ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 31– 1 – 2018

يديعوت احرونوت :
– “نتنياهو سيستدعى للشهادة في قضية الغواصات”.
– سيدوف عن دعوة الشيفات في قضية المنازل: “كيف يمكن قول لا لسارة نتنياهو؟”.
– نتنياهو، الغواصات والدعوة للشهادة.
– الوضع في غرف الطواريء في المستشفيات في هذه اللحظة خطير.
– عقاب ترامب – الرئيس يشدد النبرة ضد الفلسطينيين.
– رحلة الـ 70.
– بطاقة حمراء للنائبات.
معاريف/الاسبوع :
– قضية الغواصات: “لا مفر من دعوة نتنياهو للشهادة”.
– رئيس الاركان: حزب الله يتعاظم في قدراته.
– أردان يعارض تعيين ريتمان رئيسا لوحدة في الشرطة.
– النائبتان شبير وبيران تبعدان عن الكنيست لاسبوع.
– عيد “تاف بشبات” يأتي: الكنيست تحتفل.
– ريفلين: الكارثة ليست موضوعا لليهود فقط.
– رئيس المخابرات: “في السنة الاخيرة أحبطنا هجمات سايبر من كل العالم”.
هآرتس :
– اسرائيل تقترح خطة لاعمار البنى التحتية في غزة – بتمويل دولي.
– المفتش العام يقول للواء المشبوه بالتحرش: سنضطر الى توبيخك بعطف وأسف.
– طالبو اللجوء يأتون لتقديم الطلبات ويكتشفون أن مكتب الهجرة نقل دون اشعار مسبق.
– آيزنكوت يحذر حزب الله من آثار التسلح بالصواريخ.
– مقتل فلسطيني إبن 16 في مواجهات مع الجيش قرب رام الله.
اسرائيل اليوم :
– رحلة الى رواندا: “من يأتي الى هنا ليس في خطر”.
– أغلبية الجمهور تؤيد ابعاد المتسللين.
– هيلي: ايران تخرق القرارات – هذا لا يمكن أن يستمر.
– اسرائيليون يوقعون على رسالة تدعو البرلمان الايرلندي الى اتخاذ قانون المقاطعة.
– نتنياهو: “القرارات في موضوع الغواصات كانت موضوعية”.
– في القائمة المشتركة يبادرون الى قانون القومية الفلسطينية.
القناة 14 العبرية :
– “ترامب” يدعو لتقليص المساعدات الأمريكية عن الدول التي عارضت قرار الاعتراف بالقدس عاصمة “إسرائيل” في الأمم المتحدة.
– “ترامب” طالب الكونجرس الأمريكي إجراء تعديلات على الاتفاق النووي مع إيران
– “ترامب” يهدد بإلغاء المكانة الخاصة التي تمنحها الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين.
القناة 2 العبرية :
– وزير التعاون الإستراتيجي الإسرائيلي “تساحا هنجفي” يجتمع اليوم مع رئيس الوزراء الفلسطيني “رامي الحمد الله” في سويسرا.
– تقارير سرية: عناصر هاكر إيرانية ستجري هجمات سايبر ضد علماء ذرة إسرائيليين
– الجيش الإسرائيلي سيجري مناورات ضخمة مع الجيش الأمريكي في الأيام القليلة القادمة.
القناة 7 العبرية :
– خلال مسابقة لتجنيد عقول تكنولوجية جديدة لصفوفه: “الشاباك” يجري مسابقات على العاب الكترونية تحاكي تصفية منفذي العمليات.
– بتعليمات من “نتنياهو”: سيتم اليوم توبيخ سفير ايرلندا في “إسرائيل”، في أعقاب سن بلاده قوانين مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية بالضفة.
– مسؤول بالسلطة الفلسطينية: سنتوجه لمحكمة العدل الدولية لمقاضاة الرئيس الأمريكي “ترامب”.
والا العبري :
– الشرطة الإسرائيلية صادرت الليلة 92 كيلو مخدرات في منطقة حولون شمال البلاد.
– قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت الليلة 12 “مطلوب” فلسطيني من الضفة الغربية.
– المحلل العسكري أمير بوخبوط : الجيش الإسرائيلي يجب أن يحسم أي معركة قادمة مع حزب الله.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 31– 1 – 2018
يديعوت / عقاب ترامب – الرئيس يشدد النبرة ضد الفلسطينيين
يديعوت – بقلم ايتمار آيخنر وآخرين – 31/1/2018
جملة الضغوط التي يمارسها على الفلسطينيين: بعد تقليص الميزانية للاونروا، في وزارة الخارجية الامريكية يفكرون بامكانية الوقف التام للدعم الامريكي لوكالة الغوث التابعة للامم المتحدة العاملة في غزة. وبالتوازي، تدرس امكانية الاعلان عن ان الادارة الامريكية تستأنف على تعريفات الامم المتحدة للاجئين الفلسطينيين. والهدف هو حمل القيادة الفلسطينية على العودة الى طاولة المفاوضات السياسية.
هذا ويشتد العداء ضد ترامب في الجانب الفلسطيني منذ اعلانه عن القدس كعاصمة اسرائيل. وكدليل على الحماسة في الميدان، فان سيارة وفد امريكية وصلت امس لزيارة مكاتب السلطة في بيت لحم رشقة بالبندورة واعتدي عليها بالركلات من فلسطينيين غاضبين الى أن اضطر الوفد الى مغادرة المكان.
في وزارة الخارجية الاسرائيلية يتطلعون بعيون قلقة نحو سلوفانيا التي ستعترف اليوم بدولة فلسطين وتكون الدولة الاولى في الاتحاد الاوروبي التي تعترف بفلسطين في اعقاب اعلان ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل. كما تفكر عدة دول اخرى في اتخاذ خطوة مشابهة بما فيها بلجيكيا، لوكسمبورغ وايرلندا. وتعمل وزارة الخارجية من خلف الكواليس في محاولة لاحباط الخطوة وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، ولكن التقدير هو أن احتمالات منع مثل هذا الاعتراف ليست عالية.
وبالتوازي اجتمع مجلس الشيوخ الايرلندي أمس للبحث في مشروع قانون يفرض عقوبة مالية عالية وعقوبة السجن لخمس سنوات على من يتاجر مع شركات توجد في مستوطنات في اسرائيل. وكان بادر الى مشروع القانون السناتور المستقل فرانسيس بلاك، المعروف كمعارض صاخب لاسرائيل. وحسب مشروع القانون، فان شراء منتجات أو خدمات من شركات توجد في يهودا والسامرة، شرقي القدس وهضبة الجولان سيكون محظورا – وهكذا أيضا بيع منتجات أو توريد خدمات من شركات ايرلندية.
ويحتاج مشروع القانون لان يجتاز مداولات في المجلسين الادنى والاعلى قبل أن يصبح قانونا رسميا، ولكن احتمالاته في ان ينال الاغلبية عالية. فمنظمات مؤيدة للفلسطينيين في ايرلندا تمارس ضغطا هائلا على اعضاء المجلسين لاقناعهم بالتصويت الى جانب القانون. وانضم اليهم عدد من الشخصيات الاسرائيلية الذين كتبوا رسالة للمشرعين في ايرلندا وناشدوهم تأييد القانون. ومن الموقعين على الرسالة النواب السابقون ابراهام بورغ، ياعيل دايان، رومان برونفمان، تسالي ريشف، نوعامي حزان، اوري افنيري وسفراء سابقون لاسرائيل في ارجاء العالم.
وشجب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امس بشدة مشروع القانون الذي رفع في البرلمان الايرلندي وأمر وزارة الخارجية باستدعاء سفيرة ايرلندا الى محادثات لايضاح معارضة حكومة اسرائيل الحادة للمشروع. وقال نتنياهو ان “المبادرة تعطي ريح اسناد لمن يسعون الى مقاطعة اسرائيل وتتناقض تناقضا تاما مع المباديء التي توجه التجارة الخارجية والعدل”.
هآرتس / اسرائيل تقترح خطة لاعمار البنى – التحتية في غزة بتمويل دولي
هآرتس – بقلم نوعا لنداو – 31/1/2018
يتوقع أن تقدم اسرائيل اليوم في المؤتمر الطاريء لمنتدى الدول والجهات المانحة للفلسطينيين في بروكسل خطة لاعادة تأهيل انساني في قطاع غزة، وستطلب من المجتمع الدولي تمويلها. في مركز الخطة توجد مساعدة اسرائيلية لبناء منشآت بنى تحتية في مجال تحلية المياه والكهرباء والغاز وتطوير المنطقة الصناعية في ايرز بتكلفة تبلغ مليار دولار.
النقاش الخاص عقدته وزيرة الخارجية للنرويج التي تترأس اليوم منتدى المانحين، إينا اريكسون سورييدا، ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغريني، وذلك في ظل التهديد الامريكي بتقليص المساعدات للفلسطينيين والتباطؤ في المصالحة بين فتح وحماس والوضع الانساني المتدهور في قطاع غزة. بصورة فريدة، منذ القطيعة السياسية في اعقاب الاعتراف الامريكي بالقدس سيجلس حول نفس الطاولة الممثل الفلسطيني رئيس الحكومة رامي الحمد الله وممثل الولايات المتحدة جيسون غرينبلاط والممثلان الاسرائيليان – وزير التعاون الاقليمي تساحي هنغبي ومنسق اعمال الحكومة في المناطق يوآف مردخاي، ووزراء خارجية مصر والاردن والمغرب ومندوبين كبار عن دول مختلفة اعضاء في المنتدى.
الوزير هنغبي مبعوث رئيس الحكومة نتنياهو الى المؤتمر يتوقع أن يعرض في النقاش عدد من المشاريع اسرائيل معنية باقامتها في قطاع غزة، اساسا في مجال البنى التحتية ومنها اقامة منشأة لتحلية المياه وتركيب خط ضغط عالي جديد سيضاعف كمية الكهرباء للقطاع ومد انبوب غاز من اسرائيل الى غزة ومنشأة لتكرير مياه الصرف الصحي ومكب للنفايات وتطوير المنطقة الصناعية في ايرز وما شابه. اسرائيل معنية بالاسهام بالمعرفة والتكنولوجيا في هذه المشاريع، ولكن ليس التمويل. اضافة الى ذلك، ستظهر اسرائيل المرونة بشأن المواد “ثنائية الاستخدام” (مواد يمكن استخدامها في الارهاب) من اجل التمكين من الاعمار.
أمس اجتمع هنغبي مع موغريني وقال لها “اسرائيل تأمل نجاح المؤتمر وتعمل في مستويات عديدة لمساعدة السكان في غزة. وقد حان الوقت كي تضع السلطة الفلسطينية نصب عينيها مصالح الفلسطينيين وأن تعود الى المفاوضات المباشرة والتركيز على حوار موضوعي مع اسرائيل”.
شخصيات كبيرة في الجهاز الامني حذرت مؤخرا من الانهيار الاقتصادي “الكامل” في قطاع غزة ولا سيما وضع البنى المدنية.
عدد الشاحنات التي تمر يوميا في معبر كرم أبو سالم من اسرائيل الى القطاع انخفض بنحو النصف في الاشهر الاخيرة بسبب انخفاض القدرة الشرائية للغزيين. وحسب المعطيات المحدثة التي نشرت في هذا الشهر من قبل عاموس هرئيل في “هآرتس” فان العدد انخفض الى الثلث، 300 – 400 شاحنة يوميا فقط، وحوالي 95 في المئة من المياه في غزة غير صالحة للشرب، ومئات آلاف الامتار المكعبة من مياه المجاري تتدفق يوميا الى البحر المتوسط وتصل الى شواطيء اسرائيل، والتزويد بالكهرباء ازداد قليلا مؤخرا ووصل الى 6 – 7 ساعات يوميا بفضل قرار السلطة الفلسطينية دفع جزء من تكلفة الكهرباء التي يتم شراؤها من اسرائيل، والخبراء يحذرون من انتشار الامراض المعدية، ونسبة البطالة في القطاع تقترب من 50 في المئة والنسبة الاكبر منها في اوساط الشباب.
في محادثة مع مراسلين قال نتنياهو هذا الشهر بأنه يؤيد اعطاء تسهيلات لغزة في مجال الاقتصاد، مع ذلك اضاف بأن “المشكلة الاساسية هي أن غزة نفسها لا تقوم بعلاج البنى التحتية الاساسية التي يحتاجها السكان، مثل الكهرباء والمياه والسكن. هذه مشكلتنا. عندما يتحدثون عن الانهيار فهم يتحدثون عن البنى التحتية. هذا وضع غير منطقي، أن على دولة اسرائيل علاج احتياجات الحياة الاساسية جدا والتي يهملها حكم حماس”. رسائل مشابهة سمعت مؤخرا ايضا على لسان رئيس الدولة رؤوبين ريفلين الذي حذر في هذا الشهر اثناء زيارة له في غلاف غزة من أن “الساعة التي ستنهار فيها البنى التحتية في القطاع اقتربت، وستخلف وراءها مواطنين كثيرين في ضائقة. بدون ظروف صحية، وانكشاف للتلوث في المياه الجوفية والأوبئة”. واضاف “العالم يجب أن يعرف ويفهم أن من يمنع اعادة الاعمار هم قادة حماس. اسرائيل هي الجهة الوحيدة في المنطقة التي تنقل في كل الظروف احتياجات الحد الأدنى للسكان كي يستطيعوا العيش. نحن لن نتحمل توجيه اصبع الاتهام الينا. وأنا أتوجه لشعوب العالم وكل من له القدرة والتأثير للضغط على الجهاز الحاكم في غزة، على حماس، كي تتحمل المسؤولية عن افعالها وعن حياة السكان”.
منسق اعمال الحكومة في المناطق يوآف مردخاي قال اقوال مشابهة في مؤتمر “غلوبوس” قبل بضعة اسابيع من ذلك. “قطاع غزة هو منطقة فاشلة”، قال، “90 في المئة من مياه الشرب غير صالحة والبطالة في اوساط الشباب هي 60 في المئة، وهنا يمكنني أن أقدم الكثير من المعطيات. المشكلة هي مشكلة حماس والسلطة الفلسطينية، لكن دولة اسرائيل تتأثر جدا بها… يمكننا تحويل غزة الى فرصة اقتصادية كبيرة جدا، يمكن الاستثمار هناك في البنى التحتية، التنقيب عن الغاز وتحويل القطاع الى منطقة ناجحة جدا. وأريد أن أختم بالقول إن الاقتصاد الفاشل في مناطق لا يوجد فيها حكم يمكنه انتاج الارهاب والحرب. الاقتصاد المستقر يمكنه منع الحرب والمواجهات، وهذا مركب آخر في عقيدة الجيش الاسرائيلي الامنية. من المتوقع أن يقول مردخاي امور بهذه الروحية لشخصيات كبيرة في المجتمع الدولي في هذا الصباح في بروكسل.
معاريف / لا معنى
معاريف – بقلم ران أدليست – 31/1/2018
أيها اليساريون كفوا عن الجدال مع اليمينيين، الا ان كان هذا استيضاحا صافيا، فالجدال على الايديولوجيا، على الاخلاق، على الامن يجب أن يتوقف.كما لا معنى للجدال على الانسانية. فالانسانية اليمينية الصافية على أي حال مكرسة لليهود فقط. لقد طحن كل شيء حتى الان حتى سحق تماما وبات عديم الجدوى. الكل هنا مميزون باتقان في اطلاق جملتهم المظفرة. والجدال مليء بالصقور والكشافة، ولكنه يثور حماسة تلقائية مع كل قضية خلاف ويرفع مستوى اللهيب ولا سيما حين يختلط الدم.
عندما يقتل الناس من هنا او من هناك، يخيل وكأن الجميع يندفعون من مكانهم على رؤوس الاعصاب، ولكن هذا وضع عابث. والحماسة هي الاخرى نار عديمة الاثر، مجرد استعراض اكثر مما هي نزال. وضمن امور اخرى، لان الجميع يعرفون بان نهاية كل جدال عن اليسار واليمين في اسرائيل يختبىء بيتان ما أو امسلم ما يلوح بعصا ائتلافية والان اذهب لتجادل بينما المسدس على الرأس والديمقراطية عاجزة. في الجدال بين اليمين واليسار يوجد فقط موضوع واحد يفترض أن يكون على جدول الاعمال: هل توجد جدوى لاستمرار مشروع الاستيطان في ضوء مسيرة التآكل الثابتة في المناطق التي احتلت في 1967. فالمسيرة تثبت بان التآكل ينجح، ولكن لثانية واحدة لا اعتقد أنه يمكن “الانتصار” على اليمين في هذا الجدال (الرب والائتلاف، كما يذكر، الى جانبهم) والسبيل الوحيد لخوض جدال هو الحديث عن الحقائق التي يتفق فيها اليمين ايضا، لوصف المسيرة الثابتة التي انسحبنا فيها من سيناء، من لبنان، من قطاع غزة، من غوش قطيف وبالاساس مسيرة تآكل السيطرة الاستيطانية في الضفة، انظروا ميغرون، عمونه وشركاه.
نحن ننسحب من المناطق المرة تلو الاخرى، وهذا ليس بسبب معارضة اليسار لمواصلة السيطرة فيها، بل لان سياسة اليمين تلتقي الواقع وتتحطم. تقديرات اليسار كانت محقة والواقع اثبت أن لا معنى من استمرار السيطرة في سيناء، في لبنان، في القطاع وفي غوش قطيف، وتجاهل حقوق الفلسطينيين. بيغن، رابين، باراك وشارون، كل واحد في ورديته، قبلوا بالواقع كما هو.
لا معنى لمطالبة الاصدقاء في اليمين الاعتراف بالواقع، لا في الشمال ولا في الجنوب. مثلا، عندما تنسحب من القطاع تحت ضغ الواقع، ولكنك تواصل حملة السطو في الضفة، تخرق الوعود مثل الممر الحر بين القطاع والضفة وتفرض حصارا على القطاع – واضح وواقعي جدا الافتراض بان الطرف الاخر سيرد بالعنف هو ايضا. من لا يفهم او يرفض أن يفهم أو لا يهمه بان هذا هو الواقع، نهايته ان يرد بقوة غير متوازنة على العنف الذي يأتي من القطاع، بل ويضيف حجة للهذيان حين يتذمر ويشرح باننا انسحبنا من القطاع وتلقينا صواريخ القسام.
لا معنى للانجرار وراء الحجج من هذا النوع، مثلما لا معنى “للاثبات” بان الصلوات ليست مجدية. اوري ارئيل يصلي ضد الجفاف، ضد حماس وضد حزب الله. لا يمكن لاي وصف للواقع أو أدلة علمية أن تقف امام الصلاة لوزير في الائتلاف الذي يعتبر في نظر الكثيرين الاكثر فسادا منذ الائتلاف الذي جمع شعب اسرائيل ليرقص حول العجل الذهبي عند خروج مصر. وعلى أي حال ما هي الكلمات العشرة امام الاتفاقات الائتلافية.
هآرتس / منسق اعمال الضحك والتسلية في المناطق
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 31/1/2018
برامج تلفزيونية سوفييتية اعتادت على تضخيم اسهام النظام في زيادة رفاهية المواطنين العمال. صور مثيرة لآلات الحصاد وهي تحصد حقول القمح، فلاحون مع عضلات يلوحون بالمناجل الى أعلى، نساء قويات يحلبن الابقار السمينة واولاد ينشدون النشيد الأممي، كل ذلك ملأ الشاشات.
الزعماء لوحوا بأيديهم من فوق شرفة رسمية، والمراسلون كتبوا التقارير عن انتاج كبير جدا بشكل خاص للمحاصيل. افلام مشابهة تم بثها في تلفزيون مصر في عهد جمال عبد الناصر، الذي اعتاد مثل السادات ومبارك على التقاط صور له وهو يفتتح مصنع جديد ويتحدث “بدون صوت” مع الفلاحين ويتحدث عن محصول كبير من القطن.
هؤلاء الزعماء انقضوا، لكن حل محلهم الآن بنجاح منسق النشاطات في المناطق، الجنرال بولي مردخاي. ماذا سيكون أطيب من التحية التي نشرها في صفحته في الفيس بوك في هذا الاسبوع، والتي جاء فيها “هذا الصباح غير مختلف، لكن كل يوم هو يوم اجمل. عطر الله صباحكم برضاه. نحن نستقبل اسبوع جديد ونأمل أن نعمل بشكل افضل من اجل سكان يهودا والسامرة وقطاع غزة. ضباط وجنود وحدة تنسيق النشاطات في المناطق يلقون عليكم تحية الصباح الجميل، ويأملون أن يكون يومكم جميل واسبوعكم أجمل”. صباح الخير، يا فيتنام.
في الصفحة الافتتاحية عرضت افلام فيديو قصيرة بعناوين مثل “لماذا الأكل العربي هو أكل صحي؟” أو التي اعدت لتحسين معنويات المشاهدين مثل الفيلم الذي يعرض مقاطع من مسرحية عادل امام “مدرسة المشاغبين”، المقتبسة من كتاب المؤلف المسرحي المصري علي سالم، مع مقدمة تقول “اليوم سنستمع معا الى مقطع تسلية من بيت المنسق… نقدم لكم مقطع للتهدئة والضحك في صباح يوم جديد مليء بالعمل”. وفي نهاية الصفحة هناك اغنية هاني شاكر “ليس فقط الحب”. ويجب أن لا ننسى بالطبع الاعلان الهام الذي يبشر القراء بأن “الادارة المدنية وزعت 400 ألف بذرة خيار صغير (بيبي) على المزارعين في منطقة جنين وطولكرم. هذه البذور تم تخصيصها لحوالي 600 دونم. وفي العام 2018 ستتوسع المساحة الى 2000 دونم”. الاعلان مختصر بشعار “الاستقرار سيجلب الازدهار”.
كيف اختفى كل هذا الخير عن انظار مواطني اسرائيل. عالم كامل من السعادة والضحك والبهجة تملأ قلوب الفلسطينيين. لدينا فقط تقارير عن الحواجز وهدم المنازل والاعتقالات العبثية واطلاق النار والقتل. هل سمع أحد عندنا عن الخيار الصغير جدا من انتاج فلسطيني الذي سيغرق الاسواق في الموسم القادم؟ “حصوة في عين الحسود”، يا جمال عبد الناصر وليونيد بريجنيف وحافظ الاسد. يوجد لنا منسق يضحك شعبه المحتل في الصباح.
الفلسطينيون ليسوا وحدهم الذين يستمتعون من محادثة مباشرة ومفيدة مع ضباط الجيش الاسرائيلي. في هذا الاسبوع بشرونا أن ايران تنوي بناء مصنع صواريخ جديد في لبنان، والمواطنون في ايران يتم تحذيرهم بأن لا يؤيدوا هذا المشروع الخطير. ليست شركات التلفاز الاسرائيلية هي التي كشفت السر، بل المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي في مقال نشره في مواقع عربية ولبنانية. من يريد فهم الاستراتيجية الاسرائيلية في المنطقة لا يحتاج الى صحيفة “يديعوت احرونوت” أو “هآرتس”. فالتفاصيل الكاملة تم نشرها من قبل رئيس الاركان في موقع “إيلاف” السعودي. وهذه التفاصيل ليست جديدة تماما، لكن الكشف المثير هو بالتحديد اجراء المقابلة الاولى لرئيس الاركان مع موقع سعودي، وقد كان هناك من اعتبروا ذلك اشارة الى انشاء علاقات دبلوماسية مع المملكة.
كم هو جميل وجود علاقة حميمية بين المتحدثين الاسرائيليين والجمهور العربي بشكل عام والجمهور الفلسطيني بشكل خاص. ربما يمكن استغلال الفيس بوك ايضا من اجل التحدث مباشرة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وربما أن المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي يستطيع ابلاغنا بواسطة وسائل الاعلام العربية، اذا كان من المتوقع أن نواجه حرب قريبا بسبب مصنع الصواريخ في لبنان. ايضا لن يضر اذا قام منسق اعمال الحكومة في المناطق بنشر فيلم قصير بالعبرية عن الحياة الجيدة في اسرائيل، حتى لا نحسد، لا سمح الله، الفلسطينيين.
يديعوت / الحكومة تبعد السود فقط – ماذا تفعل دولة قوية؟
يديعوت – بقلم نداف ايال – 31/1/2018
يجري في الولايات المتحدة في السنة الاخيرة نقاش عاصف عن الهجرة. ويعنى هذا النقاش ضمن امور اخرى بالاطفال الذين يدخلون مع اهاليهم الى الولايات المتحدة دون إذن من السلطات وكبروا ليصبحوا امريكيين عاديين. لو كانوا ولدوا في امريكا، لكانت جنسيتهم تلقائية – وحتى اهاليهم كانوا سيكونون محميين من الابعاد عمليا. ولكن لانهم دخلوا الى الولايات المتحدة بعد ولادتهم، فان مكانتهم تكون غير واضحة حتى لو كانوا تربوا في الولايات المتحدة. النقاش مركب جدا، ولكن دعوني ان انتقل الى السطر الاخير: هؤلاء الاطفال، الذين كبروا في هذه الاثناء، يسمون “DREAMERS” (الحالمون)، يشكلون 700 الف نسمة، وقلة في امريكا يؤمنون بانهم سيبعدون في النهاية, في الحزبين وفي البيت الابيض ايضا توجد محاولة للوصول الى صفقة شاملة في موضوع الهجرة، صفقة تتيح في كل حال بقاء هؤلاء الاطفال في الولايات المتحدة بشكل قانوني أو كمواطنين حقا.
تعالوا نقارن باسرائيل. في اسرائيل اتخذ في 2010 قرار أدى الى ابعاد بعض اطفل العمال الاجانب والى تسوية مكانة معظمهم. ولكنه كان “تسوية لمرة واحدة”. حتى الاطفال الذين ولدوا هنا ولغتهم الاولى هي العبرية، لا يمكنهم ان يتجندوا، ان يتلقوا الامتيازات كمقيمين وكمواطنين. وفضلا عن الموضوع الاخلاقي، فان هذا تبذير هائل: هؤلاء اطفال مولت اسرائيل تعليمهم وصحتهم. كبروا كاسرائيليين، وليس لهم مستقبل هنا. وأحد لا يتحدث هنا عن اصلاحات هجرة عامة تعالج كل المسألة.
في اسرائيل يمكث نحو 37 الف نسمة من ارتيريا والسودان ممن يعرفون كـ “متسللين”. اكثر من 15 الف منهم تقدموا بطلبات لجوء. فكم من الطلبات فحصت؟ أقل من النصف. كم أقرت؟ 11 فقط. في العالم الغربي تستجاب 90 في المئة من طلبات اللجوء من الارتيريين ونحو 55 في المئة من السودانيين. أما عندنا فلا يمكن رفع الطلبات الا في مكتب واحد. وكل يوم يطول طابور طويل هناك. وتدعي الحكومة بانها لا تبعد “طالبي اللجوء” بل فقط من لم يتقدم بمثل هذا الطلب، ولكنها تبذل كل جهد فني كي لا تقدم الطلبات.
وماذا بالنسبة للمهاجرين غير القانونيين الذين جاءوا من دول وسط وشرق اوروبا. وثمة نحو 20 الف كهؤلاء، من جورجيا، اوكرانيا وروسيا البيضاء. والدولة فجأة لا تأبه بهم. لا توجد خط لحبسهم دون قيد زمني. ما يزعج الحكومة، بكلمات اخرى، هو ان طالبي اللجوء من ارتيريا والسودان هم أفارقة. لا يمكن الفرار من الاستنتاج بان ما يزعجها هو أنهم سود.
اسرائيل تواجه تحديات هائلة. في قوانين الهجرة توجد دوما محاولة للفصل بين المهاجرين الذي يأتون لاجل العمل واولئك الذين يهربون من الحرب والقمع. واحيانا تكون هذه الثنائية واضحة. واضح ان كل من يهرب من سوريا يعتبر في العالم لاجئا وفقا لميثاق اللاجئين. ولكن في معظم الحالات يكون سبب الهجرة، ويجب قول ذلك بوضوح وبنزاهة، مختلطا. فهو يرتبط بنظام قمعي، العوز والجهل، وكذا الاحتمالات الطيبة في بلاد اخرى. توجد للدول الحقوق والواجبات للدفاع عن حدودها، ولكن هل اولئك الـ 37 الف شخص، الشفافين في نظر معظم الاسرائيليين – منظفو المكاتب وشاطفو الصحون، الطباخون والعمال في الزراعة، يهددون استقرار المجتمع الاسرائيلي؟
محقون سكان جنوب تل أبيب. فتجميع طالبي اللجوء يحدث عبئا وظلما لا يطاق للسكان الذين لم يتلقوا على أي حال على مدى سنوات طويلة المقدرات التي يستحقونها. هذه مشكلة يمكن حلها بسهولة نسبية، مع سياس حكومية واضحة، وهذه مسألة توزيع جغرافي واجتماعي وليست مسألة مبدئية. اما ابعاد طالبي اللجوء الى دولة ثالثة، حيث يكون مصيرهم غامضا، ويكونون بلا حقوق مواطنة، فهو موضوع يعرضهم للخطر جسديا ويعرضنا للخطر اخلاقيا.
من هي الدولة القوية؟ في عالم العولمة فان الدولة القوية هي الدولة المنفتحة على العالم والمتصلة به. الدولة التي تبنى قصة قومية يمكن للكثيرين وليس القليلين الارتباط بها؛ دولة تقوم على اساس الاحتواء وليس الاقصاء. دول الهجرة العامة تتمتع جدا بنشاط واستثمار الاجانب، بمن فيهم الفقراء جدا. في الولايات المتحدة يكسب ابناء المهاجرين بالمتوسط اكثر من السكان المحليين. وتيار المهاجرين الذي نقط على اسرائيل في العقد الماضي اخذ التوقف. يوجد جدار بني في الجنوب. عدد طالبي اللجوء في اسرائيل محدود. بعضهم انجبوا هنا اطفالا لغتهم الاولى هي العبرية وهم يريدون ان يخدموا في الجيش الاسرائيلي. على اسرائيل أن تفعل ما يوشك ترامب على ان يفعله: ان يعطي شرعية لمن يوجد منذ الان فيها، يعمل ويبني الحياة منذ سنوات عديدة. بعد ذلك يمكنها أن تغلق الباب.
اسرائيل اليوم / كذبة النواب العرب وابو مازن
اسرائيل اليوم – بقلم يوسي كوبرفاسر – 31/1/2018
ما كتب على اليافطة التي حملها نواب القائمة المشتركة عند بدء خطاب نائب الرئيس الامريكي كانت تقول: “القدس هي عاصمة فلسطين”. لا شرقي القدس، كما شدد ابو مازن في خطابه. وهذا كوزن مضاد لاعلان ترامب بان القدس – دون التطرق لحدودها – هي عاصمة اسرائيل.
مضمون اليافطة يثير عدة مشاكل: أولا، لم يسبق أبدا ان كانت هنا ولا توجد اليوم دولة اسمها فلسطين والقدس لم تشكل ابدا عاصمة للفلسطينيين – شعب نشأ منذ وقت قريب ولم يسبق ان حقق ابدا الحق الذي يعزوه لنفسه في تقرير المصير، رغم أنه عرض عليه أن يفعل ذلك عدة مرات. بالمقابل، كانت القدس سنوات طويلة عاصمة دولة الشعب اليهودي.
ثانيا، الاشارة الى القدس وليس الى شرقي المدينة يدل على ان اعضاء القائمة المشتركة اكثر تطرفا من ابو مازن، أو انهم يقولون ما يفكر به ولكنه يحذر عن قوله. ثالثا، لا يوجد أي اشارة في اليافطة لامكانية أن يكون لليهود ايضا أو على الاقل لاسرائيل، أي حقوق في القدس.
فضلا عن النص، فان رسالة اعضاء القائمة المشتركة هي انهم يشاركون في الرواية الخيالية التي عرضها ابو مازن في خطابه. بمعنى انهم حسب رأيهم ايضا لا يوجد شعب يهودي، والصهيونية هي نتاج للاستعمال؛ يهود البلدان العربية هاجروا الى اسرائيل بسبب مؤامرة صهيونية ارتبطت بالزعماء العرب الرجعيين؛ الفلسطينيون هم الشعب الاصيل الوحيد في بلاد اسرائيل، إذ انهم سليلو الكنعانيين (من لم يمت بالضحك او بالخجل حتى الان، هو على ما يبدو لا يمكن اصلاحه)؛ ليس لليهود صلة تاريخية – سيادية بالبلاد؛ هم أنذال ومتآمرين (ينشرون المخدرات، يقيمون نظام أبرتهايد، يقتلون الاطفال وماذا لا)، وعليه فيجب الكفاح ضد الصهيونية حتى هزيمتها. كل أنواع الكفاح شرعية. وعليه فان ابو مازن مجد المخربين وتعهد بمواصلة دفع الرواتب لهم.
في نظر الزعيم الفلسطيني، فان السبيل الناجع للتقدم نحو الاهداف الفلسطينية هو الدمج بين الكفاح السياسي في الساحة الدولية والانتفاضة الشعبية، أي العنف الذي لا يتضمن استخداما للسلاح الناري. ومع ذلك، من لديه سلاح (ضمنا من أوساط المسلمين) ومستعد لان يستخدمه ضد اسرائيل، فسينال المباركة والمساعدة. الكفاح هو قومي واسلامي في آن معا (ابو مازن اكثر من استخدام اللازمات الاسلامية، وشرح بان الفلسطينيين يوجدون في “رباط”، أي حماية لارض الاسلام).
الفلسطينيون هم “ضحايا الاستعمار والصهيونية” وعليه فلا مجال للتوقع منهم لسلوك مسؤول بل تعويضهم عن تضحياتهم، وكفاحهم هو على كل فلسطيني. وعليه فان عرب اسرائيل هم جزء من الشعب الفلسطيني. على اللاجئين ان يعودوا الى بيوتهم ودولة اسرائيل يجب أن تكون دولة كل مواطنيها، الى أن تصبح هي أيضا دولة فلسطينية وفقا لنظرية المراحل. عناصر الرواية تظهر لدى ابو مازن سنوات عديدة. وبالتركيز هي تظهر في كتابه “الصهيونية – البداية والنهاية” الذي نشره في 1977 ومرة اخرى في 2011.
ان اليافطة التي رفعها اعضاء القائمة المشتركة هي التعبير على التزامهم تجاه الرواية المدحوضة هذه، وهذه هي المشكلة الكبرى حقا. فالامر يعكس موقفهم من ناخبيهم أولا وقبل كل شيء كجزء من الشعب الفلسطيني، قبل كونهم جزء من المجتمع الاسرائيلي. ليس واضحا كم هم يمثلون بهذا عموم عرب اسرائيل.
لقد حذر ابو مازن على نحو خاص من التغيير في مسألة التطبيع مع الدول العربية، واشار للعرب الا يفعلوا ذلك. مشوق ان نرى اذا كانوا سيأخذون بتحذيره. طلبه تجميد العلاقات مع الولايات المتحدة تجاهلوه، مثلما تجاهل تجار شرقي القدس دعوته للاضراب في اثناء زيارة بينيس.
هآرتس / كل الاحترام للقائمة المشتركة
هآرتس – بقلم دمتري شومسكي – 31/1/2018
يبدو لي أنه لا يوجد كاتب أو كاتبة في صفحات الرأي في “هآرتس” تماثل مع مواقفه المدنية ووظيفته العامة، مثلما أتماثل مع عبد ل. عزب ومواقفه، حيث أن انتقاده الحاد للمجتمع العربي في اسرائيل اقرأه بداية كمن هو نفسه غير مستعد للتسليم بالامراض الداخلية للمجموعات التي ينتمي اليها – اسرائيليون يهود وقادمون من الاتحاد السوفييتي في اسرائيل. ولكن رغم هذا التماثل الاساسي، إلا أنني لا أوافق دائما على مضمون انتقاده للسياسة العربية في اسرائيل.
في مقاله الاخير “زعبي للاخراج” (“هآرتس”، 24/1) هاجم عزب بشدة اعضاء الكنيست العرب من القائمة المشتركة لأنهم في بداية خطاب نائب الرئيس الامريكي مايك بينس في الكنيست، قاموا برفع لافتات بالعربية كتب عليها “القدس عاصمة فلسطين”، وهذا عمل تم اخراجهم بسببه من قاعة الكنيست. إن تحفظ عزب من التحدي التظاهري لاعضاء الكنيست العرب ضد نائب من دفن فكرة الدولة الفلسطينية يتعلق بعدم رضا عدد من المواطنين العرب من التدخل الزائد للقائمة المشتركة في الموضوع الفلسطيني – هذا التدخل، كما يبدو، يأتي على حساب مصالح العرب من مواطني اسرائيل. حسب هذا الموقف، على اعضاء الكنيست العرب التركيز في نضالات من شأنها أن تخدم بشكل مباشر الاحتياجات اليومية للسكان العرب في اسرائيل، والاسهام بشكل ملموس في استئصال التمييز المستمر ضدهم – حيث أن النضال من اجل اقامة الدولة الفلسطينية في حدود 1967 الى جانب دولة اسرائيل ليس له علاقة كما يبدو بهذا النوع من النضال.
هذا الرأي يقوم على الافتراض بأنه يمكن ادارة معركة ناجعة من اجل تحقيق المساواة المدنية الكاملة للاقلية العربية في اسرائيل دون صلة بالنضال ضد نظام الحكم الاسرائيلي، المباشر وغير المباشر، في المناطق المحتلة والمحاصرة لفلسطين. ولكن هذا الافتراض خاطيء من اساسه. لأن مشروع الاستيطان القومي المسيحاني، الذي يرتكز على الفكرة العنصرية بشأن التفوق المقدس والثابت لحقوق اليهود في المنطقة بين النهر والبحر، يعتبر المصدر الاول لتشجيع الهيمنة القومية – العرقية المناوئة للعرب داخل دولة اسرائيل.
كل شرعنة لموقع استيطاني غير قانوني في الضفة الغربية – الذي كما هو معروف يقام دائما حسب أمر الهي – تعطي بصورة غير مباشرة دعم لتوجهات السلب والقمع لمجمل الحقوق المدنية للعرب الفلسطينيين داخل اسرائيل، وهي توجهات تتغذى في الاساس على المنطق المشوه للعنصرية التلمودية والتوراتية – الدينية، التي تعتبر ابناء البلاد العرب الذين يعيشون في الفضاء الشرق اوسطي منذ الأزل كمهاجرين يوجدون هنا بفضل سخاء السيد اليهودي.
في المقابل، اللحظة المتخيلة المأمولة، التي فيها سيتم طرد المجرمين الدوليين الكولونياليين من قلب القدس الفلسطينية بخزي وعار، ومن الاحياء الفلسطينية في شرقي القدس – ستمثل بداية هزيمة الصهيونية العرقية المركزية اليهودية مهما كانت، وبهذا ستشكل علامة فارقة هامة في طريق النضال من اجل المساواة بين اليهود والعرب في اسرائيل.
إن الاحتجاج الشجاع لاعضاء الكنيست العرب من القائمة العربية ضد المصادقة الدينية بشأن التفوق القومي – الديني اليهودي في القدس، التي اعطيت في الكنيست من قبل الراعين المسيحيين، تشكل مساهمة واضحة، وإن كانت غير مباشرة، في المعركة الاسرائيلية – الداخلية ضد التمييز ضد العرب مواطني اسرائيل. ايضا مهما كان الامر سيبدو متناقضا، فانه من اجل أن يكون نضال مواطني اسرائيل العرب – الفلسطينيين ضد استعباد أبناء شعبهم، نضال ناجع، يجب عليهم أن يتحولوا بقدر الامكان الى اسرائيليين. نفس الدولة التي قامت على انقاض الشعب الفلسطيني والتي تستمر في سلب اراضيه وسلب حقوق المواطن الاساسية من شرائحه المختلفة، هي نفس الدولة التي تشكل الآن الساحة السياسية الاكثر علاقة بالنسبة لجزء من هذا الشعب في الحرب من اجل حقوقه.
يتبين هنا أن اعضاء الكنيست من القائمة المشتركة يدركون جيدا تعقيد التحدي المدني – القومي الذي يواجهونه. وكما أكد رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست ايمن عودة، فان احتجاج اعضاء الكنيست العرب في الجلسة مثل مجمل مواطني اسرائيل الذين يعارضون استمرار الاحتلال ويأملون السلام. هذا الموقف الراسخ والمسؤول، الذي يعبر بأمانة عن الالتزام المدني الاسرائيلي للقائمة المشتركة والذي يتعايش بصورة طبيعية ومتناسقة تحت سقف واحد مع الهوية القومية العربية – الفلسطينية لاعضائها، أظهر بشكل واضح المعنى المدني العميق لطردهم من الجلسة: غير صحيح أن الخطوة الحقيرة هذه دلت ليس فقط على الاقصاء الرمزي لمواطني اسرائيل العرب، بل لا يقل عن ذلك، على اقصاء مجمل معارضي الاحتلال الاسرائيليين، اليهود والعرب، من التجمع العرقي – القومي الاسرائيلي الجديد، الذي يتم تحديد معايير الانتماء اليه اليوم، للخجل الشديد، من قبل اتباع الكين واتباع اورن حزان واتباع ليبرمان.
في هذه الايام الظلامية بالنسبة للشعب الفلسطيني والديمقراطية الاسرائيلية في نفس الوقت، فان ممثلي القائمة المشتركة في الكنيست يواصلون وينجحون في ظروف سياسية غير ممكنة تقريبا في رفع العلمين معا – علم القومية الفلسطينية وعلم الاسرائيلية المدنية. وهم بذلك يقفون بصورة حاسمة ضد الضم الاستيطاني – المسيحاني والافنغلستي الامريكي، ويرفضون ادارة الظهر لحل الدولتين لشعبين، وبذلك يخدمون بوضوح المصالح الحيوية للشعبين الموجودين بين النهر والبحر. على كل هذا من الجدير تمجيدهم دون أي تردد: كل الاحترام للقائمة المشتركة.
اسرائيل اليوم / لماذا لا يوجد بناء في جفعات همتوس في القدس؟
اسرائيل اليوم – بقلم نداف شرغاي – 31/1/2018
في دافوس البعيدة والمتفائلة، التي بعد لقاء ترامب – نتنياهو، غاب عن الرادار الاعلامي قول واحد للرئيس الامريكي: “اسرائيل سيتعين عليها أن تدفع الثمن في المستقبل” عن اعلان القدس، كما أوضح ترامب. ومع ان الرئيس تحدث بلغة المستقبل، ولكن الواقع هو أن اسرائيل تدفع عن “اعلان القدس” في الحاضر ايضا، ومن يدري اذا لم يكن الثمن قد تحدد مسبقا.
في عصر ترامب ايضا تفرض الادارة على اسرائيل تجميدا وابطاء للبناء سواء في القدس أم في القدس الموسعة. وفي عصر ترامب ايضا يوضح نائبه بينيس، الصديق الاكبر من البيت الابيض بان “حدود السيادة في القدس ستتقرر في المفاوضات بين الطرفين”.
سلوك الولايات المتحدة هذا مؤسف، ولكن مؤسف اكثر هو الاستعداد الاسرائيلي للتسليم به، إذ ان حدود السيادة في القدس، تصممت في الماضي، وستصمم في المستقبل ايضا من خلال خريطة الاستيطان، اكثر مما من خلال أي متغير آخر.
ان تجميدات البناء تقيد القدس الكاملة ومن بين كل هذه التجميدات، فان ذاك الذي يمنع منذ بضع سنوات اقامة حي يهودي في جفعات همتوس هو الاكثر تجفيفا. مئات امتار فقط جنوب القطمون والمنطقة الصناعية تل بيوت، جنوب غرب مركز تراث بيغن قرب “الخط الاخضر” الذي قطع ذات مرة القدس (ولكن خلفه) تستسلم اسرائيل – نعم، لا توجد كلمة اخرى – للضغط الدولي. وحقيقة أن المانيا والمستشارة انجيلا ميركيل تتدخل هي ايضا في هذا الضغط، تعمق فقط الاحساس بالامتعاض.
يدور الحديث عن احدى النقاط الاستراتيجية في الصراع على وحدة القدس. فالفلسطينيون الذين يسعون كل الوقت لتقسيم المدينة يتخيلون تواصلا خاصا بهم من بيت لحم، عبر شعفاط، وبيت صفافا، يدق اسفينا بين الاحياء اليهودية غيلو من الغرب ورمات راحيل وهار حوما من الشرق. لهذا السبب بالضبط تسعى اسرائيل لان تسد بسرعة هذا “الثقب”: ان تخلق تواصلا خاصا بها بين غيلو وهار حوما ومنع الفلسطينيين من بناء “بؤرة” خاصة بهم على بوابات حي تل بيوت القديم.
محظور الوقوع في الخطأ: لا حاجة لمنع سكان شرقي القدس من البناء في احيائهم، بل واحيانا قريبا منها. فهم لا يمكنهم ان يسكنوا في الهواء، ولكن يجب ايضا الاعتراف بحقيقة أن اسم اللعبة في الصراع على القدس هو المنافسة على التواصل الاقليمي. هذا التواصل هو الذي سيصمم في المستقبل خريطة القدس. كلما بنت اسرائيل هناك أكثر، سيقل الاحتمال في أن تقسم المدينة مدينة اخرى.
بسغات زئيف، التي يعيش فيها اليوم نحو 40 الف نسمة، اقيمت كي تمنع الفلسطينيين من الفصل بين النبي يعقوب والتلة الفرنسية جنوبها. حي هار حوما جاء ليخلق تواصلا مدينيا يهوديا بين ارمون هنتسيف وغيلو، ومنع تسلل بيت لحم وبيت ساحور الى داخل القدس. تسعى اسرائيل لربط راموت في شمال غرب القدس بجفعات زئيف في شمال غربها. اما الفلسطينيون بالمقابل فيخططون في هذه المنطقة لكتلة خاصة بهم: كتلة قطنة – بدو – بيت سوريك.
في حالة جفعات همتوس، حيث يسكن مهاجرون جدد وعديمو سكن في كرافانات منذ 1991، سيوجد قلة فقط في اسرائيل او في مركز الخريطة ممن سيعارضون البناء. يئير لبيد وآفي غباي يؤيدان ذلك بالتأكيد. ونتنياهو ايضا يريد ولكنه لا يبني. في 1998 اجبر رئيس الوزراء نتنياهو من مجموعة ضغط من النواب من اليمين ممن سميوا في حينه “القوة 17” على بناء هار حوما. اليوم ايضا مطلوب ائتلاف كهذا. ان البناء في جفعات همتوس عاجل. والتجميد هناك – محرج. لو كان اليمين الان في المعارضة وحكومة برئاسة يئير لبيد أو آفي غباي تجمد البناء في جفعات همتوس لنغص نتنياهو ورفاقه عيشها دون حساب او رحمة. وعندما تضغط ميركيل وترامب على نتنياهو للتوقف عن البناء في منطقة مركزية هكذا في القدس، لا يحتمل أن يسود من يمين نتنياهو الهدوء، الصمت والسكوت.
منذ بني هار حوما ورمات شلومو، تمتنع اسرائيل عن بناء احياء جديدة خلف الخط الاخضر في القدس. بعد نحو عقدين، حان الوقت لتحطيم فكرة التجميد في البناء، وتحسين وضعنا في الصراع على حدود المدينة. وجه الارض هو الذي سيصمم في نهاية المطاف ايضا المستقبل السياسي للقدس.
هآرتس /نتنياهو يطور الفساد حوله ولبيد يكسب
هآرتس – بقلم سامي بيرتس – 31/1/2018
مديرة صغيرة حدثتني مرة بأنها مضغوطة جدا في العمل، اقترحت عليها احاطة نفسها باشخاص مضغوطين اكثر، وهكذا فان الضغط سينتقل اليهم وسيمكنها من ان تخرج من نفسها جانب هاديء ومهديء. احيانا يبدو أن هذه هي استراتيجية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فهو محاط باشخاص أو افكار فاسدة، وهذ يمكنه من أن يبدو الشخص الاكثر مسؤولية واتزان وعقلانية في المنطقة. هذا هو مصدر قوته، هذا هو تفسير أن مكانته في الاستطلاعات لم تتضرر رغم كل القضايا. عمليا، في كل الساحات التي عمل فيها يمكن ايجاد عدد من الاشخاص لهم تصرفات وافكار غريبة، يساعدونه.
عندما يدور الحديث عن مكتبه، ورغم الفضائح الكثيرة، بما فيها التسجيلات الاخيرة التي عرضت زوجته كامرأة غير متزنة وإبنه يئير كشاب له عادات يشوبها الخلل، فان نتنياهو دائما يظهر في نهاية المطاف ويتذمر من حملة الملاحقة ضده ومن الاستحواذ غير المكبوح لوسائل الاعلام في التعرض لعائلته. وهذا ينجح. هو ينجح في الخروج كضحية في كل قضية ثارت بين الزيارة الى الهند والمشاركة في دافوس والوصول الى موسكو. احداث كهذه تثير فقط في اوساط مؤيديه الشعور بالتعاطف معه بسبب “ما يصنعونه له”.
هذا حدث ايضا في الساحة السياسية. عندما طرح شركاءه في الائتلاف افكار مثل تبادل الاراضي في وادي عارة أو عقوبة الاعدام للمخربين (افيغدور ليبرمان)، فانه يسمح لهذا الحديث أن يجري ولا يقوم بايقافه، وهكذا يمكنه أن يبدو كشخص بالغ ومسؤول. إن ليبرمان هو الذي اصيب بالجنون. ايضا عندما يقترح البيت اليهودي ضم الكتل الاستيطانية في يهودا والسامرة فان نتنياهو يكون مسرورا. فمن المريح له أن هذه الافكار توجد في الاجواء، فقط من اجل الظهور في المعركة القادمة وصدها، ومرة اخرى يخرج كشخص متزن ومسؤول. هكذا حدث ايضا حول قانون التوصيات الذي حيك على مقاسه واشغل الجمهور الاسرائيلي لاشهر كثيرة. وفي نهاية المطاف قال نتنياهو إنه يطالب بعدم سريان القانون عليه.
هذه خدعة من الخدع التي تميز رئيس الحكومة: السماح للمشكلات بأن تتضخم وأن يخلق ساحة مواجهة وبعد أن يبدد العالم قوته في النقاش حولها، يأتي ويقوم باخراج الهواء منها، ويخرج متزن ومسؤول. من الواضح ايضا أنه مسرور من عروض الرعب لاعضاء كنيست من المقاعد الخلفية، الذين ربما يسيئون لسمعة الليكود، لكنهم يقدمون له المرة تلو الاخرى فرصة الظهور كرجل موثوق وينجح بطريقة ما في السيطرة على هؤلاء المشاغبين.
في ساحة الدولة، تلقى نتنياهو هدية من السماء، وهي انتخاب دونالد ترامب للرئاسة. لقد أزالت عن ظهره براك اوباما العقلاني وأدخلت الى اللعبة لاعب مختلف تماما. اعلان القدس لترامب ادخل الفلسطينيين الى دوامة سياسية وأثار لديهم ردود حادة تساعد نتنياهو في الادعاء بأنهم “هم الرفضيون، وليس أنا”. وعندما قرر ترامب تقليص المساعدات للاونروا، مرة اخرى يظهر نتنياهو الشخص العقلاني، الذي من جهة يؤيد ذلك من اجل الحصول على مكاسب سياسية، ولكن من خلف الكواليس يعارض لأنه يعرف أن تفاقم الضائقة الاقتصادية في قطاع غزة سيؤدي الى ازمة انسانية ستدفع دولة اسرائيل ثمنها.
هناك فقط مشكلة واحدة مع هذه الاستراتيجية. فهي تخلق حركة مضادة لمن يمقت هذا الدوران، باتجاه يئير لبيد. لبيد هو الرابح الاساسي من هذه العملية لأنه يعتبر الممثل لتعقل ما، اجزاء كبيرة من الجمهور الاسرائيلي يتوقون اليه. مكانة لبيد في الاستطلاعات تتحسن وهي مبنية فعليا من التشريع المجنون للائتلاف الحالي، التي تسعى بصورة استحواذية الى خصي حراس العتبة باسم “الحاكمية”. الآن هذا لا يأتي على حساب نتنياهو.
يديعوت /حزب بلدات المحيط – البيت الاسرائيلي
يديعوت – بقلم امنون ابرموفيتش – 31/1/2018
حزب يوجد مستقبل للبيد سيكون الحزب الاكبر في الانتخابات القادمة. حزب العمل سيكون الثالث، وفي يوم سيء الحزب الرابع في حجمه. وحتى لو غير آفي غباي اهداف الشركة البورصية التي اشتراها، يمينا ويسارا وعودة على بدء، فانها لن تنتج مردودا حاسما. فهذه العلامة التجارية – التجمع، العمل، المعسكر الصهيوني – مهما سميت، هي علامة تجارية مسدودة الطريق. فمن اجل تحطيم المبنى الكتلي يستوجب حزب جديد. حزب الجليل والنقب. حزب بلدات المحيط. بلدات محيط بمعناها الجغرافي والاجتماعي.
مثل هذا الحزب، حتى لو حقق تسعة – عشرة مقاعد، سيقلب الكتلتين رأسا على عقب. فهو سيقضم حصة لذيذة من الليكود، أجزاء لحمية خلفي من البيت اليهودي، قطعة لحم دسمة من “كلنا” لكحلون، واخرى من شاس، اصوات الشباب وأصوات الاجتماعيين في المركز. مثل هذا الحزب ينبغي أن يقوم على اساس رؤساء سلطات محلية من الجنوب ومن الشمال، ان يضم نساء مثل اورلي ليفي أفكسيس وعدينا بارشلوم، وان يضع على رأسه شخصية معروفة، مثل غابي اشكناز أو بيني غانتس. ميخائيل بيتون، رئيس بلدية يروحام، هو واحد من الاشخاص الذين ينبغي ان يقودوا مثل هذه الحركة. فلبيتون سيرة ذاتية اسرائيلية حلمية: ابن لعائلة كثيرة الاولاد، خريج مدرسة دينية ثانوية، ضابط قتالي في غولاني، عزيز بني عكيفا، اجتماعي عمليا وليس هذرا، مثقف، ذو اراء معتدلة.
ان نسبة البطالة في يروحام وفي نتيفوت اعلى بـ 2.5 ضعفا مما في تل ابيب. ومدى العمل المتوسط في الجنوب اقل بأربع سنوات مما في المركز. عدد أسرة المستشفيات، الاطباء والممرضات بالنسبة للفرد اكبر في المركز بضعفين. مصنع انتل يوجد في كريات غات، ولكن كريات غات ليست النقب. عمال كثيرون يأتون الى انتل كل يوم من المركز ويعودون في نهاية النهار. القطار، الطرق والتحويلات التي شقت في العقد الماضي، وبالفعل شقت، سهلت الوصول، ولكن بذات السرعة سهلت الخروج. ذات مرة، في الماضي، كان محاضرو جامعة بن غوريون يسكنون في حي الاسكان الخامس في بئر السبع، وبعد ذلك انتقلوا للسكن في عومر، في ميتار وفي لهافيم. اما اليوم فيأتون ويعودون بالقطار من تل ابيب.
ان التواجد السكان البدوي في النقب ملزم بالتسوية. وفي غياب التسوية، فان الجريمة هي محرك النمو الاساسي هناك. قبل نحو اربع سنوات رفع بيني بيغن علما ابيض بعد أن فشل في مساعيه السابقة لاقرار صيغة ما. فالاطرف السياسية القصوى في اليمين وفي اليسار التئما معا لعرقلة الخطة. اما نتنياهو فتعهد بان يجد في اقرب وقت ممكن حلا بديلا وهو لا يزال يبحث عن الحل. نتنياهو هو نوع من الزعماء ممن لا يتصدون للمشاكل الفرعية لانها فرعية، أما المشاكل الصعبة التي تستوجب مواجهة مع مراكز القوة فلا يعالجونها.
في العقد الماضي عقد تسعة – عشرة مؤتمرات للجليل. وتنظم هذه المؤتمرات على نحو رائع، الضيوف المحترمون، والعروض متطورة، الخطابات منمقة والعطف يصل الى السماء. في مؤتمر الجليل في 2015 اعلن نتنياهو باننا سنحول الجليل والنقب الى المراكز الجديدة لاسرائيل. بمعنى، ستكون لنا ثلاثة تل أبيبات – واحدة في الجليل، واحدة في النقب، اضافة الى تلك التي في المركز. ووعد باننا سنجعل الجليل اسما في العالم. حرفا صغيرا واحدا يفصل بين هذا والشيء واللاشيء.
قبل نحو سنة دشن نتنياهو، كحلون ودرعي “رؤيا الشمال”. وقد تعهدوا بان يستثمروا في الجليل 15 مليار شيكل. وفصلوا بدقة المشروع: المواصلات والبنى التحتية، الجهاز الصحي، خلق اماكن عمل، التعليم، منح الدعم للسلطات الضعيفة، وتبلغ ميزانية الدولة للسنة القادمة نحو 479 مليار شيكل. وحتى بزجاجة التكبير ستجدون صعوبة في ان تجدوا هنا كلمة الشمال.
في الشهر الماضي خطط ليوم الجليل في الكنيست. وفي اللحظة الاخيرة الغي بسبب الانشغال بقوانين التوصيات والدكاكين وتمويل الانتخابات الحزبية التمهيدية. اما يوم يهودا والسامرة فما كان ليتجرأ احد أن يلغيه لانه يوجد لسكان المناطق حزب يسمى البيت اليهودي. اما سكان المحيط الجغرافي والاجتماعي فيتوق للبيت الاسرائيلي.
هآرتس / قبل الخروج الى حرب اختيارية
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 31/1/2018
هل تعتزم حكومة اسرائيل الخروج الى حرب في لبنان؟ من الصعب الامتناع عن استنتاج آخر في ضوء جملة التصريحات، التحذيرات والتهديدات التي يمتلىء بها الخطاب العام في الايام الاخيرة. وقد بدأ هذا الخطاب بنشر مقال بالعربية من الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي في وسائل اعلامية عربية وعن نية ايران اقامة مصنع صواريخ دقيقة في لبنان، تواصل بتحذير وزير الدفاع في أن اسرائيل لن تدع ايران تبني مثل هذا المصنع، فيما اوضح رئيس الوزراء بالتوازي للرئيس الروسي بان اسرائيل لن تسمح لايران بان تترسخ عسكريا في سوريا وفي لبنان.
ان تهيئة الرأي العام الاسرائيلي والدولي هي بشكل عام خطوة أولية ضرورية لعملية عسكرية، ومن هنا ايضا التخوف الذي يثيره هذا الخطاب. يمكن بالطبع أن نفترض بان التهديدات تأتي لردع ايران ولبنان، لتشجيع الاسرة الدولية على التدخل أو لحمل الحكومة اللبنانية على وقف المخطط الايراني. ولكن ماذا اذا تبدد هذا الافتراض، ولم ترتدع ايران؟ هل اسرائيل ملزمة في حينه بالخروج الى حرب؟
ان هتافات القتال تأتي لتعريف اقامة مصنع الصواريخ، اذا ما اقيم حقا، كتهديد وجودي على دولة اسرائيل. وفجأة ينسى التهديد الدائم، الذي يحذر من مئات الاف الصواريخ الموجهة منذ الان لاسرائيل من لبنان، ايران، سوريا وغزة. وها هو هذا التهديد بالذات لم يدفع اسرائيل حتى الان للخروج الى حرب. حيال حزب الله تقيم ميزان ردع اثبت نجاعته منذ حرب لبنان الثانية، وهكذا ايضا حيال غزة، بينما التهديد الايراني، كما يسعى نتنياهو لان يقنعنا، يكمن بالذات في البرنامج النووي وفي الاتفاق النووي الذي اوقفه، وليس بالذات في الصواريخ.
ان حكومة اسرائيل ملزمة بالتالي تجاه مواطني اسرائيل بتفسير دقيق، موضوعي ومقنع لماذا بالذات يغير مصنع صواريخ في لبنان الميزان الاستراتيجي بشكل يستوجب خروجا للحرب. عليها أن تعرض على الجمهور تقديرات الوضع بالنسبة لعدد القتلى المتوقع، الضرر للبنى التحتية المدنية والكلفة الاقتصادية المقدرة، مقابل الخطر الذي في اقامة مصنع الصواريخ. للجمهور حق بل وواجب ان يسأل اذا كانت اسرائيل ستخرج الى حرب في غزة أيضا، كي تدمر مخزون الصواريخ الذي يهددها، وهل ايران ايضا ستصبح هدفا للهجوم بسبب الصواريخ الباليستية.
ان الجمهور في اسرائيل مجرب بما يكفي كي يشكك في تعريفات التهدد لدى حكومة اسرائيل، او كي يتبنى بلا شروط تعريفها لحرب “اللاخيار”. ليس في هذه الاقوال أي نية للاستخفاف او للتقليص من خطورة التهديدات التي توجد امام الدولة، ولكن مراجعة دقيقة وشكاكة لسياقات اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية في موضوع محمل بالمخاطر كهذا، هي مراجعة حيوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى