اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 23– 1 – 2018
يديعوت احرونوت :
– بينيس: السفارة الى القدس حتى نهاية 2019.
– الناجون من الكارثة: “سنخبيء اللاجئين في بيوتنا”.
– “نقف الى جانبكم”.
– بينيس يزور المبكى، والفلسطينيون سيضربون.
– احتجاجات وتصفيقات.
– احتجاج ا لمراسلين الاجانب – الصحافية الفلسطينية طولبت بنزع الصدرية.
– طيارون ضد الابعاد – الطيارون يحتجون على ابعاد طالبي اللجوء.
معاريف/الاسبوع :
– بينيس: “الاتفاق النووي مصيبة، السفارة ستنقل حتى نهاية 2019”.
– مدير قسم العيون الجديد في شعار تصيدق اقال خمسة اطباء – كلهم عرب.
– احتجاج الطيارين: “لن اوافق على نقل متسللين عودة الى رواندا”.
– الخطاب والاحتجاج.
– لبيد وغباي ينتقدان نائب الرئيس: “نعارض مواقفه ضد الاجهاض والمثليين”.
– المتسللون يقولون لرواندا: لا توافقوا على استيعابنا.
– تخوف في الجيش الاسرائيلي: ارهاب برعاية مهربي المخدرات.
هآرتس :
– بينيس في الكنتست: سفارة الولايات المتحدة الى القدس حتى نهاية 2019.
– حملة اعتقالات في اسدود: طالبو اللجوء فروا الى السطح وحاولوا الاختباء.
– في الوقت الذي ارتفعت فيه الايجارات 60 في المئة، لم تزد المساعدة للمحتاجين الا بـ 100 شيكل.
– عباس لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل: إعترفوا بدولة فلسطين.
– اجتياح تركيا الى سوريا: القوات تتقدم في الجيب الكردي ومواجهات في الشرق ايضا.
اسرائيل اليوم :
– للسنة القادمة في السفارة في القدس.
– خطاب مغلف بالنور.
– رئيس الوزراء: “يجب اصلاح الاتفاق النووي – او الانسحاب منه”.
– الاستفزاز المشترك.
– ابو مازن للاتحاد الاوروبي: إعترفوا بدولة فلسطينية.
القناة 14 العبرية :
– وزير الجيش ليبرمان منع بث أغاني المغنى الإسرائيلي “يونتان جوفمنان” في راديو الجيش.
– مايك بينيس سيجتمع مع رئيس الدولة، ثم سيزور متحف “الهولوكوست” وبعدها يغادر البلاد.
– تقارير: دول أوروبا سترفض طلب عباس الاعتراف بدولة فلسطينية تحت الاحتلال.
القناة 2 العبرية :
– حركة حماس تبارك نشاطات القائمة العربية المشتركة بالكنيست، التي قاطعت خطاب بينيس.
– يوم غضب في المناطق الفلسطينية اليوم احتجاجا على قرار ترامب بشأن القدس.
– حالة الطقس: منخفض جوي ماطر مصحوب برياح قوية يبدأ مساء اليوم.
القناة 7 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 8 “مطلوبين” فلسطينيين من الضفة الغربية.
– اليوم ستجري الجبهة الداخلية تدريبات لتجريب صفارات الإنذار في مناطق وسط البلاد.
– حركة فتح أعلنت اليوم عن اضراب عام بالمناطق الفلسطينية احتجاجا على زيارة نائب الرئيس الامريكي “مايك بينس” للمنطقة.
موقع والا العبري :
– الجيش الإسرائيلي يزعم العثور على قطعة سلاح من طراز m16 بالخليل.
– صفارات انذار انطلقت الليلة بمستوطنة “عفرا” بالضفة الغربية، بعد تخوفات من تسلل بعض الفلسطينيين لداخل المستوطنة لتنفيذ عملية.
– عشرات من طالبي اللجوء السياسي والانساني يتظاهرون منذ ساعات الصباح أمام منزل رئيس الدولة بالقدس، احتجاجا على قرار طردهم.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 23– 1 – 2018
اسرائيل اليوم / ابو مازن للاتحاد الاوروبي: إعترفوا بدولة فلسطينية
اسرائيل اليوم – بقلم الداد باك ودانييل سيريوتي – 23/1/2018
نائب الرئيس الامريكي يزور اسرائيل – بينما رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن قرر السفر الى بروكسل. فقد التقى أمس بمندوبي الدول الاعضاء الـ 28 في الاتحاد الاوروبي ودعاهم للاعتراف بدولة فلسطين. وادعى ابو مازن امامهم بان “هذا الاعتراف لن يكون عائقا امام تحقيق السلام”.
وكان محمود عباس التقى قبل اللقاء بمندوبي الاتحاد بمفوضة الاتحاد الاوروبي لشؤون الخارجية والامن فدريكا موغريني. وقال في لقائهما ان “التصريحات التي اطلقت لا تصرفنا عن الايمان بان الطريق الوحيد لتحقيق السلام بيننا وبين اسرائيل هو المفاوضات بوساطة دولية”، واضاف: “نحن ملتزمون بمكافحة الارهاب والتطرف، سواء في منطقتنا أم في كل العالم”. وشدد ابو مازن على ان السلطة الفلسطينية ستلتزم بالاتفاقات التي وقعتها مع اسرائيل، ولكنه طالب دول الاتحاد الاوروبي، الامم المتحدة ومجلس الامن بممارسة الضغط على اسرائيل لتنفيذ التزاماتها والقرارات التي اتخذتها الاسرة الدولية. وانتقد رئيس السلطة الفلسطينية دولا في اوروبا لم تعترف بعد بدولة فلسطينية رغم تأييدها لحل الدولتين. وانتقد بشدة قرار الادارة في واشنطن تقليص المساعدات المالية لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين الاونروا. وحذر من “التقليص في المساعدة سيعمق اليأس، والناس اليائسون يتوجهون الى التطرف”.
اما موغريني من جهتها فدافعت عن الاونروا ووعدت بان يواصل الاتحاد الاوروبي دعم نشاطها ماليا.
وشددت موغريني في كلمتها مع بدء محادثات رئيس السلطة في بروكسل على أن الاونروا تقوم “بعمل ذي قيمة”، هام لحياة ملايين الناس. وامتنعت موغريني على نحو استعراضي عن التنديد بخطاب عباس الاخير، والذي اعلن فيه عن ان اتفاق اوسلو لاغ، فادعى بانه لا توجد اي صلة بين الصهيونية والشعب اليهودي وان اسرائيل التي هي مشروع استيطاني اوروبي وشتم الرئيس الامريكي دونالد ترامب. وصرحت موغريني بان الاتحاد الاوروبي يعارض سياسة الاستيطان “غير القانونية حسب القانون الدولي”. وكررت مفوضة الاتحاد دعم الاتحاد للدولتين، والقدس عاصمة مشتركة لهما، ودعت الفلسطينيين والاسرائيليين الى ابداء مزيد من الالتزام اكثر من الماضي لتقدم المسيرة السلمية “المصيرية”، على حد قولها. واشارت موغريني الى ان الاتحاد سيستضيف في نهاية كانون الثاني لقاء استثنائي لمنظمة الدول المانحة للسلطة الفلسطينية – لقاء سيشكل على حد قولها فرصة لكل الاطراف للقاء معا.
وبخلاف تجاهل موغريني لخطاب عباس، حطمت حكومة المانيا الصمت بالنسبة للخطاب: فقد صرح نائب وزير الخارجية الالماني الذي مثل بلاده في اللقاء بدلا من وزير الخارجية زيغمار غبريئيل بان تصريحات عباس في خطابه الاخير “غير مقبولة” وان في نيته طرح الموضوع على النقاش مع رئيس السلطة.
يديعوت / مسموح لنا التعثر
يديعوت – بقلم شلومو بتركوفسكي – 23/1/2018
من الصعب أن نتخيل زعيما أجنبيا يلقي في الكنيست خطابا مؤيدا لاسرائيل أكثر من الخطاب الذي القاه امس نائب الرئيس الامريكي مايك بينيس. هذا الخطاب، مثل الزيارة كلها ايضا، ينبغي أن تفرح كل اسرائيلي، إذ انه منذ زمن بعيد لم تكن ادارة امريكية عاطفة بهذا القدر على دولة اسرائيل، ادارة من ناحية دولة اسرائيل هي صديقة حقيقية. ليس مشروطا وليس فقط عندما توافق على مواقف الادارة.
خطاب بينيس كان قبل كل شيء خطاب رجل يحب دولة اسرائيل. فلم يزايد ولم يطالب، لم يحتج ولم يتذمر، كان هذا عناقا لفظيا حميما جدا لدولة اسرائيل وللشعب في اسرائيل، دون اي صلة بالمسائل السياسية المحددة على جدول الاعمال. من استمع جيدا للخطاب فهم بان بينيس لم يتخلى عن تطلع الولايات المتحدة تحقيق تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين، تسوية ليس من المؤكد ان تعجب العديد من الاسرائيليين، وبالتأكيد في الجانب اليميني من الخريطة السياسية. ولكن خطابه كرسه حصريا لعناق حار للشعب في اسرائيل، وليس لاي شيء آخر، وهذا العناق هو موضوع عظيم القيمة.
هذا الخطاب لم يكن فقط جملة من الكلمات الحميمة والفارغة من المضمون. فقد جلب بينيس معه الى الخطاب “مهر” حقيقي في شكل جدول زمني واضح لنقل السفارة الامريكية الى القدس. هذا المهر هام بحد ذاته، ولكنه اكثر اهمية بكثير بسبب الرسالة غير المباشرة التي يطلقها. فهي توضح بان عطف ادارة ترامب وعطف نائب الرئيس على اسرائيل ليس موضوع بادرة طيبة عاطفية بل موضوع عملي جدا.
بالطبع يوجد عندنا دوما ايضا من يصرون على تدمير الحفلة. فهم سيروون لنا بان بينيس ليس بالضبط ما نعتقده، وسيقولون لنا ان ادارة ترامب ليست جدية، وبشكل عام سيفعلون كل شيء من أجل التقليل من أهمية الزيارة واهمية الزائر. يحتمل أن للحظات معينة يمكن لاقوالهم أن تبدو مقنعة، ولكن في اللحظة التالية سنتذكر ان اولئك الذين ينشغلون اليوم بتقزيم اهمية الدعم العميق من ادارة ترامب لدولة اسرائيل والشرح لنا كم هي الولايات المتحدة ليست هامة حقا هم بالضبط من ذعروا في فترة ولاية اوباما من كل كلمة خرجت من جهة الولايات المتحدة. في حينه شرحوا لنا لماذا ينبغي السير على الخط مع الادارة ولماذا كل كلمة من اوباما وبايدن حرجة لامن اسرائيل. اذن اسمحوا لنا في هذه اللحظة ان نتبنى بالضبط ذات النهج وان نتأثر حقا بخطاب نائب الرئيس بينيس المعانق في الكنيست.
يديعوت / خطاب بينيس – في الطريق الى انتخابات 2020
يديعوت – بقلم نداف ايال – 23/1/2018
شيء واحد واضح بعد أمس: الرئيس الامريكي دونالد ترامب مصمم على التوجه الى الانتخابات التالية بينما وعد واحد على الاقل قد تحقق – نقل السفارة الامريكية الى القدس. فالغموض القصير بين تصريحي رئيس الوزراء والرئيس الامريكي حول موعد نقل السفارة انتهى مع وعد نائب الرئيس، الذي كتب بلا شك في الجناح الغربي في البيت الابيض. وعلى حد قوله فان هذا سيحصل حتى نهاية 2019. كم هو مريح: بالضبط في بداية سنة الانتخابات الامريكية.
لا شك أن هذه اللحظة كانت ذروة الزيارة بالنسبة لحكومة نتنياهو. فقد تبين نهائيا بان نقل السفارة لم يكن وعدا ثابتا، وعدا يتحقق بعد السلام أو مع مجيء المسيح؛ فترامب يعتزم التنفيذ. اللحظة المعاكس كانت عندما كرر بينس التزام الادارة لتأييد اقامة دولة فلسطينية “اذا اتفق الطرفان على ذلك”. هذه صيغة مؤيدة لاسرائيل على نحو واضح، ولكن رئيس الوزراء امتنع عن التصفيق لصديقه الامريكي في هذه المرحلة. فالرجل الذي سوغ الدولة الفلسطينية في خطاب بار ايلان عرف ان التصفيق لحل الدولتين سيفسر على نحو سيء في قاعدته، في النواة الصلبة لليمين، القاعدة التي تدير، اذا لم تنتبهوا، الدولة.
يوجد هنا خط رابط، بالطبع. فسلوك زعماء يجب ان يقرأ، اولا وقبل كل شيء، وفقا للمصلحة الخاصة والسياسية لهم. وعلى هذه المصالح تحمل حجج سياسية، ايديولوجية وتربوية؛ ولكن كل شيء يبدأ واحيانا ينتهي، في مصلحة البقاء. بقاء ترامب منوط بقدرته على ان يقول صراحة للجمهور انه ليس سياسيا عاديا، ينتخب وينسى ما وعد به؛ هذا هو السبب الذي تتعطل فيه واشنطن الان، لان الرئيس يواصل الاصرار على تمويل السور الذي وعد به مع المكسيك.
وبمناسبة البقاء، فان فرص بينيس لان يصبح رئيس الولايات المتحدة جيدة جدا. 9 من اسلافه في منصب نائب الرئيس نالوا هذا الشرف كنتيجة لمأساة وقعت للرئيس القائم. فقد حسب لندن جونسون، عندما عين نائبا للرئيس بان فرصه لان يصبح رئيسا (لان كيندي سيموت) هي 1 الى 4. فقد قال لاحد معارفه: انا رجل قمار، يا حلو، وهذه هي الفرصة الوحيدة التي لدي”. وقد اصبح جونسون رئيسا. في المعسكر الامريكي المحافظ سيحتفل الكثيرون اذا ما حل بينيس محل ترامب بسبب الاستقالة أو التنحية. فبعد أن اجاز الرئيس الاصلاحات الضريبية فانه اصبح استعماليا اقل للمؤسسة الجمهورية – وعلى اي حال فان نائبه يتبنى مواقف يمينية اكثر بكثير من مواقف ترامب.
يعتبر بينيس في واشنطن متطرفا في مواقفه، ولكنه مرتب بعمله ولطيف في سلوكه. رده على احتجاج نواب في القائمة المشتركة كان مثاليا من حيث منع وتقليص الحرج عن كنيست اسرائيل من خلال الاشارة الى الديمقراطية المتجسدة في الاحتجاج. فسلوك اعضاء التجمع الديمقراطي (ايمن عودة والاعضاء الاخرون خرجوا من القاعدة دون رفع يافطات) أهان الموقف – وكان هذا هو الهدف. ولكن الاحتجاج هو السلاح المفهوم للضعيف وللمعارضة. ولا ينبغي التأثر به أكثر مما ينبغي. وبالفعل بينيس بالتأكيد لم يظهر متأثرا.
لقد ادى الضغط من الاحتجاج برجال النظام ورجال الامن الى تمزيق اليافطات والدفع الجسدي بقوة للنواب الى الخارج، وكل هذا في الوقت الذي كان فيه باقي اعضاء الكنيست من الائتلاف يصفقون بحماسة. بعض من الصحافيين الامريكيين كانوا مصدومين – اقل من الاحتجاج وأكثر من الرد؛ احداهم، اندريا ميتشل، شبهت بين هذه اللحظة وبين اخراج اعضاء كونغرس سود من قبل رجال الامن من مجلس النواب.
لقد كانت هذه لحظة محرجة جدا للكنيست من كل جوانبها، وناجحة جدا بالنسبة لنائب الرئيس. حتى تلك اللحظة تلقت زيارته الى الشرق الاوسط نحو صفر انتباه في أمريكا – وبفضل هذا غطيت اعلاميا على نحو واسع. فرفع اليافطات في اثناء خطاب نائب رئيس امريكي ليس احتجاجا محترما مثل الخروج الاستعراضي من القاعة. ولكن خروجا كهذا لا يصنع ذات العناوين الرئيسة في الصحف في الولايات المتحدة. ويمكن لفريق بينيس ان يبعث بباقة ورد للنائب جمال زحالقة.
معاريف / العسل والقرصة
معاريف – بقلم اودي سيغال – 23/1/2018
يذكرنا مايك بينس بالفرق بين الهام والمشوق. يذكرنا بان الحضور هام ولكنه ليس الزاميا. ويذكرنا بان الاهم في الحياة هو الحظ – ان يكون المرء في المكان السليم، في الزمن السليم وينتظر بصبر لحظات مجده.
لقد كان بينيس امس نائب الرئيس الامريكي الاول الذي جاء ليخطب في الكنيست. لم يصدق بان هذا سيحصل له. بالصدفة تماما انتخب لان يكون الشخصية المسؤولة، المستقرة، “الباعثة على التثاؤب” والمحترمة الى جانب دونالد ترامب. وهو يكاد لم يقف في الثغرة عندما نشرت اشرطة ترامب في باص بيلي بوش. بينيس، مسيحي متزمت وثابت، كان يحتاج لان يعطي التسويغ لشخص تحدث عن امساك النساء من… .
غير أنه بحكمته، سمح للموجة بان تمر ووصل الى منصب هام وذي مغزى. لا، فهو ليس حقا مجرد دمية. اذا لم ينجو ترامب في ولايته، فان بينيس هو الرئيس القادم. واذا كانت عاصفة واحدة اكثر مما ينبغي، فان الجميع سيتحدثون عن شخصيته الباعثة على التثاؤب كميزة هائلة.
بلا حضور قال أمس “عشنا وشفنا”، ودون صخب زائد وعد بان السفارة الامريكية ستفتتح حتى نهاية 2019. وبهدوء اعلن في القدس، في الكنيست، بان الاتفاق النووي هو مصيبة وان الادارة لن تعود للمصادقة على الاتفاق السيء الذي يؤجل فقط الموعد الذي تحقق فيه طهران سلاحا نوويا. فإما ان يعدل أو يلغى، اوضح، بنبرة ثابتة ولكن بوضوح قال انه لن يكون لايران ابدا سلاح نووي، وان نظام العقوبات سيعاد. ما كان لنتنياهو ان يطلب اكثر.
من جهة اخرى، كرر بينس ايضا كل كلمات ترامب، دعا الفلسطينيين للعودة الى طاولة المفاوضات، وأكد ان نتنياهو بانه هو الذي تعهد بان يجلس ويتوصل الى حلول وسط وثبت التأييد الامريكي لحل الدولتين – اذا كان مقبولا من الطرفين. في هذه المرحلة لا بد أنه كان بوسعه أن يلاحظ بان أحدا لم يصفق. ولا نتنياهو أيضا. فالسفارة تهم رئيس الوزراء اكثر بكثير مما يهمه السلام. ولكن ما العمل، لم يأتِ بينيس فقط ليعانق، بل وايضا لمحاولة اعادة تحريك المسيرة السياسية، المفاوضات، والبحث عن الحل الوسط التاريخي.
قبل لحظة من صعوده الى المنصة، لم يخفِ نتنياهو حماسته من حقيقة أن بينيس يتحدث “صهيونية”: عن عودة الشعب اليهودي الى بلاد ابائه واجداده. لقد اثبت بينيس بانه ممثل مخلص لثقافة الكتاب الامريكية وشبهها بالواقع في اسرائيل. وحسب هذا الفكر، فان الفلسطينيين هم “الهنود” وامامهم امكانيتان – ان يوافقوا على السلام الذي يملى عليهم او ان ينتهوا في المحميات. والميزة الكبرى هي أن هذا بالضبط ما يريد معظم الاسرائيليين ان يسمعوه. اما النقيصة فهي ان الفلسطينيين تلقوا دليلا على أنه لا يوجد اي معنى لمحاولة التأثير – عليهم أن ينزلوا الرأس وان ينتظروا لهذا ان ينتهي. هكذا تولد المواجهات العنيفة. لليمين في اسرائيل هذه لحظة اختبار: اذا لم تعرض في هذه التشكيلة الخطة اليمينية الكبيرة التي تحل محل فكرة التقسيم، فهذا سيكون دليل واضح على الفشل او حتى اكثر من هذا – دليل على أنه لا توجد حقا خطة كهذه.
اسرائيل اليوم / أبو مازن في حرد – ويترك الفلسطينيين لمصيرهم
اسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور ايال زيسر – 23/1/2018
في كل مفترق طرق كان الفلسطينيون فيه مطالبين باتخاذ قرارات اليمة على مدى التاريخ، وبالتأكيد قرارات تنطوي على تنازل عما رأوه كما هو موجود في جيبهم – فضلوا التراجع الى الوراء.
الخوف من الرأي العام وربما ايضا من الخصوم السياسيين من الداخل شل المرة تلو الاخرى قدرة الزعماء الفلسطينيين على اتخاذ قرارات شجاعة في الطريق الى تحقيق اتفاق يحقق مصالح ابناء شعبهم حتى لو لم يعطهم كامل ما يطلبوه. الخوف من محاكمة الجمهور تغلب اذن على الخوف من محاكمة التاريخ.
ابو مازن ليس استثنائيا من هذه الناحية. وهكذا، بدلا من أن يستقبل نائب الرئيس الامريكي، سيتباحث ويتجاهل ويتساوم ايضا، وبالاساس يحاول ان يحقق مع الامريكيين صفقة أو اتفاقا اختار ان يترك الساحة ويهرب الى بروكسل الى الحضن الدافيء والعاطف من الاتحاد الاوروبي. في اوروبا، سيتلقى الكثير من الربتات على الكتف وكلمات التشجيع ايضا او ما يسمى في نظر الاوروبيين “الخروج محقا”. ولكن الوحيدين الذين يمكنهم أن يحققوا صفقة بين اسرائيل والفلسطينيين فهم الامريكيون. ناهيك عن حقيقة أنه في المرة الوحيدة التي تحقق فيها اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين كانت نتيجة قرار اتخذته حكومة اسرائيل بمبادرتها ودون أن يمارس احد الضغط عليها. باستثناء ذلك، فان الامريكيين، حتى بعد تقليص المنح التي تنقلها الولايات المتحدة الى السلطة الفلسطينية فانهم لا يزالون المتبرع الاهم للشأن الفلسطيني، اكثر بكثير من الاخوة العرب وكذا من الاصدقاء في اوروبا وروسيا.
الواقع ليس مريحا لابو مازن. فالفلسطينيون يوجدون في اسفل الدرك في الداخل وفي المنطقة. ومن الجهة الاخرى تقف اسرائيل في احدى لحظات الذروة التي عرفتها في كل ما يتعلق بمكانتها الاقليمية والدولية. والصفقة التي يسعى الامريكيون الى تحقيقها مع شركائهم العرب، اخوة الفلسطينيين، بعيدة على ما يبدو مما يتوقعه أبو مازن. ولكن القيادة الحقيقية تختبر في قدرتها على مواجهة الواقع الصعب ومحاولة استخلاص الافضل منه، لا الهرب في كل مرة تثور فيها صعوبة أو تحدٍ أو ممارسة لعبة الحرد التي لا يدفع ثمنها قبل كل شخص آخر غير الفلسطينيين أنفسهم.
كان من الافضل لابو مازن ان يقظم غيظه وان يتغلب على شعوره بالاهانة وكزعيم ملتزم بمصالح ابناء شعبه، ان يجري – حتى من موقف ضعف ونقص – حوارا مع الامريكيين. والا حتى لو كان العرض الذي يتقدم به ترامب اليوم بطريقته الفظة وغير الدبلوماسية، فان الفلسطينيين كفيلون بان يفوتوه.
اسرائيل اليوم / مسار لاسرائيل: ميليشيات شيعية
اسرائيل اليوم – بقلم ايدي كوهن – د. زميل في مركز الاعلام الدولي، جامعة بار ايلان – 23/1/2018
ان النفوذ الايراني المتعاظم في الشرق الاوسط هو مسألة مركزية في اسرائيل. فالايرانيون ينجحون في تثبيت مواقع لهم في العراق، في سوريا وفي لبنان. منذ سقوط المدينة الكردية كركوك في ايدي الجيش العراقي، بدأ الايرانيون يبعثون بميليشيات شيعية الى المنطقة الغنية بالنفط. والمسافة القريبة من الحدود السورية تجلب قوات الثورة الايرانية.
في 9 كانون الاول نشر شريط في العالم العربي، شوهد فيه في زيارة قرب المطلة على حدود لبنان أحد قادة الميليشيات العراقية، عصبة أهل الحق، قيس الخزعلي، وهو يتلقى اطلاعا عن الاوضاع من رجال حزب الله. وروى الخزعلي، ببزته العسكرية بان قواته جاهزة على الفور لمساعدة حزب الله “في حل المشكلة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي.
قبل بضعة ايام من الشريط اطلق زعماء ميليشيات شيعية اقوالا مشابهة. فقد قال مقتدى الصدر: “الان، حين تحتل الطريق من طهران الى سوريا القوات الشيعية، لن تكون مشكلة بالنسبة لنا الوصول الى حدود اسرائيل والصدام معها حتى تحرير القدس”. في 2 تشرين الثاني، يوم تصريح بلفور، اعلن الامين العام لميليشيا النجباء الشيعية، الشيخ أكرم الكعبي، بان حركته تقاتل داعش وستصل فلسطين قريبا.
لقد سمح سقوط كركوك بدخول الاف المقاتلين الشيعة الى المناطق التي كانت في ايدي الاكراد من قبل والذين سدوا الطريق الى سوريا. وأخذ زمام القيادة ضباط ايرانيون. قاسم سليمان، قائد قوة القدس في الحرس الثوري و “مهندس الحروب” ضد الاكراد، قاد الجيش العراقي مع استراتيجية هدفها خلق تواصل شيعي بين ايران، العراق، سوريا ولبنان.
حكومة العراق، التي هي حكومة دمى لايران تلقت في الاشهر الاخيرة سيطرة على منطقة جبال سنجار في شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا. وهذه منطقة استراتيجية بالنسبة لاسرائيل. في حرب الخليج اطلق صدام حسين 39 صاروخا من وسائل اطلاق الصواريخ في هذه الجبال. وهزيمة الاكراد مست بالامن القومي لاسرائيل، وفي كل مس آخر بالاكراد او بمناطقهم، سيقرر الايرانيين والجماعات الشيعية اكثر فاكثر الى حدود سوريا، لبنان واسرائيل.
لقد اصبح العراق الذي تسيطر عليه ايران دولة معادية تفعل كل شيء للمس باسرائيل. قبل نحو ثلاثة اشهر صادق البرلمان العراقي على قرار يمنع رفع علم اسرائيل. وكل من يمسك به برفع العلم من شأنه ان يرسل الى حبس متواصل. وخلفية القرار المناهض لاسرائيل كانت رفع اعلام اسرائيل في مظاهرات الاكراد في اقليم كردستان وفي اوروبا، الامر الذي اغضب الايرانيين جدا.
في اعقاب الخطأ التاريخي الذي ارتكبه زعماء لبنان في العام 1969، حين وقعوا مع ياسر عرفات على اتفاق سري معروف كاتفاق القاهرة – وفي اطاره سمح لبنان للفلسطينيين بالعمل من اراضيه ضد اسرائيل – اندلعت الحرب الاهلية في لبنان. وسيكون من الخطأ المأساوي ان يسمح لبنان للميليشيات العراقية بالعمل ضد اسرائيل. بالنسبة لسوريا والعراق، وكلتاهما دولتان فاشلتان وممزقتان وعليهما ان تعرفا بان جهاز الامن الاسرائيلي لن يسمح بالمس بسيادة اسرائيل او مواطنيها، وان كل مس من جانب الجماعات الشيعية سيجر رد فعل مناسب من جانب اسرائيل.
اسرائيل اليوم / التزام حقيقي غير مشروط بشيء
اسرائيل اليوم – بقلم البروفيسور ابراهام بن – تسفي – 23/1/2018
في النظرة الاولى قد ينشأ الانطباع بان زيارة نائب الرئيس الامريكي مايك بينيس الى القدس ليست اكثر من طقوس عديمة كل معنى عملي وذلك لان بينيس ليس من الخلية الشرق اوسطية للرئيس ترامب، ولانه لا توجد على جدول الاعمال اي صيغة سياسية حية تتنفس ينبغي منحها زخما جديدا او صب مضامين اختراقية فيها. ولكن هذا الانطباع مغلوط. ففي شبكة العلاقات الخاصة بين واشنطن والقدس توجد اهمية كبيرة للبادرات الطيبة للرموز ولمظاهرة التضامن العميق والتأييد العلني والجارف لاسرائيل ولا سيما حين تكون ضمن رسالة قيمية، ايديولوجية وتاريخية لهذا التحالف.
وبالفعل، عندما تطلق هذه الخطوط الهيكلية بصوت عال وجلي من على منصة الكنيست فان فيها ما يطلق رسالة لا لبس فيها بالنسبة لقوة وحصانة الشراكة والمكان المركزي لاسرائيل في الفكرة، التراث، التجرية والحاضر الامريكي. من هذه الناحية وان كان الصوت هو صوت نائب الرئيس الا ان عمليا يدور الحديث عن المبعوث والمساعد المخلص للرئيس الـ 45 الذي يعبر بشكل صاف ونقي عن نهج رأس الهرم ويعكس ظروف المحبة التي يتميز بها الان المحور الامريكي – الاسرائيلي. تعبير آخر على حقيقة أن نائب الرئيس يمثل باخلاص، في اثناء زيارته الى المنطقة، المواقف المتجذرة والقاطعة للبيت الابيض يمكن ان نراه بالشكل المباشر والعلني الذي عرض فيه امام الملك الاردني عبدالله سياسة الادارة في الصلة بالقدس واستئناف المسيرة السلمية في المجال الفلسطيني. وذلك دون أن يحاول على الاطلاق مصالحة رأي مضيفه الاردني ويشوش، من خلال صياغات “السلامة السياسية” الخلاف الذي نشب في اعقاب اعلان ترامب عن القدس كعاصمة اسرائيل.
على هذه الخلفية توجد فجوة استقطابية بين شكل الزيارة الحالية لنائب الرئيس الحالي على ارض القدس وبين زيارة نائب الرئيس في ادارة اوباما، جو بايدن، في اذار 2010، والتي جرت في اجواء مختلفة تماما. وفي نفس الوقت الذي يحمل فيه بينيس معه رسالة شراكة شجاعة، عكس في حينه بايدن المناخ المفعم بالتوتر والاحتكاك، الذي احاط بعلاقات الادارة السابقة مع اسرائيل. رغم أن بايدن وصل الى القدس في ذروة فترة اعمال التجميد لاعمال البناء في المناطق (باستثناء شرقي القدس)، لم يتوقف الضغط الامريكي على حكومة نتنياهو لتجميد مخططات البناء حتى في الاحياء اليهودية لشرقي المدينة.وجاءت الزيارة في ظل هذه الازمة، التي اشتدت في اعقاب نشر مخططات البناء في حي رمات شلومو وبلغت ذروتها في اثناء زيارة نتنياهو الى واشنطن بعد اسبوع من ذلك.
مكان سوط التهديدات والتفوهات الفظة يحتل اليوم حوار متصالح ومساند، يعكس ايضا المخاطر والتحديات الجديدة التي يقف امامها الان العالم السني المعتدل. رغم ان السياسة الامريكية الحالية تدعم بلا تحفظ تحريك المسيرة السياسية، بخلاف عهد اوباما لا ترى في ذلك كل شيء او شرطا مسبقا لازما في الطريق الى تثبيت مكانة الولايات المتحدة في المنطقة. وبالفعل، الانطباع الذي تخلفه زيارة بينيس هو انطباع الالتزام الحقيقي غير المشروط بأي شيء آخر.
هآرتس / خطاب نائب الرئيس الامريكي، بينس – هو انتصار لليمين المسيحاني
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 23/1/2018
نائب الرئيس الامريكي مايك بينس القى أمس أحد الخطابات الصهيونية جدا التي ألقيت في يوم ما في الكنيست، بالتأكيد من قبل سياسي اجنبي. بالنسبة لاغلبية الاسرائيليين الخطاب تبنى الرواية الصهيونية دون زيادة أو نقصان، وطرح دعم امريكي غير مشروط لكل القرارات التي اتخذتها اسرائيل. وبالنسبة ليهود ومسيحيين مثل بينس نفسه فان الخطاب كان حسب رأيه حلم تحقق، مسرعا لقدوم المسيح ويوم القيامة. وبالنسبة للفلسطينيين، كم هذا غير مفاجيء، الامر يتعلق بصفعة اخرى، ذنب التجاهل اضيف الى جريمة الاعتراف بالقدس، مبرر آخر لتخلي محمود عباس عن ادارة ترامب، ومحاولته العقيمة أمس في بروكسل لايجاد بديل دولي آخر.
اثناء انتقاده للفلسطينيين لأنهم غابوا عن طاولة المفاوضات، عرض بينس نظرية صهيونية مرتبة حول الحقوق الدينية والتاريخية لليهود في ارض اسرائيل، وكأن الفلسطينيين لم يوجدوا في أي يوم. لقد عبر عن تأييده تماهيه مع “الثمن الفظيع” الذي اضطرت اسرائيل لدفعه في الحروب، لكن الاحتلال الذي مر عليه نصف قرن لم يذكره، ولا نريد التحدث عن المعاناة التي يسببها. لقد دفع ضريبة كلامية لعملية السلام لكنه اوضح أن الولايات المتحدة في عهد ترامب لن تتخذ أي موقف خاص بها في أي موضوع يتعلق بالحل الدائم، ومن المعروف أن الفلسطينيين يمكنهم نسيان أن الولايات المتحدة ستضغط على اسرائيل من اجل التنازل. عندما اعترف بالقدس، قال بينس، فان ترامب فضل “الواقع على الخيال”، وهذا ادعاء يمكن بسهولة أن يبرر ايضا الدعم الامريكي لضم يهودا والسامرة لاحقا.
ما هو الغريب في أن بطلي الدبلوماسية المؤيدة للاستيطان، السفير رون ديرمر والسفير ديفيد فريدمان، راقبا من الشرفة برضى ما يقوم به البطل المسيحاني الخاص بهم. وما هو الغريب في أن التحالف القوي بين الامريكيين المسيحانيين والصهاينة المتدينين والمستوطنين والرافضين للفلسطينيين مهما كانوا، قد احتفل بأجمل ساعاته. فرسان السيف والتوراة، مثلما سمت برباره توخمان كتابها عن إزهار الصهيونية. لقد حدث في بريطانيا العظمى – استولوا أولا على مكتب رئيس الحكومة في القدس، وبعد ذلك البيت الابيض في واشنطن وأخيرا قاموا بتحطيم الفلسطينيين.
في الاساس كان هذا يوم عيد لنتنياهو، الذي تجول كعريس في هودجه متفاخرا بعروسه الجميلة ومهرها السخي بعد سنوات من المعاناة في ظل رؤساء ديمقراطيين لم يتفقوا معه، وحتى لم يتحملوه، فان نتنياهو حظي اخيرا بالراحة والارث لدى ادارة عدوانية ومحافظة، رأيها بالمسلمين اسوأ منه. لقد توصل الى ثنائية كاملة من جهته. الولايات المتحدة واسرائيل ضد كل العالم، وهناك من يصفونها بالعزلة غير الحذرة المحاطة بالاخطار. في الوقت الذي تلاحقه فيه التحقيقات في الشرطة والحوانيت المغلقة في ايام السبت تضعضع قاعدته، فان نتنياهو يمكنه الادعاء بهدوء أنه حقق انتصار تاريخي على اليساريين الذين تنبأوا له منذ سنوات بالهزيمة السياسية والايديولوجية. برحابة صدره، مكن أمس بينس من استخدام منصة مقر رئيس الحكومة من اجل مهاجمة اليسار في بيته، لماذا لا، فكلهم يساريين.
بينس لم يتحدث بشكل جيد فقط، بل احضر معه البسكويت الجيد، الذي أثار جمهور مشجعيه. لقد خلق أنباء عندما أعلن أن السفارة الامريكية ستنقل الى القدس حتى نهاية السنة القادمة. وقد صادق على أنباء قديمة مرغوبة جدا على نتنياهو عندما قال إن ترامب لن يصادق على الاتفاق النووي “الكارثي”، بالطبع مع ايران. حتى أن بينس كتب فصل جديد في التاريخ المزيف عندما ادعى أنه لم يكن هناك أي رئيس عمل من اجل العلاقة بين الدولتين مثل ترامب، وهذا تصريح تعتبر كلمات “مبالغة وحشية” صغيرة عليه.
من خلال اعترافه بالقدس، هكذا يمكننا أن نفهم، فان ترامب عتم على اعتراف ترومان باسرائيل وعلى السلاح الدفاعي لكنيدي والسلاح الهجومي لجونسون والقطار الجوي لنكسون والسلام مع مصر لكارتر والتحالف الاستراتيجي لريغان واحتلال العراق لبوش الأب والسلام مع الاردن لكلينتون والدعم القوي لبوش الابن والدعم بعيد المدى لبراك اوباما. في عالم الوهم والتغريدات لولاية ترامب، الذي يصفه نتنياهو بفارس الشعب اليهودي دون الانفجار من الضحك، ايضا هذا يمكن أن يظهر منطقيا.
الائتلاف صفق لبينس باطمئنان وبحق: خطابات مشابهة وربما أقل حدة كانت ستسمع ايضا في مركز الليكود والبيت اليهودي. بالنسبة للمعارضة، في المقابل، لم يكن لديها خيار سوى الابتسام والتصفيق وكأنهم مسرورون، رغم أن اعضائها فهموا جيدا قيمة الهدية السياسية التي منحها بينس لنتنياهو والاحتمال الآخذ في التلاشي لتجديد العملية السلمية في المستقبل القريب. فقط هؤلاء العرب مرة اخرى لم يعرفوا كيف يجلسون بهدوء واحترام الرئيس الاكثر عدائية لشعبهم من بين جميع الرؤساء، لهذا تم طردهم من الكنيست في اللحظة التي رفعوا فيها لافتات كتب عليها أن القدس عاصمة فلسطين. يبدو أن أحدا في مكتب رئيس الكنيست لم يفكر كما يبدو بأن الطرد التلفزيوني لاعضاء الكنيست العرب فقط لأنهم تجرأوا على رفع اللافتات، سيتم النظر اليه في ارجاء العالم كتصديق لكل الادعاءات التي يطرحونها ضد اسرائيل، ديمقراطيتها الانتقائية وتعاملها مع الفلسطينيين أينما وجدوا. فقط بسبب هذه الحادثة يجب ضخ عشرات ملايين الشواقل لمكتب جلعاد اردان من اجل اجتثاث الغرباء الذين يريدون استغلال ذلك من اجل دعاية رخيصة.
هل خطاب بينس سيتم تذكره كما عرض أمس كنقطة ذروة في العلاقة بين اسرائيل والولايات المتحدة ونقطة انعطاف ايجابية للمستقبل، أو حصة اخرى في ماراثون الغباء الذي يشارك فيه الفلسطينيون واسرائيل منذ العودة الى صهيون؟ الايام ستقول ذلك. المؤمنون المتعصبون بأن بينس هو الآن بطلهم، وفي المقابل لا يجب عليهم الانتظار. لا توجد لديهم شكوك. لو تجرأوا أمس بشكل اكبر لكان يمكنهم تخيل الفرسان الاربعة في يوم القيامة، أو “الترامبو كلبسة”، على اسم أحد الكتب حول الادارة – الذين يطوقون الكنيست في نهاية الخطاب، بعد ذلك سماع الابواق السبعة التي تبشر بقدوم المسيح، كما ثبت في رؤيا يوحنان، وفي النهاية الانتهاء من حرب يأجوج ومأجوج التي ربما تقف على الابواب، والتي لم تستطع اسرائيل وواشنطن تمييزها بسبب ضباب الغطرسة المحيط بهما.
هآرتس / الصهيونية قامت بدورها ومن الجدير أن تختفي
هآرتس – بقلم رون كحليلي – 23/1/2018
في الشهر الاخير سئلت عدة مرات هل أنا صهيوني. لقد أحسن مراسل “مصدر أول” الذي أجرى مقابلة معي، وبعد وقت طويل من المقابلة، سأل هل يمكن وصفي بأنني مناهض للصهيونية. من الواضح أنني قلت لا. أنا صهيوني منتقد، عرضت بديل، وللحظة كنت راضيا عن نفسي. ثانيا، نجحت في التهرب من التصنيف القمعي هذا، لأنه من جهة ما زال هذا يستخدم كتذكرة دخول اساسية للاسرائيلية، ومن جهة اخرى يعبر بصورة أحادية الجانب ومثيرة للاشمئزاز عن الحفنة التي تفكر بشكل آخر.
ما هو الادعاء البسيط للصهيوني الانتقادي؟ أن الصهيونية هي حركة وطنية كان هدفها اقامة وطن قومي للشعب اليهودي. بناء على ذلك عندما اقيمت الدولة، فان الصهيونية أنهت مهمتها. الآن نحن اسرائيليون. أي، ما بعد صهاينة.
اذا كان الامر كذلك، فلنجد حلم آخر، له علاقة اكبر بالامر. حلم الاندماج في المحيط، مثلا. أو حلم اصلاح داخلي بحيث يحولنا الى مجتمع مثالي متعدد الثقافات مثل الهجرة العالمية. لنجد حلم يقدمنا الى مكان افضل، وهدف متفق عليه نطمح اليه كطائفة. أن ننشغل في مخطط بناء بعد أن اصبح البناء قائما وثابتا، ليس هذا فقط أمر غبي، بل هو ايضا أمر مضحك وضار. هذا السلوك للحفاظ على البقاء بدون أفق.
يقولون إن الصهيونية هي الصمغ الذي يلصق اسباط اسرائيل ببعضها، وهذه هي مهمتها الرمزية – مثل العلم، النشيد الوطني والتوراة. يقولون إن كل شخص يمكنه تفسيرها كما يشاء، وهذه افضليتها الكبرى، التي ينبع منها تجددها المدهش الذي يسمح لنفتالي بينيت وبتسلئيل سموتريتش وبنيامين نتنياهو وميري ريغف وآفي بوسكيلة وزهافا غلئون بالجلوس في قارب واحد والتسلي بمد ارجلهم بالماء، هذا القارب الذي يسمى صهيون، ويشعرون أنهم مختلفون عن بعضهم حيث يكون أحدهم خائن والآخر وطني. جميعهم يعتبرون انفسهم صهاينة دون التفكير مرتين. مثل دعوة بدائية للخلاص، ومثل قسم وثني في الغابة، عفوا فيلا في الغابة.
حتى دوف حنين من القائمة المشتركة وجد صعوبة في المقابلة التي اجريتها معه ذات مرة باعتبار نفسه مناهضا للصهيونية، ما بعد صهيوني، أو الشيطان يعرف ماذا. وقد فهم ايضا أن هذا التصريح له ثمن سياسي واجتماعي وحتى شخصي في مجتمع غير مستعد لتقبل كلمة انتقاد للصهيونية، ايضا ليس من معظم الذين يعتبرون انفسهم يسار، حتى لو كان هذا يرتبط بنفي فظيع لجرائم الصهيونية: خطف اطفال واحتلال شعب واحتقار للمعتقدات وقمع و”التسبب بتخلف” مجموعات سكانية كاملة.
الصهيونية التي ولدت قبل مئة سنة تحولت على أيدي مؤسسيها ووكلائها من اليمين واليسار الى دين حاكم، أكثر من الايمان بالله، مثلا، الذي حتى الآن يعتبر غير ديمقراطي وضار. واكثر من ذلك: الصهيونية تحولت من فكرة جريئة ومحقة الى أداة تقوم باحلال الخطوات غير الاخلاقية جدا التي يمكن أن تخطر بالبال. باسم الصهيونية حاربنا وقمنا بالاحتلال وهاجمنا وطهرنا وقتلنا ودمرنا. ولكن سمينا هذا “احتلال الارض الخراب” أو “حرب عادلة” أو “انبعاث”.
باسم الصهيونية قمنا ببناء جامعات فاخرة وانشأنا مدن بيضاء وكيبوتسات خضراء وألفنا كتب وأغاني رفيعة المستوى. ولكن في نفس الوقت بنينا للآخرين مدن تطوير مهملة وانشأنا مصانع انتاجية يملكها البيض مع أجر الحد الادنى للعمال ومدارس للتعليم المهني المتدني ومسارات خاصة في جيش الشعب واسقف زجاجية بارتفاع المساحات الخضراء.
نحن لم نفعل ذلك باسم الارث اليهودي والامر الالهي. ولا باسم الاسرائيلية مهما كانت. لقد فعلنا ذلك باسم الصهيونية، أي أننا قمنا بتلطيخ سمعة الفكرة الاساسية الجميلة والعادلة: اقامة الوطن القومي للشعب اليهودي. الى درجة أنه يوجد عدد لا بأس به من الشعوب، جزء منها حقا لطيف وعادل والذي يظن أنه ربما كل شيء كان خطأ منذ البداية، وكان من المحظور اعطاء الطفل اليهودي وطن خاص به، وهي ليست وحدها، تلك الشعوب الجميلة.
هناك ايضا عدد لا بأس به من الاسرائيليين، على سبيل المثال مثلي أنا، يفكرون بهذه الطريقة. يوجد هناك من تسبب لهم كلمة صهيونية الطفح الجلدي. ولا تخطئوا بشأن هؤلاء اليهود – لديهم مسؤولية. هم لا يرفضون ويذهبون ويتركونكم مجردين من الايديولوجيا التي تربط. يوجد لبعضهم افكار ليست سيئة للاستمرار – بالتأكيد ازاء الطريق المسدود الذي وصلت اليه الصهيونية تقريبا في كل مجال في العقود الاخيرة.
هناك من سيقولون لكم إنه حان الوقت لتشكيل حلم متعدد الثقافات، وهناك من سيتحدثون معكم عن حلم الدولة ثنائية القومية المتساوية، وهناك من سيحلمون بصوت مرتفع بثورة اجتماعية أو حتى ثورة دينية أو اخلاقية. كل ذلك حيوي ومحق أكثر من الصهيونية التي فقدت توجهها واخلاقها حتى أنها تحولت الى فكرة وحشية لا رحمة لها.
لقد حان الوقت لقول ذلك بصوت مرتفع: الصهيونية ولدت بحق، لكنها حققت الهدف المركزي الذي اقيمت من اجله. الآن حان الوقت لحلم حلم جديد له علاقة بالواقع.
هآرتس / اللاجئون بالنسبة لنتنياهو هم تجارة سياسية فاخرة
هآرتس – بقلم ابيرما غولان – 23/1/2018
قبل 11 سنة شكل رئيس الحكومة اهود اولمرت لجنة تضم عدد من الوزارات لعلاج موضوع اللاجئين من السودان الذين دخلوا عن طريق مصر. هذه اللجنة أوصت بطردهم الى مصر، رغم وجود معلومات موثوقة تشير الى أنه عند عودتهم سيتم تعذيبهم وقتلهم.
الكنيست هاجت، 63 عضو كنيست من اليمين واليسار طلبوا من اولمرت التراجع عن موقفه بذريعة أن “اللاجئين الذين وصلوا الى هنا من السودان بحاجة الى حماية وملجأ، واستيعابهم يعتبر واجب أخلاقي على ضوء تاريخ الشعب اليهودي والقيم الديمقراطية والانسانية”. أحد الموقعين كان رئيس المعارضة في حينه، الذي تميز بقيادة مثيرة للانطباع، بنيامين نتنياهو. عندما تحول الى بيبي ملك اسرائيل تغير موقفه بمرونة مدهشة.
يبدو أن التاريخ اليهودي محي وحلت محله الشعبوية الحقيرة. نتنياهو يؤيد ويثير التحريض ضد الافارقة وسياسة اسرائيل عديمة المسؤولية بذرائع اقتصادية مدحوضة. في الاجواء التي تقدس الاستخفاف بالحقائق وتخترع تاريخ مشوه فيه الشعب الحاكم بقسوة يعتبر نفسه دائما ضحية، يعرض نفسه كبالغ مسؤول يهتم بسلامة مواطنيه. عمليا، هو منشغل في الاستحواذ فقط بمهمة واحدة: فرق تسد، حطم، قسم وجزيء. خلافا لتلك القوة التي قسمت اليمين واليسار فان الخطاب الحالي هبط الى شجار بين اليسار (المسمى المتطرف) الذي يصرخ “نازيون” على اليمين، والذي يصرخ “لاسامية”.
حسب تقرير منظمة مساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء، اسرائيل توجد في المرتبة الاخيرة في العالم من ناحية منح تأشيرات لجوء. المعدل العالمي هو 87 في المئة لمن غادروا اريتيريا و63 في المئة لمن تركوا السودان. بهذا نحن نخرق اتفاق الامم المتحدة الذي وقعنا عليه، والذي بادرنا اليه في اعقاب ازمة اللاجئين بعد الحرب العالمية الثانية. نحن في الحقيقة الوحيدون الذين لا نقوم باجراء فحص لطلبات اللجوء. تمت المصادقة من بين 13 ألف طلب على 10 طلبات فقط، وأكثر من 7 آلاف لم تصل الى مرحلة النقاش. الآلاف ينتظرون في الطابور لتقديم الطلب، احتمال أن تصل هذه الطلبات الى مكتب الوحدة في البلاد، ضعيف.
في الوقت الحالي يخبرونا عن اتفاقات مع دولة ثالثة، اوغندا ورواندا، التي تقول بصورة غير واضحة بأنه لا توجد اتفاقات كهذه. من بين آلاف اللاجئين الذين طردوا من اسرائيل الى رواندا (بكلفة خيالية، بما فيها شرطة يتم نقلهم جوا ودفع اموال للاجئين يحولهم الى ضحايا للتعذيب والابتزاز) بقي فقط سبعة. الباقون هربوا أو تمت مطاردتهم أو طردوا أو قتلوا. القليلون الذين نجحوا في الوصول الى مخيمات لاجئين في اليونان يقدمون شهادات مخيفة.
ما الذي حدث بالضبط لنتنياهو 2007؟ بالتأكيد هو يتمسك بالفرق العددي (بضعة آلاف في حينه فقط مقابل عشرات الآلاف الآن)، لكن حسب معطيات سلطة السكان والهجرة، خلافا لـ 37 ألف متسلل، مكث في اسرائيل في 2017، 86.870 عامل اجنبي قانوني و 18.555 عامل اجنبي غير قانوني و74 ألف سائح بدون تأشيرة سارية المفعول، معظمهم من شرق اوروبا وامريكا الجنوبية. الاجمالي هو 179.425 مهاجر عمل، الذين لسبب ما لا يثيرون الرعب ولا يعتبرون سارقين لمصلدر الرزق.
الاستنتاج المؤسف هو أن نتنياهو يدرك أن اللاجئين الافارقة الذين يرسلهم الى موتهم تحت التعذيب هم تجارة سياسية فاخرة. والامر الذي يثير الاشمئزاز والتهكم والقسوة من هذا الدافع البائس هو أن التاريخ اليهودي يجب جره الآن على ظهره.
هآرتس / الدافع الداخلي للهدم
هآرتس – بقلم عميره هاس – 23/1/2018
المتحدثون باسم شرطة حرس الحدود والمتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، من منهم يجب أن يرد على “هآرتس” لماذا هدمت قواتنا اربعة مباني سكنية في المداهمات في الاسبوع الماضي لقرية واد بورقين في جنين، في حين أن الانطباع السائد من تقارير قواتنا هو أنه هدم بيت واحد فقط؟ هل هناك من يخجل؟ حيث أنه لا حاجة لاخفاء ثمار التدمير الخاص بنا عن الجمهور في اسرائيل. الجمهور يثق بكل عملية عسكرية. بحيث يتم في نهاية الامر تسوية كل الفلسطينيين والمنازل الفلسطينية بالارض. جمهورنا في “الكولوسيوم” يحب الانتقاد الجماعي، واتهامات الشباك مقدسة في نظره أكثر من التوراة، حتى قانون الدكاكين لم يكن ليحول اهتمامهم عن المشهد المهدد لاطلال جديدة، التي دفن تحتها دفاتر وحقائب مدرسية وأدوية ضغط الدم وشهادات مدرسية وفراشي اسنان لـ 18 شخص.
في يوم السبت بعد الظهر، عند عودتي من ساحة التدمير في واد بورقين قرب مخيم جنين، رد المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي أنه يجب علي توجيه اسئلتي ايضا لحرس الحدود والشباك. وهذا ما فعلته. الشباك لم يرد، المتحدثة بلسان حرس الحدود كتبت: “الرد الشامل سيقدم من الجيش”، الرد لم يصل وتم نشر المقال بدونه. أمس قالت لي جندية في وحدة المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي: “الحادثة أديرت من قبل حرس الحدود – من بدايتها وحتى نهايتها. يجب عليهم هم الرد”. تولد لدي انطباع أنها فوجئت عندما قلت لها ما قالته لي المتحدثة بلسان حرس الحدود. هل لعبة كرة الطاولة الخاصة بالرد هي اعتراف غير مباشر بفشل العملية، حيث أن احمد جرار المتهم بقتل رزئيل شيفح لم يتم العثور عليه بعد اطلاق صاروخ على بيت والدته ختام الذي اشتعل وقامت الجرافات بهدمه.
بالنسبة لعائلة جرار الممتدة بشيوخها وأولادها والتي مرت بليلة فظيعة، فان هذا الارتباك بين الشرطة وحرس الحدود لا يهمها. احمد اسماعيل، إبن عم احمد ناصر، قتل. اسرائيل ما زالت تحتفظ بجثته، وما زال قبره الذي حفر فارغا، قواتنا قالت إنه أطلق النار على الجنود واصاب شرطيين اسرائيليين. شقيقه محمد قال للصحيفة بأنهما خرجا معا من البيت لاستكمال محادثة حول شؤون عائلية، وأنهما افترقا قرب بيت الارملة ختام. محمد عاد الى البيت أما أحد فذهب للنوم عند صديق. اذا كان حقا قد اطلق النار على الجنود – هذا مصدر للفخر المختلط بالألم، لكن في عائلة جرار يجدون صعوبة في تصديق ذلك لأن أحمد لم يظهر أبدا ميله للسلاح.
الجرحى الذين ابلغ عنهم الفلسطينيون هم من مخيم جنين للاجئين. المعتقلون الثلاثة (تم اطلاق أحدهم) تم اعتقالهم خارج الحي دون صلة باطلاق النار، وهم ليسوا من عائلة جرار. خلافا لاحمد اسماعيل الذي ما زال تورطه يعتبر لغزا، اذا كان هناك فلسطينيون اطلقوا النار على الجنود الاسرائيليين عند الهجوم – يبدو أنهم ليسوا من عائلة جرار.
ولكن تم هدم البيوت الاربعة. بصورة طبيعية قصف ودمر شبابنا الممتازون بيت ختام، ضمن اجراء عنيف وسادي يسمى “وعاء الضغط”، الذي بدون محاكمة وبغطاء الضرورة العملياتية يتم الانتقام من كل أبناء العائلة. وبيت اسماعيل؟ هل هو ايضا ضرورة عملياتية؟ الانطباع هو أنه هدم كعقاب جماعي في محاكمة ميدانية، حيث أن وحدة الشرطة الخاصة المنفعلة بسبب اصابة شرطيين منها، قررت أن الفتى احمد هو الذي اطلق النار عليهما.
وبدون تحذير ودون اعطاء وقت قامت الجرافات بهدم بيت علي ونسيم جرار، في الوقت الذي كان فيه ستة من أبناء العائلة – الاصغر هي طفلة عمرها 6 سنوات – يوجدون في داخله. هل الموت تحت الانقاض أو الخروج والمخاطرة باطلاق النار عليهم حالا؟ تلك كانت المعضلة. عندما هربوا من البوابة الخلفية قام الجنود باعتقالهم، وبعد ذلك أطلقوا سراحهم. في الوقت الذي كانت فيه الجرافات تكمل عملية الهدم.
يوجد ايضا بيت قديم غير مأهول قمنا بهدمه وتدمير. حتى الآن يسمى هذا البيت “بيت الحجات”، وآخر من سكنه كان أختان مسنتان، وكان يتم ارسال الاطفال اليهما من اجل اللعب. الابناء والاحفاد سيواصلون حمل شعلة الغضب والاشمئزاز تجاه من قاموا بالهدم.
هآرتس / “مي.تو هشتاغ” ضد العنصرية
هآرتس – بقلم عوزي برعام – 23/1/2018
الحملة الدولية ضد التحرشات الجنسية حققت نجاحا كبيرا. تحت هشتاغ “مي.تو” حظيت بالاجماع الدولي. نساء نددن بالمتحرشين بهن وتسببن بقيام شخصيات كبيرة في عالم الترفيه والسينما بالتخلي عن وظائفهم الواعدة وهم خجلون ومهانون.
حملة “مي. تو” نجحت، رغم أن تلك الادانات لم تحصل على توقيع السلطة القضائية، بل ارتكزت الى شهادات نساء أيدن امرأة في ضائقتها. الثقة التي أظهرتها النساء شكلت نسوية من نوع جديد – كاشفة، مقاتلة ومنتصرة. من حقيقة أنه يمكن القاء الضوء وكشف السلاسل التي تفصل وتربط بين الرجال والنساء، يمكن القول “ربما أن حملة هشتاغ مي.تو يمكن استخدامها ايضا في النضال ضد امراض اخرى تميز العالم الديمقراطي – التمييز والعنصرية مثلا – التي منحها انتخاب ترامب الدعم وهي ترفع رأسها ليس فقط في دولتنا.
إن تصاعد وتعاظم العنصرية في الغرب له اسباب كثيرة، سياسية واقتصادية واجتماعية، لكن هذا الامر لا يعني أنه مسموح التسليم بها، لأنه يمكن أن تدحرج العالم الديمقراطي الى بداية القرن العشرين. حملة ضد العنصرية على شكل هشتاغ مي.تو، تدين كل من يحمل رسالة عنصرية بشكل علني – مثلما تفعل جهات رياضية دولية. المبدأ الاساسي هو عدم اعطاء تسويغ لأي صورة من صور العنصرية أو التمييز مهما كانت التبريرات. فالتمييز ضد النساء لا يمكن أن يحظى بمعاملة متسامحة حتى لو قاده حاخامات كبار.
أنا لا أتجاهل للحظة أنه في اوساط الجمهور في اسرائيل توجد جهات تشكل العنصرية خبزها اليومي والثمار لمعتقداتهم، مثل منظمة “لاهافاه”، أو الايمان بعدالة التمييز الذي يتلقونه من مصادر يهودية، ويتم استيعابه في شخصياتهم وأفعالهم، مثل حاخام صفد، شموئيل الياهو، أو حاخام بيت ايل، شلومو افنير. ولكن القيام بحملة ضدهم تحت شعار هشتاغ مي.تو، الذي يعني في السياق “أنا اعارض التمييز والعنصرية”، يمكنه تعزيز معايير، التي رغم أنها خاضعة للنقاش العام، فان لها قوة لكونها تستند الى مفاهيم العدالة الطبيعية والايمان بالمساواة بين البشر – النساء، الرجال، العرب والافارقة.
هشتاغ مي.تو الجديد لن يكون نسوي، بل سيكون خاص بالرجال والنساء على حد سواء. وهو لن يكون محدد بمواقف سياسية معينة بل سيكون وسيلة للتعبير عن عدم التسليم بالظلم المتزايد والمتعاظم. سيكون هناك من يقولون إنها حملة عامة جدا وهي لا تعنى بالمعتقدات الدينية والرغبة في الحفاظ على الاغلبية اليهودية وحرية التعبير عن الرأي والاعتقاد. ولكن كل ذلك يجب احترامه طالما أنها لا تضر بالحق الطبيعي للمساواة والذي يجد تعبيره الطبيعي في المساواة في الفرص.
الحملة الجديدة ربما لن تحدث هزة ارضية مثلما فعلت سابقتها، لكنها ستعطي قاعدة جماهيرية للنضال ضد التمييز والعنصرية. صحيح أن التنديد بالتمييز والعنصرية لن يحظى بالتصفيق من كل شرائح الجمهور، لكن سيصعب الوقوف ضدها اذا كانت متحررة من العلاقات السياسية المباشرة.
الحملة التي ادانت كيفن سبايسي وآرفي فينشتاين يجب أن نضيف اليها مدماك آخر، وأن ندين مباشرة كل من يحول العالم الى عالم أكثر عنفا واكثر عنصرية وأكثر تمييزا.
المصدر / سيناء : بوابة المخدرات إلى إسرائيل
تحقق صناعة تهريب المخدّرات من سيناء إلى إسرائيل أرباح معدلها ملايين الدولارات سنويا، رغم وجود السياج والوسائل القتالية المتقدمة التي يضعها الجيشان المصري والإسرائيلي
المصدر – بقلم عامر دكة – 23/1/2018
تقدم عملية إحباط التهريب الناجحة للمخدرات التي قامت بها وحدة مختارة في الجيش الإسرائيلي عند الحدود المصرية الإسرائيلية وذلك خلال بداية الأسبوع، لمحة نادرة إلى المعركة التي تُجرى يوميا لمكافحة تهريب المخدّرات من مصر إلى إسرائيل في المنطقة الحدودية المشتركة بين البلدين والخطيرة التي يصل طولها إلى 220 كيلومترا.
منذ عدة سنوات، تعمل إسرائيل على بناء سياج على طول الحدود بأكملها، وضع وسائل مراقبة متقدمة في المنطقة، وتنسيق أنشطتها مع الجيش المصري لمنع القبائل البدوية من تهريب المخدرات من سيناء.
وفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، تجري عمليتا تهريب مخدرات حتى ثلاث في الأسبوع على طول الحدود الغربية لدولة إسرائيل. تكمن المشكلة في أن الجهات المسؤولة عن إنفاذ القانون في إسرائيل تقدر أن الشرطة والجيش ينجحان في إحباط %10 حتى %20 من محاولات التهريب هذه.
وتقدر مصادر إسرائيلية أن معظم المخدرات المهرّبة إلى إسرائيل مصدرها من سيناء. يجري الحديث عن صناعة تصل أرباحها إلى عشرات الملايين من الدولارات سنويا، لهذا لا تتخلى القبائل البدوية في سيناء عن مصدر الدخل هذا حتى لو تعرضت لمواجهات كثيرة مع قوات إنفاذ القانون المصرية. تُخطَط كل عملية تهريب بعناية وبطريقة متزامنة على جانبي الحدود، وتتضمن مشاهدات، وتُستخدم فيها مركبات، أجهزة اتصال، ومعدات لإلقاء المخدرات على جانبي الحدود مع ضمان الحفاظ على الخصوصية الكاملة قبل الشروع في أية عملية تهريب.
ويصل المهربون الإسرائيليون في سيارات الدفع الرباعي عالية السرعة، مثل سيارات الجيب ذات الدفع الرباعي أو تراكتورات قادرة على عبور طرق الهروب عودة إلى النقب في الجانب الإسرائيلي. كما يستخدم المهربون معدات للرؤية الليلية وقد تعلموا إجراءات فتح النار على جانبي الحدود.
وبعد تنسيق موعد تسليم المواد المحظورة، يصل المهربون الإسرائيليون والبدو إلى نقطة الالتقاء المتفق عليها مسبقا، وبعد التأكد من عدم وجود قوات مصرية أو إسرائيلية في المنطقة، يلقي المهربون المخدّرات المعبأة بأكياس بسرعة باستخدام سلالم طويلة يمكن بواسطتها نقل المخدرات بسهولة عبر الجدار الجديد الذي أقامته إسرائيل على الحدود والذي يبلغ طوله ثمانية أمتار.
تتعاون إسرائيل مع مصر في قضية التهريب، وتواصل نشر المزيد من الوحدات القتالية الخاصة للتعامل مع هذه الظاهرة وتقليلها بشكل كبير. وفي الوقت نفسه، بدأت تزداد قدرات المهربين العملياتية على جانبي الحدود. تسهل الحدود الطويلة بين البلدين عملية تهريب المخدرات من سيناء إلى إسرائيل، على الرغم من وجود السياج.
هآرتس / أكاذيب بيتح تكفا
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 23/1/2018
الاحداث التي دارت حول المظاهرة العفوية لحفنة من النشطاء ضد المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت في منتهى السبت الماضي، امام الكنيس الذي يصلي فيه تدل على الاجواء الاستقطابية، السامة والانهزامية التي تسود في المجال العام، الاعلامي والسياسي في اسرائيل. فأول من نشر خبر “الجلبة” التي زعم انها نشأت، كان صحافيون متماثلون مع اليمين. فقد خان هؤلاء واجبهم ونشروا دون أن يفحصوا بان عصبة مشاغبين اقتحمت الكنيس، طوقت المستشار القانوني، ووحده العمل المصمم الذي قام به الحارس، الذي زعم انه انقذ المستشار من براثنهم، منع المصيبة. كان هذا عرضا لــ “انباء ملفقة” مطلقة، مثلما أثبت شريط الفيديو الذي بث في اخبار 2 أول أمس.
معظم وسائل الاعلام، بما فيها تلك التي لا ترى نفسها الخادم التلقائي لرئيس الوزراء، وقعت في الفخ وبثت ادعاءات المصلين وكأن هذه حقائق مثبتة. ولحق بهم سياسيون من كل جوانب الطيف، ممن نندوا بالمحتجين – كل واحد ومصلحته السياسية. فمصالح الوزيرة آييلت شكيد والنائب دودي امسلم يمكن أن نفهمها، ولكن من الصعب ان نرى ما الذي حرك آفي غباي، والنواب ميراف ميخائيلي، رويتل سويد وايلان غلئون لنشر ردود فعل حادة جدا دون الانتظار لاستباق الحقائق.
يبدو أن التوقع هذه الايام من بعض السياسيين والصحافيين التصرف بشكل متوازن هو توقع مبالغ فيه، ولكن من رجال وزارة العدل، وعلى رأسهم المستشار، لا يزال ممكنا التوقع لسلوك متوازن، لا يعتمد على اطلاق المبادرات. غير أن في الصباح التالي “للحدث” بعث مندلبليت بكبار مساعديه لوسائل الاعلام وهؤلاء اطلقوا صرخات النجدة على عدم الحساسية تجاه مندلبليت، الذي صورته احدى المتظاهرات لدى دخوله الكنيس، قبل أن يخرج السبت وعلى انه بسبب الجلبة التي نشبت في نهاية الصلاة (بسبب عدوان المصلين، وليس المتظاهرين) – لم يتمكن المستشار من ان يتلو صلاة الجنازة على أمه تحت قبة السماء.
عبثا اتهم الناطقون بلسان وزارة العدل المتظاهرين بانهم “تجاوزوا كل الحدود”. عمليا، ميلهم الميل المواظب للناطقين بلسان وزارة العدل المهاجمة الغاضبة لمواطنين يجسدون حقهم الديمقراطي في التظاهر ضد المستشار القانوني، والتشكيك الدائم الذي تتميز به رسائلهم تجاه شرعية المظاهرة – هو بحد ذاته مثابة تجاوز لخطوط حمراء. يبدو ان ثمة حاجة عاجلة لتذكير مندلبليت ورجاله بان حرية التعبير تأتي للسماح باسماع اقوال لا تروق لاذان المؤسسة الرسمية، وان وظيفة وزارة العدل ليست افتاء الرأي باسلوب الاحتجاج بل اضفاء الشرعية عليها.