اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 24– 1 – 2018
يديعوت احرونوت :
– عاصفة يونتان غيفن و”صوت الجيش”.
– أغنية حرب.
– اللواء ريتمان يجبر على ترك منصبه.
– المحيِّد من حرس الحدود.
– كيف تولد المعركة.
– ريكي غال: رد ليبرمان ارهابي.
– ملتشن طلب مساعدة في تجديد التأشيرة، نتنياهو طلب السيجار.
– البيت الابيض: “قطيعة مطلقة مع الفلسطينيين”.
– زيارة بينس الى المبكى – فصل الصحافيات عن الصحافيين.
معاريف/الاسبوع :
– كيري يقول لأبو مازن: “لا تستسلم لمطالب ترامب”.
– نتنياهو وترامب يلتقيان في دافوس غدا.
– كيري لمقربي أبو مازن: “اصمد ولا تستسلم لترامب”.
– في البيت الابيض يعترفون: قطيعة مع الفلسطينيين منذ الاعتراف بالقدس.
– بناء على طلب المستشار القانوني: ملفا 1000 و2000 لن يفصلا.
– الشرطة: بنية أدلة ضد النواب زعبي، زحالقة وزبارغا.
هآرتس :
– الشرطة توصي بتقديم ثلاثة من نواب التجمع الديمقراطي للمحاكمة.
– هارو: نتنياهو طلب من ملتشن السيجار حين توجه اليه في موضوع التأشيرة للولايات المتحدة.
– مايكل أورن يبادر الى بحث في الكنيست: هل عائلة التميمي حقيقية أم أنهم ممثلون.
– مقاطعة ليبرمان ليونتان غيفن وضعت حدا لخطة اخضاع “صوت الجيش” لوزارته.
– رواندا تنفي التوقيع على اتفاق لابعاد طالبي اللجوء من اسرائيل.
– تأييد الديمقراطيين لاسرائيل في الحد الأدنى: 27 في المئة يتماثلون معها أكثر مما يتماثلون مع الفلسطينيين.
اسرائيل اليوم :
– نهاية القصة: ريتمان يعتزل “لاهف 443”
– مكتشفات صادمة: هكذا ساعدت فنلندا الـ “اس.اس” الالماني.
– بينس: شرف لي أن أصلي في المبكى، جددت ايماني.
– “واشنطن ورام الله في قطيعة مطلقة منذ اعلان ترامب”.
– قضية مخطوفي اليمن: فتح وفحص 17 قبر.
القناة 14 العبرية :
– حادث طرق وقع الليلة بين مركبتين فلسطينية وإسرائيلية، بالقرب من نابلس.
– الحادث المروع أدى لمقتل طفلين إسرائيليين، وسائق السيارة الفلسطينية.
– “ترامب” سيجتمع اليوم مع “نتنياهو” خلال القمة الاقتصادية في “دافوس” بسويسرا.
القناة 2 العبرية :
– مسؤول أمريكي: على لبنان قطع علاقاتها الاقتصادية مع تنظيم حزب الله.
– أبو مازن أمر شخصيات السلطة بمقاطعة عضو الكنيست “أرون حزان”
– حالة الطقس: سقوط أمطار غزيرة على وسط وشمال البلاد، مع انخفاض على درجات الحرارة.
القناة 7 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 18 “مطلوب” من الضفة الغربية.
– مصر: اعتقال رئيس الأركان السابق للجيش المصري الفريق سامي عنان.
– “يائر لبيد” عبر صفحته بتويتر، يدعو ثلاثة من أعضاء الكنيست العرب للاستقالة من الكنيست قبل أن يتم فتح تحقيق ضدهم.
والا العبري :
– ترامب ونتنياهو سيناقشون التهديدات النووي الإيرانية على البلدين خلال قمة “دافوس” الاقتصادية اليوم.
– قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت الليلة 18 “مطلوب” فلسطيني من الضفة الغربية.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 24– 1 – 2018
معاريف / كيري يقول لأبو مازن: “لا تستسلم لمطالب ترامب”../ كيري لمقربي أبو مازن: “اصمد ولا تستسلم لترامب”../
معاريف – بقلم بن كسبيت – 24/1/2018
بينما يؤكد البيت الابيض انه منذ “تصريح القدس” سجلت قطيعة مطلقة بين السلطة الفلسطينية والادارة الامريكية، يتبين بان الادارة الامريكية السابقة بالذات تبقي على اتصال مع محافل في السلطة. فقد علمت “معاريف الاسبوع” بان وزير الخارجية الامريكي السابق، جون كيري، التقى في لندن مؤخرا مقرب ابو مازن حسين الاغا، في حديث طويل ومفتوح تضمن عناوين عديدة. ويبدو ان الاغا بلغ تفاصيل الحديث الى مسؤولين كبار في السلطة في رام الله. وأكد مصدر فلسطيني رفيع المستوى لـ “معاريف الاسبوع” انه كان مثل هذا اللقاء بالفعل.
الاغا هو أحد المقربين الاقدم لابو مازن وأحد قدامى المسيرة السلمية مع اسرائيل. فقد أدار “مسار لندن”، المفاوضات السرية التي جرت في سنوات 2010 – 2013 بين مبعوثي نتنياهو، المحامي اسحق مولخو والعميد مايك هيرتسوغ، وبين الاغا، بمتابعة وحضور دنيس روس. وكان الاغا أيضا هو من توصل مع يوسي بيلين الى اتفاق “بيلين – أبو مازن” في التسعينيات. وهو يعتبر مؤيدا واضحا للمسيرة السلمية، مقربا جدا لابو مازن ويقيم شبكة اتصالات متفرعة مع جهات مختلفة، بمن فيهم اسرائيليون.
في اثناء الحديث، وفقا للتقرير، طلب كيري من الاغا ان ينقل الى ابو مازن رسالة ويطلب منه “ان يصمد وان يكون قويا”. قل له، قال للاغا، “فليبقى قويا في روحه وان يلعب على الزمن، الا ينكسر والا يستسلم لمطالب الرئيس ترامب”. وحسب كيري، فان ترامب لن يبقى في منصبه لزمن طويل. احتمال جيد أن في غضون سنة لن يكون في البيت الابيض.
وعرض كيري مساعدته للفلسطينيين في المساعي للتقدم في المسيرة السلمية وأوصى ان يعرض ابو مازن خطة سلام خاصة به. واقترح كيري “لعله حان الوقت لان يحدد الفلسطينيون مبادئهم للسلام وان يعرضوا خطة ايجابية”. ووعد بان يستخدم كل اتصالاته وكل قدراته كي يبلور دعما لمثل هذه الخطة. وطلب من ابو مازن، من خلال الاغا، الا يهاجم الولايات المتحدة أو الادارة، بل ان يركز في هجماته على الرئيس نفسه، الذي هو، على حد قوله، المسؤول الحصري والمباشر عن الوضع. وحسب التقرير، في موقفه من الرئيس استخدم كيري تعابير استخفافية بل وأدنى من هذا. فقد اقترح كيري المساعدة لمبادرة سلام بديلة ووعد بالمساعدة في خلق دعم دولي، ضمن امور اخرى، من الاوروبيين، الدول العربية المختلفة والاسرة الدولية. وألمح كيري بان الكثيرين في المؤسسة الامريكية، وفي الاستخبارات الامريكية ايضا، غير راضين عن أداء ترامب والطريقة التي يقود فيها امريكا. وفاجأ محادثه حين قال انه يفحص بجدية امكانية أن يتنافس بنفسه على الرئاسة الامريكية في العام 2020. عندما سُئل عن عمره المتقدم قال انه ليس اكبر بكثير من ترامب ولن تكون له مشكلة عمر.
في التقرير عن الحديث افاد الاغا بان كيري بدا “مجنون للحديث”، بطاقة عالية، وكمن تشتعل الامور في عظامه كي يساعد في تحقيق حلم السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وشرح كيري، حسب التقرير، بانهم في الحزب الجمهوري ايضا لا يعرفون ما يفعلوه مع ترامب وجد غير راضين عنه وهناك حاجة للصبر وطول النفس لاجتياز هذه الفترة الصعبة.
معقول الافتراض بان حكومة نتنياهو ستستخدم تفاصيل هذا الحديث كي تثبت النظرية القديمة اياها التي تقول ان جون كيري هو “مهووس ومسيحاني” ومؤيد للفلسطينيين. ليس مؤكدا أن تكون هذه النظرية تنجح في اختبار الواقع. يجدر بالذكر ان كيري هو صديق قديم لنتنياهو وعاطف على اسرائيل على نحو ثابت على مدى عشرات السنين. ولمصيبته، فانه يتبنى الرأي في أن مسيرة سلمية حقيقية حيوية للطرفين، وكذا لبقاء دولة اسرائيل، إذ ان حل الدولتين هو الامكانية الواقعية الوحيدة التي تسمح لاسرائيل بان تواصل الحفاظ على طابعها كدولة يهودية ديمقراطية. وهذا بالفعل هوس من جانب كيري، كان ذات مرة مسموحا به ولكنه يكاد يصبح مؤخرا غير شرعي وما بعد صهيوني. اما الاغا ففضل الا يعقب. ولم يكن ممكنا نيل تعقيب كيري.
يديعوت / البيت الابيض: “قطيعة مطلقة مع الفلسطينيين”../
يديعوت – بقلم ايتمار آيخنر وآخرين – 24/1/2018
سبعة اسابيع من الصمت: قبل لحظة من انتهاء نائب الرئيس بينيس لزيارته الى اسرائيل، كشف أمس مسؤول كبير في البيت الابيض بانه منذ تصريح الرئيس ترامب بشأن القدس كعاصمة اسرائيل، تسود قطيعة مطلقة بين البيت الابيض والسلطة الفلسطينية.
فقد روى المسؤول انه في المرة الاخيرة التي تحدث فيها مبعوثا الرئيس الى المنطقة، جيسون غرينبلت وجارد كوشنير مع رجال ابو مازن كانت قبل التصريح في 6 كانون الاول. ومع ذلك، أوضح البيت الابيض بانه جرت محادثات مع جهات فلسطينة غير رسمية.
تواصل الادارة الانكباب على خطة سياسية، ولكن ليس معروفا متى ستستكمل. “نحن هنا، ملتزمون ومستعدون للمفاوضات متى يكونوا هم مستعدين”، اوضح المسؤول واضاف: “هذه شؤون تأخذ الكثير من الوقت لتتبلور، ونحن نحاول أن نعرض خطة يفهمها الطرفان وتعكس الواقع”. واعرب عن امله في استكمال الخطة هذه السنة.
كما أوضح المسؤول بانه رغم المساعي لتحريك المفاوضات من خلال دول اوروبية، “الكل يريد العمل مع الولايات المتحدة، رغم الرد الفلسطيني. انا لا اعتقد ان احدا ما يؤمن بانه يمكن استبدال الولايات المتحدة في المسيرة السلمية”. وترك مدخلا لامكانية أن تكون مصر أو الاردن كفيلتين بالمساعدة في الوسط.
رغم الشرخ بين واشنطن ورام الله وتصريحات ابو مازن الكفاحية، من المهم أن نتذكر بان السلطة لا تزال تحتفظ بمندوبها الرسمي في واشنطن، حسام زملط، والممثلية الفلسطينية لـ م.ت.ف في المدينة تعمل كالمعتاد. كما ان التعاون الامني الاستخباري مستمر: فالاستخبارات الامريكية توجد على اتصالات وثيقة مع اجهزة الامن الفلسطينية، والولايات المتحدة لا تزال تؤهل رجالها.
والى ذلك، اقلع امس رئيس الوزراء نتنياهو الى المنتدى الاقتصادي في دافوس، حيث سيلتقي مع اكثر من 10 رؤساء دول بينهم الرئيس الامريكي ترامب، الذي سيلتقيه يوم الخميس اضافة الى الرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية. وقال نتنياهو: “سأطور هناك مكانة اسرائيل التي تحققت منذ الان كقوة عظمى تكنولوجية عالمية”.
يديعوت / الصفقة باتت على الطريق – ماذا يطبخ لنا ترامب
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 24/1/2018
ترامب، مثل ترامب، لن يعطي لاحد انذارا مبكرا. فهو ببساطة سيقف ليخطب احتفاليا ويعرض “الصفقة الكبرى” خاصته للشرق الاوسط. لن يكون حوار طويل مع الاطراف، لن يعقد مؤتمر، مثلما فعل في الماضي رؤساء امريكيون. هو ببساطة سيضع الجميع امام الحقيقة: هذه هي الصفقة. اذا اردتم – فاشتروها.
قبل ثمانية اشهر صرحت الادارة بان خطة ترامب ستعرض في شهر اذار القريب القادم. وأمس قال مسؤول امريكي قبل اقلاع بينيس الى الولايات المتحدة ان الخطة ستعرض اغلب الظن هذه السنة و “على الطرفين أن يكونا جاهزين”. لا غرو، إذن، في أن الاعصاب في القيادة الفلسطينية في رام الله آخذة في التوتر. فليس صدفة أن يطلق ابو مازن النار في كل الاتجاهات، يشتم ترامب ويحاول بكل قوته تجنيد الاوروبيين كي يؤثر على مضمون الاعلان المتوقع. وفي الاشهر الاخيرة جمع الفلسطينيون المعلومات، بعضها مثابة شائعات فقط، من كل مصدر ممكن. صائب عريقات، رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض، جمع المعلومات في وثيقة متشائمة تقدر ما سيظهر في خطة ترامب. من ناحية الفلسطينيين هذا قطار يندفع منذ الان بسرعة نحوهم، وليس في وسعهم ان يوقفوه او يغيروا مساره.
كما لا يمكن للفلسطينيين أن يواسوا أنفسهم بالشائعات بان ليس لترامب أي خطة حقيقية إذ انه عملت على الخطة منذ اشهر مجموعة خبراء من مجلس الامن القومي في البيت الابيض، يقول عنهم اسرائيليون التقوا بهم بانهم مهنيون متفوقون. وثمرة عملهم ينقلونها الى القيادة السياسية، الى مبعوثي الرئيس الذين يقودون الخطوة: صهر الرئيس كوشنير، سفير الولايات المتحدة في اسرائيل فريدمان والمبعوث الخاص غرينبلت.
لا يوجد بالضرورة انسجام بين توصيات رجال المهنة وبين الخطوات التي يقودها الفريق السياسي. فمثلا عارض الفريق المهني توقيت الاعلان عن القدس كعاصمة اسرائيل، بينما قرر الفريق السياسي خلاف ذلك. هكذا بحيث يحتمل ان الوثيقة التي سترفع الى الفريق السياسي لن تكون بالضرورة متشابهة مع الوثيقة التي سيعرضها ترامب. بالمناسبة، هناك ثلاثة اشخاص خارجيين اخرين يعملون كمستشارين للفريق السياسي الامريكي. ولي العهد السعودي، سفير الامارات في الولايات المتحدة وسفير اسرائيل في الولايات المتحدة. هكذا بحيث أن من المعقول الافتراض أن يكون نتنياهو مطلعا على ما يجري خلف الكواليس.
في وثيقة عريقات زعم أن الفلسطينيين سيكونون مطالبين بان يسلموا 10 في المئة من اراضي الضفة لاسرائيل. في خطة اولمرت وكذا في مباديء كلينتون جرى الحديث عن 6 في المئة. اما في اتفاقات جنيف فعن 4.5 في المئة. في جولات المفاوضات السابقة كان تفاهم اسرائيلي – فلسطيني حول تبادل الاراضي بحجوم متساوية. اما الـ 10 في المئة فمعناها الا يكون تبادل متساو للاراضي، إذ ليس لاسرائيل قدرة على ان تسلم للفلسطينيين اراض بمثل هذا الحجم. فضلا عن ذلك، فان الـ 10 في المئة تضمن ان تكون الاراضي الفلسطينية مبتورة طولا وعرضا. وهنا تحتمل أزمة حقيقية.
ولكن في ما يتعلق بالقدس، يخلق الفلسطينيون أزمة مصطنعة إذ ان خطة ترامب مثلما هي اليوم – وهي كما أسلفنا يمكن أن تتغير – لا تتحدث عن ابو ديس كالعاصمة الفلسطينية بل عن “احياء في القدس” او “احياء القدس”، التي يمكنها ان تدخل في تعريف شرقي القدس كعاصمة. بينيس هو الاخر عاد وشدد في خطابه في الكنيست على أن الادارة لن تتدخل في حدود العاصمة الاسرائيلية وفي تحديد خط الحدود بين الطرفين. والخطة الحالية لا تتضمن طلبا من الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، ولكنهم سيكونون مطالبين بالتخلي عن حق العودة. ويدعي عريقات بان الامن في الضفة سيكون في يد اسرائيل. اما الخطة، مثلما هي اليوم، فتتحدث عن اتفاق ينفذ بالتدريج، بما في ذلك نقل المسؤولية عن الامن الى الفلسطينيين. وكل تقدم سيكون مشروطا بتنفيذ المرحلة السابقة، فيما تكون الولايات المتحدة هي المحكم. اسرائيل، حسب الخطة، ستتلقى علاوة كبرى في شكل علاقات علنية مع السعودية. وسيتلقى الفلسطينيون من السعوديين ومن الاردنيين مرافقة ثابتة في بناء السيادة. هؤلاء سيعطون المال واولئك يعطون التعليم والظهر السياسي.
معقول جدا الافتراض بانه لن يخرج شيء من هذه الصفقة الكبرى، ولكن يمكنها ان تشكل محفزا للانتخابات في اسرائيل. ما بالك انه في محيط شهر اذار تهدد بالظهور التوصيات بلوائح اتهام.
هآرتس / شندلر لا يعيش هنا
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 24/1/2018
يمكن أن يريحنا قليلا من رفض عدد من طياري “ال عال” حمل طالبي اللجوء الى اوغندا. ايضا توقيع بضع مئات من الاكاديميين والمفكرين هو نسمة لطيفة. يمكننا التخمين، على الاقل حسب الردود في الشبكات الاجتماعية، بأن هناك آلاف آخرين من مواطني اسرائيل يشعرون بالاشمئزاز من القرار الوحشي للحكومة بطرد 35 ألف شخص تقريبا من طالبي اللجوء، حتى لو أن عدد منهم هم مجرد باحثين عن عمل. وحسب قرار الحكومة هم لا يستحقون الرحمة بسبب ذلك.
ولكن هذه الاصوات لا يمكنها تطهير ضمير وطني، ومشكوك فيه اذا كانت ستعتم على صرخات الانتصار لوزراء الحكومة ورئيسها، بسبب نجاحهم مؤخرا في ايجاد الحل النهائي الكامل.
لا، نحن لسنا نازيين. فنحن لا نقوم بالقضاء على هؤلاء السود، ولم نقم بتصنيفهم في معسكرات تجميع، ولم نقم باجراء تجارب طبية عليهم، رغم أنهم يشكلون حقل تجارب واسع لعلاج المرض الذي يسمى “سرطان في جسم الأمة”، ولم نجبرهم على تعليق نجمة داود سوداء من اجل تشخيصهم. نحن في الاساس طيبون وقعوا في أيدي حكومة سيئة. هكذا على الاقل نعتبر أنفسنا.
ولكن هنا يكمن الفشل المعرفي الذي يحول مواطنين جيدين الى متوحشين. وهو يبدأ بنفس السذاجة الحقيقية التي توضح أن الشر لا يوجد فينا نحن المواطنين، بل في حكومة ظالمة، كنا نريد أن تختفي من حياتنا. ولكن ما العمل؟ هذه هي طبيعة الديمقراطية، مرة ننجح ومرة نفشل.
اذا كانت هذه هي طبيعة وجوهر الحكومة فلماذا نحتج عليها؟ هل نريد أن تكون رمزا للاخلاق والرحمة والانسانية؟ إن هذه حكومة تشمئز من الاقليات والاغيار والنساء والمعاقين، وتدعو الى نقاء الأمة والعرق الديني، ويرأسها شخص كان يتوق الى طرد الاسرائيليين واليهود الذين لا يؤيدون عقيدته.
رئيس الحكومة محاط بسور واق من الحاخامات الظلاميين وحكومة ظلامية، الذين لم ينسوا ماذا يعني أن تكون يهوديا، بل بالعكس، هم يذكرون جيدا فقط اليهودية الانتقامية والقاتلة التي أبادت شعوب البلاد، والتي انتقمت لاغتصاب دينا إبنة ليئا ويعقوب، رغم أن المغتصب وافق على التهود من اجل الزواج منها. ولكنهم لا يذكرون ماذا يعني أن تكون انسانا. هم يشكلون ضوء للاغيار. فقط دون اغيار من فضلكم. هذه حكومة لا تستطيع اعطاء ما ليس لديها.
التوسلات والالتماسات والمظاهرات ورفض نقل طالبي اللجوء لن تنجح مقابل هذا السور الغرانيتي، الآن مطلوب عمل مدني وشخصي وخاص. هذا هو الوقت المناسب لنكون اوتو وأليزا، ابطال كتاب هانس بلادا “وحيد في برلين”. لا لوضع بطاقات تدعو الى العمليات التخريبية، بل العمل كأفراد من اجل انقاذ الحياة. لا للوشاية عن طالبي اللجوء والانضمام الى من يقومون بالقبض عليهم والطرقعة باللسان وتوجيه اصبع الاتهام للحكومة. هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ خطوة، لا الادانة. المصانع الغذائية والبنوك وشركات الهاي تيك واتحادات العمال ومدراء المدارس وحدائق الحيوانات ووسائل الاعلام وشركات الادوية ومنتجي المشروبات واصحاب الاسكانات المحمية ولجان البيوت وشركات السيارات وشركات النقل، باختصار، كل من هو مسؤول عن مستوى الحياة في الدولة، يجب أن يتبنى عامل أسود. فقط شخص واحد من اريتيريا أو من السودان لا أكثر.
أي شركة أو مؤسسة من هذه المؤسسات لن تحصل على صفة “الصالحين بين الأمم”. عدد منهم بالتأكيد ستتم ادانتهم في الشبكات الاجتماعية والدعوة لمقاطعتهم. والحكومة ستقوم بشتمهم وستفرض عليهم الغرامات، لكن كل جسم من هذه الاجسام يمكنه القول بتفاخر أين كان عندما ارادت الحكومة طرد الاجانب. لقد وقف أمام الثقب، ولم ينفذ تعليمات غير قانونية بصورة واضحة معلق عليها شخص أسود. هذا هو التحصين الوحيد الذي يمكنه أن يعمل ضد انهيار نظام الحصانة الوطنية.
هآرتس / لماذا لم يقم نتنياهو بادانة زيارة يئير لنوادي التعري
هآرتس – بقلم دمتري شومسكي – 24/1/2018
شمعون دوفنوف، المؤرخ المعروف لتاريخ شعب اسرائيل والمحارب المواظب من اجل حكم ذاتي قومي في الشتات، شعر في عشرينيات القرن الماضي برضى معين من وضع الحقوق القومية ليهود وسط وشرق اوروبا بعد الحرب العالمية الاولى. لقد كان راضيا من أن بعض البنود التي تدافع عن حقوق الاقليات والتي تم شملها في اعقاب مؤتمر السلام في فرساي في المواثيق بين دول الاتفاق العظمى وبين الدول المهزومة والجديدة، هذه البنود اعترفت باليهود كأمة، وهو الاعتراف الذي لم يكن موجود في اوروبا الشرقية والوسطى قبل الحرب.
ولكن منذ بداية الثلاثينيات وما فوق فان وهم دوفنوف وأتباعه بخصوص المساواة المدنية – القومية لليهود في هذه المناطق تبعثر. مواثيق الاقليات انهارت، المزاج القومي في الدول القومية الجديدة و الدول القومية القديمة – الجديدة تعزز، واقصاء اليهود واقليات قومية اخرى تعمق اكثر من يوم الى آخر. رغم أنه لا يمكن التوصل الى استنتاج من مصير اليهود في وسط وشرق اوروبا بين الحربين العالميتين، نطبقه على مكانة النساء في الغرب وفي اسرائيل في هذه الايام، إلا أنه يصعب التحرر من انطباع أن عدد لا بأس به من المؤيدين والمؤيدات للنضالات النسوية الحالية، يوجدون في حالة نشوة تشبه نشوة دوفنوف وأتباعه في حينه بعد مؤتمر فرساي.
على سبيل المثال نشرت صحيفة “هآرتس” مؤخرا مقال حماسي منقول عن “نيويورك تايمز” عن الاستعدادات الحثيثة والاحتفالية تقريبا لاحياء الذكرى السنوية لمسيرة النساء ضد ترامب. في هذا المقال تم التحدث عن المعنويات المرتفعة وصرخات الانتصار في اوساط المنظمات النسوية في الولايات المتحدة في اعقاب نجاح حملة هشتاغ الاحتجاجية “مي.تو” في ضعضعة كم الافواه لضحايا التحرش الجنسي ودفع عدد اكبر من النساء الى النشاط السياسي.
دون انكار انجازات حملة “مي.تو” يبدو أنه مع مرور سنة على الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة فان الكثير من المناضلات والمناضلين من اجل حقوق النساء والحصول على المساواة والاحترام لم يعطون بعد الاهتمام المطلوب للمعنى العميق لحقيقة انتخاب ترامب رئيسا، حيث من المؤكد أن عدد كبير من مواطنات ومواطني الدولة الذين حتى الآونة الاخيرة طلبوا رفع راية التنور والديمقراطية، وضعوا على رأس الأمة شخص يتفاخر بموقفه الشوفيني المتطرف. ولأن الشوفينية الفاضحة له ليس فقط لم يتم اخفاءها خلال الحملة الانتخابية، بل حتى تم ابرازها أمام الجميع المرة تلو الاخرى. الامر الذي يعني أن ترامب انتخب ليس على الرغم من الجنسوية واحتقاره للنساء وحقوقهن، بل بالتحديد بفضل ذلك. معنى ذلك أن امريكيين كثيرين جدا يتماثلون مع شوفينية رئيسهم المنتخب ويأملون استئصال نضال النساء وتعميق هيكلية النوع الاجتماعي.
لفجوة مشابهة بين صورة التقدم المتسارع لنضال النساء وبين الواقع الذي فيه لا وجود لافكار نسوية في وعي الجمهور الواسع، وهذا ما نلاحظه مؤخرا في اسرائيل. هذا صحيح بشكل خاص على خلفية قضية التسجيل ليئير نتنياهو في الوقت الذي تنقل فيه مع حماية ممولة من الجمهور في نوادي التعري في تل ابيب.
عدد من المحللين المتفائلين في “هآرتس” اعتقدوا أنه لدى معظم الجمهور الاسرائيلي، أثار تصرف نتنياهو الابن الاحتقار الكبير (“الشعور بالاشمئزاز قبض أنفاس دولة كاملة”، كتب يوسي فيرتر قبل حوالي اسبوعين). ولكن يبدو أن نتنياهو الأب لم يعتقد هكذا. هو في الحقيقة تحفظ من التصريحات القاسية ليئير ضد النساء (“علمنا أولادنا احترام المرأة لكونها امرأة”)، لكنه حرص على عدم ادانة اعماله – أي الخروج للاستجمام في نوادي التعري.
هذا ليس إلا لأن نتنياهو، الذي لا مثيل له بقدرته على حل لغز ما يدور في عقل الاسرائيلي العادي، افترض كما يبدو، أنه في نظر اسرائيليين كثيرين جدا فان الامر هنا لا يتعلق أبدا بظاهرة مرفوضة. بالعكس، في نظر هؤلاء الاسرائيليين فان جعل جسم المرأة شيء، هو جزء من الحقوق الاساسية المقدسة للمستهلك الذكوري الاسرائيلي – هكذا لن يخاطر سياسي حذر وعقلاني مثل نتنياهو بقيام الاسرائيلي العادي برفع حواجبه استغرابا في اعقاب ادانة متهورة لحقوقه الذكورية.
اذا كان الامر هكذا، وخلافا للتفاؤل المبالغ فيه الذي يظهر في الخطاب النسوي الحالي، يجب الاعتراف بأنه ليس فقط أن الطريق لتعميق عقيدة المساواة في النوع الاجتماعي في اوساط الجمهور الواسع في الغرب وفي اسرائيل ما زال طويلا، بل في الظروف القائمة يمكن أن يكون أطول.
ومثل من يؤيدون حقوق الاقلية القومية اليهودية في شرق ووسط اوروبا بين الحربين العالميتين، هكذا ايضا فان المتحدثين والمتحدثات باسم النضال النسوي اليوم، يتحدثون باسم أقلية في اوساط المواطنين في دولتهم. ايضا اذا كان الامر لا يتعلق بالضرورة بأقلية صغيرة – لأنه محظور على الاقلية انكار الواقع وتخيل نفسها في مكان من يسير حثيثا نحو النصر. هذا غير صحيح، فانكار الواقع يمكن فقط أن يسرع الهزيمة.
هآرتس / كما لو أنه سور وبرج
هآرتس – بقلم عيلاي بارن – 24/1/2018
أنا من سكان بئر السبع. قبل ست سنوات عندما كان عمري 18 سنة، وعندما جرت الصهيونية والعرق في دمي تطوعت للخدمة في جمعية “ظباء” وفي اطارها ساعدت في اقامة المستوطنة “غير القانونية” شيزف. في تلك الفترة لم يخبرني أحد أنني أخالف القانون.
جمعية “ظباء” التي تقريبا اغلقت في اعقاب قضية فساد، لكن في حينه حصلت على 7.5 مليون شيكل من الأخ بينيت من اجل الاستمرار في بقائها وهي تعمل الآن على تشجيع فكرة قديمة بغطاء جديد: برنامج “اشبال على عجلات”، أو باسمها غير الرسمي “سور وبرج – القرن الواحد والعشرين”. البرنامج يتضمن انشاء مواقف ليلية للسيارات على اساس كرفانات في اماكن مختلفة في النقب بهدف تحويلها مستقبلا الى مستوطنات دائمة. أي جمعية ممولة من قبل الدولة لا تخفي نهائيا أنها تنوي اقامة بؤر استيطانية غير قانونية في النقب.
حسب الجمعية، برنامج “اشبال على عجلات”، يتوافق مع القيم الطلائعية والصهيونية، وهو برنامج لانقاذ النقب، لا أقل من ذلك، حيث “الحدود البلدية والاستيطان المتناثر في جنوب خط شاعر هنيغف لن تصمد اذا لم تكن جزء من مشروع اقليمي للاستيطان” (من اعلان دعائي للجمعية). رؤساء جمعية “ظباء” يعتقدون أنه في السنة السبعين لاستقلال دولة اسرائيل ما زالت حاجة لوضع اليد على الاراضي من اجل الصمود.
ولكن رغم المناخ الطلائعي والرومانسي فان اقامة مستوطنات جديدة لأنوية طلابية ولاعضاء جمعية “ظباء” (الجمهور الهدف للبرنامج) لن تعزز النقب بل بالعكس – سيؤدي بالضرورة الى عزله واضعافه. اقامة مستوطنات جديدة تعيش فيها مجموعات سكانية قوية فقط تعمق العزلة والبعد بين المجموعات السكانية المختلفة، وتزيد الخلافات الموجودة في المجتمع الاسرائيلي.
نشاط الجمعية يمكنه أن يتسبب بضرر آخر وأكثر خطورة حتى لم يذكر في المنشورات الرسمية. فمن شأن هذا النشاط أن يبقي عشرات آلاف السكان البدو في قرى غير معترف بها – التي تعيش منذ عشرات السنين بدون بنى تحتية وبدون حل مناسب لوضعها – دون مأوى. من الصعب أن لا تنقبض من الضيق ازاء نية “تحويل المواقف الليلية الى معسكر مؤقت للمستوطنة العتيدة”، برنامج يعيد ذكرى ايام البلماخ وشعور قوي بوجود أجندة سياسية: رسم حدود واخلاء القرى البدوية غير المعترف بها.
مؤخرا فقط جرت محاكمة الشيخ صياح الطوري من قرية العراقيب بسبب بناء غير مرخص، التي في نهايتها تم هدم بيوت في القرية. حتى الآن كان هناك 123 عملية هدم كهذه. العراقيب توجد في نفس المكان الذي كانت توجد فيه قبل اقامة الدولة. في المقابل، هناك مستوطنة شيزف التي تعيش فيها نواة استيطانية لجمعية “ظباء”. شيزف أنشئت في 2012، بنفس الطريقة المقترحة حاليا بالضبط، تثبيت حقائق على الارض من خلال تجاهل كامل لقوانين الدولة. هناك لا يقوم أحد بهدم البيوت، والمستوطنة من شأنها أن تحظى بالمصادقة والاعتراف. اذا واصلنا تجاهل ذلك ستظهر امامنا مستوطنات كثيرة مثلها، بدون تخطيط وبدون قانون وبدون مراعاة أو فحص عميق لما هو مفيد ومطلوب للنقب.
إن البناء في اطار برنامج “اشبال على عجلات” هو بناء غير قانوني بصورة واضحة، وهو عمل جنائي يجب منعه وعدم مساعدته. هذا استيطان أناني وليس ايديولوجي، يضع على رأس اهتمامه الرغبة في السكن في مجموعة صغيرة ومعزولة تملأ مستوطنيها بشعور وهمي بتأدية رسالة. يجب على حكومة اسرائيل وقف هذا البرنامج المدمر. وعليها ايجاد حل معقول وعادل ومتفق عليه للاستيطان البدوي وفرض قوانين الدولة على الجميع بصورة متساوية.
لقد حان الوقت لأن تدرك الحكومة أنه في العام 2018 ليست هناك حاجة لوضع اليد على اراض من اجل تعزيز سلطتها هنا. وقد حان الوقت لمساعدة سكان النقب بدل تطوير من يأتون من الخارج من اجل “استغلال النقب”.
يديعوت / بين الطيبة والقدس – مكانكم تحت البساط
يديعوت – بقلم افيعاد كلاينبرغ – 24/1/2018
يوم الاثنين كنت في الطيبة مع رجال الطاقم الاكاديمي والطلاب من مدرسة التاريخ في جامعة تل ابيب، والذين أترأسهم. وكانت الزيارة ضمن عصف أدمغة متواصل تقوم به المدرسة. العالم يتغير، والتحديات تتغير، وكتابة التاريخ لم تعد فقط توثيقا للماضي. فهي موقف وجودي وثقافي: كل شيء حصل ويحصل حولنا، حصل ويحصل في سياق. وبدون فهم السياقات، فان التحليل التاريي يكون هزيلا او مشوها. والسياق الذي نعمل في داخله ليس فقط لجان تحرير في صحف علمية خلف البحر: فهو هنا والان – دولة اسرائيل والمجتمع في اسرائيل.
المجتمع في اسرائيل لا ينتهي عند بوابات كلية العلوم الانسانية او الحدود البلدية لتل أبيب. وقد بدأنا عصف الادمغة من خارج منطقة الراحة لنا – في نتيفوت وواصلناه في الطيبة. ليست هذه جولة تعليمية. فنحن لا نعنى في البحث في بلدات المحيط الاسرائيلي. ولا يدور الحديث عن عمل ميداني انثروبولوجي. فنحن لسنا “العارفين” الذين نجلب لجمهورنا الداخلي معالم بعيدة. نحن جزء من جماعة اهلية. الجولة في شوارع المدينة، دوما مع مرشد محلي وبلا تدخل، اللقاء مع رؤساء المدن المضيفة، الاستماع لاقوالهم والحديث معهم – كل هذه تستهدف تغيير المنظور، التفكير في السياق، استيعاب وجود شروط حياة اخرى، مواقف وجودية مختلفة، احتياجات واحلام مختلفة عنا. والنقاش الجاري بعد اللقاءات لا يتضمن تحليل المضيفين. فنحن ضيوف للحظة وليس لنا الادوات للتحليل استنادا الى تجربة قصيرة، مهما كانت قوية. نحن ننشغل بمشاكلنا، وليس بمشاكل الاخرين. ولكن السياق يؤثر، يغير الوعي. هذا هو الهدف.
أقوال رئيس بلدية الطيبة، شعاع مصاروة منصور، عنيت بالعقارات وبالتنمية المدينية؛ التعليم والتدين؛ التوتر بين منظومة القوة العشائرية المختبئة تحت الطاولة ومنظومة القوة الادارية – البلدية الموجودة فوقها؛ الاقصاء الداخلي والاغتراب بين الجماعات في داخل المدينة. ولكن فضلا عن هذه المشاكل، التي تشغل بال الكثير من رؤساء البلديات في البلاد، ثار احساس بانعدام الوسيلة للناس في بلدات المحيط مقارنة بالمركز، الذي ليس غارقا في نفسه فقط، مثلما هي مراكز القوة، بل ومعاد بقدر كبير. مركز لا ينجح في التخلص من رؤية العرب سكان اسرائيل كـ “مشكلة ديمغرافية”.
مصاروة منصور لم يقل ذلك صراحة. فالسياسة القومية الاسرائيلية لم تطرح الا في الهوامش، ولكنها متواجدة في الف وواحد من التجسدات في الطريق الذي تتم فيها مصادرة الاراضي العربية بيد رشيقة، صد مبادرات محلية عربية، تتفتت فيها الوعود الكبرى الى توافه، وما هو مسلم به بالنسبة لليهود يكون متعذرا حين يصل الى العرب. وبالاجمال فان الامور معروفة، ولكن الالتصاق بالملموس، لم هو موجود تحت الشعارات والكلمات الكبرى، اعطى شكلا وصورة ملموسين لكلمات مثل “تمييز”، “اقصاء”، “تفرقة”، “ابقاء مقصود في الخلف”.
ومثل عرض الغاية الرسمية لهذه الامور، جاءت الاحداث في الكنيست في ذات الساعات تماما. فقد وصل نائب الرئيس بينيس لزيارة البرلمان والقى كلمة فيه. وسعى النواب من القائمة المشتركة للاحتجاج: فقد رفعوا يافطات كتب عليها “القدس هي عاصمة فلسطين”. تعالوا نتوقف للحظة ونتساءل: النواب سعوا للاعراب عن موقف معارض. مشروع؟ ظاهرا، نعم. من اجل هذا هم نواب. النص الذي من خلاله عبروا عن احتجاجهم لم يتجاوز أي خط أحمر. فهم لم ينادوا بتصفية دولة اسرائيل أو خرق قانون من قوانينها. الموقف في ان تكون القدس أو ينبغي لها ان تكون عاصمة فلسطين هو موقف مواطنين كثيرين، يهود وغير يهود.
حتى هنا معقول. والان اضيفوا للسجل حقيقة أن محتجين ينتمون الى القائمة العربية (لماذا ألم اقل؟). في غضون ثوان انقض رجال النظام المتشددين في الكنيست على المحتجين، مزقوا اليافطات وطردوهم بالقوة من القاعة. احد من النواب الاخرين لم يحتج على هذا الفعل الوحشي المتمثل بكم الافواه. احد لم يخرج من القاعة، واجاد بينيس في اجمال الموقف إذ قال: “اقف بتواضع وخشوع اليوم امام هذه الديمقراطية الفاعلة”. لا شك، حتى ادارة ترامب لديها ما تتعلمه منا في مواضيع كم الافواه. اما استنتاجاتي كمؤرخ؟ احيانا لا تكون حاجة حتى لانتظار فتح الارشيفات. يكفي ان نفتح العيون.
معاريف / الحذر، بينيس يحبنا
معاريف – بقلم مئير عوزيئيل – 24/1/2018
زيارة نائب الرئيس الامريكي مايك بينيس، اظهرت مرة اخرى أي مشكلة نفسية هناك للاسرائيليين في مواجهة مظاهر الحب. فقد جاء بينيس، وكل خطوة له بثت محبة لاسرائيل، لزعيمها المنتخب، لديمقراطيتها العفوية، لعاصمتها ولحقها. في مواجهة مظاهرة المشاعر الطيبة كهذه نشعر بعدم الراحة، ليس من داخل المكان المعروف لنا. اعطونا كراهية وسنتدبر أمرنا على نحو جميل، ولكن يا أمي، ماذا نفعل عندما نغرق بالحب؟
مايك بينيس نفذ في الواقع الامر الطبيعي الذي كنت أتوقعه من كل زعيم في العالم. فقد جاء الينا دون انتقاد ودون محاولة لاثنائنا، دون اللقاء مع جهات تعتقد باننا لسنا في الجانب غير المحق، لنفترض نحطم الصمت دون ان يطلب تنازلات اليمة او حلول وسط تاريخية. جاء انطلاقا من التقدير بانه يعرف اننا نفعل الامر الصحيح بقدر مستطاعنا الانساني. هو يقول الامو التي أتوقعها من كل زعيم امة ذات مواقف اخلاقية في أن يقول ان بلاده ستقف الى جانبنا ضد الارهاب وان السفارة ستنتقل الى العاصمة الطبيعية القدس.
لقد باركنا وقصد مباركاته. وبالتالي فقد دفع هذا ببعض الاسرائيليين لان يطوروا لديهم حساسية جلدية في كل اجسادهم. وعلى الفور انطلقت ردود الفعل: هو ظلامي، هو مسيحاني. صحيح أن هؤلاء ليسوا معظم الاسرائيليين، ولكن يدور الحديث عن اشخاص لديهم اغلبية وهمية إذ انهم هم الذين يطلقون اصواتهم بسبب حقيقة أنهم يشكلون الاغلبية في منصات التعبير الرسمية.
تحدثت أمس مع ديفيد برسوننس، رئيس السفارة المسيحية في القدس والتي هي المؤسسة التي تمثل الافنجيليين في اسرائيل. وهو مشغول جدا لانه يستضيف في القدس في هذه اللحظة مؤتمرا من 200 زعيم افنجيلي من القساوسة من عشرين سنة. وهو يقول: “انهم جميعهم جد متأثرون بزيارة بينيس. تحدثنا عن خطابه في الكنيست وعن نقل السفارة الى القدس. كل هؤلاء الزعماء المتدينين سيعملون الان في بلدانهم من اجل نقل سفارات بلدانهم الى القدس”.
يؤكد النقد على بينيس حقيقة أنه لانه متدين فانه ضد الاجهاض وضد العلاقات بين الجنس الواحد. حتى لو كان هذا صحيحا، فانه لن يؤثر على من ينتقد بينيس كظلامي، ويبتسم الابتسامة المتزلفة والاكثر اعجابا به اذا ما التقى عبدالله ملك الاردن، ابو مازن ملك السعودية أو زعماء آخرين قمع النساء واللوطيين وقمع كل الناس بشكل عام هو أساس نظامهم. ولكن معهم ليس لن مشكلة. فهم يكرهوننا. هم على ما يرام.
مايك بينيس هو محب عميق لاسرائيل حتى قبل أن ينتخب نائبا للرئيس. صحيح أنه ولد كاثوليكيا، ولكن عندما تعلم في الجامعة في الولايات المتحدة اكتشف العلاقة المباشرة بالرب وعندها تخلى عن جهاز القساوسة والمطارنة وبابا الكنيسة الكاثوليكية في صالح التيار الافنجيلي. فالحب لاسرائيل يكاد يكون مبنيا على الايمان الافنجيلي، وهؤلاء كثيرون جدا. في الولايات المتحدة وحدها فقط يدور الحديث عن نحو 70 مليون. كانت سنوات طويلة لم يعبر هذا العدد عن نفسه في الدبلوماسية، ولكن في السنوات الاخيرة بدأوا يحققون انجازات في الحكم. يمكن القول ان انتخاب مايك بينيس، الافنجيلي الصرف، لموقع نائب رئيس الولايات المتحدة هو الموقع الزعامي الاعلى الذي يصل اليه الافنجيليون.
استعدوا لهجمة حب، وكفوا عن البحث عن كمامات الكيماوي لديكم ضد هذا الحب، لانكم تستحقونه.
هآرتس / خطاب رئيس الحكومة القادم في روابي
هآرتس – بقلم شموئيل حارلف – 24/1/2018
“شباب وشابات روابي، عاصمة الهاي تيك الفلسطيني، مدينة الأمل الجديدة لمستقبل السلام الفلسطيني الاسرائيلي، تعاون وازدهار مشترك. جئت الى هنا اليوم بعد اسبوع من تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة في محاولة لفتح صفحة جديدة في العلاقة بين شعبينا. اخترت الحضور هنا كرئيس حكومة منتخب للتحدث معكم مباشرة، كونكم جيل المستقبل للشعب الفلسطيني الذي كل حياته أمامه.
“انهار من الدماء والدموع سكبت في الصراع الدموي بين شعبينا. إن ما يسمى بالعملية السياسية لم يفض الى اتفاق سياسي، وما يسمى بـ “عملية السلام” لم يحقق السلام. لا أنوي أن أشير الى متهمين، وأن اشرح لماذا لم ننجح في انهاء الصراع حتى الآن. بحديثي اليكم أنا اتوجه الى المستقبل وليس الى الماضي. عندما اتحدث عن المستقبل فأنا اقصد احتمالين يقفان امامنا: مستقبل اتفاق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، ومستقبل فيه لا نصل الى اتفاق سلام. أنا أريد أن اطرح امامكم هذين الاحتمالين من وجهة نظر الحكومة الجديدة.
“اتفاق السلام يجب عليه أن يحل مشكلات الماضي وأن يرسم مسار المستقبل. في المفاوضات على البريغزت (خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي) قام الاتحاد الاوروبي وبريطانيا بحل مسألة الماضي في البداية، دفع ديون بريطانيا للاتحاد بسبب تركه. فقط بعد ذلك توجه الطرفان الى المفاوضات حول اتفاق تجاري مستقبلي. هكذا يجب علينا أن نعمل نحن ايضا: أن نحل أولا مطالب الماضي وفقط بعد ذلك نتوجه الى البحث في اتفاق سياسي دائم.
“المشكلة الاساسية لكم التي تتعلق بالماضي هي المطالبة بعودة اللاجئين. لهذا، الموضوع الاول على جدول الاعمال الآن هو قضية اللاجئين. موقف حكومتي هو أن اسرائيل لا تستطيع استيعاب اللاجئين الفلسطينيين. السبب واضح: عودة اللاجئين تعني القضاء على دولة اسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي. رفضنا لاستيعاب لاجئين فلسطينيين لا يعني أننا نتملص من نصيبنا في المسؤولية عن خلق مشكلة اللاجئين.
“خلافا للحكومات السابقة، فان الحكومة برئاستي تعلن أن اسرائيل تتحمل جزء وأنا أشدد على جزء، من المسؤولية عن أن مئات آلاف الفلسطينيين تركوا بيوتهم في 1948 – 1949 وتحولوا الى لاجئين. لذلك، فان الحكومة برئاستي ستعمل على القيام بدورها في حل قضية اللاجئين، سواء على المستوى الاعلامي أو على المستوى المادي.
“الحكومة برئاستي ستقرر يوم النكبة مقابل يوم الاستقلال الاسرائيلي. يوم النكبة سيتم الاحتفال به في 9 نيسان، يوم مذبحة دير ياسين في 1948، وسيكون هو يوم ذكرى وطني للنكبة الفلسطينية. وستقوم لجنة حكومية بمشاركة لجنة المتابعة لعرب اسرائيل في وضع مراسيمه وطقوسه. اضافة الى ذلك، اسرائيل ستشارك في تمويل صندوق دولي لتعويض اللاجئين واحفادهم. الصندوق سيقام برعاية الامم المتحدة وسيدار بشفافية من قبل ادارة ناجعة. اللاجئون الفلسطينيون واحفادهم يمكنهم اختيار مكان سكنهم خارج دولة اسرائيل في اطار اتفاق اقليمي بين اسرائيل وفلسطين والدول العربية.
“تسوية قضية اللاجئين ستضع حدا لمطالب الماضي. القضايا التي ستبقى على طاولة البحث هي القضايا الرئيسية التي تعود للمستقبل: القدس، الترتيبات الامنية، تبادل الاراضي والمستوطنات.
“حكومتي مستعدة لتقسيم القدس الى عاصمتين: القدس الغربية عاصمة لاسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين. الحوض المقدس سيكون تحت سيادة مشتركة ومفتوح لجميع الديانات. الترتيبات الامنية ستكون احادية الجانب: فلسطين ستكون دولة منزوعة السلاح، بدون جيش، لكن لديها شرطة قوية. اسرائيل اذا طلب منها ذلك ستمنح مساعدة بقدر الامكان لفلسطين، للحفاظ على القانون والنظام. اسرائيل ستضم الكتل الاستيطانية بحجم حوالي 4 في المئة من اراضي الضفة. في المقابل ستنقل للفلسطينيين اراض بمساحة مشابهة. كل المستوطنات خارج الكتل سيتم اخلاءها. قطاع غزة سيتم ربطه بالضفة الغربية بواسطة نفق أو جسر فوق الارض، الذي سيكون تحت السيادة الفلسطينية. الحدود بين اسرائيل وفلسطين ستكون مفتوحة أمام حركة الاشخاص والبضائع في اطار اتفاق تجاري وجمركي متبادل.
“هذه هي اسس الاتفاق التي تقترحها حكومتي. أنا على قناعة أن البنود التي عددتها تغطي المسائل الاساسية في النزاع، وأن الحلول التي اقترحتها منطقية وتستجيب للمشاكل الاساسية للطرفين، لكن ما زالت السلطة الفلسطينية تتمسك بالرفض الفلسطيني التاريخي للتوقيع على انهاء المطالب وانهاء النزاع. حماس والجهاد الاسلامي يرفضان الاعتراف باسرائيل. اليوم لا يوجد شريك فلسطيني لانهاء النزاع، في غياب اتفاق سلام علي التوجه الى الخيار الثاني في المستقبل، وهو استمرار النزاع بيننا.
“من فوق هذه المنصة اريد أن اقول لكم إنه لا نية لاسرائيل للوقوف مكتوفة الايدي حتى تقرر قيادتكم التحدث معنا. اسرائيل تصمم على تشكيل مصيرها بنفسها، وحكومتي ستنفذ الخطوات التالية بصورة احادية الجانب. أولا أنا اعلن عن تجميد كامل للبناء خارج الكتل الاستيطانية، ليس لاسرائيل أي مطالب جغرافية خارجها (الحكومة تقترح برنامج اخلاء – تعويض للعائلات والافراد في المستوطنات خارج الكتل).
“ثانيا، اسرائيل ستحافظ على السيطرة الامنية الكاملة والحصرية في الضفة، دون قيود. طالما أنه لا يوجد اتفاق سلام، فان سياسة حكومتي ستكون استمرار الاحتلال ووقف الاستيطان. اريد التأكيد امامكم أن استمرار الاحتلال ليس في صالح اسرائيل، ليست لدينا رغبة في مواصلة سيطرتنا على الشعب الفلسطيني. الحكم العسكري فرض علينا بسبب اعتبارات امنية، وسنستمر فيه طالما أن هناك ضرورة امنية له. من الواضح هنا، أنه لا توجد لاسرائيل نية في تكرار اخطاء الماضي والانسحاب بشكل أحادي الجانب.
“في غياب اتفاق سلام حسب الخطوط التي رسمتها، اسرائيل ستستمر في الحفاظ على الوضع الامني القائم، ستسهل حياتكم بقدر المستطاع وستنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سيقبل فيه الشعب الفلسطيني وقيادته حق اسرائيل في الوجود ضمن حدود آمنة ومعترف بها.
“شباب وشابات روابي، مئة سنة من الصراع لم تجلب الأمن، الرفاه والسعادة للشعب الفلسطيني، بل العكس، الشعب الفلسطيني عانى كثيرا تحت قيادته على مر الاجيال، وتحت حكم احتلالات اجنبية. الشعب الاسرائيلي يمد للشعب الفلسطيني غصن زيتون. هيا نقول للاجيال القادمة: في روابي وضعنا حجر الاساس للسلام”.
اسرائيل اليوم / العذراء من النبي صالح
اسرائيل اليوم – بقلم رؤوبين باركو – 24/1/2018
في الوقت الذي قرأت فيه افكار يونتان غيفن التي غنى فيها اغنية التمجيد لعهد التميمي “شقراء الشعر” التي صفعت ضابط الجيش الاسرائيلي، ويضعها في نفس المرتبة مع آنا فرانك وحنه سيليش وجان دارك، شعرت بالاشمئزاز من الرجل الذي تربى في بيته “جيل من المتهربين من الجيش”. هذا الشاعر المنسي، الذي كتب مرة قصائد لأبنائنا، يتجول الآن عاريا في حديقته، ملتفا بمعطف “ثقافي” ويكشف بصورة استفزازية – متعري فضائحي – عن عانته الثقافية في محاولة بائسة لجذب القليل من الانتباه.
بقدم قاسية داس غيفن على رموز شعبنا الاموات، جزء من الجهد الذي يعاني فيه جزء من المنحرفين في مركز ابداع اليسار الذين يقولون “اذا لم نسيطر نحن – فليتم تدميرنا جميعا”.
رغم جهودي لم أحد أي شبه بين عهد التميمي – من عائلة القاتلة احلام التميمي من مقهى “سبارو”،كما يبدو اعتنقوا الاسلام وهم من اصل يهودي، التي تصورت بشكل متعمد وهي تصفع الجندي لمعرفتها أنها ستحظى بالشعبية في اوساط شعبها وفي اوساط المنحرفين في اسرائيل، وبين آنا فرانك اليهودية التي اختبأت خوفا من النازيين الى حين تم القاء القبض عليها، وماتت بسبب الألم في معسكر الابادة برغن بلزم، تاركة وراءها مذكراتها التاريخية.
لقد اضطررت للتغلب على الشعور بالتقيؤ من مجرد المقارنة التي اجراها غيفن بين عهد التي استغلت اصالة نفسية المحارب واوامر ضبط النفس التي املاها عليه الجيش الاسرائيلي وبين الملك داود الذي خاطر بحياته وقضى على جوليات. بجرة قلم حول غيفن عهد التميمي الشقراء الى حمراء الشعر فقط من اجل المقارنة البائسة. داود خاطر بحياته بصورة واضحة، لكن عهد هي وقحة عرفت أنها ستحصل في سجنها من الضمادة وحتى البضائع، علاج اسنان، زيارات وربما درجة اكاديمية. الويل للهرم والجنون الذي سيمس شبابها.
كاتب “الكبش الـ 16” ضعيف في التاريخ، كل مقارنة بين الفتاة من النبي صالح وجان دارك “العذراء من اوليان” ليس لها اساس. جان سمعت “اصوات مقدسة” وانحازت كعسكرية في الحرب بين عائلتين ملكيتين اقطاعيتين في فرنسا وبريطانيا، وتم احراقها بأمر من الكنيسة كعاملة في خدمة الشيطان، في حين أن عهد التي تجلس آمنة في السجن الاسرائيلي عملت كمحرضة صغيرة في خدمة جهاز ارهابي: لا سيف ولا فرس ولا اعمال بطولية. مجرد كاميرا، صفعة ولمس جندي اسرائيلي.
قبل وفاة والدي نحمان باركو، سافرنا معا الى بودابست في جولة للجذور. والدي الذي معظم عائلته قتلت في الكارثة اصر على اكل البوظة في مقهى معين قرب النهر. هناك شرح لي أنه في فترة النازيين كان هناك لافتة كتب عليها “محظور دخول اليهود والكلاب”. “الآن أنا اجلس هنا كيهودي اسرائيلي مع إبني”، قال كمنتصر.
من هناك سافرنا الى جزيرة “مرغيت” في نهر الدانوب الذي حمل على امواجه المتجمدة الكثير من جثث اليهود. في سجن مرغيت سجن ابي قرب زنزانة حنه سنيش وتم تعذيبه، بعد القاء القبض عليه على ايدي النازيين الهنغاريين وهو يحمل بطاقة هوية مزيفة كناقل للاخبار، والسلاح والغذاء للنشطاء اليهود السريين (حصل على وسام من الحكومة الهنغارية). إن هدوء الجزيرة الخضراء يكتنز صرخات ألم المظلية البطلة حنه، التي خرجت من بيتها الآمن وهبطت في يوغسلافيا وتسللت الى هنغاريا مخاطرة بالموت المحتم من اجل انقاذ يهود، وتم تعذيبها بوحشية وأعدمت، وفقط هناك نصب تذكاري بقي لتخليدها، لائحة براءة هنغارية من الخيانة، تغطي ضمائر قتلة شعبنا وشخص آخر هو غيفن، الذي لطخ ذكراها.
هآرتس / هبوط في تأييد الديمقراطيين لاسرائيل
هآرتس – بقلم أمير تيفون – 24/1/2018
استطلاع شامل نشره معهد البحوث الامريكي “بيو” يشير الى فجوة كبيرة بين مؤيدي الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة في موقفهم من اسرائيل. ويقضي بانها هي “الاوسع منذ اربعة عقود”. وحسب الاستطلاع ، فان نحو 79 في المئة من الجمهوريين يتضامنون مع اسرائيل اكثر مما يتضامنون مع الفلسطينيين، مقابل 27 في المئة من الديمقراطيين. وفي أوساط الديمقراطيين، فان نحو 25 في المئة قالوا انهم يتضامنون مع الفلسطينيين أكثر مما يتضامنون مع اسرائيل. وبينما حسب الاستطلاع لنصف الجمهوريين رأي ايجابي عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فان المعدل لدى الديمقراطيين هو 18 في المئة.
وكان شارك في الاستطلاع نحو 1.500 شخص، وهو يشير الى تدهور واضح في مستوى تأييد الديمقراطيين لاسرائيل مقارنة بالعام 2016. وهكذا مثلا، في أوساط الديمقراطيين الذين يعرفون أنفسهم كـ “معتدلين ومحافظين” طرأ انخفاض بمعدل 18 في المئة في التأييد لاسرائيل من 53 في المئة الى 35 في المئة. وفي اوساط الديمقراطيين الذين يعرفون أنفسهم كـ “ليبراليين” طرأ انخفاض 14 في المئة، وتأييدهم لاسرائيل اليوم في درك أسفل غير مسبوق بمعدل 19 في المئة فقط. أما في اوساط الجمهوريين، فان التأييد لاسرائيل يوجد في ميل ارتفاع واضح منذ نحو عقد ونصف، ولكن المسؤولين عن الاستطلاع يعتقدون بانه لم يطرأ أي تغيير في الموضوع في السنتين الاخيرتين.
“لا يمكن لاسرائيل أن تقول بعد اليوم انها تتمتع بتأييد الحزبين في السياسة الامريكية”، قال مارتين اينديك، السفير الامريكي السابق في اسرائيل، “ليس عندما تكون فجوة 50 في المئة في التأييد لها بين الجمهوريين والديمقراطيين”.
في أوساط عموم المستطلعين، فان نحو 42 في المئة قالوا ان برأيهم الرئيس ترامب “يتصرف بشكل متوازن في الشرق الاوسط”، مقابل نحو 30 في المئة قالوا انه مؤيد اكثر بكثير لاسرائيل. وفي اوساط الديمقراطيين، قال 46 في المئة ان الرئيس مؤيد أكثر بكثر لاسرائيل. وقارن المستطلعون هذه المعطيات باستطلاع اجروه في ختام ولاية براك اوباما الاولى إذ قال في حينه نحو 21 في المئة من عموم المستطلعين و 38 في المئة من الجمهوريين ان اوباما مؤيد اكثر مما ينبغي للفلسطينيين. وقال نحو 47 في المئة في ذات الاستطلاع ان اوباما “يتصرف بشكل متوازن”، في الشرق الاوسط.
اشار الاستطلاع الى فجوات بالنسبة لاسرائيل في اوساط مستويات تعليمية مختلفة. فمثلا نحو 51 في المئة ممن انهوا المدرسة الثانوية قالوا انهم يتضامنون مع اسرائيل اكثر مما مع الفلسطينيين. و 9 في المئة فقط قالوا انهم يتضامنون اكثر مع الفلسطينيين. اما في اوساط البكالوريوس بالمقابل، فان 42 في المئة يتضامنون أكثر مع اسرائيل و 27 في المئة مع الفلسطينيين. وفي اوساط ذوي الشهادات الاعلى ينخفض التأييد لاسرائيل الى 39 في المئة. وفي المجموعات العمرية كان التأييد لاسرائيل أوسع بين ابناء 65 فيما فوق، بينما كان التأييد اقل جدا بين ابناء 18 حتى 30.
نحو نصف المستطلعين قالوا انه يمكن تطبيق حل الدولتين، مقابل 39 في المئة قالوا انه غير ممكن. كما يشير الاستطلاع الى أن التأييد لاسرائيل هو الاعلى بين الافنجيليين: نحو 78 في المئة منهم.
وقال شالوم ليفنر من معهد “بروكنز” ان “الوقوف الصريح لاسرائيل الى جانب الرئيس ترامب ينسجم في اجواء الاستقطاب العام في الرأي العام الامريكي ويلون اسرائيل باللون الجمهوري الاحمر. هذا الواقع ممكن أن يكون سهما مرتدا في حالة عودة الديمقراطيين لاى الحكم.
اسرائيل اليوم / نتنياهو يجتمع بالرئيس الأمريكي ترامب بسويسرا غدا
اسرائيل اليوم – 24/1/2018
ذكرت صحيفة اسرائيل اليوم العبرية، على موقعها الإلكتروني، صباح اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي غادر البلاد اليوم، للمشاركة في القمة الاقتصادية العالمية في دافوس بسويسرا.
وبحسب الصحيفة العبرية، سيجتمع نتنياهو اليوم الأربعاء على هامش هذه القمة، بالرئيس الفرنسي “عمنويئيل مكرون”، وبالمستشارة الألمانية “انجليكا مريكل”، وسيجتمع غدا الخميس بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن نتنياهو سيناقش مع الرئيس الأمريكي مخاطر الاتفاق النووي مع إيران على “إسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرةً الى احتمالية الحديث عن إلغاء هذا الاتفاق.
هآرتس / شارون أمر بإسقاط طائرة مدنية على متنها عرفات
هآرتس – 24/1/2018
ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، صباح اليوم الأربعاء، أن الكاتب والصحفي الإسرائيلي “رونين برغمان”، نشر كتابا جديدا، كشف من خلاله عن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق “أرائيل شارون” بإعطاء أوامر لإسقاط الطائرة التي يستقلها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في سماء بيروت، في العام 1982.
وبحسب الصحيفة العبرية، ذكر الصحفي في كتابه الجديد ” إسرائيل وعمليات القتل السرية للموساد”، أن شارون أعطى تعليماته للموساد الإسرائيلي، باستهداف الطائرة التي كان عرفات على متنها، وإسقاطها بهدف اغتياله.
ووفقا للكاتب الإسرائيلي، خرجت الطائرات الحربية الإسرائيلية بالفعل أكثر من مرة، لتنفيذ هذه المهمة لكن لم تتوفر الظروف الملائمة.
وكشف الكاتب الإسرائيلي في كتابة الجديد، عن قيام الحكومة الإسرائيلي، لاستهداف إستاد رياضي كان يتواجد فيه عرفات داخل العاصمة اللبنانية بيروت قبل إلغاء الهجوم خشية الردود الدولية.
في حين، عارض كبار قادة الجيش استهداف طائرة عرفات، مبررين رفضهم أن هكذا هجوم على طائرة مدنية سيثير الرأي العام العالمي ضد “إسرائيل”.
تايمز أوف إسرائيل / نتنياهو يلتقي ترامب في دافوس
تايمز أوف إسرائيل – 24/1/2018
يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش منتدى دافوس الاقتصادي في وقت لاحق من هذا الأسبوع. في اللقاء، الذي سيُعقد، الخميس، يعتزم ترامب “التأكيد مجددًا على التزام أمريكا القوي لإسرائيل وللجهود الرامية للحد من نفوذ إيران وقدراتها، والسبل لتحقيق سلام دائم” بحسب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض هربرت مكماستر في بيان صحفي.
المرة الأخيرة التي التقى فيها الرجلان كانت في سبتمبر، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، حينها قال ترامب لنتنياهو إن واشنطن ستنسحب من الاتفاق النووي مع إيران إذا رأت بأن الوكالة الأممية التي تشرف على الاجتماع غير صارمة بما فيه الكفاية في مراقبته.
قبل مغادرته إسرائيل للمشاركة في المؤتمر في وقت سابق الثلاثاء، أكد نتنياهو اعتزامه عقد لقاءات ثنائية في دافوس مع 10 رؤساء دول. ويبدو أنه تم التخطيط للقاء مسبق نظرًا إلى أن سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة رون درامر يرافق نتنياهو إلى رحلته إلى المنتجع السويسري.
وقال مكماستر ان ترامب سيجتمع مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والزعيم الرواندي بول كاغامه. وهو الرئيس الأمريكي الأول الذي يشارك في منتدى الاقتصاد العالمي في جبال الألب منذ مشاركة بيل كلينتون عام 2000.
ويتضمن الوفد المرافق لرئيس الوزراء زوجته سارة، ومستشار الأمن القومي مئير بن شبات، ورئيس موظفيه يوآف هوروفيتس. ومن المقرر أن يحضر المؤتمر أيضًا زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوغ، والرئيسة التنفيذية لبنك “لئومي” راكيفيت روساك عامينواح، ونائبة الرئيس التنفيذي لشركة الأدوية “تيفع” إيريس بيك كوندر، ووفد صغير من الأساتذة من جامعة بن غوريون في بئر السبع.
شعار المنتدى لهذا العام – والذي سيشارك فيه أكثر من 2,500 من السياسيين ورجال الأعمال والمشاهير – هو “خلق مستقبل مشترك في عالم ممزق”.
بالإضافة إلى ترامب، سيلتقي رئيس الوزراء أيضًا بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو، والرئيس الأذربيجاني إلهام عليف، ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، والرئيس السويسري ألان بريست، ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روتا، كما جاء في البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء في وقت سابق.
قبل مغادرته، صرح نتنياهو بأنه سيقول لقادة العالم إن الوقت بدأ ينفذ لتغيير الاتفاق النووي الإيراني، الذي تعهد ترامب بالانسحاب منه في حال لم يتم تغييره. وأضاف أنه سيوصل هذه الرسالة في اجتماعاته مع الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الألمانية ميركل. وكان ماكرون صريحًا في تحذيره ضد الانسحاب من الاتفاق الذي تواصل حكومة ميركل دعمه كذلك. وقال نتنياهو “سأقول لهم إنه في الأسابيع المقبلة، ستكون أمامهم فرصة أخيرة لمحاولة إدخال تغييرات حقيقية، وليست تجميلية، على الاتفاق النووي الخطير مع إيران. على أي حال، مع أو بدون اتفاق، سياستنا هي منع النظام الإرهابي في إيران من تسليح نفسه بأسلحة نووية، التي ستشكل خطرًا علينا وعلى الشرق الأوسط وعلى العالم أجمع”.
إلى جانب فرنسا وألمانيا، تشمل الأطراف الموقعة على الاتفاق – الذي تم إبرامه في عام 2015 ويهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي – بريطانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا.
في وقت سابق من هذا الشهر، وقع ترامب على قرار يبقي العقوبات مرفوعة عن إيران في إطار الاتفاق النووي، لكنه شدد على أن هذه ستكون المرة الأخيرة التي يقوم فيها بذلك، ما لم تتم معالجة “العيوب الكبيرة” في الاتفاق.
ويسعى البيت الأبيض إلى تجنيد الدعم الأوروبي لتغيير الاتفاق، بما في ذلك حذف ما يُسمى بـ “بند الغروب” الذي ستنتهي بموجبه القيود المفروضة على برنامج إيران النووي بعد عقد من التصديق على الاتفاق.
خلال استضافته لنائب الرئيس الأمريكي في مقر إقامته بالقدس، يوم الإثنين، قال نتنياهو إن إسرائيل تتفق مع الإدارة الأمريكية على أن الاتفاق النووي مع إيران “كارثي”، معتبرا أنه يمهد الطريق أمام طهران إلى ترسانة نووية، وأكد بالقول “موقفنا واضح: إصلاحه بالكامل، أو إلغاؤه بالكامل”.
هذا وتقول إيران بأن تطويرها للصواريخ البالستية لا يُعتبر خرقًا للاتفاق، إذ أنها تزعم أنه لا توجد لديها تطلعات للحصول على سلاح نووي.
ويأتي اللقاء بين ترامب ونتنياهو في وقت حساس لانخراط الولايات المتحدة في عملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية المتعثرة، بعد أن أعلن قادة فلسطينيون أنهم لم يعودوا يرون دورًا لأمريكا في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي في شهر ديسمبر عن اعترافه بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.
هآرتس / أحد لم ينهض
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 24/1/2018
اذا كان اعضاء المعارضة يرغبون في ان يعرفوا لماذا يفشلون المرة تلو الاخرى في محاولاتهم لان يشكلوا بديلا سلطويا لحكم نتنياهو، يجدر بهم ان يتوقفوا عند خيارهم الوقوف جانبا في الوقت الذي اخرج فيه النواب العرب من قاعة الكنيست في اثناء خطاب نائب الرئيس الامريكي مايك بينيس.
بدلا من أن يجروا استطلاعات للرأي العام، ينظموا مجموعات تركيز وينفقوا مالا طائلا على المشاورات مدفوعة الاجر مع استراتيجيين سياسيين مخضرمين بهدف معرفة سر فشلهم الانتخابي، من الافضل لاحزاب المعارضة أن يستوضحوا بينهم وبين أنفسهم لماذا سكتوا في الوقت الذي اختارت فيه الكنيست طرد اعضاء القائمة المشتركة فقط لانهم تجرأوا على خرق النظام ورفعوا يافطات احتجاج في داخل القاعة، كتب عليها “القدس هي عاصمة فلسطين”. استيضاح بسيط سيبين لهم السر الدفين، التفسير المنشود للعجز السياسي الذي يعيشه معسكر السلام: اذا كانت هكذا تتصرف المعارضة، فما المشكلة في بنيامين نتنياهو إذن؟
ان الصمت الصاخب لاعضاء المعارضة ينخرط بتناغم تام مع الهتافات العالية لكبار رجالات الحكومة الاكثر يمينية وخطورة في تاريخ الدولة، والتي ترافقت والطرد غير المسبوق لكتلة كاملة من الكنيست. كما أنه يعيش بسلام مع التحريض منفلت العقال ضد النواب العرب والذي اطلقه في نهاية الجلسة ضمن آخرين الوزيران زئيف الكين وافيغدور ليبرمان اللذين وصفوهم بالخونة واتهموهم بانهم ممثلين لمنظمات الارهاب.
كان هذا بالذات رئيس الدولة، روبين ريفلين، الذي رسم بتصفيقه حدود الرسمية الاسرائيلية: تلك التي تنكشف بين الحين والاخر، في لحظات الاختبار الديمقراطي، بانها ليست اكثر من اسم مرادف للقاسم اليهودي المشترك بين كل المعسكرات السياسية. قاسم مشترك يضيق عن احتواء المواطنين العرب.
رئيس القائمة المشتركة، ايمن عودة، قال انه فخور “بقيادة القائمة المشتركة في الاعراب عن احتجاج قوي وشرعي ضد نظام ترامب – نتنياهو، ضد اليمين المتطرف الذي يمجد العنصرية والكراهية والذي يتحدث عن السلام كضريبة لفظية ولكنه يفعل كل ما في وسعه ليبعد السلام”. لقد شدد عودة على أن الاحتجاج في القاعة هو باسم كل المواطنين الذين يعارضون الاحتلال ويحلمون بالسلام. وهو محق. فالوحيدون الذين مثلوا أول امس باخلاص معارضي الاحتلال ومحبي السلام والديمقراطية الاسرائيليين هم اعضاء القائمة المشتركة. وفي لامبالاتهم العفوية اثبت باقي اعضاء المعارضة بان من يقف على رأسهم ليس سوى نتنياهو بعظمته، وانهم جديرون بوظيفتهم الهامشية في مسرح الدمى القومي المتطرف الذي يقوده رئيس الوزراء.