اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 19– 1 – 2018
يديعوت احرونوت :
– شكرا يا بطل.
– الحملة الدراماتيكية في قلب جنين: هكذا سدد الحساب مع المخربين.
– اللقاء المؤثر: ام الحاخام الذي قتل ومقاتل الوحدة الخاصة “يمم” الجريح.
– والدا المقاتلة في فريق الجو يردان على المعارضين لتجنيد النساء.
– النائب كابل ونوني موزيس يخضعان للتحقيق تحت طائلة التحذير في ملف 2000.
– 15 ساعة من القتال في الازقة – المعركة في جنين.
– العودة الى السفارة في عمان.
– سكان صفد ضد حاخام المدينة الذي دعا الى اقالة رئيس الاركان.
– ضابط كبير: حماس أكلتها في موضوع الانفاق.
معاريف/الاسبوع :
– قصيرة وعاصفة وضارة: انقطاع كهرباء واسع، انهيار اشجار وفيضانات في ارجاء البلاد.
– التقديرات: رئيس خلية الارهاب فر من جنين.
– الاجتياح في جنين: المطاردة لرئيس الخلية.
– مكتب نتنياهو: انتهت الازمة مع الاردن.
– ام الحاخام الذي قتل في العملية: “خير أن قتل المخرب ولم يجلس في السجن”.
– مصدر أمني: حماس لن تخرج الى حرب ضدنا على الانفاق.
– التحقيق مع كابل في ملف 2000: “أثق بسلطات القانون”.
– نشطاء من أجل الحيوانات يدعون الى التظاهر ضد خولدائي.
هآرتس :
– كابل عمل على قانون ضد “اسرائيل اليوم” وتلقى تعديلات على الصيغة من ناشر “يديعوت احرونوت”.
– السفارة في عمان ستعود الى النشاط؛ الاردن: اسرائيل اعتذرت عن قتل مواطنينا.
– غزة منذئذ والى الابد.
– ليس كل شيء انباء ملفقة: نظرة ايجابية الى سنة ترامب الاولى كرئيس.
– البيروقراطية تحتل منظمة التحرير الفلسطينية.
– الحرب الكردية التركية تبدأ في واشنطن.
اسرائيل اليوم :
– ام الحاخام شيفح: نحن فخورون بالمقاتلين.
– الائتلاف: نوني استخدم النائب كابل.
– هكذا اغلقوا على القتلة.
– أرملة رزئيل شيفح: “لا ابحث عن الثأر – بل عن اسكان البلاد”.
– بوليوود أزرق – ابيض.
– ضابط كبير : حماس فهمت ان لا معنى لحفر الانفاق.
والا العبري :
– مكتب نتنياهو يؤكد نهاية الازمة مع الأردن والتوصل لاتفاق بشأن ضحايا حادثة السفارة.
– حالة الطقس: استمرار تساقط الأمطار على بعض مناطق البلاد حتى ساعات المساء.
– المخابرات الإسرائيلية ترجح عدم تواجد زعيم خلية نابلس في جنين، خلال محاصرة المنزل.
القناة 14 العبرية :
– معدل الأمطار وصل 40 سم، ومعل الثلوج في الشمال وصل 10 سم، والعاصفة ستهدأ بعد ساعات الظهر.
– تقارير فلسطينية: لم يتم العثور على أي “جثامين” تحت أنقاض المنزل المدمر في جنين.
– الشرطة الإسرائيلية حررت رجل متخطف خلال شجار بين عائلتين في إسرائيل.
القناة 2 العبرية :
– فيضانات بسبب الأمطار أدت الى توقف الحركة المرورية على كافة الطرق بالبلاد.
– تقارير أمريكية: السفارة الأمريكية ستنتقل من “تل ابيب” الى القدس السنة القادمة.
– تقرير مخابرات سري: الفلسطينيون سيستخدمون المزيد من الاطفال مثل عهد التميمي لأغراض دعائية.
القناة 7 العبرية :
– بسبب الأحول الجوية: انقطاع التيار الكهربائي على عدة مدن جنوب البلاد.
– تقديرات: رئيس خلية نابلس التي قتلت الحاخام رزئيل ما زال على قيد الحياة.
– نتنياهو والوفد المرافق له في طريق العودة من الهند الى إسرائيل.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 19– 1 – 2018
يديعوت / 15 ساعة من القتال في الازقة – المعركة في جنين
يديعوت – بقلم مئير ترجمان وآخرين – 19/1/2018
قوافل من المركبات المحصنة شقت طريقها الى داخل جنين قبل منتصف الليل بقليل. وكان الهدف بيوت أربعة اعضاء خلية حماس التي قتلت الحاخام رزئيل شيفح. وقوة من الوحدة الخاصة “يمم” معززة بوحدات من الجيش الاسرائيلي، حرس الحدود ورجال المخابرات اجتاحت البيوت ووقعت في الموقع اشتباكات نارية قاسية في اثنائها اصيب مقاتلان واحد بجراح خطيرة وآخر طفيفة، ومخرب واحد صفي واعتقل اثنان. بعد 15 ساعة، عندما أخلت القوة جنين، كان بوسع مسؤولين في جهاز الامن أن يعلنوا: “سددنا الحساب مع قتلة رزئيل”.
كانت الحملة الجريئة التي انطلقت أول أمس ليلا ذروة مطاردة بدأت قبل عشرة ايام في اعقاب العملية في حفات جلعاد. وجاء الاختراق في التحقيق بعد العثور على السيارة المحروقة للمخربين – مما ساعد في الكشف عن هويتهم.
وصلت قوات الامن الى جنين بهدف اعتقال المطلوبين. وروت مصادر أمنية بان القوة اجتاحت بالتوازي بيوت المخربين المجاورة. اعتقل اثنان – ولكن مخربا ثالثا فتح النار من مسافة قصيرة مع مسدس، فصفي. ولكنه تمكن من جرح اثنين من مقاتلي “يمم”، واحد بجراح خطيرة وآخر طفيفة. المقاتل “ش” اصيب بجراح خطيرة وفقد الكثير من الدم ولكن علاجا جذريا ومتفانيا في الميدان نجح في استقرار حالته. وبعد ذلك حاصرت القوات بيت قائد الخلية، احمد نصر جرار، ابن نصر جرار – من كبار حماس في الانتفاضة الثانية والذي صفي في 2002. وروت امه بان القوات اخلوها مع ابنائها من البيت بعد ادعائها بان ابنها ليس في البيت. وبعد ذلك استخدمت القوات نظام “وعاء الضغط” الذي في اطاره وصلت آليات هندسية – فدمرت المبنى لاجباره على الاستسلام.
وصحيح حتى يوم امس ليس واضحا بعد ماذا كان مصيره: فقد أعلنت السلطة الفلسطينية بداية بان أحمد نصر جرار قتل في العملية بالفعل. وبناء على ذلك وزع منشور وحتى حماس سارعت الى تأبينه كشهيد. غير أنه تبين ظهر أمس بان القتل في الحادثة ليس احمد نصر بل ابن عمه احمد اسماعيل جرار، الذي يبدو أنه كان عضوا في الخلية. ادعاء ام المطلوب، في انه ترك البيت قبل نحو نصف ساعة من وصول القوات الاسرائيلية يحتمل أن يعزز الاعتقاد بانه لم يقتل في الاجتياح. ولما لم تقام خيمة عزاء او توزع بوسترات جديدة له فالتقدير هو أنه لم يدفن تحت الانقاض كما ظن بداية. والمعنى هو من ناحية قوات الامن أن المطاردة له مستمرة.
ومع بزوغ الفجر، اصطدمت امس القوة بمئات الشبان الذين خرجوا الى شوارع جنين ورشقوا الحجارة والزجاجات الحارقة نحوها. لم تكن اصابات اخرى للقوات الاسرائيلية التي أخلت المدينة في حوالي الساعة 14.00.
هآرتس / السفارة في عمان ستعود الى النشاط؛ الاردن: اسرائيل اعتذرت عن قتل مواطنينا
هآرتس – بقلم جاكي خوري وآخرين – 19/1/2018
اعلن مكتب رئيس الوزراء أمس انتهاء الازمة مع الاردن وعودة السفارة الاسرائيلية في عمان الى العمل الكامل. وحسب الاردن، فقد تمت التوافقات بين الطرفين بعد اعتذار اسرائيل عن قتل المواطنين الاردنيين من قبل الحارس الاسرائيلي في السنة الماضية. ومع ذلك، فان السفيرة عينات شلاين لن تعود الى منصبها كما أفادت “هآرتس” مؤخرا.
وكان الناطق بلسان الحكومة في عمان محمد المومني اعلن بان اسرائيل استجابت لكل المطالب الاردنية لانهاء الازمة. وعلى حد قوله، حولت وزارة الخارجية في القدس الى الاردن مذكرة رسمية تعهدت فيها اسرائيل لمواصلة الاجراءات القانونية المتعلقة بالحادثة ودفع تعويضات لعائلتي القتيلين. وكذا لعائلة القاضي الاردني الذي قتل بنار الجنود في معبر اللنبي في 2014. واضاف المومني بان عائلات الثلاثة وافقت على تلقي الاعتذار الاسرائيلي والتعويضات.
وحسب البيان الذي نشره مكتب نتنياهو “توصلت اسرائيل والاردن الى اتفاق في اعقاب الاحداث في السفارة في الاردن والحدث الذي قتل فيه القاضي الاردني. ستواصل السلطات المختصة في اسرائيل فحص المواد التي جمعت بالنسبة للحدث في تموز 2017 وستتوصل الى قرار في الاسابيع القريبة القادمة. اسرائيل تولي اهمية كبيرة للعلاقات الاستراتيجية مع الاردن وستعمل الدولتان على تحقيق التعاون بينهما وتعزيز اتفاق السلام.
يديعوت / حماس أكلتها في موضوع الانفاق
يديعوت – بقلم يوسي يهوشع – 19/1/2018
“تفهم حماس ما نفعله للانفاق وقد “أكلتها” في هذا الموضع” – هكذا قال امس ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية.
وبالفعل، فان الحل الاسرائيلي للانفاق الهجومية لحماس في قطاع غزة يعطي ثماره. وفي ضوء النتائج الاخيرة للعثور والترميم للانفاق في الاراضي الاسرائيلية، فان التقدير هو أن حماس تعيد التفكير في مشروع الانفاق الهجومية – التي تتطلب مقدرات كبيرة وباتت تبدو غير ناجعة – ولكنها ستواصل في كل الاحوال مشروع الانفاق الدفاعية في داخل القطاع. وعلى حد قول الضابط، يمكن الافتراض بان حماس ستستوعب بانها خسرت في هذه المعركة وستحاول نقل اساس مقدراتها الى أماكن اخرى، كتحسين منظومة الصواريخ والنشاط البحري مثلا. وكشف الضابط الكبير النقاب عن أنه حفر حتى الان أربعة كيلو مترات في مشروع العائق التحت أرضي ضد الانفاق والذي يقيمه الجيش الاسرائيلي، وطوله المخطط يبلغ 65 كيلو مترا. مئات العمال يعملون منذ الان في بنائه في منطقة سديروت، نتيف هعسرا، ناحل عوز، طوفا، حوليت وكيرم شالوم.
التقدير في قيادة المنطقة الجنوبية، التي يتولى قيادتها اللواء ايال زمير، هو أن العائق كله سيستكمل في منتصف 2019. ومع ذلك يقدرون في الجيش الاسرائيلي بانه بفضل التطورات التكنولوجية الاخيرة، يحتمل ان يكون ممكنا تدمير كل انفاق حماس حتى قبل استكمال الحائط التحت أرضي. والتقدير في الجيش هو أنه قريبا سيكتشف المزيد من الانفاق. وكان الجيش الاسرائيلي فجر في 30 تشرين الاول نفقا طويلا، الانفجار الذي تسبب بموت 12 مخربا من الجهاد الاسلامي. ووصل النفق الى عمق 200 متر الى داخل اراضي اسرائيل، ووصل حتى مسافة نحو 2 كيلو متر من كيبوتس كيسوفيم في جنوب غلاف غزة.
النفق – الذي سمح الجيش الاسرائيلي اليوم بتصويره – حفر بوتيرة 10 – 20 متر في اليوم. وكان عمقه الاقصى 26 متر. جولة في داخله كشفت عن مشروع كبير في حجمه: كيلو متر ونصف من الالواح والاقواس الاسمنتية، بل وحتى ارضية اسمنتية، في مسار ينطلق من خانيونس ويصل الى اراضي اسرائيل. ارتفاع النفق نحو متر وثمانين، وعرضه نحو 80 سنتيمتر، ويسمح لقوة كبيرة من المخربين السير في داخله بسرعة وتنفيذ عملية أو اختطاف والعودة الى اراضي القطاع.
ويقول الضابط الكبير في قيادة المنطقة الجنوبية اليوم في حديث مع مراسلين عسكريين على حدود غزة: “في كل يوم يمكن الوصول في غزة الى تصعيد. نحن نحسن الجاهزية، فيما تنظر حماس بعيون تعبة كيف تذهب لها استثمارات بالملايين في الحديد والبنى التحتية للانفاق. والعصب الاساس في القطاع هو الوضع الاقتصادي السيء الذي دفع حماس لان تتوجه الى المصالحة مع ابو مازن. توجد غزة في وضع هو الاصعب في العقد الاخير. غزة لن تكون سنغافورة، ولكنها غير ملزمة ايضا بان تكون الصومال، وهي تقترب من الصومال”.
واشار والضابط الى أن “الحل لغزة لن يأتي من المساعدة الامريكية للوكالة بل من مشاريع دولية”، ولكنه شدد على أن غزة ستبقى في وضعها طالما لم تحل مشكلة الاسرى والمفقودين الاسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.
معاريف / هكذا فوتنا الفرصة
معاريف – بقلم آفي بنينو – الناطق الاسبق بلسان الجيش الاسرائيلي – 19/1/2018
الخطاب الذي القاه هذا الاسبوع رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن كان باعثا على الاكتئاب لسببين: السبب الاول هو التشهيرات الفظيعة على اسرائيل، والثاني هو انه في هذه المرحلة يبدو حقا أنه لا يوجد شريك للاتفاق (او للصفقة، على حد تعبير ترامب). ولكن هنا، بالذات هنا، تبدأ المشكلة التي تتضم وتتعاظم فقط. فحين يتبين أنه لا يوجد شريك مناسب، يفترض بنا أن نكون حزانى وليس فرحين.
دولة واحدة للشعبين هي خطيرة، وهي التهديد الاكبر على دولة اسرائيل وعلى المجتمع الاسرائيلي. الزمن الذي ينقضي يعمل في طالحنا وليس في صالحنا. صحيح أن هذا ليس منوط بنا فقط، ولكن اذا لم يكن هنا شريك يمكنه أن يوفر البضاعة، فهذه بشرى سيئة جدا لنا وليس للفلسطينيين او للامريكيين. اذا لم تكن الادارة الامريكية تعرف كيف توجه الحوار والشروط لحل النزاع – فان الخطر والتهديد في استمرار الوضع القائم ينطبقان علينا.
في الاسبوع القادم سيزور القدس نائب الرئيس مايك بينيس وسيواصل الحديث عن صفقة بين اسرائيل والفلسطينيين. اقدر بان الشرق الاوسط المشتعل والحاجة العاجلة لمصر، الاردن، السعودية ودول اخرى للتعاون مع اسرائيل في مجالات الاستخبارات، التكنولوجيا والحرب ضد الارهاب – ستدحر القضية الفلسطينية الى الهوامش، وليس بسببنا فقط. ولكن مع حلول اليوم سنكون نحن من سيدفع الثمن على ذلك بفائدة مضاعفة. هذا أليم وحزين، ولكن هذا هو الوضع. برأيي، لقد فوتت اسرائيل ابو مازن قبل 15 سنة، وبدلا من تعزيزه اضعفته بشكل عزز حماس. واليوم، في سنه المبالغ فيها وفي يأسه الكبير، فان رئيس السلطة غير قادر على أن يصل الى حلول وسط ويكون ضمانة للاتفاق فيما أن اسرائيل لا يمكنها أن تتقدم الى اتفاق يكون في اساسه أمن المواطنين واحساسهم بالامان. المأساة توجد امام النافذة ومن خلف الزاوية. صحيح أننا قد نكون يائسين الان اقل من ابو مازن، ولكن هذا فقط بسبب الحاجة الطبيعية والميل لدفن الرأس في الرمال وللاستعداد لاحتفالات السبعين للدولة.
معاريف / بوليصة تأمين عباس
معاريف – بقلم جاكي خوري – 19/1/2018
هذا الاسبوع بعد أن أحيينا هنا يوم اللغة العبرية، احتفلنا كلنا، بالمساعدة الاديبة للسيد محمود عباس – الا هو ابو مازن – باسبوع اللغة العربية في اسرائيل. محللون، خبراء في اللغة العربية ومستشرقون يتجادلون هذه الايام بجدية كاملة في ما قصده فخامة الرئيس بقوله للرئيس الامريكي: “يخرب بيتك”. في دولة تعشق الخطاب السوقي، من الطبيعي أن تحتل شتيمة كتلك التي خرجت من فم ابو مازن، في خطاب مليء بنحو ساعتين أساس النقاش الاعلامي في اليوم التالي.
فتمني خراب البيت لم يكن اساس خطاب ابو مازن، ولكنه يمثل بتفانٍ علاقاته مع ترامب. جذور الازمة الحالية قبل نحو شهر. فقد سمع الزعيم الفلسطيني من السعوديين بان الرئيس الامريكي يوجد في مراحل متقدمة لبلورة خطة لتسوية دائمة مع اسرائيل. وعندما تعرف على تفاصيلها، أظلمت عيناه. دولة فلسطينية عاصمتها ابو ديس، بدون اخلاء المستوطنات، وغور الاردن تحت سيطرة اسرائيل.ليس ترامب هو الذي يقف خلف الصيغة بل نتنياهو، قال ابو مازن لرجاله، وقرر احباطها. مرت بضعة ايام، وصب زيت اضافي الى الشعلة، حين اطلق ترامب تصريح القدس.
عشق ترامب خطة السلام بل ووصفها بـ “صفقة القرن”. فكيف تحل مشكلة كهذه في حارتنا؟ يتم استباق الهجوم بضربة. او بطريقة ابو مازن، يتم الاعلان عن ترامب كجزء من المشكلة، وليس كجزء من الحل، وبعدها تقلب الطاولة عليه. اذا كان هذا هو سلام امريكا، فقد قال عباس اننها سنتدبر أمرنا بدونه. وبالفعل، منذ يوم الاحد مساء، وبدلا من الانشغال باستئناف المحادثات، يتحدث الجميع عن المدفعية الفلسطينية التي وقعت على البيت الابيض.
عن علاقاته السليمة مع ترامب تخلى ابو مازن منذ زمن بعيد. فالرئيس الامريكي جمد منذ بداية ولايته الدعم المالي للسلطة، وألمح بان في نيته أن يخفض ايضا المساعدة للوكالة. وعلى اي حال فان الاتحاد الاوروبي وليس امريكا هي الداعم الاساس لميزانية السلطة. وفي اللقاءات مع مبعوثي ترامب الى الشرق الاوسط، غرينبلت وكوشنير كثرت الصراخات وقلت الثقة. وشعر ابو مازن بان واشنطن والقدس ارتبطتا معا لفرض دولة جزئية وبائسة عليه. فقرر العمل في ثلاث قنوات. ان يخلق ازمة حادة، استعراضية، تجعل من الصعب على ترامب التقدم في خطته؛ استغلال الاهتمام الدولي لتسويق رؤيا السلام خاصته. وجباية ثمن استعراضي لقاء الاهانة. وهكذا فعل.
نائب ترامب، مايكل بينيت، الذي سيصل الاسبوع القادم الى القاهرة، عمان والقدس، لن يقترب من رام الله. فقد أعلنت عنه السلطة شخصية غير مرغوب فيها. وقال عباس امام الكاميرات: “هذه ليست صفقة القرن، بل صفعة القرن، وسنردها”.
الذراع الطويلة لامريكا
الشرخ بين المقاطعة والبيت الابيض حقيقي، ولكنه ليس مطلقا، صحيح أن ابو مازن قلب الطاولة على ترامب، ولكنه لم يحرق النادي، وهو يبقي لنفسه بوليصتي تأمين، لا يجري الحديث عنهما بشكل عام، ولا سيما حين تكون الاجواء مليئة بالمجادلات اللفظية حول الشتائم اللذيذة.
احدى البوليصتين تسمى السي.اي.ايه، والثانية الشاباك. فالعلاقات بين محافل الاستخبارات الامريكية واجهزة أمن السلطة الفلسطينية متينة، وجذورها تعود الى بداية عهد السلطة. فالامريكيون هم الذين علموا، وجهوا وسلحوا جهاز الامن الوطني الفلسطيني، الذي تأسس ليشكل نواة جيش مستقبلي، ولكن مهامه تشبه أكثر مهام حرس الحدود. كما اقاموا الحرس الرئاسي، الذي ينتشر رجاله في وزارات الحكم الفلسطينية ومهامهم الاساس حراسة ابو مازن وكبار رجالاته.
بالرعاية الحميمة التي بسطوها على السلطة، كسب الامريكيون النفوذ ويسيرون في ساحة نشطة كالمقاطعة. ولكن الربح الحقيقي يجنونه في قناة موازية. فاجهزة الامن الفلسطينية تعمل منذ سنين في خدمة وكالة الاستخبارات الامريكية في القتال ضد الارهاب الدولي. في زوايا عديدة في العالم توجد تجمعات فلسطينية، واحيانا ينمو في اوساطهم التطرف. جماعات فلسطينية في الغرب، خلايا طلاب في الجامعات، او منظمات مثل القاعدة، داعش وامثالهما يخدمون في صفوفهما. الامريكيون، الذين يدعون بانهم يخوضون حرب حول العالم ضد الارهاب، بحاجة لذراع طويلة، لجهاز استخبارات صديق وذي فروع خلف البحر، لجمع المعلومات او العمل ضد هؤلاء الشبان. فهذه هي الصورة ايضا في علاقات السي.اي.ايه مع محافل استخبارات في عمان. ومثل الجماعات الفلسطينية، يوجد اردنيون ايضا في كل مكان. في الذروة، قاتل في صفوف داعش 3 الاف مواطن اردني، والتعاون بين واشنطن واجهزة الاستخبارات في رام الله وفي عمان ينتج منذ سنين معلومات كثيرة، احباطات ونجاحات. لدرجة أنه احيانا كانت الاستخبارات الاردنية ونظيرتها الفلسطينية في منافسة على القلب الامريكي.
مع الشاباك (والجيش الاسرائيلي) القصة مشابهة. فقد أقام الطرفان منذ بداية ايام ابو مازن جهازا مشتركا لمطاردة نشطاء حماس والجهاد الاسلامي او كل من يتآمر على سفك الدماء. احد الطرفين يأتي بالمعلومات، والثاني ينفذ الاعتقال او العكس. هكذا احبطت مئات عمليات القتل في عقد من التعاون، او كما تسمي السلطة هذا باللغة النقية – “التسيق الامني”. ابو مازن ليس متعاونا، بل شريك. هكذا يزيح خصوم ويكسب هدوءا داخليا، في ظله يحفظ حكمه ويواصل وضع الاساسات للدولة المرجوة. اما اسرائيل من جهتها فتوفر فقدان الحياة.
ان الاتصال الوثيق مع السلطة ولد تعلقا اسرائيليا بالمخابرات العامة الفلسطينية وبالامن الوقائي، جهازي الامن المتصدرين لدى ابو مازن. لا يوجد اليوم ضابط في الجيش الاسرائيلي يعنى بالمجال الفلسطيني أو رجال “شاباك” (المخابرات الاسرائيلية)، يستخف بدورهم المركزي في حفظ الاستقرار في الضفة وفي القدس. صحيح أن اسرائيل تعرف كيف تتصدى وحدها للعنف اذا ما اضطرت، ولكن الثمن سيكون عاليا. في المرة الاخيرة التي وقفت فيها وحدها امام هجمة ارهاب واسعة في الضفة وفي القدس، تفجرت الباصات في مدنها. ان التعلق الاسرائيلي بالتعاون من رام الله هو شهادة الامان الثانية لعباس، بوليصتان، الاسرائيلية والامريكية هما بالنسبة له كـ “القبة الحديدية”. فهما تسمحان له بان يبدي زعامة في الازمة الحالية وعدم الانبطاح أمام الرئيس الامريكي.
إذن ماذا قصد ابو مازن عندما تمنى للرئيس الامريكي خراب بيته؟ هل حقا تمنى انهيار البيت الابيض، الهيكل المقدس للعلمانية والديمقراطية الامريكية؟ الجواب هو ان ليس مهما ما قصد. أهم من ذلك بكثير الكلمات والحقائق التي لم يعبر عنها. هذه الكلمات هي التي صاغها لنفسه على النحو التالي تقريبا: أنا اضحك عليك وعلى أمثالك، يا مستر ترامب. فأنت والاسرائيليون ايضا بحاجة جدا لنيتي الطيبة. ولما كنت حيويا لكما الاثنين، فلن تتمكن من ان تفرض علي خطتك للسلام ولهذا فاسمح لي بان اهنئك بأمنيات يخرب بيتك.
هآرتس / بعد الخطاب الهجومي لعباس، البيروقراطية تسيطر على م.ت.ف
هآرتس – بقلم عميره هاس – 19/1/2018
ج. أراد فتح حساب بنكي في رام الله. وهو من سكان القدس ويعيش في أحد احيائها خلف الجدار. فعليا ميدان المنارة أسهل عليه في الوصول اكثر من شارع صلاح الدين في القدس. ج. منذ فترة طويلة لم يجدد بطاقة هويته لأنه لم يدفع “الارنونا” في السنوات الاخيرة، كدليل على أن مركز حياته في القدس. عندما سيحاول تجديد بطاقة هويته فان الدولة ستلغي مكانته كمقيم دائم وحينها سيبقى بدون مواطنة. ولكن في البنك الفلسطيني في رام الله رفضوا فتح حساب له. “اذهب وجدد بطاقة هويتك الاسرائيلية”، قالوا له. ومهما كانت الاسباب، فهم في البنك يخضعون لتعليمات وزارة الداخلية الاسرائيلية بعدم الاعتراف ببطاقة الهوية القديمة للفلسطينيين من سكان القدس. في وسائل الاعلام الرسمية في الضفة الغربية يسمون بلدية القدس “بلدية الاحتلال”. فعليا، يحرصون على الخضوع لاملاءاتها.
المجلس المركزي لـ م.ت.ف وجه اللجنة التنفيذية – حكومة م.ت.ف الفلسطينية – لتجميد الاعتراف باسرائيل. ولكن هذا التجميد فعليا ما زال بعيدا. محمود عباس يسيطر على اللجنة التنفيذية وهو الذي سيقرر هل ومتى يجب العمل حسب هذا التوجيه. ولكن اذا تم سحب الاعتراف باسرائيل فهل يوجد لهذا معنى في الواقع؟ مثلا، هل ستوجه السلطة الفلسطينية البنوك لعدم احترام القواعد التي وجهتها حتى الآن بخصوص فتح حسابات بنكية لـ ج. والفلسطينيين المقدسيين الآخرين الذين يوجدون في وضعه؟ هذا ليس مجرد سؤال. هناك فضاء واسع يفصل بين اللحظات السياسية التي تحظى بالعناوين مثل خطاب عباس والقرارات أو التوصيات للمجلس المركزي (البرلمان المصغر لـ م.ت.ف) وبين الحياة الحقيقية للناس. هذا الفضاء نسج باندماج بيروقراطي مزودوج نشأ في الـ 24 سنة الاخيرة منذ التوقيع على اتفاقات اوسلو حيث تعمل السلطة في حالات كثيرة كمقاول من الباطن لاسرائيل. احيانا تقوم السلطة بذلك دون أن يكون لها خيار آخر. واحيانا من خلال تبني منطق اسرائيل. الاختبار الحقيقي لمصداقية البيانات الرسمية هو في تغيير البيروقراطية الفلسطينية ومنطق وجودها. هل هذا ممكن؟.
مثلا، اسرائيل تمنع الفلسطينيين سكان الضفة الغربية من قيادة سيارات ذات لوحات صفراء، السلطة الفلسطينية تجبر كل من هو متزوج من احد سكان أو احد مواطني اسرائيل من اصدار تصريحا خاصا من وزارة المواصلات الفلسطينية اذا اراد قيادة سيارة اسرائيلية داخل المناطق أ. في كل مرة تقوم الشرطة الفلسطينية بحملات للعثور على سيارات مسروقة أو غير مؤمنة، والتي لوحاتها صفراء. فلسطينيون كثيرون اعتادوا على أن يشتروا بثمن رخيص سيارات اسرائيلية عمرها عشر سنوات أو أكثر، وعند انتهاء فترة الترخيص السنوية وقيادتها في المناطق ب حيث السيطرة الامنية لاسرائيل.
هل في اعقاب اجتماع المجلس المركزي لفتح والتصريحات الهجومية لعباس ستتنازل السلطة الفلسطينية عن دورها في المتاهة البيروقراطية وأن تمكن الفلسطينيين من قيادة السيارات الاسرائيلية، بشرط أن يكون التأمين والترخيص مكتمل؟.
مثال آخر هو عمل لجنة المياه الاسرائيلية الفلسطينيين الذي تجدد قبل نحو سنة. عمل هذه اللجنة تم تجميده في حينه من قبل الوزير السابق لسلطة المياه، شداد عتيلي، لأنها تحولت لتكون وسيلة لمنح اذن فلسطيني للمستوطنات. الفلسطينيون اضطروا الى المصادقة على مشاريع مياه وصرف صحي في المستوطنات كشرط للمصادقة المقننة لمشاريع محدودة لهم في مجال البنى التحتية للمياه والصرف الصحي. ضغط اسرائيلي شديد على السلطة أدى قبل ثلاث سنوات تقريبا الى اقالة عتيلي وتعيين وزير آخر هو مازن غنيم، هل هجومية المجلس المركزي بالهام من خطاب عباس ستؤدي الى تجديد المعارضة الفلسطينية على اعطاء الموافقة على العملية الكولونيالية بواسطة المشاركة في لجنة المياه؟.
في نهاية تشرين الاول نشرت الادارة المدنية في صحيفة “القدس” عطاء لاستئجار سيارات ذات لوحات ترخيص فلسطينية “لتقديم خدمات في مناطق أ و ب”. هذه الصيغة اثارت الشكوك بأن الامر يتعلق بخرق الاتفاقات: الادارة المدنية ليس عليها العمل داخل هذه المناطق التي تقع تحت السيطرة المدنية الفلسطينية. في رد مهديء لصحيفة “هآرتس” قالت المتحدثة بلسان منسق اعمال الحكومة في المناطق بأن استئجار هذه السيارات من شركات فلسطينية لصالح الموظفين الفلسطينيين في الادارة المدنية ليس امرا جديدا. واضافت بأن الامر لا يتعلق بتقديم خدمات (رغم أن هذا كان مكتوب في العطاء) بل أن السيارات ستستخدم من اجل سفر العاملين الذين يعيشون في مناطق أ و ب ويتم تشغيلهم في اقسام الزراعة وجودة البيئة والمياه التابعة للادارة المدنية والتي تعمل في المناطق ج. هل المجلس المركزي سيمنع صفقات كهذه مع الادارة المدنية، التي تشكل أحد الاجهزة الحيوية للكولونيالية الاسرائيلية التي تحدث عنها عباس؟.
يعارضون ويخسرون
السلطة الفلسطينية ترى كانجاز حقيقة أنه حسب اتفاقات اوسلو، فان السكان لا يقابلون بصورة مباشرة موظفي الادارة المدنية من اجل الحصول على التصاريح، بل يقدمون الطلبات عبر موظفين فلسطينيين. ولكن هؤلاء بدل من تمثيل ابناء شعبهم تحولوا الى وكلاء بريد أو ممثلين للسلطة الاسرائيلية أمام الفلسطينيين. امرأة تريد تصريح لمرافقة اختها في مستشفى في اسرائيل، والموظف الفلسطيني قال لها إنها لن تحصل على التصريح. سواء لأنها شابة أو لأنها متزوجة من شرطي في حماس أو لأنها نشيطة نسوية لها صوت قوي – لا يمكن معرفة ذلك. بدل تمثيلها في نضالها للحصول على حقها في مرافقة أختها فان الموظف يشرح لها موقف اسرائيل الذي استوعبه تماما. مواطنة اجنبية متزوجة من فلسطيني وتعيش في الضفة الغربية من عشرين سنة تقريبا تريد المرور في اجراءات جمع شمل العائلات والحصول من اسرائيل على شهادة مواطنة في الضفة الغربية. وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية التي عليها نقل طلبها الى الادارة المدنية رفضت ذلك. “الاسرائيليون لا يقومون بعلاج هذه الطلبات، “ليس هناك مبرر لتقديمه”، قال الموظف الفلسطيني. عندما يحاول الموظفون الفلسطينيون معارضة تعليمات اسرائيل، يخسرون. قبل نحو سنة اضرب موظفو لجان الارتباط الفلسطينية بعد الاستنتاج أن تعليمات اسرائيل الجديدة لاعطاء تصاريح زراعية لفلاحة الاراضي التي تقع خلف جدار الفصل تؤدي الى سيطرة اسرائيلية. الاضراب اوقف اعطاء التصاريح، لكنه أضر فقط بالمزارعين، واضطر الموظفون الى العودة الى العمل.
بعد سنوات منعت فيها اسرائيل معظم سكان قطاع غزة من السفر الى الخارج في جسر اللنبي، في السنوات الاخيرة بدأت بالسماح بذلك بشرط التوقيع على تعهد بعدم العودة خلال سنة. اسرائيل تحظر على سكان القطاع التوقف في مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة وتجبرهم على السفر بطريقة منظمة مرة في الاسبوع مباشرة الى جسر اللنبي. ايضا العائدين الى القطاع عبر جسر اللنبي عليهم العودة حالا في رحلة سفر منظمة تسير مرة في الاسبوع. مرة كل اسبوعين هناك رحلة منظمة الى القنصلية الامريكية في القدس لسكان القطاع الذين يريدون الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة. اعطاء تصاريح الخروج هذه تم تجديده بعد اشهر من التجميد، وفقط في اعقاب استئناف قدمته جمعية “غيشه”. هذه الرحلات المنظمة – التي تجبر بضعة مئات من الاشخاص في كل شهر على القيام بترتيب وقتهم مع الجدول الزمني الصارم لهذه الرحلات – ملزمة بمرافقة ممثل لجنة الارتباط الفلسطيني، الذي يراقب عدم قيام أحد بخرق شروط التصريح. مراقبة مماثلة تقدم ايضا للرحلات المنظمة التي تخرج من حاجز قلندية الى حاجز ايرز، التي فيها سكان القطاع الذين حصلوا على تصاريح الخروج – بشكل عام لاغراض العلاج – لكنهم مكثوا فترة في الضفة الغربية تتجاوز ما هو وارد في التصريح.
بيروقراطية السلطة الفلسطينية تجد ضعفها امام القوة والسيطرة الاسرائيلية. لهذا فهي توافق على توظيف مرافقين من قبلها للقيام بالاشراف على تطبيق قيود الحركة الاسرائيلية. لذلك فهي لا تستطيع منع بناء “غابة غوردي” بدون تصاريح بناء في كفر عقب ومخيم شعفاط للاجئين التي تقع خلف جدار الفصل في القدس، رغم أن اسرائيل لم تعمل على فرض صلاحياتها هناك. السلطات تصل الى السكان هناك فقط لجباية الاموال للبلدية، لكن ليس عندما يتعلق الامر برفاههم. مؤسسات السلطة ممنوعة من العمل في المناطق التي تخضع لحدود بلدية القدس. ايضا ليس من اجل منع كارثة بلدية يتم بناؤها امام ناظري الجميع.
مشكوك فيه اذا كانت هذه البيروقراطية يمكنها أن تتغير وأن تسمح لنفسها بالتوقف عن الخضوع للتعليمات الاسرائيلية. في اللحظة التي تتوقف فيها عن الخضوع، فان السلطة الفلسطينية لا تستطيع أن توفر جزء كبير من الخدمات التي من اجلها وجدت منذ البداية، واسرائيل ستعاقبها على عدم الخضوع هذا. هذا هو الشرك الكبير للادارة الذاتية المرتبطة باحسان الاحتلال والتي ترتدي جلد منظمة تحرر وطني.
يديعوت / وها هي نهاية الذكرى
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 19/1/2018
متحف ياسر عرفات بني في ساحة المقاطعة في رام الله، الى جانب مباني الرئاسة. يبدأ الزائر رحلته في ساحة القبر، ساحة واسعة، نصب تذكاري، بارزة بحجرها الشايش الابيض، وينتهي بالقسم المحروس، الاشبه بالخندق، الذي سكن فيه عرفات في اشهر حياته الاخيرة، في اثناء حصار الجيش الاسرائيلي. فتح المتحف في تشرين الثاني 2016، وأمّه حتى اليوم 45 الف زائر، كما يشير المرشد بفخار، اما انا فكنت أتوقع أكثر.
المبنى فاخر بكل مقياس. التصميم حديث، غربي، نظيف، غريب على البيئة. وهو يذكر بمكتبة كندي في بوسطن، بيت بيغن في القدس، مركز رابين في تل أبيب. كما أن الفكرة خلف العرض مشابهة: توحيد الزعيم مع التاريخ والتاريخ مع الزعيم. هنا وهناك يخضع التاريخ، لاخلاء مكان لعظمة الزعيم. هذه هي طبيعة عبادة الشخصية.
وصلنا الى هناك ثنائيا: روني شكيد وأنا. شكيد كان 14 سنة في المخابرات الاسرائيلية، معظمها في الضفة؛ 31 سنة كان مراسل “يديعوت” في المناطق. في السنوات الخمسة الاخيرة انهى درجة الدكتوراة وهو يعمل كمحاضر في معهد ترومان في الجامعة العبرية. هذا الشهر صدر له عن دار نشر “يديعوت” كتابه “من خلف الكوفية” الذي يستند الى رسالة الدكتوراة. ويصف الكتاب بشكل معمق ولاذع زاوية النظر الفلسطينية في النزاع. طلبت أن اقابله صحافيا في رام الله. الكثير من المغامرات المشتركة اجتزناها هناك، قلت. هذا هو المكان السليم.
“عظيم”، قال شكيد. “سنزور متحف عرفات. في 1974، عندما كنت مسؤولا في المخابرات الاسرائيلية في منطقة رام الله، كان مكتبي في المقاطعة. لن تصدق، ولكن عندما عاد عرفات الى رام الله، اختار مكان مكتبه بالذات في غرفتي”.
في المتحف وجد شكيد تذكارا واحدا آخر في عهده في الشاباك “المخابرات”. بعد حرب الايام الستة عمل عرفات في التنظيم السري في منطقة رام الله. واصدر الشاباك عليه نموذج مطلوب. وبعد تفتيشات عثر عليه في قرية قرب رام الله. ولكنه تمكن من الانفلات في اللحظة الاخيرة ولكنه ترك خلفه راديو الترانزستور خاصه. ولاحقا منح جدعون عيزرا، قائد المنطقة، الراديو لروني شكيد. اما شكيد فابقاه لمن سيأتي بعده. والان يعرض الراديو في المتحف، من خلف الزجاج، الى جانب القرآن، الكوفية، النظارات، المسدس والمحفظة.
هل الفلسطينيون كانوا يعرفون عن ماضيك في المخابرات.
فقال: بالتأكيد كانوا يعرفون.
فسألت: هل دفعهم هذا للتحفظ منك.
“بالعكس. كانوا يحكمون علي وفق تعاملي معهم وليس وفق مصداقية مقالاتي. كانوا يعرفون من أنا ومن لست أنا. انا صهيوني، قلت في اثناء مقابلة مع اسماعيل هنية، زعيم حماس. واحترمني أكثر”.
حائط الدخول الى المتحف تزين برسم زيتي ضخم يخلد وجوه ابطال فلسطين على اجيالهم، من المفتي الحاج امين حتى ابو مازن، من جورج حبش حتى ابو جهاد، من ليلى خالد حتى الشيخ ياسين. خريطة ذكية تعرض بلمسة اصبع كل بلدة كانت في بلاد اسرائيل في 1922، بما في ذلك “البلدة الاستيطانية بيتح تكفا”. ويبدأ العرض بصورة ثيودور هرتسل وبوصف الكونغرس الصهيوني الاول. وما سجل في الذاكرة اليهودية كأضطرابات 1929، بما فيها مذبحة الخليل الوحشية، سجلت في الذاكرة الفلسطينية كثورة البراق – احتجاج فلسطيني شعبي في ضوء الدعم الذي منحه البريطانيون لليهود. نحن نقول الحائط الغربي؛ هم يقولون البراق، حصان النبي محمد. مايكل روهن، الاسترالي الذي حرق جزءا من المسجد الاقصى في 1969، يوصف في المتحف كـ “مستوطني يهودي”.
الفلسطينيون، مثلنا، وربما أكثر منا، يقدسون الذاكرة. هذا ما يربطهم معا، هذا هو دينهم الوطني.
سيرة حياة عرفات، من مكان ولادته وحتى ملابسات موته، تعرض في المتحف كسيرة بطولة فائقة، اكبر من الحياة، اكبر من الواقع. لا اخطاء، لا مجال للندم، لا هزائم، وكذا – لا سهى، زوجته وأرملته. فقد نُحيت ليس فقط عن السياسة وعن المال الفلسطينيين – بل نُحيت ايضا عن الذاكرة.
ولكن يوجد في المتحف ايضا توصيفات موضوعية لاحداث تاريخية، نقية من الدعاية، واقتباسات مثيرة للانطباعات من كتابات الشعراء، معظمهم اسرائيليون: محمود درويش، توفيق زياد، سميح القاسم. وتوجد صور تجسد جيدا الهزيمة واللجوء في 1948، معانيات الاحتلال من 1967 فلاحقا، سور الفصل واحداث الارهاب. اتفاق اوسلو يعرض كانجاز كبير لعرفات. بيرتس ورابين يعرضان كشريكين للسلام.
الطابق الذي نزل اليه عرفات في فترة الحصار ابقي كما كان: اكياس الرمل على النوافذ، المخزن، الاسرة ذات الطوابق للحراس مع كلاشينكوفاتهم، وفي الطرف، الشقة المتواضعة التي خصصت للزعيم – فرشة نوم اسفنجية، بلا نوافذ، سرير، خزانة معلقة فيها بدلاته الخاكي، صورة صغيرة لابنته زهوة بين ذراعيه، غرفة مراحيض في الحد الادنى وجهاز تنفس لضيق المكان نقل الى غرفة مجاورة. هل اسرائيل سممته، سألت المرشدة، وهي خريجة دائرة الصحافية في جامعة بيرزيت. فترددت فيما تريد أن تقوله. وقالت في النهاية “معقول الافتراض أن نعم”.
جابوتنسكي في رام الله
لقد كانت رام الله مليئة يوم الثلاثاء بالاعلام الحمراء، التي رفعت بفخار على عواميد الانارة على طول الشوارع الرئيسة. فسألت على شرف من فقال شكيد: على شرف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. فاليوم هو يوم ذكراها السنوي. ونشرت على لوحات الاعلانات صور احمد سعدات، زعيم الجبهة المحبوس في اسرائيل. وبرز سعدات الى جانب عرفات ومروان البرغوثي، كأبطال رسوم الحائط.
اذا ما تحرر البرغوثي في موعد ما، فسيصعب عليه أن يتعرف على رام الله. اليافطات بالانجليزية. وكذا اسماء المطاعم، الفنادق واماكن الترفيه مستمدة من الانجليزية. مثلما هو الحال عندنا. السيارات حديثة وكبيرة. المال يتدفق. خيالات اصحاب المال والمعماريين انتجت مبان جديدة مدورة، مثلثة، خرطومية. في مركز المدينة بني مبنى مكاتب ضخم في شكل سفينة. والهدف هو سرقة الانتباه، وعلى الطريق التذكير بسفينة العودة. بني برج من 32 طابقا، وعلى رأسه مطعم. في اليوم الصافي يرون من هناك تل أبيب: هذا هو مصدر جذبه.
دار الحكومة في رام الله اضافت المزيد فالمزيد من المباني. كل شيء جديد. كل شيء متطور. يخيل بانه كلما كانت للفلسطينيين دولة أقل، هكذا كانت لهم حكومة أكثر (او، للاسف، مباني حكومة اكثر).
في الصباح زرنا مقر م.ت.ف في رام الله. زياد درويش، رجال اتصال م.ت.ف مع المجتمع الاسرائيلي، اخذنا الى الطابق العلوي، الى معرض صغير يعرض هناك. نصوص كتبها بيرل كاتسنلسون، البرت آينشتاين، زئيف جابوتنسكي، ارئيل شارون، اسحق رابين، عاموس عوز، تعرض على الجدران بالعبرية، بالانجليزية وبالعربية، مع صورهم. وقد اختيرت النصوص بعناية. وكلها تتحدث في صالح السلام بين اليهود والعرب.
أنا مشوش، قلت لروني شكيد. كيف يتدبر هذا مع خطاب “يخرب بيتك” لابو مازن؟
جلسنا في أزوره، مطعم يعرض طعاما شرقيا الى جانب الطعام الفرنسي. في الطاولات المجاورة جلس محليون وأجانب. تحدثنا العبرية. هل صُدمت من مضمون الخطاب، سألت. “لم اصدم”، اجاب شكيد. “ابو مازن يعرف كيف يميز بين معتقداته وبين الممارسة السياسية. لم يخرج ابدا عن الرواية الفلسطينية – ولا حتى بميلمتر واحد. فالرواية تقول ان الاستيطان الصهيوني هو مناورة استعمارية. القوى العظمى، التي لم تكن ترغب باليهود في اوروبا، بعثت بهم الى هنا، ليقوموا بالعمل بدلا منها. وما قاله لم يفاجئني: هو يريد كل شيء. ولكنه يعرف انه يقف امام حائط حديدي – دولة اسرائيل. لا مفر أمامه غير التسليم بوجودها.
“ليست معتقدات ابو مازن هو ما فاجأني، بل قراره بالتعبير عنها بهذا الشكل الفظ. هو غاضب. واحد اسباب غضبه هو اننا نصفه كالعدو الاسوأ لاسرائيل، وذلك في الوقت الذي لا تقل مساهمته في أمن الدولة لا تقل عن مساهمة الشاباك. وهذا ما يقولونه لي في الشاباك”.
نتنياهو قال مزق القناع عن وجه ابو مازن، قلت.
“لم يكن قناع في أي مرة”، قال شكيد. “هذا هو ابو مازن، هذه هي اراؤه. من جهة اخرى، منذ 2005 وهو يقود فكرة دولة فلسطينية على 22 في المئة من الارض بين البحر والنهر، مع عاصمة في شرقي القدس، هذا هو حله السياسي”.
ولكنه يرفض وجود اسرائيل اخلاقيا، قلت.
فقال شكيد: “صحيح ولكنه مستعد لان يسلم بها سياسيا”.
من يرفض اخلاقيا وجود اسرائيل، لا يمكنه أن يوقع ابدا على اتفاق يضع حدا للنزاع، قلت.
فقال شكيد: “لاسفي لاشديد، هذا هو استنتاجي. ليس الطرف الفلسطيني وحده هو المذنب – بل طرفنا ايضا. الحكومة تقودنا الى دولة ثنائية القومية. مشروع المستوطنات خلق بحكم الامر الواقع دولة ثنائية القومية”.
1.000 مفتاح
في الجيش خدم شكيد في هيئة الاركان في سييرت متكال “وحدة الاركان الخاصة” في سنواتها القاتمة. وفي الجامعة تعلم الشرق الاوسط. ومع ختام تعليمه، في 1968، عرض عليه احد المعلمين تجربة حظه في المخابرات. 50 سنة وهو يتعلم النزاع. على مدى سنين وهو يجمع كل ما يتعلق بالرواية الفلسطينية، من اغاني الاطفال، الطوابع، المناشير وحتى المفاتيح – الرمز المادي للكفاح في سبيل حق العودة. وهو يقول “عندي صور لـ 1.000 مفتاح مختلف”.
احساس الضحية يخرب عليهم على مدى كل الطريق، قلت. “لماذا يدمنون عليه؟”
فقال: “لان وجهتهم نحو الماضي. مستقبلهم يغرق في الماضي. هذا مأساوي، لانهم لن يعودوا الى الاماكن التي يتحسرون عليها. حيال المحور الاسرائيلي ليس لهم امل في العودة”.
كيف ترجم تطلعاته الى الواقع اليومي، سألت.
فقال: “وفقا لمعطيات المخابرات الاسرائيلية – الشاباك، فان اكثر من 600 الف فلسطيني اجتازوا السجون الاسرائيلية منذ 1967. أما وفقا لمعطياتهم فـ 750 الف. لا يدور الحديث عن قتلى وجرحى. هذه وطنية على مستوى عال جدا.
“لقد طوروا آليات بقاء. الصمود يسمح لهم بالعمل في اسرائيل، بالعمل حتى في المستوطنات ومواصلة الكفاح. في اسرائيل يسمعون تصريحاتهم ويصرخون – تحريض. لا يفهمون بان هذا ما يفكرون به ويشعرون به حقا.
“بعد 25 سنة من اتفاق اوسلو يتصور طلاب اعضاء فتح مع احزمة ناسفة. حماس في غزة لا تستثمر فقط في الانفاق – بل في التعليم ايضا، وبالاساس في التعليم. كل ابن 20 في غزة تربى على ايديولوجيا حماس. هذا هو رأسه”.
قلت ان كتابك متشائم جدا.
“توجهت الى العمل على المادة بلا رأي مسبق”، قال. “ظننت اني سأجد اصواتا اكثر تدعو الى السلام، استعدادا اكثر للحل الوسط. وفي النهاية كتبت كتابا يتعارض وفكري السياسي. توصلت الى الاستنتاج بان النزاع غير قابل للحل. شعبان متطرفان يجلسان الواحد في داخل الاخر، ولا سبيل للجسر بينهما. هذا أحبطني جدا. الكتاب متشائم لان الواقع متشائم”.
فسألت، لماذا انت إذن تغضب حين يقول نتنياهو، بينيت وليبرمان هذا.
“لاننا نحتاج لان نعيش معهم”.
ولكنك تشرح بانهم لا يريدون أن يعيشوا معنا، قلت.
فقال: “إذن فليفصلوا. انا اؤمن بان حل الدولتين لا يزال ممكنا. لا توجد في التاريخ اوضاع غير قابلة للتراجع”.
شبه اوروبا
الاسرائيلي يمكنه اليوم ان يسافر الى رام الله ويعود دون أن يعتقل في الحاجز، لا الاسرائيلي ولا الفلسطيني. والسائح يمكنه أن يوهم نفسه بانه في اوروبا – سيادة واحدة تلامس سيادة اخرى، وطالما انك ضمن الصورة الشخصية العرقية الصحيحة، فكل شيء يتدفق. كفر عقب وسميرا ميس، الحيان اللذان خلف جدار الفصل، ضما الى القدس، ولكن البلدية غير قادرة على توفير الخدمات لهما. قدم يهودي لا تطأهما. الفوضى تحتفل. الجريمة تحتفل. ومع ذلك حصل شيء ما. على جدران البيوت دقت يافطات ازرق – ابيض مع اسماء شوارع بالعبرية.
حزما، قرية محاذية للجدار، تطل على طريق الدخول الرئيس للاسرائيليين الى القدس. وترتزق القرية من بيع الوقود الرخيصة، المسروقة للاسرائيليين. قرية هادئة. يوم الثلاثاء اصطدم الجنود بفتيان من حزمة رشقوا الحجارة على الطريق. واضرم الفتيان النار في اطار لشاحنة ودحرجوه في نزلة التلة، باتجاه السيارات. وكان المشهد مذهلا: شعلة نار كبيرة تلمع على خلفية الغروب الشتوي. تتحرك بسرعة الى الاسفل، تقفز عن الصخور. اذا لم يكن هناك اصابات فلا احد يبلغ عن شيء، روتين احتلال: محق من قال لنا في رام الله ان خطاب ابو مازن لم يغير شيئا. ما كان، هو الحاضر، وهو ما سيكون.
هآرتس / انتصار الفلسطينيين المقدسيين
هآرتس – بقلم نير حسون – 19/1/2018
إمبلا هي كلمة عربية ليس لها موازٍ دقيق بالعبرية. ومعناها نعم بالذات او رغم كل شيء. مجموعة نشطاء يساريون مقدسيون يعتزمون اقامة مركز ثقافي ونشاط جديد في مدينة تحت اسم “إمبلا”. المؤسسون طلبوا مني ان احاضر بروح المكان الجديد. بعد التفكير اخترت أن اتحدث عن انتصارات الفلسطينيين على الاحتلال في القدس. ظاهرا، هذا تعبير متضارب على نحو واضح، إذ لا خلاف بان الفلسطينيين بشكل عام والفلسطينيين في القدس بشكل خاص مهزومون ومحتلون منذ 50 سنة. مصيرهم ليس في أيديهم، هم عديمو الحقوق، يعانون من ظلم منهاجي، من عنف سلطوي، من فقر عميق ومن غياب القيادة. ورغم كل شيء، فان بودي ان ادعي – بالذات معا. بالذات الفلسطينيون في القدس، من كل باقي الجماعات الفلسطينية، اظهروا قوة صمود وتصميم في مواجهة الاحتلال. وبالذات هم الذين لديهم القوة للتأثير على مستقبل الشعبين.
الانتصار الاول للفلسطينيين في القدس هو الديمغرافيا. اذا كان هناك عامل واحد ثابت في الخمسين سنة التي مرت منذ 1967، فهو الصمود الفلسطيني في القدس. لا يهم ما يحدث، الفلسطينيون لا يغادرون المدينة. حتى لو كان المعنى هو “العيش في ظروف صعبة في احياء مكتظة. هكذا، رغم المساعي الجبارة من جانب حكومات اسرائيل للحفاظ على الاغلبية اليهودية – الجهود التي تضمنت مصادرة واسعة للاراضي واقامة احياء كبرى لليهود على تلك الاراضي – فان الاغلبية اليهودية في القدس تقلصت من 75 في المئة في 1976 الى 60 في اليوم اليوم. وحتى مشروع الاستيطان المزدهر، الذي تقوده جمعيات “العاد” و”عطيرت كوهانيم” في داخل الاحياء الفلسطينية في المدينة يتخذ صورة مختلفة قليلا عند النظر اليه في عيون ديمغرافية. المستوطنات في سلوان، البلدة القديمة وفي اماكن اخرى وان كانت تتسع بلا انقطاع على حساب العائلات الفلسطينية، الاتساع الذي يلحق معاناة للسكان، الا ان عدد المستوطنين في الاحياء الفلسطينية طفيف. بعد 30 سنة من الجهود المركزة، استثمار مئات ملايين الشواكل والتعاون الوثيق مع الحكومة، يبلغ معدل المستوطنين بين عموم السكان في تلك الاحياء 1 في المئة. كما لم ينجح المستوطنون في تغيير المجال العام بشكل ذي مغزى. بفضلهم اضيفت اعلام اسرائيل، شرطة حرس الحدود وكاميرات حراسة، ولكن “تهويد” احياء شرقي القدس ليس قريبا اليوم مما كان قبل بداية المشروع. في 1990 كان يعيش في سلوان 8.700 فلسطيني وصفر مستوطن. اليوم يعيش في الحي نحو 500 مستوطن واكثر من 20 الف فلسطيني. وهذا يعتبر النجاح الاكبر للمستوطنين. من الصعب اذن الادعاء بان المستوطنين يوشكون على تغيير طبيعة سلوان او كل حي فلسطيني آخر.
ولكن الديمغرافيا ليست الانتصار الفلسطيني الوحيد في المدينة. فالفلسطينيون في القدس اثبتوا ايضا المرة تلو الاخرى بانهم لا يقبلون الاملاءات الاسرائيلية. هكذا كان في جهاز التعليم، حين فشلت اسرائيل في ادخال المنهاج التعليمي الاسرائيلي. وهكذا ايضا في المقاطعة التامة للانتخابات البلدية. مع أن هذه المقاطعة تمس بالخدمات التي تتلقاها الاحياء الفلسطينية، ولكنها تشدد كون شرقي القدس مدينة محتلة. وحتى في موضوع التخطيط والبناء، أدى ظلم الفلسطينيين الى بناء واسع بلا تراخيص، رغم هدم البيوت اضطر كل رؤساء البلدية الى استيعاب حقيقة انه لا يمكن هدم عشرات الاف المباني. وفي نهاية المطاف ستكون حاجة لمنح اغلبيتها الساحقة تراخيص بناء.
لقد اثبت الفلسطينيون في المدينة لاسرائيل بان ليس لها يد حرة في الحرم ومحيطه. في كل مرة حاولت فيها اسرائيل اجراء تغييرات في الوضع الراهن في الحرم اصطدمت بمقاومة شعبية، تدهورت احيانا الى عنف الشارع المقدسي. وترافقت هذه المقاومة مع احتجاجات من جانب الاردن ودول اخرى، وفي نهاية المطاف مع تراجع اسرائيلي. هكذا حصل ايضا في الصيف الاخير في مسألة البوابات الالكترونية على مداخل الحرم. فالمقدسيون اي الفلسطينيون في القدس اثبتوا بانهم يؤدون باخلاص دورهم كحراس الاقصى، وبعد الاحتجاج، غير العنيف في معظمه، والذي استمر اسبوع، تراجعت اسرائيل وفككت البوابات الالكترونية. ومنح الانتصار احساسا بالقوة والوطنية المحلية في اوساط الفلسطينيين في المدينة.
ولكن القوة الحقيقية للفلسطينيين في القدس تكمن في حقيقة أن اسرائيل لا تعرف ما تفعله بهم. لقد نجحت اسرائيل في عدة خطوات لامعة في تقسيم وتفكيك الشعب الفلسطيني الى عدة جماعات – لاجئين في الشتات، عرب اسرائيل، سكان الضفة (الذين هم ينقسمون بين مناطق أ و ب و ج)، سكان غزة والقدس. لكل جماعة “حيكت” بدلة تستهدف ضمان السيطرة الاسرائيلية والانقسام الفلسطيني. في الضفة الغربية تستخدم اسرائيل السلطة الفلسطينية كي تضعف المقاومة للاحتلال؛ قطاع غزة مغلق جيدا من خلف اسيجة عالية، في الوقت الذي تبذل فيه تجاه عرب اسرائيل جهود لدمجهم في المجتمع الاسرائيلي وتوسيع الفوارق بينهم وبين باقي الفلسطينيين. يبدو ان اسرائيل طورت لدرجة الفن سياسة فرق تسد. ولكل جماعة فلسطينية يوجد في قوتها ما تعرضه من سلة واسعة من الجزر والعصي. لغزة يمكن أن تعرض بضع ساعات اخرى من الكهرباء، لعرب الضفة بضع تصاريح عمل اخرى ولعرب اسرائيل بضع كليات او ميزانيات لشق الطرق. اما عن العصي فلا حاجة للتوسع.
ولكن من كل الجماعات، 320 الف فلسطيني مقدسي يضعون امام اسرائيل التحدي الذي لا جواب له. من جهة، في السنوات الاخيرة تقوم بلدية القدس، وزارة التعليم ووزارات اخرى بمحاولة “عناق” سكان شرقي القدس، وتمرير سياقات اسرلة عليهم، مثل اخوانهم من المثلث والشمال. من جهة اخرى، وزارة الداخلية، بلا شك بتعليمات من فوق، تحرص على الا تسمح للفلسطينيين في القدس بالتجنس، والحصول على حق التصويت في الكنيست ليصبحوا حقا جزءا من المجتمع الاسرائيلي. فمثل هذا التجنس الجماعي هو من ناحية اصحاب القرار في اسرائيل، سيناريو رعب – مئات الاف اخرى من الفلسطينيين ذوي حق التصويت هم اخبار سيئة لكتلة اليمين؛ والاسوأ من ذلك، هذا يعني انه حقا قضي الامر على حل سياسي ما واسرائيل تسير نحو مستقبل دولة واحدة ثنائية القومية، ولا يتبقى الان سوى اختيار نوع نظام الحكم الذي يكون فيها – ابرتهايد ذي نزعة قوة يحافظ على الطابع الصهيوني للدولة ام ديمقراطية تفكك اسرائيل من مزاياها الصهيونية.
من هنا، فانه من بين كل الجماعات الفلسطينية، فان الوحيدين الذين يمسكون بمفاتيح ما لمستقبلهم ومستقبلنا هم الفلسطينيون المقدسيون. هم يسمعون اليـأس من المسيرة السياسية الذي في اقوال محمود عباس، ويفهمون بان حلم الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس آخذ في الافول. ولكن بخلاف الجماعات الاخرى بوسعهم أن ينتقلوا على الفور من كفاح على السيادة الى كفاح على المساواة والمطالبة بالجنسية. عمليا، هذا الكفاح يحصل منذ الان في الميدان. واكثر من قسامات حماس او الحجارة التي ترشق في قرى الضفة يمكن لهذه ان تكون ساحة الكفاح التي تصمم مستقبل اسرائيل وفلسطين.
المصدر / إسرائيل تعلن تسوية الأزمة مع الأردن وعودة عمل السفارة قريبا
بيان لديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي: السفارة لدى عمان ستعود للعمل فورا.. نثمن العلاقات الاستراتيجية مع المملكة وسنعمل على تعزيز السلام بيننا.. ماذا تضمنت التسوية التي أنهت الأزمة القاسية بين الطرفين؟
المصدر – 19/1/2018
إسرائيل والأردن يسويان الأزمة الدبلوماسية بينهما ويعلنان عودة العلاقات بينهما: أعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان رسمي، توصل إسرائيل والأردن إلى تسوية تنهي التوتر الذي ساد بين البلدين في أعقاب مقتل مواطنين أردنيين في السفارة الإسرائيلية بنيران حارس إسرائيلي واندلاع “أزمة” بين البلدين.
وقال البيان إن السلطات المسؤولة في إسرائيل ستواصل التحقيق في المعلومات التي جمعتها بقضية السفارة ومن المتوقع أن تتوصل إلى قرارات فعلية في الأسابيع القريبة. وجاء في البيان أن إسرائيل تثمن العلاقات الاستراتيجية مع الأردن، وستعمل على دفع التعاون بينهما وتعزيز السلام.
وكان الجانب الأردني قد أعلن على لسان المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمود المومني، قد أعلن تلقي الأردن برقية من الخارجية الإسرائيلية تقديم فيها إسرائيل اعتذار عن حادثة السفارة عام 2017 وحادثة قتل القاضي الأردني عند معبر ألنبي عام 2014. وفي تعقيب على هذا الإعلان قال مسؤولون إسرائيليين إن البرقية لم تضم اعتذار إنما إبداء الندم والأسف.
وحسب الاتفاق بين الطرفين ستعود السفارة الإسرائيلية للعمل في الأردن على الفور. وقد وافقت إسرائيل على إزاحة السفيرة عينات شلاين من منصبها نزولا عن رغبة الأردن. وجاء كذلك أن إسرائيل تعهدت بتقديم التعويضات لعائلات ضحايا حادثة السفارة وحادثة معبر ألنبي. وأوضح مسؤولون إسرائيليون أن التعويضات لم تفرض على الجانب الإسرائيلي، إنما جاءت من الجانب الإسرائيلي كعمل حسن تجاه العائلات الأردنية.
يذكر أن رئيس الموساد، يوسي كوهن، كان المسؤول الإسرائيلي الذي أدار الاتصالات مع الأردن وكان الطرفان قد توصلا إلى اتفاق لإنهاء الأزمة في نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني العام الفائت، إلا أنهما أجلا الإعلان عن التوصل إلى اتفاق في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن القدس.
المصدر / ليبرمان: حماس تسعى لإطلاق عمليات ضدنا من جنوب لبنان
قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن حماس تحاول تطوير بنى تحتية لها خارج غزة مشيرا إلى أن تنظر إلى جنوب لبنان كموقع مناسب لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل غير الضفة .
المصدر- 19/1/2018
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، خلال زيارة للجنديين الإسرائيليين المصابين في أعقاب العملية العسكرية التي شنتها قوات الأمن الإسرائيلية أمس في جنين، للقبض على خلية مسؤولة عن قتل حاخام إسرائيلي، إن “حركة حماس تخطط لتنفيذ عمليات من الضفة الغربية، وتسعى لتطوير بنية تحتية على حدود إسرائيل في الشمال”.
وأوضح ليبرمان قائلا: “تحاول حركة حماس إقامة وجود لها في جنوب لبنان. وهذا تطور مقلق”. وأشار وزير الدفاع إلى أن إسرائيل تراقب عن كثب التقارب بين مندوب حماس في لبنان وبين مسؤولي حزب الله وأمين الحزب حسن نصر الله.
وفي حديثه عن العملية العسكرية الاستثنائية في جنين، حيث نشطت قوات إسرائيلية مشتركة للشرطة والجيش والشابك، قال إن قائد الخلية التي قتلت الحاخام رزيئيل شيباح، والذي استطاع أن يهرب من المكان قبل وصول القوات الإسرائيلية، لن يستطيع الاختفاء لوقت طويل.
“إننا نعرف المنفذين والمتعاونين في العملية. سنصل إليهم جميعا وسيدفعون الثمن” توعد ليبرمان بعد أن اتضح أن قوات الأمن الإسرائيلية لم تضع يدها على الشخص المطلوب، المدعو أمين جرار وإنما وصلت إلى شخص آخر.
هآرتس / في اسرائيل وفي قطاع غزة يخططون لليوم – الذي سيلي الانفاق
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 19/1/2018
في ايلول 2005 كان قائد فرقة غزة، العميد افيف كوخافي (الآن هو جنرال ونائب رئيس الاركان)، هو الاسرائيلي الاخير الذي خرج من قطاع غزة عند الانتهاء من استكمال خطة الانفصال. كوخافي اغلق من ورائه البوابة في معبر كيسوفيم الذي تحول منذ ذلك الحين الى حاجز. الفلسطينيون القليلون المسموح لهم اليوم الخروج من القطاع الى اسرائيل والضفة الغربية يقومون بذلك عبر معبر ايرز.
قطاع غزة منذ ذلك الحين ودائما: في تشرين الاول الماضي، امام ناظري موقع حراسة للجيش الاسرائيلي الذي بقي في المكان الذي كان فيه المعبر، كشف الجيش نفق حفره الجهاد الاسلامي على بعد 200 متر داخل الاراضي الاسرائيلية. النفق الاختراقي تم العثور عليه جنوب الموقع. حتى الآن لم يتم حفر ثغرة للخروج منه، لكن مسارها صعد قريبا من سطح الارض. لم يبق امام الفلسطينيين اكثر من بضعة ايام من العمل من اجل اعداد النفق للاستخدام. عندما قصف الجيش الاسرائيلي النفق في الجانب الاسرائيلي حدث رد متسلسل عمل على انهيار اجزاء من النفق في الجانب الفلسطيني. 12 نشيط من حماس والجهاد الاسلامي دفنوا تحت الانقاض. اسرائيل اخرجت خمس جثث للقتلى. والباقون تم اخراجهم في الجانب الغزي من الجدار. النفق قرب كيسوفيم هو النفق الاول من بين ثلاثة انفاق كشفت في الاشهر الاخيرة في الاراضي الاسرائيلية. في الشهر الماضي، حسب تقارير وسائل الاعلام في غزة، تم قصف نفق آخر جوا، قرب الجدار داخل الاراضي الفلسطينية.
أمس دعا الجيش الاسرائيلي للمرة الاولى مراسلين لزيارة في الجانب الاسرائيلي من نفق الجهاد الاسلامي. النفق الذي في اعمق نقطة يصل حتى 28 متر تحت الارض، هو نفق ضيق جدا لكنه يمكن من الحركة السهلة داخله، في اجزاء منه يقتضي السير بانحناء قليل. الواح الاسمنت على الجوانب تدل على أن عملية الحفر كانت في مرحلة متقدمة نسبيا. في الجيش الاسرائيلي يقدرون أن الحفارين عملوا في نوبات، عشرة اشخاص في كل مرة وعلى مدى 24 ساعة وستة ايام في الاسبوع (يوم الجمعة هو يوم عطلة). هذا النفق يختلف تماما عن الانفاق التي حفرتها حماس تحت معبر كرم أبو سالم والذي تم قصفه يوم السبت الماضي. حسب الصور التي نشرها الجيش الاسرائيلي كان ذلك نفق أوسع كثيرا، يمكن من خلاله تحرك عدد اكبر نسبيا من النشطاء ويمكن نقل وسائل قتالية من خلاله.
في الجيش يفرضون، على اساس مسار النفق (من غزة ومرورا باسرائيل وانتهاء بفتحة في المنطقة المصرية)، هذا النفق تم اعداده لتهريب السلاح من سيناء، لكن حفر فروع فيه هدف الى تنفيذ عمليات داخل المعبر نفسه، اذا اختارت حماس هذا النمط من العمليات.
الجيش الاسرائيلي قام بجولات كهذه في نفق آخر، قبل حوالي سنة من عملية الجرف الصامد. ولكن الصور والبث لم تترك انطباع عميق على النقاش العام في اسرائيل. عندما اندلعت المواجهة في صيف 2014 فوجئوا في البلاد من حجم ودقة مشروع الانفاق الهجومية. ومثلما اوضح تقرير مراقب الدولة الذي نشر السنة الماضية، ايضا المستوى السياسي وجهاز الامن لم يتعاملوا مع تهديد الانفاق بالقدر الكافي من الاهمية.
طرق اخرى
البرق لا يضرب نفس المكان مرتين – يبدو أن الجهاز الاسرائيلي مستعد الآن بشكل افضل للتعامل مع الانفاق. إن جهود الكشف عن الانفاق مستمرة بموازاة بناء الجدار تحت الارضي. حسب التقديرات الاخيرة سيتم استكمال بناء الجدار في منتصف 2019. ولكنه هو والانظمة المكشوفة حوله سيتم تشغيلها بصورة ناجعة جدا في نهاية العام الحالي.
ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية قال أمس إنه حسب تقديره فان حماس اصبحت تدرك أن المشروع الذي استثمرت فيه اموال طائلة ومواد كثيرة في السنوات الاخيرة في طريقه الى الزوال. واشار الضابط الى أن حماس اصبحت مترددة في استثمار موارد اخرى في الانفاق الهجومية، وهي تفضل توجيهها الى طرق ووسائل اخرى، توسيع اسطول الطائرات بدون طيار التي توجد بحوزتها وتعزيز قدرتها على الاختراق بواسطة قوات كوماندو عبر الجدار من فوق سطح الارض.
الضابط كان حذرا ومترويا بالنسبة لوتيرة تقدم الجهد الدفاعي الاسرائيلي، وحرص على توضيح أنه في كل الاحوال، طالما أنه لم يتم استكمال بناء الجدار والانظمة المرافقة له، لا يجب الحديث عن حل شامل. هذا يبدو مقاربة اكثر اكتمالا من تعهدات المستوى السياسي في هذا الاسبوع بحل شامل لمشكلة الانفاق حتى نهاية هذه السنة. اقوال منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآف مردخاي، حول العبقرية اليهودية و”القبة الفولاذية” التي ستزيل تهديد الانفاق، مناسبة اكثر لاسلوب الحديث في الشبكات العربية. وهذا هو المنبر الاعلامي الذي استخدمه المنسق. عندما تتم ترجمة هذه الاقوال أو يتم اقتباسها بالعبرية أو الانجليزية تخرج منها رائحة تبجح مثل “صوت الرعد من القاهرة”.
التفاخر الصادق بالانجازات التكنولوجية الاسرائيلية لا يجب أن يخفي كل اهمية المعطيات حول اقتصاد القطاع. في بداية هذا الاسبوع نشر في “هآرتس” تحذير كبار الاجهزة الامنية حول انهيار خطير في الظروف المعيشية في القطاع. في الاشهر الاخيرة انخفض عدد الشاحنات التي تنقل البضائع الى القطاع في معبر كرم أبو سالم بالثلثين تقريبا، وهذا العدد يفسره الجيش الاسرائيلي بانخفاض القوة الشرائية في قطاع غزة. ايضا الحصار المصري على غزة ملموس. معبر رفح كان مفتوح امام الحركة 36 يوم فقط في السنة الاخيرة. ومعظم الايام اقتصرت على مرور من اعتبروا “حالات انسانية”. في السنة الاخيرة اجتاز المعبر فقط 34.700 شخص مقابل 43.380 ألف شخص في العام 2016.
جمعية “غيشه” التي تقوم بمتابعة الوضع في القطاع نشرت في هذا الاسبوع تقريرها السنوي الذي جاء فيه أن سنة 2017 كانت السنة الاسوأ في القطاع منذ انتهاء عملية الجرف الصامد. الجمعية تورد بالتفصيل سلسلة من التشديدات في شروط دخول سكان القطاع الى اسرائيل، منها تمديد فترة علاج طلبات تصاريح الدخول، ارتفاع عدد الممنوعين من الدخول بذرائع أمنية، وفرض قيود اخرى على ادخال المواد “ثنائية الاستخدام” (التي يمكن أن تستخدم لاهداف عسكرية ايضا) الى القطاع. مصدر التشديد هو الشباك القلق من محاولات حماس ادخال وسائل تخريبية الى اسرائيل، والتي تكون احيانا بواسطة اشخاص لا يعرفون كيفية استخدامها، وكذلك تهريب وسائل قتالية من الضفة الغربية الى قطاع غزة.
في العام 2003، في ذروة الانتفاضة الثانية، اتهم رئيس الاركان في حينه موشيه يعلون الشباك بالنظر بمنظار ضيق – والتركيز العالي على منع الارهاب، مع تجاهل التداعيات المرافقة. الآن وبفضله فان الجهاز يدرك هذه التداعيات وهو يستطيع تفصيلها، لكنه ما زال يتمسك بموقفه.
في الخلاف بين الشباك والجيش الاسرائيلي وبين منسق اعمال الحكومة في المناطق، يحسم في الاغلب وزير الدفاع افيغدور ليبرمان الذي يميل الى التشديد. باختصار، التسهيلات المدنية المحتملة للقطاع – من دخول حوالي 5000 عامل للعمل في مستوطنات غلاف غزة (الجيش يؤيد ذلك) وانتهاء بتطويل خط السكة الحديدية اشدود- ياد مردخاي حتى حاجز ايور- أجلت، التبريرات كثيرة: مخاطر امنية، الرغبة في ان يتم اولا بلورة اتفاق لاعادة جثث الجنود والمدنيين الاسرائيليين المحتجزين في القطاع، واشتراط المصادقة على المشاريع الكبيرة بضم السلطة الفلسطينية للخطة.
مناقشة الاقتراحات لتحسين الوضع في القطاع تجري ببطء، كما لو كان لدى اسرائيل كل الوقت المتاح في العالم
عمليات تفجير بدلا من الصواريخ
في الجيش الاسرائيلي يعتقدون، وعلى خلفية الانخفاض في اطلاق الصواريخ من القطاع في الاسبوعين الماضيين، بأن حماس عادت الى فرض ضبط النفس على التنظيمات السلفية الصغيرة، بهدف عدم وقوع حرب. في المقابل فان حماس نشطة وتشارك في قناتين اخريين للاحتكاك مع اسرائيل: مظاهرات عنيفة بالقرب من الجدار في القطاع (في نهاية الاسبوع الاخير وصل عدد المتظاهرين الى حوالي 7000 متظاهر).
في ليلة اول امس، اكتشف جهاز الامن العام الشاباك المتهمين بقتل الحاخام رزئيل شيفح في الاسبوع الماضي لقرب الموقع الاستيطاني حفات جلعاد، حيث قامت وحدة من القوات الخاصة بتطويق صف من البيوت في مخيم جنين للاجئين والتي كان فيها المتهمون الاربعة وعندما اقترب الجنود من احد البيوت اطلق احد المتعاونين مع المتهمين النار من مسدسه وجرح اثنان من الجنود، وقد تم اخلاء احد الجنود الجرحى بحالة خطيرة الى المستشفى بعد ان نزف الكثير من الدماء، أما الثاني فكانت جراحه بسيطة.
في الاشتباك قتل ذلك المتعاون وتم القاء القبض على متهمين اخرين وحتى الامس لم يكن من الواضح ما اذا كان العضو الرابع في الخلية قد نجح في الهرب، أو انه قد دفن تحت انقاض البيت الذي هدمه الجيش بواسطة جرافة.
وزير الدفاع ليبرمان قال في مقابلة مع وكالة (واللاه) بان الخلية حاول سابقا تنفيذ عملية وفشلت. ومن التحقيق الاولي يتضح ان اعضاء الخلية، وهم من سكان منطقة جنين، ينتمون الى تنظيمات اسلامية مختلفة وقد قرروا العمل معا على اساس معرفة شخصية بينهم، ولكن وكما هي الحال في عدد من العمليات القاتلة والمحاولات لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية، في الاونة الاخيرة يتضح هنا تدخل من قيادات الارهاب في الخارج.
الضفة الغربية وتحت حكم السلطة الفلسطينية هي ساحة العمل المفضلة للقادة في الخارج، في غزة او في دول اخرى.
في الساحة السياسية يوجد الان ضغط اقتصادي متزايد على السلطة، من جهة اسرائيل والولايات المتحدة. في هذا الشهر تم تقليص المساعدة المقدمة للاونروا ولاحقا هنالك نوايا اخرى لتقليص المساعدات الاقتصادية الامريكية (قانون تيلور فورس) وتقليص الاموال الواردة من اسرائيل بسبب الدعم المالي من قبل السلطة للاسرى الفلسطينيين المسجونين في اسرائيل. وتقف وراء كل واحدة من هذه المبادرات للتقليص تبريرات موضوعية، وان تراكم هذه الضغوط من شأنه ان يكون كارثياً.
الخطاب الهجومي لرئيس السلطة عباس في بداية هذا الاسبوع هو مؤشر سيء على ما سيأتي. رئيس الحكومة نتنياهو صحيح انه كان راضيا على ان الخطاب كشف ما وصفه بالموقف الحقيقي للفلسطينيين بالنسبة لعملية السلام، ولكن عباس يوجد الان في وضع نفسي خطير: محبط، يائس، وقريبا من نهايته السياسية. في المستقبل القريب حتى لو بقي رئيس السلطة وفيا لتعهده بعدم العودة للكفاح المسلح، فمن المتوقع ان يكون هنالك استمرار لعملية اضعافه وانفجار اكثر علنية لصراعات وراثته.
هآرتس / سموتريتش وزوهر، عنصرية قريبة من النازية
هآرتس – بقلم زئيف شترنهل – 19/1/2018
أكثر من مرة اسأل نفسي كيف سيفسر عدوانيتنا مؤرخ سيأتي بعد خمسين أو مائة سنة. ومتى حسب تقديره بدأوا في اسرائيل يدركون أن الدولة التي أقيمت في حرب الاستقلال على انقاض الوجود اليهودي في اوروبا، وبثمن دماء المقاتلين الناجين من الكارثة، تحولت في نظر غير اليهود الى وحش حقيقي؟.
متى ادرك عدد من الاسرائيليين أن قسوتهم وقدرتهم على التنكيل بالأغيار، الفلسطينيين أو الافارقة، تنتقص من الشرعية الاخلاقية لوجودهم السيادي.
الاجابة، ربما يقول المؤرخ، موجودة في نشاط اعضاء الكنيست ميكي زوهر وبتسلئيل سموتريتش وفي مشاريع القوانين لاييلت شكيد. قانون القومية الذي يبدو وكأنه صيغ من قبل اسوأ القوميين في اوروبا، هو فقط البداية. ولأن اليسار لم يتظاهر ضده في جادة روتشيلد، فقد شكل المسمار الاول في نعش اسرائيل القديمة والتي ستبقى منها وثيقة الاستقلال كمعروض متحفي. من هذا الاثر التاريخي سيكتشفون كيف كانت ستكون اسرائيل لو لم يتفكك المجتمع تحت ضغط التدمير الاخلاقي الذي سببه الاحتلال والابرتهايد في المناطق. لم يعد اليسار يستطيع التغلب على القومية السامة التي تطورت هنا والتي في صيغتها الاوروبية التي قامت تقريبا بتصفية اغلبية الشعب اليهودي .
المقابلتان اللتان أجرتهما رفيت هيخت مع سموتريتش وزوهر (هارتس، 20/9/2017 و20/12/2017) تستحقان النشر في كل وسائل الاعلام اليهودية. ففيهما ينمو أمام انظارنا ليس مجرد فاشية اسرائيلية، بل عنصرية قريبة من النازية في مراحلها المتقدمة. ومثل اي ايديولوجيا ايضا نظرية العرق النازية مرت بمراحل تطور، وفي بدايتها قامت فقط بسحب حقوق الانسان والمواطن من اليهود. ربما أنه لولا الحرب العالمية الثانية فان المسألة اليهودية “كانت ستنتهي بطرد اليهود (بارادتهم) من اراضي الرايخ”. في نهاية المطاف، الاغلبية الحاسمة لليهود تمكنت من الخروج من المانيا والنمسا. من المحتمل أن ذلك ايضا هو المستقبل الذي ينتظر الفلسطينيين.
اجل، ايضا سموتريتش وزوهر لا يريدان المس جسديا بالفلسطينيين، شريطة ألا يحتجوا على التسيد اليهودي. هم فقط يريدان سلبهم حقوق الانسان الاساسية، بدء من الحكم المستقل في دولة خاصة بهم والتحرر من القمع، وحتى امكانية أنه في حالة ضم المناطق سيحظون بالمساواة في الحقوق في اسرائيل. من ناحية هذين الممثلين للاغلبية في الكنيست فان الفلسطينيين محكوم عليهم بأن يكونوا سكان محتلين الى الأبد. من الممكن ايضا أنه في مركز الليكود يفكرون بنفس هذه المفاهيم. التبرير بسيط: العرب ليسوا يهودا، لذلك هم لا يستحقون بالمطالبة لانفسهم بالملكية على أي جزء من ارض الميعاد للشعب اليهودي.
حسب طريقة سموتريتش وزوهر وشكيد فان يهودي من بروكلين، الذي لم تطأ قدماه البلاد في أي يوم، هو صاحبها الشرعي، في حين أن الفلسطيني الذي هو وآباءه واجداده ولدوا هنا، يعتبر غريبا يسكن في البلاد فقط بفضل عطف واحسان اليهود. يقول عضو الكنيست زوهر لهيخت إن “الفلسطيني لا يوجد له حق تقرير المصير الوطني لأنه ليس صاحب الارض في هذه البلاد. أنا أريد أن يكون ساكن حسب منطقي، ولأنه ولد ويعيش هنا فأنا لن أطلب منه الذهاب. من المؤسف أن أقول ذلك، لكن يوجد لهم نقص واحد بارز وهو أنهم لم يولدوا يهود”.
من هنا يمكن الاستنتاج أنه حتى لو قام جميع الفلسطينيون بالتهود وأطلقوا السوالف وتعلموا التوراة، فهذا لن يساعدهم. هذا هو الامر ايضا بالنسبة للسودانيين وأبناءهم، الذين هم اسرائيليين في كل شيء: هكذا كان الامر لدى النازيين. بعد ذلك جاء الابرتهايد الذي يمكن أن يسري ايضا بشروط معينة على العرب مواطني اسرائيل. الاسرائيليون في معظمهم لا يبدو أنهم قلقين.
موقع والا العبري / مكتب نتنياهو يؤكد انتهاء الأزمة مع الأردن
موقع والا العبري الاخباري – 19/1/2018
قال موقع والا العبري الاخباري ، صباح اليوم الجمعة، أن مكتب رئيس الوزراء نتنياهو، أكد خبر انتهاء الازمة بين إسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية، والتي جاءت في أعقاب حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان.
وبحسب الموقع العبري، قدمت إسرائيل اعتذارا رسميا عن مقتل مواطنين أردنيين اثنين بأيدي حارس السفارة فى شهر يوليو الماضي، والذي أدى إلى توتر العلاقات الثنائية وإغلاق السفارة الإسرائيلية فى عمان.
وبحسب الموقع العبري، يتضمن الحل النهائي لهذه الأزمة، اتفاق بأن تدفع إسرائيل تعويضات لعائلات الضحايا، الذين قضوا على يد حارس السفارة الإسرائيلي، وتقديم الحارس للمحاكمة، وبعد ذلك يتم السماح لإسرائيل بإعادة فتح سفارتها فى عمان حتى تبدأ إجراءات قانونية ضد رجل الأمن الإسرائيلي.
هآرتس / الحكومة الإسرائيلية تمول جمعية استيطانية
هآرتس – 19/1/2018
كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، في تقرير لها نشرته مساء أمس الخميس، النقاب عن أن الحكومة الإسرائيلية تمول الميزانيات العامة للجمعية الاستيطانية “ريغافيم” التي تنشط في إخلاء المواطنين الفلسطينيين من أراضيهم وإقامة بؤر استيطانية على الأرض الفلسطينية.
وجاء في تقرير الصحيفة، أن الجمعية التي تتعامل بشكل رئيسي مع موضوع الأراضي بالضفة الغربية، قد تلقت الملايين من الشواكل من الأموال العامة، عن طريق الحكومة الإسرائيلية.
وبحسب تقرير الصحيفة العبرية، تم نقل الأموال والميزانيات التي حولتها الحكومة إلى “ريغافيم” بموجب شروط مصممة خصيصا للجمعية،
وذلك لأجل القيام بشراء أراضي الفلسطينيين، أو التفاوض معهم لترك أراضيهم مقابل تعويضات مالية.
وأوضح تقرير”هآرتس” في تقريرها أن المفاوضات التي أجرتها “ريغافيم” مع سكان القرى في الضفة الغربية، توقفت بسبب ضغوطات من الإدارة المدنية، وذلك بعد الكشف عن أسماء بعض الضباط بأن لهم علاقة بهذه المفاوضات.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن ميزانيات الجمعية التي تتلاقاها من الحكومة، بقيت مستقرة، في حين زادت التبرعات. وأنه حتى العام 2016، تلقت “ريغافيم” ما يقرب من ثلاثة ملايين ونصف مليون شيكل من تبرعات شخصية وعامة. وذلك لاستثمارها في التحايل على السكان العرب وشراء أراضيهم.
يديعوت أحرونوت / المنظومة الأمنية الإسرائيلية تقر بفشل العملية العسكرية في جنين
يديعوت أحرونوت – 19/1/2018
صرحت مصادر مطلعة بالمنظومة الأمنية الإسرائيلية، بأن العملية العسكرية بجنين، لم تؤدي إلى اعتقال أو تصفية الهدف رقم 1، زعيم الخلية والمسئول عن قتل المستوطن بعملية نابلس.
وتشير التقديرات لدى المخابرات الإسرائيلية أن رئيس الخلية، لم يتواجد داخل المنزل الذي تم محاصرته بجنين، أو أنه نجح في الفرار قبل حصار المنزل، وهو لا زال حراً طليقاً ما يؤكد فشل العملية العسكرية برمتها.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اليوم الجمعة، عن مصادر أمنية قولها إن: “المسئول عن العملية لا يزال حراً طليقاً وأن الفرضيات تقول بأنه لم يكن في المنزل المستهدف أو انه هرب منه خلال العملية وبعد استهداف القوة بنيران من مسلح آخر”.
وأضافت الصحيفة، أن الجهود الأمنية الإسرائيلية تتركز حالياً على المستوى الاستخباري لتعقب هدف العملية الذي نجا منها ، في الوقت الذي جرى وضع القوات الخاصة على أهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات مستعجلة حال ورود معلومات حول رأس الخلية أو أفراد منها.
القناة 20 العبرية / ماكرون يحاول إقناع عباس بمبادرة ترمب
القناة 20 العبرية – 19/1/2018
قالت مصادر إعلامية عبرية، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوفد مستشاره الخاص في مهمة دبلوماسية إلى رام الله، تتضمّن إقناع الفلسطينيين بقبول “خطة السلام الأمريكية”.
وذكرت القناة العبرية “20”، الجمعة، أن المستشار السياسي الخاص بـ “ماكرون” أورليان لا شيفالييه، زار رام الله خلال الأسبوع الماضي، والتقى بكبار المسؤولين الفلسطينيين وأجرى معهم مباحثات حول مبادرة ترمب المرتقبة، دافعا باتجاه عدم رفضها وإعطائها فرصة.
وأوضحت أن التحرّك الفرنسي جاء بعد التنسيق مع الإدارة الأمريكية، بهدف نقل رسالة إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مفادها بأن “الفرصة يجب أن تعطى لعملية سياسية بين “إسرائيل” والفلسطينيين بناء على مبادرة ترمب”.
وبيّنت أن مباحثات المستشار الفرنسي مع الجانب الفلسطيني تضمّنت دعوته إلى عدم إلغاء “اتفاق أوسلو”، أو سحب اعتراف منظمة التحرير بـ “إسرائيل”.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، انتقد رئيس السلطة محمود عباس، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وسياسة بلاده التي قال إنها “لم تعد راعية لعملية السلام”.
وأعلن ترمب يوم 6 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل”، وقراره بنقل سفارة واشنطن إليها.
وأثار قرار ترمب سلسلة مظاهرات احتجاجية ومواجهات في الأراضي الفلسطينية، تسببت في استشهاد نحو عشرين فلسطينيا، كما اجتاحت الاحتجاجات والمظاهرات مختلف المدن العربية والإسلامية والعالمية منددة بقرار ترمب.
القناة 20 العبرية / ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي: نعمل على تحديد أماكن الأنفاق والقضاء عليها.
القناة 20 العبرية – 19/1/2018
صرح ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، امس الخميس، أن الجيش الإسرائيلي، يعمل على تحديد أماكن الانفاق، على الحدود مع قطاع غزة، من أجل تدميرها.
وقالت القناة 20 العبرية، التي أوردت الخبر، أن الجيش الإسرائيلي سمح اليوم للصحافة بتصوير نفق الجهاد الإسلامي المخترق للأراضي الإسرائيلية، والذي تم تدميره قبل شهرين.
وبحسب القناة العبرية، صرح الضابط الكبير في قيادة المنطقة الجنوبية، خلال جولة مع الصحافيين بمحيط النفق، أن الجيش الإسرائيلي لديه خطة تستطيع وضع حلول لكافة تحديات الأنفاق. مضيفاً: “نحن نستعد لمعركة شرسة أمام قطاع غزة”.
وأشارت القناة العبرية في تقريرها، الى أن الجيش الإسرائيلي سيجرى بعد عدة أسابيع تدريبات مكثفة جنوب البلاد، استعدادا للمعركة القادمة مع غزة.
ووفقا للقناة العبرية، سيتدرب الجيش خلالها على أخلاء جزء من مستوطنات غلاف غزة، في حال اندلاع حرب مع قطاع غزة.
ونقلت القناة العبرية، عن الضابط الكبير في قيادة الجبهة الجنوبية قوله: “سنتدرب على إخلاء المستوطنات، الأمور معقدة، وقد تتطور في أعقاب اطلاق صواريخ، أو تسلل من نفق، أو من البحر، أو خلال محاولة احباط عملية أمنية كبيرة، الى حالة حرب شاملة”.
هآرتس / قطر تتقرب من أمريكا عبر شخصيات “إسرائيلية”
هآرتس – 19/1/2018
كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن قطر تحاول الاقتراب من الولايات المتحدة عبر جهود تبذلها أيضا من خلال شخصيات “إسرائيلية”، وأوضحت أن قطر توجهت لشخصيات “إسرائيلية” بارزة واستأجرت خدماتهم الاستشارية إلا أن خبراء يشككون في الخطوة القطرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحامي “الإسرائيلي” الون درشوبيتس المعروف بدعمه لإسرائيل كتب عدة مرات في الصحافة الأمريكية عدة مقالات كان آخره مقال نشره له موقع The Hill الأمريكي يدافع فيه عن قطر التي تتهمها “إسرائيل” ودول الخليج بدعم حركة حماس ومنظمات إسلامية أخرى.
وقال المحامي الون الاسبوع الماضي قمت بزيارة قطر بدعوة وتمويل الزيارة من قبل الأمير القطري.
هآرتس / درس في التاريخ
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 19/1/2018
يستوفي قرار القاضي العسكري الرائد حاييم بليلتي تمديد اعتقال عهد التميمي وامها نريمان حتى نهاية الاجراءات القانونية معايير اختبار التاريخ. فاذا كانت فتاة ابنة 16 من قرية النبي صالح والتي صفعت جنديا تشكل “خطرا واضحا مشكوك جدا أن يكون ممكنا استبداله ببديل (للاعتقال)” على حد قول بليلتي، فثمة مكان للتساؤل في مدى قوة قوات الامن في المناطق.
مشكوك أن يكون القاضي يؤمن حقا بتعليلاته، إذ ان الجيش الاسرائيلي سبق أن أثبت بانه لا يخاف من فتيات تأتين لمهاجمته بالمقص، من نساء عجائز، ومن اطفال يرشقونه بالحجارة. في مثل هذه الحالات سبق أن ثبت بان بوسعه ان يطلق النار وان “يحيد” التهديد. مثل هذا يمكن أن يكون ايضا مصير عهد التميمي، لو لم تصطدم بقائد سرية حكيم، فهم جيدا نية الاستفزاز وبخلاف القاضي العسكري، قدر بانه هو والجندي الذي كان معه ليسا عرضة لخطر على الحياة وان ردا عنيفا من شأنه أن يتسبب بمواجهة اخطر بكثير.
ان “الخطر” الكامن في أفعال التميمي لم يهدد، إذن، حياة جنود الجيش الاسرائيلي، بل كرامتهم. ومهانة هذه الكرامة هي التي سعى القاضي العسكري لان يردها أول أمس. وكون الفعلة نفسها، الصفعة للجندي، لا تبدو كافية كي تبرر اعتقالا طويلا حتى نهاية الاجراءات القانونية، والتي لا يعرف بعد موعد انتهائها، فقد حمل ملف التميمي مزيد من الجنايات من ماضيها الخطير، رغم ان الجيش الاسرائيلي لم يعتقد حتى الان بان فيها قدرا من الخطر المهدد. فحسب تعليلات الادعاء العام الذي طالب بتمديد الاعتقال، وبموجب المعايير التي قررها القاضي، فلا ينبغي فقط اعتقال التميمي وامها بسبب “خطر” من هذا النوع، بل مئات الاف آخرين من الفلسطينيين الذين يرشقون الحجارة، يشتمون الجنود او يهينون كرامة الجيش الاسرائيلي.
ان تمديد اعتقال التميمي وامها ليس اكثر من محاولة لاستباق عقابهما والتمديد لذلك بحبس لا بد أنه سيفرض عليهما. هذه علاوة على العقاب، في محاولة لان تشكل تعويضا عن الاهانة التي تلقاها الجنود والتي لا يمكن محاكمة التميمي عليها. ان هذا الاجراء المفروض لن يعيد للجيش الاسرائيلي وللجنود المشاركين في القضية كرامتهم بل فقط يصم بالعار بليلتي ومرسليه.