اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 2– 2 – 2018
يديعوت احرونوت :
– الكشف عن سلاح صواريخ الجيش الاسرائيلي.
– مساعدة ميلتشن الشخصية: “سارة طلبت وضع الهدايا في اكياس غامقة”
– ريفلين يؤبن غوري: “انشدت كمقاتل وقاتلت كشاعر.
– مجلس الشيوخ البولندي يقرر اليوم قانون الكارثة.
– اخذوا القانون في ايديهم.
– تقرير بريطاني: اللاسامية في ذروتها.
– رئيس الوزراء ضد برنامج “بلاد رائعة”.
معاريف/الاسبوع :
– الاستخفاف البولندي.
– الحاخام ارئيل يعارض بشدة الخدمة المختلطة في حرس الحدود وفي الشرطة أيضا.
– حاييم غوري 1923 – 2018 “كيف نبدأ بالوداع؟”.
– مساعدة ميلتشن: سارة طلبت مني اخفاء الهدايا.
– اقرار “قانون النفي” البولندي: “بصقة في وجه دولة اسرائيل”.
– الناجون من الكارثة يقولون لرئيس وزراء بولندا: “القانون ضار، مهين ومذل”.
– تشييع الشاعر حاييم غوري الى مثواه الاخير “أحب وابدع حتى النهاية”.
– الاشتباه: طعن حتى الموت قريبة عائلته.
هآرتس :
– طالبو اللجوء غادروا الى رواندا: وثائقونا صودرت، ضغطوا علينا لنغادر، لا عمل، لا تأتوا الى هنا.
– ابنة 14 اعتقلت في القدس وارسلت وحدها الى غزة وعندها تبين الخطأ.
– تهديدات اسرائيل لضرب مصنع الصواريخ في لبنان لا تأتي لقرع طبول الحرب بل لابعاده.
– المحكمة دافعت عن منظمات تنشر شكاوى عن تحرشات جنسية.
– اقرار القانون الذي يحظر نسب مسؤولية لبولندا عن الجرائم في الكارثة.
اسرائيل اليوم :
– غضب في اسرائيل: البولنديون لم يلتزموا بالاتفاق.
– انشقاق في العمل؟ النواب بحثوا امكانية تنحية غباي.
– استطلاعات داخلية في الليكود: يتصدر مع 30 مقعد.
– بلدية القدس ستجبي مئات الملايين من الامم المتحدة ومن الكنائس.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 2– 2 – 2018
اسرائيل اليوم / بلدية القدس ستجبي مئات الملايين من الامم المتحدة ومن الكنائس
اسرائيل اليوم – بقلم يوري يلون – 2/2/2018
ابلغت بلدية القدس مؤخرا وزارة المالية وديوان رئيس الوزراء، ووزارتي الداخلية والخارجية بان في نيتها الشروع في جباية ديون الارنونا (ضريبة المسقفات)، الرسوم والاقتطاعات بمبلغ اكثر من 650 مليون شيكل من نحو 887 عقار في أرجاء المدينة تعود للكنائس في القدس ومؤسسات الامم المتحدة.
ويشار الى ان هذه ليست دور عبادة، معفية من الارنونا حسب القانون، بل عقارات تستخدم لنشاطات مختلفة ليست الصلاة بل وبعضها تجارية.
حتى الان طلبت الدولة من البلدية الامتناع عن جباية الديون في ضوء اتفاقات عقدتها في الماضي مع الكنائس. ولدى البلدية فتوى قضائية من البروفيسور جبريئيل هليفي، خبير في القانون الدولي، فحص بشكل معمق جملة الجوانب القانونية لديون الكنائس والامم المتحدة لبلدية القدس. وقضى بشكل لا لبس فيه بانه لا يوجد أي أساس لموقف الدولة، وان الاتفاقات بين الدولة وبين الكنائس غير سارية المفعول على بلدية القدس وان البلدية ملزمة حسب القانون بجباية الديون.
وفرضت بلدية القدس هذا الاسبوع حجوزات في المرحلة الاولى على حسابات البنك للكنائس المختلفة على ديون متراكمة عن العقارات التجارية، بما فيها الكنيسة الانجليكانية – 7.214.228 شيكل، الكنيسة الارمنية – 2.011.996 شيكل، الكنيسة اليونانية – 570.946 شيكل والكنيسة الكاثوليكية 11.981.103 شيكل.
وشرحت أوساط بلدية القدس الخطوة الدراماتيكية بالقول:”الضرر المالي الذي لحق بالقدس على مدى السنين في اعقاب موقف الدولة يقترب من نحو مليار شيكل. لا يحتمل أن يضطر سكان القدس الى ان يمولوا من جيوبهم للكنائس وللامم المتحدة خدمات بلدية لجمع القمامة، الانارة، الحدائق وشق الطرق. ويمكن لهذه المبالغ ان تساعد بشكل كبير في تطوير المدينة وتحسين الخدمات للسكان”.
وقال رئيس بلدية القدس، نير بركات: “لن نوافق على أن يمول سكان القدس هذه المبالغ الطائلة. بل تُعد الدول الاموال لنا لغرض تطوير المدينة والا فاننا سنجبيها حسب القانون”.
يديعوت / حرب الشمال الاولى
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 2/2/2018
الحملة الاسرائيلية لصد ايران تسلقت هذا الاسبوع الى الاعالي. عمليا، هددت اسرائيل بحرب في الشمال. وكان العنوان الفوري هو بيروت، ولكن الرسالة موجهة الى موسكو، واشنطن، برلين، باريس وبالطبع طهران. والتهديد بالحرب احتل ليس فقط منصات الخطابة بل وتقديرات الجنرالات في هيئة الاركان أيضا. في اثناء هذا الاسبوع التقينا، توماس فريدمان من “نيويورك تايمز” وأنا مع مسؤولين كبار في الجيش الاسرائيلي في الحدود الشمالية وفي هيئة الاركان. وتركزت الاستعراضات في جبهتين حرجتين: سوريا ولبنان، غزة والضفة. ثمة اتصال معين، مفاجيء، بين الجبهتين. وأثار الضباط انطباعا بمدى معرفتهم، قدرتهم على التحليل، وبنهجهم الواعي، الموضوعي من المواضيع المشحونة. وهناك هوة واسعة بينهم وبين الخطاب السياسي الراهن، ولكن ليس هذا هو ما اجتمعنا لاجله.
فتح البوابات هو جزء من الحملة. فالهدف هو اعداد اصحاب القرار في عواصم العالم والرأي العام في البلاد لاحتمال الحرب، ليست المبادرة اليها بل المتدحرجة، وبشكل غير مباشر الايضاح للايرانيين بان اسرائيل لا تخشى المواجهة العسكرية.
وقال احد المسؤولين: “مطلوب أزمة تغير الفكرة”. واسرائيل لا تتمنى الازمات في اوقات قريبة.
لقد كانت التطورات في الشمال في مركز لقاء نتنياهو مع ترامب في دافوس وفي مركز لقائه مع بوتين في اثناء زيارته العاجلة، لخمس ساعات، هذا الاسبوع، في موسكو المجمدة. وقد ضم الى وفده الى موسكو رئيس شعبة الاستخبارات اللواء هرتسي هليفي، الخطوة التي أكدت جدية التهديد العسكري. في اعقاب الزيارة وصل الى البلاد وفد عسكري روسي لحديث اضافي.
يحاول نتنياهو اقناع ترامب، بوتين وزعماء اوروبا للتعاون في خطوة لمنع تثبيت التواجد الايراني. فصد ايران هو مصلحتهم، كما يشرح نتنياهو. إ ذ أن حربا جديدة في المنطقة ستورطهم. وحججه، الى جانب رجال الجهاز الامني الذين يساندونه، تحظى بالانصات، ولكنها صحيح حتى الان ترد بكياسة. لا الروس، لا الامريكيين ولا الاوروبيين يتجندون للحملة الاسرائيلية. كل واحد لاسبابه. والحملة تطلق أذرعها الى الميدان أيضا، في أعمال علنية وسرية. ويقول احد الضباط ان “الايرانيين يفهموننا على نحو جيد جدا”.
وتسير اسرائيل في هذه الحملة عن وعي على حافة الهاوية. والهدف هو منع الحرب، وليس إثارته، ولكن الخطر قائم. وقال واحد ممن تحدثنا معهم ان “تقديرنا هو أن احتمال الحرب المبادر اليها من جانب ايران أو من جانب حزب الله في موعد قريب متدن جدا. بالمقابل ارتفع جدا خطر التصعيد كنتيجة لخطوة عسكرية اسرائيلية. فالتصعيد من شأنه أن يؤدي الى الحرب”.
يعرف نتنياهو كيف يتحدث مع ترامب ومع بوتين. فهذا هو جمهوره، ملجأه من الضربات التي تقع عليه في الداخل. في هذه المرحلة، اللفظية، من المواجهة، هو الرجل السليم في المكان السليم.
عيون رجال المؤسسة الامنية الاسرائيلية تتطلع أولا الى واشنطن. في 12 ايار ينتهي الانذار الذي اطلقه ترامب لتغيير الاتفاق النووي مع ايران. وتوجد ثلاثة اشهر ونصف للمفاوضات. يحتمل، كما يقولون، ان تكون هذه فرصة لازمة تقلب الجرة رأسا على عقب. فبضغط ترامب، بوتين وزعماء اوروبا تتحقق صفقة رزمة: ايران تتمكن من مواصلة التمتع بثمار الاتفاق النووي، ولكن في سوريا وفي لبنان سيتعين عليها ان تلجم نفسها. لا صواريخ دقيقة لحزب الله، لا ميليشيات ايرانية في سوريا. واذا لم تكن صفقة، ومن شبه المؤكد أنها لن تكون، سيرفض ترامب التوقيع على تمديد الاتفاق النووي، وستكون لنا أزمة من نوع آخر.
السيناريو الاسوأ من ناحية اسرائيل سيكون عندما يقترح الاوروبيون تغييرا تجميليا، فيقنع الايرانيين بابتلاع القرص ويسمحوا لترامب بالاعلان عن النصر. وسيكون الجميع سعداء، واسرائيل ستخسر مرتين، مرة حيال النووي ومرة حيال حزب الله.
شمشوم المسكين
يوم الاحد صباحا بدت البلاد من فوق مثل ايرلندا، خضراء وغارقة بالمياه. ففي الشمال كانت لا تزال تهطل الامطار المحلية، هدية وداع من عاصفة نهاية الاسبوع. وعندما تبددت السحب، بدا جبل الشيخ بكل بهائه، ابيض من اسفله حتى قمته. هدوء اولمبي ساد على طول جبهة الشمال باستثناء رصاصات الصيادين في داخل لبنان. وكانت الرصاصات بشرى سيئة للعصابير، جيدة للجنود. فطوابير سيارات المتنزهين والمتزلقين صعدت الى جبل الشيخ للتدحرج في الثلج.
وقال لنا ضابط في الميدان: “هنا لن تكون حرب لبنان الثالثة. هنا ستكون حرب الشمال الاولى”. هو وزملاؤه يتحدثون الان عن الشمال كجبهة واحدة تمتد من رأس الناقورة وحتى اليرموك. في الجانب الاخر من الجدار تعمل قوات عسكرية لدولتين، قوة عظمى اقليمية (ايران)، قوة عظمى (روسيا)، منظمات ارهاب غير دولة، منظمة ارهاب ذات دولة (حزب الله)، قبائل وطوائف. ليس لمثل هذه الرزمة مثيل في مناطق مواجهة اخرى في العالم.
بالفعل، امور غريبة تحصل في الجولان السوري. وقال لنا مسؤول آخر: “عمليا داعش اختفى في سوريا. بقيت آثاره فقط في قاطع واحد، في مثلث الحدود بين اسرائيل، الاردن وسوريا. وقد بقوا هناك لانهم يعتقدون بان قرب اسرائيل يعطيهم مخبأً. فاسرائيل هي الملجأ الاخير لفلول داعش”.
وحسب مصادر أجنبية، قصف الجيش الاسرائيلي في سوريا مخازن سلاح للاسد ولحزب الله، قوافل سلاح مخصصة للبنان، مصنع صواريخ بدأ الايرانيون ببنائه، قاعدة ايرانية وغيرها. وقد اتيح القصف لان سوريا اصبحت في فترة الحرب الاهلية أرضا سائبة، بلادا عديمة السيادة، وبقدر كبير هي لا تزال كذلك. اما لبنان، رغم ضعف قوته، فليس سوريا.
الهدوء في سوريا يمر دون رد مضاد (باستثناء هجوم واحد، نسب لاسرائيل، في كانون الثاني 2015، قتل فيه جنرال ايراني وستة من رجال حزب الله. فقتل حزب الله ردا على ذلك جنديين اسرائيليين. الجيش الاسرائيلي تجلد، والطرفان أغلقا الحساب). اما القصف في لبنان فهو قصة اخرى تماما. وهو سيعتبر في العالم كمس فظ بسيادة الدولة وسيستدعي ردا قاسيا من حزب الله وتدخلا محتملا من الروس. بين الحرب والحرب، يتمتع لبنان بنوع من الحصانة. وهذا هو السبب الذي يجعل حزب الله والايرانيين يستعدون لاقامة مصنع صواريخ دقيقة في لبنان، وهذا هو السبب الذي يجعل اسرائيل ترى في اقامة مصنع مبررا للحرب.
ان الصواريخ الدقيقة هي صواريخ مزودة في جي.بي.اس وجهاز يحسن التوجيه. وبدلا من الوصول الى دقة 250 متر من الهدف، تصل الى عشرات الامتار والفارق عظيم. لدى حزب الله يوجد 70 الف صاروخ في لبنان ولكن عدد الصواريخ الدقيقة قليل. والانتاج المحلي سيغير قواعد اللعب: سيهدد مباشرة مواقع حساسة في اسرائيل. وقد حدد حزب الله بين 1.000 و 1.500 هدف كهذا، ليس أقل.
المفارقة هي أن ايران جهة مهدئة للجبهة الشمالية. ليس لها في هذه اللحظة مصلحة في حرب مع اسرائيل، لا على حدود الجولان ولا على الحدود اللبنانية. وهي معنية بتسوية في سوريا، تعطي شرعية لاستمرار تواجد قواتها – 20 الف مقاتل ميليشيا، على الارض السورية. اما حزب الله فتبقيه ايران ليوم الامر، حيال اسرائيل. وتورط على نمط 2006 – اختطاف جنديين اسرائيليين تدحرج الى حرب – يلحق بها الضرر فقط.
لا توجد ايران واحدة، فجدول اعمال الرئيس روحاني يضع على الرأس اهداف داخلية – اقتصادية؛ اما جدول اعمال الجنرال قاسم سليمان، قائد القوات في سوريا، فيضع في الرأس اهدافا عسكرية. وفي الجيش الاسرائيلي يعتقدون بان الدول الغربية يمكنها أن تدخل من هذا الشق وتوسعه. اسرائيل هي الاخرى يمكنها ذلك.
نصر الله غير معني بالتورط في حرب في هذه اللحظة، لاسبابه الخاصة. فاكثر مما هو عميل ايراني، هو سياسي لبناني. قرابة 2.000 من مقاتليه سقطوا في سوريا وقرابة 8.000 اصيبوا بجراح. ويعارض الرأي العام في لبنان الحرب، وكزعيم لقوة سياسية، فهو ملزم بمراعاته. ليس لديه المال، وتوجد له حملة انتخابات على الابواب، له فيها احتمال لاول مرة ان يصل الى اغلبية شيعية في الشمال. وهو يتذكر ما فعلته طائرات سلاح الجو للضاحية في بيروت في 2006، وهو يعرف ان هذه المرة سيكون أكثر دقة واكثر فتكا.
البطل التناخي شمشوم، أول منفذي العمليات الانتحارية قال: “تموت روحي مع فلستين” (علي وعلى أعدائي يا رب). اما نصرالله فليس شمشوم
ان حقيقة أن ايران، حزب الله واسرائيل لا يريدون الحرب لا تعني أن النار لن تندلع. ففي الجرف الصامد ايضا لم يرغب الطرفان في الحرب ولكنهما انجرفا اليها؛ وفي الايام الستة ايضا، وغيرها وغيرها. فللحروب في الشرق الاوسط توجد ارادة خاصة بها.
اذا كان الجميع لا يريدون الحرب، فلماذا يهدد الجيش الاسرائيلي بالحرب؟ تفسير مسؤولي الجيش الاسرائيلي يعتمد على أمرين: طبيعة اصحاب القرار في الطرف الاخر وهشاشة الجبهة الداخلية في طرفنا. فهم لا يعتمدون على احساس المسؤولية لدى الايرانيين ونصرالله. ويخافون وضعا لا يطاق في الجبهة الداخلية. فكلما كانت اسرائيل ميسورة وغنية وعلى علاقات مع العالم أكثر، هكذا تكون هشة أكثر. خطة نصرالله الحربية معروفة: اطلاق كتيبة كوماندو لتحتل بلدة في الحدود الشمالية، وبالتوازي، اغراق اسرائيل بالصواريخ والمقذوفات الصاروخية الدقيقة. وهو مقتنع من انه بعد بضعة ايام سيتوجه الرأي العام في اسرائيل ضد الحكومة. وسينهي الحرب بوقف للنار وبانتصار معنوي واستراتيجي.
أو سيخلق، كبديل، ميزان رعب ومجال حصانة. اسرائيل لا يمكنها أن تلمسه. هذه الخيارات يسعى التهديد الاسرائيلي الى احباطها.
نزلت عن الطاولة
برج خليفة في دبي هو البرج الاعلى في العالم. ارتفاعه 828 متر، 163 طابق. 330 الف متر مكعب من الاسمنت يوجد في هيكل المبنى. احد ضباط الجيش الاسرائيلي الذين تحدثنا معهم هذا الاسبوع قال انه استثمر في برج في دبي 500 طن اسمنت. من المعطيات التي نشرت على الانترنت لم اتمكن من التأكد من دقة المعطى، ولكن حتى لو كان المعطى غير دقيق، فان تتمة الجملة جديرة بالنشر. فقد قال الضابط انه “منذ الجرف الصامد” أدخلنا الى قطاع غزة 16 ضعف الاسمنت الذي في برج خليفة. في هذه السنوات لم يبُنَ في غزة برج واحد، لم يُبنَ مبنى متعدد الطوابق واحد. مشوق أن نعرف الى أن اختفى كل هذا الاسمنت”.
يلتقي مندوبي الدول المانحة للسلطة الفلسطينية مرتين في السنة، مرة في نيويورك ومرة في بروكسل. وانطلق منسق اعمال الحكومة في المناطق اللواء فولي مردخاي الى بروكسل مع خطة طواريء هدفها واحد – منع انهيار غزة. لم يتحدث اللواء مردخاي باسمه شخصيا أو باسم الجيش بل باسم حكومة اسرائيل. من ناحية معظم حكومات العالم، فان غزة وسكانها غرقوا منذ زمن بعيد في البحر، أو، بالتعبير المحبب لدى الرئيس ترامب غزة نزلت عن الطاولة. غزة لا تحرك ساكنا لابو مازن: فقد وافق على أن يحول مالا لتمويل الكهرباء في غزة 6 ساعات في اليوم فقط بعد أن اوضحت اسرائيل له بانه اذا رفض، فانها ستمول حسابات الكهرباء من الضرائب التي تجبيها عن الفلسطينيين في الموانيء.
كما أنها لا تحرك لحماس ايضا ساكنا. وزعيم حماس في غزة يحيى السنوار أوضح بانه حتى لو فشلت مساعي المصالحة بين حماس والسلطة، فانه لن يعود لادارة القطاع. وهذا هو احد الاسباب التي بخلاف الماضي، تمتنع اسرائيل هذه المرة عن الكفاح ضد المصالحة. اذا لم تأخذ السلطة المسؤولية وحماس لا تأخذ المسؤولية فعلى من ستقع غزة؟ علينا.
المصالحة، على طريقة المصالحة بدأت باحتفال. لا يوجد أمر اكثر شعبية من الصلحة. بعد شهرين – ثلاثة اشهر وصلوا الى البحث في المشاكل الحقيقية. 40 الف مواطني غزي يتلقون رواتب من حماس – موظفين، معلمين، اطباء وغيرهم. فقد حلوا محل عشرات الاف موظفي السلطة. من سيدفع لهم الرواتب عندما تعود السلطة لادارة القطاع؟ المهم في اي من سيكون الامن؟ حماس تقترح توزيعا طوليا: كل ما هو فوق الارض – شرطة، مراقبين، افراد، حراس – يكون بصلاحية السلطة؛ كل ما هو تحت الارض – مقاتلين، حافري انفاق، مطلقي صواريخ، منفذي عمليات – بصلاحية حماس. ابو مازن رفض الطلب رفضا باتا. نحن لن نكون لبنان وانتم لن تكونوا حزب الله، يقول.
معضلة من الجنوب
تطلق محافل في حماس في الاشهر الاخيرة رسائل غير مباشرة لاسرائيل: نحن مستعدون للتوصل معكم الى اتفاق. اسموا هذا ما تشاؤون – صلحة أو هدنة أو تهدئة. اما اسرائيل فتمتنع عن الرد – ايديها مكبلة. وفي هذه الاثناء تحتدم المشكلة الاقتصادية في القطاع. قطر، التي كانت المتبرعة الرئيسة، تغلق مشاريع. ويأتي المال القطري عبر اسرائيل ويوجد تحت الرقابة. وهكذا ايضا المال غير الكبير الذي يأتي من تركيا. اما ايران فتساهم بدورها بمال مهرب.
قصة الاونروا تجسد عناصر المعضلة. فالانروا هي فضيحة طويلة السنين. لا يوجد مثال في العالم بمكانة لاجيء في الجيل الرابع أو الخامس. وتخليد مكانة اللاجيء يستدعي التبذير والفساد والصلوات، ولكن ضرره الاكبر هو في مساهمته في تخليد النزاع. ترامب محق في هجومه على المنظمة.
ولكن 850 الف غزي يتلقون مساعدة من الاونروا. 230 الف تلميذ يتوجهون كل يوم الى مدارسها في القطاع. وهي تعيل في غزة 21 الف موظف و 8 الاف معلم. في اثناء الحملات العسكرية في غزة وجد السكان ملجأ في مؤسسات المنظمة. وهكذا سمحت للجيش الاسرائيلي بضرب الاهداف في ظل مس اقل بالمدنيين.
قبل اغلاق الاونروا، ينبغي الحرص على اطار يشغل مكانها. ترامب لا يهمه، فهو لا يعيش هنا، ولكن في الجيش الاسرائيلي قلقون. قلقون من أن يؤثر التقليص في المساعدات على سلوك الفلسطينيين في الاردن. 117 الف تلميذ يتعلمون في مدارس الاونروا في الاردن. ليس صدفة ان نتنياهو يمتنع عن الدعوة الى تصفية الاونروا الان. فقد تحدث عن بداية مسيرة.
كتبت في المقدمة انه يوجد اتصال مفاجيء بين جبهة الشمال وجبهة غزة. الاتصال هو رسالة: ضابط تحدث عن تهديد الحرب في الشمال، لاحظ أن المواجهة التالية في غزة ستتم بطريقة تطلق رسالة رادعة لحزب الله وايران. فالغزيون سيدفعون الثمن.
الناطق الاكثر حزما
2018 هي سنة الحكم الاخيرة لابو مازن. بمعنى معين، اليوم التالي لابو مازن بات هنا، في معمعان الشائعات المعتمل في رام الله، في البوادر الاولية لحرب الوراثة. الاسابيع الاخيرة كانت جيدة لابو مازن وكانت جيدة لنتنياهو – لذات الاسباب. فاعتراف ترامب بالقدس حرر نتنياهو من ضغوط أمريكية. ويمكن للحكومة أن تبني في القدس وفي المستوطنات دون خوف. وهي معفية من النزاع الداخلي الذي كان سيثور في ضوء خطة السلام الامريكية.
أبو مازن هو الآخر سعيد. شرق القدس هي اجماع، في الشارع الفلسطيني وفي الشارع العربي. فالاعتراف بالقدس حرره من الحاجة لان يقول لا لخطة سلام امريكية. فعندما يتهم ترامب في عرقلة المفاوضات فانه يشعر بأمان: معظم العالم يقف خلفه.
ان المقاطعة التي أعلنها ابو مازن على الادارة الامريكية هي مقاطعة مطلقة. فقد تجول مبعوث السلام الامريكي جيسون غرينبلت هنا في الايام الاخيرة، تجول في غلاف غزة والتقى الكثير من الاسرائيليين، ولكن لم يكن له اي اتصال مع رجال السلطة. القنصل الامريكي في القدس مقاطع هو الاخر. والوحيد الذي يقيم اتصالا مع السلطة هو الجنرال أريك فندت، الرئيس الجديد لوحدة المساعدة الامنية للفلسطينيين. وعندما سيتعرفون في البيت الابيض على وجود هذه الوحدة، فانهم سيلغونها هي ايضا وسيوفرون حتى 150 مليون دولار في السنة.
بدون مال، بدون لقاءات، فان التأثير الامريكي على السلطة صفري. لا غرو أن ابو مازن يبحث عن وسطاء في اوروبا ليكونوا قصة الغطاء له لتجميد المفاوضات، ونتنياهو يشرح للجميع بانه لا توجد مفاوضات بدون أمريكا. نحن في مرحلة لعبة اللوم.
استدعي أبو مازن في الاشهر الاخيرة مرتين لمحمد بن سلمان، ولي العهد السعودي الذي عرض عليه المال وطلب بالمقابل موافقة فلسطينية على المفاوضات برعاية ترامب. ما الضير في عاصمة في القدس، سأل السعودي. مشكوك أن يكون يعرف اين ابو ديس على الخريطة – فقد سمع الاسم من الامريكيين. ابو مازن اجاب: المال أحتاجه، ولكن عن القدس لن أتنازل. وانتهت اللقاءات بلا شيء.
الخوف مزدوج: واحد، في أن الخطابات القاسية لابو مازن ستترجم الى خطابات أقسى للمنافسين على الوراثة، والشارع سيفهم الاشارة، وعملية ارهابية من مصنع فتح ستنطلق على الدرب. فيجتمع الكابنت الاسرائيلي ويقرر، بخلاف موقف الجيش الاسرائيلي، اعادة اقامة الحواجز، الغاء تصاريح العمل، وفرض عقوبات جماعية.
الخوف الثاني هو أن يعلن بو مازن عن حل السلطة. والآثار الامنية واضحة.
توجد اسرائيل في فترة جيدة في علاقاتها مع الدول السُنية. وحتى الضعف الامريكي هو بشرى طيبة في المدى القصير. عندما تكون السياسة الخارجية الامريكية في تراجع، ولا توجد جهة امريكية جدية يمكن الحديث معها، فان رؤساء الدول يرفعون عيونهم الى نتنياهو. فهو يمكنه ان يؤثر على ترامب، يمكنه ان يؤثر على بوتين، هو الناطق الاكثر طلاقة، الاكثر حزما، للحكام السُنة في العالم (باستثناء واحد، السُني من رام الله). وحتى مع الصين، اللاعب الذي سيدخل الساحة في السنوات القادمة له حديث. في الجيش الاسرائيلي يقدرون بانه في غضون خمس سنوات الصين ستكون متدخلة عميقا في الاقتصاد والسياسية في الشرق الاوسط. وهدفها الاول سيكون الحصول على نصيب من الاستثمارات الهائلة في اعادة بناء سوريا الخربة.
اذا كان كل شيء جيد على هذا النحو، فلماذا يكون الجميع قلقين؟ الجواب يوجد ربما في بيت من قصيدة لحاييم غوري:”حرب اخرى تحسد منذ الان سابقتها تجمع البكاء في الهواء”.
هآرتس / تهديد اسرائيل بقصف مصانع الصواريخ – في لبنان لا يهدف الى اشعال الحرب
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 2/2/2018
القيادة في اسرائيل دقت كل الاجراس تحذيرا من خطر مخططات ايران في لبنان. ولكن يبدو أن هدفها ليس اشعال الحرب، بل العكس، ابعادها. إن تحذير رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان من النوايا الايرانية لاقامة مصنع للسلاح في الاراضي اللبنانية وجه لكل أذن مصغية في المنطقة، بيروت وطهران ودمشق. في المرة السابقة التي حذرت فيها اسرائيل في ايلول الماضي يبدو أن الرسالة استوعبت جيدا – ايران وحزب الله اوقفوا المشروع. هذه الجهود تجددت مؤخرا، سواء لأن خطوات ايرانية مشابهة في سوريا ووجهت بتحفظ روسي أو لأن طهران وصلت الى استنتاج بأن اسرائيل لن تستطيع صدها في لبنان.
الحملة الاعلانية الاسرائيلية بدأت بمقال نشره في يوم الاحد الماضي المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي العميد رونين منلس في مواقع الانترنت بالعربية. بعده جاءت خلال 72 ساعة تهديدات واضحة جدا من جانب نتنياهو وليبرمان وآيزنكوت. في زيارة رئيس الحكومة الى موسكو احتلت مسألة التدخل الايراني في المنطقة ومحاولات اقامة مصانع سلاح بشكل خاص، مكان بارز في المحادثات مع الرئيس بوتين. وكالعادة، هجوم وسائل الاعلام الاسرائيلية كان اقل توازنا وتنسيقا مما يمكن أن يعتقده القاريء أو المشاهد العقلاني. لقد بحثوا من اجل مقال منلس عن منصات مناسبة لنشرة لاسبوعين تقريبا. فقط عندما وافق عدد من مواقع الانترنت بالعربية على نشره بدأت كرة الثلج تتدحرج. وقد تم الرد عليه بالنفي والتهديد من قبل حزب الله.
على المستوى الامني، نتنياهو يكره المخاطرة جدا. منذ احترق كرئيس حكومة جديد في احداث النفق في ايلول 1996 فانه يحذر ايضا من اخطار أقل بكثير. عندما توجه الى مواجهة عسكرية محدودة (عمود السحاب في 2012 والجرف الصامد في 2014 في غزة) جر الى ذلك فقط نتيجة لالتقاء تحدي امني خارجي وخطر سياسي داخلي. ولكن بالنسبة ايران وحزب الله في لبنان فان ما يوجد على الطاولة مخاطرة اكبر بكثير، التي يفسر معادلة الردع المتبادل التي نشأت بين الطرفين منذ انتهاء حرب لبنان الثانية في 2006، والتي ضمنت فترة فريدة في طولها من الهدوء في الشمال.
مرة واحدة منذ فترة طويلة، عندما جر نتنياهو من خلال تصريحات صقورية، ظهرت النظرية حول نيته لشن حرب كبيرة من اجل ابعاد النار عنه في قضايا التحقيقات. وعندما تتعالى هذه الاتهامات من كونها شائعات وتصبح مقالات رئيسية في الصحف فهي تحتاج الى اثباتات اكثر اقناعا. حتى الان هذه الاثباتات غير موجودة – من الصعب رؤية آيزنكوت في السنة الاخيرة في منصبه يؤيد مؤامرة كهذه. اسرائيل تتبنى الآن خط هجومي اكبر وقد دعمته بالافعال (حسب وسائل الاعلام العربية وغيرها) في سلسلة كثيرة من الهجمات في سوريا. ولكن حتى الآن يبدو أن طبول الحرب في الشمال يمكنها أن تنتظر.
في لبنان يتوقع اجراء انتخابات برلمانية في ايار
حزب الله لا تنقصه الصواريخ والقذائف. في السنوات بعد حرب 2006 تعاظمت ترسانته بعشرة اضعاف تقريبا، حسب تقديرات الاستخبارات الاسرائيلية. المئات من هذه الصواريخ يمكنها الآن ان تصل الى منطقة غوش دان والبعض منها يمكنه الوصول الى ايلات (في بداية الحرب الاخيرة كان مدى صواريخ حزب الله يصل الى الخضيرة). التغيير الذي يقلق اسرائيل كما يبدو متعلق بالقدرة على تحسين الدقة لهذه الصواريخ. اذا نقل الايرانيون خط الانتاج قريبا من مخازن حزب الله في لبنان فان الدقة ستزداد واسرائيل لن تستطيع عمل الكثير من اجل احباطها دون البدء بحرب. من هنا جاء التصميم على علاج ذلك الآن، بدء بوسائل دبلوماسية وبعد ذلك – اذا لم يكن خيار آخر – بخطوات سرية، أو كملاذ اخير ايضا بالقوة بواسطة الصواريخ والقذائف.
حسب التصريحات الاسرائيلية على الاقل، القدس تأمل في هذه المرة المساعدة الروسية، وهو أمل خاب في قضية اتفاقات تقليص الاحتكاك في جنوب سوريا في الصيف الماضي. هناك لم تتدخل موسكو بصورة كافية من اجل منع اقتراب المليشيات الشيعية المؤيدة لايران الى الحدود في هضبة الجولان. هذه المرة هناك امكانية لعامل كبح آخر: في لبنان يتوقع اجراء الانتخابات البرلمانية في ايار ومن المشكوك فيه أن يكون الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله، معني بحرب تشوش خطواته السياسية. في هذا الاسبوع نقل الجيش اللبناني عن طريق قوة اليونفيل احتجاج على تجديد العمليات الاسرائيلية في بناء جدار وحائط دفاعي على طول الحدود في المطلة. لبنان تدعي أن مسار الجدار الاسرائيلي يتجاوز الحدود المتفق عليها في ست نقاط على طوله ويطالب بنقاش ثلاثي في هذه الخطة. خلافا لما تبين في عدد من التقارير فان اظهار قلق لبنان لم ترافقه تهديدات بالحرب.
فجوات في التحليلات
الجنرال احتياط عميرام لفين قرأ هنا في الاسبوع الماضي عن وثيقة تحديث استراتيجية الجيش الاسرائيلي لرئيس الاركان آيزنكوت وتأثر بها. “هذه وثيقة اساسية وجدية وهي تشمل كل ما هو مطلوب”، قال لفين الذي يواصل علاقته مع قيادة الجيش (ويقدم توصياته احيانا بصورة غير رسمية لوزير الدفاع ليبرمان ايضا)، بعد عشرين سنة على تسرحه من الجيش الاسرائيلي. حول مرؤوسيه السابق آيزنكوت الذي كان قائد لواء غولاني عندما كان لفين قائد المنطقة الشمالية، توجد لديه كلمات جيدة عنه: “هو رئيس اركان ممتاز ولديه قيم. الويل لنا اذا لم يكن كذلك”.
ولكن لفين قلق مما يصفه كفجوة بين التحليل الاستراتيجي الصحيح للجيش الاسرائيلي بخصوص الواقع الاقليمي وبين الحلول التي يطرحها الجيش. اساسا في مجال نشاط القوات البرية. هذا تشخيص ليس بعيد جدا عن اقوال رئيس الاركان. منذ اكثر من سنتين يحاول آيزنكوت صب مضمون في الاعلانات العسكرية حول اهمية المناورة البرية. مؤخرا اعلن الجيش عن عودة الوية المشاة والمدرعات النظامية الى التدرب حسب صيغة 17: 17 (17 اسبوع تدريب و17 اسبوع عمل تنفيذي)، في المرة الاولى منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في ايلول 2000. لفين يعتقد أن التغيير يتم ببطء شديد وأن الذراع البري في الجيش الاسرائيلي يجد صعوبة في تنفيذ الاختراقات التي تم تحقيقها في سلاح الجو والاستخبارات وفي التنسيق القوي بينهما.
لفين الذي دخل في السنة الاخيرة الى السياسة عن طريق حزب العمل، وانضم الى رئيس الحزب آفي غباي، شغل في السابق منصب قائد وحدة قيادة الاركان وقائد كتيبة وقائد لواء للمدرعات، وبعد ذلك قائد فرقة مدرعة. في منصبه الاخير كقائد المنطقة الشمالية عمل في الحرب مع حزب الله في المنطقة الامنية في جنوب لبنان. حزب الله الذي تفاخر بطرد الجيش الاسرائيلي من لبنان في العام 2000 (بعد خروج لفين من الخدمة) عاد وحاربه في العام 2006. لفين كان احد رؤساء طواقم التحقيق الاساسية الذين تم تعيينهم في الجيش بعد الحرب. اعداء اسرائيل، قال، عرفوا في حينه امر اساسي واحد: “هم لا يستطيعون هزيمة الجيش الاسرائيلي، لذلك هم يوجهون النار نحو المجتمع الاسرائيلي – حرب نفسية من خلال وسائل الاعلام وبعد ذلك اطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية”.
لفين لم ينفعل من الادعاءات التي تقول إن التحديات التي يواجهها الجيش الاسرائيلي تحولت الى تحديات أصعب من السابق. “الفجوة في النسبة بين القوى الآن اكبر كثيرا في صالح الجيش الاسرائيلي مما كانت عليه في السابق. الجيوش حولنا تعمل داخل دول لم تعد سليمة. التهديد على اسرائيل هو من منظمات ارهابية، حفاة لديهم صواريخ”. التناظر المركزي الآخر بين اسرائيل وحزب الله وحماس حسب رأيه متعلق بأهداف الاطراف. “يوجد للدول المتقدمة ونحن منها، مصلحة في الحفاظ على التوازن، فهو مريح لها، بالنسبة للمنظمات هذا الهدف هو معاكس. فهي تريد تحطيم الوضع الراهن – والطريق لتحقيق ذلك من ناحيتها هو بواسطة ادخال المدنيين الى المعادلة. جبهتنا الداخلية التي ستتلقى الضربة – والمدنيون لديهم الذين سنتسبب بموتهم، يمكن اتهامنا. اذا هاجمنا في الحرب القادمة وضربنا حزب الله على مدى شهرين، وخلال هذه الفترة كان مواطنونا يهاجمون طوال الوقت فهذا يعني أنني خسرنا”.
لفين الذي منذ سنوات يشخص تداعيات الخدمة العسكرية في المناطق على أداء الجيش الاسرائيلي في الحروب، يقول إنه “يوجد لهذا تأثير مدمر، وهناك ولدت فكرة أن الهدف الاساسي للقائد هو الخروج بسلام من المهمة واعادة الجنود سالمين، دون صلة مع تنفيذ المهمة”. هو يوصي بعدد من الخطوات المختلفة لتعزيز مكانة القوات البرية. لفين يقترح تقليص اكثر في القيادات، لكنه يعتقد أن هذه الخطوة يجب أن تبدأ بتقليص مكانة الذراع البري، من اجل أن يكف عن منافسة القيادات الميدانية وينتقل للتركيز على التوجيه. ايضا قيادة الجبهة الداخلية التي اسست في ولاية الجنرال السابق بني غانتس، هي زائدة حسب رأيه (“يمكن الاكتفاء بقيادة مقلصة في سلاح الجو”). وهو يعتقد أن على الجيش أن يشغل اربع فرق نظامية بدل ثلاثة الآن. بذريعة أن خطوة كهذه تقلص الاعتماد على قوات الاحتياط في الايام الاولى لاندلاع الحرب وتمكن الجيش الاسرائيلي من انزال ضربة مفاجئة وسريعة عند الحاجة على العدو دون الكشف عن نواياه مسبقا (تجنيد الاحتياط بصورة مسبقة هو عملية يمكن تشخيصها بسهولة نسبية من قبل الطرف الآخر).
كعادته، فان لفين يظهر استعداد اكبر لتحمل مخاطر من معظم مرؤوسيه السابقين. رغم التقليص الكبير الذي تم في ترتيبات قوة الدبابات في الجيش الاسرائيلي فان لفين يعتقد أن هذا غير كاف، ويوصي باستغلال الفرص التي تقدمها الحروب الداخلية في العالم العربي والاستغناء عن منصات اخرى قديمة نسبيا في سلاح المدرعات، ايضا حتى لو أنه سيمر زمن طويل حتى يكون بالامكان انتاج ما يكفي من الدبابات الاسرائيلية. بدلا منها يوصي بالاعتماد على خليط من الصواريخ بعيدة المدى وحتى الصواريخ المضادة للدبابات الى جانب ادوات مدرعة بسيطة واكثر سرعة وتعزيز قدرات المناورة لنظام سلاح المشاة.
عودة الى 1948
قبل اقل من ثلاثة اشهر على موته في هذا الاسبوع، التقى الشاعر حاييم غوري في لقاء أخير مع مجموعة كان يكن لها تعاطف خاص – منتدى القيادة العامة للاركان. رئيس الاركان قرر تخصيص جزء من الاحتفال بالسنة السبعين للدولة في الجيش الاسرائيلي للنقاش في حرب الاستقلال، وقد افتتح الاحتفال بالذكرى السنوية على قتل اسحق رابين، للقاء مع محاربي 1948. غوري كان ضيف الشرف في الجلسة الافتتاحية مع الجنرالات في مركز رابين والقى هناك خطاب مطول ومنفعل حول انطباعاته وذكرياته من تلك الحرب، وحول التخبطات بشأن القيم القتالية للجيش الاسرائيلي وعلاقة ذلك بقصائد الترمان.
علامات العمر ظهرت على صحته. ولكن اقواله كانت حاسمة وواضحة. في نهاية المطاف حدث شيء غريب قليلا. غوري أدهش الحضور باقتباساته عن ظهر قلب لاجزاء من قصائد طويلة، قرأ من قصيدة لالترمان. ولكن المستمعين الذين لهم حس متطور في الشعر كان يمكنهم بسرعة أن يشخصوا أن الاسلوب ليس اسلوب الترمان، بل غوري نفسه. بعد بضع صفحات من القراءة الدراماتيكية المشبعة بالمشاعر قاطع غوري فجأة نفسه في منتصف الجملة وتوجه الى زوجته بدهشة: “لكن، يا اليكا، هذا ليس ما كتبه الترمان، أنا الذي كتبته”. هل كان يفحص انتباه الجمهور أو أنه تخبط للحظة بين المساهمة القيمة التي قدمها للثقافة العبرية وبين ما قدمه الترمان الذي هو أكبر منه؟ من الصعب معرفة ذلك، لكن مستمعيه خرجوا من اللقاء مع الانطباع العميق للقاء مع جيل آخذ في التلاشي. ليس بالامكان أن لا نشخص شوق الشاعر القوي لاصدقائه الذين سقط عدد كبير منهم في حرب 1948، وظلوا في ذاكرته كأبناء عشرين الى الأبد.
معاريف / ملثمون في تل أبيب
معاريف – بقلم جاكي خوري – 2/2/2018
حصل هذا في احد الايام الماطرة التي مرت على تل ابيب مؤخرا. فوفد من السلطة الفلسطينية حل ضيفا في المدينة الكبيرة على لقاء مع شخصيات عامة اسرائيلية. واحد إثر آخر صعد المجتمعون وتحدثوا. كيف انسحبت واشنطن من المسيرة السلمية، ما الذي يتسبب به الجمود المتواصل في المحادثات، ما هي المخاطر المستقبلية على الطرفين. واشار كل خطيب الى زاوية ما في المسألة، واقترح بعضهم الحلول. واذا كانت خلافات، فلم تدر هذه حول الحاجة الى السلام وحل الدولتين بل تعلقت بالطريق.
على رأس الوفد الذي جاء من رام الله كان مسؤولان كبيران أيضا. اسماهما سيعنيان قليلا للاسرائيليين، ولكنهما معروفان جيدا في الشارع الفلسطيني. احدهما عضو في المطبخ المصغر لابو مازن، من اولئك الذين يهمسون في اذنه. رفيقه، رجل الدائرة الثانية. كلاهما ضالعان في السياسة عندنا بقدر لا يقل عن الشارع الاسرائيلي. موضوع الاجتماع وصل الى آذان بعض الصحافيين، فتكبد بعضهم عناء المجيء. وفاجأ حضورهم الوفد من رام الله. وعندما بدأ الرجلان يتحدثان، طلبا اطفاء الكاميرات. فقد قالا غاضبين ان الزيارة ومضمونها ليسا للنشر.
انتهى الحدث، واعتزم الفلسطينيون التحرك. في موقف السيارات المجاور انتظرت السيارات، ولكن الرجلين تأخرا بضع ثوان. وجيدا جيدا لفا اللفحات حول الوجه، بشكل أخفى القسم السفلي من وجهيهما. واضاف واحد منهما قبعة. في الخارج كان يهطل المطر، وريح باردة كانت تهب. وكان التخفي تحت لباس دافيء مفهوما، ولكنه لم يكن اضطراريا. فالبرد التل ابيبي لطيف وبعيد عن البرد الشديد لرام الله. يحيطهما المرافقون والمساعدون، بوجوه مكشوفة، خرج الرجلان من المبنى. في الاسفل، بخلاف تقديرهما، لم يفاجئهما أي مصور أو صحافي. ومع وصولهما الى السيارات، كشفا عن وجهيهما. وسمع منهما تنفس للصعداء.
لقد سعى هذان الرجلان الى التخفي من كمين اعلامي ليس بسبب زعيمهما ابو مازن. فهو الذي بعث بهما الى هناك. فقد اخُتبئا من عين الجمهور الفلسطيني. واختباؤهما يفيد بمكانة الجمهور في قلب مسؤولي السلطة. فهم يشعرون جيدا بالتيارات العميقة في اوساطه، ويعرفون الحدود التي وضعها لهم. والخوف ليس انتخابيا. فهم لن يخضعوا للانتخابات. الخوف هو أنهم، رموز السلطة، سيبدون كمن ينبطحون أمام الاسرائيليين، في عصر ترتبط فيه حكومة اسرائيل بالبيت الابيض وتركل المسألة الفلسطينية. هذا واقع جديد، حتى قبل سنتين أو ثلاث سنوات، كانت زيارة الشخصيات الفلسطينية الى اسرائيل جزءا من الجهود لتحريك المسيرة السلمية. اما اليوم فهو يحاذي الخيانة.
المصيبة التي منعت
يوم الجمعة الماضي، في ساعات المساء، استدعى السكان الشرطة الفلسطينية الى طريق جانبي في منتصف الطريق بين طولكرم وجنين. على جانب الطريق اكتشف افراد الشرطة ثماني حفر صغيرة، خبئت فيها عبوات ناسفة بوزن 15 حتى 20 كيلو غرام لكل واحدة. وكانت بعيدة مترين، ثلاثة امتار الواحدة عن الاخرى وترتبط بخيوط. وبدت الحفر حديثة العهد، وتم الحفر بفظاظة، بشكل أضر بالاسفلت وجذب الانتباه، واستدعي خبراء المتفجرات من السلطة الى المكان وفككوا المفجرات. وبعدهم جاءت قوات الجيش الاسرائيلي وفجرت العبوات.
في حساب غليظ، زرع هناك نحو 150 كيلو غرام من المواد المتفجرة. هذه كمية ليست معدة بسيارة واحدة، بل بقافلة أو بباص. الطريق جانبي، والمنطقة قليلة السكان العرب أو اليهود. ومن أجل أن يمر الضحايا المرشحون عن الكمين، ينبغي اغراؤهم للاقتراب منه. يحتمل أن في المرحلة التالية، بعد الزرع، استهدفت الخلية افتعال حدث أمني محدود، كعملية ضد سيارة واحدة، تضخ الى المكان قوات غفيرة وعندها تشغل العبوات معا.
في لبنان كانوا يسمون هذه “ساحة عبوات”، احدى وسائل القتل الناجعة لدى حزب الله منذ خلصت اسرائيل نفسها من لبنان، قبل 18 سنة. من النادر أن تجد كهذه في المناطق الفلسطينية. وقد نفذت المهامة خلية وليس شخصا واحدا. فهي تتطلب معرفة واسعة في مهنة التخريب ونوايا مبيتة كبيرة. هذا عمل منظمة، والمشبوهون الفوريون هم حماس وحزب الله. للمنظمتين حساب مع اسرائيل. حساب طازج، مولده في اعمال اسرائيلية في غزة وفي اراضي لبنان.
لقد نشرت القصة بمبادرة رام الله. فمن المهم للسلطة ان تري جمهورها (والاسرائيليين ايضا) المخاطر التي تحدق بهم، ولماذا هناك حاجة لاجهزة أمن قوية. يمكن الافتراض بان اسرائيل والسلطة تتعاونان في التحقيق. تصوروا واقعا لا يكون فيه هذا التعاون موجودا. ان يقيم حزب الله أو حماس خلايا قتل كهذه من بعيد. تصوروا ان تغرى قوات الجيش الاسرائيلي للوصول الى الساحة وتشغل العبوة. وبعد المصيبة تبقى اسرائيل للتحقيق فيها وحدها. لتجد الخلية في داخل كومة القش، تعتقل رجالها في مصران مدينة معادية، وتفعل كل هذا تحت ضغط القنبلة المتكتكة، خشية أن تهاجم الخلية مرة اخرى. تصوروا ان تكون في المنطقة بضع خلايا وليس واحدة. تصوروا ان يكون الضباط في الاجهزة الفلسطينية، اولئك الذين يساعدون كرجل واحد جهاز المخابرات الاسرائيلي في التحقيق في العملية، يتمردون على السلطة، بسبب ضعفها أو يتلقون أوامر من فوق لضرب أهداف اسرائيلية. في الماضي كنا في هذا الفيلم. وفي اليوم الذي يتضعضع فيه استقرار رام الله، قد تتطور كرة ثلج تعيد تلك الايام. المؤامرة التي احبطت هي جرس تحذير للطرفين. فالتعاون الامني هو بوليصة تأمين مركزية ضد سفك الدماء. ومن يساهم في اضعافه، سيتحمل المسؤولية عن فقدان حياة الناس.
اسرائيل اليوم / لا تفوتوا التقارب
اسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – 2/2/2018
هناك تقارب كبير بين الحكومة الاسرائيلية والادارة الامريكية. كان يكفي رؤية لغة الجسد للرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو يوم الجمعة الماضي في دافوس. وحتى لو لم تكن هناك مواقف متطابقة في كل ما يتعلق بحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، وحتى لو كان واضحا بان هناك ثمنا لهذا التقارب الزائد، من الحيوي استغلاله لغرض خطوات سياسية يمكن أن تتخذ في اثناء السنتين القادمتين. كل يوم يمر دون جهد لتغيير الوضع، هو يوم ضائع. ان الفوارق في مواقف الاطراف تتعلق بالموقف من حل الدولتين، من الشريك الفلسطيني، من سياسة استمرار البناء في المستوطنات ومن مجرد احتمال الوصول الى تسوية كاملة الان. ترامب يعود ويقول انه يتوقع تنازلات لن تتحمس حكومة نتنياهو لتقديمها.
ثمن هذا التقارب واضح: اسرائيل تتماثل مع ترامب وادارته أكثر من اي دولة في العالم. يهود الولايات المتحدة، باغلبيتهم الساحقة، يتحفظون من سياسة ترامب في مجالات عديدة. معظمهم يصوتون للحزب الديمقراطي ومرشحيه ويعرفون انفسهم كليبراليين. اما دعم حكومة اسرائيل لترامب فتبعد الكثيرين منهم عن اسرائيل. ويبعد هذا الدعم عنا ايضا الحزب الديمقراطي ويكفي النظر الى الاستطلاع الذي اجري بالنسبة للموقف من اسرائيل في اوساط مؤيدي الحزبين: هناك فرق 50 في المئة بين التأييد الجمهوري البارز وبين التأييد الديمقراطي المتقلص. من شأننا ان ندفع على ذلك غير قليل اذا ما اصبح احد المجلسين، في تشرين الثاني القادم، باغلبية ديمقراطية، واذا انتقلت الادارة الى الديمقراطيين في السنوات القادمة.
ولكن الثمن يدفع منذ الان، وعليه فان السؤال الذي تقف امامه حكومة اسرائيل هو كيف تستغل تأييد الادارة بالشكل الاقصى. لاسفي، فان الجهد الاساس يجري في مجال “ادارة النزاع” وحفظ الوضع القائم في ظل التصفيق للتصريحات الايجابية تجاه اسرائيل وتجاه الشعب اليهودي، التي – مع كل اهميتها – ليس فيها ما يحدث التغيير اللازم في المجال الذي هو المصلحة العليا لدولة اسرائيل: ضمانها كدولة يهودية وديمقراطية في المستقبل ايضا.
نتنياهو على علم جيد بالخطر الديمغرافي. وهو يكثير من القول انه لا يريد لان تكون اسرائيل دولة ثنائية القومية، وليس صدفة أنه تراجع عن معارضته القاطعة لاقامة دولة فلسطينية ولحل الدولتين، واعرب عن تأييد علني لهذا الحل في خطاب بار ايلان في حزيران 2009. وهو يفهم بان المشكلة آخذة في التفاقم، لان القراءة المتذاكية للاعداد لن تغير الوضع على الارض وانه يجب القيام بعمل ما. لم يستطب الطريقة التي تناولت فيها ادارة اوباما للموضوع ورأى في هذه الادارة متحيزة للطرف الفلسطيني. ولكن اذا كان يؤمن حقا بان ادارة ترامب هي الاكثر ودا لاسرائيل من اي ادارة اخرى، فمن واجبه ان يستنفد الاحتمال وينفذ المصلحة الوطنية حيالها. نتنياهو ليس مستعدا لان يدفع الثمن الذي يفهم كل العالم تقريبا بانه يجب ان يدفعه مقابل السلام. ليس مستعدا لعاصمة فلسطينية في شرقي القدس، لا لحل يسمح لعدد رمزي من الفلسطينيين الدخول الى اسرائيل ولا لحدود على اساس الخط الاخضر، مع تعديلات متبادلة. لا يمكن لاي زعيم فلسطيني أن يوافق على تسوية دائمة دون هذه المباديء.
اذا لم يكن نتنياهو مستعدا لان يدفع ثمن السلام، ولكنه أيضا غير مستعد لان يعش مع الفلسطينيين في دولة واحدة قد تتحول فيها الاغلبية اليهودية في غضون وقت غير طويل، الى اقلية، فانه لا يمكنه أن يسمح لنفسه الا يستغل التقارب مع الادارة الامريكية للقيام بعمل ما – انسحاب من طرف واحد باسناد امريكي، في ظل النزول الى تفاصيل التفاصيل.
برأيي، يمكن الوصول الى اتفاق سلام مع م.ت.ف برئاسة ابو مازن. ولكن اذا كان رئيس الوزراء يفضل السير في طريق شارون فسأجد نفسي أؤيد ذلك، دون حماسة، لان المصلحة المشتركة لليمين ولليسار الصهيوني هو ترسيم الحدود. ان الاختبار الحقيقي للصداقة الامريكية هو استعداد الادارة لمساعدتنا للتحرر من التهديد الاستراتيجي الاكبر الذي تقف امامه دولة اسرائيل: فقدان طابعها كدولة يهودية وديمقراطية.
هآرتس / مواجهة جديدة تضاف الى الحروب غير المنتهية في اليمن
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 2/2/2018
عندما احتل متمردو منظمة “المجلس الانتقالي الجنوبي” في هذا الاسبوع مدينة عدن في جنوب اليمن، والتي كانت تسيطر عليها حتى ذلك الحين قوات الجيش اليمنية، ظهر وكأن السعودية تكبدت خسارة اخرى في الحرب التي بدأتها قبل ثلاث سنوات تقريبا، حيث أنه في اللعبة التي مجموعها صفر والتي تديرها السعودية منذ العام 2015 مقابل ايران فان كل خسارة لحكومة اليمن المعترف بها، برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، تعني خسارة للسعودية، وكل خسارة للسعودية هي مكسب لايران.
عشرات القتلى ومئات الجرحى، معظمهم من المدنيين الذين اصيبوا في معارك الايام الاخيرة، ليسوا اكثر من “ضرر بيئي” حسب رأي السعودية والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تنظر من بعيد الى الحرب رغم اهمية اليمن الاستراتيجية. ولكن بالتحديد هذه المعركة الاخيرة تدل الى أي درجة تعتبر النظرة الدارجة، التي تعتبر هذه الحرب صراع بين السعودية وايران، أو بشمول أوسع بين السنة والشيعة، هي نظرة مشوهة. لأنه ليس فقط السعودية وايران اتخذتا من الجبهة اليمنية ساحة للصراع بينهما.
في هذه الساحة تحاول ايضا دولة اتحاد الامارات لي ذراع السعودية حليفتها في التحالف العربي الذي يشمل تسع دول، والجنوبيون يصارعون ضد الشماليون بهدف اعادة اقامة دولة جنوب اليمن كدولة مستقلة. ايضا بين الجنوبيين فيما بينهم تجري معركة حول السيطرة القبلية التي اساسها موجود منذ الحرب الاهلية التي وقعت في الدولة قبل وبعد توحيد اليمن في العام 1990. هذه حرب على مضيق باب المندب، وهو أحد خطوط التجارة الاستراتيجية في الشرق الاوسط. وعلى استخراج النفط الموجود في الصحراء الجنوبية. وعلى رأس الجسر للقرن الافريقي وعلى تشكيل هذه الدولة المبعثرة.
عشرة آلاف شخص تقريبا قتلوا في زمن الحرب، واكثر من 50 ألف جريح يصارعون على حياتهم في دولة نصف العيادات والمستشفيات فيها لا تعمل، وأكثر من 3 ملايين شخص من الـ 11.5 مليون من سكان الدولة تحولوا الى اشخاص لا مأوى لهم، و8 ملايين شخص تقريبا يعانون من الجوع الشديد، و2200 شخص ماتوا بمرض الكوليرا. المساعدات الانسانية لا تصل تقريبا الى المحتاجين، سواء بسبب أن صناديق المساعدة فقيرة أو بسبب الحصار الذي فرضته السعودية على الموانيء في الجنوب، وكل قافلة للمساعدة تضطر الى المرور في طرق خطيرة من اجل الوصول الى الهدف.
منظمة “المجلس الانتقالي الجنوبي” التي احتلت عدن تعتمد على قوات مقاتلة تسمى “قوات القطاع الامني”، التي دربتها ومولتها دولة الامارات التي تؤيد زعيم المجلس عدروس الزبيدي، وهو من كبار زعماء جنوب اليمن في فترة الحرب الاهلية، وقد انشأ قبل سنة تقريبا هذه المنظمة بهدف تشكيله قيادة بديلة للرئيس هادي ورئيس حكومته احمد الدورار، اللذان يتهمهما الزبيدي بالفساد والمسؤولية عن الازمة الاقتصادية التي حلت بالدولة وعدم القدرة على الحفاظ على الاستقرار الامني.
هادي الذي يعيش في السعودية ولا يتجرأ على العودة الى بلاده، فقد القدرة على ادارة المحافظات الجنوبية حتى التي تسيطر عليها حكومته كما يبدو. رئيس الحكومة وعدد من الوزراء قام المتمردون بسجنهم في قصر الرئاسة في عدن، وفي هذه الاثناء تحاول السعودية ودولة الامارات ليس فقط التوصل الى اتفاق مصالحة بين المتمردين وقوات النظام، بل تسوية الخلافات السياسية بينهم.
في الوقت الذي تسعى فيه السعودية الى انشاء دولة يمنية موحدة تدار من قبل حكومة مشتركة للشمال والجنوب، فان دولة الامارات تسعى الى اقامة دولة مستقلة في الجنوب، أو على الاقل فيدرالية تستند الى حكومتين، الامر الذي يضمن استمرار نفوذ الامارات في جنوب اليمن وميناء عدن. أمس صرح كبار الدولتين، الشريكتين في الحرب ضد الانشقاقيين الحوثيين بهدف كبح النفوذ الايراني، بأنها ترى بنفس المنظار مستقبل اليمن، ولكن على الارض فان الامور تبدو مختلفة.
مصالح اقتصادية
اتحاد الامارات تعتبر حرب اليمن نافذة فرص لترسيخ مكانتها ونفوذها في الشرق الاوسط، وليس اقل من ذلك، زيادة قوتها الاقتصادية. عن طريق حكومة يمنية تسيطر على ميناء عدن يمكن لدولة الامارات أن تنظم حجم التجارة العالمية في باب المندب، وعلى الاقل أن يؤدي هذا الى عدم تنافس ميناء عدن مع موانيء أبو ظبي ودبي. موطيء قدم في اليمن سيمنحها رافعة اقتصادية هامة في ترسيخ التجارة مع دول افريقية، اضافة الى ذلك دولة يمنية تحت رعايتها يمكنها أن تحيد قوة حزب الاصلاح اليمني – فرع لحركة الاخوان المسلمين. هنا يتبين التواء آخر في سياسة الدولتين الخليجيتين.
السعودية التي اعتبرت الاخوان المسلمين منظمة ارهابية، تتعاون مع حزب الاصلاح اليمني الذي يدير النظام المعترف به، في حين أن دولة الامارات تتبنى بالتحديد التيارات السلفية التي يقاتل جزء منها في صفوف المنشقين. بناء على ذلك فان كل محاولة لطرح هذه الحرب كجزء من المواجهة بين السنة والشيعة، ستواجه بالتناقضات الكثيرة التي اوجدتها مثل التي تحطم النظريات الثابتة حول طبيعة المواجهات الدينية في الشرق الاوسط. ولكن دولة الامارات ليست دولة عظمى على نمط السعودية وايران، وهي تجد صعوبة في مساعدة وتوجيه دولة كاملة. بناء على ذلك فهي تفضل تقسيم اليمن الى دولتين. السعودية في المقابل، تقدر أن اقامة دولتين احدهما، الشمالية، ستتحول الى دولة حوثية برعاية ايرانية، هي تهديد استراتيجي على حدودها.
ولكن هذه التطلعات السياسية لا تخضع فقط لقرارات السعودية والامارات. الحركات السياسية والقوات اليمنية ستضطر الى حسم ما هو الحل المطلوب والممكن حسب رأيها. هنا تكمن ايضا المتاهة التي يصعب فيها تشخيص طرف الخيط الذي سيعمل على انهاء الحرب. لأنه اذا تم الاتفاق على اقامة دولة مستقلة أو جزء من فيدرالية في جنوب اليمن، فان هذه الخطوة تحتاج الى مصالحة واتفاق بين قوات الجنوب فيما بينها. هكذا مثلا، الرئيس هادي يستند الى القبائل في منطقة أبين. في المقابل الزبيدي مدعوم من قبائل منطقة الضالع.
رغم أن هذين الزعيمين هما من ابناء الجنوب، هادي الذي إبنه قائد جيش النظام، يسعى الى اقامة دولة موحدة، في حين أن خصمه يريد دولة جنوبية مستقلة. ولكن اذا توصلا الى اتفاق فيجب عليهما تقسيم الوظائف العليا والميزانيات بصورة ترضي مؤيدي الطرفين. هذا التقسيم هو عقبة اثمرت في السابق مواجهات عنيفة بين مجموعات وقبائل متخاصمة في اليمن، وعمليا، هي التي اشعلت من البداية الحرب بين الحوثيين وبين النظام المنتخب بعد ثورة الربيع العربي الذي اسقط نظام الرئيس علي عبد الله صالح. صالح الذي انضم الى الحوثيين في النضال ضد السعودية وضد الحكومة المعترف بها، قتل في شهر كانون الاول الماضي على أيدي قوات الحوثيين بعد اعلانه عن نيته بتغيير توجهه وأنه سيحارب الى جانب السعودية ضدهم.
مطلوب أفق
رغم خطر تحول اليمن الى دولة غير مسيطر عليها، حيث في جنوبها تعمل ايضا قوات كبيرة للقاعدة، فانه ليس للولايات المتحدة وباقي الدول الغربية في هذا الوقت أي خطة سياسية أو رافعة اقتصادية من اجل ايجاد حل متفق عليه. واشنطن تؤيد حرب السعودية في اليمن، حيث تعتبرها حرب ضد انتشار نفوذ ايران في المنطقة. وفي نفس الوقت هذه الحرب تشوش سياسة الحرب ضد الارهاب للرئيس ترامب.
بسبب أنه في ظل غياب نظام مركزي قوي يمكنه تفعيل جيش ناجع، لا يمكن ادارة صراع ضد القاعدة التي تسيطر على مناطق كبيرة في جنوب اليمن. المصالحة بين الشمال والوسط، التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، وبين النظام يعني حسب رأي واشنطن والرياض تنازل لايران، أي خسارة سياسية. بعد ابعاد السعودية والولايات المتحدة عن الساحة السورية بواسطة روسيا وتركيا وايران، فان اليمن بقي ساحة الرقص الجيوسياسي التي فيها سيتم فحص قيمة ولي العهد السعودي الذي بادر الى هذه الحرب، وقيمة الرئيس الامريكي.
هذه الاعتبارات السياسية لا تهم ملايين اليمنيين الذين يبحثون عن الطعام أو العلاج في اكوام القمامة المتراكمة في مداخل المدن. هم يتابعون بقلق الاعلانات عن ارساليات متوقعة للغذاء وعن المعابر البرية التي فتحت أو أغلقت والتي عن طريقها يمكن ان تصل اليهم الوجبة القادمة، وعن الاموال التي خصصتها الدول المانحة والامم المتحدة لتمويل المساعدات التي تجد صعوبة في الوصول. الامم المتحدة تعتبر هذه الحرب الكارثة الانسانية الاشد. ولكن لا يبدو أن أي أحد تأثر من هذا التعريف باستثناء سكان اليمن.
هآرتس / كيف التقيت مع ياسر عرفات وبقيت على قيد الحياة
هآرتس – بقلم اوري افنيري – 2/2/2018
حسب كشوفات رونين بيرغمان، أنا أعيش باعجوبة. بيرغمان هو صحافي متخصص في شؤون الخدمات السرية. وقد حصل منها على معلومات كثيرة. الآن نشر في الولايات المتحدة كتابه الذي نشرت اجزاء منه في مقال في “نيويورك تايمز”. احد الاكتشافات في الكتاب يتعلق بلقائي مع ياسر عرفات في بيروت المحاصرة خلال حرب لبنان الاولى، عندما كان اريئيل شارون وزيرا للدفاع. شارون كان يكره عرفات كره مرضي. وحسب اقوال بيرغمان، عرف الموساد بأنني سألتقي مع عرفات، وتعقبني رجاله من اجل ايجاد عرفات وقتله وشارون لم يكن يهمه أن أقتل اثناء ذلك. هذا كان حسب رأيه ثمن جانبي. واليكم القصة كما حدث معي.
عندما اندلعت الحرب زادت رغبتي الداخلية بأن أكون قريب من الجبهة وأشاهد ما يحدث. هكذا حدث في حرب يوم الغفران عندما لاحقت اريك حتى قناة السويس، وهكذا كان ايضا في هذه المرة. حدود اسرائيل – لبنان كانت مغلقة، لكن رغم ذلك نجحت عدة مرات في اجتيازها والوصول بسيارتي الخاصة الى صيدا.
في هذه المرة تلقيت دعوة رسمية. الجيش الاسرائيلي احتل بيروت الشرقية المسيحية، وحاصر قوات م.ت.ف في بيروت الغربية. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي اقام فرع في حي بعبدا في جنوب بيروت ودعا المراسلين الصحفيين الاسرائيليين الى زيارة منظمة. كمحرر لـ “هعولام هزيه” تمت دعوتي ايضا. وقد اقترحت على محررتان والمصورة عنات سلبروسكي والمراسلة شريت يشاي الانضمام إلي، وسافرنا في سيارتي الخاصة.
عندما وصلنا الى مكتب المتحدث بلسان الجيش في بيروت كان ينتظرنا ضيوف محليين منهم صحافيون من كل العالم، الذين كانوا مستقرين بصورة دائمة في لبنان، من بينهم كان مراسل التلفزيون الالماني الذي عرف اسمي لأن مقالاتي نشرت في المانيا. قلت له إنني أهتم بالالتقاء مع زعماء لبنانيين. وقد اعطاني ارقام هواتف، عندها سألني سؤال مدهش “لماذا لا تلتقي مع ياسر عرفات؟”.
لقد كشف لي أن خطوط الهاتف بين شطري بيروت تعمل لأن المحول المركزي يوجد في غرب المدينة تحت سيطرة م.ت.ف. واعطاني رقم مكتب عرفات. سارعت الى غرفتي في الفندق وقمت بالاتصال. رد علي صوت بلهجة عربية. قلت إنني اوري افنيري من تل ابيب وأنا اريد الالتقاء مع الرئيس. “سأتصل معك مساء”، قال الرجل. لم اصدق للحظة أن هذا سيثمر. لذلك سافرت مع المرأتين الشابتين الى جونة، وهي ميناء في شمال بيروت، كانت تحت سيطرة المسيحيين. عدنا الى بيروت في وقت متأخر في المساء. وكنا سكارى تقريبا، وغرقت في نوم عميق.
فجأة رن الهاتف. “أنت تريد التحدث بالعبرية أو الانجليزية؟” سألني صوت معروف. كان هذا صوت عماد شقور من سخنين الذي عمل ذات مرة في النسخة العربية لعولام هزيه، والذي اختفى في يوم ما. كانت هناك شائعة بأنه ذهب الى لبنان. وتبين أنه اصبح مستشار عرفات للشؤون الاسرائيلية. “عليك أن تكون غدا في الساعة العاشرة بالضبط في حاجز المتحف”، قال، “هناك سينتظرك شخص اسمه احمد”.
أسرعت الى غرفة المرأتين واقترحت عليهن الانضمام لي، وقلت لهن إن هذا يمكن أن يكون أمر خطير نوعا ما. عنات قفزت فورا وشريت، التي هي أم لطفلة صغيرة، ترددت بضع دقائق وبعد ذلك وافقت.
فجأة خطرت ببالي فكرة، اتصلت مع الصحافي الالماني واقترحت عليه مرافقتنا. لقد ادرك أن هذا سيكون سبق صحفي عالمي، فوافق على الفور.
هكذا خرجنا في صباح اليوم التالي، ثلاثة اسرائيليين وطاقم التلفزيون الالماني، في طريقنا الى الحاجز. في نفس اليوم كان هدوء في القتال، كان هناك ازمة سير خانقة، وتقدمنا بسرعة السلحفاة. في البداية اجتزنا فحص لجنود الجيش الاسرائيلي، الذين اعتقدوا أنني الماني. بعد ذلك جاءت فحوصات الجيش اللبناني والكتائب المسيحية. لم يخطر ببال أحد أننا اسرائيليين. عندها وصلنا الى تلة رملية مرتفعة صعد فوقها مقاتلو م.ت.ف. كانوا يشبهون كثيرا رجال البلماح في العام 1948.
“احمد” هكذا تبين، لم يكن سوى أحد معارفي القدامى، نائب عصام السرطاوي مندوب عرفات في باريس، الذي التقيت معه على مدى سنين. ادخلنا الى سيارة المرسيدس المصفحة لعرفات ورافقنا الحارس الشخصي لعرفات.
الطريق الى مكان اللقاء كان غريب شيئا ما، سافرنا بتعرجات مجنونة، ذهابا وايابا، يمينا ويسارا، وافترضت أن عرفات اتخذ احتياطات حتى لا أتذكر الطريق. عرفت بالطبع أن بيروت الغربية مليئة بالكتائب المسيحية التي تريد القضاء عليه. لم يخطر ببالي أنهم يتابعوني من الجو. الوصف الذي قدمه رجال الموساد لبيرغمان يبدو أنه مشكوك فيه قليلا. كما قلت، أنا نفسي لم أكن اعرف بشأن الزيارة المتوقعة قبل 24 ساعة.
اللقاء لم يتم في مكان رسمي لـ م.ت.ف بل في شقة خاصة لعائلة شقور، في بناية سكنية عادية. لقد امتد حوالي ساعتين ودار في معظمه حول امكانية السلام بين اسرائيل والشعب الفلسطيني. هذه كانت المرة الاولى التي يلتقي فيها عرفات مع اسرائيلي. ومن هذه الناحية يمكن القول إن هذا كان “لقاء تاريخي”، التاريخ كان 3 تموز 1982. سجلت كل كلمة والطاقم الالماني دعي لتصوير الدقائق العشرة الاخيرة.
بعد اللقاء تجولنا في بيروت الغربية. حسب طلب شريت يشاي وبمصادقة عرفات التقينا مع الاسير الاسرائيلي الذي كان لدى م.ت.ف. ايضا زرنا احدى المستشفيات.
في المساء عدنا الى الحدود الاسرائيلية، بعد أن اخذنا من الالمان نسخة من تسجيلاتهم (التي تم بثها في نفس الليلة في التلفزيون الاسرائيلي). في الطريق الى رأس الناقورة سمعنا في “صوت اسرائيل” أن مكتب عرفات اعلن رسميا عن اللقاء معنا. كانت عندنا شكوك بأنهم سيعتقلوننا على الحدود. هذا لم يحدث (بعد ذلك قررت الحكومة رسميا أن تأمر المستشار القانوني بفحص امكانية تقديمي للمحاكمة. الشرطة اخذت مني افادة، لكن المستشار القانوني اسحق زمير، قرر أننا لم نخل بأي قانون، حتى ذلك الحين لم يكن هناك قانون يمنع الاسرائيليين من الالتقاء مع رجال م.ت.ف، في حين أن القانون الذي يمنع الدخول الى اراضي العدو لا يسري علينا، لأننا دخلنا الحدود بدعوة من الجيش الاسرائيلي).
“هعولام هزيه” نشرت المحادثة كلمة كلمة، ونشرت اجزاء منها في صحف هامة في العالم. بمناسبة اكتشافات بيرغمان، فانني بعد هذه الحادثة مسرور من وسائل الحيطة والحذر لياسر عرفات.
عدت الى بيروت لاكون شاهدا على خروج قوات م.ت.ف من المدينة. نمت على ظهر بناية في الميناء عندما مرت في الاسفل القافلة التي نقلت المقاتلين الفلسطينيين الى السفن. حاولت رؤية عرفات، لكن رجاله اخفوه باجسادهم، ولا اصدق ان الموساد نجح في التصوير.
بعد ذلك التقيت مع عرفات عدة مرات، في البداية في تونس وبعد ذلك في البلاد. ذهبنا مرتين، اعضاء “كتلة السلام”، زوجتي راحيل وأنا، الى السكن في المقاطعة في رام الله، كـ “درع بشري”. ذات مرة قال شارون علنا إنه لم يكن بالامكان قتل عرفات في تلك الفرص لأننا كنا هناك. على ضوء اكتشافات بيرغمان من الواضح أن هذا لم يكن الذي منعه بل معارضة امريكا.
الامريكيون قالوا إنه من المحظور قتل عرفات بصورة تلقي التهمة على اسرائيل. هكذا مات عرفات بصورة غامضة، وحتى اليوم من غير المعروف كيف مات ومن هو المسؤول عن موته، حتى رونين بيرغمان لا يعرف.
اسرائيل اليوم / حزب الليكود بزعامة نتنياهو يحصل على 30 مقعدا
اسرائيل اليوم – 2/2/2018
أشار استطلاع داخلي لحزب الليكود الحاكم في إسرائيل، إلى أن الحزب برئاسة بنيامين نتنياهو، سيحصل على 30 مقعدا فيما لو أجريت انتخابات برلمانية مبكرة، وفق ما ذكرت صحيفة “اسرائيل اليوم ” العبرية.
وأشارت الصحيفة، اليوم الجمعة أنه ووفقا لمعهد الاستطلاعات “جياغرطوغرافيا” الذي استطلع آراء 600 شخص يمثلون كافة الشرائح المختلفة للمجتمع الإسرائيلي، فإنه “في حال تم اجراء انتخابات برلمانية اليوم، فإن قوى اليمين الإسرائيلي ستحصل على 69 مقعدا داخل الكنيست، فيما ستحظى قوى الوسط واليسار على 51 مقعدا”.
وأشار الاستطلاع بأنه فيما لو أجريت الانتخابات اليوم، فإن حزب “ييش عتيد” بزعامة يائير لابيد، سيحصل على 24 مقعدا في الكنيست. وهذا الحزب محسوب على وسط يمين الخارطة السياسية في إسرائيل، ويعتبر من أحد أقطاب المعارضة الإسرائيلية.وكان استطلاع رأي مؤخرا، أشار الى أن حزب لابيد سيحصل على 25 مقعدا في الكنيست مقابل 24 مقعدا وبالتالي تفوق لابيد على نتنياهو من ناحية عدد المقاعد في البرلمان بحال اجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وأشار الاستطلاع أيضا حصول حزب البيت اليهودي اليمني الداعم للاستيطان على 12 مقعدا، فيما يحصل حزب “كولانو” الذي يتزعمه وزير المالية الحالي موشي كحلون على 7 مقاعد فقط في تراجع واضح لقوة هذا الحزب، فيما يحصل حزب “ميرتس” اليساري على 6 مقاعد.كما وأشار الاستطلاع الى حصول القائمة المشتركة، التي تجمع كافة الأحزاب العربية في قائمة برلمانية واحدة على 8 مقاعد فقط.
ولدى القائمة المشتركة التي يتزعمها النائب العربي أيمن عودة 13 مقعدا وتشكل القوة الثالثة من ناحية عدد المقاعد في الكنيست.
هآرتس / هل الحكومة “الإسرائيلية” جدية بنيتها شن حرب في لبنان؟
هآرتس – 2/2/2018
طالبت صحيفة “هآرتس” العبرية الحكومة الإسرائيلية، بالتوضيح للمواطنين في إسرائيلن إن كانت تعتزم شن حرب قريبة في لبنان على خلفية التهديدات التي أطلقها المتحدث باسم الجيش ورئيس الحكومة الإسرائيلية في موسكو.
وقالت الصحيفة، إن الحكومة والجيش يحذران مواطني لبنان والعالم من مغبة حرب في لبنان على خلفية مصنع الصواريخ الذي تقيمه إيران هناك، متسائلة إن كان هذا التهديد يدعي شن حرب عواقبها ستكون مؤلمة للجانبين.
وتابعت “هآرتس” إن الحديث من قبل مسؤولين عسكريين وسياسيين عن تحويل لبنان إلى مصنع صواريخ إيراني، ازداد في الآونة الأخيرة، وتبعا لذلك التهديدات بحرب قاسية في لبنان.
وأشارت إلى مقالة الرأي التي نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد رونين منليس، عن “خيار اللبنانيين” وإلى تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلي في روسيا إلى نفس التهديد.
وطالبت الحكومة بأن تقدم “لمواطني إسرائيل” شرحا مقنعا وواضحا “لماذا يجب علينا أن نخرج لحرب في لبنان بسبب مصنع صواريخ؟” متسائلة “هل هذا المصنع سيغيّر الميزان الاستراتيجي في المنطقة أكثر من التهديدات الأخرى”.
مكان الاخبار / نائب ليبرمان: نواجه تحديات معقدة و محاولات لمهاجمتنا من البحر
الاذاعة العامة الاسرائيلية – مكان الاخبار – 2/2/2018
زعم نائب وزير حرب الاحتلال، إيلي بن داهان، إن “حماس تحاول باستمرار مهاجمة “إسرائيل” عن طريق البحر”.
جاء ذلك خلال زيارته قاعدة البحرية في أسدود أمس، حيث استعرض بن داهان التحديات التي تواجه القطاع الجنوبي بشكل عام والبحرية بشكل خاص في ضوء الجهود الرامية إلى خلق هجمات من غزة.
وخلال الزيارة، تحدث نائب الوزير بن داهان من على زورق “دفورا” المستخدم في الأنشطة الأمنية الروتينية والوقاية من العمليات الهجومية في البحر.
ورافق الجولة قائد القاعدة البحرية في أسدود، والقادة والمقاتلين من سلاح البحرية.
وبعد الزيارة، قال نائب الوزير: “قابلت جنودا لديهم العزم والشجاعة يعملون ليلا ونهارا لحماية الحدود البحرية لإسرائيل”.
ووفق نائب وزير الحرب فإن “إسرائيل” تواجه مجموعة من التهديدات المعقدة، فحماس في غزة تقوم بحفر الأنفاق وإرسال الغواصين ومحاولة اختراق أراضي “إسرائيل” والقيام بهجوم باستخدام تقنيات وأساليب متطورة.
وتابع “أعداءنا يحاولون دائما إيذاءنا من البحر. حدث ذلك في الحرب الأخيرة على غزة عام ٢٠١٤ من قبل الغواصين من حماس”.
وأضاف “مهمتنا هي مواصلة الجهد لزيادة الاستعداد التشغيلي على جميع المستويات لأي تهديد يواجهنا”.
وأكمل “أنا على يقين من أن البحرية ستعرف كيف تدافع عن دولة إسرائيل ضد كل التهديدات “.
هآرتس / شارع ياسر عرفات
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 2/2/2018
للمواطنين في الدولة السليمة توجد عناوين سكن، تتضمن اسم الشارع ورقم صندوق البريد. ليس هكذا في ام الفحم، احدى المدن الكبرى والاكثر اكتظاظا في الوسط العربي، والتي تعد اكثر من 60 الف نسمة وتقع على محور مركزي في دولة اسرائيل. ليس هناك لمئات الشوارع اسم ويوجد نقص بالاف صناديق البريد. كنتيجة لذلك، وبسبب الشبه الشديد في أسماء الاف السكان في المدينة، فان نحو ثلث البريد الذي يصل الى المدينة يصنف كبريد راجع.
قبل نحو خمس سنوات بدأت بلدية ام الفحم بمشروع اعطاء اسماء للشوارع. ولكن العملية تتأخر لان وزارة الداخلية لا تقر أسماء بضع عشرات من الشوارع. ويدور الحديث عن اسماء رؤساء بلدية سابقين، اسماء من التاريخ الاسلامي، اسماء قرى مؤجرة – جاء منها بعض من سكان المدينة – وكذا شخصيات معروفة من التاريخ الفلسطيني الحديث، وعلى رأسهم ياسر عرفات والشاعر الوطني الفلسطيني محمود درويش.
في وزارة الداخلية يدعون بانهم يعملون حسب القانون وفتوى المستشار القانوني من حيث صلاحيتهم في التدخل في قرارات السلطة المحلية في هذا الموضوع. ولكن يبدو أنهم يستخدمون القانون كي يمنعوا غرس شخصيات وطنية وتاريخية في الرواية الفلسطينية في ذاكرة الناس. في بلدية ام الفحم لا يستبعدون بحثا مجددا في بعض من الاسماء، ولكنهم غير مستعدين للتنازل عن اسماء رؤساء بلدية سابقين، قرى مهجرة أن شخصيات كدرويش وعرفات.
يبدو أن حكومة اسرائيل تواصل تقاليد غير فاخرة في شطب الذاكرة الجماعية الفلسطينية، والتي تتضمن التنكر للنكبة، ومنح اسماء يهودية لقبور اسلامية وتطهير كتب التعليم من الرواية الفلسطينية. وفي نفس الوقت تخلد اسماء من يعتبرون ارهابيين يهود. يمكن للمواطنين العرب ان يشيروا الى عشرات المواقع، المحاور والشوارع التي سميت على اسماء شخصيات يهودية يرى تراثهم بالعرب عدوا ينبغي تصفيته أو ابعاده.
ينبغي أن تسحب من وزارة الداخلية الصلاحيات للتدخل في منح أسماء للشوارع، ولا سيما عندما .