ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 11– 2 – 2018

يديعوت احرونوت : – يوم معركة مع ايران.
– شطرنج ايران.
– الانجاز، الثمن، الدرس.
– فرصة من السماء.
– التحذير الروسي.
– المهم انهما عادا الى الديار بسلام.
– صواريخ ونزهات.
– الصفعة من “الصديق الهندي”: “عرفات كان زعيما محبوبا”.
معاريف/الاسبوع :
– لاول مرة: مواجهة عسكرية مباشرة بين اسرائيل وايران.
– معركة أولى.
– يوم قتال في الشمال: ساعة إثر ساعة.
– الهجوم الاكبر منذ حرب لبنان الاولى.
– اسقطت في الاراضي الاسرائيلية.
– روسيا تواصل دعم الاسد: “من المهم الحفاظ على السيادة السورية”.
– صافرات وسقوطات.
– نشر التوصيات في مف نتنياهو يؤجل لايام.
هآرتس :
– سوريا اسقطت طائرة قتالية اسرائيلية، الجيش الاسرائيلي يهاجم أهدافا ايرانية.
– ملف 2000 ليس جنائيا؟ صفقة الرشوة مع نتنياهو كانت تساوي لـنوني موزيس مئات ملايين الشواكل.
– مواجهة جبهوية بين اسرائيل وايران.
– سوريا: سنحدد قواعد جديدة مع اسرائيل.
– ايران: يمكننا أن نفتح بوابات جهنم.
– روسيا تعرب عن قلقها من الهجمات في سوريا؛ نتنياهو: سنواصل الدفاع عن انفسنا بتصميم.
اسرائيل اليوم :
– مواجهة مع ايران.
– يوم معركة في الشمال.
– اسرائيل: سنواصل الدفاع عن أنفسنا.
– الجبهة اصبحت علنية.
– حرية العمل تقلصت: لا تنجروا، بل بادروا.
– يوم قتال.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 11– 2 – 2018
يديعوت / الصفعة من “الصديق الهندي”: “عرفات كان زعيما محبوبا”
يديعوت – بقلم اليئور ليفي – 11/2/2018
بعد أن غطس رئيس الوزراء الهندي قدميه في مياه البحر مع رئيس الوزراء نتنياهو في زيارته الاخيرة الى اسرائيل وبعد أن حطم في الشهر الماضي فقط قواعد الطقوس الدبلوماسية في دولته وجاء لاستقبال نتنياهو في المطار في الهند، زار رئيس الوزراء الهندي نارنديرا مودي قبر ياسر عرفات في المقاطعة ووصفه كزعيم محبوب مساهمته لفلسطين تاريخية.
وصل مودي أمس صباحا في زيارة رسمية الى رام الله، وبواسطة مروحية اردنية هبط في المقاطعة واستقبل هناك من كبار رجالات السلطة الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني ابو مازن ورئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله.
بذل مودي كل ما في وسعه كي يحترم مكانة وصوله الى رام الله. فقد غرد بالعربية في حسابه على التويتر: “وصلت الى فلسطين. هذه زيارة تاريخية ستؤدي الى تعاون أقوى”، ولاحقا شكر باللغة العربية أبو مازن على الاستقبال ورفع الى الموقع صورة لهمافي لقائهما.
في أثناء الزيارة الى السلطة وضع مودي اكليلا كبيرا من الزهور على قبر ياسر عرفات في المقاطعة – وهو عرف يجريه زعماء العديد من الدول حين يصلون في زيارة رسمية الى رام الله – غير أن مودي اختار أيضا ان يغرد على التويتر في اثناء الزيارة وكتب: “ابو عمار (عرفات) كان أحد الزعماء العظماء في العالم. مساهمته لفلسطين تاريخية.كان صديقا طيبا للهند. قدمت له الاحترام في رام الله”.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مودي وابو مازن طلب ابو مازن من الهند أن تستخدم قوتها ونفوذها من أجل تحقيق السلام. “نحن نعول على دور الهند كقوة دولية ذات وزن وسمعة كبيرة، للمساهمة في تحقيق السلام العادل. لم نرفض أبدا اجراء المفاوضات. نحن لا نزال مستعدين للمفاوضات”، قال ابو مازن الذي أوضح في خطابه أيضا بانها انتهت الفترة التي كانت فيها الولايات المتحدة هي الوسيط الوحيد في المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين: “بناء آلية متعددة الاطراف تتشكل من عدة دول هو السبيل الافضل لرعاية هذه المفاوضات”.
يديعوت / شطرنج ايراني
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 11/2/2018
يحتمل أن يكون تسلل الطائرة الايرانية بدون طيار الى الاراضي الاسرائيلية نبع من خطأ عملياتي: فالجنجي الذي كان مناوبا كقائد في مطار تدمر غفى مع الاصبع على ممسكة التوجيه. معقول أكثر الافتراض انه كانت هنا نية مبيتة. فليس صدفة ان يكون الايرانيون اخترعوا لعبة الشطرنج. فهم يديرون في الفترة الاخيرة لعبة مركبة مع اسرائيل، تنتشر على الساحة السورية واللبنانية. وحتى يوم أمس كانوا في حالة دفاع. أما أمس فقد انتقلوا الى الهجوم، ضحوا بحجر وأخذوا لنا القلعة. خطوات اخرى على الطريق.
ايران واسرائيل تقاتل الواحدة الاخرى لسنين. هذه حرب وحشية: الايرانيون لم يترددوا في أن يقتلوا في اثنائها مواطنين أبرياء، اسرائيليين ويهود. قاعدة واحدة حافظوا عليها بعناية: الامتناع عن المواجهة المكشوفة، المباشرة. ايران هاجمت من خلال المبعوثين، الاكثر فتكا بينهم هي منظمة حزب الله. اما اسرائيل ففضلت العمليات السرية، من تحت الرادار. أما أمس، ولاول مرة تحطم هذا الحاجز. تحطم في الطرفين. وهذه علامة طريق.
علامة طريق ثانية هي اسقاط الاف 16 حين كانت تطير في سماء اسرائيل. منذ 1982 لم تسقط طائرة لسلاح الجو. في الجيش الاسرائيلي بذلوا جهدا للتهدئة: ضرب طائرة واحدة لا يبشر بفقدان التفوق الجوي الاسرائيلي. وعلى الرغم من ذلك، عندما يتبين بان مضادات الطائرات لدى الجيش السوري يمكنها أن تسقط طائرة في سماء الجليل فللاسرائيليين سبب للقلق. فضلا عن ذلك، فان اسقاط الطائرة يطرح اسئلة عن حرية عمل سلاح الجو في ضرب اهداف في سوريا وفي لبنان. منذ الحسم في الحرب الاهلية في سوريا تتغير قواعد اللعب، على الارض وفي الجو.
في بداية الشهر شاركت في سلسلة من المحادثات والجولات مع كبار المسؤولين في الجيش الاسرائيلي، تركزت على المعركة في الشمال. والمقال الذي نشر في اعقابها عنونته “حرب الشمال الاولى”. لست أنا من اخترع هذا التعبير – اخترعه قائد فرقة في المنطقة. وكان هدف المحادثات، كما كتبت، هو “اعداد اصحاب القرار في العالم والرأي العام في البلاد لامكانية الحرب، ليست المبادر اليها بل المتدحرجة، وبشكل غير مباشر الايضاح للايرانيين بان اسرائيل لا تخاف المواجهة العسكرية”.
في الجيش الاسرائيلي لا يريدون الحرب؛ وكذا القيادة السياسية أيضا. فالتحذيرات تستهدف منع الحرب وليس احداثها. والهدف الاساس لهذه التحذيرات كان بوتين. وكانت الفرضية هي أنه اذا فهم بوتين بانه قد تنشب حرب في الشمال تجعل من الصعب عليه فرض الاستقرار في سوريا وتهز مكانته كمحكم أعلى بين الدول في المنطقة فانه سيحرص على وقف الايرانيين. هذا لم يحصل. والجهد العظيم الذي بذله نتنياهو في أسر قلب بوتين باء بالفشل.
بوتين مثل بوتين: فهو يغدق اقوال المحبة على آذان رؤساء وزراء اسرائيل، ويدعهم يشعرون بانه معجب بهم وبدولتهم. وهم يتباهون بعلاقاتهم معه امام جمهور ناخبيهم. اما هو فليس صديقا. في حديث مع أحد اسلاف نتنياهو قال بصراحة: أنا أعمل فقط وفقا لمصالح روسيا كما افهمها. في هذه اللحظة مصلحة روسيا هي الحفاظ على حلفه مع ايران، وليس التورط في تدخل مباشر في الحرب. والتنسيق مع اسرائيل يستهدف خدمة هذين الهدفين. التنسيق مع اسرائيل هو تكتيك؛ الحلف مع ايران هو استراتيجية. اسرائيل لا يمكنها ان تعول على نوايا بوتين الطيبة. وهي ملزمة بان تجد سبيلا لاجباره على العمل.
لقد أمن نتنياهو بان بوسعه أن يجند الادارة الامريكية من أجل منع تثبيت وجود ايران. وكما هو معروف فان ترامب اكثر ودا لاسرائيل من بوتين. لعله هو الذي سيجلب الخلاص. لشدة الاسف، هذه الخطوة فشلت هي الاخرى: ادارة ترامب تخلت عن تدخل حقيقي في تقرير مصير سوريا. وهي تحشد جهودها في الشرق، على الحدود مع العراق. أما في جبهتنا فليس لنا من نعتمد عليه غير أنفسنا.
السؤال الكبير هو من سيقوم بالخطوة التالية في لعبة الشطرنج هذه، متى وكيف. السيناريو اللازم هو تنظيم قافلة اخرى لحزب الله تنقل الصواريخ الدقيقة أو عناصر لمثل هذه الصواريخ، من سوريا الى لبنان، وسيتعين على اسرائيل أن تقرر هل تغض النظر وتخاطر بفقدان الردع، أم تهاجم وتخاطر بالتدحرج نحو الحرب. الجيش الاسرائيلي اتخذ جانب الحذر حتى اليوم من وضع خطوط حمراء: من رسم خطا أحمر يصبح أسيره، رهينته. اما وزراء حكومة اسرائيل فأقل حذرا. شيء واحد هو أن يقول المرء ان اسرائيل ستعمل ضد تثبيت وجود ايراني في سوريا وفي لبنان، وشيء آخر هو القول ان اسرائيل لن تسمح بذلك.
لقد ولدت معظم الحروب في الشرق الاوسط من تدحرجات غير مقصودة، من لعبة خطوة تشوشت، من عملية ارهابية نجحت اكثر مما ينبغي من ضغط على الرأي العام على القيادة السياسية. ليس معني أي لاعب في هذه اللحظة بالحرب – لا في اسرائيل، لا في لبنان، لا في سوريا وحسب التقدير في اسرائيل ولا في ايران ايضا. فالحرب تبدو زائدة جدا، هاذية جدا، في نظر الاسرائيليين الذين تنزه منهم امس، في يوم دراماتيكي في الشمال مئة الف شخص في المحميات الطبيعية و 25 الف في جبل الشيخ. في الجيش الاسرائيلي فرحوا – فقد رأوا في ذلك دليل ثقة من الاسرائيليين لجهازهم الامني. ولعل السبب هو عدم الثقة: الاسرائيليون لا يصدقون الخطاب الحرب لزعمائهم. وهم يرفضون الفزع مما لا يمكنهم لا يغيروه.
وعليه، فخير يكون اذا ما واصلت الدولة العمل كالمعتاد: في هيئة الاركان يتابعون نشاط الايرانيين وفي الشرطة يعملون على تحقيقات الفساد. والجيش الاسرائيلي يرفع توصياته والشرطة ترفع توصياتها. رجاء لا تخلطوا الامور.
معاريف / الحل الذي يدحره الجميع
معاريف – بقلم جاكي خوري – 11/2/2018
ثلاث سنوات ونصف السنة، منذ انتهى حرب “الجرف الصامد” لم يجرِ في اسرائيل بحث علني واعٍ بهذا القدر في الوضع في غزة مثلما يجري هنا هذا الاسبوع. وزراء، جنرالات، مراسلون عسكريون ومحللون للشؤون الفلسطينية سألوا كيف بحق الجحيم تحل المشكلة. ولكن قلة قطعوا العظم بالسكين، كما يقول المثل العربي. غزة تستدعي أسئلة صعبة. على رأسها، لماذا لا نفحص بعمق خيار التسوية مع حماس. تسوية ليست سلاما أو حتى حلفا، بل لقاء مصالح، من النوع الذي يقترحه زعماء حماس في جملة من القنوات منذ بضع سنوات.
ثلاث امكانيات تقف امامها اسرائيل. احتلال القطاع، احتواء المشكلة أو المبادرة الى تسوية. وفي ثلاثتها توجد الغام. الجيش الاسرائيلي ينطلق لإسقاط حكم حماس ويعيد احتلال القطاع. من سيسيطر فيه في اليوم التالي؟ فمصر تخلصت منه في 1967. القدس فرحت لان غزة وقعت في يدها. والقاهرة ايضا كانت سعيدة، لذات السبب أيضا. أبو مازن؟ حتى لو أراد، أو وعد مسبقا بان يأخذ المهامة على رأيه، مشكوك جدا أن ينجح. غزة اليوم ليست تلك التي اخذت منهم في 2007. سكانها أكثر تطرفا وفقرا، منقطعون وغاضبون على السلطة. ابو مازن لا يرى فيها اقليما انتزع منه، بل عبء ثقيل. هو أيضا، لشدة الدهشة، يحاول الهرب منها.
حسب التقدير، في المعارك لإسقاط حكم حماس سيسقط بين 200 – 400 جندي من الجيش الاسرائيلي. اليوم التالي لا يبشر بالخير. بعد نحو عقدين من اخلاء لبنان يمكن للجيش الاسرائيلي أن يغرق مجددا في حرب عصابات على أرض غريبة. المهامة المدنية – ادارة الشؤون اليومية للقطاع – ستجبي مليارات الشواكل من صندوق الدولة. كل هذا، ولا ضمانة في أن تتوقف نار القسام.
رسائل سرية
اما سياسة الاحتواء، او القرار بعدم القرار، ستطبقها اسرائيل في القطاع منذ اكثر من عقد. مخاطرها معروفة لنا جميعا. توتر دائم، بينما تندلع كل بضع سنوات حرب. سكان بلدات غلاف غزة أسرى في ايدي مطلقي القسام. الجيش الاسرائيلي يجد صعوبة في الدفاع عنهم، وهم يخضعون لنية حماس الطيبة. حرب اضافية تتضمن نارا كثيفة نحو غوش دان، تعطيل الطيران ونزول نصف سكان اسرائيل الى الملاجيء.
كما توجد مخاطر مستقبلية، مثل ولادة جيل غزي لا يعرف الاسرائيليين عن قرب، تربى على أن يرى في اسرائيل عدوا أو مستغلا ويطور نحوها مشاعر الانتقام. سيأتي يوم وحتى الجانب الاخلاقي من شأنه أن يدق بابنا بكل قوته. صحيح أن القلب اليهودي تربى على أن يدافع عن نفسه، ولكنها ليست مهامة بسيطة بالنسبة له أن يحشر مليوني مواطن في معسكر كبير، مع العلم بان الغالبية الساحقة لا ذنب لهم.
أما خيار التسوية فهو على الورق، الاكثر إثارة للاهتمام منها جميعها. فالفكرة بحد ذاتها بسيطة جدا. والتحدي هو في التنفيذ. اسرائيل ترفع الحصار، وبالمقابل تحصل على حدود هادئة. لحماس مسؤولية كاملة على الا يطلق اي صاروخ شمالا. واسرائيل من جهتها تتعهد بان تمنح سكان القطاع وزعماءهم حرية حركة. للسفر الى الخارج متى شاءوا، ليستوردوا ويصدروا، وليصيدوا دون قيد. ليس هذا اتفاق سلام، وهو لا ينطوي على اخلاء بلدات أو تنازل عن اراضٍ. قادة حماس يلمحون بعناد لرغبتهم في التسوية. والرسائل من مكاتبهم ازدادا منذ ايام “الجرف الصامد”. وهي ترسل بقنوات دبلوماسية أو بتصريحات علنية مبطنة وفي اسرائيل يحلون لغزها. كما ترافقت الاشارات بالأفعال ايضا. فقبل سبع سنوات اقامت الذراع العسكري لحماس وحدات التجلد، وهذه قوة خاصة تلاحق مطلقي القسام. في القطاع هناك من هزء بهم ووصفوهم بأنهم “حرس حدود اسرائيل”. ومثلما نشر لأول مرة في هذه الصفحة، ففي إطار محادثات المصالحة بين حماس والسلطة، اعربت حماس عن موافقة ايجابية على اقتراح مصري بنسخ التهدئة في قطاع غزة الى الضفة الغربية. الخطة لم تتحقق، لأنها كانت جزءا من رزمة المصالحة التي فشلت.
عن نزع السلاح، طوعا وبلا شرط، يرفضون في حماس الحديث في هذه المرحلة. وفي نظر حماس فإنها تقاتل في سبيل وجودها وتوجد في تهديد وجودي. وسلاحها هو وسيلة دفاع ضد التصفية. مهمته ان يكون ايضا ورقة ضغوط على اسرائيل بهدف دفعها نحو رفع الحصار.
عزلة إقليمية
لدى الكثير من الاسرائيليين، بمن فيهم كبار المسؤولين، فان التفكير في التسوية مع حماس تثير الهواجس. لعلها وصفة لفشل مدوٍ يجبي ثمنا دمويا ولكن من المفاجيء ان نعرف انها لم تفحص بعمق على الورق. فلا توجد جهة في اسرائيل وضعت خطة مفصلة لحل في قطاع غزة تتضمن فضائل التسوية، آليات التصدي لمخاطرها الامنية، آثارها السياسية ومعانيها الاقتصادية على اسرائيل وعلى الفلسطينيين. وأحيانا تطرح اقتراحات بشأن القطاع، ولكنها موضعية كخطة الوزير اسرائيل كاتس لإقامة جزيرة امام شواطيء غزة تشكل مصاف طيران نظيف، برقابة اسرائيلية وثيقة، يمنح سكان القطاع فتحة للعالم. واقترحت قبرص، صديقة اسرائيل، وضع ميناء ليماسول تحت تصرف اسرائيل وحماس. وحسب الاقتراح، تقام في هذا الميناء منشأة برقابة وادارة اسرائيلية يصل اليها بشكل عام كل من يخرج من غزة أو يعود اليها، قبل أن يواصلوا الى مقاصدهم. والبضائع التي ترسل الى القطاع، تنزل في ليماسول وتفحص قبل أن يسمح لها بمواصلة الطريق، تحت رقابة اسرائيلية، في الطريق الى غزة عبر البحر.
اسرائيل وحماس باتتا مجربتين لآلية واحدة كهذه. فقبل سنتين ونصف السنة، وضعت خطة مفصلة لإدخال الاسمنت الاسرائيلي لسكان غزة ممن تضررت بيوتهم في الحرب. وبواسطة الامم المتحدة اقام منسق اعمال الحكومة في المناطق جهازا قرر الكمية اللازمة لكل عائلة، وحرص على أن يوفرها بدقة. ونقل الاسمنت بالشاحنات وسلم في حاجز ايرز تحت عيون المراقبين وكاميرات الفيديو، في قاعة اعدت لذلك. كل واحد تلقى بالضبط عدد الاكياس اللازمة له والكثيرون رمموا هكذا بيوتهم.
صحيح حتى الان، تعمل الظروف الاقليمية لصالح اسرائيل، اذا ما رغبت في فحص امكانية التسوية. فجيل الزعماء الحالي لحماس، الذي ورث عن الاباء المؤسسين، يسعى الى الخروج من دور الولد الشرير في الحارة ويتوجه الى نيل الشرعية الدولية. حماس معزولة اقليميا، ومكانتها الاقتصادية مهزوزة. وحتى اخوانهم في السلطة الفلسطينية يديرون لهم الظهر. وبالمقابل يمنحون اسرائيل استقرارا نسبيا. المصريون مستعدون لان يعرضوا خدمات الوساطة، ودافعهم في ذروته، لأسبابهم الخاصة. مكانة اسرائيل متينة، وهي ستصل الى الخطوة بينما يدها هي العليا، ودون سيف مسلط على رقبتها، وسيسعد الدول العربية استثمار مشروع حقيقي للقطاع، حيث سيسحبون من الايرانيين ساحة نفوذ وسيصفون ايضا بؤرة اقليمية عدم الاستقرار. ورغم ذلك، خائفون من التسوية – يمكنكم ان تنامو بهدوء (والصلاة الا تخيب “القبة الحديدية” الآمال). حالة الشك بين الطرفين عميقة والشكوك في الجانب الاسرائيلي في السماء. كيف قال ذات مرة صحافي ما، وان كان على جبهة اخرى: خطر السلام انقضى.
هآرتس / اسرائيل وايران دخلتا للمرة الاولى في مواجهة مباشرة
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 11/2/2018
اسرائيل وايران توجدان الآن للمرة الاولى في مواجهة مباشرة على الاراضي السورية. هذا هو المعنى الاساسي ليوم القتال أمس في الشمال. ايضا اذا انتهت الجولة الحالية قريبا بتهدئة، فعلى المدى الأبعد سيتشكل هنا واقع استراتيجي جديد، سيكون على اسرائيل مواجهة مجموعة اشكالية من التطورات: استعداد ايراني للعمل ضدها، ثقة ذاتية متزايدة لدى نظام الاسد، وما يقلق أكثر، دعم روسي للخط المتشدد لباقي اعضاء المحور.
لقد سمحت سبع سنوات من الحرب الاهلية السورية لاسرائيل العمل بحرية كبيرة في سماء الشمال. عندما كان يتم تشخيص تهديد للمصالح الامنية الاسرائيلية كان سلاح الجو يعمل تقريبا دون اعاقة. حكومات نتنياهو المتعاقبة عملت على الحفاظ على الخطوط الحمراء التي حددتها (على رأسها منع تهريب سلاح متقدم لحزب الله)، ومارست في سوريا سياسة مسؤولة وعقلانية، منعت انزلاق اسرائيل بشكل مبالغ فيه الى داخل الحرب.
الظروف تغيرت في السنة الاخيرة. ازاء الانتصار التدريجي للنظام في القتال – الذي يتركز الآن في العمليات البرية التي يقوم بها الاسد ضد الجيوب المحدودة للمتمردين – جددت سوريا محاولاتها لاسقاط طائرات اسرائيلية اثناء الهجمات. في نفس الوقت بدأت ايران في تحقيق مصالحها الخاصة: نشر مليشيات شيعية في جنوب سوريا وممارسة الضغط على النظام لتمكينه من اقامة قاعدة جوية وبحرية. ولكن اسرائيل واصلت العمل في الشمال ضمن النمط الهجومي السابق، الى حين الوصول الى الشرك الاستراتيجي الذي وجدت نفسها فيه أمس، والذي من غير المستبعد أن يكون نتيجة لكمين متعمد نصب لها.
ملخص الاحداث: ايران أطلقت طائرة بدون طيار الى الاراضي الاسرائيلية، والتي اسقطت من قبل مروحية لسلاح الجو. اسرائيل هاجمت ودمرت ردا على ذلك قاعدة القيادة التي وجهت منها الطائرة بدون طيار، في القاعدة السورية قرب مدينة تدمر في جنوب الدولة. يحتمل أنه في هذا الهجوم قتل، للمرة الاولى، مقاتلون ومستشارون ايرانيون. الجيش السوري رد باطلاق اكثر من عشرين صاروخ مضاد للطائرات، أحدها كما يبدو اصاب طائرة اف 16 آي (عاصفة) اسرائيلية وأجبر طاقمها على القفز منها في سماء الجليل. اسرائيل ردا على ذلك هاجمت 12 هدف سوري وايراني في سوريا، في الهجوم الذي وصف بأنه الاكثر اتساعا منذ 1982 (لم يتم اسقاط أي طائرة بنيران المضادات منذ تلك الحرب).
موضوعيا، سلاح الجو وجهاز الاستخبارات سجلا عدد من النجاحات العملياتية: الطائرة بدون طيار الايرانية تم اعتراضها، رغم أنها كانت ذات اجهزة تحكم غير متطورة وتم اسقاطها في مكان مناسب، مكن من السيطرة على اجزائها. وبعد ذلك سيوفر دليل على مسؤولية ايران. الموقع دمر بهجوم مركب.
ولكن في زمن الحروب الاعلامية الحالية، سيلقي تدمير الطائرة واصابة طاقمها بظلاله عليها، والتي سوقت في الجانب العربي كانتصار كبير وسببت الاحراج لاسرائيل. سلاح الجو سيكون عليه التحقيق معمقا في كيفية اختراق صاروخ قديم نسبيا لغلاف الدفاع الاسرائيلي، وسيتم بالتأكيد فحص اعتبارات الطاقم: هل الطائرة لم تبق في مكان مرتفع جدا ومكشوفة، من اجل متابعة اصابة الصاروخ للهدف في سوريا، في الوقت الذي تمكنت فيه الطائرات الاخرى من التشكيلة من التملص؟.
ايران استغلت الحادثة للاعلان بأنه منذ الآن لن تستطيع اسرائيل العمل في سوريا. الاعلان المقلق اكثر قدمته روسيا، التي استضافت في نهاية كانون الثاني رئيس الحكومة نتنياهو، عندما اعلنت أن على اسرائيل احترام السيادة السورية – وتجاهلت تماما اطلاق الطائرة الايرانية بدون طيار نحو اراضيها.
إن تبادل اللكمات هذا من شأنه أن يستمر الآن، ايضا لاعتبارات الكرامة الوطنية والحرج الجماهيري. في ظروف مشابهة تماما، في كانون الثاني 2015، عرف نتنياهو كيف ينهي الامر. اسرائيل اتهمت في حينه بالتعرض لحياة جنرال ايراني ونشيط في حزب الله، جهاد مغنية، إبن رئيس اركان المنظمة الذي تمت تصفيته، في هضبة الجولان. حزب الله رد بعد عشرة ايام بكمين صاروخي مضاد للدبابات قتل فيه ضابط وجندي من الجيش الاسرائيلي في هار دوف. ولكن اسرائيل قررت أن هذا يكفي وامتنعت عن رد انتقامي آخر – ومر خطر الحرب. الآن ايضا يبدو أن هناك ما يمكن القيام به في القناة السياسية – مثلا من خلال نقل تهديدات بواسطة الولايات المتحدة وروسيا، قبل مواصلة الانزلاق الخطير نحو مواجهة عسكرية.
شأن ايراني في الاحتكاك
على خلفية النقاش في اسرائيل يبرز كالعادة سؤال ما هي العلاقة بين التصعيد الامني والتحقيقات مع رئيس الحكومة. في الاسبوع القادم يتوقع طرح توصيات الشرطة بشأن تقديم نتنياهو للمحاكمة، والشبكات الاجتماعية امتلأت أمس بتوقعات المغردين، المراسلين والنشطاء السياسيين الذين قالوا إن كل هذه التوترات هي مؤامرة من انتاج مقر رئيس الحكومة، هدفت الى حرف انظار الرأي العام عن الشؤون الهامة. وكل من لا يتفق مع هذه التفسيرات يتم تصنيفه حالا كمتعاون مع نتنياهو وعائلته، رغم أنه لم يفهم حقا من تلك التحليلات اذا كانت ايران مشاركة في المؤامرة بقرار اطلاق الطائرة بدون طيار.
ليس بالامكان تجاهل دور الاعتبارات السياسية والشخصية في القرارات السياسية والامنية. هذه الاعتبارات تدخلت في قرارات بيغن الحاسمة بشأن قصف المفاعل العراقي، وقرارات شارون بشأن الانفصال عن غزة، وقرارات اولمرت بشأن شن العملية البرية الفاشلة في بداية حرب لبنان الثانية، وقرارات نتنياهو نفسه عندما انجر الى العمليات الاخيرة في غزة، عمود السحاب والجرف الصامد، في ظل انتقادات داخلية.
ولكن مثلما سبق وطرح هنا الاتهام بأن نتنياهو، الذي في الغالب كان حذرا من الحروب مثلما يحذر النار، يقوم بتسخين الحدود بصورة متعمدة، فان هذا الاتهام يحتاج الى اثبات أكثر من الحدس. التقدير أن رئيس الاركان غادي آيزنكوت الذي هو من العقلانيين والحذرين من بين موظفي الدولة في اسرائيل، سيكون شريكا في مناورة سياسية فاسدة كهذه، يبدو مدحوض لكل من يعرفه. بالمناسبة، في النقاشات في صباح يوم السبت اتخذ الجيش خط صقوري.
الجيش الاسرائيلي لا يوضح في هذه المرحلة ماذا كانت الطائرة الايرانية بدون طيار تنوي أن تعمل في سماء اسرائيل. يبدو أن النية كانت انهاء مهمة والعودة، دون أن يتم كشفها. العملية الايرانية تبين أن طهران لا تكتفي بتقديم المساعدة للاسد أو ضمان ميناء على شاطيء البحر المتوسط. هي ترى في انتصار النظام فرصة لايجاد مواجهة فعلية على طول الحدود مع اسرائيل. الجيش الاسرائيلي لم يظهر في هجماته أمس حتى ولو شيء بسيط من قدراته الاستخبارية والجوية، وحتى الآن من الافضل أن لا يكون مضطرا لذلك.
ما يقلق بشكل خاص هو حقيقة أنه في هذه الاثناء لا تلوح في الافق شخصية “البالغ المسؤول” في المجتمع الدولي بحيث يتدخل من اجل كبح الاطراف. روسيا التي تستقبل نتنياهو في سوتشي وموسكو مرة كل بضعة اشهر، يبدو أنها تتوافق تماما مع ايران وسوريا، ايضا في عملياتهما ضد اسرائيل. في حين أن الادارة الامريكية برئاسة ترامب من شأنها أن ترى في التصعيد في الشمال فرصة كي تجبي ثمن من ايران، وبالتحديد حث اسرائيل على مواصلة تشددها. ربما أننا نوجد الآن في بداية ازمة عميقة، حتى لو لم تترجم بالضرورة الى مواجهة عسكرية في الوقت القريب.
معاريف / الأحداث في الشمال سجلت سابقتيْن إشكاليتيْن
معاريف – بقلم ألون بن دافيد – 11/2/2018
سجلت أحداث أمس سابقتين إشكاليتيْن، سترافقننا من الآن فصاعدًا: في سلاح الجو تحدثوا كثيرًا عن النجاح العملي، لكن حقيقة أن تنجح – للمرة الأولى منذ 36 عامًا – عدة صواريخ سورية باعتراض طائرة لسلاح الجو تُعد بمثابة سابقة تثير خيال الشرق الأوسط. سلاح الجو فعليًا لم يعِد أبدًا بالالتزام بأن تكون الأضرار صفرًا، واعتدنا على أنه لا أحد في المنطقة ينجح بتهديد طائراتنا؛ وهنا يأتي صاروخ، يُطلق من مناطق سوريا، ويُسقط طائرة الـ “اف 16” التي كانت فوق إسرائيل لتغير الرؤية.
عملية الإسقاط هذه فتحت شهية الكثيرين؛ حيث سيسعى رجال بشار الأسد من الآن لتحقيق المزيد من الإنجازات المشابهة، وليس مستبعدًا أن يرحب حزب الله أيضًا بفكرة وضع كمائن مضادة للطائرات لطائرات سلاح الجو التي تعمل في لبنان. من ناحية أخرى، مازال سلاح الجو بحاجة لبحث وفهم كيف نجح الصاروخ السوري، الذي وصل لمسافة بعيدة، لإسقاط واحدة من الطائرات المتطورة، حتى لو كان خطأ الطياريْن هو ما سمح بضرب الطائرة.
على النقيض، ذكّرت إسرائيل الأسد بأنها في خطوة بسيطة قادرة على حرمانه من كل القدرات الدفاعية الجوية وتركه معرضًا للخطر. الهجوم الثاني أمس على بطارية الصواريخ السورية كانت على نطاق لم يُر مثله أيضًا منذ 36 عامًا.
السابقة الثانية هي أنه ولأول مرة بعد عشرات السنين من الصراع السري، ومن خلال مبعوثين، ظهرت الحرب بين إسرائيل وإيران وكُشفت في المنطقة. إسرائيل تحارب إيران منذ سنين، والإيرانيون يستغلون حزب الله حماس والجهاد الإسلامي من أجل محاربة إسرائيل، لكن أمس أزيلت الأقنعة. إيران تجرأت – لأول مرة – على أن تعمل بشكل مباشر ضد إسرائيل، والأخيرة ردّت بسرعة وبشكل مباشر ضد القوات الإيرانية، الآن هذه الحرب تصبح واضحة ومباشرة.
لقد حرص الطرفان على تبريد الأزمة أمس، لا الأسد، لا إسرائيل ولا الروس يريدون تدهور الوضع وخطر المواجهة، لكن منذ الآن، فإن كل عمل لسلاح الجو في سوريا – ويبدو أنه سيكون هناك المزيد – سيجرّ معه خطرًا متزايدًا لرد سوري، ومن هنا ينطلق الطريق للتصعيد. لقد تجاوزنا حدث أمس، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا يحدث في المرة المقبلة؟
يديعوت / حتى المرة التالية – نظام الاسد على بؤرة الاستهداف
يديعوت – بقلم عاموس يدلين – 11/2/2018
اصطدم عنصران استراتيجيان كما كان متوقعا أمس في الجبهة الشمالية لاسرائيل. التصميم الاستراتيجي الايراني على بناء قوة عسكرية متطورة في سوريا وفي لبنان التقى التصميم الاسرائيلي لوقف الميل الايراني. كانت هذه مفاجأة استراتيجية – ولكن التوقيت التكتيكي قرره هذه المرة الايرانيون.
لقد كان تقدير الايرانيين هو أن حسم الحرب الاهلية في صالح نظام الاسد يسمح بتغيير قواعد اللعب في سماء سوريا وعلى أرضها. ورأت ايران وحزب الله بعيون تعبة هجمات متكررة من سلاح الجو الاسرائيلي بهدف احباط بناء قوتها. وثقتهما بنفسهما بعد النصر في سوريا أدى الى اطلاق الطائرة بدون طيار في صباح السبت نحو اسرائيل.
بعد يوم من القتال أمس واضح ان اسرائيل وجهت للسوريين والايرانيين ضربة شديدة والميزان العسكري والاستراتيجي لنتائج الحدث هو بالتأكيد في صالحها.
هتافات الفرح من حزب الله وتوزيع الحلويات في شوارع دمشق تشهد في افضل الاحوال على عدم فهم ما حصل أمس وفي الحالة المتطرفة على الاكاذيب، المعلومات المغلوطة والحرج.
كما أن المحللين الاسرائيليين الذين قلقوا على ما يبدو من اسقاط طائرة العاصفة ساروا بعيدا في القول انه “تشقق التفوق الجوي الاسرائيلي”. ما حصل امس يشير بالضبط الى ميل معاكس: فقد ضربت اسرائيل نموذجا عن قدراتها الجيدة في الدفاع عن سماء الدولة مع اسقاط الطائرة الايرانية المتطورة بدون طيار، وقدرتها على ان تبقي دمشق مكشوفة بعد تدمير عناصر مركزية في دفاعها الجوي. كما أثبتت اسرائيل تفوقا استخباريا هاما سمح لها بان تضرب لاول مرة مباشرة عناصر قوة ايرانية في سوريا.
ولكن الرسالة الاهم ارسلت الى طهران والى موسكو وتتعلق بان “المشروع لانقاذ نظام الاسد” – ذاك الجهد الاستراتيجي الذي أداره الروس، الايرانيون وحزب الله في السنوات الاخيرة – في خطر عمليا. اسرائيل ليست المعارضة السورية الضعيفة وهي يمكنها أن تضرب النظام السوري وجيشه، بشكل يؤدي الى اسقاطه. يبدو ان هذا الفهم تسلل بسرعة شديدة الى منظومة الاعتبارات التي أدت الى احتواء الحدث، في الزمن القصير على الاقل.
سيدخل الطرفان الان الى عملية دراسة في المدى الفوري – وفي مركز الدراسة عندنا يجب أن يكون التحقيق في اسقاط الاف 16. فاسقاط طائرة العاصفة المتطورة لا يغير الميزان الاستراتيجي وفي كل معركة يوجد عدم يقين، مفاجآت واخطاء لها ثمن. ومع ذلك، من الواجب ان نفهم لماذا اسقطت طائرة ذات قدرات متطورة بهذا القدر من صاروخ قديم بهذا القدر.
في المدى المتوسط فان اسرائيل ملزمة بان تستعد لردود فعل ايرانية وسورية من نوع لم يستخدم حتى اليوم. وبالاساس: الهجوم بصواريخ بعيدة المدى. الرد الاسرائيلي في المرة التالية يجب أن يهدد مباشرة نظام الاسد: كل منظومة الدفاع الجوي، ولكن ايضا سلاح الجو والاساس القوات الموالية للنظام. اضافة الى ذلك، على اسرائيل أن تعمل على تشكيل ائتلاف مضاد للمحور الشيعي، الى جانب كل الدول التي لن تذرف دمعة اذا ما انتهى النظام الاجرامي – الولايات المتحدة، تركيا والسعودية.
في المدى الطويل من واجبنا أن نتذكر بان هذه المرة تم احتواء الحدث، ولكن صدام العناصر الاستراتيجية بانتظارنا عندما يتحقق تهديد ذو مغزى اكبر بكثير من الطائرة الايرانية بلا طيار في المستقبل – ذاك المصنع للصواريخ الدقيقة التي تبنيه ايران لحزب الله في لبنان.
معاريف / غزة وما يرفض اليسار الإسرائيلي استيعابه
معاريف – بقلم بن كاسبيت – 11/2/2018
سريت ميخائيلي هي الناطقة بلسان “بتسيلم”، منظمة حقوق الانسان الاسرائيلية النشطة وعظيمة الحقوق. وكان جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس ترامب الى الشرق الاوسط قد غرد هذا الاسبوع التغريدة التالية: “تصوروا ماذا كان يمكن لسكان غزة ان يفعلوا بالمئة مليون دولار التي تعطيها إيران لحماس كل سنة، ويبذرونها على الانفاق والصواريخ والارهاب وما شابه”. اما ميخائيلي فردت عليه بتغريدة خاصة بها: “تصوروا ماذا كان يمكن لسكان غزة أن يفعلوه لو لم يكونوا محتجزين كسجناء في السنوات العشرة الاخيرة في الحصار الاسرائيلي، الذي يشجع الفقر، الجهل والتطرف”.
واضح أنني في هذه المرحلة تدخلت بتغريدة من جهتي، سأوفرها عليكم. وبدأت مراسلات طويلة وشبه مملة بيننا على التويتر، كما هو دارج في هذه الشبكة الاجتماعية. في نهايتها فمت مرة اخرى، للمرة المليون، لماذا استيقظ اليسار الاسرائيلي ذات صباح واكتشف بان ليس لديه شعب. وانا اقصد اليسار المتطرف وليس الشريحة المركزية لحزب العمل، حيث يجلس اناس أكثر منطقية (هرتسوغ، شمولي، نحمياس – فيربن وكذا آفي غباي) مرتبطون أكثر، ويكذبون على أنفسهم اقل. هذا الموضوع صاخب حقا. اسرائيل انسحبت من غزة في العام 2005. فككت 21 مستوطنة مزدهرة. كان يسكن فيها اسرائيليون جميلون، اخلت المنطقة، دمرت القواعد العسكرية ووقفت على الحدود الدولية. ايدت فك الارتباط، وفي نظرة الى الوراء اعتقد أن الطريقة التي نفذ فيها (احادية الجانب) هي بكاء للأجيال، ولكن ليس على هذا هو البحث. لو أن سكان غزة البائسين، اولئك الذين يحتجزون كسجناء منذ عشر سنوات، كانوا اختاروا الحياة، لما كان أي حصار اسرائيلي. لما كانت اي حاجة للحصار الاسرائيلي. لو كان سكان غزة الذين يختنقون الان في وضع غير بسيط، كانوا شمروا عن اكمامهم وشرعوا في خطوة لإعمار قطاعهم، لإعادة بناء مخيمات اللاجئين، بدعم دولي وبخطة مارشل ممولة وسخية، هل كان يمكن لاحد أن يحاول عرقلتهم؟
جواب سكان غزة على الانسحاب الاسرائيلي، الذي كان يفترض به أن يكون مشروعا تجريبيا نحو خطوة مشابهة في يهودا والسامرة، كان ارهاب، ارهاب ومزيد قليلا من الارهاب. اختاروا بأغلبية جارفة حماس. وقفوا بمئات الالاف في كل مسيرات الكراهية لاسرائيل. زينوا اطفالا ابناء 6 بأحزمة ناسفة وهمية. واقسموا الولاء لميثاق حماس الذي يرى في اسرائيل كيانا ينبغي محوه من تحت سطح الارض ومن الافضل ساعة مبكرة. كل هذا لا يراه اليسار الاسرائيلي المتطرف، او يراه ويتجاهله. وفي كل مرة يحرر قليلا اللجام عن الحصار على غزة، تدخل الى هناك وسائل قتالية بكميات هستيرية. الاسمنت الذي يضخ لإعمار غزة، تصادره حماس في صالح أنفاق الارهاب. المال الذي يصل من إيران، يلقى الى خطوط انتاج الصواريخ. اما الوضع الفظيع لسكان القطاع فهو انتاج ذاتي، صرف، صنع في فلسطين. كانت لهم فرصة لا تتكرر لان ينتجوا لأنفسهم حياة جديدة ومشروعا تجريبيا لدولة، فاختاروا مواصلة الدعوات لإبادة اسرائيل. هذا ليس في ذنبنا، هذا ليس حتى في ذنب بيبي. يجب أن نفهم هذا. إذ ان هذه هي الحقيقة البسيطة والوحيدة.
معاريف / شد الحدود
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 11/2/2018
الحادثة في سوريا فجر السبت وصباح السبت هي الوضع الاخطر في أي مرة تقترب فيها اسرائيل وايران من المواجهة العسكرية بينهما، وفيها غير قليل من الاساسات الاولية. هذه هي المرة الاولى التي تتسلل فيها طائرة غير مأهولة ايرانية الى اسرائيل. هذه هي المرة الاولى التي منذ 1982 تسقط فيها طائرة لسلاح الجو الاسرائيلي في نشاط عملياتي. وهذا ايضا كان الهجوم الاكبر الذي تشنه اسرائيل ضد منظومة الدفاع الجوي السورية منذ حرب لبنان الاولى.
في الماضي تسللت الى اسرائيل من الاراضي اللبنانية أو السورية طائرات غير مأهولة من انتاج ايراني، ولكن حزب الله هو الذي كان يشغلها. اما هذه المرة فكل شيء كان ايرانيا. الطائرة، نقطة القيادة والتحكم، التوجيه والتسيير لطيرانها حتى تسللها الى الاراضي الاسرائيلية. واسقاط الطائرة غير المأهولة وسقوط الطائرة القتالية الاسرائيلية يجعلان الحدث هو الاخطر منذ اندلاع الحرب الاهلية في سوريا، ويشهدان على أن الجبهة بين ايران واسرائيل تصبح ملموسة للغاية.
في سلاح الجو يشددون على الانجاز في قدرة التشخيص لاقلاع الطائرة غير المأهولة من شرق سوريا، ومتابعتها واسقاطها. وان كانت لها “سيرا خفيا” يشدد على القدرة التكنولوجية لصناعة السلاح الايرانية. والانجاز الاسرائيلي هو ايضا في حقيقة أن هذه الطائرة المتطورة غير المأهولة اسقطتها اسرائيل، وستدرس مزاياها وقدراتها وتشرق بالنتائج ايضا اصدقاء في الشرق الاوسط وخارجه تعد ايران تهديدا عليهم. اضافة الى ذلك فان قائد سلاح الجو، العميد تومر بار، ألمح بانه يمكن أن تكون الطائرة غير المأهولة بنيت على اساس تكنولوجيا الطائرة غير المأهولة المتملصة الامريكية التي نجحت ايران في اعتراضها قبل بضع سنوات. من جهة اخرى لا ينبغي تجاهل حقيقة أن طائرة اسرائيلية متطورة اسقطت في الحادثة.
في اعقاب اسقاط طائرة الاف 16 (العاصفة) بصاروخ ارض – جو سوري هناك منذ الان من يؤبن (ولا اقصد حزب الله وسوريا، اللتان يتحدثان بلغة الانقلاب الاستراتيجي) حرية العمل الاسرائيلية في سماء سوريا ولبنان. بتقديري، في سلاح الجو سيستخلصون دروس وسيتعلمون جيدا لماذا هذه المرة، بخلاف ألاف الطلعات منذ 1982، لم ينجح غلاف الدفاع الجوي في حماية الطائرة، وان كان لا يوجد شيء يسمى دفاع محتمل. فالطائرات تطير في مهام مركبة ولمسافات طويلة، مثلما كان ذات مرة، والطيارون الذين يتمسكون بمهامهم من شأنهم ان يصابوا.
ان تسلل الطائرات غير المأهولة يشهد على تصميم ايراني على العمل في سوريا، على مواصلة جمع المعلومات عن اسرائيل وعدم الخوف من الهجمات التي تنسب لسلاح الجو ضد مواقع ايرانية – سورية لانتاج الصواريخ الدقيقة في سوريا. وهذه هوجمت مرة اخرى أمس.
في بيان الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي وفي الاستعراض للصحافيين قيل عدة مرات ان “ايران وسوريا تلعبان بالنار وان ايران تجر المنطقة الى مغامرة”. لقد عادت اسرائيل وأوضحت بان يدها لم تضعف في اعقاب الحادثة وانها ستواصل نشاطها العسكري ضد تثبيت الوجود الايراني في سوريا.
ولكن مع كل الاسف والالم على سقوط الطائرة، والذي يسمح للايرانيين، لحزب الله وللسوريين أن يرسموا مثابة “صورة نصر”، محظور الانجرار الى الاستفزاز الايراني الذي جاء ايضا من اجل الاشارة الى أن الهجمات المنسوبة لاسرائيل في سوريا لا تردع ايران من مواصلة تثبيت وجودها في سوريا.
لقد كانت الاستراتيجية الاسرائيلية ولا تزال الاحتفاظ بحرية العمل الجوي في سماء سوريا ولبنان، واحباط نوايا ايران وحزب الله لاقامة مصانع لانتاج الصواريخ طويلة المدى والدقيقة. يمكن التقدير بان اسرائيل ستواصل العمل في سمائهما.
ولكن ليس لاسرائيل رغبة في ان تعلق في مواجهة مباشرة مع ايران وسوريا، مواجهة ستنتشر بلا شك لحزب الله ولبنان ايضا وستصبح حرب الشمال الاولى في جبهتين. هذا ما يمكن استخلاصه من حقيقة أن سلاح الجو تابع الطائرة الايرانية غير المأهولة من لحظة اقلاعها والقرار باسقاطها كان فقط عندما تسللت الى الاراضي الاسرائيلية، عبر طيران في سماء الاردن. وذلك من اجل عدم اعطاء ايران الذريعة للادعاء بان الطائرة كانت في أعمال عادية في سماء سوريا.
ان التقدير الاستخباري الاسرائيلي هو ان ايران ايضا غير معنية بالحرب. ويمكن لهذا أن نعرفه من حقيقة انها لا تبرز الحادثة وتفضل ان تتخذه هذه صورة الحدث السوري – الاسرائيلي، ومثلما ايضا في نفي ايران للادعاءات بان الطائرة تسللت الى اسرائيل. نشدد هنا على أن ايران لم تطلق ايضا صواريخ نحو طائرات سلاح الجو، لا عندما هاجمت نقطة قيادة طائراتها غير المأهولة ولا في الهجوم، في وقت لاحق من يوم امس، ضد أربعة مخازن ايرانية قرب دمشق. كل النار نحو طائرات سلاح الجو في الهجومين كانت من منظومات الدفاع السورية التي اطلقت “عشرات الصواريخ”، وبعض من شظاياها سقط في اراضي اسرائيل. تفضل طهران مواصلة تثبيت وجودها بالتدريج وبثبات في سوريا وفي لبنان.
وهكذا فان الطرفين يسعيان الى تحقيق اهدافهما دون الانجرار الى حرب شاملة. اسم اللعبة هو الاحتواء. شد حدود الغلاف وفحص رد فعل الخصم. ولكن مثلما تعلمنا من تجربتنا الماضية، فان الحروب في الشرق الاوسط ليست دوما كنتيجة مقصودة مع تخطيط مسبق. فغير مرة اندلعت دون أن يكون لاي من الاطراف نية كهذه. اما المفتاح لمنع التصعيد في الوضع فمنوط بغير قليل بروسيا ايضا. للكرملين يوجد تأثير معين على ايران وتأثير كبير جدا على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، غير المعني بحرب تضعضع مرة اخرى حكمه الذي كما اتفق استقر. ومع ان اسرائيل لم تخطط مسبقا ولم تبادر الى الهجوم، ينبغي أن نرى فيه، ولا سيما بسبب كثافته، في السياق الواسع للاشارة الى روسيا، لايران وللاسد بانه بدونها لن تكون تسوية في سوريا.
هآرتس / ضربة خفيفة على جناح الوقاحة
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 11/2/2018
الوقاحة الاسرائيلية ربما لم تصل أمس الى نهايتها، لكنها بالتأكيد تصدعت. فجأة تبين أن اسرائيل ليست وحدها في سماء الشرق الاوسط. فجأة اتضح ايضا أنه يوجد لقوتها العسكرية الكبيرة حدود. ربما يأتي الخير من الشر وتدرك اسرائيل حقيقة أنها لا تستطيع السيطرة، وحتى لا تستطيع أن تعيش الى الأبد فقط على حد السيف، ولا على طائراتها المتقدمة. سوية مع الـ اف 16 التي تم اسقاطها، ربما ايضا تم اعتراض العقيدة التي تقول إن كل شيء يمكن أن يحل بالقوة، يجب الحل من خلال القوة، قبل كل شيء بالقوة، دائما بالقوة وفقط بالقوة.
عشرات السنين من التفوق الجوي، واحيانا التفرد الجوي مثلما في سماء غزة وسماء لبنان، جعلت اسرائيل تتصرف وكأنها ليس فقط التي تسيطر على السماء في الشرق الاوسط، بل هي ايضا الوحيدة التي لا يمكن بدونها. أمس وصل هذا الافتراض الى نهايته. فاسرائيل ليست وحدها في السماء والثمن مؤلم. إن الوقفة الهزلية كانت عندما ادعت اسرائيل بأن الطائرة الايرانية بدون طيار اخترقت سيادتها. لها مسموح اختراق السيادة وأن تطير في سماء لبنان وأن تقصف في سوريا والسودان، وبالطبع في غزة التي لا حول لها، وفقط الطائرة الايرانية بدون طيار اخترقت السيادة.
لم يكن هناك شيء اكثر توقعا من اسقاط الطائرة أمس. رغم كل محاولات اخفاء الأثر، الطائرة سقطت، واسرائيل تلقت ضربة بسيطة على جناحها. بعد عشرات عمليات القصف الناجحة – ظاهريا – في سوريا، كان من الواضح أنه ذات يوم سيحدث هذا. طائرة اسرائيلية قادرة على كل شيء سيتم اسقاطها. لم يفكر أحد بما سيحدث بعد ذلك والى أين سيؤدي. نشوة النجاحات جعلت اسرائيل تزيد من تكرار القصف، بين قصف وآخر اعتقدت اسرائيل أن قوتها زادت. الجميع صمت، وأحد لم يقل “قف”. ولم تولد بعد عملية قصف لم تحظ هنا بدعم كبير جدا. يقصفون؟ لا يوجد أفضل من ذلك. سوريا تنزف، ما السيء في ذلك.
القليلون يعرفون أن كل عمليات القصف هذه كانت ضرورية، وما اذا كانت فائدتها اكبر من ضررها. الجميع صمت أو صفق. يوجد لعمليات القصف ايضا ضرر وثمن متراكم. احيانا هي تحث العدو، واحيانا تزرع لديه تطلعات الانتقام. وعندما يقول المحللون الاسرائيليون طوال اشهر بأنه لا يوجد للطرفين أي مصلحة في الحرب – يجب اعداد الملاجيء. هم دائما يقولون هذا قبل أي حرب.
لا يجب الاستخفاف بالخطر الحقيقي لتسلح ايران قرب الحدود، هذا خطير ومخيف. مؤامرات التوسع الايرانية يجب أن تقلقنا. ولكن لا يمكن حل كل شيء، وبالتأكيد ليس بالقصف. يجب الاعتراف بذلك. في اسرائيل، مع جيش المحللين العسكريين الذي يعرف فقط تكرار ما يملى عليه، فان موضوع مثل القصف في سوريا لم يطرح اطلاقا للنقاش. في اسرائيل ليس هناك ايضا أي معارضة جدية لأي شيء: أمس ايضا صفق اليسار – وسط تشجيعا ودعما، ومثلما هي الحال بعد كل قصف وقبل كل حرب.
ايضا السياسة العامة لاسرائيل تجاه ايران لم تطرح في أي يوم للنقاش. شعب الجيش والسيف دائما ضد الاتفاقات ومع أي حرب. المعارضة في اسرائيل هي فقط للاتفاقات. بالنسبة لرئيس الحكومة واليمين الحاكم فان كل اتفاق هو اتفاق ميونيخ. قليلون عارضوا حملة المعارضة التي ادارها نتنياهو ضد الاتفاق مع ايران. مشكوك فيه اذا كان قد تحققت لاسرائيل فائدة ما منها. تشرتشل الاسرائيلي قادها نحو الهاوية. يصعب بالطبع معرفة ماذا كان سيحدث لو أن اسرائيل أيدت الاتفاق، لكن الحقيقة هي أنها الآن تقف أمام خطر حرب مع ايران. لا يوجد اسوأ من ذلك، الوقاحة تجبي ثمن. هذه هي الوقاحة التي تقول إنه يمكن أن نترك غزة تحتضر والضفة تغلي حتى النهاية، فقط لأننا أقوياء. هذه هي الوقاحة التي تقول إنه فقط اسرائيل مسموح لها التسلح بلا نهاية، والجميع يجب أن يخضعوا الى الأبد. وعندها يسقط شخص من طائرة في المساء أو في الصباح، وتكتشف اسرائيل فجأة الواقع: هي ليست وحدها، ولا تستطيع فعل ما يحلو لها، وهي بالتأكيد لا تستطيع أن تستند فقط على قوتها العسكرية الى الأبد.
إسرائيل اليوم / متى ستنشب الحرب القادمة؟
إسرائيل اليوم – بقلم يعقوب عميدرور – 11/2/2018
في حينه كانت الاستخبارات العسكرية (“أمان”) مسؤولة عن اصدار الاخطار بالحرب. وبعد الفشل الاستخباري عشية حرب يوم الغفران في 1973 تم تطوير مفهوم مركب من “المؤشرات الدالة”، والتي غايتها السماح لوحدات جمع المعلومات بتركيز الجهد، وللبحث الاستخباري للمتابعة الدقيقة للعملية التي تشير الى اعداد ملموس للحرب.
ومن اللحظة التي لم تعد فيها اسرائيل تتصدى لدول بل لمنظمات ايضا، اصبحت مسألة الاخطار قبيل حملة كبرى اكثر تعقيدا، إذ يدور الحديث عن قتال مصدره في عملية قرارات في منظمة لا تسيطر تماما في المجال وعلى نتائج افعالها. هكذا، مثلا، قال نصر الله بعد ما سمي حرب لبنان الثانية في 2006 في أنه لو كان يعرف بان اختطاف جنود اسرائيليين كان سيؤدي الى حملة كبرى كهذه، لما كان بادر الى الاختطاف. وكذا الحملة الاخيرة في غزة (الجرف الصامد 2014) تدحرجت من رد اسرائيلي على قتل ثلاثة فتيان اختطفوا في الضفة، في مسيرة تدهور لم يتحكم بها الطرفان. وحتى القسم البري للجيش الاسرائيلي في الحملة، الدخول الى أطراف القطاع لغرض ضرب الانفاق، لم يخطط مسبقا بل تدحرج كرد على الاحداث في الميدان.
وحسب منشورات مختلفة، هاجم سلاح الجو في سوريا اكثر من مئة مرة دون رد حقيقي. فهم يثبت هذه التجربة بانه لن يكون رد سوري أو من جانب حزب الله للهجوم القادم؟ بالتأكيد لا. ولهذا فواضح بانه اذا لم يكن الحديث يدور عن مؤشرات دالة على اعداد لعملية كبرى من جانب العدو – يكاد لا يكون هناك سبيل لتوقع اللحظة التي يقرر فيها الطرف الاخر المبادرة الى القتال، وبالتأكيد ليس قبل بضعة اشهر مسبقا. وذلك لانه في موازين القوى الحالية بين اسرائيل وخصومها من الشمال وفي الجنوب واضح (لهم ايضا) بأنهم سيدفعون ثمنا باهظا للغاية، وينبغي ان تكون لهم اسباب وجيهة جدا لان يتخذوا مثل هذه الخطوة في مبادرتهم.
يبدو منطقيا انه فقط عندما يشعر الطرف الاخر بان لديه قدرة ما ناضجة، يصعب على اسرائيل التصدي لها، من المجدي له أن يفكر بالانطلاق الى المعركة. وعليه، الان بالذات، حين تعمل اسرائيل على توفير جواب أفضل على تهديد الانفاق، بينما لم تجد حماس العلاج السحري لقدرة اسرائيل على اعتراض صواريخها، فلا منطق في بدئها للمعركة. فهل ستنجح في انتاج قدرات لضرب اسرائيل من الجو او من البحر؟ لا أدري ما هو الجواب الصحيح، ولكن بتقديري ليس لدى حماس اي وسيلة تحطم التعادل في هذه المجالات، ولهذا فيبدو انها ستمتنع عن الحملة.
هل ستخرج حماس الى حملة دون قدرات جديدة، فقط بسبب تدهور الوضع الاقتصادي في القطاع – لا يبدو منطقيا إذ لا توجد على ما يبدو اي حالة هاجمت فيها منظمة ما اسرائيل بسبب وضع اقتصادي صعب وبالتالي لماذا تكون هذه المرة مختلفة؟ وماذا ستكسب حماس من تدمير آخر في غزة واصابة شديدة لرجالها ولبنيتها التحتية في اعقاب الحملة. فهل سيكون الوضع الاقتصادي بعدها أفضل؟ بالتأكيد لا. يحتمل أن تنشأ تبادلات شديدة لإطلاق النار بل وحملة في غزة، ولكن أكثر مما سيساهم الوضع الاقتصادي الصعب في ذلك – ستكون هذه على ما يبدو نتيجة خطأ او عدم تحكم لدى احد الطرفين أو كليهما.
لاسرائيل اسباب وجيهة لمنع الازمة الانسانية في القطاع، ليس لان الازمة من شأنها أن تؤدي الى مبادرة حماس لحملة، بل لانه ليس جيدا ان تكون مثل هذه الازمة في اوساط جيراننا الاقربين، ومن أجل منع تحميل اسرائيل الذنب في الازمة – وفي العالم سيجدونها مذنبة رغم أن حماس وابو مازن مذنبا في ذلك اكثر بكثير منها. وعليه يبدو ان على اسرائيل أن تدفع الى الامام بمساعدة تقلل الازمة في غزة، رغم أن قدرتها على تحقيق تحسين للوضع، حين تعطي حماس اولوية تامة لبناء قوتها العسكرية وليس لحل الازمة الانسانية – قليلة للغاية، قريبة من الصفر. وحتى الجزيرة الاصطناعية لن تغير هذا بشكل ذي مغزى. كما ينبغي الاخذ بالحسبان لان القتال سيستأنف حين ترغب حماس في ذلك أو حين يكون تدهور لا يتم التحكم به، سواء تحسن الوضع الاقتصادي أم لا.
يديعوت / التفاصيل الكاملة حول طائرة F16 التي أسقطتها صواريخ سام 5 السورية؟
يديعوت أحرنوت – 11/2/2018
كشفت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية اليوم الأحد، تفاصيل كاملة عن الطائرة الحربية الإسرائيلية التي أسقطتها الدفاعات الجوية السورية أمس في أجواء شمال اسرائيل.
وقالت يديعوت أحرنوت عبر موقعها الإلكتروني، إنّ الدفاعات الجوية السورية أسقطت أمس، السبت طائرة حربية إسرائيلية من طراز F16، وذلك بصواريخ من نوع سام خمسة.
الصواريخ السورية القديمة نسبياً قياساً بمنظومات الدفاع الجوي المتطورة، إستطاعت تدمير طائرة تعتبر درةّ التاج في سلاح الجو الإسرائيلي. هنا نستعرض لكم معلومات مهمة عن هذه الطائرة:
الطائرة هي من طراز F16 معدلة ومعروفة باسم “سوفا (العاصفة)”، وهي من سلسلة F-161 وتملك إسرائيل قرابة 300 مقاتلة منها، وهي تتميز بقدرات إلكترونية عالية.
تسلمت إسرائيل الطائرة الأولى من هذا الطراز في كانون الأول/ديسمبر 2003، ووضعت أول طائرتين في الخدمة الفعلية في قاعدة رامون الجوية في شباط/فبراير 2004. وقد أنجزت عمليات التسليم بمعدل شهرين تقريباً على مدى أربع سنوات مع التسليم النهائي في عام 2009 وقد تم تسليم الطائرة حاملة الرقم 102 في عام 2009.
تعتمد القوات الجوية الإسرائيلية بشكل كبير على هذه الطائرة، حيث قامت بتأسيس مصانع إنتاج هياكلها والإلكترونيات والزعانف البطنية، الدفات، المثبتات الأفقية وأبواب الوصول للمحرك في اسرائيل، وكان تجميع الطائرة يتم في منشأة لوكهيد مارتن للملاحة الجوية في فورت وورث، تكساس.
تم تجهيز طائرة “سوفا” بخزاني وقود قابلة للإزالة (فك وتركيب) على القسم العلوي من جسم الطائرة وتحمل 450 غالون من الوقود الإضافي، على جانبي جسمها العلوي. هذا النوع من خزانات الوقود له تأثير ضئيل جداً على خفة حركة الطائرات، واستخدام خزانات مماثلة يزيد من نطاق مهمة الطائرة.
تركيب خزانات الوقود يسمح باستخدام أجنحة الطائرة كمستوعبات لحمل الأسلحة، ومضاعفة قدرة مناورة وتصويب الطائرات من الجو إلى الأرض.
تم تجهيز هذه الطائرة بحجرة بأنظمة الكترونيات تمتد من الجزء الخلفي من قمرة القيادة إلى الزعنفة، وتضم أنظمة الطيران، وموزعات مضخات الوقود، وأوعية للتزود بالوقود على متن الطائرة.
تتألف قمرة القيادة ذات المقعدين من قسمين أمامي للطيار وخلفي لمشغل أنظمة الأسلحة ويمكن بمفتاح تبديل واحد تحويلها إلى موجه للطيار.
نظام التتبع الموجود في خوذة الطيار تمكنه من توجه الأسلحة إلى الهدف بمجرد النظر إليه.
تشمل الميزات الجديدة المعدلة على F16 sofa خريطة ملونة متحركة وقت العرض، ومعدات تسجيل الفيديو الرقمية، وإضاءة قمرة القيادة وإضاءة شريط متوافق مع نظارات للرؤية الليلية ومجموعة نقل البيانات عالية السعة.
تتألف نظم الاتصالات على الطائرة من موجتين UHF/VHF و HF، ونظام اتصالات عبر القمر الصناعي، ورابط بيانات تكتيكية متكامل للفيديو خاص بالقوات الجوية الاسرائيلية.
يدمج نظام الملاحة على (سوفا) بين التوجيه اللليزري ونظام تحديد المواقع العالمي (RLGINS/GPS) ونظام التضاريس الرقمية المطور من قبل شركة رافائيل.
يتم تحميل بيانات وفيديوهات أي مهمة إلى محطة تحليل المعلومات الأرضية بشكل مباشر.
وفي السياق، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن إسقاط الطائرة بوصفها “النموذج الأكثر تقدماً وتطوراً للطائرات من طراز F-16 الإسرائيلية، سيضطر سلاح الجو إلى تعلم الدروس بسرعة وتغيير أساليب ووسائل العمل”.
ما هي منظومة إس 200 التي أسقطت الطائرة العاصفة؟
السام-5 / S-200 :
هو منظومة دفاع جوية روسية بعيدة المدى. تتصدى هذه المنظومة للأهداف المتوسطة إلى عالية الارتفاع وصممت بالأساس للدفاع عن مساحات واسعة من الأرض ضد المقنبلات المهاجمة والطائرات الإستراتيجية عامل في صفوف الجيش العربي السوري.
تتالف كل بطارية سام-5 من 6 قواذف صواريخ ورادار تحكم بالنيران يمكن أن توصل بمحطة رادارية بعيدة المدى.
المواصفات الفنية:
الطول 10 أمتار
القطر:100سم مع معززات الدفع بدونها 80سم
أقصى عـرض لفتحة الجنيحات بالذيل: 165سم.
الوزن عند الإطلاق: 10000كلغ تقريباُ.
الرأس الحربي: شديد الإنفجار
عدد قواذف منصة الإطلاق: 1 على منصة إطلاق ثابتة
طريقة التوجيه: توجيه لاسلكي في المرحلة الأولى، ثم توجيه راداري إيجابي
وسيلة الدفع: محرك ذو ثلاث مراحل دفع.
السرعة القصوى: 3.5ماك
المدى الأقصى: 300كلم
المدى الأدنى: 80كلم
الإرتفاع الأقصى: 29 كلم
تحليل عن موقع المصدر – المعركة الإسرائيلية – الإيرانية في سماء سوريا.. ما الذي حدث حقا؟
من جهة، لحق ضرر شامل بالأهداف الإيرانية الاستراتيجية في سوريا، ومن جهة أخرى هناك صورة الطائرة الإسرائيلية وهي تسقط..
المصدر – 11/2/2018
للمرة الأولى، إسرائيل وإيران تخوضان معركة في الأراضي السورية. هذه هي الأهمية الرئيسية للمعركة التي دارت أمس في الشمال. حتى وإن انتهت المعركة الحالية قريبا وساد الهدوء، فقد بدأ يتبلور الآن على الأمد الطويل، واقع استراتيجي آخر.
رغم أن إسرائيل استطاعت العمل بحرية في حدودها الشمالية في السنوات السبع من الحرب الأهلية السورية، فقد تجنبت خوض الحرب حتى الآن. لقد حافظ سلاح الجو الإسرائيلي بحرية على المصالح الأمنية التي حددها نتنياهو، وأهمها منع تهريب الأسلحة المتقدمة إلى حزب الله عبر سوريا.
ولكن في العام الماضي، مع زيادة قوة الأسد تدريجيا، بدأت سوريا تحاول مجددا إسقاط الطائرات الإسرائيلية التي هاجمت قوافل الأسلحة وهي في طريقها إلى حزب الله في أراضيها. في المقابل، بدأت إيران تتمركز في جنوب سوريا، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وتضغط على الأسد للسماح لها بإقامة ميناء بحري وقاعدة عسكرية جوية في سوريّا.
هل أحداث أمس تشكل مصيدة إيرانية؟
عندما تطلق إيران طائرات مُسيّرة إلى الأراضي الإسرائيلية فهي لا تخطط لإسقاطها فحسب، بل لشن هجوم إسرائيلي ردا على ذلك. لهذا، بدأت إيران بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات لم يحدث مثله منذ حرب 1982، ونجحت في إلحاق ضرر بطائرة إسرائيلية، سقطت في النهاية في الأراضي الإسرائيلية.
هناك قلق لدى المحلِّلين الإسرائيليين من أن الإيرانيين قد نجحوا في إيقاع سلاح الجو الإسرائيلي في مصيدة مخطط لها. في الواقع لحقت خسائر كبيرة بالإيرانيين، ولكن تشكل صورة الطائرة الإسرائيلية وهي تسقط إنجازا هاما في الوعي.
المعركة حول النتيجة: من الفائز في جولة القتال؟
من جهة، نجحت إيران في إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز متقدم، وهذا النجاح لم يحدث منذ 1982. ومن جهة أخرى، نجحت إسرائيل في إسقاط وسائل طيران مُسيّرة إيرانية في أراضيها بعد أن اخترقت أراضيها رغم أنها وسائل حربية يصعب الكشف عنها في أجهزة الرادار. كما وهاجمت إسرائيل موقع إطلاق وسائل حربية إيرانية في “مطار ‏T‏4” في تدمر، وأصابت 12 موقعا إيرانيا داخل سوريا ومنظومات الدفاع الجوي.
حقق الجانبان نجاحا هاما، فإيران اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي، وأسقطت طائرة إسرائيلية وكذلك شنت إسرائيل هجوما ضد أهداف إيرانية هامة.
ولكن المعنى الحقيقي للمعركة التي دارت أمس، وفق أقوال إيران هو “مرحلة استراتيجية جديدة”. ماذا قصدت إيران عندما قالت “المعادلات السابقة لاغية”؟ ربما سيتضح القصد قريبًا.
القناة العاشرة العبرية / الجيش الإسرائيلي يعزز قواته في الشمال
القناة العاشرة العبرية – 11/2/2018
ذكرت القناة العاشرة العبرية اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي قرر تعزيز قواته العسكرية على طول الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان.
وقالت القناة، إن هذا القرار يأتي في أعقاب التطورات الميدانية التي شهدتها منطقة الحدود أمس، دون أي تفاصيل عن الإجراءات الجديدة.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي شن أمس سلسلة غارات جوية على مواقع في سورية، تخلّلها إسقاط إحدى مقاتلاته من طراز “اف 16” بعد استهدافها من قبل الدفاعات الجوية السورية فوق منطقة الجليل الأسفل في شمال فلسطين المحتلة عام 1948.
المصدر / مناوشات لفظية بين نائبة الكنيست توما – سليمان وبين الصحفيين
تجادلت النائبة ببث حي مع مقدمي البرامج التلفزيونية بعد إسقاط الطائرة الإيرانية المُسيّرة التي اخترقت الأراضي الإسرائيلية .
المصدر – بقلم يردين ليخترمان – 11/2/2018
وصلت نائبة الكنيست عايدة توما سليمان، أمس (السبت)، إلى موقع سقوط الطائرة الإيرانية المُسيّرة التي أسقطتها إسرائيل في أراضيها، وشاركت في مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية. أكدت توما-سليمان أنها ترى أن إسرائيل فقط مسؤولة عن التصعيد في الحدود الإسرائيلية السورية. ولكن صرخ مجرو المقابلات في وجه نائبة الكنيست وتحولت المقابلات إلى مشادات كلامية سريعا.
قال الصحفي روني دانئيل لتوما-سليمان خلال بث مباشر: “أتفاجأ كل مرة من جديد من التعليلات التي تعرضها النائبة هنا. وكأن كل الواقع بدأ عندما فجرت طائراتنا شيئا”. ردا على ذلك قالت النائبة: “يا للأسف أنك متفاجئ”.
احتدم الصراع بينهما بعد أن قال دانئيل لتوما-سليمان بشكل مُسيء: “اجلسي جانبا”، فأجبرته سليمان على أن يعتذر. تابع دانئيل أقواله بعد ذلك مدعيا “لم أسمع النائبة وزملاءها غاضبون عندما دخل الإيرانيون أراضينا. لم يدخلوها لتربية حقول القمح. كان رد إسرائيل ملائما وصحيحا. على إسرائيل أن تمنع تعرض حدودها الشمالية لخطر وهذا ما فعلته اليوم”.
في مقابلة أخرى شاركت فيها النائبة في ذات المساء مع موقع YNET‏، قالت: “لا يمكن أن يتم خرق سيادة دولة أخرى وأن يُتوقع من العالم أن يقف ويصفق”.
ولكن انفجر مقدم البرنامج، أتيله شومفلبي، غاضبا إثر أقوالها فقال: “أتوقع منكِ بصفتكِ مواطنة دولة إسرائيل المعرضة لخطر، أن تصفقي للجيش الإسرائيلي”. فردت النائبة: “أقوالك تعكس أقوال رئيس الحكومة. من المؤسف أنك تردد أقواله”. قال مقدّم البرنامج ردا على ذلك: “من المؤسف أنكِ تصفقين لأعدائنا. يا للعار أن هذا يحدث في الكنيست الإسرائيلي”.
لاحقا، أعرب الصحفيون أن توما-سليمان لا تهتم بمصالح منتخبيها من المواطنين العرب في إسرائيل. فردت النائبة موضحة أنها ليست قادرة على حل مشاكلهم وهي في المعارضة وأوضحت قائلة: “لو كنت جزءا من الحكومة كنت سأحل مشاكل السكان الكثيرة”. ردا على ذلك قال مقدّم البرنامج مستهزئا: “ربما تقصدين حل مشاكل السوريين”.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد المواجهة الأولى، قررت توما-سليمان المشاركة في مقابلة مع القناة الثانية، وقد شهدت المقابلات في كلا القناتين تبادل التهم والصرخات بين النائبة مجري المقابلة. من المؤكد أن كلا الجانبين استفادا من هذه الصرخات. فمن جهة، حظيت القناتان الإعلاميتان بالأهمية الإعلامية الضرورية، ومن جهة أخرى نجحت النائبة في تحقيق الاهتمام والنشر المرغوب بهما.
القناة الثانية العبرية / “إسرائيل” ترفض مجددا استقبال وفد بولندي رسمي
القناة الثانية العبرية – 11/2/2018
أعلنت إسرائيل انها ترفض استقبال وفد رسمي بولندي ينوي القدوم الى إسرائيل لمناقشة ازمة العلاقات بين البلدين.
ووفقا للقناة “الثانية” العبرية قال مصدر دبلوماسي إسرائيل “لن نستقبل الوفد البولندي حتى تعلن بولندا استعدادها لتعديل صيغة قانون المحرقة الذي سنه البرلمان البولندي.
يشار الى ان البرلمان البولندي سن مؤخرا قانونا يعاقب كل من ينسب الى بولندا او الى الشعب البولندي أي تورط في جرائم النازية ابان الحرب العالمية الثانية والمحرقة النازية لليهود او معسكرات الاعتقال التي أقيمت في بولندا.
ويؤكد البولنديون ان هذه الجرائم التي وقعت عل الأراضي البولندية لم تكن باسم الشعب البولندي ولا الحكومة البولندية آنذاك، إذ ان بولندا كانت بالكامل واقع تحت الاحتلال النازي ومن ارتكب هذه الجرائم بحق اليهود هم النازيون الذين كانوا يحتلون بولندا وليس البولنديين أنفسهم.
وما دفع البولنديون الى سن مثل هذا القانون هو ما بات يعرف في التعابير المتداولة عند الحديث عن جرائم النازية ابان الحرب العالمية الثانية، مثل “معسكرات الاعتقال البولندية”، أو “أفران الغاز في بولندا” وغيرها من التعابير التي تنسب الى بولندا دون وجه حق، وفقا للبولنديين.غير ان هذا القانون الذي يبرئ ساحة بولندا والبولنديين من هذه الجرائم لم يرق لإسرائيل التي تطالب البولنديين بعدم تزوير التاريخ او التلاعب به وفقا لمتطلباتهم.
جدير بالذكر ان القانون المذكور قد حظي بأغلبية في البرلمان البولندي وهو الآن في انتظار توقيع رئيس دولة بولندا عليه ليصبح نافذ التطبيق، ولكن الرئيس البولندي قرر عرض القانون على المحكمة الدستورية قبل توقيعه للتأكد من سلامة نصوصه.
هآرتس / لنبتعد عن شفا الحرب
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 11/2/2018
لا خلاف في أن اسقاط الطائرة بلا طيار الايرانية التي تسللت من سوريا الى الاراضي الاسرائيلية كان عملا شرعيا وضروريا. يمكن التساؤل اذا كان اطلاق الطائرة مخططا، بنية تحقيق أهداف استخبارية أو عن خطأ تكتيكي لمطلقيها، ولكن عند اتخاذ القرار لاسقاطها لا مكان ولا زمان لتردد زائد.
ليس هكذا بالنسبة للرد الاسرائيلي المفهوم، الذي تضمن هجوما على أهداف ايرانية وغيرها في الاراضي السوري، والتي في اثنائها اسقطت طائرة اف 16، واضطر الطيار ومساعده لتركها، واصيب الطيار بجراح خطيرة. هذه العملية، ونتائجها، والتي كان يمكن ان تكون أكثر مأساوية بكثير بل وتجر اسرائيل الى عملية عسكرية واسعة في محاولة لتحرير الطيارين لو أمسكتهما قوات سورية أو ايرانية – تستوجب اعادة النظر في سياسة الرد بشكل خاص وفي الاستراتيجية التي توجه خطى اسرائيل في سلوكها في الحرب في سوريا بشكل عام. فأحداث أمس تدل مرة اخرى على انه رغم الاعتبارات العقلانية والرغبة في الامتناع عن الحرب، فان لاحداث قليلة طاقة كامنة للانفجار، ويمكنها أن تحدث خطوات عسكرية من شأنها ان تخرج عن نطاق السيطرة.
ان حاجة اسرائيل للردي بقوة ضد هجوم في اراضيها او محاولة للمس بسيادتها، هي مفهومة وهي بشكل عام ضرورية، من أجل ردع تكرار مثل هذه الحالات. ولكن عندما يتحول مثل هذا الرد الى خطوة تلقائية فانه يبدأ في ان يشكل بنفسه تهديدا وخطرا. في الحرب في سوريا تثبت ميزان هش من المصالح، تشارك فيه روسيا، ايران وتركيا. هذا ليس محورا وديا لاسرائيل، فما بالك على خلفية فك ارتباط الولايات المتحدة عن الساحة وقدرتها المحدودة جدا في التأثير على الخطوات العسكرية بشكل يضمن أمن اسرائيل.
اسرائيل مطالبة بان تشق طريقها بحذر شديد بين تطلعها لاحباط تثبيت التواجد الايراني في سوريا وبين النتائج التي من شأن هذا التطلع ان يسببها. هكذا مثلا فقد تمتعت حتى الان من إذن روسي محدود لضرب أهداف حزب الله في سوريا، فقط كتلك التي فيها امكانية كامنة للمس بها. أما مبادرة عسكرية تمد حدود “الاذن” الروسي فمن شأنها أن تؤدي الى الغائه أو حتى ان تضع اسرائيل في مسار صدام مع روسيا، الدولة الوحيدة في سوريا، المستعدة لان تراعي المصالح الاسرائيلية.
لقد بثت اسرائيل مؤخرا سلسلة من الرسائل الحادة والواضحة التي تفيد بانها مستعدة لان تعمل عسكريا ايضا كي تمنع تعاظم التهديدات ضدها في سوريا وفي لبنان. وهي توضح في نفس الوقت بانها لا تتطلع الى الحرب. والتوازن بين هاتين الاستراتيجيتين يستدعي الحذر العسكري الزائد، التفكر الدقيق والتحكم المتعاظم باحاسيس الغضب والانتقام. فشفا الحرب قريبة للغاية ومن الحيوي الابتعاد عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى