوي بالنسبة له اكثر من صندوق سيجار أو حقيبة اموال لتمويل النشاطات في الانتخابات التمهيدية. عندما يقوم ناشر بمنع نشر تحقيق جدي عن سياسي فانه احيانا ينقذه من انهاء حياته السياسية، وبذلك يعطيه رشوة تساوي أكثر من ضخ مليون دولار لحساب بنكي سري للولد في ملجأ ضريبي. عندما يتعهد السياسي بأن يرد لصاحب رأس المال المعروف من خلال اجازة قانون أو تسهيل مصالح اقتصادية كبيرة، فانه ينهي بذلك صفقة الرشوة. المس بالمصلحة العامة في هذه الحالة اكثر خطورة من الضرر الذي يسببه انشاء مشروع عقاري ضخم على تلة خضراء في العاصمة، أو مساعدة شركة في كسب عطاء لوزارة حكومية. ترجيح التحقيق يجسد فوائد مالية واضحة لكل سياسي، كما يبدو الفوائد الاكبر في عالم رئيس الحكومة الداخلي.
في أواخر العام 2014، عشية الانتخابات الاخيرة، كان في أيدي نتنياهو وسيلتان اعلاميتان هما “اسرائيل اليوم” وموقع الاخبار “واللاه!”، لكنه لم يكتف بذلك وحاول السيطرة على وسيلة اعلام اساسية اخرى. المرشحتان كانتا وسيلتان اعلاميتان معاديتان وهما القناة 10، التي بسبب تحقيقات رفيف دروكر والخط الانتقادي التآمري الذي ميزه منذ اقامتها، تحولت الى انتقام، و”يديعوت احرونوت” العائدة الى نوني موزيس، التي هاجمته طوال سنوات. نتنياهو استثمر جهد زائد في محاولة للسيطرة على واحدة منهما، وفي الطريق لتحقيق ذلك تجاوز كل الخطوط الحمراء.
تخيلوا ما الذي كان سيحدث لو أن نتنياهو نجح في احتلال موقع أو موقعين، وبهذا فانه عمليا كان سيشل اكثر من نصف الانتقادات الموجهة اليه في وسائل الاعلام البارزة في اسرائيل. في هذا الوضع فان الرجل الذي دعا على مدى عقود الى تعدد الآراء، كان سيبدأ في اظهار مؤشرات الطغيان. من لا يفهم ذلك ويعتقد أنه من المحظور اعطاء بعد جنائي لعلاقات “خذ وأعط” التي ادارها نتنياهو مع موزيس والوفيتش – وكأن الامر يتعلق بنقاش بين سياسيين ورجال اعلام – لا يفهم أي شيء. المقارنة بين ترجيح تحقيق منهجي مقابل فوائد بمئات الملايين وبين تعهد بتحسين صورة سياسي قام بالتسريب، ليست مستفزة فقط، بل هي لا أساس لها من الصحة.
يمكن الافتراض أن سلطات تطبيق القانون لن تجد حسابات بنكية مليئة لنتنياهو في جزر “كايمن”. احتمال تورطه في صفقة مع شركة احتكارية للغاز مقابل رشوة صغيرة، ضئيل جدا يقترب من الصفر. نتنياهو حذر ودقيق اكثر من أسلافه، ويمكن الوثوق به عندما يقول إن بقاء حكمه أهم بالنسبة له من المال، ولو أنه استقال من الحياة السياسية لكان رجل ثري. حسب رأيه، صورته في وسائل الاعلام هي شرط لتحقيق الهدف الوحيد – مواصلة حكمه.
في شبكة العلاقات مع شاؤول الوفيتش التي يتم التحقيق فيها حاليا، وافق نتنياهو على التنازل عن مبدأ اساسي في تفكيره السياسي من اجل الحصول على الفوائد المطلوبة. حسب الاتهام، قام بتنفيذ عدة نشاطات في الحكم، بنفسه أو بواسطة مندوبين، من اجل ترسيخ مكانة “بيزك” كجهة احتكارية، واغراقها بهبات من نظام الحكم تبلغ مئات ملايين الشواقل. خلال ذلك قام بالعمل خلافا للمصلحة العامة عندما سلب من المراسلين حريتهم المهنية وعندما منع الاصلاح في سوق الهواتف الارضية، وبهذا منع عن الجمهور خفض بارز في النفقات الشهرية. هو ومقربوه حصلوا على مئات الفوائد من موقع اخباري رائد يتصفحه ملايين الاسرائيليين. ربما أن تلك لم تظهر فقط في ترجيح التحقيق، بل ايضا في التأثير على تعيين مراسلين في الموقع وفي محاولات تأثير بارزة جدا على هوية المحرر الرئيس.
على مدى سنوات كثيرة كان مدير عام “واللاه!”، ايلان يشوعا، المندوب السياسي لصاحبها شاؤول الوفيتش، وهو الذي يصدر الاوامر نيابة عنه. ولكن يشوعا، المدير التجاري المسؤول عن الصفقة الضخمة لبيع “لوحة اليد 2″، فهم في مرحلة معينة أن استمرار سياسة توزيع الرشوة من شأنه أن يكلفه الكثير. في المرة الاولى حاول صد الوفيتش بعد نشر تحقيق “هآرتس” في تشرين الاول 2015. وبعد ثلاثة اشهر في ظل انتصار المشرف على البيت مني نفتالي في الدعوى في محكمة العمل والاقوال الشديدة للقضاة حول سارة نتنياهو، فقد انهار. في نهاية 2016 استيقظ مرة اخرى. عندها، خلافا لرغبة المقربين من نتنياهو، قام بتعيين افيرام العاد في وظيفة المحرر الرئيس وناضل من اجل الدفاع هذا التعيين وعن استقلالية التحرير لـ “واللاه!” امام الضغوط الشديدة التي استخدمت عليه.
يشوعا مثل عدد من زملائه في الاعلام، وجد نفسه مقيد بعقدة علاقة المصالح بين المال والاعلام والسياسة الى درجة أنه اراد التخلص منها. ومن اجل فك هذه العقدة الصعبة مطلوب وجود قيادة قانونية واخلاقية. ملف 2000 وملف 4000 هما الفرصة الكبيرة لجهاز تطبيق القانون برئاسة المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت لانقاذ حرية الاعلام. عندما وضعت على طاولة المستشار القانوني تسجيلات المحادثات بين نتنياهو وموزيس فقد شخص بأن الناشر يعرض على رئيس الحكومة رشوة واضحة، لكنه تردد فيما اذا كان هناك مجال للتحقيق مع رئيس الحكومة تحت التحذير. حسب اقوال اشخاص تحدثوا مع مندلبليت مؤخرا فانه في مربع العلاقات، نتنياهو – الوفيتش – بيزك – واللاه، يشخص امكانية واضحة لأن يتحول الى ملف جنائي يروي قصة عن عدد من اصحاب التأثير واصحاب رؤوس الاموال الذين تآمروا. نجاح هذه العلاقة هو خسارة مباشرة للباقين.
معاريف / الرسالة غير الصحيحة
معاريف – بقلم د. ايلي كرمون – باحث كبير في معهد السياسة ضد الارهاب – ومعهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا – 19/2/2018
الاستراتيجية التي تعمل عليها القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية في المواجهة مع ايران وحزب الله في الشمال – التهديد بـ “اعادة لبنان الى العصر الحجري” من خلال التدمير المكثف للبنى التحتية المدنية والتسبب باصابات كثيرة للسكان اللبنانيين – خطيرة بل وغير ناجعة برأيي. واضح لكل مراقب مهني في البلاد وفي الخارج بان الحرب في الشمال وتحقق تهديد حزب الله بالاطلاق نحو اسرائيل عشرات الاف الصواريخ بعيدة المدى، المتوسط والقصير، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة نحو اهداف استراتيجية، ستتسبب بدمير مكثف للبنى التحتية المدنية واصابات كثيرة، مئات وربما اكثر، بين مواطني اسرائيل.
ان الترسانة الهائلة من 100 – 120 الف صاروخ حرصت ايران، وسوريا في حينه، على نقلها الى حزب الله على مدى السنين – لم تأتي للدفاع عن لبنان، بل لخلق ذراع صاروخي ايراني قريب لاسرائيل لردعها من الهجوم على البنية التحتية النووية الايرانية أو السماح بسيطرة حزب الله على لبنان. من هذه الناحية، فان قيادة حزب الله هي جزء لا يتجزأ من النظام في طهران، في النظرة الايديولوجية والاستراتيجية حتى لو كان نشاط المنظمة، كذاك الذي في سوريا في السنوات الاخيرة، يعرض للخطر السكان اللبنانيين بشكل عام والشيعة بشكل خاص.
وعليه فان عملية عسكرية اسرائيلية تتسبب بتدمير البنى التحتية المدنية في لبنان وموت الاف المواطنين لا يفترض أن تردع ايران وقيادة المنظمة المتمسكين بهدف ابادة اسرائيل، حتى لو لم يكن في الجولة القريبة القادمة. وسيكون نظام آيات الله مستعدا لان يضحي حتى بآخر جندي من حزب الله، بالمواطنين اللبنانيين وبلبنان كدولة مستقلة على مذبح مصالحه الاستراتيجية العليا، وحسن نصرالله لن يتردد في العمل وفقا للاوامر الايرانية.
من جهة اخرى، فان تدمير الجيش الاسرائيلي للبنان سيتسبب بالكراهية ضد اسرائيل على مدى الاجيال، ليس فقط من الطائفة الشيعية، بل وايضا من السنة، المسيحيين والدروز؛ الطوائف التي يمكنها، في سيناريوهات معينة، ان تغير ميزان القوى داخل لبنان وازاحة حزب الله عن مواقع القوة التي يحتلها.
كما أنه لا شك بان الاسرة الدولية لن تقبل بعدم اهتمام السياسة الاسرائيلية وستضغط على اسرائيل لانهاء المعركة العسكرية، التي ستكون على أي حال قاسية ومرتبة، قبل تحقيق الحسم او الانجازات الهامة على الارض. وبعد وقف النار، فان الضغوط الدولية ضد خروقات القانون الدولي والاتهامات بالمذبحة وبقتل الشعب ستعزل مرة اخرى اسرائيل في هذه الساحة.
وعليه فيتعين على اسرائيل أن تردع ايران مباشرة من مغبة حرب الشمال المدمرة، وان لم تمنعها تماما، فعلى الاقل تمنع سيناريو الرعب لاطلاق الاف الصواريخ نحو اعماق اسرائيل. على التهديد العسكري ان يكون على مدن ايران، وعلى رأسها العاصمة طهران، التي ستدفع ثمن النار المكثفة للصواريخ التي لدى حزب الله على اسرائيل. على التهديد ان يكون يترافق وشرح شامل يتلقاه السكان الايرانيون عن كل الادوات التي تحت تصرف الدولة.
هناك مثال تاريخي يعزز هذا النهج الاستراتيجي. آية الله الخميني، الزعيم الاعلى الاول للجمهورية الاسلامية، قرر انهاء ثماني سنوات الحرب المضرجة بالدماء مع العراق في العام 1988، فقط بعد فشل هجماتها “النهائية” الكثيرة، ضعف اقتصاد الحرب وموجة القصف الفتاك لـ 520 صاروخ سكاد على العاصمة الايرانية وامكانية وقوع اصابات كثيرة اخرى. وكنتيجة للضحايا الكثيرة، فان نحو 30 في المئة من سكان العاصمة هجروها. فأعلن الخميني في حينه: “بائس انا إذ نجوت كي اشرب الكأس المسموم”.
الايرانيون حساسون جدا لعدد المصابين بين قواتهم المرابطة في سوريا، ولا سيما وحدات الحرس الثوري، ولهذا فانهم يفضلون ان يجندوا، يمولوا ويطلقوا الى هناك عشرات الالاف من مقاتلي الميليشيات الشيعية. هام ايضا الاشارة الى ان الاضطرابات الشعبية التي وقعت مؤخرا في ايران اندلعت على خلفية الوضع الاقتصادي العسير في الدولة ودعوات المتظاهرين لوقف المساعدة الحربية لسوريا، لحزب الله وللحوثيين في اليمن.
في الساحة السياسية الاسرائيلية الوزير نفتالي بينيت وحده هو الذي تحدث مؤخرا في صالح “قتال ثابت ضد قوات القدس وايران. رأس التنين”، بهدف تقليص احتمالات الحرب، تقصير مدة المعركة اذا ما فرضت علينا والتوفير بحياة الناس. وتعزز الاحداث الاخيرة في الشمال فقط الحاجة الى تغيير استراتيجية اسرائيل في مواجهة التهديد الايراني. ومع ذلك، تجدر الاشارة الى أن حكومة اسرائيل عملت بشكل جيد في تحديد الخطوط الحمراء ضد التسلل الايراني الى سوريا والى لبنان وأثبتت بالافعال بانها تقف خلف تصريحاتها.
هآرتس / رشوة نتنياهو تبدأ بسرقة اراضي الفلسطينيين
هآرتس – بقلم عودة بشارات – 19/2/2018
الثالث عشر من شباط 2018 سينقش في تاريخ دولة اسرائيل كيوم تم فيه وضع انظمة عالمية جديدة: الصباح أصبح مساء، الشمس اشرقت في منتصف الليل، في ذلك المساء كان الجميع مستعدون للاحتفال التاريخي الوطني، المخطيء احضر مقيدا الى المنصة المضاءة في ميدان المدينة، وحاملو مشاعل العدل تدفقوا بجموعهم، “جئنا لطرد الظلام”.
ولكن في وقت معين حدث ما لا يصدق: المخطيء قفز الى اعلى، دفع الحراس وانطلق في خطابه التوبيخي. واذا سمح بنيامين نتنياهو بأن اعتبر للحظة واحدا من طاقم محاميه لما ترددت في مقارنة ما حدث في هذا الاسبوع بحدث آخر حدث قبل اكثر من مئة عام. عندما صعد الفرد درايفوس من الدرك الاسفل الذي القي فيه وهو يصرخ “أنا أتهم” لاميل زولا.
بدل أن يبحث رئيس الحكومة لنفسه من شدة الخجل عن مكان مظلم يجلس فيه من اجل أن لا يعثروا عليه، وبدل نشر – على الاكثر – أي تصريح، كما يقضي البروتوكول، فقد قفز الى المنصة وخطف الميكروفون وانطلق في خطاب وطني لا يخجل الشخصيات الكبيرة في العالم، ونستون تشرتشل بعث من جديد.
بعد هذا الكابوس دار في رأسي سؤال أين عرفت هذه الوقاحة. أنا أعرف هذا السحر جيدا – كيف يحولون الاسود الى ابيض، الجريمة الى بطولة والضحية الى قاتل. نعم، أنا اعرفه عن قرب وعن بعد.
عندها تذكرت. إنهم يفعلون هكذا المرة تلو الاخرى. كل الحاخامات والسياسيين والوزراء ورؤساء الحركات السياسية الذين يقلبون العالم من اجل تبييض بؤرة استيطانية في الاراضي المحتلة، الذي هو كله سرقة وسلب. بشكل عام السارقون يظلون في مواقعهم على ارض ليست لهم، أو على اكثر تقدير، ينتقلون الى مكان مجاور. السلب من الفلسطينيين، البناء والتخطيط والمؤامرات القضائية – على حساب مواطني اسرائيل.
نعم، هذه وقاحة بدايتها التعامل مع مئات الآلاف من المخلين سكان الدولة، الذين سلبت ارضهم منهم بقوة قانون غير اخلاقي. في حين أن “هدايا” الارض – خلافا لهدايا ارنون ملتشن، اعطيت بدون موافقة اصحابها – يتم اغداقها فقط على مواطنين من أبناء الشعب الشقيق، الشعب اليهودي. بعد ذلك فان كل تذمر، كل احتجاج، كل محاولة للمقتلعين للعمل من اجل اعادة اراضيهم، تعتبر تمردا يجب قمعه. بالضبط مثلما أن كل انتقاد لبنيامين نتنياهو – الذي في مجمل الامر وضع حسب الاتهام، في جيبه مليون شيكل، والتي لم يكد يشعر بها (كما قال أحد محاميه) – هو تخريب لمهمته، التي هي انقاذ المشروع الصهيوني.
اقوال اليمين بهذا الشأن – سواء اليمين الموجود في الحكم أو الموجود في المعارضة – تبدو عرجاء وحتى مضحكة. وزير الدفاع السابق موشيه يعلون الذي يشن حرب شاملة ضد نتنياهو بشأن سلوكه في كل ما يتعلق بشراء الغواصات الالمانية، قال إن “الحدود يتم ترسيمها بواسطة تلم المحراث”. ويريد اسكان مليون يهودي آخر في المناطق المحتلة. في الوقت الذي اصبح واضحا فيه أن سلب الاراضي فقط سيضمن لهم مكان. يعلون يرى حسب رأيه، أن من يسلبون الاراضي هم طاهري الأيدي، والذين في نهاية عملية السلب الوطنية يجلسون في غرفة الطعام ويوزعون بتواضع الخبز والزيتون وكأس الحليب، التي يسمح لهم الاقتصاد بها.
من يعتقد أن استقالة نتنياهو أو ابعاده ستنهي الرشوة، هو يعيش في وهم. ايضا الاستطلاعات تقول عكس ذلك. في الولايات المتحدة فان ترامب يهبط في الاستطلاعات بعد كل قضية يتورط فيها. هنا نتنياهو يحافظ على مكانته كرئيس للحكومة حتى بعد توصيات الشرطة. الاسس الاخلاقية هنا بالية لأنه، كما يقول المثل العربي “السحر انقلب على الساحر”. ليس بالامكان الاستمرار بهذه الصورة – من جانب، سرقة اراضي فلسطينية، ومن الجانب الآخر الحفاظ على طهارة اليدين عندما يتعلق الامر باليهود. إن معيار السلب الذي بدأ بالعرب، سرعان ما سينزلق نحو اليهود، هذا قانون طبيعي لا علاقة له مع طهارة أيدي “العقلاء” هنا الذين يسمون النهب أخلاقي.
هآرتس / إسرائيل تزيد المساعدات العسكرية للثوار في سوريا
معركة إسرائيلية إيرانية في الجو وعلى الأرض.. محلل صحيفة “هآرتس” يكتب عن الجهود الإسرائيلية لإبعاد القوات الإيرانية عن هضبة الجولان، بما في ذلك زيادة الأسلحة التي تنقلها للثوار بالقرب من الحدود .
المصدر – 19/2/2018
المعركة بين إسرائيل وإيران ليست محصورة في الجو فقط، فثمة معركة أخرى تحصل على الأرض: نشر محلل صحيفة “هآرتس”، عاموس هريئيل، اليوم الاثنين، تقريرا عن الجهود الإسرائيلية لإبعاد إيران وأتباعها عن هضبة الجولان، وذلك عبر هجمات جوية تنسبها الصحافة العربية والأجنبية إلى إسرائيل، وأيضا عبر مدّ القوات التي تحارب الأسد بالسلاح والأموال.
واستند هرئيل في تقريره إلى تقرير نشرته المدونة الإسرائيلية الخبيرة في الشأن السوري، إليزابيث تسوركوب، على موقع War on the Rocks، كشفت فيه أن إسرائيل زادت من حجم الامدادات التي تنقلها ل “الثوار” حسب وصفها، وذلك بناء على اتصالات أقامتها مع ثوار في المنطقة.
وكتبت الخبيرة الإسرائيلية أن 7 منظمات سنية تابعة للثوار في هضبة الجولان، على الأقل، حصلت على أسلحة وأموال لاقتناء معدات قتالية من إسرائيل.
يذكر أن إسرائيل إلى جانب تقديم المساعدات العسكرية، تقدم مساعدات إنسانية للبلدات المحاذية للحدود معها، والتي ما زالت تقع تحت سيطرة الثوار. وفي حين اعترفت إسرائيل رسيما بتقديم المساعدات الإنسانية للثوار السوريين، ما زالت تنكر تزويد أي جهة في سوريا بالأسلحة. وحسب محلل هآرتس، تأتي زيادة المساعدات العسكرية في أعقاب تطورات عدة وقعت على أرض المعركة في سوريا، أبرزها إعادة سيطرة نظام الأسد والقوات المحالفة له على جنوب سوريا، لا سيما المناطق القريبة من هضبة الجولان. وتطور آخر هو رفض الشرط الإسرائيلي إبعاد القوات الإيرانية شرقيا لطريق دمشق – درعا في إطار اتفاق منع الاشتباك الذي وقعته أمريكا وروسيا والأردن.
أما التطور الثالث الذي ذكره المحلل الإسرائيلي فهو تقليص الدور الأمريكي في الحرب في سوريا، وعلى ذلك يدل إغلاق غرفة العمليات التابعة ل CIA في عمان، والذي كان مسؤولا عن تنسيق العمليات مع الثوار في سوريا.
وتشير الخبيرة الإسرائيلية إلى أنها لاحظت فجوة كبيرة بين توقعات الثوار بشأن مدى المساعدات التي تنوي إسرائيل تقديمها والتدخل في الشأن السوري (مثلا هناك من يظن أن إسرائيل ستعاون الثوار على إسقاط النظام) وبين المساعدات المحدودة التي تقدمها إسرائيل وتنوي تقديمها.
يديعوت / بولندا، اسرائيل وسياحة الكارثة – اذا كانوا لا يريدون، فلا داع
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 19/2/2018
الصحافي رونين بيرغمان (“يديعوت احرونوت”) كان الرجل السليم في المكان السليم، في الزمن السليم وفي السؤال السليم. المكان كان مؤتمر الامن في ميونخ. الحدث: كلمة رئيس وزراء بولندا، متاوش موربيسكي. فقد روى بيرغمان لرئيس الوزراء البولندي ما روته له امه – كيف أنقذت جزءا من أبناء عائلتها بعد أن تعرفت على أن الجيران البولنديين يوشكون على الوشاية عن اليهود في الحي لـ “اس اس”. هل سأعتبر مجرما اذا قلت هذا في دولتكم؟ سأل بيرغمان، واجيب بجواب بائس شبه فيه بين المجرمين البولنديين، الروس والاوكرانيين وبين ضحاياهم اليهود. لم تكن هذه زلة لسان: في نظر القيادة البولندية القائمة، كانت الكارثة حدثا جنائيا، شيئا ما مثل سطو على بنك، ليس مسؤولا عنه اضافة الى الالمان سوى اولئك الذين شاركوا فيه بالفعل. والاسوأ من هذا، فان الكارثة هي مصدر اقلاق، صرف للانتباه، سرقة هالة الضحية من الضحية الحقيقية – الشعب البولندي. ومن كل الاماكن، هذا يحصل في ميونخ، عرش العصر النازي.
رئيس وزرائنا رد على اقوال نظيره البولندي بحذر زائد. وحتى الخطوة اللازمة بعد مثل هذه الاحداث، اعادة السفيرة الى البلاد للتشاور، لن تتم. يكفي بيان لفظي ومكالمة هاتفية. من السهل أن نخمن ماذا كان نتنياهو سيقول لو كان اليوم في المعارضة: لكان اتهم حكومة اسرائيل بترك الشعب اليهودي لمصيره وبالتعاون مع اللاساميين الجدد. الحكومة نسيت ماذا يعني ان نكون يهودا، كان سيعلن في مظاهرة ممولة من خارج البلاد للناجين من الكارثة.
ما يريده حزب “القانون والعدل” الذي يسيطر اليوم في بولندا، واضح تماما. فقد تفجر قادته غضبا حين رأوا كيف أن الاف الشبان اليهود يبكون على ارض بولندا ويحتفلون على ارض المانيا. هذا التشويه هو ما أرادوا اصلاحه. ولكن ما بدأ كجهد شرعي لاعادة المسؤولية التاريخية عن الكارثة لمن بادر اليها وادارها، تدحرجت الى تنكر عام لكل مسؤولية عما حدث ليهود بولندا، في اثناء الاحتلال الالماني وبعده. فليس لاول مرة في التاريخ، ما بدأ بنية وطنية انتهى بفعل لاسامي.
السياسة البولندية لا ينبغي أن تقلقنا: من حق كل شعب ان تكون له الحكومة التي انتخبها. والسؤال هو اين نحن في هذه القصة. مسألة واحدة هي اسرائيل والشعب اليهودي. حكومة اسرائيل الحالية تشدد اكثر من كل حكومة سابقة على الطابع اليهودي للدولة. يهوديا أولا، ديمقراطية بعد ذلك. وهي تحاول حتى أن تقرر هذا النظام في القانون. رئيس وزرائنا هو ايضا رئيس وزراء الشعب اليهودي – هكذا يعلن.
ولكن أمام الحكومات المصابة باللاسامية كالحكومة الهنغارية أو البولندية، وامام صعود جماعات عنصرية، لاسامية، في امريكا ترامب، فان حكومة الشعب اليهودي تسكت.
ان القاسم المشترك الذي يربط بين حكومات اليمين المتطرف هو الخوف من المهاجرين والخوف من الاسلام. حكومتنا هي جزء من هذا الحلف. في كل نقطة يصطدم فيها التضامن اليميني مع التضامن اليهودي، ينتصر التضامن اليميني. هذا ليس واجب الواقع – اسرائيل يمكنها أن تسمح لنفسها بسياسة اخرى – ولكن هذا هو الموجود.
النقطة الثانية هي سياحة الكارثة الى بولندا. منذ البداية كانت مشكلة في هذا المشروع، في التمييز الذي يخلقه بين اطفال أغنياء وفقراء، في تعريض فتيات وفتيان غير ناضجين لفظاعة معسكرات الابادة في رحلات تدهورت احيانا الى الكحول والى السلوك المهين، السائب وانفجارات النزعات القومية المتطرفة.
والان، حين يكون واضحا بان البولنديين ملوا عبء الكارثة، ملوا اليهود الذين يذكرونهم بها كل الوقت وملوا سياحة المعسكرات، حان الوقت لاعادة تعليم الكارثة وتخليدها الى المكان السليم، الى القدس، الى “يد واسم”. قد يكون هذا مثيرا للانفعال أقل، صادم أقل، مستفز أقل، ولكن هذا لنا.
اضافة الى ذلك: في السنة الماضية صدر في اسرائيل كتاب “عالم بلا يهود” كتبه ألون كونفينو، بروفيسور في جامعتي فيرجينيا وبن غوريون. الفتيات والفتيان الذين يسافرون الى بولندا سيحسنون صنعا اذا ما قرأوه. ليس قبل، ليس بعد – في المكان. فهو سيعينهم كم كانت الثقافة الالمانية جاهزة لابادة اليهود، كم كانت ابادتهم جزءا من الهوية الالمانية. وسيفهمون شيئا ما عن الاراضي التي تنبته منها العقائد العنصري، بما في ذلك عقائد اللاسامية. بعد ذلك يمكنهم ان يسافروا ببهجة الى وارسو او الى برلين.
اسرائيل اليوم /يجب أخذ المخاطرات : أصحاب القرار يجلسون في طهران
اسرائيل اليوم – بقلم يعقوب عميدرور – 19/2/2018
في خطابه أمس في مؤتمر ميونخ قال رئيس الوزراء ان اسرائيل ستهاجم ايران مباشرة. هذه جملة شاذة، إذ من غير الدارج ان يهدد زعماء الدول علنا بالهجوم على دولة سيادية عادية، ليست “دولة فوضى”، كسوريا، مثلا.
وبشكل عام – فان التهديدات الصريحة بين الدول ليست امورا يستهان بها.
يبدو لي أن المفتاح للاقوال الشاذة يوجد في ما شدد عليه رئيس الوزراء قبل التهديد.
بعد أن وصف سلوك ايران الفظ في الشرق الاوسط، روى رئيس الوزراء ما حدث قبل سبتين، وعندها في النهاية وصف الحدث، قال كنوع من اجمال الحالة: “سنعمل اذا كانت حاجة ليس فقط ضد مرعيات ايران التي تهاجمنا – بل ضد ايران نفسها”.
حتى الان اتخذ الايرانيون جانب الحذر الشديد. فقد كانوا مستعدين لان يقاتلوا ضد اسرائيل حتى اللبناني الاخير، بل وجلبوا من مسافات بعيدة – من العراق، من افغانستان ومن الباكستان – ميليشيات شيعية تقوم نيابة عنهم بالعمل القذر والخطير في سوريا.
واضح أنه في هذه الحالة غيرت ايران عادتها وحطمت محظورا واضحا. فقد عملت بشكل مباشر ضد دولة اسرائيل، إذ أدخلت اليها أداة ايرانية بادارة ايرانية – وعليه – كان صحيحا تحذيرهم. الايضاح للايرانيين بانهم تجاوزوا خطوطا حمراء وانهم ملزمون بان يفهموا بان لهذا ثمن.
الان، الكرة توجد في يد ايران. وسيكون مشوقا أن نرى اذا كانت مستعدة لان تخاطر بنفسها مباشرة، ام أنها ستكرر مرة اخرى ما فعلته بشكل جيد جدا: استخدام الاخرين لخدمة مصالحها.
من أجل التصدي لايران هناك حاجة لاخذ المخاطر. فالتهديد أكبر من أن نتجاهله، وفي النهاية فان اصحاب القرار يجلسون في طهران وليس في مكان آخر.
معاريف / إبادة ذاتية
معاريف – بقلم بن كسبيت – 19/2/2018
السطر الاول في رد فعل رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو يروي كل القصة دفعة واحدة: “بعد أن خرج الهواء من ملف 1000 وملف 2000، كما جاء في الرد، “هكذا سيخرج أيضا من ملف 4000”. من ناحية نتنياهو، فان حقيقة أن شرطة اسرائيل أجملت هذين الملفين وقررت بانه تبلورت بنية تحتية من الادلة لتقديمه الى المحاكمة على الرشوة، مرتين، هي “خروج هواء”.
ليس فقط اجزاء واسعة من الجمهور يؤمنون بهذا الهذيان، بل نتنياهو نفسه ايضا مقتنع بصحته. وحقيقة أن ثلاثة أجهزة شرطة مختلفة، في ثلاثة عقود مختلفة، أدارت ضده تحقيقات جنائية مختلفة وتوصلت الى استنتاجات مشابهة (لتقديمه الى المحاكمة)، يصفها “حملة صيد” وعلى لسان مقربيه “قتل شخصية”. وليس في هذا الجمهور أي ولد صغير يهتف بصوت عال ان الملك عار، وان احدا لا يخوض ضده حملة صيد وأحد لا يقتل شخصيته. فشخصيته هي التي تقتله.
المصيبة الاكبر التي وقعت لنتنياهو هي انتصاره العظيم، ضد كل الاحتمالات، في انتخابات 2015. فقد رفع هذا الانتصار الى مستويات جديدة الاعتداد الطبيعي لنتنياهو، فكرته “أنا وليس غيري”، الثقة الذاتية المبالغ فيها والايمان بانه لا يهزم، مخلد لا يموت. هذا الانتصار، وبعده الانتصار المذهل بقدر لا يقل لدونالد ترامب، هما اللذان أزالا عن نتنياهو التوازنات التي تبقت، الكوابح التي نجت، وادخلاه في مسار الابادة الذاتية.
وصلنا الى جوهر الموضوع: فاقالة آفي بيرغر، مدير عام وزارة الاتصالات، بمكالمة هاتفية، في اول يوم لتشكيل الحكومة، هي ام كل الخطايا. فبيرغر لم يعينه في منصبه خالد مشعل وكان يعنى ببيع اسرار الخلوي الاسرائيلي للجان المقاومة في غزة. بيرغر، رجل مهني مقدر، عينه في منصبه جلعاد أردان. وهذا هو من الليكود. وذاك من هيئة البث، التي ملصت لنتنياهو في الجرف الصامد. أردان اياه الذي سكت عندما نكل نتنياهو بجثة هيئة البث سنة كاملة، اختفى ايضا عندما أقيل المدير العام الذي عينه ودفنت دفنة حمار الاصلاحات التي بناها. فقد أنزل بيبي بالمظلة الى وزارة الاتصالات مقربه المخلص، رجل المهام الخاصة والمناطق الغامض، شلومو (مومو) فيلبر. وقبل ذلك وقع شركاءه الائتلافيين على “بند الاتصالات” الفضائحي، غير المسبوق في دولة ديمقراطية، والذي منحه قوى البطل الاعلى في كل ما يتعلق بسوق الاتصالات.
يوم واحد، بعد كثير من تفجر فقاعة العقارات (أو لا) وموشيه كحلون يهدأ، بعد كثير من تحقق الهدف في الرياضيات وفي الفيزياء في وزارة التعليم ونفتالي بينيت يهدأ، بعد كثير من معرفة آريه درعي اذا كانت وجهته نحو السجن للمرة الثانية أم لا، وحتى بعد أن يهدأ ليبرمان، لن يتمكن هؤلاء الجنتلمانيون من تنظيف انفسهم من مسؤوليتهم الجماعية عن هذا الامر الشائن. الشائن الذي يهدد الان باطلاق عصبة غير صغيرة من المشبوهين، بينهم ارباب مال ورجال اعمال بارزون، الى فترات حبس طويلة. أمر شائن أفقد رئيس وزراء في اسرائيل عقله ومن شأنه الان أن يحيله عن منصبه ويطلقه نحو بيت السجناء. ولا تزال اليد ممدودة.
هذه الصفقة البائسة، التي كشف النقاب عنها جيدي فايتس في تحقيقه المذهل في “هآرتس” اخضعت في صالح رئيس وزراء اسرائيل موقع أخبار شعبي، فيما أن المقابل هو امتيازات بقيمة المليارات لشركة الاتصالات التي تحوز ملكية ذاك الموقع. وبخلاف ملف 2000، هناك يزيد ما يقال عما يفعل. ملف 4000 مليء بالافعال والادلة في الغالب، الشهود الملكيين الذين سيشهدون الواحد ضد الاخر، التسجيلات، المراسلات، الصور، التقارير الصحفية واختلاطات مختلفة ستلعب فيه دور النجوم. وسيتعين على الشرطة ان تدفع بشرطي حركة سير خاص نحو مهامة ترتيب السباق الى مكانة الشاهد الملكي او شاهد الادعاء لان هؤلاء الجنتلمانيين المختلفين غير معتادين على حجرات الاعتقال سيشاركون فيه. والكرزة التي في القشدة، بنيامين نتنياهو سيحقق معه لاحقا. والقشدة نفسها، السيدة نتنياهو، سيحقق معها هي ايضا. وينبغي الامل في أن هذه المرة على الاقل سيتم هذا بالتوازي كما هو متبع.
ان طواحين العدل تطحن. ببطء، ولكن بثبات. يحتمل أن يكون الموضع الذي يوجد فيه نتنياهو لا يجعلنا نرى هذا، ولكن القطار انطلق من المحطة والنفق الذي يدخل فيه لا يؤدي الى القدس، بل الى العكس. خير كان يفعل بنيامين نتنياهو لو أنه يفهم الوضع ويسعى الى الصفقة الاكبر في حياته – الاعتزال مقابل توحيد الملفات واغلاقها. يخيل لي أنه تأخر عن القطار.
هآرتس / بدون يد موجهة في سوريا – الولايات المتحدة تستطيع فقط التشويش على ايران وروسيا
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 19/2/2018
“فاغنر” هو اسم شركة حماية روسية تجند وتوظف مئات المقاتلين الروس، الاوكرانيين وغيرهم للمحاربة في ساحات القتال في سوريا. “فاغنر” خاضعة لوزارة الدفاع الروسية وتحصل منها على الخدمات والتمويل. هي الموازي الروسي لشركة الحماية الامريكية “بلاك ووتر” سيئة الصيت في نشاطاتها غير القانونية في العراق. اساس نشاطها يتركز في منطقة دير الزور التي طهرت من مسلحي الدولة الاسلامية داعش وتحولت الى منطقة مواجهة بين نظام الاسد والقوات الروسية والمليشيات الكردية و”المستشارين الامريكيين”.
في 7 شباط كان يبدو أن هذه الساحة الثانوية من شأنها اشعال حرب حقيقية بين الولايات المتحدة والجيش السوري وحتى أن تتوسع الى حرب بين موسكو وواشنطن. مدافع ودبابات الجيش السوري ومرتزقة “فاغنر” هاجموا بالنار الثقيلة قيادة المليشيا الكردية المجاورة لدير الزور بهدف السيطرة على اجزاء من المدينة ونقلها الى سيطرة جيش النظام. الولايات المتحدة ردت بقصف ثقيل من الجو، وفي نهاية يوم المعارك تم احصاء 200 قتيل (هناك من يقدرون أن العدد 300) وبضع مئات من المصابين، من بينهم مقاتلين روس واوكرانيين كثيرين. قوات النظام تركت بسرعة الساحة، وروسيا أدانت بشدة العملية “غير القانونية” والاسد وصفها بجريمة حرب، أما المليشيات الكردية، كما هو متوقع، باركوا الهجوم. ولكن منعت حرب بين الدول.
يبدو أن الولايات المتحدة تعمل في دير الزور في اطار حربها ضد داعش. كما اوضح وزير الخارجية تلرسون في محاضرة القاها في جامعة ستانفورد. القوات الامريكية ستواصل البقاء في سوريا “من اجل أن لا يظهر داعش من جديد”. ولكن تلرسون لم يحدد فترة زمنية، وقبل بضعة اسابيع قالت شخصيات رفيعة في واشنطن إن الولايات المتحدة تنوي البقاء في سوريا الى حين ايجاد حل سياسي للازمة. داعش، حسب هذه الرؤية، لم يعد العامل الذي يملي سياسة الولايات المتحدة في سوريا، وهذا بعد أن اعلن رئيس الحكومة العراقي والادارة الامريكية “رسميا” عن هزيمة داعش في العراق وسوريا.
بناء على ذلك، ليس واضحا سبب الهجوم الامريكي الكثيف على القوات السورية وحلفائهم الروس، وخاصة طالما أن موقف الولايات المتحدة – التي تدعم سوريا موحدة تحت نظام حكم واحد – ما زال ساريا. اضافة الى ذلك، مهاجمة القوات السورية تحتاج، على الاقل حسب رأي عدد من اعضاء الكونغرس الديمقراطيين، الى مصادقة الكونغرس. يوجد بينهم من يهددون بخطوات قانونية لمنع توسيع القتال الامريكي في سوريا. السبب في الهجوم يكمن كما يبدو في الاستراتيجية الجديدة الآخذة في التبلور خلال الحركة في الادارة الامريكية. هدفها وقف تمركز ايران في سوريا واحباط الجهود الدبلوماسية الروسية من اجل تحقيق حل سياسي، بدون القدرة على طرح بديل امريكي.
واشنطن تبنت تهديد انشاء “الهلال الشيعي” الذي يربط بين طهران ودمشق مرورا بالعراق، وذريعة استراتيجية لنشاطها في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، بعد أن تبين لها أنه لا يمكنها التأثير على انتشار القوات الايرانية في جنوب سوريا، وفي هضبة الجولان ومنطقة ادلب. ولكن دير الزور ليست فقط منطقة حدود جغرافية، يمكن للسيطرة عليها أن تصد التواصل الجغرافي الايراني، هذه ايضا منطقة غنية بالنفط، الذي يحتاجه نظام الاسد لتمويل حكمه. على هذه المنطقة وضعت ايران عينها، التي ترى فيها امكانية كامنة كي تعيد لنفسها جزء معتبرا من التمويل الكبير الذي اعطته لسوريا.
قبل بضعة ايام اوضح يحيى رحيم سوفي، المستشار العسكري لعلي خامنئي، الزعيم الروحي لايران، بأن على سوريا أن تسدد ديونها لايران. وقال إنه “يوجد في سوريا نفط وغاز ومناجم فوسفات يمكن استخدامها لتسديد الديون”. اقوال سوفي التي قيلت في مؤتمر عقده “معهد الابحاث المستقبلية للعالم الاسلامي” تعبر عن المزاج في اوساط الادارة الايرانية الذي يقضي بأن النضال السياسي القادم سيكون على السيطرة الاقتصادية على الموارد في سوريا.
يبدو أن ايران تسعى الى الحصول على اتفاقات طويلة المدى مثل الاتفاقات التي وقعت بين موسكو ودمشق والتي تتضمن حقوق لاستخراج النفط وانشاء ميناء وقواعد عسكرية، التي اشار اليها سوفي بصورة صريحة. ليس واضحا ماذا تتضمن الاتفاقات التي وقعت مع موسكو، واذا كانت آبار النفط في دير الزور مشمولة فيها، لكن لا شك أن المنافسة بين ايران وروسيا حول الثمار الاقتصادية للحرب تملي بدرجة كبيرة السلوك العسكري في سوريا.
في المقابل، لا يوجد للولايات المتحدة مصالح اقتصادية واستراتيجية في سوريا. وهي ايضا ليست شريكة في العملية السياسية التي تدار حصريا من قبل روسيا وبالتعاون مع ايران وتركيا. الولايات المتحدة تستطيع في هذه الاثناء فقط محاولة التشويش على القوات الروسية وأن تعيد سيطرة الجيش السوري على مناطق كانت تحت سيطرة داعش في شرق الدولة ومواصلة تهديد ايران بفرض عقوبات من شأنها أن تفكك الاتفاق النووي. ولكن هذا لا يمكنه ان يعتبر استراتيجية سياسية تضع اهداف واضحة.
اضافة الى ذلك، من اجل تحقيق سياسة كبح ايران وروسيا فان الولايات المتحدة بحاجة الى قوات الاكراد كي تستخدم كقوة برية تصد تمركز القوات السورية والروسية أو الايرانية في منطقة الحدود الشرقية. ولكن هذا التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة والاكراد، وحتى التحذيرات الشديدة التي اطلقها الرئيس ترامب ضد تركيا، لم تنجح حتى في اقناع أو كبح استمرار الغزو التركي لعفرين، التي ما زالت تحت سيطرة الاكراد. الاكراد ايضا لا يثقون الى أي درجة يمكنهم الاعتماد على ترامب، على خلفية المحادثات التي جرت في الاسبوع الماضي بين تلرسون واردوغان حول تنسيق العمليات العسكرية في سوريا.
في موازاة ذلك، هناك تقارير من جهات معارضة في سوريا حول اتفاق تم التوصل اليه بين الاكراد ونظام الاسد بشأن نقل عفرين اليه لكبح استمرار سيطرة الاكراد على المدينة والمحافظة. هذه الخطوة اذا تم تطبيقها حقا ستسحب من واشنطن رافعة التأثير الاهم الموجودة لديها في هذه الاثناء في سوريا. واذا قرر ترامب “معاقبة الاكراد” وأن يسحب منهم التمويل الذي تمنحه الادارة لهم، فان روسيا ستكون مسرورة بأن تحل محلها، هذا في الوقت الذي تطرح فيه الآن الاكراد كشركاء مرغوب فيهم في العملية السياسية. يبدو أن مواصلة الوجود الامريكي في سوريا تتحول لتصبح مظاهرة ترف فارغة دون أن يكون لها هدف محدد، تنتظر أن يعترف ترامب بفشله في بعث الحياة السياسية في سوريا.
هآرتس / اذا لم تكن هذه رشوة فما هي الرشوة
هآرتس – بقلم رفيف دروكر – 19/2/2018
في سيل القضايا الذي لا يتوقف، حظيت اقوال رئيس الحكومة في موضوع القناة 10 باهتمام ضئيل. “عملت من اجل اغلاق القناة 10، التي ملتشن من اصحابها، لولا توجيه المستشار القانوني للحكومة فان القناة 10 كانت ستغلق”، قال نتنياهو. يصعب البدء في تفسير كم هذه الاقوال هي اقوال هستيرية وصادمة. وكذلك أنا أكتب من موقع من يحصل على راتبه من القناة 10 في الـ 15 سنة الاخيرة.
ادعاء رئيس الحكومة هو كذب فظ وغبي. ملتشن كان صاحب اسهم في القناة 10 في تلك السنوات. لقد توقف عن ضخ اموال للقناة وعمل فعليا على اغلاقها. هذا لأن نتنياهو لم يعمل ضده في هذا الشأن. مصالحهما توحدت. نتنياهو عرف ذلك، وهذه الامور نشرت في حينه، والمحققون يعرفون ذلك. اذا كان الامر هكذا فان نتنياهو لا يحصل على أي شيء من هذا الادعاء المدحوض سوى الاعتراف بامور تمثل اخلالا بالثقة.
نتنياهو اعترف أنه اراد اغلاق القناة الاعلامية مع مئات العاملين المباشرين فيها وآلاف آخرين في دوائر اخرى لأن القناة نشرت تحقيقات ضده. في جزء من الفترة التي حاول فيها نتنياهو اغلاق القناة ادار ضدها قضيتان للتشويه (سحبهما في نهاية الامر دون تعويضات أو اعتذارات). نتنياهو كان في حالة تناقض مصالح تام اثناء تعامله مع قضايا القناة.
نتنياهو عرف أن القناة لديها مواد تتعلق بفحوصات مراقب الدولة والشرطة، التي تناولت شؤونه في تلك السنين. اغلاق القناة لم يكن من شأنه أن يؤدي الى اختفائها، لكن معقول الافتراض أن ذلك كان سيصعب نشرها. في ذلك الوقت فهم نتنياهو كما يبدو وضع تناقض المصالح الذي كان يوجد فيه، لذلك كان هناك كل انواع “الاغبياء المفيدين” من قبله، الذين تجولوا في وسائل الاعلام وقالوا: ما الامر، نتنياهو ليس متورطا. هو نفسه لم يتحدث حول الامر علنا. الآن هو يستل هذا الاعتراف المدهش بعمل جنائي في جوهره.
موظف الضرائب الكبير شوكي فيتا أدين في المحكمة بعد أن عالج ترتيبات الضرائب لزبائن المحامي يعقوب فينروت. فينروت مثل ايضا فيتا. لهذا قرر أن فيتا كان في تناقض مصالح جوهري. اهود اولمرت ادين بعد أن عالج طلبات مصانع للحصول على استثمارات من الدولة. هذه المصانع تم تمثيلها من قبل المحامي اوري ميسي الذي كان هو محاميه. المحكمة قالت إنه رغم أنه لم يكن في قرار اولمرت بشأن المصانع “انحراف عن الخط” في مستوى جوهري، فانه كان في حالة تناقض مصالح جوهري.
في قضية القناة 10 كان نتنياهو في تناقض مصالح لا يقل خطورة عن اولمرت أو فيتا. في اعماله يوجد بالضبط “انحراف تام عن الخط”. لم يحاول أي رئيس حكومة اغلاق وسيلة اعلامية لهذه الاسباب. نتنياهو “انتحر” من اجل الاغلاق حتى اللحظة الاخيرة، وتوقف فقط على أيدي المستشار القانوني، الذي اضطر الى صياغة رأي نصف مدحوض من اجل وقف الجنون.
المراسل عميت سيغل قال قبل فترة قصيرة “هناك نكتة عن نتنياهو، لماذا لن تتم ادانته بالرشوة؟ لأنه من اجل الرشوة يجب أن يكون هناك مقابل، وبيبي في حياته لم يعط لأي أحد شيئا… اعتقد أن بيبي هو أحد رؤساء الحكومات الاقل فسادا الذين كانوا هنا، هو يحب الملذات، هو ليس مرتشي”. هذه هي النظرية التي كانت مقبولة بخصوص نتنياهو طوال سنواته. ربما لأنه في نظر جمهور واسع، اذا لم يكن هناك أي نصف مليون شيكل قد نزلت في حساب بنكي في سويسرا فلا توجد رشوة.
من هنا يتبين أنه من اجل ملتشن تحدث نتنياهو مع يئير لبيد مرتين، وتحدث مع جون كيري عدة مرات، والتقى مع رجل الصناعة الهندي تاتا، ورتب لملتشن مقابلة مع شلومو فلبر. نسبيا لمن لا يعرف اعطاء مقابل، فانه فقط عمل في صالح ملتشن.
اذا كان هناك شخص يحاول اغلاق قناة اعلامية بسبب مصالحه الشخصية ليس شخصا يتلقى الرشوة، فما هي الرشوة اذا؟.
تايمز أوف إسرائيل / حماس تحاول تقليد حزب الله عسكريًا، ولكن غزة ليست لبنان
تايمز أوف إسرائيل – بقلم آفي يسسخروف – 19/2/2018
بعد بضع دقائق من قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بضرب مجموعة من الأهداف معظمها تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، يوم السبت، نشر الجناح العسكري للحركة بيانًا قال فيه ان وحدة الدفاع الجوي التابعة لها واجهت طائرات العدو الجبان، ممّا يشير إلى إطلاق النار المضادة للطائرات تجاههم.
لن تكون هذه المرة الأولى أو الأخيرة التي يتم فيها إطلاق النيران المضادة للطائرات على الطائرات المقاتلة الإسرائيلية في غزة. تعمل القوات الجوية الإسرائيلية منذ سنوات على أساس أن حماس لديها صواريخ بسيطة نسبيًا مضادة للطائرات تطلق من على الكتف. وهي ليست المرة الأولى التي تتباهى فيها حماس بالقدرات المضادة للطائرات التي على الأرجح لا تملكها.
ولكن هذه المرة أصبحت التصريحات ذات أهمية في ضوء إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز F16 قبل أسبوع على يد الجيش السوري في الشمال. وبعبارة أخرى، تحاول حماس أن تكون – أو أن ينظر إليها – عسكريًا على أنها مماثلة للجيش السوري أو حزب الله على الأقل.
بغض النظر عن المحاولات التي تشنها حماس في بعض الأحيان لتكسب محبة حزب الله، الذي أصبح واحدًا من أكثر الجيوش تسليحًا في العالم؛ فإن المجموعة السنية الفلسطينية الحاكمة في غزة التي تهدد إسرائيل من الجنوب والجماعة الشيعية اللبنانية الإيرانية التي تهدد إسرائيل من الشمال أصبحتا مقرّبتيْن بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية. لقد تغيرت الأمور منذ الصراع العلني عام 2011 بين قيادة حماس آنذاك في دمشق برئاسة خالد مشعل و”محور الشر” الذي ترأسه إيران، على الرغم من العداء الطبيعي بين المنظمتيْن بسبب الانتماء الديني المتناقض.
يذكر أن قادة حماس في الخارج مثل نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري ورئيس العلاقات الخارجية أسامة حمدان يقيمون في لبنان تحت حماية حزب الله. يعيش العاروري في الضاحية التي يحكمها حزب الله في بيروت، حمدان نشط في جميع أنحاء العالم العربي وبشكل أساسي في لبنان، فهو ينشر صورًا شبه يومية لاجتماعاته داخل وخارج لبنان، بما في ذلك مع أعضاء حزب الله والمنتسبين إليه. قبل عدة أشهر أصيب شقيق حمدان في انفجار غامض في جنوب لبنان، فيما ادعي أنها محاولة اغتيال قام بها “الموساد” الإسرائيلي.
هذا التقارب في العلاقات يثير إمكانية التعاون بين حماس وحزب الله في حال نشوب حرب مع إسرائيل، ممّا يمهد الطريق لصراع متعدد الجبهة. وقد صدرت مؤخرًا إعلانات على هذا النحو من قبل شخصيات فلسطينية عديدة، ليس من حماس فحسب، بل أيضًا من حركة الجهاد الإسلامي، على شكل تصريحات غير ملتزمة تشير إلى أنه في حالة نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل في الشمال، فإن الفلسطينيين في غزة سوف ينضمون إليها.
من الواضح أن مثل هذا السيناريو لا يمكن أن يؤخذ باستهتار، وبالفعل فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشعر بالقلق من ذلك، لكن غزة ليست لبنان، وحماس ليست حزب الله. الأضرار العسكرية التي لحقت بحماس وغزة في ذلك الحدث ستكون أشد بكثير من الأضرار التي لحقت بحزب الله ولبنان. إن قدرات حماس العسكرية أضعف بكثير من قدرات حزب الله، والأهم من ذلك أن اقتصاد غزة ليس لديه الأدوات اللازمة للتعامل مع حرب أخرى تشبه حرب صيف 2014. قادة حماس في غزة يعرفون ذلك أيضًا؛ بالتالي فإن احتمالات نشوب حرب متعددة الأطراف ضد إسرائيل لا تزال منخفضة.
شهدنا يوم السبت مظهرًا لفهم حماس لضعف موقفها، كانت هناك عبوة زرعت في وقت سابق على يد متظاهرين فلسطينيين بالقرب من السياج الحدودي تحت علم فلسطيني، وأصيب أربعة جنود من الجيش الإسرائيلي.
من المحتمل أن تكون هذه الهجمات قد ارتكبت من قبل الجماعات التي وصفت بأنها “مارقة” في قطاع غزة، وهذا يعني أنها ليست حماس أو الجهاد الإسلامي. ومع ذلك، منذ ارتكابها خلال المظاهرات التي نظمتها حماس على الحدود، فإن حماس هي أيضًا المسؤولة جزئيًا عن الحادث. هذا السيناريو لم يكن ممكنًا في لبنان، حيث لم يكن في وسع أي مجموعة شن هجوم ضد جنود الجيش الإسرائيلي دون علم حزب الله.
رد الفعل الإسرائيلي على الهجوم كان سريعًا، مع استهداف العديد من مواقع حماس في جميع أنحاء القطاع. بعد أن فهمت حماس ضعفها وخطر تصاعد التوترات مع إسرائيل، اختارت ضبط النفس، من خلال بيان كبير عن “طرد” الطائرات الإسرائيلية بواسطة قدراتها المضادة للطائرات.
هآرتس / ليلغى قانون ميلتشن
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 19/2/2018
القانون المعروف باسم “قانون ميلتشن” يمنح امتيازات ضريبية واسعة لحفنة من المليارديريين وارباب المال اليهود. القانون الذي سنته في العام 2008 حكومة ايهود اولمرت، يمنح المهاجرين أو السكان العائدين اعفاء من الضريبة على أرباحهم في الخارج على مدى عشر سنين، بما في ذلك الاعفاء من التبليغ عن الارباح التي جنيت في الخارج. كما أن في القانون امكانية لتمديد الاعفاء من الضريبة الى 20 سنة، مقابل استثمار كبير في اسرائيل.
وهكذا كان القانون يستهدف اقناع المليارديريين اليهود للهجرة الى اسرائيل، بسبب الاغراء للحصول على الاعفاء من الضريبة في الخارج. اما ثمن هذا الاعفاء فيدفعه ايضا مواطنو الدولة الاصل، التي يتملص المليارديريون منها دون أن يدفعوا الضريبة، بصفتهم مواطنين لدولة اجنبية، وكذا مواطنو دولة اسرائيل الذين لا يستفيدون من المداخيل من الضرائب من تلك الاملاك. كما أن مواطني اسرائيل لا يستفيدون من استثمار هذه الاملاك في اسرائيل لان الاعفاء من الضريبة لا ينطبق الا طالما بقيت الارباح في الخارج.
وعليه، فمن يستفيد من القانون؟ بالطبع، تلك الحفنة من المليارديريين الذين يوفرون الضرائب على مدى عشر سنوات ويستفيدون من غموض عدم التبليغ على مدى عشر سنوات – غموض يسمح لهم باستغلال الوقت لاخفاء الاملاك والارباح.
تجعل دولة اسرائيل بذلك نفسها عمليا أحد ملاجيء الضريبة الاكثر جدوى في العالم. وهكذا تكون الدولة في مصاف واحد مع دول مدانة مثل برمودا وبنما، حيث يسمح القانون باخفاء الضرائب.
كما أن دولة اسرائيل تجعل نفسها بذلك احدى الدول التمييزية في العالم، فالمادة التي تسمح بتمديد الاعفاء من دفع الضرائب على مدى عشرين سنة تخلق تمييزا واضحا بين مواطني اسرائيل العاديين المطالبين بدفع الضرائب حسب القانون، وبين مواطني اسرائيل الاغنياء، الذين حتى بعد عشرين سنة من اقامتهم سيبقون معفيين من دفع الضرائب.
فقط الاسوأ بين دول العالم تخلق تمييزا كهذا في صالح الاغنياء، كل هذا في الوقت الذي من ناحية وطنية لا تستخلص الدولة أي منفعة من ذلك.
صحيح أن قانون ميلتشن سنه اولمرت، ولكن حكومات بنيامين نتنياهو هي التي تمنع، منذ العام 2009، شطب القانون الفضائحي هذا من سجل القوانين الاسرائيلية. وحسب شبهات الشرطة يبدو أن نتنياهو كان مشاركا بشكل نشط في منع شطب القانون. يبدو أن ليست صفة أن هذا القانون الفاسد والمفسد يرتبط باسم رئيسي وزراء، احدهما ادين بالاعمال الجنائية والاخر مشبوه بالاعمال الجنائية الان. لا يوجد وقت ملائم اكثر لشطب القانون المشوه هذا.