ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 3– 2 – 2018

يديعوت احرونوت :
– المعلم والفنان الذي أدار علاقات محظورة مع تلميذاته وضع حدا لحياته.
– حاكم نفسه.
– عرفات في يومياته السرية: شمعون بيرس هو زينة جميلة.
– خبراء في القانون الدولي: ابعاد المتسللين غير قانوني.
– المدير الاسطوري لتلما يلين يتحدث لاول مرة عن القضية: “لم نر، لم نعرف”.
– ديوان رئيس الوزراء يرفع شكوى ضد سائق يئير نتنياهو.
– لاول مرة مخالفات للمحلات التجارية في اسدود التي فتحت يوم السبت.
معاريف/الاسبوع :
– اسرائيلي دخل بالخطأ الى ابو ديس وانقذ بعد أن تعرض للاعتداء من جمهور فلسطيني.
– “الجيش الاسرائيلي نفذ أكثر من مئة هجوم في سيناء في سنتين”.
– المانيا: نحن أقمنا معسكرات الابادة.
– اسدود: تغريم المتاجر في اثناء السبت.
– فشل محاولة اخرى للقبض على قاتل الحاخام شيفح.
– رئيس على بؤرة الاستهداف.
– جنرال امريكي متقاعد يدعو الى مرابطة بارجات في اسرائيل.
– ملف الغواصات: موفاز ومريدور ادليا بافادتيهما.
هآرتس :
– مصلحة السجون: لا يوجد مكان لحبس الاف طالبي اللجوء.
– الجيش الاسرائيلي يجتاج قرى في منطقة جنين، فلسطيني يقتل بالنار.
– اسرائيل هاجمت في سيناء مئة مرة في غضون سنتين باذن القاهرة.
– الفنان والمحاضر بوعز اراد ينتحر في اعقاب تحقيق عن علاقاته مع تلميذات في تلما يلين.
– وزارة الصحة تفحص علاقة بين الاكتئاب لدى الفتيان واستخدام الشبكات الاجتماعية.
– على خلفية التوتر في الجبهة الشمالية، الجيش الاسرائيلي يستعد لمناورة الانزال الجوي الاكبر في السنوات الاخيرة.
اسرائيل اليوم :
– عبث كيري: مصر والاردن يحميانكم.
– “في منشأة حولوت كنت مرتاحا، حصلنا على كل شيء”.
– على بؤرة الاستهداف: حصار للمخرب الفار من قتل رزئيل شيفح.
– عاصفة بوعز اراد: التحقيق، الانتحار والاسئلة القاسية.
– السفير في بولندا: نحن تحت هجوم.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 3– 2 – 2018
يديعوت / عرفات في يومياته السرية: شمعون بيرس هو زينة جميلة
يديعوت – بقلم بنيامين توبياس وآخرين – 4/2/2018
19 مجلد من اليوميات العربية، كتبت على مدى نحو عشرين سنة، تكشف غير قليل من التفاصيل عن شخصية وحياة رئيس م.ت.ف ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. فقد نجحت الصحيفة الايطالية “اسبرسو” في الحصول على اليوميات وتنشر أهم ما فيها في تقرير صحفي ينشر اليوم في المجلة وانكشفت اجزاء منها منذ أمس. وعلمت “يديعوت احرونوت” بانه احتفظ باليوميات اثنان من الموالين في لوكسمبورغ منذ وفاة عرفات في 2004.
وبين ما تكشف النقاب عنه هذه اليوميات، التي ينشرها المراسل ليريو أباتا، هناك أمور تتعلق بمسيرة اوسلو ولقاءات عرفات مع رئيس الوزراء اسحق رابين ووزير الخارجية شمعون بيرس. وحسب “اسبرسو”، فانه بعد أحد اللقاءات الاولى مع بيرس وصفه عرفات كـ “رجل ممتاز، وزينة جميلة”. ليس واضحا اذا كان قيل ذلك بتحبب أم باستخفاف. كما انكشف ايضا بانه قبل وقت قصير من زواجه من سهى الطويل، كتب عرفات في يومياته: “كيف يمكنني أن اتزوج من سهى؟ فأنا متزوج من فلسطين ومن شعبها”.
ويتبين من اليوميات بان عرفات لم يأخذ المسؤولية عن عمليات الارهاب التي نفذتها م.ت.ف . وعندما كان يطلب نوابه منه الاذن بالعمليات، كان يقول لهم: “قرروا أنتم”. وعندما كانت تنفذ عملية كان يعرف بها مسبقا كان يبتسم ويقول: “جيد، جيد!”. كما أن عرفات ادعى بانه أيد صدام حسين في حرب الخليج الاولى رغما عنه، مع أنه اعتقد بان هذا خطأ فظيع. “حاولت في عدة مكالمات هاتفية أن اقول له ان يتخلى عن هذا الجنون”.
ومع ذلك، فان معظم النص الذي نشر في “اسبرسو” يعنى بعلاقات عرفات مع قيادة الحكم الايطالي. وهكذا مثلا، تكشف اليوميات النقاب لاول مرة عن أن عرفات يعترف بانه ساعد في منح “حجة غيبة” كاذبة لرئيس وزراء ايطاليا سلفيو برلسكوني في احدى قضايا الفساد التي تورط فيها. وحسب التقرير، التقى عرفات مع برلسكوني في الخفاء في 1998، وفي اثناء محاكمة الرشوة قدم تصريحا كاذبا للنيابة العامة الايطالية قال فيه ان برلسكوني حول مبلغا من 10 مليار ليرة لـ م.ت.ف لدعم الفلسطينيين وليس لحزب ايطالي. وعلى حد قول عرفات، فقد كذب مقابل “مبلغ مالي كبير” حوله برلسكوني له لاحقا. وتتضمن اليوميات تسجيلا لمبالغ مالية تلقاها عرفات من برلسكوني.
قضية اخرى تعصف بايطاليا وتعرض في اليوميات هي دور م.ت.ف في اختطاف سفينة “أكيلا لاورو” في 1985 والتي انتهت بقتل المسافر اليهودي الامريكي المقعد ليئون كلينغهوفر. وتكشف اليوميات النقاب عن ان وزير الخارجية في حينه ولاحقا رئيس الوزراء، جوليو اندريوتي، سمح، بناء على طلب من عرفات، للارهابي ابو عباس الفرار الى تونس. كما أكد عرفات الاتفاق مع ايطاليا في الثمانينيات، والذي انكشفت تفاصيله في “يديعوت احرونوت” وبموجبه تمتنع م.ت.ف عن الهجمات على الاراضي الايطالية مقابل غض نظر السلطات.
يديعوت / القانون ضد “التشهير بالشعب البولندي – يزرعون الكراهية، يحصدون اللاسامية
يديعوت – بقلم سيفر بلوتسكر – 4/2/2018
في خريف 2005، أجريت في بولندا انتخابات للرئاسة. فاز فيها ليخ كتشنسكي، مرشح الحزب المحافظ الكاثوليكي “القانون والعدل”، رئيس بلدية وارسو والمبادرة الى اقامة المتحف لتاريخ يهود بولندا. “دوما سأقف الى جانب اسرائيل”، قال في حينه بانفعال شديد، ووعد بمكافحة اللاسامية “بكل الوسائل”. وكرئيس زار كتشنسكي الكنيس الكبير في وارسو، وهو يعتمر الكيباه. شمعات الحانوكا اضيئت في المنزل الرئاسي الرسمي. وفي 2006 و 2008 زار البلاد.
بعد نحو سنة من انتخاب كتشنسكي أقر في البرلمان البولندي (“سيم”) باغلبية الاصوات قانون ضد “التشهير بالشعب البولندي” والذي يفرض عقوبة السجن على من “يتهم علنا الشعب البولندي بالمشاركة، بالتنظيم أو بالمسؤولية عن جرائم النازيين والشيوعيين على اراضيها”. ووجه مفوض حقوق الانسان في بولندا القانون الى المحكمة الدستورية، فشطبته. وجمد التشريع. في 2010 قتل ليخ كتشنسكي في حادثة طائرة في سماء روسيا، الحادثة التي يتم التحقيق فيها اليوم.
مع عودة “قانون وعدل” بقيادة أخيه التوأم، يروسلاف كتشنسكي، الى الحكم في 2016، رفع التجميد عن القانون وبدأت المداولات على اقراره من جديد. ولتخفيف حدة الاعتراض عليه، وكذا من اجل تأكيد اهدافه، غيرت لغته. ينبغي التقديم الى المحاكمة، كما كتب في الصيغة التي اقرت لتوها في مجلسي البرلمان في بولندا “من علنا وبخلاف الحقائق يعزو للدولة البولندية او للشعب البولندي المسؤولية أو المشاركة في المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبها النازيون الالمان او يقلل بطريقة اخرى مسؤولية المجرمين الحقيقيين”. واستثني من القانون رجال العلم والثقافة، وهو سينطبق ايضا على من ليسوا مواطنين بولنديين.
لقد أثار اقرار القانون – السخيف، المشوه وغير القابل للانفاذ – ضد الحكم البولندي الرأي العام في البلاد، من اليسار حتى اليمين، وكذا حكومة اسرائيل، وزارتي الخارجية الامريكية والكندية، ووسائل الاعلام العالمية، منظمات الناجين من الكارثة وغيرها. وترفض العاصفة الهدوء، وأثارت منذ الان الازمة الاعمق في علاقات بولندا – اسرائيل منذ حرب الايام الستة. في 1967 لم تقع بولندا فقط علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل، بل شرعت في حملة ضد اليهود. “طابور خامس” على حد قول الامين العام للحزب الشيوعي في حينه جمولكا في خطابه سيء الصيت والسمعة.
لماذا نشبت الازمة الان بالذات وليس في 2006؟ الجواب هو الاجواء والخلفية. في بولندا في عهدنا ترفع اللاسامية رأسها بفخار، تصبح ضيفة كثيرة الزيارة في اروقة الحكم، تعربد في الخطاب الموجه وتصل الى تعبير فظ وعنيف في وسائل الاعلام الرسمية دون أن تتخذ ضد ناشريها أي اجراءات كانت. للكثيرين في بولندا وخارجها يبدو الحكم الحالي يسلم باللاسامية بل ويشجعها بالغمز وهز الرأس. والمشاعر المناهضة لليهود في الدولة ذات الاربعين مليون نسمة والتي فيها اقل من عشرة الاف يهودي، تنفجر بقوة تقشعر لها الابدان، بما في ذلك في الجيل الشاب الذي لم يسبق له ان التقى بيهودي.
ان القانون ضد “التشهير ببولندا” يعتبر إذن كأمر ينخرط في هذا المسلسل الظلامي، كمن يمنحه الشرعية. وفي كلماته الاخيرة رد زعيم “قانون وعدل” يروسلاف كتشنسكي النقد على التشريع. هذه “هجمة على بولندا”، قال، تستهدف “حرماننا من الحق في الكرامة الوطنية… خصومنا اقوياء جدا”. معنى اقواله واضحة لسامعيه: ها هي المؤامرة العالمية ضد بولندا. ولم يعد الموضوع هو سلوك البولنديين تجاه اليهود في سنوات الكارثة (كتشنسكي يعترف بانه “كان بولنديون قتلوا يهودا”). على جدول الاعمال توجد سيادة الدولة البولندية. عندما يعرض التشريع في سياقات قومية كهذه، فانه يجد التأييد من 70 في المئة من البولنديين.
ان العلاقات الممتازة التي سادت بين اسرائيل وبولندا لا تزال قابلة لاعادة البناء، ولكن لهذا الغرض هناك حاجة الى جهد بولندي خاص للقضاء على اللاسامية وليس فقط تعديلات في القانون ضد “التشهير ببولندا”. فالشيطان اللاسامي خرج من مخبئه. وهو خطير لدرجة الحاجة الى اقامة حواجز اسمنتية في مدخل سفارة اسرائيل في وارسو وتعزيز الحراسة على السفيرة آنا أزري، التي بشجاعة تطلق علنا تصريحات تنديد حادة. وجاء في أحد المقالات الكثيرة التي نشرت في الصحافة البولندية الخاصة الليبرالية شجبا للتشريع ان “من يزرع الكراهية، يحصد اللاسامية”. القانون الذي جاء للدفاع عن الاسم الطيب لبولندا يدمره من أساساته.
هآرتس / اجابة متلعثمة للاجيء فلسطيني
هآرتس – بقلم جدعون ليفي – 4/2/2018
يبدو لي أنه كان يرتجف عندما طلب السماح له بالكلام، كان يبدو هائجا، وهو فقط أراد أن يسأل “كيف تشعر وأنت تعيش على ارضنا وداخل بيوتنا؟”. وكان هو الوحيد في الغرفة الذي وضع الكوفية على كتفه، وهو صاحب شركة اردنية للعلاقات العامة، وقد ظهر الشيب في شعره. لقد تردد المنظمون في دعوته. فهو معروف كمتطرف، وقد سررت بمجيئه. وقد قال إنه لم يلتق مع أي اسرائيلي في حياته. زوجته لو تحضر معه لأنها لم تكن تستطيع ذلك.
غرفة الضيوف الواسعة في الشقة في حي الرابية في عمان الغربية كان مليئة في مساء يوم الثلاثاء الماضي باللاجئين الذين ولدوا في الضفة الاخرى للنهر. هم يلتقون مرة في الاسبوع، وفي كل مرة في بيت آخر، هم برجوازيون من ابناء الجيل الثالث ويشيخون بهدوء في المنفى، عدد منهم طردوا أو هربوا من بلادهم وهم اطفال في 1948، وآخرون اضطروا لعمل ذلك في 1967. وقد تدبروا امورهم منذ ذلك الحين، هم أثرياء واصحاب مهن، عدد منهم يقرأون “هآرتس” بالانجليزية، معظمهم تجاوزوا الماضي ومضوا الى الامام، لكن أحدا منهم لم ينس وربما ايضا لم يغفر. في اسرائيل لم يعرفوا في أي يوم قوة هذه المشاعر وكم هي عميقة في تجذرها. يمكن اتهام الفلسطينيين بالتمرغ في ماضيهم، يمكن أنه كان لهم دور في تقرير مصيرهم، لكن لا يمكن تجاهل مشاعرهم.
لا يوجد مكان لمقارنات تاريخية: تصعب مقارنة تجريد السكان الاصليين من الملكية قبل مئات السنين بسلب بني البشر الذين ما زالوا يذكرون البيت الذي يسكن فيه الآن غرباء، في حين أن يهود اوروبا ويهود الدول العربية حصلوا على وطن جديد وعدد منهم تم تعويضهم. حول هذه المقارنة المشوهة بحفنة المستوطنين الذين تم اخلاءهم ليس هناك معنى للحديث الزائد.
السؤال الذي طرح في صالون شقة الرسام الوطني الفلسطيني اسماعيل شموط المتوفى وأرملته الرسامة تمام الاكحل دوى بين جدران البيت المغطى بالرسومات. للحظة تكشف السؤال الاساسي: كيف يمكن العيش على الارض التي سلبت من آخرين. صمت محزن ساد الغرفة. كان هناك من شعروا بعدم الراحة: ليس من الجميل احراج الضيف بهذا الشكل.
من المشكوك فيه أن تكون هناك اجابة. يجب الاعتراف بذلك. لليمينيين والوطنيين والعنصريين ومن يؤمنون بأن هذه البلاد تعود لليهود، لأن ابراهيم تجول فيها واشترى مغارة فيها، أو أن الله تعهد باعطائها، ليس هناك مشكلة في الاجابة. يمكن الادعاء ايضا أن اليهود دائما حلموا بالبلاد، لكن هناك حقيقة أبدية هي أنهم لم يستوطنوا فيها بصورة جماعية. يمكن القول وعن حق أنه لم يكن لليهود مكان يهربون اليه من الكارثة، لكن تلك ليست اجابات بالنسبة للرسامة الاكحل، التي طردتها رسامة اسرائيلية سكنت في بيت طفولتها في يافا القديمة ولم تسمح لها حتى بزيارته فيما بعد.
السائل زاد حدة السؤال: “أريد أن أعرف كيف تشعر وأنت تعيش في اسرائيل”. أجبت بأنني أشعر بمشاعر ذنب عميقة جدا تجاه ابناء شعبه وايضا بمشاعر خجل، ليس فقط عن 1948، بل اساسا عن كل ما حدث هنا، وواصل الخط الفكري المباشر لسلب 1948، والذي لم يتوقف في أي يوم. بعد ذلك حدثته عن والدي الذي جاء في سفينة للمهاجرين سرا عن طريق البحر وعن والدتي التي سافرت في قطار هجرة الشباب الى البلاد. لم يكن لديهم مكان يهربون اليه إلا هذه الارض التي لم تكن في حينه ارضهم، وبالنسبة لي الآن ليس هناك مكان اذهب اليه، لأن هذه البلاد هي الآن ايضا بلادي. “لكنك الآن تسبح في كل صباح في بركة توجد على ارض ليست لك”، واصل سؤاله، لكنني صمت.
ليس هناك في الحقيقة ما أرد به عليه. بالنسبة لهم هذه ارضهم التي اخذت منهم بالقوة، ولا توجد طريقة لنفي ذلك. ظل اخلاقي ثقيل يلف اقامة الدولة. ايضا حتى لو كانت غير قابلة للمنع وحتى لو كانت على حق. يجب علينا التعايش مع هذه الحقيقة. في الاساس يجب أن نستنتج الاستنتاج الوحيد الذي يصرخ من حقيقة أن الفلسطينيين يستحقون التعويض عن الظلم على شكل فتح صفحة جديدة تقوم على المساواة في هذه البلاد.
موقع واللا العبري / هل سيسلك الغزيون مسار المتسللين لتنفيذ عمليات؟
موقع واللا العبري الإخباري – بقلم أمير بوحفوت – 4/2/2018
نشر المحلل السياسي أمير بوحفوت، بموقع “واللا” العبري الاخباري مقالًا قال به أنه منذ بداية عام 2018 وقعت 10 أحداث تسلل فلسطينيين لإسرائيل. المجموعة الأخيرة تسللت يوم الخميس الماضي وهي مسلحة بسكاكين وقنابل يدوية. يوم الجمعة وصل ما لا يقل عن ثلاثة شبان فلسطينيين للسياج الحدودي في منطقة اللواء الجنوبي بقيادة اللواء كوبي هيلر. هرعت القوات للمكان وعاد الفلسطينيون لعمق المناطق الفلسطينية.
وذكر أن مصادر في قيادة الجنوب تدعي أن أساس المشكلة ينبع من عدم وجود خطة في النشاط التشغيلي غرب السياج للحفاظ على الهدوء والاستقرار على الحدود، من أجل السماح ببناء السياج تحت الأرضي. كذلك النشاطات التي لا تسمح لقوات الجيش بأن تكون مكشوفة كما في السابق على طول الحدود خوفًا من نيران مضادة للدبابات، قناص وعبوات ناسفة، تصعب من عمل القوات.
بالإضافة لذلك، تدعي نفس المصادر أنه كي تكون مستعد بشكل كافي للحظة التي تتجرأ بها مجموعة كبيرة من الفلسطينيين لاجتياز الحدود بشكل مفاجئ أو خلايا ذات خبرة لتنفيذ عملية اطلاق نار يجب تكثيف عناصر الدفاع والردع.
كما ادعت نفس المصادر أن الأمر يتطلب مزيد من منظومة “المراقبة”، وهي منظومة اطلاق نار تسيطر عليها ناقلات مدرعة، على طول الحدود. هناك ضرورة لمزيد من آليات المراقبة في بعض النقاط وتكثيف القوى البشرية على ناقلات الجنود المدرعة من أجل تحمل الضغط التشغيلي الذي يضم تأمين مئات العاملين لإقامة السياج تحت الأرضي.
هذه الإجراءات مرتبطة بتقسيم الموارد من طرف الأركان العامة. المصادر أكدت على انه في حال نجح فلسطينيون في اجتياز السياج، بسبب تحدي في التشخيص في المناطق الفلسطينية وليس بسبب تأخر أوقات استجابة قوات الدوريات، فإنه يجب أن يكون هناك قلق من احتمال أن هناك خلايا نشطاء قد تضع عبوات ناسفة في منطقة في اطار الاستعداد لمعركة مستقبلية مع الجيش.
عام 2016 وقعت 65 حالة تسلل وفي عام وقعت 60 حالة من تسلل فلسطينيين من قطاع غزة نحو اسرائيل. مصادر في قيادة الجنوب تنسب انخفاض حالات التسلل لعدة أمور من بينها جهود وحدة خاصة في أجهزة الأمن التابعة لحماس التي تعمل على طول السياج وفي العمق لمنع مرور فلسطينيين نحو اسرائيل. جزء من الفلسطينيين تتم اعادتهم من جانب الجيش في نفس اليوم للمناطق الفلسطينية وجزء يتم نقله لغرف التحقيق التابعة للشاباك. أحيانًا المعلومات الاستخباراتية التي يكشفها محققو الشاباك هي مهمة وتسمح لمنظومة الأمن لتوسيع الصورة حول ما يحدث تحت حكومة حماس في غزة.
وأكد بوحفوت على أنه رغم ان كل الفلسطينيين المتسللين يتم القاء القبض عليهم على يد قوات الجيش على بعد مئات الامتار حتى كيلومتر ونصف، في حالات استثنائية، إلا أن القلق الدائم الذي يساور كتيبة غزة بقيادة اللواء يهودا فوكس هو اللحظة التي تحاول بها خلية استغلال خطوط التسلل الثابتة لتنفيذ عملية.
ويؤكد مسؤولون في الجيش أن اعتقال الفلسطينيين يتم على بعد مئات الأمتار من السياج لكن هناك مستوطنات وتجمعات قريبة جدًا من السياج الحدودي وهناك مزارعين يعملون بمحاذاة الحدود وذلك فالمنطقة تعتبر حساسة جدًا.
هذا ولم يستبعد مسؤول كبير في قيادة الجنوب احتمال أن تحاول تنظيمات مارقة استخدام الأنفاق التابعة لحماس لتنفيذ عملية تحت عيون الذراع العسكري للتنظيم.
الأزمة الاقتصادية في قطاع غزة هي، حسب تقدير مسؤولون في جهاز الأمن، المحفز الرئيسي لمحاولات التسلل نحو اسرائيل. وحسب تقديرات في جهاز الأمن، أنه في اللحظة التي يتم بها بناء السياج تحت الأرضي ويتقدم السياج فوق الأرض فإن الفلسطينيون سيدركون أن آمال اجتياز الحدود نحو اسرائيل قد انهارت وسيبدو أن محاولات الإفلات من يد حماس صارت أصعب وأصعب.
عضو الكنيست حاييم يلين من حزب هناك مستقبل، الذي يعيش بمحاذاة الحدود، قال أنه “طالما أن الأزمة في غزة تتفاقم وكميات الشاحنات التي تدخل من معبر أبو سالم تتراجع فإن ظاهرة المتسللين بسلاح وبدون سلاح ستتزايد”.
هناك دلائل أخرى على عدم الاستقرار في قطاع غزة. ليس فقط العلاقات المتدهورة بين حماس وحزب الله وإيران، بل اتجاهات أخرى مثل الصاروخ الذي تم اطلاقه نحو اسرائيل يوم الجمعة، وخمسة صواريخ أطلقت يوم السبت نحو البحر على يد حماس في اطار محاولات توسيع بعد الصواريخ وتحسين دقتهم.
وختم الصحفي قائلًا أن هناك مسؤولون في جهاز الأمن يقولون أن حماس، في هذه المرحلة، لديها ما قد تخسره لكن في اللحظ ة التي تشعر أنها ليس لديها ما تخسره فستدخل لمعركة “لا خيار” ضد اسرائيل من أجل الخروج من العزلة والضائقة الاقتصادية.
موقع 0404 العبري / قوات الجيش في مواجهة تسلل مقاتلي حماس
موقع 0404 العبري – 4/2/2018
ذكر موقع 0404 العبري، أن الجيش الإسرائيلي يجري منذ ساعات الصباح مناورة عسكرية وصفت بالضخمة بالإشتراك مع الشرطة الإسرائيلية، تحاكي تسلل مقاومين من حركة حماس إلى داخل “إسرائيل”، وكذلك تعرض البلاد لأكثر من هجوم في آن واحد من الجنوب.
وأضاف الموقع، أن وزير الداخلية والشؤون الإستراتيجية، “جلعاد اردان”، وصل صباح اليوم الأحد إلى منطقة إجراء المناورات التي تقوم بها الشرطة الإسرائيلية والجيش في عسقلان، والتي تحاكي سيناريو تسلل مقاتلي حماس من البحر.
ووفق موقع 0404 العبري، فإن الوزير أردان شاهد سيناريوهات مختلفة لتعامل قوات الشرطة الخاصة، وناقش السيناريوهات مع قائد المنطقة “موتي كوهين” وقائد المنطقة الجنوبية “إيال زمير”.
وأوضع الموقع العبري، أن هذه المناورات تجري في المنطقة الجنوبية في عدد من الساحات والتي تحاكي عدد كبير من الأحداث في وقت واحد بالتعاون مع قوات الشرطة وقوات الجيش.
وفي هذه المناورات، قامت القوات بوضع نقاط تفتيش وإغلاق المستوطنات والطرق، وإنشاء مراكز مراقبة على الشواطئ، وإحضار قوات خاصة ردا على تسلل مقاتلي حماس، بما في ذلك اللواء التكتيكي التابع لحرس الحدود، والقوات الجوية الإسرائيلية، ووحدات يواف، ويامام، وغيرها من الوحدات.
وقال أردان: ” إن حماس هي المسؤول الوحيد عن الوضع في غزة، ونحن نستعد لكل السيناريوهات محتملة، التسلل من الأنفاق والأرض والجو والبحر، وفي مثل هذا السيناريو سيواجه مقاتلوا حماس أيضا قوات الشرطة.
وزعم اردان أن حماس وسكان قطاع غزة سيدفعون ثمنا باهظا في الحملة القادمة، وسوف ندافع عن مواطني “إسرائيل” بكل الطرق.
مكور ريشون العبري / النجاح الإسرائيلي في سوريا هو ما أشعل الساحة اللبنانية
مكور ريشون العبري – بقلم ارئيل كاهنا – 4/2/2018
التصريحات شديدة اللهجة لرئيس الحكومة بنيامين نتيناهو ووزراء آخرين، الأسبوع الماضي، حول احتمال اندلاع حرب ثالثة في لبنان والتهديدات أن بيروت ستبقى في الملاجئ، جاءت على خلفية نجاح إسرائيل في وقف التمركز الإيراني في سوريا.
نتيجة لذلك، تم نقل الجهد الإيراني للبنان، هذا حسب محادثات مع مصادر معنية بهذا الشأن. سواء الخطوة الاسرائيلية او الإيرانية، كل منهما تحدث تحت أعين روسيا، التي تسيطر على المجال الجوي، وهذه هي خلفية زيارة نتيناهو لموسكو الأسبوع الماضي.
من حديث المصادر، اتضح أنه نتيجة اللقاءات العديدة لرئيس الحكومة مع بوتين، وبعد أن قدمت اسرائيل الأدلة، أعطى الرئيس الروسي سلاح الجو الاسرائيلي حرية العمل لوقف التمركز الايراني في سوريا.
وقد أشار وزير الجيش افيغدور ليبرمان لهذا النجاح في مقابلة مع “مكور ريشون” قبل حوالي أسبوعين، إذ قال أن الادعاء أن إسرائيل لم تنجح ما هي إلا عن “جهل تام”. قبل أن نسأل نطرح الوقائع، وهي واضحة بما فيه الكفاية. ويمكن إيجادها في أي معهد متخصص في الشرق الأوسط.
وأضاف ليبرمان أن اسرائيل تعمل ضد التمركز الايراني، وتحاول احباط أي محاولة لنقل منظومات سلاح دقيق.
احباط الجهود الايرانية في سوريا قاد طهران لمحاولة بناء مصنع انتاج صواريخ دقيقة على أرض لبنان. اسرائيل تراقب هذا المصنع قبل عدة أشهر، وتطالب بوقف البناء، الأمر الذي لن يحدث. نتيجة لذلك يجدر افتراض أنهم في إسرائيل توصلوا لنتيجة أنه لن يكون هناك مفر من استخدام القوة من أجل تدمير المصنع قبل أن يبدأ بالعمل فعلًا.
لكن قصف على أرض لبنان قد يجر حزب الله لدائرة النار. ورغم أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله غير معني الآن بمواجهة مع إسرائيل وأيضًا رغم أنه غير راضٍ عن النشاطات الايرانية رغم أنفه إلا أن التقديرات هي أن الشهادة التي اشتراها لنفسه ك “مدافع عن لبنان” ستلزمه بالعمل. وكذلك التجربة تُشير إلى أنه في كل مرة تعمل اسرائيل في لبنان، نصرالله يرد.
في إسرائيل يُقدرون أن احتمالات تسخين الجبهة عالية أكثر من أي وقت، وهذه هي الخلفية وراء لقاء نتيناهو مع بوتين. رئيس الحكومة نتيناهو قال في مؤتمر صحفي بعد اللقاء أنه ناقش مع بوتين “سيناريوهات التصعيد المحتملة”.
نتيناهو لم يُفصّل ماذا يقصد، لكنه تحدث بشكل صريح عن مصنع انتاج الصواريخ الدقيقة، وعن الخط الأحمر الذي حددته اسرائيل، وعن أن حكومته أثبتت أنها دائمًا تلتزم بالخطوط التي وضعتها.
هآرتس / الجيش الإسرائيلي يستعد لأكبر مناورة للمظليين
هآرتس – 4/2/2018
قالت صحيفة هآرتس إن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنظيم مناورات منتصف عام 2018، سيشارك فيها جميع جنود لواء المظليين مجهزين بعتاد كبير، سيتم استخدامه أثناء الهبوط، وفي هذا التدريب سيشارك أيضاً مقاتلون من الوحدات المختارة الخاصة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش قال: “نحن نستعد لحالة يكون فيها القتال بعيداً عن البلاد.
وكشفت الصحيفة عن أنه ومنذ عام 2012، لم يقم لواء المظليين بمناورة بهذه الأهمية، وبهذا الحجم، وأنه وفي ضوء تقييم المؤسسة العسكرية، أن إيران قد عادت إلى إنشاء مصنع لإنتاج الأسلحة الدقيقة في لبنان، فقد قرر الجيش الإسرائيلي القيام بهذه العملية هذا العام.
وتشير التقديرات إلى أن المناورة التالية ستكون أكثر أهمية بكثير من المناورة السابقة، ومن المتوقع أن يقوم المقاتلون بالتدريب ليلاً في المنطقة الجنوبية، حيث ستتدرب القوات المظلية على الهبوط والسيطرة على منطقة معينة.
وقال مصدر في الجيش “خلال المناورات ستنفذ الطائرات طلعات وعمليات إنزال لمعدات ثقيلة، والهبوط بها مثل الذخائر والسيارات ولوازم الأغذية التي يستخدمها الجنود ”
الضابط أضاف أن هذه هي المناورة الأولى التي سيستخدم فيها المقاتلون المظلات الجديدة التي امتلكها الجيش الإسرائيلي، والتي صنعت من قبل الشركة الأمريكية إيربورن، والتي تسمح بالهبوط في تضاريس أكثر تنوعا من المظلة التي تم استخدامها سابقاً.
ويكمل الضابط الإسرائيلي أنه وفي هذه المناورة ستكون أيضا أول مناورة كبيرة للمظلات تشارك فيها طائرات شمشون، والتي تم إدخالها للخدمة في عام 2014.حيث تم تصميم الطائرة للقيام بالمهمات الخاصة، وتحمل المزيد من الوزن بدرجة أكبر من نموذج هركولس السابقة، وتطير على علو منخفض، ويوضح “على سبيل المثال، يمكن أن تحمل الطائرة 92 من المظليين ومعداتهم، أو أربع مركبات عسكرية للمهمات الخاصة”.
يشار إلى أن وزير الجيش ليبرمان أشار في الأسبوع الماضي إلى احتمال حدوث مواجهة في القطاع الشمالي وقال “إنه وفي المعركة المقبلة في لبنان، قد يضطر الجيش الإسرائيلي إلى إرسال جنود لمناورات برية”
وأضاف ليبرمان في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي “: لا أحد يبحث عن مغامرات، والهدف هو الانتهاء من المهمة بأسرع وأكبر قدر ممكن من الوقت مع هدف واضح، وما رأيناه في جميع الصراعات في الشرق الأوسط، للأسف، بدون جنود على الأرض، لا يتحقق النصر” .
يديعوت / التهديدات بحرب في الشمال – كيف يبدو هذا في الجانب اللبناني
يديعوت – بقلم سمدار بيري – 4/2/2018
ثلاثي العلم الذي يقود لبنان، الرئيس المسيحي الماروني، رئيس الوزراء المسلم السني ورئيس البرلمان المسلم الشيعي، لا ينجح في أن يقرر اذا كان طوفان التهديدات من اسرائيل يستهدف الكشف عن مخططات جارور لحملة عسكرية أم ان رئيس الوزراء نتنياهو، وزير الدفاع وكبار رجالات الجيش الاسرائيلي لا يقصدون الا التخويف.
ولم نذكر حزب الله، الذي يمسك بكل الخيوط في لبنان وليس له مصلحة حقيقية في جولة ثالثة من الخراب والدمار. فبعد 2000 قتيل في سوريا ومئات المعوقين والجرحى، والتقليص الاليم في ميزانية التمويل الايرانية، لحزب الله شؤون اكثر الحاحا. فالوصف التصويري في اسلوب ليبرمان في أنه في الجولة التالية لن يكون وضع يتشمس فيه اللبنانيون على شاطيء البحر ويختبيء الاسرائيليون في الملاجيء، أدى بنصرالله لان يقرع الاجراس بان “اسرائيل ايضا تعرف بانها في الحرب التالية ستدفع ثمنا باهظا”. لدى الثلاثي القائد في بيروت، عندما يتحدث ليبرمان عن “الاحذية على الارض”، فانه يؤشر الى صيف حار.
من المهم الانتباه الى أن القيادة في بيروت لم يخرج عنها نفي للخطة الايرانية لتحسين قدرات حزب الله من خلال مصانع انتاج الصواريخ الدقيقة. فإما الا يكونوا شركاء في السر أم أنهم يختارون الصمت. فبعد أن دمرت اسرائيل البنى التحتية الصناعية الايرانية في سوريا، حسب منشورات اجنبية، ينقل الحرس الثوري الجهد الى لبنان دون أن يطلب الاذن من القيادة الرائدة. الحقيقة؟ كميات الصواريخ لدى حزب الله حتى قبل اقامة المصانع الجديدة في جنوب لبنان مذهلة. ونصرالله يحرص على أن تقوم وسائل الاعلام، الاجنبية اساسا، بالعمل نيابة عنه. فمنذ الان يدور الحديث عن الاف الصواريخ التي يمكنها أن تدقق نحو اهداف في حيفا وتل أبيب وتصل حتى ايلات. كمية الصواريخ غير الدقيقة، وتلك للمدى المتوسط، والحوامات، اكبر بكثير. اما الرقابة عندنا فلن تسمح بالكشف.
وهاكم موضوع التوقيت: في الاسبوع الاول من شهر ايار ستجرى الانتخابات للبرلمان اللبناني. لعشر سنوات، بسبب شؤون الامن، الحرب الاهلية في سوريا والنزاعات الداخلية، فان ولاية البرلمان في بيروت، حيث لحزب الله حق الفيتو على القرارات الهامة، مددت المرة تلو الاخرى. فقد أقسم رئيس الوزراء الحريري الان على أن الانتخابات ستجرى في 6 ايار، وهو لا يعتزم التأجيل، مهما كان الامر. وبعد اسبوع من ذلك بالضبط، في 12 ايار، سيكون الرئيس ترامب ملزما بان يقرر ماذا سيكون مصير الاتفاق النووي مع ايران. ويحرص ترامب على ان يغرد بانه لن يكون بصيما.
من الجانب اللبناني، هذا الاسبوع من ايار سيكون دراماتيكيا. في الكرياه في تل ابيب يتنبأون بصعود حزب الله في البرلمان حتى أغلبية 70 في المئة. كل هذا شريطة الا تقع “مفاجآت سوداء”. من ناحية اسرائيل فان سيطرة حزب الله على مؤسسات الدولة في لبنان وعملية اتخاذ القرارات هي خطوة يجب وقفها. كيف توقف؟ لا حاجة لخيال منفلت العقال.
ما الذي يمكن للحريري أن يفعله كي يوقف تعزيز قوة حزب الله باسناد ايراني؟ صفر مربع. فحزب الاغلبية لديه سيبقى على أي حال يعمل مع ممثلي حزب الله في البرلمان، والبرلمان اللبناني على أي حال ليس له وزن. كل المحاولات البائسة لجمع سلاح حزب الله ردت باحتقار. فنصرالله يحمي لبنان من العدو الصهيوني، ومقاتلو منظمة الارهاب هم جنوده ضد اسرائيل، بالضبط مثلما هم يقاتلون لبقاء بشار الاسد في سوريا.
على مدى السنين اعتدنا على ان نرى في لبنان ملعبا للحرب. احد لا يطلب الاذن لاطلاق الطائرات المأهولة وغير المأهولة من سلاح الجو في الطريق الى الضرب، وفقا لمصادر أجنبية، لاهداف محددة في سوريا. وفجأة يبقى لبنان مكانة دولة سيادية مسؤولة، والان يستعرضون العضلات في التوقيع على عقود للتنقيب عن النفط في “الكتلة 9″ داخل البحر، والتي توجد بمحاذاة الحدود مع اسرائيل. لبنان الرسمي يقسم على الا يتراجع في هذا الموضوع، ولكن طبول الحرب من جانب اسرائيل يتركه لبنان لمعالجة الاخرين.
هآرتس / من أين هذه الوحشية
هآرتس – بقلم عميره هاس – 4/2/2018
بعد اشهر كثيرة من النضال البطولي لزيادة الوعي العام سيحصل المعاقون على زيادة مضحكة ومهينة. الموظفون يتقدمون بخطة طرد اللاجئين الافارقة الى مصير الحياة والموت المؤلم. يجب علينا أن نعرف وأن ننفجر: من أين نمت هذه الوحشية اليهودية؟ هي تناقض بشكل كبير ما اعتقدناه بأنفسنا على مر الاجيال. ما تكرهه لنفسك لا تفعله لصديقك (هيلل العجوز)، و”أحب لصديقك ما تحبه لنفسك، كل من أنقذ نفس وكأنه انقذ العالم جميعا” (الصيغة الشعبية للقضاء الاصلي في السنهدرين بصيغته العالمية: “كل من أحيا نفس واحدة وكأنه أحيا العالم جميعا”.
في الخطاب العام الصورة الذاتية التي راكمناها لانفسنا، كانت ذخرنا وتراثنا، وقد تفاخر معلمونا أمامنا بأن تلك هي توراتنا باختصار، ونحن هكذا، اخلاقيون جيدون يعنيهم الآخرون وانسانيون. باختصار، يهود.
التعاطف مع المعاقين ونضالهم موجود. وفي نهاية المطاف هؤلاء المناضلون الذين نشاهدهم في التلفاز هم يهود، لكن اذا كان موظفو المالية وحكومتنا الوطنية يشعرون بالراحة من مواصلة التنكيل بهم واهانتهم فذلك لأنهم يعرفون أنه في نهاية المطاف هذه الكتلة الانسانية التي تسمى جمهور هي كتلة لامبالية. أو أنها تبنت الشعارات الجمهورية لتقليص دور الدولة (خلافا لتوسيع دور الدولة في الماضي للخط الاخضر)، أو انها تأمل بعدم حدوث ذلك. استطلاعات الرأي العام تشير الى أن معظم اليهود الاسرائيليين يؤيدون طرد اللاجئين الافارقة، وهذا يعني أنهم يتبنون بارادتهم الادعاءات الرسمية بأن الامر يتعلق فقط بباحثين عن عمل، وكل التقارير عن الفظائع المتوقعة لهم لدى هبوطهم في رواندا هي اكاذيب يطلقها من يعارضون الطرد الذين لهم “أجندة” خلافا للموظفين الذين يمثلون الواقع العلماني”.
الصحافي غرشوم غورنبرغ نشر في “واشنطن بوست” مقال بعنوان “بطرد طالبي اللجوء الافارقة تخون اسرائيل تاريخها”. غورنبرغ تحدث مع ييماني وهو مهاجر من اريتيريا، الذي حسب اقواله فان هناك موظف اسرائيلي قال له “قريبا سنعيدهم جميعا، وستجلس تحت شجرة وتفتح فمك بانتظار الموزة التي ستسقط مثل القرد”. وعندما ذكره ييماني بأنه انسان، قال له الموظف “أنتم لا ترون انفسكم بأنكم تشبهون القرود؟”. المتحدثة بلسان مكتب الهجرة والسكان لم تجب على سؤال الصحافي بهذا الشأن. غورنبرغ المندهش قال إن كل اسرائيلي يهودي يعرف ما معنى لاجئين: افراد عائلة هربوا من اوروبا في حينه أو طردوا من دول عربية، الذين نجوا من الكارثة والمكان الوحيد الذي استطاعوا الوصول اليه هو اسرائيل. “كل يهودي اسرائيلي يعرف أن هناك عدد اكبر كان يمكنهم النجاة لو لم يغلق الغرب ابوابه امامهم”، قال.
ايضا كل فلسطيني يعرف ما معنى اللجوء، وما هو معروف أكثر أنه هو نفسه مبعد، لاجيء، إبن عائلة لاجئين أو أحد الرعايا الوضيعين في وطنه. اسرائيليون بلكنة روسية أو امريكية أو روسية ولكنة اصلية تماما ينظرون اليه كمن يعيش هنا بالاحسان. أي بصورة مؤقتة.
إن صدمة وذهول غورنبرغ هي حقيقية، لكنها ليست في محلها. الحقيقة المرة هي أنه خلافا لعنوان مقاله فان اسرائيل لا تخون تاريخها، بل تسير بأمانة في أعقابه: نحن عملنا ونعمل طوال الوقت عكس “ما تكرهه لنفسك لا تفعله لصديقك”. الطرد الجماعي للفلسطينيين في 1948 وهدم منازلهم يكشف مخطط وتفكير مسبق، وليس فقط في الحرب. التاريخ هو ايضا الحاضر: في كل يوم موظفونا وجنودنا ينفذون عملية طرد معينة. ما تكتبه “هآرتس” بالعبرية عن ذلك يمر مرور الكرام، وهذا فقط يمثل 1 في الـ 1000 مما يقوم به طوال الوقت الاحفاد المباشرين للاجئين يهود من اوروبا ومن الدول العربية.
الوحشية لا توجد فقط في التعاون على التنكيل وفي عملية الطرد نفسها. بل ايضا في الوقوف جانبا، وفي الصمت والتجاهل ايضا. الوحشية لا تولد، بل هي نوع من التمرين لتصل الى درجة الاعتياد. وليس من الاسهل الاعتياد على واقعنا كطاردين – الى درجة النفي التام له – من خلال تغليفنا لها بغلاف “الامن” وبعد ذلك بالاحياء والفيلات والوعد الالهي لأبونا ابراهيم.
الطرد ليس فقط التحميل على الشاحنات، بل هو ايضا تدهور للوضع الى درجة التوق للهرب منه. مليونا فلسطيني حبسناهم في غزة، اعتدنا على ذلك. وطلبنا الاموال من اوروبا لتحسين ما في ظروف السجن. فلسطينيون مقدسيون يتم رميهم من بيوتهم التي عاشوا فيها سبعين سنة لصالح المستوطنين، بأوامر من المحكمة، اعتدنا على ذلك وسررنا. حكمنا على عشرات آلاف الاشخاص في الضفة الغربية بالعيش دون التزود بالمياه، الكهرباء والحق في البناء. اصدرنا احكامنا بسعادة، وباجتهاد نحكم. صادرنا من الفلسطينيين مواطني اسرائيل اراضيهم ونحن لا نخصص لهم مناطق اخرى للبناء عليها. بعطف مميز قمنا ونقوم بذلك.
الحقيقة هي أن اغلبية الاسرائيليين اليهود لا تعنيهم الوحشية تجاه المعاقين اليهود واللاجئين الافارقة، ايضا لا يعنيهم تغليفها بورق السلوفان للاقتباسات من مصادرنا الأولية. لقد نفذنا على الفلسطينيين العكس. لا يوجد إله أو دولة اوروبية لم تعاقبنا، وهكذا اعتدنا على السهولة التي يمكن احتمالها جدا للتسبب بالمعاناة الجماهيرية.
هآرتس / الوسطاء الجشعون يدفعون لطرد اللاجئين
هآرتس – بقلم نيتسان هوروفيتس- 4/2/2018
ملايين اللاجئين من الفلبين يعملون خارج بلادهم، هذا فرع اقتصادي هام بالنسبة لهم: الاموال التي يرسلونها الى بلادهم تشكل حوالي 10 في المئة من الناتج الوطني الاجمالي. في دول معينة هم يعملون في البناء، وفي دول اخرى طباخين، وفي اسرائيل يعرفون هنا جيدا أن “الفلبينية” هي الكلمة المرادفة للممرضة المرافقة للجدة العجوز أو الولد المعاق.
هذه الفلبينية تطبخ وتنظف وتشتري وهي التي تجر الكرسي المتحرك في النزهة اليومية، ايضا تحمم وتهتم بشؤون المراحيض. وهي تعمل في اليوم وهي موجودة في الليل ايضا. فعليا نتحدث عن ورديتين على الاقل، لكن عدد قليل من العائلات الاسرائيلية تشغل فلبينيتين، لذلك فان يوم عملهن لا ينتهي. مقابل هذا العمل، الذي قليل من الاسرائيليين مستعدون للقيام به، تحصل على أجر الحد الادنى (الذي يخصمون منه ايضا مئات الشواقل)، وقبل صك الاسنان والقول “هذا بالنسبة لهم مبلغ كبير” يجب أن يسأل كل اسرائيلي نفسه اذا كان سيوافق على العمل في مثل هذا العمل وبهذه الشروط وبهذا الأجر.
القصص المتداولة عن الفلبينية التي تحولت الى مليونيرة بعد خمس سنوات من عملها بتغيير الحفاضات في حولون، مبالغ فيها جدا. هذه الفلبينية ترسل جزء كبير من راتبها الى عائلتها، التي تضم اطفال ومسنين بقوا هناك. احيانا يكون هذا المبلغ هو مصدر الرزق الاساسي لكثير من الاشخاص.
عليها ايضا أن تسدد ديون. لمن؟ للوسطاء وشركات القوة البشرية. حسب معطيات منظمة “خط للعامل” فان رسوم الوساطة تصل الى 10 آلاف دولار – وهذا مبلغ كبير في الفلبين. في احسن الحالات تمر سنة على الاقل حتى تنجح العاملة في ارسال مبلغ لعائلتها؛ وفي اسوأ الحالات يمكن أن تمر ثلاث سنوات حتى يتم ارجاع كامل الدين. حسب شهادات العاملين فان نصف رسوم الوساطة، التي هي غير قانونية، يصل الى أيدي اسرائيليين. بالمناسبة، الطلب المتزايد في العالم على الممرضات الفلبينيات يخلق في الفلبين نقص كبير في الممرضات. 70 في المئة من خريجات مدرسة التمريض في الفلبين يعملن خارج البلاد.
طبيعة التشغيل هذه عن طريق وسطاء، هي القوة المحركة التي تقف خلف طرد طالبي اللجوء في اسرائيل، حيث أن عملهم مهم جدا: ليس هناك مطعم أو زاوية شارع لا تجد فيها اريتيري يغسل الصحون أو يكنس الدرج. ايضا الاعمال “السوداء” هذه لا يرغب اغلبنا القيام بها. لذلك فان الآلاف الذين سيتم طردهم وتركهم لمصيرهم سيحل محلهم دون شك عمال اجانب آخرين، لكن في هذه المرة سيأتون عن طريق مقاولي القوة البشرية الذين سيفرضون عليهم ضريبة عالية.
هؤلاء المقاولون تربطهم علاقات وثيقة مع سياسيين وموظفين كبار. عندما توليت رئاسة لجنة العمال الاجانب في الكنيست، دهشت من المعارضة الشديدة لاحضار عمال الى اسرائيل عن طريق اتفاقات مباشرة بين الدول. بسرعة كبيرة: ذوو المصالح يريدون أن يتم ذلك من خلال وسطاء من اجل جني الاموال، وقد استجابت الحكومة لهم. الآن يتحدثون عن احضار عمال من الفلبين للمطاعم والفنادق من اجل أن يحلوا محل طالبي اللجوء. ولكن لا يوجد لاسرائيل اتفاق بشأنهم مع الفلبين. اذا تم احضار عمال كهؤلاء فان ذلك سيكون معارضا لتعهدات الدولة لمحكمة العدل العليا التي تقضي بتشغيل عمال فقط في اطار اتفاقات، وسيكون تشجيعا لاسلوب الاستغلال.
النفاق يصل الى الذروة. هذه الحكومة التي تنشر الرعب بشأن الاجانب، تحضر اكبر عدد من العمال الاجانب. كلما جاء عمال اكثر سيزداد عدد الذين سيبقون في اسرائيل بشكل دائم – هذا أمر طبيعي جدا. بدل تسريع القطار الجوي من مانيلا أو بجين، يجب من طالبي اللجوء الافارقة تصاريح عمل، بحيث يعملون بشكل منظم ومراقب وحسب كل القواعد. هم الآن يعملون ومن يشغلونهم راضون عنهم. أنا اعرف ذلك من خلال محادثات مع مئات ارباب العمل. اذا كفى لكل الملاحقة الزائدة هذه، كفى للاكاذيب والاخفاء. هؤلاء هم بشر ويعملون في اعمال صعبة وباجتهاد وعملهم ضروري وليس هناك سبب معقول لاحضار اجانب آخرين بدلا منهم وزيادة ثراء الوسطاء باموال سوداء.
معاريف / على الحافة
معاريف – بقلم يوسي ميلمان – 4/2/2018
السبب الاساس الذي لا يجعل التوتر في غزة يتصاعد ليصل الى مواجهة واسعة هو الصدفة. ففي نهاية الاسبوع ايضا لم توقع الصواريخ التي اطلقت نحو اسرائيل ضحايا في الارواح، ولم تلحق اضرارا. وردا على ذلك قصف سلاح الجو، لليلة الثانية على التوالي اهدافا لحماس. ولكن ردود فعل اسرائيل مقنونة وتحاول الا توقع اصابات في الطرف الفلسطيني. وتطلق الصواريخ منظمات عاقة صغيرة، لا تقبل بإمرة حماس وتعمل على تحديها واحراج حكمها. فهذه المنظمات معنية بجر اسرائيل لمواجهة مع غزة.
يواصل الوضع الاقتصادي للقطاع التدهور. فعدد الشاحنات التي تنقل البضائع من اسرائيل عبر معبر كرم سالم، انخفض باكثر من 50 في المئة من نحو 800 في اليوم الى 300. وسبب الانخفاض في كمية البضائع التي تنقل الى القطاع ليس قيودا جديدة أو تشديد الحصار الاسرائيلي على القطاع، بل ضعف القوة الشرائية لـ 2 مليون فلسطيني يسكنون فيه. فليس لسكان القطاع المال، واذا نفذت ادارة ترامب تهديدات الرئيس لتقليص المساعدات للسلطة الفلسطينية وللوكالة، فان الضائقة في غزة، والتي من الصعب أن نتصور الى أن يمكن أن تنزل أكثر، ستصل الى ذرى جديدة.
في الحكومة وفي جهاز الامن يعترفون بالحاجة العاجلة الى الشروع في مشاريع لاعادة بناء اقتصاد القطاع. فقد اجتمع في بروكسل هذا الاسبوع مندوبو الدول المانحة للسلطة الفلسطينية، ومرة اخرى طرحت افكار ممتازة، ولكن احدا لا يسارع الى ادخال اليد الى الجيب. عائق آخر هو الخلافات في الحكومة الاسرائيلية حول المساعدات، وبالاساس معارضة وزير الدفاع افيغدور ليبرمان لاعادة بناء القطاع الى ان توافق حماس على نزع سلاحها وتجريد غزة من السلاح.
هذا لن يحصل. فحماس ستفضل الحرب على نزع سلاحها – الامر الذي ترى فيه المنظمة وصفة للتصفية الذاتية الطوعية. في هذه المرحلة لا يوجد، ومشكوك أن يوجد، الحل للازمة مع غزة. فالطرفان – حماس واسرائيل – لا يريدان جولة حرب جديدة، ولكن ما يفصلنا في الاشهر الاخيرة، والتي تعاظمت فيها حالات اطلاق النار والحوادث النارية مع غزة، عن الانخراط في جولة جديدة هو الاحتمال الاحصائي فقط.
فعدم القدرة على تقليص مشاكل غزة محبطة أكثر من ذلك على خلفية التعاون الامني الاستخباري الوثيق بين اسرائيل ومصر. ففي الماضي سبق أن نشرت أنباء في الصحافة الدولية أفادت بان اسرائيل توفر المعلومات الاستخبارية لقوات الامن والجيش المصري والتي تقاتل ضد منظمات الارهاب في سيناء وفي رأسها “لواء سيناء” الفرع المحلي لداعش. كما كانت تقارير، بما في ذلك ادعاءات من “لواء سيناء”، في أن سلاح الجو يستدعى بين الحين والاخر للمساعدة في الهجمات.
وكشفت الـ “نيويورك تايمز” امس النقاب عن كامل حجم هذه العلاقة حين بلغت عن أن سلاح الجو نفذ منذ 2015 نحو مئة غارة على اهداف ارهابية في سيناء بما في ذلك الاحباط المركز لنشطاء الارهاب وزعمائه. وحسب النبأ، في هذه الغارات شاركت طائرات، مروحيات وأدوات طائرة غير مأهولة، أخفت علامات التشخيص الاسرائيلية التي عليها. وبدأت الغارات، بعد أن زرع الارهابيون قنبلة واسقطوا طائرة مسافرين روسية كانت تقل سياحا من شرم الشيخ.
لاسرائيل بالطبع مصلحة عليا في القضاء على الارهاب في سيناء، الذي عمل في الماضي ضد اسرائيل ايضا، ولا سيما بتكليف من حماس. ولكنها تتوقع بمقابل المساعدة العسكرية التي تقدمها اسرائيل في الحرب ضد الارهاب، ان ترد لها مصر الجميل على المستوى الدبلوماسي وتلطف حدة مشاريع التنديد ضد اسرائيل، والاهم من ذلك أن تساعد في التخفيف عن اسرائيل في حل ضائقة غزة، وذلك ضمن امور اخرى من خلال الموافقة على أن يقام ميناء في العريش ينقل البضائع الى القطاع، وان تزيد توريد الكهرباء وتقام محطة تحلية للمياه في الاراضي المصرية، مثلما اقترحت ادارة ترامب، وبالتأكيد أن توافق مصر على فتح معبر الحدود في رفح امام حركة البضائع والاشخاص. ولكن مصر لا تفعل شيئا من كل هذا، وهي في واقع الامر تلقي بغزة الى بوابة اسرائيل وهكذا تقول: “هذه مشكلتكم”.
اسرائيل اليوم / الاكراد : الولايات المتحدة نسيتهم
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 4/2/2018
التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاسبوع الماضي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. في لقائهما، وضع الزعيمان اساسا آخر في مبنى العلاقات المتوثقة بين الدولتين. فالحوار والكيمياء بين الزعيمين ساعد اسرائيل على تحقيق مصالحها الامنية حيال الجبهة الشمالية، رغم “الحلف الثلاثي” – التدخل العسكري الروسي في سوريا والذي يجري بمساعدة ايران ومنظمة حزب الله.
لقد جرى لقاء نتنياهو وبوتين في الوقت الذي عقد فيه الروس في سوتشي – منزل الاستجمام المحبوب من بوتين – المؤتمر الروسي العام، كمسمار آخر في نعش الثورة السورية. وتجدر الاشارة الى أن معسكر الثوار في سوريا قاطع الحدث، ولكن هذا لم يغير للروس الكثير. ففي ختام المداولات في سوتشي، اتفق على تشكيل لجنة لصياغة دستور روسي جديد، وكأن غياب الدستور هو الذي شكل مصدر مشاكل سوريا. ولكن لا قلق، فبشار الاسد يمكنه أن ينتخب نفسه رئيسا حتى حسب الدستور السوري الجديد.
غير أنه مثلما في الماضي، الاقوال في جهة والواقع على الارض في جهة اخرى. في سوريا نفسها فتحت جبهة قتال جديدة، هذه المرة بين الاتراك والاكراد. فقد بدأ الجيش التركي حملة “غصن الزيتون”، والتي لا تستهدف جلب البشرى في أن الطوفان بات خلفنا مثلما في قصة نوح والحمامة، بل تصفية الامل الكردي في حكم ذاتي في القسم الشمالي من سوريا.
يتبين اردوغان مرة اخرى كقوي على الضعفاء، وفي كل الاحوال فان تطلع الاكراد يعنيه كما يعنيه ثلج العام الماضي. والعطف يبقيه للفلسطينيين وبينما الاكراد هم في نظره ارهابيون، فانه يعانق حماس بحرارة.
في السنوات الثلاثة الاخيرة قاتل الاكراد في سوريا حرب الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش. فهم الذين احتلوا منه عاصمته، الرقة، واسقطوا – الى جانب اخوانهم في العراق – الخلافة التي اقامها في المنطقة. والمساعدة الجوية التي تلقوها، مثلما هو ايضا السلاح الذي منحه لهم الامريكيون، كانت المفتاح الهام في الطريق للنصر. ولكن على الارض كان المقاتلون الاكراد هم الذين هزموا جهاديي داعش.
والان، حين جاءت لحظة وجبة النصر، يتبين للاكراد بانهم دعوا الى الحفلة ليس كأحد المحتفلين بل كاحدى الوجبات في قائمة الطعام. لقد كان الاكراد جيدين بما يكفي كي تلقي بهم واشنطن الى المعركة ضد داعش، ولكن من اللحظة التي انتهت فيها الحرب بالنصر، فانهم اصبحوا بلا فائدة بل وعبء، ومن هنا الاستعداد للتخلص منهم أو ببساطة تجاهلهم وتركهم لمصيرهم.
لا شك أن الاكراد يتبينون كالحلقة الضعيفة في لعبة الشرق الاوسط وبالاساس كمن أحد ليس مستعدا لمساعدتهم. في واقع الامر، من خلف الاكراد تقف الولايات المتحدة غير أن هذه تظهر كنمر من ورق او كمن تكون حساباتها الباردة من الربح والخسارة هي دوافعها، ولهذا فانها لا تتردد في التخلص من ذخر زائد في اللحظة التي تنخفض فيها قيمته. هكذا براك اوباما مع حسني مبارك في كانون الثاني 2011 وهكذا الان ترامب مع الاكراد.
يخيل أن الاسد هو الرابح الاكبر من الورطة في شمال سوريا. فالمواجهة التركية الكردية تسمح له بان يقضم بمواظبة تل المناطق المحمية التي أعلن عنها الروس والامريكيون بصخب قبل بضعة اشهر فقط. هذه المناطق كان يفترض أن تتمتع بالحماية من جيش الاسد، ولكن الاتفاقات هي شيء والواقع في سوريا شيء آخر تماما. وفي كل الاحوال، بالنسبة لموسكو والاسد ايضا، ينبغي احترام الاتفاقات طالما كانت تخدم مصالحك؛ فالاتفاقات تنيم الخصم، وتسمح لك بان تستعد لتوقع الضربة الحاسمة في الطريق للنصر.
من شأن الاكراد أن يتبينوا بان الاقوياء فقط هم من يبقون في منطقتنا، وفقط لمن هو قوي وقادر على أن يدافع عن نفسه مضمونة المساعدة من الخارج. اذا ما تمكنوا من الصمود وضد القوات التركية، فقد ترتفع قيمتهم في نظر الامريكيين بل والروس ايضا، وربما، الامر الذي لا يبدو أنه سيحصل، فحتى اوروبا ستستيقظ.
اسرائيل اليوم / اليسار الاسرائيلي : انهيار المفهوم
اسرائيل اليوم – بقلم اريك كلنر – 4/2/2018
بدون أن ننتبه تم بصمت دفن المفهوم الرئيسي الذي استندت عليه الرؤيا السياسية لليسار. منذ اندلاع عملية اوسلو وقبلها اسس اليسار رؤياه على ثلاثة افتراضات اساسية: السلام يتم تحقيقه عن طريق الاتفاقات وتقديم التنازلات؛ نمو اقتصادي مرتبط بعملية السلام؛ شرعية دولية مرتبطة بعملية السلام.
الافتراض الاول، السلام مرتبط بالاتفاقات (مرتبطة بتنازلات) – سوقت بالقوة في التسعينيات. الشعار كان “السلام يتم عقده مع الاعداء”، واتفاقات واحتفالات على مساحات خضراء. عبثا حاول اليمين أن يشرح بأن الاتفاق هو نتيجة للرغبة في المصالحة وليس هو الذي يخلقها. لقد تمت ادانتهم ووصمهم بأنهم ابناء الأمس الذين بقوا يعيشون في الماضي. الانتفاضة الثانية وآلاف القتلى والمصابين والثكل الذي جاءت به، جعلت الجمهور في اسرائيل يدرك أن الاتفاقات وحدها لا تخلق السلام. منذ ذلك الحين اختفى مفهوم “العملية السلمية” تقريبا بصورة تامة من حياتنا، وبدلا منه جاء مفهوم “العملية السياسية”.
الانتفاضة الثانية ايضا قضت على المفهوم الذي قضى بأن النمو الاقتصادي مرتبط بعملية السلام. وزير المالية في حينه بنيامين نتنياهو خلص اسرائيل من ازمة ونقلها الى نمو اقتصادي عظيم. كل ذلك ضمن واقع أمني صعب وفي فترة انهيار تام للعمليات السياسية.
الافتراض الاخير في صالح العملية السياسية هو أنها ضرورية للشرعية الدولية. ليس من السهل بيع “شرق اوسط جديد” في الوقت الذي جراح اتفاقات اوسلو تنزف أمام الانظار وحيث “الربيع العربي” يغرق الفضاء كله بالدم والنار والدخان. كل ما بقي هو الحديث عن “العزلة السياسية”. في الخطاب التأسيسي لحزب “يوجد مستقبل” قال يئير لبيد “الشلل السياسي الحالي يغذي موجة فظيعة من الدعاية المناهضة لاسرائيل، احيانا لاسامية، والتي تسعى الى تقويض شرعية اسرائيل في العالم.
في عهد اوباما ظهر وكأن هناك ما يستند اليه هذا الامر. الجمهور في اسرائيل حصل على صفقة بسيطة: تنازل سياسي وسياسة مسالمة، مقابل شرعية دولية أو بثمن عزلة دولية. في الاشهر الاخيرة هناك انطباع بأن هذا انتهى. على الاقل لكل من يملك عينين في رأسه ولديه استقامة في العقل.
اذا كان بالامكان ايضا تجاهل العدد الذي لا يحصى من زيارات رؤساء الدول لاسرائيل، والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والامنية، فان تصريح ترامب عن القدس، الزيارة والاستقبال الدافيء الذي لقيه نتنياهو في الهند، خطاب نائب الرئيس بينس في الكنيست والقمة في دافوس، لا يمكن تجاهلها. بالتحديد الحكومة الاكثر يمينية في اسرائيل حصلت على الشرعية الدولية الاكثر اهمية. ليس المسالمة، بل التشدد السياسي والحفاظ على الحصانة هي التي أدت الى النهضة السياسية التي تحدث الآن.
القوة التي تبثها اسرائيل ادت الى اعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل، وهي التي دعت مودي للاعتراف باهمية اسرائيل وتعزيز العلاقات معها. يمكن التخمين أن شخص مثل ترامب لم يكن ليعلن هذا الاعلان لو أنه لم يقدر تصميم اسرائيل والمصالح الموجودة لادارته مع حكومة اسرائيل الحالية ورئيسها.
يديعوت / ابعاد الافريقيين – كلنا مهاجرون
يديعوت – بقلم يرون لندن – 4/2/2018
أحيانا، في ساعة جدال، عن مستوعبين ومستوعبين، ظالمين ومظلومين، علويين وسفليين، يطلب أنسال الوليدين الاشكناز الاعتراف بعلويتهم. هكذا مثلا ذكر مؤخرا غيدي غوف مؤخرا افيغدور ليبرمان بانه مهاجر جديد، الحقيقة التي تضعف ظاهرا حقه الاخلاقي في أن يفرض العقوبات على يونتان جيفن. فليست الاقدمية في البلاد وحدها تعتبر في نظر المتميزين بل ايضا الفارق في دوافع الهجرة. فهم يميزون بين من جاء الى هنا طواعية وبين من جاء اضطرارا. صحيح أن هؤلاء واولئك “صعدوا” (هاجروا) الى البلاد، بمعنى تسلقوا من حفرة عميقة الى قمة بلاد الميعاد، ولكن المتسلقين طواعية وليس قسرا هم ابناء القبيلة الكبرى، على الاقل في نظر بعضهم.
ان استخدام فعل “صعد” هو مثال على اللغة التي تخدم الفكر التاريخي، ففي لغة بريئة من التلقين ينبغي القول “مهاجرين”. فكل اليهود تقريبا ممن يعيشون في البلاد هم مهاجرون وانسال مهاجرين، وهكذا ايضا نحو نصف المواطنين العرب الذين هاجر اباءهم في الـ 200 سنة الاخيرة من البلدان المجاورة بل والبعيدة. معدل اليهود الذين لم يولدوا في اسرائيل هو نحو 30 في المئة، معظمهم “اصعدوا” في طفولتهم، وقلة منهم “صعدوا” بقواهم الذاتية.
ان التمييز بين دوافع الهجرة هو هراء تام، مصدره ايضا في التعليم الصهيوني. فهو يسعى الى أن يغرس فينا الاعتراف بان اليهود يتطلعون الى صهيون منذ خراب البيت وتطلعهم الدائم هو الاساس لحقهم في البلاد. اما الحقيقة فهي انه باستثناء اليهود المتزمتين فان قلة ممن تاقوا للموت في البلاد المقدسة، وصل كل الاخرين لانهم نبذوا وليس لانهم جذبوا. وايديولوجيا “الحق” الصهيونية تطورت بفعل الضرورة لايجاد موطيء قدم لليهود المظلومين. معظم المضطهدين وجدوه في “العالم الجديد” وليس هنا.
أنا أيضا علقت في الكذبة الصهيونية وتحررت منها عندما فحصت الاسباب التي دفعت اهلي للهجرة الى هنا. كلاهما، ملحدان تامان، هاجرا الى البلاد قبل نحو مئة سنة، ظاهرا انطلاقا من الارادة الحرة، ولكن في واقع الامر لم تحركهما قوى مختلفة عن تلك التي حركت ملايين المهاجرين اليهود الذين وصلوا الى هنا في فترات متأخرة اكثر. امي كانت الاصغر بين ابناء حاخام وتاجر ليتاوي. اخوها الكبير هاجر الى جنوب افريقيا، الثاني هاجر الى فرنسا، الثالث احتقر يهوديته، بقي في اوروبا واختفى في فترة الحرب، الرابع وامي انضما الى حركة “الطليعي” ووصلا الى البلاد في موجة الهجرة التي تسمى “الصعود الثالث”. والفرق بينهما وبين اخوانهم الاكبر يكمن في التحولات التي حصلت في عهد صباهم.
بعد الحرب العالمية الاولى فتحت بلاد اسرائيل لهجرة اليهود، بينما أمريكا سدت تقريبا. ليتا حظيت بالاستقلال وعلى الفور احتدمت فيها اللاسامية. وقتلة جدي وجدتي كانوا جيرانهم. أبي، من مواليد اوكرانيا، ممثل مسرحي، توجه الى هنا، فقط لانه لم ينجح في التسلل الى الولايات المتحدة ليكون ممثل سينما في هوليوود. هذه قصة نموذجية لليهود في الزمن الحديث. وليس التمني لبلاد صهيون والقدس بل اساسا الصد عن بلدان اقامتهم وطرق ابواب الدول المزدهرة التي ارادوا الوصول اليها. برأيي، يكفي هذا كي يبرر الصهيونية، ولكن هذا لا يكفي كي يبرر الاحتلال وابعاد المتسللين من افريقيا.
هؤلاء المتسللون حركتهم ذات قوة الصد التي حركت ابوي: قوة اللا بديل. وتبعا لهذه القوة اصاغت الصهيونية رواية تاريخية جذابة ومعززة تعتمد على ذكريات رومانسية، بعضها خيالية وبعضها ثابت في الواقع. لو تبنينا المهاجرين السود وأدخلناهم في آلة التلقين الصهيونية، لتحولوا في غضون جيل أو جيلين الى صهاينة متزمتين مثل “ابناء منشه” الهنود، ابناء موسى “الفرعونيين” ونحو 400 الف الصاعدين من الاتحاد السوفياتي السابق ممن ليسوا يهودا. أما قسوة القلب تجاههم فتسرق معتقدي في التبرير العلماني للصهيونية. فلا يمكن أن نبني عليها ابراج من الحجج، ونلغي هذه الحجج في ضوء الاختبار الحقيقي للمصداقية.
اسرائيل اليوم / هكذا لا يبنى سور الديمقراطية
اسرائيل اليوم – بقلم حاييم شاين – 4/2/2018
رئيس المحكمة العليا السابق اهارون براك قلق على مستقبل الديمقراطية الاسرائيلية – وأنا أوافقه ايضا. اساس قلقي من حقيقة أن شخصيات كبيرة في الجهاز القضائي وتطبيق القانون في الماضي والحاضر يعملون على تنفيذ أجندة شخصية خاصة بهم. مرات كثيرة سمعت اهارون براك وهو يقول “من يقضي مرة عليه أن يظل دائما قاضيا”، مقولة تعني أن القضاة ايضا بعد انهاء عملهم يجب عليهم الامتناع عن التعبير عن مواقفهم حول الامور العامة المختلف فيها. هذه التصريحات تجعلهم يتهمون بأن قرارات الحكم الاساسية كانت منحازة بشكل متعمد من اجل تطبيق رؤيتهم، وهذا تحيز غير ديمقراطي واضح.
الديمقراطية لا تعني استبداد الاغلبية، وبالتأكيد ليست استبداد الاقلية التي سماها براك “الجمهور التقدمي والمتنور”. الاقلية التي نجحت بمساعدة اهارون براك في فرض قيمها في مجالات كثيرة في حياتنا، قيم في معظمها لا تعبر عن رأي اغلبية الجمهور. بالنسبة لبراك، قضاة المحكمة العليا هم عائلة متجانسة، لا يمكن للغريب أن ينضم اليها. ليس من المدهش أنه تسبب بضرر حقيقي بثقة الجمهور بالمحكمة العليا. قرار المحكمة العليا بشأن قانون الدكاكين فقط اثبت أن هوية القاضي تحدد النتيجة، وأن القضاء هو أمر هامشي فقط.
إن تركيز القوة في يد جسم واحد هو اشكالي، لكنه مبدأ اساسي ايضا بالنسبة للمحكمة العليا، إن من يتحمل المسؤولية عن صلاحيات بدون اساس قانوني ويجند من اجل ذلك، فقط مؤخرا، وثيقة الاستقلال، يضع في يديه قوة غير محدودة من عدم الصلاحية ومرفوضة.
عندما يقول اهارون براك في مقابلة مع “يديعوت احرونوت” بأنه يفهم الذين يذهبون للتظاهر في جادة روتشيلد، عندما يربت على كتف رئيس الدولة والوزير كحلون، بقوله إن كل مواطن يعرف معنى الاحتجاج. لذلك فهو يتجند للمعركة السياسية ضد نظام حكم اليمين. من يتهم وزيرة العدل بأنها لا تعرف ما هي الديمقراطية، فقط لأنها على قناعة بأن دور الكنيست هو أن تضع المعايير الملزمة في الدولة، فهو يعبر عن بلطجة قانونية بدل ضبط النفس المطلوب، لذلك، في الديمقراطية الحقيقية ليس الكل قضاء، وبالتأكيد ليس الكل قابل للمحاكمة.
اسرائيل هي دولة يهودية وليست دولة كل مواطنيها، حسب رأي براك. اليهود عادوا الى وطنهم التاريخي لتطبيق الحلم الصهيوني الكبير، وليس لاقامة فرع سان فرنسيسكو على شاطيء البحر المتوسط.
الخطر الاساسي للديمقراطية يوجد الآن حسب مؤيدي براك في نخب اليسار القديمة، في الاكاديميا والثقافة والاعلام والمجتمع القضائي. النخب التي تحتقر من لا يفكر مثلها، والمقتنعة بأن مجموعات هامشية اخذت منها الدولة التي كانت مسجلة على اسمها في الطابو، اقلية صغيرة يئست من تبادل الحكم بواسطة صناديق الاقتراع ومستعدة لتحطيم قواعد اللعب الديمقراطية من اجل اسقاط حكم اليمين.
مثال آخر لتشويه نظام القانون لدى جهات تطبيق القانون يوجد في قضية المفتش روني ريترمان. أنا لا اعرف دولة سليمة واحدة يكون فيها المسؤول عن التحقيق مع موظف عام، يظل يومين في وظيفته بعد أن شكك بأن الشخص الاساسي الذي يتم التحقيق معه هو الذي يقف وراء الشكوى التي قدمت ضده.
اذا كان حقا على قناعة بهذا الادعاء الفارغ كان عليه أن يترك فورا التحقيق، واذا كان قد نشر الادعاء من اجل أن يكون ملاحقا من قبل وسائل اعلام الصيادين، فان المسؤولين كان يجب عليهم ابعاده بسرعة كبيرة دون تأخير. معقول في نظري أن تسريبات من التحقيق استهدفت، ضمن امور اخرى، هذا الهدف.
زوجة ريتمان، وهي ضابطة سابقة في الشرطة، وضابطة تحقيق في الوحدة، نشرت تعليقات ضد نتنياهو، في الوقت الذي كان يجري فيه التحقيق.
بدون شك فان التحقيق قد لوث بهذا السلوك، بطريقة لا يوجد أي مضاد حيوي يمكنه علاجه. عدد كبير من الجمهور فقدوا الثقة بنزاهة التحقيق. ليس هكذا يبنون سور سلطة القانون والدفاع عن الديمقراطية – هكذا يعملون من اجل تحطيمها. يبدو أن القاضي براك اخطأ في تشخيص العوامل التي تشكل الخطر الحقيقي على الديمقراطية الاسرائيلية.
هآرتس / أعطوهم مدرسة
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 4/2/2018
مدرسة من اطارات السيارات، تعمل منذ نحو ثماني سنوات في الخان الاحمر، ومدرسة من الاسمنت – الاجدد والاقل شهرة في المنطار – تشيران الى تغييرات في المجتمع البدوي. فالراشدون معنيون بان يتعلم ابناؤهم أكثر قدر ممكن، وأكثر مما نالوا هم من التعليم في طفولتهم؛ وهم يريدون على نحو خاص أن تتعلم بناتهم وأن تكملن المدرسة الثانوية.
البدو، مثل كل سكان الضفة الغربية الفلسطينيين، يخضعون للصلاحيات المدنية من السلطة الفلسطينية بما في ذلك قانون التعليم الالزامي فيها. ولكن التجمعات السكانية التي تسكن في المنطقة ج تخضع للصلاحيات الادارية والامنية لاسرائيل. هذا التقسيم المصطنع وعدم المنطق التخطيطي للتصنيفات أ، ب و ج في الضفة كان يفترض أن يلغى منذ 1999. ولكن الامر لم يحصل، وواظبت اسرائيل فقط في محظورات البناء التي فرضتها على الفلسطينيين في المنطقة ج، بما في ذلك المدارس. وتساقط الاطفال البدو من المدارس التي في اريحا، العيزرية وابو ديس سواء لان اهاليهم لا يملكون المال لدفع نفقات السفر أم بسبب الصعوبة في السير كل يوم على الاقدام على مدى بضع ساعات، في المطر وفي الشمس الحارة، في الوديان وفي الطلعات الساحقة. وبشكل لا مفر منه بنيت في هذه التجمعات السكانية وغيرها مبان تعليمية بلا تراخيص.
مجموعة الضغط من المستوطنين والاخذة في جمع القوة، ورأس حربتها هي جمعية رغافيم واللجنة الفرعية لشؤون المناطق في لجنة الخارجية والامن، تضغط بجسارة متعاظمة على الادارة المدنية لتنفيذ أوامر الهدم. ولا تكتفي مجموعة الضغط بذلك بل وتطالب بالاقتلاع التام والاخلاء للتجمعات البدوية (وغيرها من التجمعات السكانية مثل سوسيا) والتي توجد في مكانها قبل وقت طويل من احتلال الضفة.
الالتماسات التي رفعتها الى محكمة العدل العليا التجمعات البدوية وغيرها وإن كانت أخرت عملية اقتلاعها، الا ان سكانها يعيشون في ظروف آخذة في الاحتدام. ويبحث قضاة العليا في “عدم قانونية” المباني الفلسطينية، ويتجاهلون تماما السياق التاريخي والقانون الدولي الذي يحظر الاقتلاع بالاكراه. وهم لم يطلبوا ابدا من الدولة أن تتوقف عن سياستها التمييزية، التي تسمح لليهود بالبناء وتمنع ذلك عن الفلسطينيين. وفي نهاية كانون الاول أمر قضاة العليا بهدم المدرسة في المنطار. وأجل التماس جديد مرة اخرى هذه النهاية. ولا يزال القضاة ملزمين بان يحسموا مصير مدرسة اطارات السيارات وجماعة الخان الاحمر.
ليس متأخرا من ناحية قضاة العليا ابداء الشجاعة المدنية والديمقراطية ومنع ميول الهدم والاقتلاع القسري. يمكن للقضاة أن يستمدوا التشجيع والالهام من مبادرة مجموعة من سكان كفار ادوميم، الذين بخلاف الموقف الرسمي لمستوطنتهم، قرروا العمل ضد هدم الخان الاحمر ومدرسته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى