اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 1– 2 – 2018
يديعوت احرونوت :
– الى اُلأبد، تذكر رجاء.
– حاييم غوري 1923 – 2018.
– الشاعر الوطني الأخير.
– حارس المرمى.
– الدولة تحد على رحيله – “ابداعه سيبقى معنا على مدى الاجيال”.
– أورن حزان يبعد عن الكنيست لشهر.
– مندلبليت عن تحقيقات نتنياهو: “نحن في السطر الاخير”.
– من ثلاثة سيخرج واحد – مرشحو وزير الدفاع لرئاسة الاركان: الون، كوخافي وغولان.
معاريف/الاسبوع :
– غضب في جهاز الامن: الشيخ شارك في ندوة الى جانب الحاخام الياهو.
– مندلبليت عن تحقيقات نتنياهو: “نحن في السطر الاخير”.
– تبادل للدغات في الشبكة بين نتنياهو وبن كسبيت.
– لبيد: نتنياهو ادار صفقة الغواصات بشكل شخصي.
– مصاعب الجبهة الداخلية.
– ليبرمان: اذا كانت تل ابيب ستعيش في الملاجيء، فبيروت ايضا.
هآرتس :
– ليبرمان عن مواجهة محتملة في الجبهة الشمالية: بدون جنود على الارض هذا لن ينتهي.
– وزير الخارجية الالماني: يسعدني التأييد للدولتين../ نتنياهو: افضل عدم البحث في التعريفات.
– الدولة تبدأ اليوم بتسليم تبليغات الابعاد لطالبي اللجوء: غادروا في غضون شهرين.
– حاييم غوري 1923 – 2018.
– اورن حزان يبعد لنصف سنة عن الكنيست على تفوهاته.
– ضم هنية الى قائمة الارهاب العالمي في الولايات المتحدة.
– ترامب في خطاب وضع الامة: يجب التأكيد من أن اموال المساعدات الامريكية لا تذهب الا لاصدقائنا.
اسرائيل اليوم :
– زمالة كهذه لن تسمح لقلبنا بالنسيان.
– أخر جيل الناجين: حاييم غوري 1923 – 2018.
– الغرة والسيماء.
– الولايات المتحدة: هنية – نشيط ارهاب دولي.
– القشة التي قسمت ظهر ابو مازن: الخطة الامريكية لتقليص تواجد السلطة في القدس في ابو ديس فقط.
– ليبرمان: “اذا كانت تل أبيب في الملاجيء – فكل بيروت ستكون في الملاجيء ايضا.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 1– 2 – 2018
اسرائيل اليوم / القشة التي قسمت ظهر ابو مازن: الخطة الامريكية لتقليص تواجد السلطة في القدس في ابو ديس فقط
اسرائيل اليوم – بقلم شلومو تسيزنا – 1/2/2018
هكذا فقد أبو مازن القدس: قرار ابو مازن “تحطيم الاواني” حيال الرئيس الامريكي دونالد ترامب اتخذ بعد أن انكشفت تفاصيل خطة السلام الامريكية. فقد انكشف الان العنصر في الخطة الذي ادى بأبو مازن الى قراره المتطرف – تقليص تواجد السلطة الفلسطينية في القدس وحصره بابو ديس فقط.
والمعنى هو أن كل المنطقة التي حظيت بلقب “الحوض المقدس”، وتتضمن البلدة القديمة داخل الاسوار بما فيها الحرم، كل الاحياء السكنية فيها، وكذا جبل الزيتون، مدينة داود وكل باقي المناطق حول البلدة القديمة – تندرج وفقا للخطة في الاراضي السيادية لدولة اسرائيل. في الماضي، في زمن رئيسي الوزراء ايهود اولمرت وايهود باراك، سجل تنازل مبدئي عن وحدة القدس. ومع ذلك، في هذه الحالة واضح للفريق الامريكي بانه لا يمكن اقتراح مثل هذا التنازل – فالامريكيون يفهمون انهم اذا ارادوا التقدم مع نتنياهو، فلا يمكنهم أن يقترحوا على اسرائيل قدرا اقل عن القدس.
ابو ديس هي بلدة فلسطينية وليست حيا في القدس، ولكن بالنسبة للسكان العرب في شرقي القدس هي جزء من النسيج المديني، تؤدي دورها كجزء لا يتجزأ من المدينة وتعمل فيها “جامعة القدس”. وبسبب قربها الشديد من البلدة القديمة، أقامت السلطة الفلسطيني فيها بعد اتفاقات اوسلو سلسلة من مؤسسات الحكم. المعروف منها هو مبنى البرلمان الفلسطيني. غير أن الفلسطينيين لم يوافقوا على جعل ابو ديس المركز السلطوي ولن يتنازلوا عن مؤسسات حكم في القدس، مثل الاورينت هاوس الذي في الحي الامريكي، المجاور لباب العمود.
أما العمليات القاسية في التسعينيات وفي سنوات الالفين فقد أدت الى اقامة الجدار الامني في منطقة غلاف القدس، وفي هذا الاطار اقيم سور اسمنتي عال فصل على نحو استعراضي ابو ديس عن القدس.
مصدر في البيت الابيض أفاد معقبا لـ “اسرائيل اليوم” بان “خسارة أن القيادة الفلسطينية تحاول العمل على صد خطتنا قبل الاوان، رغم أن الخطة لم تستكمل بعد ولم تكشف بعد أمام الفلسطينيين. نحن لا نعرف ما يدعون انهم رأوه. نحن سنعرض اقتراحاتنا بشكل مباشر على الاسرائيليين والفلسطينيين في الموعد المناسب لذلك وعندما تكون الظروف ملائمة. حاليا، نحن نواصل العمل بنشاط على مسودة خطة تحسن للطرفين، في الوقت الذي تحاول فيه محافل معينة ان تقرر مسبقا موقفها بالنسبة للخطة فيما أنها تقوض مساعي تحقيق السلام”.
معاريف / ليبرمان : اذا كانت تل ابيب ستعيش في الملاجيء، فبيروت ايضا
معاريف – بقلم اريك بندر وآخرين – 1/2/2018
أطلق وزير الدفاع افيغدور ليبرمان أمس في كلمة القاها في ندوة بحوث الامن القومي رسالة حازمة لحزب الله واشار الى أنه في المواجهة العسكرية التالية في الشمال سيهاجم الجيش الاسرائيلي بكل القوة اهدافا مركزية في لبنان.
“نحن نقول للجمهور اسمعوا، نحن نعمل 7/24، لا حاجة للانفعال، يجب الاخذ بالحسبان باننا كلنا نفهم بان الجبهة الداخلية المدنية هي التحدي الاكبر”، اضاف ليبرمان. “لم تعد هناك حرب على نمط الرقصة اليمنية – خطوة الى الامام، خطوة الى الوراء. يجب من اللحظة الاولى التوجه في صورة المستوى الاعلى والاقوى من أجل الانهاء بأسرع وقت ممكن. محظور أن تكون صور مثلما في لبنان الثانية، حين كان مواطنو بيروت يذهبون الى شاطيء البحر وفي تل أبيب يجلسون في الملاجيء. هذا لن يكون وهذا يجب أن يكون واضحا في الطرف الاخر ايضا”.
كما أن وزير التعليم نفتالي بينيت، الذي هو الاخر عضو في الكابنت السياسي الامني، تناول امكانية معركة عسكرية في لبنان وقدر بانها “ستؤدي الى المس بالجبهة الاسرائيلية الداخلية، بقدر لم نشهده منذ حرب الاستقلال. سنرى في النار الصاروخية على اسرائيل اعلان حرب من جانب لبنان”، اضاف بينيت.
وكان وزير التعليم الذي شارك هو الاخر في ندوة معهد بحوث الامن القومي قد شرح فقال: “منذ قبل نحو أربع سنوات، كعضو في الكابنت، عملت على تبني استراتيجية تقول ان “حزب الله يساوي لبنان”، واساسها – القاء المسؤولية على الدولة المضيفة، في هذه الحالة لبنان، عن اعمال الفرع الذي يمكث فيها، حزب الله. لن نوافق بعد اليوم على الفصل بين حزب الله وبين دولة لبنان. هذا الفهم يجعل دفعة واحدة نصرالله من حامي لبنان الى مخرب لبنان من أجل أهداف هي على الاطلاق ايرانية. بعد حرب لبنان الثانية قال نصرالله انه لو كان يعرف بان اسرائيل سترد مثلما ردت، لما كان بدأ الحرب. هذه المرة لا يمكنه ان يغسل لديه من ذلك”.
القناة العاشرة العبرية / غضب إسرائيلي على القانون البولندي: يجب إعادة السفيرة للبلاد
القناة العاشرة العبرية – 1/2/2018
يسود غضب في الجهاز السياسي الإسرائيلي، في أعقاب مصادقة مجلس الشيوخ في البرلمان البولندي، الليلة، على مشروع القانون الذي ينص على السجن لمدة ثلاثة سنوات لمن يتهم الدولة أو مواطنيها بجرائم تم تنفيذها على يد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
الوزير يسرائيل كاتس طالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالأمر بشكل فوري بإعادة سفيرة إسرائيل في بولندا لعقد مشاورات في إسرائيل، وقال “القانون الذي سنه البولنديون خطير، ويشكّل تهربًا من المسؤولية وإنكار دور بولندا في محرقة اليهود. في التوازن بين الاعتبارات السياسية والاعتبارات الأخلاقية، يجب أن يكون هناك حسم واضح، إحياء ذكرى ضحايا المحرقة رغم كل الاعتبارات الأخرى”.
عضو الكنيست ايتسيك شمولي (المعسكر الصهيوني) رد قائلًا “قانون سنه مجلس الشيوخ يمنح بولندا إنجازًا مشكوك بصحته، إنها أول دولة تسن قانونًا بشكل مُهين ينكر المحرقة، وبدلًا من الاعتراف بجرائم سابقة كان لبولندا وشركاء آخرين دور بها؛ يحاولون إعادة كتابة الحقيقة والتاريخ”. وأضاف “لا يوجد أي قانون يمكن ان يقف أمام الشهادات الفظيعة وبقايا المعسكرات، والتاريخ هو من سيحاكم بولندا من الآن فصاعدًا مرتين، مرة على مشاركتها بالجرائم نفسها ومرة على محاولة إنكارها”.
تسيبي ليفني رد بالقول “هذا التصرف لا يُحتمل. بصقة في وجه إسرائيل مرتين؛ مرة في وجه دولة الشعب اليهودي، ومرة لرئيس الحكومة الذي صرح بأنه توصل لتفاهمات مع البولنديين. على إسرائيل أن ترد بصرامة، أن توثق بشكل فوري ومعلن جرائم البولنديين خلال المحرقة ونقل رسالة واضحة: لا يمكن تشويه الماضي”.
رئيس حزب “يوجد مستقبل” يائير لبيد كتب على “تويتر” ردًا على القانون “ليس هناك أي قانون بولندي يمكن أن يغير التاريخ. سنتذكر ولن ننسى”.
رئيس الائتلاف عضو الكنيست دافيد امسلم كتب في حسابه الخاص على “تويتر” أن “القانون قد لا ينسب أي مسؤولية للبولنديين في جرائم المحرقة، لكنه لن يمحو الكارثة. لا يوجد أي قانون سيغير الحقيقة التاريخية، من ينكر الماضي ليس له مستقبل”.
عضو الكنيست يوئال حسون (المعسكر الصهيوني) هاجم في حسابه الخاص على “تويتر” رئيس الحكومة بالقول “نتيناهو سافر في جميع أنحاء العالم، يلتقط الصور الجميلة، يلقي خطابات جيدة، وفي النهاية لا ينجح بمنع سن القانون البولندي والتصويت ضد إسرائيل في الأمم المتحدة”.
يذكر أن البرلمان البولندي صادق على مشروع القانون بأغلبية 57 سيناتور صوتوا مع القرار، ومعارضة 23، فيما امتنع اثنان عن التصويت. الآن ما تبقي فقط توقيع الرئيس البولندي على مشروع القانون من أجل أن يدخل لكتاب القوانين للدولة.
يديعوت / شاعر الوطنية الاخير
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 1/2/2018
كان غوري الكثير من الامور: كان شاعرا ومبدعا موهوبا، احد الاشخاص الاكثر كفاءة الذين انتجهم جيل 1948؛ كان جزءا لا يتجزأ من الدولة، محبا ومؤلما؛ كان صحافيا فاخرا، فضوليا، مهتما، اجاد في وصف ورواية القصة؛ كان مقاتلا شجاعا، متفانيا، عرف كيف يتصرف بانسانية وسخاء تجاه السكان المحتلين؛ كان رجلا بريئا، مستقيم الطريق، رجل ضمير. جد نادر ان يكون الانسان ذا انجازات كانجازاته، مكانة كمكانته، يحفظ قدرا من البراءة، يترافق والكثير من الدعابة الذاتية على مدى طول الطريق.
لقد كان شاعرنا الوطني الاخير. ليس لانه لم يقم ولن يقوم شعراء وكتاب جيدون بعده، بل لانه لم يعد هناك اجماع وطني، تكافل داخلي، انتج القصيدة الوطنية، ولا توجد قيادة وطنية تتعاطى باحترام لحمل الشاعر.
عملت الى جانب غوري، طاولة الى جانب طاولة، في اسرة تحرير صحيفة “دافار” في القدس في السبعينيات. في 1972 خرجنا لاول مرة في مهامة مشتركة. سافرنا الى بتحات رفيح، الى المنطقة التي طرد منها البدو لغرض اقامة المستوطنات في قطاع يميت. كان غوري يعتبر في حينه رجلا يمينيا؛ ولكن الظلم هو ظلم، وغوري كتب وحذر. رأيته بعد ذلك، في قضية المستوطنة في سبسطيا. غوري جاء ليغطي الخبر، وسياسيان كثيرا المؤامرات، غليلي وبيرس، جعلاه سترتهما الواقية في الطريق الى تسويغ المستوطنة. غوري غضب من المناورة حتى ايامه الاخيرة.
لقد اجتاز غوري اختباره الضميري الاكبر في بداية الخمسينيات، عندما كان عضوا في اسرة تحرير “عل همشمار”، الناطقة بلسان حزب مبان. ستالين، حاكم الاتحاد السوفياتي، امر بسلسلة محاكمات صورية ضد قادة الاحزاب الشيوعية في الكتلة الشرقية. وأنشدت قيادة مبام اناشيد المجد لستالين وقبلت حكمه. اما غوري فتجرأ على التشكيك. وبتعابير ذاك الوقت كان هذا فعلا شجاعا وساحقا. بعض من كتاب جيل الـ 1948 نددو بغوري على الملأ لانحرافه.
بين الحين والاخر كنت ازور شقته المتواضعة، في اسكان الصحافيين في القدس. 80 درجة فأكثر، ولكن المشهد جميل. استمد غوري مني المعلومات وأنا استمديت منه الالهام. بين الحين والاخر جندته لمقال أو مقابلة في الصحيفة. السنوات حنت قامته وقلصت حجوم جسده، ولكن الرأس كان يعمل، الى الامام والى الوراء، المستقبل والماضي. وقصائده الجديدة كانت منعشة شابة. فلم يتوقف عن الابداع. ومئات والاف القصائد التي حفظها عن ظهر قلب عادت الى لسانه، في الزمن الصحيح.
هو وزوجته أليكا (عليزا) انضما الى الكفاح ضد تسمية الخان في باب الواد على اسم رحبعام زئيفي. وقفا هناك في ايام الجمعة وانشدا “باب الواد”. مشكوك ان تكون هذه الفكرة النكراء تلغى لولا هرع غوري للتظاهر ضدها بجسده.
لقد كان البروفيسور مناحم برنكر واحدا من اصدقائه المقربين. التقيت غوري في التأبين الذي اجري لبرنكر في المقبرة في كريات عنفيم، قبل بضعة اشهر. وفي وصية الراحل لم تكن تأبينات، ولكن الناس قرأوا مقاطع أدبية. أما غوري، بصوت مختنق، فتلا قصيدة كتبها، كانت تأبينا لنفسه بقدر لا يقل عما كانت تأبينا لرفيقه.
“اريد أن اعود واكتب/ بعد وقت مت فيه للكتابة/ شيء ما حتى هم/ يمكنهم ان يقولوا عنه انه جيد/ شيء ما يستمر حين يبقى/ ليس مثلي يمر وينقضي/ شيء ما يفاجئني، يشكرني/ على ما فعلته به قبل رحيلي/ الى المكان الآخر في اقصى وجودي/ شيء ما يكون بعدي كذاكر/ يفاخر بي على حياتي التي ستكون بعدي/ تشهد انه كان جديرا لان يحمل اسمي”.
هآرتس / الربيع العربي الثاني؟ المتظاهرون في تونس يريدون اسقاط الميزانية وليس الحكومة
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 1/2/2018
المظاهرات الصاخبة التي جرت مؤخرا في عدد من المدن التونسية اثارت للحظة ذكرى مشاهد كانون الثاني 2011 عندما صعد الرئيس زين العابدين بن علي وابناء عائلته على متن الطائرة وهربوا من غضب الجماهير. كان ذلك هو النجاح الاول للربيع العربي الذي أعدى مصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا. إبن علي يعيش منذ ذلك الوقت في فيلا فاخرة في السعودية، حيث يهدده حكم بالسجن لـ 35 سنة وغرامة تبلغ 50 مليون دولار اذا عاد الى وطنه.
المتظاهرون في الموجة الاولى لم يعودوا يطالبون باسقاط الحكومة، التي أقيمت بعد مفاوضات مضنية. صحيح أن الاعلانات والشعارات تطالب مثلما كان الامر في حينه بـ “الحرية، العمل وكرامة وطنية”، لكن محل شعار “الشعب يريد اسقاط النظام” حل شعار “الشعب يريد اسقاط الميزانية”. الميزانية التي تمت المصادقة عليها في هذه السنة تضر بجيوب الطبقة الفقيرة والطبقة المتوسطة، فهي تشمل رفع الضرائب وعلاوة 1 في المئة الى ضريبة القيمة المضافة ورفع اسعار الوقود والمنتجات الاساسية والكماليات والكحول واستيراد السيارات – وفي المقابل هي لا تقدم الكثير لصالح التطوير وخفض نسبة البطالة.
تونس بحاجة الى اصلاح اقتصادي حسب شروط القرض الذي يبلغ 2.8 مليار دولار والذي حصلت عليه من صندوق النقد الدولي، وهي تضطر الى تقليص نفقاتها بصورة دراماتيكية. التقليصات تشمل تجميد اشغال وظائف حكومية جديدة، قانون يشجع على الاستثمار، تقليص البيروقراطية الثقيلة وتطهير الفساد المنتشر. ولكن الحكومة التونسية برئاسة يوسف الشاهد تواجه ليس فقط الرقابة المشددة لصندوق النقد، بل ايضا اعداء سياسيين ومنهم نقابة العمال القوية واحزاب المعارضة، التي تضع العقبات أمام كل اقتراح جديد للاصلاح.
الحكومة التونسية مستقرة نسبيا، والاهم من ذلك أنها المنتوج الديمقراطي الوحيد لثورات الربيع العربي في كل الدول العربية. لقد انتخبت من خلال انتخابات حرة، الرئيس نجح في اقامة تحالف متعدد الاحزاب وحتى تحييد بصورة كبيرة الحزب الديني “النهضة” القريب ايديولوجيا من الاخوان المسلمين. على الاقل في البداية ظهر أنه تستطيع ايضا مواجهة “استقرار الدولة بعد سنوات الثورة الاولى. ولكن العمليات القوية التي بدأت في العام 2015 بدأت، اضرت بشكل مباشر بفرع السياحة الهام وتسببت بضرر اقتصادي كبير حيث تجد الحكومة صعوبة في التعافي منه. في العام 2015 انخفض عدد السياح بـ 90 في المئة ومداخيل السياحة تقلصت بنسبة مشابهة. في السنة الاخيرة حدث تحسن في حجم السياحة لكن المداخيل منخفضة بأكثر من 35 في المئة عن التي كانت للدولة قبل الثورة.
هذه السنة قررت شركات الطيران البريطانية استئناف رحلاتها بصورة محدودة الى تونس، سياح من روسيا “اكتشفوا” الشواطيء الجميلة في الدولة ورزم السياحة الرخيصة نسبيا من المانيا وفرنسا تمكن من الاستجمام لمدة اسبوع بمبلغ نحو 450 دولار للشخص بما في ذلك تكاليف السفر. اماكن الاستجمام محمية بصورة غير مسبوقة والدولة تدفع لشركات الطيران مقابل السياح الذين تنقلهم، على أمل أنه مع حملات الدعاية سيتحول صيف 2018 الى صيف مربح ويثمر في الاساس اماكن عمل للشباب العاطلين عن العمل.
هؤلاء الشباب ابناء 15 – 20 هم مركز مشكلة البطالة التي تقدر بـ 15 في المئة من اجمالي السكان وأكثر من 34 في المئة في اوساط الشباب. معظمهم خريجي جامعات اضطروا الى الانتظار اشهر طويلة وحتى سنوات من اجل ايجاد مكان عمل مناسب. النظام يعرف جيدا أن من اشعل ثورة الربيع العربي كان محمد بوعزيزي وهو خريج جامعي أحرق نفسه بعد أن صادر رجال الشرطة بسطة الخضار والفواكه الخاصة منه وسلبوا منه مصدر رزقه البسيط.
لا يوجد لهؤلاء الشباب ايضا حل لسكن في متناول اليد، حيث أن اسعار السكن بعيدة عن قدرة العائلات الشابة على الوصول اليها، حتى لو كان الزوجان يعملان. حسب مواقع الوساطة فقد بدأ هناك تحرك واضح في شراء الشقق في الدولة ولكن سعر معظم الشقق في الاحياء الجيدة في العاصمة مثل حي سيدي بوسعيد قرب الشاطيء يبدأ من مبلغ 150 ألف دولار ويصل الى نصف مليون دولار لفيلا مع بركة. وحسب الاسعار في اوروبا فان هذه الاسعار بسيطة، وهذه الشقق مخصصة للاستثمار، لكن العائلات التونسية لا يمكنها حتى أن تحلم بها. الميزانية الجديدة بمبلغ 14.5 مليار دولار يتوقع أن تقلص اكثر القوة الشرائية للمواطنين وتبقي في ايديهم كمية أقل من المال للتوفير من اجل اهداف بعيدة المدى مثل شراء شقة.
في المقابل، الحكومة تحاول الاثبات أن نسبة الفقر في تونس غير مرتفعة. رئيس المكتب الوطني للاحصاء، هادي عبيدي، قال إن “من يستطيع انفاق 40 دولار في الشهر لا يعتبر فقير”، حيث أنه يبتعد عن الخط الادنى لدولار في اليوم والذي يعتبر فقر مدقع. ولكن حسب تعريف البنك الدولي فان احتساب الفقر المدقع يتم حسب الدخل وليس الانفاق، دخل اقل من 1.9 دولار يوميا يعتبر فقر مدقع. متوسط الانفاق السنوي للفرد في تونس يصل الى 1600 دولار مقابل أقل بقليل من 1000 دولار في 2010، ولكن ايضا حسب هذا الاحتساب المرن فان الثورة في تونس ما زالت بعيدة عن تحقيق وعودها للجمهور من الناحية الاقتصادية.
بالنسبة لآلاف المتظاهرين الذين طالبوا بـ “العمل والكرامة الوطنية”، فان هذه التعريفات ليست ذات صلة، فكل واحد منهم يعرف جيدا في أي ازمة اقتصادية هو غارق، حتى بدون جداول البنك الدولي للفقر. السؤال المطروح هو اذا كان هذا الغضب المتراكم يتوقع أن يهز الدولة سياسيا أو أنه سيتوقف في هذه المرحلة التي واضح فيها للجميع أن أي حكومة بديلة لن تستطيع احداث معجزة، وأن كل انقلاب سياسي سيبعد فقط السياح والمستثمرين.
هآرتس / وزير خارجية المانيا: هل اسرائيل على استعداد لدفع ثمن احتلال أبدي
هآرتس – بقلم نوعا لنداو – 1/2/2018
وزير الخارجية الالماني، زيغمار غبرئيل هاجم في يوم الاربعاء الماضي سياسة حكومة نتنياهو بعد بضع ساعات من لقاء مصالحة بينهما بعد عشرة اشهر من القطيعة. في خطاب ألقاه في مؤتمر لمعهد بحوث الامن القومي في تل ابيب عبر غبرئيل عن القلق من ابتعاد اسرائيل عن حل الدولتين وقال إن “الرسائل التي تنقل في احسن الحالات، لا تغيب عن نظر اوروبا، حيث يزداد هناك الاحباط من نشاطات اسرائيل”.
“عدد من اعضاء الحكومة في اسرائيل يعارضون بصورة صريحة حل الدولتين. ولكن هذا الحل كان دائما هو اساس تدخلنا في العملية السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين ودعمنا الاقتصادي في المانيا واوروبا على الارض”، قال وزير الخارجية الالماني، “والاصعب من ذلك لاشخاص مثلي هو تفسير لماذا نقوم بدعم اسرائيل”.
“بصفتنا اصدقاء وحلفاء يجب علينا أن نعرف هل اسرائيل لم تعد تؤيد حل النزاع من خلال المفاوضات؟”، هل أنتم على استعداد لدفع ثمن احتلال ونزاع أبدي؟ سأل غبرئيل واضاف “الآن الانباء الجيدة: المانيا تتطلع الى يوم تستطيع فيه نقل سفارتها الى القدس، لكن اسمحوا لي أن اضيف: في حل الدولتين مع القدس عاصمة لهما لا يوجد هنا اختصار للطريق”.
نتنياهو وغبرئيل التقيا في وقت سابق اليوم، في اشارة الى انتهاء الازمة بينهما قبل نحو عشرة اشهر، على خلفية لقاء غبرئيل مع ممثلي “نحطم الصمت” و”بتسيلم”. بعد لقائهما أمس قال غبرئيل لنتنياهو “المانيا تؤيد بشكل كبير حل الدولتين، وقد كنا مسرورين من سماع أن اسرائيل ايضا تؤيد ذلك، مع الحفاظ على أمن حدودها”. ورد نتنياهو عليه بأن “شرطنا الاول هو السيطرة على الحدود، سواء تم تعريف تلك كدولة أو لا… أنا افضل عدم مناقشة التعريفات”.
في تصريحات في وسائل الاعلام قال نتنياهو لغبرئيل “أهلا وسهلا، دائما هناك فرصة جيدة للتحدث مع مندوبي الحكومة الالمانية، لقد كنت في دافوس وكان لي لقاء ممتاز مع ميركل. أنا احترم التزام المانيا بأمن اسرائيل”. واضاف رئيس الحكومة بأنه تحدث مع المستشارة الالمانية حول استقرار المنطقة، “الذي اصبح اصعب بسبب العدوانية الايرانية في سوريا ولبنان، وبالطبع حول استئناف عملية سلمية ما مع الفلسطينيين. أريد أن اشكرك على التزامكم بأمن اسرائيل”.
“أنا اشكرك على الدعوة”، رد غبرئيل، “اسرائيل دائما يمكنها الاعتماد على المانيا كشريكة معقولة للحفاظ على أمن اسرائيل”. واشار الوزير الى أن بلاده تريد الابقاء على الاتفاق النووي، “ولكنها تعرف أن هناك الكثير من التطورات من جانب ايران، التي يجب صدها”. وتطرق غبرئيل ايضا الى الحرب الاهلية في سوريا وتهديد داعش والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وقال إن بلاده ستبحث هذا الامر مع محمود عباس وستحاول “العودة الى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، وسنرى كيف يمكننا الاسهام”.
معاريف / مصاعب الجبهة الداخلية
معاريف – بقلم تل ليف رام – 1/2/2018
يستند قول الوزير نفتالي بينيت أمس ان معركة أخرى في لبنان ستؤدي الى مس بالجبهة الاسرائيلية الداخلية، لم نشهد له مثيل منذ حرب الاستقلال، على تقدير جهاز الامن لقدرات حزب الله التي تعاظمت جدا منذ حرب لبنان الثانية في صيف 2006. ويقدر السيناريو الذي أعده الجيش الاسرائيلي اطلاق الاف الصواريخ في كل يوم قتال نحو اسرائيل. في مثل هذا الوضع، يكرر جهاز الامن اهمية تنسيق التوقعات مع المواطنين والسلطات المحلية، كون أجهزة الدفاع ضد الصواريخ، القبة الحديدية ومقلاع داود، مهما كانت جيدة، غير قادرة على ان تعطي حلا كاملا للجبهة الاسرائيلية الداخلية من ناحية دفاعية.
قسم من المفهوم الدفاعي لدولة اسرائيل بالنسبة لمشكلة الصواريخ يتناول أيضا اخلاء السكان من المناطق القريبة من الحدود في الشمال وفي الجنوب بحيث يتاح بذلك للجيش الاسرائيلي ان يهتم اساسا بالنشاط العملياتي في ارض العدو وبقدر اقل بضائقة السكان قرب خطوط المواجهة. فاستراتيجية دولة اسرائيل والتعبير عنها في المخططات العملياتية للجيش مرتبطة بشكل عام بالخطط الهجومية للجيش وبقدرته على احباط جزء من النار الصاروخية. وفي كل الاحوال، فان المس الشديد بالجبهة الاسرائيلية الداخلية سيؤدي الى مس غير مسبوق بالبنى التحتية لدولة لبنان، اشد بكثير مما رأيناه في حي الضاحية في بيروت في حرب لبنان الثانية.
في نهاية 2016 نشر تقرير شديد لمراقب الدولة عن وضع الجبهة الداخلية قيل فيه ان اسرائيل غير جاهزة كما ينبغي لسيناريو اطلاق عشرات الاف الصواريخ عليها، وان اكثر من مليوني نسمة يوجدون بلا تحصين مناسب. على المستوى السياسي قال التقرير ان الصلاحيات لاعداد الجبهة الداخلية لم تترتب بين الوزارات الحكومية المختلفة وان هناك مواضيع عديدة تسقط بين الكراسي. وفي السنوات الاخيرة يوجد بالقدس تقدم ما في العمل المشترك بين الوزارات وفي اعداد المخططات لاخلاء السكان في الجنوب وفي الشمال في اثناء الحرب، ولكن فجوات التحصين بقيت واسعة. ويتطلب التغيير في هذا الموضوع استثمارا حاليا كبيرا جدا، لا يوجد على رأس سلم الاولويات الان ايضا. والتقدير هو أن استكمال خطة التحصين الكامل في الشمال تحتاج الى ميزانية 3-6 مليار شيكل. عمليا، خصص لها للسنة القادمة 150 مليون شيكل.
في حرب لبنان الثانية برزت حقيقة أن أداء السلطات المحلية هو من ناحية الامن “البطن الطرية” لقيادة الجبهة الداخلية في اثناء الحرب. وفي حالات عديدة في هذه الحرب لم تؤدي سلطات محلية بأكملها دورها. على هذه الخلفية ينطلقون في قيادة الجبهة الداخلية، لاول مرة، في خطة متعددة السنوات لتحسين جاهزية السلطات المحلية. في مركز الفكرة – شعار “نساعدكم لتساعدوا أنفسكم”.
يركز التشديد الاول في خطة قيادة الجبهة الداخلية على البلدات التي توجد على مسافة 0-40كم من تهديد الصواريخ. وتفحص قيادة الجبهة الداخلية، تهيء وتقرر مستوى أهلية كل سلطة محلية وفقا لـ 11 معيار، قررها قائد الجبهة الشمالية تمير يداعي، وتتضمن مستوى جاهزية أجهزة الانذار المبكر، آلية القيادة والتحكم في السلطة تكون جاهزة للحظة الطواريء، مستوى التحصين، الاعلام والارشاد للجمهور وتنظيم شبكة المتطوعين على اساس السلطة المحلية اضافة لقوات قيادة الجبهة الداخلية.
في قسم من السلطات المحلية اقيمت منذ الان شبكات من المتطوعين وخصصت مصادر لها من قيادة الجبهة الداخلية لاقامة فرق انقاذ صغيرة لتقدم جوابا أوليا يعنى بساحة الدمار. كما تفحص قيادة الجبهة الداخلية السلطة المحلية من حيث قدرتها على تقديم جواب للسكان ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويقدر ضابط كبير في قيادة الجبهة الداخلية بانه حتى العام 2020 ستنتهي عملية الفحص، التي يفترض أن تحمل كل السلطات المحلية في اسرائيل الى حالة الكفاءة الادائية المرضية. وفي السنة الماضية اجتازت عملية التأهيل 53 سلطة محلية، وفي السنة القادمة ستجتازها 58 سلطة اخرى. وحسب معطيات قيادة الجبهة الداخلية، فان 62 في المئة من السلطات المحلية في اسرائيل توجد على مستوى من الجاهزية العالية، 25 في المئة في مستوى متوسط و 13 في المئة في مستوى منخفض. وفي اطار ذلك، فان 150 منشأة بنية تحتية توجد في مستوى خطر عال، تم حتى الان تحصين نحو 10 في المئة.
مشكلة اخرى ظهرت في السنوات الاخيرة هي غياب شبكة محوسبة تسمح لرئيس السلطة وجهات الطواريء الحصول على صورة الوضع عبر خرائط تحكم محوسبة. ومؤخرا تم شراء 40 منظومة تحكم ورقابة، فيما ان مشروع تجريبي في هذا المجال يجري في مدينتي حيفا وموديعين. وتسمح المنظومة لرئيس السلطة وغرفة عملياته بتلقي المعلومات عن مكان سقوط الصواريخ، تحديد تام لمكان قوات النجدة والشرطة التي توجد في السلطة، ودورهم في المساعدة في حالة الطواريء. وتؤمن قيادة الجبهة الداخلية بان هذه الاربعين منظومة التي تم شراؤها، والتي تسمى “ثغلب” كفيلة بان تشكل العلامة الاولى لمنظومة التحكم المحوسبة على المستوى الوطني والتي ستحسن بشكل دراماتيكي قدرة محافل النجدة المختلفة للاتصال الواحد مع الآخر.
رغم التغيير وتحسين الخطاب بين الوزارات المختلفة، فان الفجوات في رعاية الجبهة الداخلية في دولة اسرائيل لا تزال واسعة جدا. والجهة التي يفترض بها أن تتولى التنسيق بين الوزارات الحكومية هي سلطة الطواريء الوطنية في وزارة الدفاع. ومؤخرا فقط اعلن رئيس السلطة بتسلئيل ترايبر اعتزال منصبه ولا يزال لم يتقرر له بديل – الامر الذي قد يشير الى مدى الاهمية التي تعزى لهيئة يفترض بها أن تتولى دورا جد هام في لحظة الطواريء.
هآرتس / الحرب المحتومة لهزيمة حزب الله
هآرتس – بقلم اسرائيل هرئيل – 1/2/2018
المسؤولون عن فشل حرب لبنان الثانية ومعهم معظم المحللين الآن لنتائجها، يدعون ادعاء ثابت كما يبدو: الانتصار في الحرب كان جزئيا، لكن كما اثبت الزمن، اسرائيل حققت جوهر هدف الحرب: الهدوء لسنوات كثيرة في الحدود الشمالية. ولكن من لا يريد الكذب على نفسه يعرف أن هذا وهم، حيث أن هذا الهدوء هو هدوء النعامة، الذي تم تحقيقه بثمن باهظ جدا: اسرائيل مكنت حزب الله من تهريب اكثر من 150 ألف صاروخ الى لبنان، منها آلاف الصواريخ الدقيقة التي يمكنها الاصابة عندما تريد ايران، مئات الاهداف الاستراتيجية في اسرائيل والتسبب بآلاف القتلى والجرحى وتدمير منشآت مدنية وعسكرية والتسبب بالضرر للاقتصاد والمعنويات للمواطنين، هذه قائمة جزئية. معظم الصواريخ تم تهريبها في عهد الليكود، أي حكم بنيامين نتنياهو. وحول هدوء كهذا كتب في حينه زئيف جابوتنسكي (معلمي وسيدي، كما يسميه نتنياهو): “الهدوء هو وحل” و”قم بالتضحية بدمك وروحك”.
الهدوء الوهمي من جانب حزب الله لا ينبع فقط من ردع اسرائيل، بل هو يهدف الى تمكينه من استكمال جوهر مهمته دون تشويش: تثبيت سلاح استراتيجي في لبنان ضد السكان في اسرائيل، والانتظار حتى اصدار الأوامر. حزب الله يفرض وبحق أنه خلافا له فان اسرائيل لن تضرب بدون تمييز السكان المدنيين، بالتأكيد ليس في لبنان، ايضا لن تعيد لبنان الى “العصر الحجري”. الى جانب ردع اسرائيل الطبيعي لاعمال كهذه يوجد للبنان سور دفاعي دولي يفصل – فصل كاذب في الحقيقة – بين الدولة اللبنانية البريئة كما يبدو من نوايا خبيثة وبين حزب الله، التي هي ضعيفة القوة امامه.
لقد تبين أن فرضية حزب الله صحيحة. فسياسة الاستيعاب الاسرائيلية حولت مواطنيها الى رهائن لمنظمة ارهابية عنيفة ومنفلتة العقال وتشغل من قبل دولة عظمى تكره اليهود وتهدد بشكل صريح ودون خوف من ردود العالم، بالقضاء على الدولة اليهودية. عمليات القصف المتفرقة في سوريا للقوافل الايرانية التي تنقل الصواريخ الى لبنان ليست أكثر من العاب نارية. يدمرون العشرات في حين أن المئات أو الآلاف تستمر في الوصول الى أيدي حزب الله.
الهدف الرئيس هو أن حزب الله يستعد لليوم الذي سيتلقى فيه الامر، لكنه يخشى من القول حتى بينه وبين نفسه ما هو معنى الاستيعاب. كلما تم تأجيل الحسم فان الثمن يصبح اكبر ومؤلم اكثر. واذا منحنا للعدو ايضا كالعادة حق “الضربة الاستباقية” فان الثمن سيكون أشد على تحملنا. وماذا ستفيد الضربة المضادة؟ إن اسرائيل لم تتغلب حتى الآن على الصدمة النفسية القومية بسبب خسائر حرب يوم الغفران. حكومة اسرائيل، بتفضيل سياسة “اجلس ولا تعمل”، باستثناء لدغة هنا ولدغة هناك، لم تحقق السلام، بل العكس، سياسة ضبط النفس مكنت ايران وحزب الله من الاستعداد للحرب.
هيئة الاركان العامة المعتدلة والحذرة والدفاعية – في الحروب الثلاثة الاخيرة في غزة لم تسع الى الحسم – هي شريكة في هذا الفشل التاريخي الاستراتيجي. فقط مؤخرا وبتأخير حاسم، تظهر علامات على تغيير الاتجاه. يتبين لساسة وضباط جيش أن ثمن “وتهدأ البلاد” من شأنه أن يجبي ثمنا دمويا، الشعب لا يمكنه استيعابه. في هذا الوضع فان كل من يحاول منع اتخاذ خطوات حاسمة ومنع صدمة نفسية قومية اخرى ويسمون خطوات كهذه “حرب اختيارية”يخطئون خطأ كبيرا. اذا تم قبول اعتراضهم فانهم ومن يتأثرون بهم سيتسببون ببكاء الشعب على مر الاجيال.
اسرائيل اليوم / هنية على بؤرة الاستهداف
اسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور ايال زيسر – 1/2/2018
لمن لا يزال يحتاج الى برهان بانهم في البيت الابيض غيروا القرص، جاء الاعلان الامريكي عن ادراج اسماعيل هنية في القائمة السوداء لنشطاء الارهاب، وأفاد بانه في واشنطن يوجد رب بيت جديد، يقصد بجدية ما يقول، غير مستعد لان يعرقله احد او يتصرف معه بغير احترام، رب بيت يطلق النار أولا وبعد ذلك يتحدث.
ان الخطوة الامريكية ضد هنية هي خطة رمزية في اساسها، إذ ينبغي الافتراض بان ليس لزعيم حماس املاكا في الولايات المتحدة يمكن للادارة ان تضع يدها عليها. كما يمكن السؤال كيف يمكن لشخص مثل هنية الا يكون قد ضم حتى الان الى القائمة السوداء.
ولكن بعد كل هذا فان الرسالة من واشنطن واضحة: هنية وحماس هما جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل. وليس لادارة ترامب أي نية “لعناق” حماس والدخول معها في حوار على امل عابث أنه مع مرور السنين فان المنظمة ستلين وستعتدل.
يرى ترامب وادارته في حماس بالضبط ما هي عليه: منظمة تشارك في هجمات ارهاب ضد المدنيين، بمن فيهم ايضا مدنيون امريكيون، وتعمل من اجل التخريب على المحاولة الامريكية تحقيق السلام في المنطقة. يخيل أن هناك صلة مباشرة بين تقليص المساعدة الامريكية للاونروا، “وكالة تخليد مشكلة اللاجئين وتخليد النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني”، وبين العقوبات التي فرضت على هنية. فالولايات المتحدة تطلق الاشارة الى ان من اعتاد على أن يرى فيها آلة سحب المال، يتعين عليه من الان فصاعدا أن يأخذ بالحسبان مواقفها وكذا في أنه لا توجد في المواجهة مع الارهاب الوان وسطى لانصاف ارهابيين أو منظمة ارهاب ذات ذراع سياسي شرعي.
كما ان هذه رسالة لابو مازن، الذي يؤمن بان بوسعه أن يلعب مع ادارة ترامب مثلما فعل باسلافه في البيت الابيض، ويسعى الى معالجة حماس من خلال مسيرة مصالحة فلسطينية داخلية بدلا من مكافحتها.
ينبغي الافتراض بانه مثلما في اعقاب اعلان ترامب عن القدس كعاصمة اسرائيل، سيسارعون في اوروبا الى الشجب والى الانتقاد للادارة الامريكية. هذا لا ينبغي أن يقلق ترامب اكثر مما ينبغي، كون الامريكيين هم اللاعب الوحيد في المدينة، وأمرا لن يتحرك في المنطقة بدونهم. ان تحدي ترامب هو بالتالي ترجمة سلسلة من التصريحات والخطوات، الرمزية في اساسها، في مسألة النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، وبالمناسبة ايضا في مسألة ايران، الى سياسة عامة والى خطوات عملية على الارض. هذا سيكون اختبار الرئيس الامريكي في سنته الثانية في البيت الابيض.
هآرتس / نصيحة للمحققين : قوموا بفحص تورط مولخو
هآرتس – بقلم أوري مسغاف – 1/2/2018
اذا طلب اخيرا من نتنياهو تقديم شهادته في الشرطة في قضية الغواصات، فمن المهم جدا أن الاسئلة التي ستوجه اليه لن تقف عند عملية الشراء ومعرفته أو عدم معرفته عن محور شمرون – غانور. احدى المسائل الثقيلة والاكثر اقلاقا تتعلق بتورط صهره اسحق مولخو.
في 3 تموز 2017 عقد المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، جلسة عمل في مكتبه. وعلى الاجندة كانت مواجهة الدولة مع قضية المحكمة العليا رقم 6414/17 والتي قدمها المحامي شاحر بن مئير. بن مئير قدم التماس لوقف عمل مولخو بصفته مستشارا لرئيس الحكومة نتنياهو، والذي ينفذ لصالحه مهمات في المجال السياسي – الامني. الادعاء الاساسي كان أن مولخو ليس موظف دولة، بل مواطن عادي لا يخضع للقواعد التي تحكم الموظفين العامين، وأن استخدامه في خدمة الدولة لم تتم تسويته، وهناك خوف من تعارض مصالح بين الاعمال الخاصة ومهماته السرية. الادعاء الفعلي هو الشك في تحقق تعارض مصالح كهذا في قضية الغواصات، التي تبين فيها أن صهر وشريك مولخو في المكتب، المحامي دافيد شمرون، مثل امام شركة السفن الالمانية “تسنكروف” الوسيط الاسرائيلي ميكي غانور.
التماس منطقي ومرغوب فيه، بشأن شخصي وليس قانوني، لكن مندلبليت تجند للنضال ضده بكل قوته. في 30 آب الماضي عقد في مكتبه نقاش مع رجاله، وفي 2 تشرين الاول الماضي عقد نقاشا آخر. في نهاية نفس الشهر وقبل يوم من الموعد الذي حددته المحكمة للرد على الالتماس استقال مولخو من وظيفته. بعد حوالي اسبوع على ذلك تم استدعاءه للتحقيق. منذ ذلك الحين حقق معه اربع مرات بتهمة الاحتيال وخرق الثقة. ولم يتقرر بعد اذا كان سيقدم للمحاكمة.
قضية الغواصات – السفن – تظهر كقضية فساد خطير. ولكن عن أحد فروعها لا يتحدثون تقريبا الآن: المصادقة التي قدمت لالمانيا من اجل بيع مصر اربع غواصات من نفس النوع (الآن تم تزويدها بغواصتين). حتى عدد من كبار المنتقدين لنتنياهو مثل وزير الدفاع الاسبق موشيه يعلون، يفضلون الاقلال من الحديث عن هذه القصة الغريبة. السبب العلني والمفهوم هو الحساسية الامنية – السياسية امام المصريين (وأمام الالمان ايضا الذين اوضحوا أنه اذا تم اكتشاف أي فساد في القضية في المستوى السياسي فان الصفقة ستلغى). ولكن ربما أنه تحت الحساسية هناك ايضا يثور خوف شامل من مواجهة خطر العملية.
أحد المباديء الاساسية في عقيدة الامن الاسرائيلية هو التفوق الاستراتيجي في مجال القوة: الحرص على أن انظمة السلاح الجديدة والمتطورة جدا يجب أن تكون دائما في أيدي اسرائيل. هذا صحيح ليس فقط بالنسبة لأعداء الدولة، بل بالنسبة ايضا لدول المنطقة التي لها معها مصالح مشتركة، وحتى اتفاق سلام. مصر كانت وما زالت الجارة الاكبر والاقوى لاسرائيل، التي عانت في العقد الماضي من ثوران سياسي وعدم استقرار في الحكم. في اعقاب الانقلاب في 2011 صعد الى السلطة الاخوان المسلمون، وفي 2013 سيطر الجيش على الحكم بانقلاب مضاد. وحتى داعش يسيطر على جيوب الارهاب في اراضي الدولة، ويحقق انجازات عسكرية في سيناء. وعندما دهش وزير الدفاع يعلون من اكتشاف أن الالمان تلقوا من وراء ظهره مصادقة لتزويد مصر بالغواصات المتطورة، فقد طلب من ممثله عاموس جلعاد فحص الامر، وبعد ذلك ايضا الرئيس رؤوبين ريفلين. حسب ما نشر فان الرد الذي تم الحصول عليه: مولخو. ومولخو نفى حتى الآن تورطه في صفقة الغواصات.
ولكن على أي حال، ليس من المهم حقا من احضر للالمان رسالة المصادقة الاسرائيلية. السؤال هو من كتبها. من تجرأ أن يأخذ على عاتقه الحق، بدون عمل جهاز منظم وبدون مصادقة وزارة الدفاع والكابنت، في خرق التفوق الاستراتيجي لاسرائيل أمام جيرانها. من اعطى الامر باسم حكومة اسرائيل. هذا ما يجب التحقيق فيه.
معاريف / قصص الخيال
معاريف – بقلم ليلاخ سيغان – 1/2/2018
عفوا ولكن نفد الصبر حقا من شدة تشويش العقل عن الفتاة الفلسطينية ذات الشعر الاجعد.كم سطحية وشعارات فارغة يمكن للمرء أن يحتمل؟ فالعواصف الاعلامية عندنا كفت عن أن تكون ذات صلة إذ انها مشادات مليئة بالدم، العرق والدموع، ولكن على شيء ما لم يحصل حقا.
حتى لو كنتم مع الكفاح الفلسطيني من اجل الدولة، والذي هو اكثر من شرعي، رجاء انزلوا من اللونه بارك للالاعيب وتفضلوا بطيبتكم لتروا الصورة. فالمقايسة بين التميمي وآنا فرانك لانهما الاثنتان عانتا معاناة ما على خلفية عرقية – هي كالمقايسة بين مريض السرطان وبين من يعاني من هذيان أقراص التسطيل والصراخ: انظروا، هما الامر ذاته بالضبط. لا، هما ليس كذلك. لا يوجد أي ذكاء في احداث الدراما أو في المقايسات المدحوضة. فالذكاء موجود في رؤية الاطياف التي تسمح في تعريف المشكلة بشكل دقيقة، إذ في كل طريقة اخرى يمكن الحصول على اهتمام اعلامي، ولكن لا يمكن حقا حل المشكلة بذلك.
الشعب الفلسطيني هو ضحية، ولكنه ليس فقط ضحية اسرائيل، وعليه فلا يهم كم نسير بعيدا في المبالغات عن النازية، فهذا لن يجلب الحل.
منذ 50 سنة تحفظ فيه مسكنة الفلسطينيين بالقوة:
1. أنسال اللاجئين الذين وصلوا في حينه الى شر حظهم الى لبنان أو الى سوريا يمكنهم فقط أن يحلموا بحياة مثل حياة الفلسطينيين في يهودا والسامرة وغزة، ولكن احدا لا يرها.
2. يربونهم على ان كل اسرائيل تعود لهم، وفي وقت من الاوقات سيحصلون عليها، الامر الذي لن يحصل ابدا، وبالتالي لا يهم ما يعرضوه عليهم، فهم سيرفضونه مثلما رفضوا حتى الان كل عرض.
3. قيادتهم متعفنة، خائنة، استغلالية عنيفة. لا توجد حرية تعبير، لا توجد انتخابات، الشعب فقير والزعماء ملوك، ولا توجد قدرة على ايجاد بديل (او في واقع الامر توجد قدرة، باستثناء ان من يستخدمها – يلقى به الى السجن، يعذب وبعدها يعدم).
4. بعد 25 سنة وتبرعات بعشرات المليارات، كل ما نجح الفلسطينيون في انتاجه هو الكراهية لاسرائيل. جميل جدا، ولكن ماذا عن تطوير الاقتصاد، الصناعة؟ مع مثل هذه القيادة، حتى لو كنا كلنا نخلي المكان ونبقي لهم كل اسرائيل كدولة، لما كان لديهم أي فكرة ماذا سيفعلون بها بحق الجحيم.
إذن جميل ان يكون مدير الثانوية التل أبيبية يعلم تلاميذه درسا غريب الاطوار عن “الاستخدام الذكي للوسائط” عن فتيات فلسطينيات في الالفية الثالثة، ولكن ما الذي علمهم اياه حقا؟ لا يوجد أي شيء متطور في دعاية القصص الخيالية، حتى لو كان هذا على الموضة جدا، إذ في النهاية هذه لا تؤدي الى أي شيء.
ان التطور والذكاء موجود في القدرة على فهم عقدة الاحابيل وفرمها بشكل من الاشكال. اما انعدام النقد الجدي على القيادة الفلسطينية المتعفنة التي لم تبني شيئا – فانه هو ما يعرقل تقدمهم كشعب. وهذا يتضمن ايضا التميمي، عهد أو حنه، أو آنا، أو أي اسم اطلقتموه عليها.
معاريف / يلعبون بالنار
معاريف – بقلم عاموس جلبوع – 1/2/2018
بدأ هذا الاسبوع عصر جديد في مواجهة اسرائيل للترسخ الايراني في سوريا، وبعد جديد ادخل الى الخطوط الحمراء التي وضعتها اسرائيل لايران حتى الان. كان هذا في اعقاب لقاء نتنياهو مع بوتين، حين أعلن رئيس وزراء اسرائيل بشكل حاد وواضح: “توجد مصانع صواريخ في لبنان في مراحل التأسيس، تهديد السلاح الدقيق من لبنان على اسرائيل هو تهديد خطير لن تقبل به اسرائيل. وهنا ايضا – اذا اضطررنا الى العمل، فسنعمل”. شدد نتنياهو على انه اوضح هذا لبوتين. في المرة الاولى التي تهدد فيها اسرائيل بالهجوم على مصانع صواريخ دقيقة توجد قيد الانشاء على اراضي لبنان. حتى الان، حسب تقارير أجنبية، هاجمت اسرائيل في سوريا قوافل ومخازن لصواريخ دقيقة كانت في طريقها من ايران الى حزب الله في لبنان. وثمة بعد جديد آخر في التهديد الحالي: فهو يشرح بشكل واضح للروس الواعين جيدا لاثار التهديد الاسرائيلي، الذي يخلق وضعا متفجرا في الساحة الشمالية حيال حزب الله.
بضع كلمات خلفية: نحن نقف امام ثلاثة مستويات من التهديد من جانب ايران. الاول هو سلاح الدمار الشامل القادر على تهديد وجودنا. في هذه المرحلة هذا التهديد غير ذي صلة. مع ذلك، هو سيكون كذلك في غضون بضع سنوات. المستوى الثاني هو ما يسمى “الايرانيون على الجدار”. هذا تهديد منوع من العمليات التخريبية المعادية، والصواريخ من هضبة الجولان تطلقها ميليشيات شيعية مختلفة. هذا تهديد مقلق، ولكنه من ناحية عسكرية تهديد يمكن احتماله، ويمكن لاسرائيل بسهولة نسبية أن تواجهه. اما المستوى الثالث فهو السلاح الذي من شأنه ان يشوش بشكل خطير حياتنا اليومية ويلحق اضرارا خطيرة. ويدور الحديث عن صواريخ دقيقة بعيدة المدى. وهي أخطر بعشرات الاضعاف من التخويفات التي تسمى “الايرانيون على الجدار” أو من قاعدة ايرانية لبضعة مبان قرب دمشق. الايرانيون وحزب الله على وعي جيد بالاهمية الكبرى للصواريخ الدقيقة كسلاح ردع وهجوم ضد اسرائيل.
في 3 كانون الثاني 2018 اعطى نصرالله مقابلة صحفية شاملة في هذا الموضوع. برزت ثلاث نقاط في حديثه: الاولى، في الحرب القادمة ستكون محطات الكهرباء، المطارات، الموانيء، مشاريع النووي والبتروكيميائيات مستهدفة. ثانيا، اسرائيل تقول ان لحزب الله بضعة عشرات الصواريخ الدقيقة. بهذه الصواريخ يمكننا أن نختار الاهداف بشكل دقيقة كي نوقع باسرائيل مصيبة كبيرة. ثالثا، ما يقرر هو ليس كمية الصواريخ بل دقتها.
الاستنتاج الناشيء عن هذه الامور هو التالي: ليس لدينا بعد ما يكفي من الصواريخ الدقيقة كي نغطي كل الاهداف في اسرائيل، وعليه فمن الطبيعي أن ننشيء مصانع في لبنان كي يكون لدينا ما يكفي من الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى.
وهنا نصل الى المقطع الاهم في تصريحات نصرالله. فقد سئل لماذا لم يرد حزب الله على الهجمات الاسرائيلية في سوريا. فاجاب على النحو التالي: “الحذر من التدهور هو تكتيك يخدم الاستعدادات للحرب الكبرى، ولكن لن يبدي حزب الله دوما طول نفس، ولا سيما اذا ما ضغطوه”.
وها هي اسرائيل “تضعط” على حزب الله وايران وتهدد بالهجوم في لبنان اذا استمرت الاستعدادات لاقامة مصنع الصواريخ الدقيقة. معقول أن يكون نتنياهو طلب من بوتين الضغط على ايران، ولكن من الصعب أن نعرف ما هو مدى تأثيره على ايران في هذا الموضوع. اذا لم يرتدع الايرانيون، واسرائيل هاجمت (ليس فقط للمصنع بل وايضا للصواريخ الدقيقة التي لدى حزب الله)، من الصعب أن نفترض بان حزب الله لن يرد. ومعنى الامر هو التدهور الواسع. والاسئلة المطروحة: هل سنهاجم انطلاقا من الوعي بالتصعيد؟ وهل الايرانيون، في ضوء الوضع السائل في سوريا، سيكونون مستعدين للمخاطرة بالتصعيد.
هآرتس / ضحايا قتل مع تجار يتاجرون باللاجئين
هآرتس – بقلم يئير أورون – 1/2/2018
“محادثة القمة” بين رئيس الحكومة الاسرائيلي ورئيس رواندا في دافوس اثارت، هكذا جاء في وسائل الاعلام، اهتمام اكبر من لقاء بنيامين نتنياهو مع المستشارة الالمانية ورئيس فرنسا وحتى مع رئيس الولايات المتحدة. الزعيمان يحاولان تسوية الامر و”عقد صفقة” تمكن من استمرار طرد لاجئين من اسرائيل عن طريق رواندا الى جهنم واحيانا الى الموت.
يصعب التصديق أن زعماء لشعبين مرا بـ “ابادة شعب” يقومون بذلك في الفترة الاخيرة: نحن في سنوات الاربعين (الناجون الاخيرون من الكارثة) ابناء التوتسي في 1994. قوات التوتسي الذي جاءوا من الخارج حيث كان رئيس رواندا بول كغاما من رؤساء قادتهم – هم وليسوا المجتمع الدولي اوقفوا قتل الشعب الأسرع في التاريخ. تقريبا مليون شخص – ولن نعرف في أي يوم العدد الدقيق – قتلوا في مئة يوم، أي حوالي عشرة آلاف شخص قتلوا يوميا، 416 شخص قتلوا في الساعة، 7 اشخاص مثلي ومثلكم قتلوا كل دقيقة، والعالم عرف وشاهد وصمت، أدار ظهره ولم يفعل أي شيء.
نحن في اسرائيل شاهدنا وصمتنا. ارسلنا مستشفى ميداني للانقاذ، وايضا ارسلنا سلاح في حينه عندما حدثت مذبحة الشعب، في الوقت الذي عرفنا فيه أنها تحدث، ايضا اذا لم نعرف عدد القتلى الدقيق فقد شاهدنا مئات الجثث طافية فوق سطح النهر في قناتين لدينا كانتا تعملان في ذلك الوقت. السلام تم ارساله من اسرائيل الى حكومة الهوتو القاتلة، وليس من خلال تجار سلاح خاصين بل عن طريق حكومة رابين – بيرس – ميرتس بالتحديد.
المحكمة العليا رفضت طلبنا للكشف عن وثائق تعترف الدولة بأنها توجد لديها، والتي تثبت بصورة حاسمة الجريمة التي نفذت، سواء حسب القانون الاسرائيلي أو حسب القانون الدولي. هذه فعليا مشاركة في “ابادة شعب”، ارسال سلاح الى رواندا في زمن ابادة شعب تشبه جدا ارسال سلاح الى المانيا النازية في زمن الكارثة. يجب أن نقول ذلك ايضا حتى لو كان ذلك قاسي جدا.
كغاما الذي هو من ابناء التوتسي الناجين من “مذبحة الشعب” يعرف ذلك. وهذا لم يمنعه من القدوم للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس شمعون بيرس التسعين، ولم يمنعه من استقبال نتنياهو في متحف “ابادة الشعب” في كيغالي، وعدم قول شيء عن جرائم اسرائيل اثناء “ابادة الشعب”. وزراء في حكومته حتى حاولوا نفيها. إن ذكر بيع السلاح يمكنه أن يضر، لا سمح الله، بصفقات سلاح تجري الآن بين الدولتين.
الاتفاق المجرم اخلاقيا وربما قانونيا، كشف عنه الآن بصورة فظيعة على خلفية حقيقة أن اسرائيل اعطت رعايتها لمشروع قرار تم بحثه في الجمعية العمومية للامم المتحدة في يوم الجمعة – يوم قبل من يوم الكارثة الدولي – بأن يوم الذكرى في رواندا سيتركز حول قتل ابناء التوتسي وسيسمى من الآن “يوم الذكرى لابادة الشعب التوتسي”. لا شك أن ابناء التوتسي كانوا الضحايا الاساسيين، لكن قتل ايضا آلاف من ابناء الهوتو المعتدلين، ربما عشرات الالاف. معروف ايضا أن قوات التوتسي التي اوقفت قتل الشعب قتلت كما يبدو عشرات آلاف ابناء الهوتو (لن نعرف في أي يوم العدد الدقيق)، واحيانا كانتقام فقط. من الصعب التحقيق في هذه الحقائق بسبب اليد القوية لنظام كغاما. شعبان مرا بابادة شعب، الذي يشكل مكون هام وربما مكون اساسي لهما، يرسلان لاجئين وهم يعرفون أن عددا منهم يرسلون الى حتفهم وآخرون الى جهنم. يوجد لهذا الكثير من الاثباتات والمعطيات وشهادات الناجين من المذبحة الذين يقولون احيانا “موتي افضل من حياتي”. الحكومتان تقومان بالاتجار بالبشر، مثلي ومثلك، ليس هناك تعريف آخر لهذه الافعال. حكومة اسرائيل تدفع نوع من “ضريبة الرأس”، مبلغ هناك من يقولون إنه يصل الى 5 آلاف دولار، على كل لاجيء توافق رواندا على مروره عبر اراضيها.
الشعبان يبدو أنهما تعلما الدرس: هناك أناس – من ابناء جماعتك – يساوون اكثر. وهناك من يساوون أقل، وهناك من الناس لا يساوون أي شيء. ليس هناك عوائق اخلاقية. بالنسبة للناجين كل شيء مباح.
يصعب التصديق، لكن هذا هو الواقع، هذا يجري امام ناظرينا، بمحاذاة يوم الكارثة الدولي. عندما ادرك ذلك فأنا اعرف أن الشر، كل شر تقريبا، هو أمر ممكن ايضا في الوقت الحالي. صحيح وبدون شك هذا ليس الكارثة اليهودية، وايضا ليس هو ابادة شعب رواندا، لكن هذا فظيع بما يكفي، وغير مستوعب بما فيه الكفاية، وأمر يدعو جدا لليأس.
يصعب التصديق أنه في الوقت الذي نناضل فيه وبحق ضد التوجهات لتشويه الذكرى التاريخية في بولندا بالنسبة للكارثة، فاننا نساعد بشكل فعال على نفي ابادة شعب اخرى. ليس هناك حدود للتهكم، ليس هناك حدود للتملق. ممثلة اسرائيل في النقاش في الامم المتحدة تجرأت على قول: “كمن عانوا من فظائع الكارثة…”، بالتحديد الصحوة في اوساط جماهير واسعة ومتنوعة ومختلفة في المجتمع الاسرائيلي، الذين يتجندون للاحتجاج في الاسابيع الاخيرة، تثير القليل من الأمل الذي يلزمنا بالاستمرار الى حين الغاء قرار الطرد من جدول العمل.
هآرتس / مصمم الذاكرة الوطنية
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 1/2/2018
ابداع حاييم غوري، الذي توفي أمس عن عمر يناهز 94 عاما، صممت بقدر كبير الذاكرة الوطنية لاسرائيل. من الصعب أن نتصور احياء لذكرى ضحايا الجيش الاسرائيلي دون قصيدة “الزمالة” و “باب الواد”، أو تخليد الكارثة دون افلام غوري الوثائقية، “الضربة الـ 81” و “البحر الاخير”. لقد كان غوري الممثل الاخير “لجيل 1948” في الادب العبري، شيخ القبيلة الثقافية، الذي تقرأ سيرته الذاتية كموجز لتاريخ الحاضرة: ابن طلائع الهجرة الثالثة، الذي شارك في اقامة البلماخ، في جلب الناجين من الكارثة من اوروبا وكضابط في حروب اسرائيل من 1948 وحتى حرب يوم الغفران.
ولكن غوري لم يكن فقط شاعرا، كاتبا، صحافيا ومنتجا سينمائيا؛ فقد كان أيضا شخصية عامة، اعرب عن مواقف في قلب الجدال الوطني. ابوه كان من مؤسسي مباي ومن كبار رجالات نشطائه السياسيين في عصر دافيد بن غوريون وترأس على مدى سنين لجنة المالية في الكنيست. ابنه توجه يمينا، الى احدوت هعفوداه، الذي عارض تقسيم البلاد الى دولة يهودية ودولة عربية.
بعد حرب الايام الستة، التي حققت برماح الجيش الاسرائيلي حلم الضم لاحدوت هعفوداه. كان غوري من مؤسسي “الحركة لبلاد اسرائيل الكاملة”. والى ذروة تأثيره وصل في قضية المستوطنة غير القانونية في سبسطيا في نهاية 1974، حين توسيط في الصفقة تبين مستوطني غوش ايمونيم وحكومة اسحق رابين، التي سمحت لهم بالبقاء على ظهر الجبل في السامرة. في سبسطيا ولد مشروع استيطان الصهيونية الدينية، الذي استهدف احباط كل تسوية لتقسيم البلاد، وغوري منحه الشرعية من المؤسسة القديمة. وفي نفس الوقت عارض غوري المس بحقوق الانسان للفلسطينيين في المناطق.
في السنوات الاخيرة برز غوري في تعبيرات نقدية واعتراضية على الاتجاه الذي اتخذته اسرائيل، ولا سيما على التطرف الديني، انعزال الاصولي ورفض قيم المساواة لوثيقة الاستقلال. وكان ظهوره الاخير في الحملة الناجحة لخريجي البلماخ ضد تخليد رحبعام زئيفي، رجل الترحيل والاقتصاد، في الموقع الوطني في باب الواد. ولكن ايضا في صحوته المتأخرة، ورغم اعترافه بالمظالم الكثيرة التي تسببت بها السيطرة المتواصلة في المناطق، امتنع غوري عن أن يرى في اسرائيل دولة احتلال وتمسك بقوله “شعب اسرائيل ليس محتلا في بلاد اسرائيل”.
مأساة غوري، مثلما هي مأساة الكثيرين من ابناء جيله، كانت في محاولتهم لان يكونوا هذا وذاك، يطلقون النار ويبكون، محتلون واخلاقيون في آن واحد معا. “الطريق الثالث”، مثلما سمى هذا غوري. وبتأخير فهم بان المستوطنين وحكومات اليمين يؤدون بالدولة الى مصيبة اخلاقية ويقوضون الديمقراطية التي اقامها المؤسسون. ولكنه لم ينجح، او لم يتجرأ، على عرض رؤيا بديلة والكفاح في سبيلها. هذه المهامة يتركها جيل 1948 الى ورثته.