ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 12– 2 – 2018

يديعوت احرونوت :
– اللحظات الدراماتيكية للطيارين: “فهمنا بان علينا أن نترك، شدة الانفجار كان يمكن أن تقلنا”.
– طائرة اخرى استهدفت وتملصت من الصاروخ السوري.
– الهجوم الذي ذهب بعيدا.
– سباق الدول العربية نحو النووي.
– نشيط اليمين الذي نجح في تأجيل توصيات الشرطة بحق نتنياهو.
– بيتان صمت في التحقيق ولكنه تحدث في التسجيل الخفي.
-وزيرة الثقافة تقاطع احتفال رقص اسرائيلي في باريس.
– كتاب بيرغمان عن الاستخبارات الاسرائيلية اصبح رائجا.
– قانون الذبح البولندي.
معاريف/الاسبوع :
– في اسرائيل يستعدون للمواجهة التالية مع ايران: “مسألة وقت”.
– رئيس لجنة الامن في الحكم المحلي: “مطلوب 400 مليون شيكل لحماية الجبهة الداخلية”.
– لم يفقدوا الشمال.
– ايران: الجيش السوري اثبت للصهاينة بان فترة اضرب واهرب انتهت.
– وليد جنبلاط: سياسة دونالد ترامب قد تؤدي الى حرب اسرائيلية ضد لبنان وسوريا.
– التوتر في الشمال أجل السيادة في يهودا والسامرة.
– الطائرة الروسية اقلعت – وسقطت.
هآرتس :
– في اسرائيل يقدرون: الجولة انتهت ولكن مواجهة اخرى مع ايران محتمة.
– تحقيق أولي: الطائرة التي اسقطت بقيت مكشوفة في ارتفاع عال، واستغلت سوريا نقطة الضعف.
– شكيد للجنة انتخاب القضاة: “اذا لم ينتخب مرشحي للعليا فلن ينتخب أي قاض.
– سفارة اسرائيل في باريس ستقاطع مهرجان اسرائيلي بسبب بث فيلم “فوكس تورز”.
– رئيس ايران: منعنا اسرائيل والولايات المتحدة من خلق فوضى في لبنان.
اسرائيل اليوم :
– سمعنا انفجارا وفهمنا فورا: “ملزمان بالمغادرة”.
– الكنيست ستفحص ادعاءات ملاحقة ضباط الشرطة.
– “الجولة القادمة مع ايران ستأتي – وسنرد بقوة”.
– يوم الانقلاب في ايران: أعلام اسرائيل تحرق ونماذج صواريخ جديدة.
– الطائرة الروسية تحطمت في الثلج وأحد لم ينجو.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 12– 2 – 2018
معاريف / في اسرائيل يستعدون للمواجهة التالية مع ايران: “مسألة وقت”
معاريف – بقلم العاد بن طوف – 12/2/2018
حادثة اخرى مع ايران هي فقط مسألة وقت، هكذا قدروا أمس في اسرائيل في اعقاب تسلل الطائرة الايرانية غير المأهولة أول أمس والرد الاسرائيلي في أعقابها.
في اسرائيل يوضحون بانه في المرة التالية التي تحاول ايران فيها المس بالسيادة الاسرائيلية، سيكون الرد أشد بكثير. وفي وقت سابق من يوم أمس قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ان اسرائيل ستواصل العمل وفقا للخطوط الحمراء التي رسمتها.
وتناول قائد المنطقة الشمالية، اللواء يوئيل ستريك أمس اليوم العاصف والتصعيد في الشمال في اثناء احتفال لتبادل قيادة فرقة البشان.
وقال ستريك ان “احداث السبت تشكل تأكيدا على اهمية هذا الموقف. لن نعرض للخطر مواطني اسرائيل ولن نسمح لايران بضعضعة المنطقة كلها. وجهتنا ليست نحو التصعيد، ولكن الامكانية عالية، ونحن لا نتردد في استخدامها. هكذا فعلنا في الماضي، هكذا فعلنا يوم الجمعة وهكذا سنواصل طالما احتجنا الى ذلك”.
واضاف ستريك: “الايام الاخيرة تثبت هشاشة الوضع الامني في الجبهة السورية. من يتجاوز الحدود سينال ردا مناسبا.
“في السنوات الاخيرة تمد ايران يديها الطويلتين كي تثبت قوتها في المنطقة. نحن نرى جهودها الجبارة لخلق هلال شيعي في الشرق الاوسط. ان التدخل الايراني في المنطقة هو تهديد مقلق لاسرائيل، ولكن ايضا للعالم الغربي كله”.
وقال القائد الوافد، العميد عميت فيشر في الاحتفال ان “علينا أن نعد أنفسنا عملياتيا واستخباريا للتهديد المتعاظم: عودة الجيش السوري والقوات الايرانية. والاختبار الكبير سيكون اختبار الحرب”.
وكما يذكر، فانه في اعقاب تسلم الطائرة غير المأهولة الايرانية يوم السبت أغارت طائرات سلاح الجو على منصة التحكم والرقابة التي انطلقت منها، قرب مطار تي 4 قرب تدمر. وقد أبيدت القوات الايرانية فيها.
وقال رئيس أركان سلاح الجو، العميد تومر بار ان المنصة كانت متحركة وان كان من غير الواضح اذا كانت حاولت الهروب بعد اطلاق الطائرة. واشار بار الى أن الضربة كانت “نجاحا كبيرا”.
وعلى خلفية التصعيد في الشمال ادعى اللواء احتياط عميرام لفين، في برنانج اذاعي انه يقدر بان الحدث لم ينته وان هذه مهلة زمنية فقط. وقال لفين ان “سلوك الجيش الاسرائيلي في الحدث في نهاية الاسبوع كان صحيحا. فهذا حدث طاريء لاستفزاز ايراني في محاولة تسلل الطائرة الى اراضي اسرائيل. وكان الرد صحيحا. فقد أسقطنا الطائرة غير المأهولة وأثبتنا ما هي آثار مثل هذا العمل ضدنا. وبدلا من الحديث عملنا بشكل مخطط”.
واضاف لفين: “سقطت لنا طائرة ومن حظنا أن الطيارين لم يقضيا نحبهما ولم يختطفا. هذا هو ثمن الحرب. اقدر بان الحدث لم ينته ونحن الان في مهلة زمنية فقط”.
وتطرق الى مكان زعيمي الولايات المتحدة وروسيا ترامب وبوتين في المواجهة الاسرائيلية – السورية – الايرانية فقال: “في هذه الجولة لم يكونا هامين. ثبت أن الدفاع الاسرائيلي كان صحيحا، العقاب كان قويا مثلما ينبغي أن يكون. هكذا فقط يفهمون كما ينبغي الخطوط الحمراء لدولة اسرائيل”.
وأضاف ان بوتين ليس عدونا. له مصالح في الشرق الاوسط لجمع القوة امام الولايات المتحدة. تجري تنسيقات معه وتبنى علاقات بينه وبين رئيس الوزراء.
يديعوت / استراتيجية أربع جبهات – ابعاد الاسد عن الايرانيين
يديعوت – بقلم غيورا آيلند – 12/2/2018
تستوجب احداث نهاية الاسبوع في سوريا نظرة أوسع من مجرد فحص الربح والخسارة لكل جانب. فالمشكلة الاساس لا تنبع فقط من تضارب مطلق للمصالح بين اسرائيل وايران بل من تصميم مشابه ولكن متصادم من الطرفين: فالايرانيون مصممون على بناء قوة عسكرية في سوريا تكون خاضعة لامرتهم، واسرائيل مصممة على منع ذلك. وكونه صحيح حتى الان انه لا يبدو بان هناك صيغة ترضي الطرفين، فبانتظارنا على ما يبدو مواجهات اخرى. نحن ملزمون بان نشير ايجابا الى أن حكومة اسرائيل قررت هذه المرة أخذ المخاطرات في المدى القصير كي تمنع تدهورا استراتيجيا في المستقبل. هذا ليس سلوكا مميزا وبالتالي فانه جدير بالتقدير. وأكثر من ذلك، فان هذه هي المرة الاولى التي تعمل فيها اسرائيل عسكريا لمنع بناء قوة تقليدية لدى جيرانها، الامر الذي كما اسلفنا لم يتم عمله في الماضي.
كيف يمكن لاسرائيل مع ذلك ان تحقق مبتغاها؟ هناك أربعة جهود متداخلة قد تجبر ادارتها السليمة الايرانيين عن التخلي، وان كان جزئيا، عن تطلعهم ودون أن ننجر الى حرب شاملة. الجهد الاول: مهاجمة ذخائر هامة لنظام الاسد في كل مرة تنشأ فيها فرصة لمهاجمة هدف ايراني. فالاسد غير معني بالمواجهة الان، وبالتأكيد لا يريد أن يفقد ذخائر هامة فقط لان هذا جيد لايران. هكذا قد نتمكن من خلق توتر بين الطرفين والامل بان تقف روسيا الى جانب الاسد أكثر مما الى جانب ايران. الجهد الثاني يرتبط بالبرنامج النووي الايراني. كما هو معروف، تطالب الولايات المتحدة بفتح الاتفاق بل واضافة عناصر جديدة له – كمنع ايران من انتاج الصواريخ بعيدة المدى. في نظر اسرائيل، بالمناسبة، اخراج الايرانيين من سوريا أكثر اهمية بكثير من القيود الجديدة على انتاج الصواريخ. وفي إطار “الاخذ والعطاء” في اتفاق جديد سيكون ممكنا ابداء المرونة في مواضيع معينة ولكن الاصرار على هذا الموضوع الجديد. وفي الحوار الامريكي الروسي تطرح ايضا مواضيع اخرى، واسرائيل ملزمة بان تضغط على الولايات المتحدة كي تبدي تفهما اكبر لاحتياجات روسية اخرى (مثلا، العقوبات الغربية ضدها) وبالمقابل، تحقيق نهج روسي داعم أكثر في الموضوع الايراني. ومثلما هو دوما، نحن ملزمون دوما بالتفضيل بين الطلبات الاسرائيلية، وما يحصل في سوريا هو الاهم.
الجهد الثالث يتعلق بلبنان. صحيح حتى اليوم، فان التهديد المباشر الاكبر على اسرائيل ليس سوريا وليس ايران. التهديد الاكبر على اسرائيل هو عشرات الاف صواريخ حزب الله. والسبيل الى منع انضمام هذه المنظمة الى مواجهة في الشمال لا يتحقق من خلال التهديد عليها بل من خلال ايضاح اسرائيلي بانه اذا فتحت النار من لبنان فان ذلك سيؤدي الى حرب شاملة بين اسرائيل وبين لبنان. ولما كان احد لا يريد اليوم تدمير لبنان – لا ايران وسوريا، لا السعودية، لا فرنسا والولايات المتحدة، لا اللبنانيين بل ولا حزب الله، فثمة واجب لتأكيد وتشديد هذه الرسالة.
اما الجهد الرابع فهو في غزة. يبدو هذا ظاهرا انه لا علاقة له بالامر ولكنه ذو علاقة بالتأكيد: من الحيوي لاسرائيل الان اكثر من أي وقت مضى منع مواجهة مع حماس في القطاع والتركيز على الجبهة الشمالية. يجب وقف الجدال الاسرائيلي الداخلي والعلم بسخاء لتحسين الوضع الاقتصادي هناك – حتى لو تم الامر عبر حكومة حماس.
ان الدمج السليم لهذه الجهود الاربعة كفيل بان ينجح. فيبدو أننا لن نتمكن من الامتناع عن جولات عنف اخرى في الجبهة السورية ولكن سيكون بوسعنا منع الحرب وجبار الايرانيين على تقييد تواجدهم في سوريا. ومن المجدي في هذا الشأن الاشارة الى أنه يوجد منذ الان انجاز اسرائيلي: فقد أملت ايران ضمن امور اخرى في أن تشكل ميليشيا عسكرية بمحاذاة الحدود السورية – الاسرائيلية في هضبة الجولان. وأدت الهجمات الاسرائيلية في الماضي بالايرانيين، في هذه المرحلة الى التخلي عن تواجد سوري يشبه التواجد الذي يبديه حزب الله بمحاذاة الحدود في لبنان.
هآرتس / بوتين أطلق صافرة النهاية
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 12/2/2018
فلادمير بوتين هو الذي أطلق صافرة النهاية للمواجهة بين اسرائيل وايران في نهاية الاسبوع. المحادثة الهاتفية بينه وبين نتنياهو وضعت حدا للخط الهجومي الذي أظهرته حتى ذلك الوقت شخصيات اسرائيلية كبيرة، والهدوء الذي ساد منذ ذلك الحين في المنطقة يذكر مرة اخرى من هو صاحب البيت الحقيقي في الشرق الاوسط.
في هذه الاثناء، بعد سابقة اطلاق الطائرة الايرانية بدون طيار الى اراضي اسرائيل تقف اسرائيل امام امتحان جديد: ماذا ستفعل في المرة القادمة عندما سيتم نقل ارسالية من السلاح المتطور لحزب الله، بعد أن أثبت اعداءها قدرتهم على المس بها، في الوقت الذي يستمرون فيه بالتهديد بتصعيد واسع؟ في حين أن التراجع عن السياسة الهجومية سيؤدي الى ظهورها كخائفة فان هجمات اخرى ستشكل خطرا محسوبا.
الرئيس فلادمير بوتين أطلق صافرة النهاية في المواجهة بين اسرائيل وايران في سوريا، والطرفان وافقا على حكمه. هذا هو الاستنتاج المقبول من تحليل تسلسل الاحداث في نهاية الاسبوع. في ظهيرة يوم السبت بعد موجة هجمات سلاح الجو ضد اهداف لنظام الاسد ومنشآت ايرانية في سوريا كانت شخصيات اسرائيلية كبيرة ما زالت تعبر عن خط هجومي، وكان يبدو أنهم في القدس يفحصون استمرار النشاطات العسكرية. النقاش حول هذا الامر انتهى بعد وقت قصير من المحادثة الهاتفية بين بوتين ونتنياهو.
الاعلان الرسمي الذي أصدرته وزارة الخارجية الروسية تحفظ من خرق اسرائيل للسيادة السورية وتجاهل الخطوة التي اشعلت هذه المرة النار، وهي اختراق طائرة ايرانية بدون طيار لسماء اسرائيل. في محادثة مع نتنياهو بعد بضع ساعات دعا بوتين الى الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تؤدي الى “جولة جديدة من التداعيات الخطيرة على المنطقة”.
الروس قلقون ايضا من اقتراب القصف الاسرائيلي من المواقع التي يخدم فيها جنود ومستشارون روس، منها قاعدة “تي 4” قرب تدمر التي هوجمت فيها غرفة قيادة ايرانية أطلقت منها الطائرة بدون طيار أول أمس. هذه القضية اقلقت موسكو ايضا بعد هجوم اسرائيلي مشابه في نفس المنطقة، في آذار الماضي، والذي في اعقابه تم نقل احتجاج.
الهدوء الاسرائيلي الذي اعقب محادثة نتنياهو – بوتين يدل على من هو صاحب البيت الحقيقي في الشرق الاوسط. في الوقت الذي بقيت فيه الولايات المتحدة في مكانة الغائب – الحاضر ويستمر البحث عن سياسة خارجية امريكية شاملة، فان روسيا هي التي تقوم باملاء تطور الامور. موسكو استثمرت جهود وموارد كبيرة لانقاذ نظام الاسد في السنوات الاخيرة الى درجة أنها لا تسمح لاسرائيل بافشال هدفها الاستراتيجي.
يمكن أن تكون رسائل بهذه الروح قد نقلت اثناء المحادثة الهاتفية بين الرئيسين. هذا لا يعني أنه لا يوجد لاسرائيل أوراق مساومة خاصة بها، تتمثل بالتهديد بادخال الساحة السورية الى دائرة دراماتيكية اخرى. ولكن مشكوك فيه أن نتنياهو متحمس للتصادم مع الروس، فتكفيه المواجهة التي وجد نفسه فيها مع الايرانيين.
سنخترق الحاجز
نقطة ضعف نادرة كشفت في يوم عمليات ناجح لسلاح الجو – مكنت من ضرب طائرة الـ اف 16 – وفرت للايرانيين والسوريين الانجاز الاعلامي الاكبر. طاقم الطائرة التي اصيبت بقي مكشوفا نسبيا على ارتفاع كبير في الجو بصورة مكنت من الضربة المفاجئة للصاروخ. من ناحية ايران هذا نجاح كبير في العملية الاولى التي نفذها حرس الثورة في هذه الساحة وحده، بدون الاعتماد على وكلاء مثل حزب الله والمليشيات المحلية. هذا النجاح تمت ترجمته على الفور الى محاولة لوضع ميزان قوى جديد بواسطة تصريحات تقول إنه لن يتم السماح في المستقبل لاسرائيل بأن تهاجم كما تشاء سوريا من الجو.
المحور حول معسكر الاسد تكبد خسائر فادحة في القصف في نهاية الاسبوع، ومنها شل عمل حوالي نصف بطاريات الدفاع الجوي للجيش السوري. ولكن يبدو أن الاهمية الرمزية الكامنة في اسقاط الطائرة تغطي على ذلك من وجهة نظر ايران وسوريا.
في نهاية الاسبوع سجلت سابقتان اضافة لاسقاط الطائرة: ايران قامت باطلاق طائرة بدون طيار خاصة بها الى اراضي اسرائيل، واسرائيل قصفت هدف ايراني فيه اشخاص على الاراضي السورية. اسرائيل اخترقت بهذا حاجز نفسي معين بعد اشهر من التهديد العلني بوقف تمركز ايران في سوريا (الذي ظهر وكأنه كلام هذياني مبالغ فيه).
ولكن الآن يأتي امتحان جديد: اذا حددت اسرائيل بأنها لن تسمح بنقل ارساليات سلاح متقدم لحزب الله في لبنان، فماذا ستفعل في المرة القادمة عندما تنطلق قافلة كهذه في طريقها بعد أن أثبت الاعداء القدرة على الضرب وهم يهددون بأن أي هجوم اسرائيلي آخر سيكون ثمنه التصعيد. ايضا على افتراض أنه في المرة القادمة ستنطلق طائرات سلاح الجو لتنفيذ مهمات وحولها غلاف دفاعي اكثر اكتمالا، فان ذلك سيعتبر مخاطرة محسوبة.
الهجمات الجوية في الشمال تتم كجزء مما تسميه اسرائيل “معركة بين حربين” التي اساسها المس بجهود زيادة القوة العسكرية لمنظمات مثل حزب الله وحماس. عندما تم طرح التقدير الاستخباري السنوي للجيش الاسرائيلي قبل نحو شهر طرح رئيس الاركان غادي آيزنكوت امكانية أن النجاحات العملياتية العديدة للجيش الاسرائيلي في “المعركة بين حربين” ستدفع العدو للرد بصورة من شأنها التسبب بتدهور المنطقة الى شفا الحرب، وهذا بالضبط ما حدث في نهاية الاسبوع.
وعندما هدأت الخواطر، يبدو بنظرة الى الوراء، أننا كنا على بعد شعرة من التدهور الشامل. التقدير السائد في جهاز الامن أمس هو أن جولة القتال الحالية انتهت عمليا، لكن تصادم آخر مع ايران هو مسألة وقت فقط.
على هذه الخلفية تسمع الآن في الهوامش اليمينية للخارطة السياسية افكار هستيرية بشأن فرض نظام اقليمي جديد: سننتهي من تعليم السوريين الدرس وبعد ذلك يمكن التصادم مباشرة مع الايرانيين، حتى على اراضيهم؛ في الولايات المتحدة سيكونون مسرورين بالتأكيد، هذه افكار عبثية خطيرة، من الافضل لاسرائيل الامتناع عن التفكير فيها.
في الحي الصعب الذي يحيط باسرائيل يجب عليها اظهار القوة والتصميم. ولكن لا يجدر بها الانجرار الى اوهام بشأن قدرات عسكرية غير محدودة. يبدو أن القيادة في القدس تعرف ذلك جيدا.
السياسة الهجومية الاسرائيلية في الساحة الشمالية اثبتت نفسها في السنوات الاخيرة، والآن بعد أن قامت ايران وسوريا بخطواتهما سيكون من الصعب التراجع عنها دون الظهور كمن ارتدعت من القوة التي استخدمت ضدها. مع ذلك، يطرح سؤال هل اسرائيل لم تعشق أكثر من اللازم تفوقها الجوي والاستخباري والتكنولوجي، الذي جلب لها سلسلة نجاحات عملياتية. عندما تكون في يدك مطرقة بوزن 5 كغم فان يكون لديك توجه لأن ترى كل مشكلة مثل المسمار. ولكن انتصار الاسد في الحرب الاهلية في سوريا ودخول ايران وروسيا الى الجبهة الشمالية أديا الى تغيير جذري في الوضع الاستراتيجي الاقليمي. في الظروف الحالية ربما يجب على اسرائيل البدء في البحث عن كماشة.
معاريف / الشرك السوري لبوتين
معاريف – بقلم بوريس دولين – باحث في التدخل السوفياتي في الشرق الاوسط – وكاتب كتاب “سور السويس” – 12/2/2018
في السبت الماضي اشعلت الاضواء حتى وقت متأخر في قيادة الاركان السورية. فالتصعيد بين اسرائيل والمحور الشيعي في سوريا ذكرت جنرالات الكرملين بأيام اخرى وبمشاكل اخرى.
في نهاية 2015 بعثت روسيا بجنودها لانقاذ نظام الاسد. وعلى مدى سنتين – وعمليا حتى اليوم – ضربت طائراتها معاقل الثوار، دون تمييز خاص بين المقاتلين والمدنيين.
لقد جعلت موسكو سوريا مختبر سلاح عظيم – اكثر من 160 نوع من السلاح الجديد جربوه في المعارك. وكان هاما لوزارة الدفاع الروسية اكساب جنودها تجربة عسكرية وقد أداروا تداولا مكثفا للمقاتلين والوحدات. نحو 50 الف جندي روسي شاركوا في الحملة حتى الان.
ولكن الجائزة الحقيقية كانت القواعد. فقد حلمت روسيا بمعقل في البحر المتوسط منذ ايام القياصرة. وعندما بدأت بنقل القوات الى سوريا تسلمت مطار مهجور مع اسم غريب – حميميم. يجدر بكم أن تعتادوا عليه. فلا بد أننا سنسمع عنه غير قليل.
لقد جعل الجيش الروسي القاعدة بلدة عسكرية حقيقية، تسكن فيها وتنطلق منها وحدات مختلفة، ولا سيما قوات جوية. وقد نقلت حميميم الى السيادة الروسية لـ 49 سنة مع امكانية تمديد، وصودرت عمليا من اراضي سوريا.
كما ان نظام الاسد سمح لروسيا بزيادة المرسى الذي كان تحت تصرفها في ميناء طرطوس منذ عهد الاتحاد السوفياتي. وسيتم توسيع المنشأة الضيقة نسبيا لتصبح قاعدة بحرية حقيقية. واحيط الموقعان باطواق حراسة متطورة، ضمن امور اخرى، بصواريخ ارض – جو متطورة.
ظاهرا، الانجاز الروسي اكتمل. ولكن تأتي الان المهامة المركبة لحمايته. من اللحظة التي اقيمت فيها القواعد، فانها كفيلة بان تصبح ورقة مساومة في يد الدولة المضيفة سوريا. ومن شأن هذا أن يجذب روسيا الى مواجهة بخلاف ارادتها.
هذا بالضبط ما حصل في مصر في زمن حرب الاستنزاف وفي سوريا نفسها في حرب لبنان الاولى. في الحالتين كانت في المكان قواعد سوفياتية، وفي كليهما وجدت موسكو نفسها تتصدى لحرب لا تريدها.
الوضع مختلف اليوم. نحن نتحدث مع الروس ويخيل أن حكومة اسرائيل تقوم بعمل لا بأس به في كل ما يتعلق بالتنسيق مع الكرملين، ولكن احداث السبت الاخيرة لا تزال مثابة اشارة تحذير.
تي 4، القاعدة التي اقلعت منها طائرة غير المأهولة الايرانية، يستخدمها الروس ايضا. والضربة لمنظومة الدفاع الجوي حول دمشق – والتي اقيمت بمساعدة روسية – كشفت العاصمة السورية. للجنرالات في موسكو المثلجة يوجد الكثير للتفكير فيه. ولنا ايضا.
هآرتس / وهم العقوبات ضد حماس
هآرتس – بقلم رفيف دروكر – 12/2/2018
وضع صعب، لكن لا توجد ازمة انسانية في غزة. هكذا حكم وزير الدفاع افيغدور ليبرمان. 40 في المئة بطالة، ساعات معدودة من الكهرباء في اليوم، عدم وجود مياه صالحة للشرب، انفجارات فظيعة للعنف – كل ذلك بالطبع لا يستجيب لتعريف “ازمة انسانية”. صعب قليلا، لكن لا يجب أن ننهار. موقفي هو موقف مشترك لكل الاجهزة الامنية. وهو يريد القول ايضا لرئيس الاركان. نعم، اذا كان هناك ما يمكننا القيام به لتحسين الوضع فنحن لن نفعل ذلك “دون التقدم في قضية الأسرى”، أوضح.
هذا هو الوقت الذي اصبح فيه الموضوع هستيريا. سنترك للحظة مصير مليونين من البائسين، الذين لن تتحسن ظروف حياتهم بسبب الأسرى. هذا في الحقيقة لا يهمنا، لكن كيف يمكن لدولة عقلانية أن ترهن مصالحها بـ “التقدم في قضية الأسرى؟”.
ليبرمان كان من القلائل الذين تجرأوا على معارضة صفقة شليط، ويجب قول ذلك في صالحه. لقد طرح موقف متساوق من المعارضة للدوران غير المنطقي الذي كانت فيه الدولة مستعدة للتنازل عن أي مصلحة ومبدأ في صالح صفقة تبادل مهما كانت. هل في اطار حملته العنيفة، التي تشمل السفر الى البيت في اسدود وتعليمات لمقاطعة يونتان غيفن، يتم تضمين موقف جديد بهذا الشأن؟.
أنا لا اشعر بالراحة حتى عند بدء الكلام الفارغ حول تفهم معاناة عائلة شاؤول وعائلة غولدن. أنا على قناعة بأنهم ملوا ذلك، لا سيما من النهاية المعروفة – “الدولة ليست عائلة”. عائلة غولدن تستحق الثناء لأنها في لحظة حاسمة اثناء عملية “الجرف الصامد” وافقت على طلب الجيش الاعلان عن هدار كقتيل. كان يمكنها استخدام ضغط شديد على متخذي القرارات في مرحلة حساسة بشكل خاص، وتعريض قدرة رئيس الحكومة على العمل في حينه لوقف اطلاق النار الذي كان يريده، للخطر.
قبل بضعة اشهر قدمت عائلة غولدن التماس لمحكمة العدل العليا، هذا كان زائدا. في الالتماس طلبوا أن يفرض على الكابنت تنفيذ قراراته المتشددة فيما يتعلق بقطاع غزة. العائلة تعتقد أن تعامل متشدد سيعيد جثة إبنها، لذلك عارضت الاتفاق مع تركيا وقرار اعادة تزويد قطاع غزة بكمية الكهرباء السابقة. في الرد على الالتماس اضطرت الدولة الى الاعتراف بأن الكابنت صحيح أنه لم ينفذ قراراته: استمر دخول نشطاء حماس وأبناء عائلاتهم الى اسرائيل. الدولة تعهدت أن يتم تطبيق هذه القرارات الآن – لن يسمح لهم بالدخول.
اذا وجد التماس، كان يجب على الدولة أن تقول – هذا لا يتعلق بالقضاء، لأنه موضوع سياسي أمني خالص، فهذا هو الالتماس. ولكن من يتجرأ على الوقوف امام العائلة؟.
إن اثقال ظروف الحياة على سكان القطاع لن يساعد على اعادة جثتي الجنديين غولدن وشاؤول والمدنيين افرا منغستو وهشام سيد وغيرهم. فقد تمت تجربة ذلك في السابق ولم ينجح. في العام 2000 سجل نصف مليون حالة خروج من معبر ايرز، وفي 2017 سجل 6200 حالة خروج في المتوسط (معطيات منظمة “غيشه”)، ألا يعتبر ذلك “اثقال على ظروف الحياة”؟ هذا لم يحسن أي صفقة في السابق ولن يقرب سنتيمتر اعادة الجنود والمدنيين.
في بداية عملية “عودوا أيها الأبناء” التي تدهورت لتصل الى “الجرف الصامد” جاء نفتالي بينيت بالفكرة العبقرية وهي اعتقال محرري صفقة شليط دون سبب. وزير الدفاع في حينه، موشيه يعلون، عارض هذه الفكرة. نتنياهو خضع لبينيت. اسرائيل قامت باعتقالهم وخرقت بصورة فاضحة الصفقة السابقة. هذه الخطوة أضرت بامكانية تنفيذ صفقة جديدة، أكثر بكثير من عدة ساعات اضافية من الكهرباء، التي وافقت اسرائيل على تزويدها لغزة. منذ 11 سنة واسرائيل تحاول تقويض حماس من خلال العقوبات المدنية. الهدف محق، لكن هذا لا ينجح. ذات مرة سئل المتحدث بلسان وزارة الخارجية الامريكية عن سياسة العقوبات الامريكية على كوبا. عشرات السنين من العقوبات ونظام كاسترو لم يسقط. سأل المراسل. ما زال الوقت مبكرا لفحص ذلك، أجاب المتحدث. بعد ذلك جاء الرئيس اوباما وغير السياسة.
هآرتس / تحطم الطائرة الحربية وفر لسوريا وايران – صورة انتصار أغلى من الذهب
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 12/2/2018
في ساحة القتال العسكري يوجد لاسرائيل تفوق كامل. ولكن في الحرب الاعلامية هي في هبوط، وليس من الآن. طائرات سلاح الجو وصواريخه اصابت أمس المنشآت الايرانية ودمرت نظام مضادات الطائرات السوري، لكن نجاح العملية وثق بكاميرات بالاسود والابيض لوسيلة التدمير نفسها. بقايا طائرة اف 16 لسلاح الجو الاسرائيلي التي سقطت قرب كيبوتس هار دوف، في المقابل، صورت على مدى ساعات كثيرة عن قرب وبصورة دقيقة، لهذا ظهرت وكأنها هزيمة اسرائيلية واضحة. في الحروب الدعائية وفي الصراع حول الرواية، فان الصورة تخلق الوعي.
اهداف الهجوم الاسرائيلي مخفية خلف ستار حديدي لدولة ديكتاتورية غير متقدمة مثل سوريا، في حين أن اسرائيل غنية بالتكنولوجيا ومفتوحة على التغطية التلفزيونية. البث المباشر والمتواصل من الميدان لرجال سلاح الجو، وهم يلبسون الملابس البيضاء ويضعون الكمامات وينقبون في بقايا الطائرة مثل رجال الدين الذين يبحثون عن قطع الأشلاء بعد عملية ارهابية، وفر لسوريا وايران صورة انتصار أغلى من الذهب. فقط بعد مرور بضع ساعات استيقظ الجيش وأمر بابعاد الكاميرات، لكن التسجيلات لم يكن بالامكان مسحها ولا اضرارها السيئة ايضا على اسرائيل.
اهمية الصورة تذهب ابعد من الصراع على الرأي العام ومحاولة ايران وأتباعها لخلق مظهر من مظاهر الانتصار. الدعاية في هذه الحالة تنزلق مرة اخرى الى ساحة المعركة. الطائرات القتالية المتطورة والقاتلة لاسرائيل تشكل التعبير الاعلى للتفوق العسكري. صورة الطائرة التي اسقطت تمكن رؤساء ايران وسوريا من تقليص حجم الخسائر التي تكبدوها. هي ترفع المعنويات في دمشق وتعطي سبب للاحتفال في بيروت. بهذا فهي تمس بالردع الذي ارادت اسرائيل خلقه بواسطة القصف المكثف خلف خطوط العدو. لقد قلصت احتمال أن يوم الحرب الاستثنائي الذي شل أمس الجيش الاسرائيلي وألقى بالظلال على الحدود الشمالية، سيكون اليوم الاخير، حتى في الفترة القريبة.
معرفة أن اسقاط الطائرة يمس بالهدف، سوية مع الرغبة الانسانية بالانتقام، بالتأكيد ساهمت في زيادة الدافعية الاسرائيلية للرد بقوة على سوريا وايران. من جهة اخرى، اسقاط الطائرة ايضا يكسر الشعور بالحصانة التي تمتعت بها اسرائيل في السنوات الاخيرة في سماء سوريا. هذا الاسقاط يجسد للقادة السياسيين والعسكريين بأنه ليس هناك وجبات بالمجان، وليس هناك صراعات بدون عثرات، ونتيجة لذلك ايضا ضحايا. وهي تمثل كيف أنه حتى الخطة العسكرية الاكثر لمعانا والتنفيذ الاكثر حرصا، تخضع للصدفة والمصير، وتخلق بالضرورة تداعيات خطيرة وغير متوقعة. الامر يتعلق بذكرى هامة لمن يبني على أن اسرائيل تعرف دائما كيف لا تخترق الحدود التي تجبر حزب الله على استخدام سلاح مدمر وتحرير ترسانة الصواريخ الكبيرة الموجودة لديه.
امكانية الردع لدى حزب الله اكثر من الخوف من القدرة العسكرية المحدودة جدا لايران أو سوريا، هي التي تحث اسرائيل كي تضيف الى عملياتها العسكرية ايضا طلبات متكررة لروسيا بأن تضع نهاية لسياسة اختراق ايران التدريجي لقطاعها الشمالي.
المشكلة هي أنه رغم لقاءات رئيس الحكومة نتنياهو، المتكررة وحتى الحميمية، مع الرئيس بوتين، إلا أن موسكو لا يعنيها اسكات هذا القطاع – مثلما ليس لها أي شأن في اشتعال كبير يمكن أن يسحب الاوراق الجيدة الموجودة في أيديها. من الافضل لروسيا توتر دائم مع اشتعالات بين الفينة والاخرى، تضعها في كل مرة من جديد كعنصر لا يمكن الاستغناء عنه. الهجوم الصاروخي السوري ضد طائرات سلاح الجو الاسرائيلي أمس، بالتأكيد تم بمعرفتها، إن لم يكن بضوء اخضر من ولي أمر الرئيس الاسد مع حق الفيتو بدون شك، على المغامرات العسكرية الخطيرة.
مكانة الولايات المتحدة أقل وضوحا بكثير، كنتيجة لعقد رئيسها. من جانب الولايات المتحدة نقلت الى روسيا السيطرة الفعلية في سوريا دون أن يرف لها جفن، ومن جهة اخرى، قوات امريكية في شمال شرق سوريا تدخل في مواجهة متصاعدة مع مليشيات مؤيدة للاسد. لا أحد يعرف أن يقدر بصورة صحيحة كيف سيرد الرئيس ترامب، هذا اذا رد، ولا أحد يعرف أن اعتباراته ودوافعه غير مرتبطة بهذه الصورة أو تلك بالتحقيق الفيدرالي الذي يجري ضده بتهمة أنه مدين بمنصبه لبوتين نفسه.
إن ما يعيدنا لنتنياهو هو أن خطواته يتم فحصها الآن تحت مجهر توصيات الشرطة والتي ستنشر قريبا وتوصي بتقديمه للمحاكمة. نتنياهو، كما ذكرت أمس زهافا غلئون، غير معروف كمغامر عسكري، لذلك فهو غير متهم بمحاولة “التلويح بالكلب” على اسم الفيلم الذي وصف حرب مصطنعة في البانيا هدفت الى مساعدة الرئيس في قضايا تحرش جنسي، رغم أن هذا يبدو غريبا، تهدد احتمال اعادة انتخابه. صور الطائرة التي تم اسقاطها قرب كيبوتس هار دوف هي ايضا تذكرة لنتنياهو، ليس لأنه بحاجة اليها، بل لأن عثرات في ساحة الحرب يمكن أن تدمر مستقبل رؤساء حكومة، كما حدث مع رؤساء حكومات اسرائيلية من اهود اولمرت ومرورا بمناحيم بيغن وانتهاء بغولدا مئير. نتنياهو ليس بحاجة الى حرب شاملة من اجل استغلال التوتر في الشمال لصالحه. هو يفترض، وربما بحق، أنه عندما ينظر الجمهور الى لوحة الشطرنج متعددة الابعاد في الشمال، والتي خطأ واحد يمكن أن يقلبها الى حقل الغام قاتل، سيفضل نتنياهو المجرب حتى لو ارتكب جريمة على ورثته الطاهرين ولكن الاغراب.
معاريف / الأنا القومية
معاريف – بقلم د. رونين أ. كوهن – رئيس دائرة دراسات الشرق الاوسط في جامعة ارئيل – 12/2/2018
بعد عشرات السنين من التفوق الحصري لسلاح الجو الاسرائيلي في سماء الشمال، وقع في نهاية الاسبوع أمر ما. في سلاح الجو سيتحدثون لا بد كثيرا عن اسقاط الاف 16 وستستخلص الدروس، ولكن النموذج الفكري العملياتي واجب التغيير، ولا سيما في القيادة السياسية.
تنشغل وسائل الاعلام في اليوم الاخير بالحقائق وبالاساس بالتحليلات. والفرضية المركزية هي ان قواعد اللعب تغيرت. فالضربة التي وقعت على الأنا القومية مع اسقاط الطائرة الاسرائيلية (لاول مرة منذ 36 سنة) شرعت ظاهرا النموذج الفكري للامن الاسرائيلي في أنه في سماء لبنان وسوريا يمكن لسلاح الجو ان يطير كما يشاء.
لقد عززت أحداث السبت لدى القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية ما كان واضحا منذ زمن بعيد في أن ايران لم تدخل الى سوريا فقط كي تساعد النظام من مغبة الثوار بل كي تبقى. ثمة هنا قدر ما من المفارقة التاريخية. ففي كانون الثاني 1976 دخلت سوريا الى لبنان بعد ان دعيت “لفرض النظام” والتوسط بين الصقور في الحرب الاهلية في الدولة. ولم تخرج سوريا من لبنان الا في 2005. اما ايران فتأمل في أن تبقى في سوريا طالما ثمة نفس في أنفها.
مليون شيعي في سوريا هم من تهتم بهم ايران كما تهتم بقشرة الثوم. فكل همها يتجه نحو القوة الشيعية الحقيقية في المنطقة – حزب الله. هناك من يدعون بان ايران بحاجة للبنان كي تنال قدرة وصول الى البحر المتوسط، ولكن ايران لا تحتاج الى لبنان كي تصدر بضاعتها، فيمة لها الخليج الفارسي ومسارات برية وجوية مع كل العالم. ايران بحاجة للبحر المتوسط كي تعزز الهلال الشيعي وبالطبع كي تبني منظومتها الهجومية في مواجهة اسرائيل من خلال حزب الله.
يبعث اسقاط الطائرة الاسرائيلية منذ الان آمالا بعيدة المدى في سوريا، في ايران وبالاساس في لبنان، الذي خرج عن طوره كي يستغل اللحظة ويروي للجميع بان القواعد تغيرت. ويعرف الثلاثة بانه لولا التواجد الروسي، لكانت اسرائيل نظفت منذ زمن بعيد المنطق من التواجد الايراني، او انزلت على الاقل لايران مستوى الشهية لتثبيت التواجد في المنطقة. ولكن المشكلة اكبر من هذا، فسلاح روسي اسقط طائرة اسرائيلية – امريكية. في السبعينيات كان يمكن لمثل هذا الحدث أن يدفع السوفيات لان يخرجوا الفودكا الفاخرة واحتساء نخب الانتصار ولا سيما تكنولوجيا.
أما اليوم فتحظى الولايات المتحدة بعهد مميز في اوساط الدول السنية في المنطقة، ولا يبدو أن لها رغبة في فتح جبهة دبلوماسية حيال الروس. والوحيدون الذين تمقتهم الولايات المتحدة في المنطقة هم ايران، سوريا، لبنان والفلسطينيون. وعلى الرغم من ان الاسناد الامريكي للاعمال الاسرائيلية هو رد فعل شرطي، فان اسرائيل ملزمة بان تكون الولايات المتحدة الى جانبها، على الاقل في المستوى التصريحي. وهذا لا يعني أن هذا سيهز باي قدر كان الاركان في دمشق أو في طهران، ولكنه لا يزال هاما كخطوة استعراضية، ولا سيما تجاه الروس. فليسوا هم ولا الامريكيون يريدون التصعيد في المنطقة. فلكلا الطرفين الكثير مما يخسراه.
ان تثبيت تواجد زاحف هو جزء من استراتيجية شيعية ايرانية. ينبغي أن نتذكر بان الايرانيين صمدوا ثماني سنوات أمام عراق صدام. وأجبرت ايران على التوقيع على اتفاق وقف النار مع العراق فقط بعد أن تدخلت القوى العظمى بسبب تضرر مصالحها (مسارات النفط والتجارة). وصحيح حتى الان نحن بعيدون عن استنفاد المصالح الروسية والامريكية في المنطقة وبانتظارنا طريق طويل من المواجهات الصغيرة والكبيرة حيال الاذرع الايرانية.
لا يمكن لاسرائيل أن تنتظر الى أن تزحف ايران رويدا رويدا وتقيم حيالها قواعد للحرس الثوري وقوات القدس. واضح بما يكفي ما ينبغي لاسرائيل أن تفعله، وهي لا تحتاج للاذن الروسي من أجل ذلك. هذا تفكير ينبغي أن يتغير. الدبلوماسية هامة، بلا شك ولكن عندما لا يكون هناك من يمكن الحديث معه، في نهاية المطاف، فاننا نحن فقط مسؤولون عن أمننا.
اسرائيل اليوم / الفرحة في طهران سابقة لاوانها
اسرائيل اليوم – بقلم د. راز تسمت – خبير في الشؤون الايرانية، معهد بحوث الامن القومي ومنتدى التفكير الاقليمي – 12/2/2018
بعد وقت قصير من التصعيد في الشمال، سارعت ايران الى نفي ادعاءات اسرائيل بشأن دورها في الاحداث. فقد وصف الناطق بلسان الخارجية في طهران ادعاءات اسرائيل بالنسبة لتسلل الطائرة غير المأهولة الايرانية بانها “سخيفة”، وأعلن نائب قائد الحرس الثوري بان ايران لا تؤكد التقارير التي ينشرها “الاسرائيليون الكذابون”.
ان محاولة طهران طمس دورها في التصعيد لا يجب أن تفاجئنا. فتسلل الطائرة غير المأهولة الايرانية الى الاراضي الاسرائيلية يشكل مرحلة اخرى في مساعي ايران تثبيت نفوذها في سوريا وتصميم الواقع الجديد في المنطقة في عصر ما بعد انهيار “الدولة الاسلامية”. وتستهدف هذه الجهود استقرار النظام السوري، الذي يعد بقاؤه حيويا بالنسبة لايران بصفتها حليفه الاستراتيجي المركزي في العالم العربي؛ زيادة روافع الضغط على اسرائيل؛ دحر الولايات المتحدة التي تعتبرها ايران تهديدا مركزيا على أمنها القومي؛ وتعميق نفوذها السياسي، الاقتصادي والديني.
لا تسعى ايران، مع ذلك، في هذه المرحلة على الاقل، الى مواجهة مباشرة مع اسرائيل. وهي تفضل مواصلة استراتيجية “السير على الحافة”، ومعظم اعمالها في سوريا تتم اليوم من خلال مبعوثين، وعلى رأسهم حزب الله، وميليشيات شيعية اجنبية.
يأتي التصعيد في الشمال في الوقت الذي تقف فيه ايران امام تحديات متزايدة في الساحة الشمالية. فالهجمات في سوريا والمنسوبة الى اسرائيل تجسد قيود حرية العمل الايرانية، تصريحات البنتاغون بالنسبة لنية الادارة لترك قوة عسكرية امريكية في سوريا تقلق طهران، استمرار جهود التسوية تؤكد الخلافات بين ايران وروسيا بالنسبة لمزايا التسوية السياسية المستقبلية في سوريا، العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تجسد نواياها لتلعب دورا مركزيا في سوريا وتحفظ الرئيس الاسد من اقامة قواعد عسكرية ايرانية في بلاده يثير منذ الان النقد في الصحف الايرانية. اضافة الى ذلك، يحتدم في داخل ايران الجدال الداخلي حول اهمية الاستثمارات الاجنبية في المنطقة، وعلامات الاستفهام حول مستقبل الاتفاق النووي تزيد من انعدام اليقين الاقتصادي.
غير أنه بالذات في ضوء هذه التحديات، يمكن ان نرى في اطلاق الطائرة غير المأهولة من قبل ايران محاولة اخرى من جهتها لوضع نفسها كلاعب مركزي مؤثر على تصميم الواقع الجديد في سوريا، لتحدي اسرائيل الساعية الى صد نفوذها ولتغيير قواعد اللعب في هذه الساحة. من غير المتوقع لايران أن تتوقف عن جهودها لتثبيت نفوذها الذي يعتبر في نظرها حيويا لتحقيق مصالحها القومية الحيوية. ومع ذلك، فان هتافات الفرح في طهران وعرض اسقاط الطائرة كدليل على نجاح “جبهة المقاومة” في تغيير قواعد اللعب في سوريا، لا ينبغي أن تخفي التحديات التي تقف امامها ايران في بداية 2018.
اسرائيل اليوم / نحو حرب في ثلاث جبهات؟
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 12/2/2018
لقد كان اطلاق الطائرة غير المأهولة الايرانية يوم السبت رصاصة بدء مبادر اليها ومقصودة من ايران في مواجهة اسرائيلية – ايرانية مباشرة. لقد درجت ايران حتى الان على استخدام فروعها في المنطقة، سواء كان هذا حزب الله أم منظمات ارهاب فلسطينية، لضرب اسرائيل. اما الان فقد قرر الايرانيون العمل بأنفسهم، ربما من اجل فحص اسرائيل والتأكد حقا مما هي خطوطها الحمراء حيال التواجد الايراني في حدودها الشمالية.
لقد جاءت الحادثة الخطيرة في الحدود الشمالية على خلفية التصريحات الكفاحية التي انطلقت في بيروت على لسان زعماء لبنان في اثناء الاسبوع الماضي وجاء فيها انهم مستعدون للحرب وسيحمون بتفان خط الحدود اللبناني وبالاساس حقول الغاز في شواطيء الدولة. غير أن زعماء لبنان لا يستعدون لحرب ضد اسرائيل بل لمكافحة الواحد الاخر؛ إذ ستجرى بعد شهرين انتخابات للبرلمان في لبنان.
من خلف التصريحات اللبنانية ضد اسرائيل لا يقف إذن شيء، وبالتأكيد ليس الرغبة في مواجهة جبهوية معها، سيخرج منها لبنان بصعوبة. في كل الاحوال، فان المسائل موضع الخلاف مع اسرائيل ولا سيما مسألة ترسيم الحدود البحرية واستغلال حقول الغاز على شواطيء البحر المتوسط، ستحل على أي حال بمساعدة معاون وزير الخارجية الامريكي الذي سيزور بيروت في الايام القريبة القادمة. فبعد كل شيء، فان الشركات الامريكية هي التي ستستخرج الغاز على طول شواطيء لبنان، وآخر ما يريده الامريكيون هو جلبة ربانية تمنع الغاز والدولارات من التدفق.
ان مسألة التواجد الايراني في سوريا وفي لبنان هي مسألة اخرى تماما، مثلما هي ايضا محاولة ايران اقامة مصانع لانتاج الصواريخ الدقيقة على الاراضي اللبنانية. لقد سبق لاسرائيل أن أعلنت بان من ناحيتها هذا خط احمر، وانها لن تسمح لايران وحزب الله باجتيازه. يخيل أنه مثلما كان دوما، فان المفتاح في يد اسرائيل، إذ أنها اذا اقتنعت ايران وحزب الله فقط بان اسرائيل جدية في تهديداتها ومصممة على حماية الخط الاحمر الذي رسمته، فان هناك احتمال جيد في أن يحذرا من اجتيازه.
لقد سمحت الحادثة في نهاية الاسبوع إذن بان نرى كجزء من لعبة العقول الاسرائيلية – الايرانية، التي تسعى الى فحص من سيتراجع اولا وكم بعيدا سيكون كل طرف مستعدا لان يسير. من هنا لا ضرورة في أن يؤدي التصعيد في نهاية الاسبوع في اعقابه الى حرب لبنان الثالثة أو الى حرب الشمال الاولى التي تضم سوريا ايضا.
والحقيقة هي أنه في الماضي ايضا، في صيف 2006 مثلا، اندلعت الحرب رغم ان الحكومة في اسرائيل لم ترغب فيها، وبالمناسبة لم يرغب فيها زعيم حزب الله حسن نصرالله. من هنا تتبين اهمية القيادة العسكرية والسياسية المجربة، المتوازنة والمسؤولة. مثل هذه القيادة يمكنها ان تتحرك بتفكر على خط التماس الحساس الذي بين المعركة المصممة والسرية في اساسها وبين الحرب الشاملة والعلنية. لقد علمنا تقرير لجنة فينوغراد بانه في صيف 2006 لم تكن في اسرائيل قيادة كهذه. بالمقابل، فان احداث السنوات السبع من الحرب الاهلية في سوريا تفيد بنجاح القيادة العسكرية والسياسية في اسرائيل في تحقيق المصالح الامنية لاسرائيل دون الانجرار الى مواجهة.
لقد هبت رياح الحرب في الاسبوع الماضي من الجنوب ايضا، في اعقاب التقارير عن انهيار اقتصادي قريب لغزة، والذي من شأنه أن يؤدي الى انفجار والى جولة عنف متجددة. غير أن ليس لحماس مصلحة في مواجهة عسكرية، فهي توجد وبالذات بسبب الضائقة الاقتصادية في القطاع في نقطة درك أسفل لم يشهد لها مثيل منذ استولت على الحكم قبل أكثر من عقد.
ومع ذلك، فالسؤال هو كيف التصدي للازمة الانسانية التي لها جانب انساني ولكن ايضا اعلامي واعتباري. الجواب واضح. شاحنة اسمنت او بضائع اخرى لن ترفع ولن تنزل شيئا. فجذر المشكلة هو مجرد حكم حماس في القطاع، الذي يمنح أولوية لبناء الانفاق والتزويد بالصواريخ. ومثلما لم يفكر احد في حينه بالتخفيف من ضائقة السكان في مناطق الخلافة لداعش من خلال منح مساعدة اقتصادية للتنظيم، هكذا لا يوجد ما يدعو الى مساعدة حماس للابقاء على حكمها. سقوط حماس هو الذي سيجلب على ما يبدو الخلاص لغزة.
هآرتس / على شرف أوري افنيري: هكذا سنتحول الى دولة عبرية عظمى
هآرتس – بقلم مناحيم بن – 12/2/2018
أنا أحترم اوري افنيري الذي وصل الى هذه السن الكبيرة بوضوح كامل ومؤثر، حتى لو كان مخطيء تماما، أنا أريد الاجابة بتواضع على أحد التحديات الذي وضعه في أحد مقالاته الاخيرة بشأن خطة “اليمين” عندما ادعى أن “ليس هناك لليمين على الاطلاق صورة عن المستقبل – لا مخطط ولا حتى حلم”، واضاف “اذا كان هناك منظر يميني توجد لديه اجابة اخرى فليقم الآن قبل أن يصبح الوقت متأخرا جدا” (هآرتس، 3/1).
صحيح أنني لا أرى نفسي يمين مطلقا “ضمن امور اخرى، أنا مؤيد متحمس للعلاقة الدافئة مع اللاجئين وطالبي اللجوء”، أنا ايضا لست يسار بالطبع: فكرة الدولة الفلسطينية هي حسب رأيي صيغة لتدمير اسرائيل على مراحل، لهذا، وعلى المدى المنظور، يكفينا بالتأكيد السلطة الفلسطينية، مع بعض التحسينات. ولكن كمستوطن عاشق لمكان سكنه في السامرة، يمكن اعتباري كذلك “المنظر اليميني الذي لديه اجابة اخرى”، الذي يسعى افنيري خلفه ويطلب منه بالحاح “أن يقوم الآن قبل أن يصبح الوقت متأخرا جدا”.
بهذا، ها أنا أقوم واطرح خطة تستهدف أن تكون المرحلة القادمة لـ “دولة اليهود” لهرتسل وتحول اسرائيل الصغيرة الى دولة عبرية عظمى. نشرت مؤخرا هذه الخطة في ملحق “هآرتس” الأدبي عشية رأس السنة الاخيرة (20/9). في قصيدة طويلة بعنوان “عبرية” (عبرية بمد المقطع الاول مثل ايطاليا، المانيا).
سأحاول أن اطرح هنا مبادئها، وفي البداية سأصحح (لأن هذا يعود للموضوع الرئيسي) تضليل جوهري ومتعمد في مقال افنيري الذي يدعي أنه “الان توجد اغلبية عربية بين النهر والبحر، لكن في ارض اسرائيل الكاملة يعيش حسب الاحصاء الاخير 6.510.894 عربي، و6.114.546 يهودي”. تقريبا اقتنعنا، بسبب الارقام الدقيقة ظاهريا (التي تستند بجزء منها على بيانات فلسطينية مضخمة). ولكن صيغة “اغلبية عربية بين النهر والبحر” هي كذب ما، لأنه في اسرائيل يعيش ايضا حوالي 400 ألف مواطن اسرائيلي “آخر”، لا يعتبرون يهودا (بسبب الحاخامية الفظيعة)، رغم أن كل صفاتهم عبرية وهم جزء من الحياة العبرية. واذا اضفناهم الى التعداد الديمغرافي المطلوب فسنكتشف حسب الخبير السكاني البروفيسور سيرجيو ديلا براغولا (معاريف، 14/10/2016)، أنه في هذا الوقت يعيش هنا بين البحر والنهر 52 في المئة يهودي، لكن صحيح أنه يمكن القول إنه في ارض اسرائيل الكاملة كلها، بين البحر والنهر، يتعادل تقريبا عدد العرب وعدد العبريين، وهذا بالتأكيد يجب أن يقلق.
ما علاقة ذلك بالمخطط الكبير المستقبلي الذي أطرحه؟ اساسا الخطة تقوم على مبدأ ثوري واحد: دولة عبرية في تعريفها وليست دولة يهودية. وفي الاساس ليست دولة يهودية برعاية الحاخامية الفظيعة، العنصرية الظلامية ضيقة الافق التي تسيء للخالق. سيقال على الفور إنه لا علاقة للمخطط الكنعاني الفظيع ليونتان رتوش الذي لم يؤمن بالعلاقة مع اليهود في العالم، وايضا كان علمانيا ولا يؤمن بالله (رتوش اقترح من بين باقي اخطائه، كل انواع الصلوات لالهة كنعان، عشتروت وعنات). أنا في المقابل أتحدث عن الارض المقدسة، محط انظار يهود العالم على مر الاجيال، التي عبريتها تتمثل بأقوال النبي يونا “أنا عبري وأخشى الله”، لهذا فان كلمة “عبرية” (بمد المقطع الاول) وهو اسم الدولة العظمى العبرية المستقبلية التي اقترحه، تشمل ايضا كلمة “عبري” والكلمة “يه”.
الارض العبرية ستكون مفتوحة (هذا اساس التجديد). لكل محبي الارض المقدسة ومحبي اللغة المقدسة لكل الشعوب، وبالاساس لمحبي التوراة من كل الشعوب، وقبل كل شيء اليهود من كل الاصناف والاجناس: اصلاحيون، محافظون، علمانيون من أبناء عائلات يهودية أو مختلطة، وكذلك متهودون بشتى انواعهم، من كل التيارات، حيث يكون مفهوم “عبرنة” هو البديل للمفهوم الحاخامي الفظيع “تهويد”، وهو مفهوم مشوه من اساسه، مثل اجزاء كبيرة في الفهم الحاخامي (“الغرباء/ القاطنين” بلغة التوراة ليسوا من يتهودون في الحاخامية، بل هم الغرباء الساكنين في ارض اخرى ويعملون في السخرة، لهذا أمرنا في التوارة بأن نحبهم. مثلا المتسللين الذين ننكل بهم، بدل أن نعطيهم تصريح عمل فوري).
الافتراض الروحي الاساسي الذي يقف خلف كل ذلك هو أن العبرية تضم كل التاريخ اليهودي الذي يهمنا، وقبل أي شيء التوراة بالطبع. الكتاب الاساسي لمليارات المحبين في العالم (ليس من بينهم روغل الفر وليئور شلاين). هذه هي التوراة التي تنبيء (للحريديين لا يوجد فكرة عن ذلك) بالايديولوجيا التي اقترحها. وهاكم المكتوب في سفر زخاريا “وجاءت أمم عديدة واغيار كثيرين للبحث عن اله الجيوش في القدس واسترضاء الرب، هكذا قال رب الجنود في تلك الايام، الذين يملكون عشرة رجال من كل الاغيار ويقولون سنذهب معكم لأننا سمعنا أن الله معكم”. هل سمعتم ذلك؟ حسب رؤيا آخر الزمان للنبي زكريا، سيطالب بالانضمام الينا عشرة اغيار متهودين ومتعبرنين عن كل يهودي في ارض اسرائيل. وهذه هي خطتي.
كما هو معروف، العبرية كقاعدة مشتركة قاطعة بروح الشعر النبوئي لاهود بناي “الرجل العبري” حول انتصار العبرية في آخر الايام: “سيكون في ذلك اليوم ضوء جديد كبير مشع/ ببطء فتح شق ويسقط السقف/ عندما تحين الساعة يأتي واحد باسم واحد/ سيعرف العالم لغة واحدة/ يتحدثون بلغة الرجل العبري”.
في هذه المرحلة وعلى المدى القصير يجب ملء النقب والجليل (ولاحقا عندما يكون الامر ممكنا، يهودا والسامرة) بملايين المهاجرين الجدد، اليهود، المتهودين والمتعبرنين من كل العالم، بروح صهيونية متجددة وكبيرة، لا فلسطين (باستثناء السلطة الفلسطينية) ولا بطيخ. هل فهمت هذا، يا أوري افنيري؟.
القناة السابعة العبرية / بينت : سأقود “إسرائيل” بعد عهد نتنياهو
“أنا العمود الفقري للحكومة”
القناة السابعة العبرية – 12/2/2018
قال وزير التعليم الإسرائيلي زعيم حزب “البيت اليهودي” نفتالي بينت، إنه سيقود “إسرائيل” بعد عهد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
جاء ذلك خلال كلمته في “مؤتمر القدس 15” كما ذكرت القناة السابعة العبرية عقد اليوم، أضاف فيه “وجودي مهم في حكومة نتنياهو وأنا العمود الفقري لها وأنا مؤثر فيها”.
وتابع: “بعد نهاية عصر نتنياهو سأكون من يقود الدولة.. نتنياهو قبل عام 2013 كان مع حل الدولتين والآن تغيرت هذه السياسة”.
وأعرب عن أمله بألا تسقط حكومة نتنياهو وأن يستمر في مكانه، على خلفية لائحة الاتهام ضد في قضايا فساد وتوصيات الشرطة بحقه.
هآرتس / درس في قيود القوة
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 12/2/2018
شكلت أحداث السبت في الشمال تذكيرا أليما بقيود قوة اسرائيل. فاسقاط طائرة الاف 16 في سماء الجليل أثبت بان لا حروبا بلا مخاطرة، وحتى بعد هجمات عديدة خلف الحدود دون ضرر أو اصابات، يمكن للعدو أن يصحة ويجد نقطة ضعف، حتى في آلة عسكرية متطورة كسلاح الجو الاسرائيلي. ولكن المشكلة ليست فقط في قدرة التصدي العملياتي لمنظومة الدفاع الجوي السوري، بل في تعريف أهداف اسرائيل الاستراتيجية والسبل لتحقيقها.
ان التهديدات العلنية، التي أعلنت بان اسرائيل “لن تسمح بتثبيت وجود ايراني في سوريا واقامة مصانع صواريخ في لبنان، واستعراض العضلات في جولة الكابنت في الجولان الاسبوع الماضي، كانت خطأ. فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان ورطا نفسيهما في شرك وقلصا جدا حرية عملهما. اذا لم تعمل اسرائيل وواصلت ايران تثبيت تواجدها كقوة مؤثرة في سوريا بشكل عام وفي الجولان بشكل خاص، فستبث اسرائيل ضعفا وستزداد الضغوط على الحكومة والجيش “لعمل شيء ما”. بالمقابل، اذا بحثت اسرائيل عن حل عسكري لضائقتها الاستراتيجية، من شأنها ان تتورط في حرب، يصعب عليها الانتصار فيها.
ان قوة اسرائيل العسكرية تسمح لها بالدفاع عن حدودها والسيطرة في المناطق المحتلة. وهي ليست كافية كي تصمم الواقع في الدول المجاورة. لقد فشلت اسرائيل في الماضي في المحاولة الطموحة لفرض “نظام جديد” حتى في لبنان الصغير. فقوتها اصغر من أن تقرر تسويات في سوريا، بشكل يتجاوز الحفاظ على الهدوء النسبي على طول الحدود. فالقصف المتكرر حتى لو اعاق ارساليات السلاح واقامة المنشآت، فانه لن يمنع تعاظم قوة العدو. لقد انتصر نظام الاسد في الحرب الاهلية بمعونة حلفائه الروس، الايرانيين واللبنانيين. والدليل هو انه حتى بعد سبع سنوات من القتال فان الجيش السوري يستخدم منظومة ناجعة للدفاع الجوي.
محظور أن يغرينا أيضا “عمل رد سياسي”، تطلب فيه اسرائيل من الولايات المتحدة الاعتراف بضم الجولان، مثلما اعترف بالقدس. ففي السنوات الاخيرة طرحت في اسرائيل أفكار اساسها استغلال ضعف سوريا بفرض حقائق سياسية. مثل هذه الخطوات ستصعد فقط التوتر في الشمال وتمنح السوريين ذرائع للحرب.
ان الدرس من الاشتعال في نهاية الاسبوع هو أنه بدلا من تحديد مزيد من الاهداف للقصف، على اسرائيل أن تستوعب عودة نظام الاسد الى الموقف المتصدر في سوريا، برعاية ايران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. على اسرائيل أن تعتاد من جديد على هذا الوضع وان تجد السبل لمنع التصعيد واعادة الردع المستقر حول “الستار البركاني” في الجولان. نتنياهو الذي يتحفظ في الغالب من المغامرات العسكرية، يجب أن يركز علاقاته وكفاءاته الدبلوماسية على هذا الهدف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى