ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 17– 1 – 2018

يديعوت احرونوت :
– لمست السماء – المرأة الاولى التي تقود سرب طائرات.
– الحاخام الذي يثير عاصفة: “إما وحدة منفصلة والا لا تتجندوا حاليا”.
– تقلع الى التاريخ.
– عودة مويشي الى الهند.
– السيارة صدمت بجمل، فقتل ليئال ابن الـ 13.
– قسيمة راتب الوزير في اسرائيل: 21.641 شيكل صافي.
– مقرب جفني ضد درعي: “ضللني”.
– ماتت بسبب المضادات الحيوية.
معاريف/الاسبوع :
– التهديد يتحق: ترامب يقلص نصف المساعدات للفلسطينيين.
– جفني يغضب من نشر الشريط: “اصبحنا روسيا”.
– لبيد يدعو مندلبليت الى كشف الوثائق بين نتنياهو ويهدوت هتوراة.
– قانون السبت – “نحن في دولة ديمقراطية وسنكافح في سبيل ذلك”.
– ارئيل وقارا يعملان على بث اقمار صناعية وكوابل في الوسط الدرزي.
– الزيارة في احدى عجائب العالم.
هآرتس :
– الكشف عن أدلة عن فساد اسرائيل بيتنا.
– الجيش الاسرائيلي يفحص امكانية تلقي مسؤولية امنية عن احياء في شرقي القدس.
– معلم محبوب للموسيقى في مدرسة تلما يلين تحرش جنسيا واستغلال التلاميذ على مدى سنين.
– الولايات المتحدة تجمد نصف أموال الدعم للاونروا: الوكالة بدأت باقالة العاملين.
– المحكمة: المتوحدون ليسوا مضطربين نفسيا ولا يجب ادخالهم الى اقسام العلاج العقلي.
اسرائيل اليوم :
– بالامر: الجيش الاسرائيلي يقيد تصريحات الجنود في الشبكة.
– قصور السلة: 3 مليار شيكل للادوية اختفت في صناديق المرضى.
– ترامب يحسم: ميزانية المساعدة للاونروا ستقلص جدا.
– العملية في حفات جلعاد: جندي يوزع مناشير تدعو الى الانتقام.
– اجتياح في المانيا: الهدف – ايرانيون تجسسوا على اسرائيليين.
القناة 14 العبرية :
– رئيس الوزراء نتنياهو يقدر أن السفارة الأمركية ستنتقل الى القدس خلال سنه..
– نتنياهو حول تقليص المساعدات للأرنوا: لأول مرة ننتصر على مؤسسة تدعم الفلسطينيين.
– السلطة الفلسطينية حول تقليص مساعدات الأونروا: الإدارة الامريكية تتصرف بحسب تعليمات نتنياهو.
القناة 2 العبرية :
– نتنياهو: سيتم نقل السفارة الأمريكية الى القدي خلال سنة على أقل تقدير.
– تقرير: تقليص ميزانيات الأونروا في المناطق الفلسطينية سيعود بالضرر الامني على المنطقة.
– حالة الطقس: منخفض جوي ماطر مصحوب برياح قوية يضرب البلاد ويستمر حتى مساء الجمعة.
القناة 7 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 13 “مطلوب” فلسطيني من الضفة الغربية.
– دانون حول تجميد تمويل الأونروا: لقد حان الوقت لوقف عبث الأونروا لأنها أصبحت منظمة تستغل أموال المجتمع الدولي للدعاية المعادية “لإسرائيل”.
– الناطق بإسم حماس في لبنان: تم اعتقال القائمين على محاولة الاغتيال الأخيرة في لبنان.
والا العبري :
– الإدارة الامريكية تقرر تقليص نصف ميزانيات الأونروا في المناطق الفلسطينية.
– اليوم تدريبات عسكرية للجيش الإسرائيلي في مطار “سدية دوف”، وتدريبات لقيادة الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي في “بيتح تكفا”.
– اعتقال أربعة مواطنين عرب من القدس على يد الشرطة الإسرائيلية خططوا لقتل شخص على خلفية جنائية.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 17– 1 – 2018
معاريف / التهديد يتحق: ترامب يقلص نصف المساعدات للفلسطينيين
معاريف – بقلم حاييم اسروفتس – 17/1/2018
بعد التحذيرات والتهديدات، انتقلت واشنطن الى الافعال: فقد أبلغت وزارة الخارجية الامريكية أمس وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بانها لن تحول الا نحو نصف المساعدة الامريكية وذلك بسبب مواقف الوكالة المناهضة لاسرائيل.
الولايات المتحدة، المتبرعة الاكبر للوكالة التي تعنى باللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، في قطاع غزة وفي الاردن، كان يفترض أن تحول حتى 1 كانون الثاني 125 مليون دولار، الدفعة الاولى للسنة الحالية، ولكن بعد مشاورات أجراها الرئيس دونالد ترامب مع مستشاريه، تقرر تحويل 60 مليون دولار فقط.
وأفاد ناطق بلسان وزارة الخارجية بان المبلغ سيحول في غضون ايام من أجل السماح بنشاط الوكالة. وقال لـ “واشنطن بوست” انه “بدون التمويل الذي نوفره اليوم، فان نشاط الاونروا سيكون في خطر الاغلاق بسبب عدم التمويل. والتبرعات التي توفرها الولايات المتحدة ستمنع هذا في المستقبل القريب”.
وأضاف المصدر بان 65 مليون دولار التي لن تحول الى الوكالة ستجمد حتى قرار جديد، فيما يعتقدون في وزارة الخارجية بان هناك حاجة لاجراء فحص شامل وجذري لشكل عمل الوكالة وطريقة تمويلها. وقال الناطق انه “حان الوقت لان تبدأ دول اخرى، بعضها غنية جدا، باداء دورها كي تدفع الى الامام الامن الاقليمي والاستقرار. هذا هو الوقت للتغيير”. واضاف المصدر يقول: “نحن لا نحاول المعاقبة. بل نعمل على اصلاح المنظمة”.
وسبق القرار النهائي جدال بين مستشاري الرئيس. فقد أيدت السفيرة الى الامم المتحدة نيكي هيلي الوقف التام لتمويل الوكالة بسبب مواقف السلطة الفلسطينية بعد اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة اسرائيل. بالمقابل فان وزير الخارجية ريكس تلرسون تصدر الخط الذي أيد التقليص الجزئي، الى جانب وزير الدفاع جيمس ماتس ومستشار الامن القومي هاير ماكماسر، وفي نهاية المطاف نجح في اقناع ترامب. واشارت الناطق بلسان الوزارة هيذر نيوارت الى ان “لوزير الخارجية صلاحيات لتقرير ما يكون عليه التمويل للاونروا”.
واعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتريش عن اسفه للقرار. واشار الى ان الاموال “هي ذات أهمية متطرفة، ليس فقط من أجل رفاهية السكان بل برأيي ايضا وكذا برأي الكثيرين من المراقبين الدوليين بمن فيهم الاسرائيليون ايضا، يدور الحديث عن عنصر هام للاستقرار. اذا لم تتمكن الوكالة من تقديم الخدمات الحيوية والدعم الطاريء الذي توفره، فسيتسبب هذا بمشكلة جدية جدا وسنفعل كل شيء كي نمنع هذا الوضع”.
يديعوت / الاوهام الفلسطينية – لا تتفهموهم!
يديعوت – بقلم بن – درور يميني – 17/1/2018
لقد كان الخطاب واضحا وجليا. لم يكن هذا مجرد “يخرب بيتك”، التي اطلقها ابو مازن نحو زعيم القوة العظمى الاقوى في العالم. كانت هذه الايديولوجيا الهادئة تماما، مع ادعاءات عابثة تدفع الفلسطينيين فقط الى الغرق أعمق في مسار الاوهام والتحطم. ولكن ردود الفعل كانت متوقعة. ينبغي تفهمه. فهو مضبوط. ليس له افق سياسي. الفلسطينيون يائسون. لم يقصد حقا.
ابو مازن، كما ينبغي الاعتراف، هو بالاجمال ضحية للنجاح المذهل للدعاية الفلسطينية. فمنذ عشرات السنين وهي تحظى بمنظومة سلسلة من رجال الدعاية الذين يشرحون بانه ينبغي تفهمهم. فعندما اطلقت الصواريخ من غزة سارع روبرت فيسك، احد الخبراء الاهم في بريطانيا لشؤون الشرق الاوسط، ليشرح بان “الفلسطينيين في غزة يقولون، حفيدي يطلق الصواريخ الى مدينتي، لان هذه المناطق كانت قبل 1948 فلسطينية”. البروفيسور اورن يفتحئيل، من جامعة بن غوريون، شرح بانه ينبغي تفهم اطلاق الصواريخ “كمحاولة لتذكير العالم، اسرائيل، ولكن ايضا القيادة الفلسطينية، بان مسألة اللاجئين حية ترزق”. هم ضد الارهاب، ولكنهم يوفرون له المبررات. الالمان ايضا طردوا من كثير من الدول. والبولنديون. والهنغاريون. والاوكرانيون. والاتراك. واليونانيون. وغيرهم وغيرهم وغيرهم. عشرات الملايين. ولم نسمع عن اطلاق صواريخ. وبالتأكيد لم نسمع مبررات للارهاب والصواريخ. لان معظم اوروبا كانت ستصبح عرضا ناريا ولهيبا ونيران. ولكن هذا هو المنطق الذي سيطر على النخب التقدمية في السياق الاسرائيلي الفلسطيني. أي، انعدام المنطق.
والمسيرة مستمرة. لقد رفضوا مشروع التقسيم؟ يا لهم من مساكين. لماذا يتخلى احد ما عن غرفة في بيته فقط لان احد ما آخر غزاه؟ هذا التبرير سمعته الف مرة تقريبا. صحيح انه عندما بدأت الصهيونية لم يكن “بيت فلسطيني”. وصحيح أن بعثة التحقيق الى فلسطين، التي اصدرت الخريطة الادق في السبعينيات من القرن التاسع عشر وجدت أن المنطقة كانت مأهولة بهزال. وصحيح أن الكثيرين من اولئك الذين يسمون اليوم فلسطينيين وصلوا في القرون الاخيرة كمهاجري عمل او كلاجئين من دول مجاورة (عائلة الزعبي، مثلا جاءت بدعوة من الحكم العثماني في 1873). وصحيح أن وزير داخلية حماس، فتحي حماد، اعترف بان الفلسطينيين هم في واقع الامر مصريون وسعوديون. ولكن الى الجحيم بالحقائق. المهم أن ابو مازن يمكنه أن يقتبس عددا لا يحصى من الخبراء، الصحافيين والاكاديميين الذين سيوفرون مواد دعاية وتحريض لكل خطاب هاذ له.
ان المفاهيم عن النزاع، كل نزاع، يستوجب تفهم الطرفين. تفهم الالم. غير أن ما هو صحيح في كل النزاع يتبين كمغلوط تماما عندما نصل الى الفلسطينيين. فكلما تفهمناهم أكثر، هكذا عززنا الرفض. حين “نتفهم” الادعاءات المتعلقة بالنكبة، بدلا من أن نقول لهم ان ما حصل لهم حصل لعشرات الملايين، وحصل لليهود – من البلدان العربية ايضا – نخلد وهم العودة. ومنذ سنين يسمعون ذات النغمة من الفيسكيين واليفتحئيليين. واذا كان هذا ما يقوده المثقفون والمتنورون في العالم، فهل هناك احتمال ان يتخلى الفلسطينيون أنفسهم عن وهم العودة؟ هل “التفهم” هذا يقرب فرص السلام والمصالحة أم يبعدها؟
عندما يقولون باسم “التفهم” انه ينبغي تفهم معنى القدس للمسلمين بشكل عام وللفلسطينيين بشكل خاص، رغم أنه في مئات السنين من الحكم الاسلامي بقيت القدس هامشية ومهملة – نساعد على تضخيم الكذبة. وعندما ننشر بان الفلسطينيين يعيشون تحت قمع يشبه ما حصل في اوشفيتس، فهذه فرية دم. لانه تحت الحكم الاسرائيلي حظي الفلسطينيون بنمو هائل في كل مجال ممكن. ولا، الارهاب ليس مبررا لان الفلسطينيين تلقوا المرة تلو الاخرى عروضا نزيهة للاتفاق. هم كان بوسعهم أن ينالوا الاستقلال. وهم الذين قالوا لا. ومن يواصل تبريرهم، يبرر استمرار العنف والارهاب.
للرأي العام في العالم الحر تأثير. كان يمكنه وينبغي له أن يقول للفلسطينيين ولاسرائيل: انزلوا عن الشجرة. لا مزيد من الاوهام. لا عودة للفلسطينيين الى اسرائيل ولا عودة يهود لكل تلة في يهودا والسامرة. ولكن التفهم للفلسطينيين يجب أن يتوقف. لا من أجل منع الاتفاق، بل العكس، من أجل أن تكون فرصة له.
هآرتس / اذا كانت حماس هي السيد فلماذا لا يتحدثون معها
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 17/1/2018
مفهوم جديد، سيادة، دخل الى الاستخدام في المواجهة بين حماس واسرائيل. “هذه الليلة نفذنا عملية مهنية دقيقة. الامر يتعلق بخرق فاضح للسيادة الاسرائيلية”، شرح وزير الدفاع افيغدور ليبرمان. المنطق الذي يقف من وراء مهاجمة نفق حماس الذي “غزا” حدود دولة اسرائيل. قائد المنطقة الجنوبية في فرقة غزة العقيد كوبي هيلر قال إن “حماس هي السيد في قطاع غزة، وعليها تقع المسؤولية لمنع كل العمليات الارهابية التي تخرق سيادة دولة اسرائيل، بما في ذلك تحت الارض”.
تقسيم العمل بين اسرائيل وحماس هو أمر مدهش. ووفقا لهذا التقسيم فان اسرائيل تعترف بحماس كسيد على هذه الارض التي تسيطر بنفسها عليها، وهي الجسم الذي يجب مساءلته وحتى دفع الثمن عن كل عملية ارهابية تخرج من القطاع. لذلك فهي تمنح حماس صولجان القيادة الوهمي في القطاع، بما في ذلك السماح لها بالدفاع عن سيادتها. محمود عباس الى الخارج واسماعيل هنية الى الداخل.
ولكن هذا امر هامشي، الجزء الهام يتعلق بتبرير المس بالسيادة الاسرائيلية على أنه تبرير قانوني مناسب، ومهاجمة النفق (رغم أنه يبدو في هذه المرة أن الدافع الامني ليس هو دافع الهجوم، وحسب اقوال قائد المنطقة الجنوبية ايال زمير، “النفق الارهابي الذي مر تحت معبر كرم أبو سالم يمس بالدرجة الاولى سكان قطاع غزة”. كم هو مثير القلق على حياة المليوني غزي المحبوسين داخل حصار اسرائيلي).
أين تبدأ وأين تنتهي السيادة الاسرائيلية؟ حسب المعطيات التي نشرها مركز “غيشه” فان اسرائيل قلصت بصورة دراماتيكية عدد تصاريح الدخول الى اسرائيل، عدد التصاريح التجارية انخفض بنحو 85 في المئة، تم الغاء حصة الخروج من غزة للصلاة في الحرم في القدس، ومن العام الماضي تطلب اسرائيل من المغادرين الى الخارج تعهدا بعدم طلب العودة الى القطاع خلال سنة، ادخال البضائع الى غزة انخفض ايضا بصورة كبيرة. لكن حسب ما نشرته هنا عميره هاس (“هآرتس”، 14/1) فان اسرائيل تقلق على سعادة مواطني غزة، وتهتم بأن يقوموا بملء استبيان استطلاع رأي حول السعادة.
اذا كانت حماس تحظى بصفة سيد القطاع، فهي لا تستطيع القيام بمهمتها هذه طالما أن اسرائيل تخنق السكان في القطاع من خلال حصار استمر اكثر من عشر سنوات، حيث لا يستطيع الطلاب الخروج للدراسة، وعندما في المعبر الوحيد الى القطاع الذي يوجد في الاراضي الاسرائيلية يصعب حتى نقل البضائع الاساسية. اذا كانت اسرائيل تعترف بسيادة حماس في قطاع غزة فليس من المسموح لها أن تعمل فيه مثلما تعمل في اراضيها، أن تقوم بقصفه كما تريد وتحدد مستوى حياة مواطنيه. ولكن من السهل على اسرائيل أن تمنح لحماس صفة السيد وهو أمر يعفيها من المسؤولية على مصير السكان. وفي نفس الوقت اعتبار حماس منظمة ارهابية لا تجري معها المفاوضات حول اعادة اعمار القطاع.
اذا كانت اسرائيل تخشى من الانهيار في قطاع غزة، الامر الذي سيخلق مواجهة عنيفة جديدة بينها وبين حماس، فيجب عليها اعطاء مضمون حقيقي لسيادة حماس. ولكن خطوة كهذه تعني مشاركة فعلية وحوار مع هذا السيد الذي يعتبر منظمة ارهابية، هذا التناقض الذي لا تستطيع اسرائيل حله. اضافة الى ذلك، حسب اسرائيل، فان فتح فضاء المعيشة في غزة فقط يعزز حماس، لكن هذا الادعاء ينقصه المنطق، اذا تم اضعاف حماس بسبب سياسة الاغلاق فكيف يمكن الطلب منها تحمل المسؤولية كسيد؟ اذا لم تنجح عشر سنوات من الحصار في تغيير سياسة حماس، فما الفائدة من تمديده؟.
في المقابل، اذا كانت السنوات الثلاثة الاخيرة، كما قال المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، هي الاكثر هدوء منذ “ايام شمشون البطل” فربما أن حماس لم تعد هي التهديد الفظيع الذي تصفه اسرائيل، وأنه قد حان الوقت لفحص طرق جديدة للتعامل معها. “العبقرية الاسرائيلية والعقل اليهودي اوجدا الحلول لكل الانفاق الارهابية”، هكذا تفاخر الجنرال بولي مردخاي في مقابلة اجريت معه في قناة “الحرة”. ولكن هذه العبقرية لا تكفي من اجل حل التهديد على الارض. هذا التهديد يمكن أن يزيله فقط رفع الحصار.
هآرتس / الجيش الاسرائيلي يفحص أخذ المسؤولية الامنية – على الاحياء التي تقع خلف الجدار
هآرتس – بقلم ينيف كوفوفيتس – 17/1/2018
في الجيش الاسرائيلي يفحصون في هذه الاثناء امكانية نقل المسؤولية الامنية الى أيدي الجيش على كل المنطقة التي تقع خارج جدار الفصل في شرقي القدس، منها مخيم شعفاط للاجئين ومنطقة كفر عقب. هذه المناطق تقع فعليا ضمن الحدود البلدية للقدس، ولكن منذ اقامة الجدار تم فصلها عنها جغرافيا، وفعليا تحولت الى مناطق فوضى وفقر وعنف. هذا الفحص يتم في اطار فحص شامل في قيادة منطقة الوسط وفي مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق. وقد أكدت على ذلك لصحيفة “هآرتس” مصادر في الجهاز الامني. عند الانتهاء من العمل سيتم طرح الخطة على رئيس الاركان آيزنكوت.
السبب الذي يقف من وراء الخطة هو موجة العنف الاخيرة في القدس والتي اوجدت الحاجة الى تعزيز التعاون بين الشرطة والجيش في العاصمة، لا سيما في احياء شرقي المدينة التي تقع خارج الجدار في منطقة هار أدار. ولكن في جهاز الامن يريدون توضيح أن هدف هذه الخطة ليس تغيير مكانة هذه الاحياء ولا مكانة سكانها.
حسب المصادر التي تحدثت مع “هآرتس”، فان التداعيات على سكان القدس الذين يعيشون خارج الجدار ستكون مشتقة من هذا القرار اذا تم اتخاذه. المناطق التي يتوقع نقلها الى مسؤولية الجيش تضم، باستثناء كفر عقب ومخيم شعفاط للاجئين، تجمعات سكانية اخرى اصغر. حتى الآن ليس واضحا ما هي صلاحيات الجيش تجاه الساكنين في تلك المناطق. رغم أن عدد سكان القدس الذين يعيشون خارج الجدار ليس معروفا بالضبط، فحسب التقديرات يدور الحديث عن 100 – 150 ألف شخص (140 ألف شخص حسب سلطة المياه في القدس “جيحون”. وبين النصف الى الثلث منهم يحملون بطاقات الهوية الاسرائيلية بصفة مقيمين دائمين في القدس.
من المعلومات التي وصلت الصحيفة يتبين أن احد الاحتمالات التي يتم فحصها في الجيش الاسرائيلي هو تغيير حدود المناطق للألوية العاملة في الضفة: لواء السامرة، المسؤولية عن منطقة نابلس ستتوسع نحو الجنوب، في حين أن لواء بنيامين المسؤول عن منطقة رام الله سيتحمل المسؤولية عن هذه المنطقة. في هذه المرحلة ليس واضحا ماذا ستكون طبيعة السيطرة العسكرية على هذه المناطق وهل ستكون لها علاقة ايضا بالمجالات المدنية. ما زال غير واضح كيف سيتم توزيع المسؤولية بين الجيش وشرطة اسرائيل التي تتولى الآن تطبيق القانون في هذه الاحياء.
نقل المسؤولية الامنية، واكثر من ذلك المسؤولية المدنية، من الشرطة الى الجيش يثير مسائل قضائية صعبة، حيث أن الاحياء توجد داخل حدود القدس وهي جزء من اراضي دولة اسرائيل، خلافا لاراضي الضفة الغربية حيث يسري هناك مبدأ “الاحتلال الحربي”، الذي يمنح الجيش صلاحية قانونية وادارية واسعة.
رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة يعتقد أنه سيكون لتطبيق هذه الخطة تداعيات مصيرية. “الامر يتعلق بعملية هدفها الاساسي هو اقتلاع حوالي 100 ألف فلسطيني من سكان القدس، وبعثرة القدس الشرقية الى شظايا احياء وقرى”، قال للصحيفة. وهو يعتقد أنه زيادة على التداعيات السياسية لهذه العملية فان الامر يتعلق بالمس بـ “اشخاص يعيشون حتى في هذه الاثناء في فقر مدقع، ومع بنى تحتية غير مقبولة، وشرقي القدس يشكل مركز حياتهم. من الواضح أنه بعد هذه العملية فان وضعهم سيسوء، عائلات ستقسم وعشرات آلاف الاشخاص سيتم فصلهم عن مصدر رزقهم”.
بسبب الفصل الجغرافي عن القدس، في هذه الايام يتمتع هؤلاء السكان بعدد محدود من الخدمات البلدية، المجاري تتدفق في الشوارع، ولا يتم اخلاء القمامة، وعندما يكون انقطاع للكهرباء فهو يستمر لفترة طويلة جدا الى حين اصلاحها، وجود الشرطة القليل في الاحياء، مع منع قوات الشرطة الفلسطينية وفقا للاتفاقات بين اسرائيل والفلسطينيين من العمل في الاحياء المقدسية، حولتها الى مناطق لجوء للجريمة والارهاب: عدد كبير من العمليات في القدس في العام 2015 نفذت على أيدي سكان يعيشون خلف جدار الفصل، وفي الاحياء نفسها هناك عدد لا بأس به من الجريمة، بما في ذلك الزيادة في كمية السلاح غير القانون وتجارة المخدرات. احدى النتائج الاخرى لهذا الوضع الفوضوي هي البناء غير القانوني وغير المراقب: آلاف الشقق بنيت هناك بدون تناسق مع انظمة البنى التحتية المنهارة.
في الحكومة هناك من يعرفون عن الوضع القاسي في الاحياء الواقعة خلف الجدار. “الوضع في هذه الاحياء لا يمكنه أن يكون اكثر سوء”، قال وزير شؤون القدس زئيف الكين في مقابلة مع “هآرتس” في تشرين الاول الماضي. “الصيغة الحالية فشلت تماما، لقد كان الخطأ نقل الجدار بالشكل الذي نقل فيه. الآن توجد منطقتان بلديتان هما القدس والضواحي، الاتصال بينهما ضعيفة جدا. على المستوى الرسمي، الجيش الاسرائيلي لا يمكنه العمل هناك، والشرطة تدخل فقط لتنفيذ عمليات، والمنطقة تحولت تدريجيا الى منطقة حرام. الكين واصل وقال إن “هذا القدر من المباني المرتفعة وبهذا الاكتظاظ لا يوجد مثله في تل ابيب، والتداعيات التخطيطية صعبة. هناك خطر الانهيار في حالة حدوث هزة ارضية، بلدية القدس لا يمكنها توفير الخدمات هناك”.
في السنة الاخيرة قدم الوزير الكين مخطط لتقسيم بلدي للمدينة، وحسب هذا المخطط، الاحياء التي تقع خلف الجدار سيتم فصلها عن القدس وتحويلها الى سلطات محلية جديدة. ولكن مخطط الفصل ووجه بصعوبات، لأنه قبل نحو اسبوعين تم تغيير التعديل لقانون الاساس: التعديل ادخل في اللحظة الاخيرة بضغط نشطاء اليمين الذين خافوا أن يكون هدف التقسيم هو اعادة مناطق من العاصمة الى الفلسطينيين. ربما أن خطة القيادة التي يتم العمل عليها في هذه الايام في قيادة المنطقة الوسطى، تكون شاهدا على أن خطة الوزير الكين تتقدم. عضو الكنيست ايمن عودة يعتقد أن هذا حقا هو الوضع: “الحكومة تستمر في اتخاذ خطوات هدفها منع كل احتمال لعقد اتفاق سلام مستقبلي، الى جانب الاضرار الانساني بالحياة اليومية للسكان الفلسطينيين في القدس”.
في هذه الاثناء في جهاز الامن يعودون ويدعون أن مخطط القيادة ما زال لم ينته بعد، والحديث يدور عن عملية طويلة في اطارها يتم فحص عدد من البدائل والخطط.
وجاء على لسان المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي ردا على ذلك بأن “الجيش يفحص باستمرار الشكل الافضل لنشر قواته في المناطق المختلفة، وضمن ذلك في قيادة المنطقة الوسطى. في الوقت الحالي يتم فحص بدائل مختلفة، لكن في هذه المرحلة لا يوجد أي تغيير ولم يتم اتخاذ قرارات بهذا الشأن”.
يديعوت / الازمة في غزة – العمل في اسرائيل كمصلحة متبادلة
يديعوت – بقلم عوديد شالوم – 17/1/2018
المطر، الذي من المتوقع ان يهطل في منطقتنا في الليلة ما بين الخميس والجمعة، لن يستقبل ببركة في مخيم جباليا للاجئين. فالحديث يدور عن احد الاماكن الاكثر اكتظاظا في العالم: اكثر من 110 الف نسمة يعيشون في 1.4 كيلو متر مربع، مع بنى تحتية للعالم الثالث التي تجعل الطرق في المخيم عجينة لزجة يكاد لا يمر بها أحد. ولكن دعك من البنى التحتية المتخلفة. فمن يهمه الوحل حين لا يكون هناك مصدر رزق.
على مدى عشرات السنين خرج معظم الرجال الذين يسكنون في جباليا للعمل في اسرائيل. بنوا المباني والاحياء التي نعيش فيها وحرثوا حقولنا، الى أن بدأت الانتفاضة الثانية في 2000. بعدها اندثر العمل في اسرائيل، الى أن توقف تماما بعد فك الارتباط في 2005. والان، نجد أن معظم سكان مخيم اللاجئين عاطلين عن العمل، يعيشون من مخصصات الغذاء التي توزعها الوكالة.
قطاع غزة يوشك على الانهيار في كل المجالات المدنية. وضع المستشفيات سيء، البنى التحتية المتهالكة من شأنها أن تؤدي الى اندلاع الامراض والاوبئة، الاقتصاد محطم، ونحن نصف قوة العمل هناك تجلس في البيوت عاطلة عن العمل. وليست منظمات الاغاثة الدولية فقط هي التي تحذر من الوضع الرهيب هناك، بل وجهاز الامن الاسرائيلي ايضا.
قبل نحو شهر، في زيارة الى معبر ايرز على حدود القطاع التقيت نبيل البواب، رجل أعمال غزي يملك مصنع نسيج في المنطقة الصناعية كرني شمالي غزة. البواب هو واحد من 551 رجل أعمال من القطاع يحملون تصريح دخول الى اسرائيل. حتى قبل سنتين اقرت اسرائيل لـ 3.300 رجل اعمال غزي تصاريح للدخول الى نطاقها والقيام بالاعمال التجارية هنا. اما الانخفاض في عدد التصاريح فينبع لاسباب امنية، ولكن ليس فقط امنية. فالوضع الاقتصادي الصعب لسكان غزة قلص جدا القوة الشرائية، والعديد من الاعمال التجارية اغلقت. اما عن الوضع الصعب فتدل ايضا كميات البضائع الوافدة عبر معبر كرم سالم، والتي قلت في السنة الاخيرة جدا. عندما لا يكون لدى الناس مال، فلا معنى لادخال الملابس، الاغذية وباقي منتجات الاستهلاك.
يشغل البواب 370 عاملا في مصنع ينتج الملابس لعشر شركات اسرائيلية. كل مدخول المصنع والعمال هو من السوق الاسرائيلية. وهو يجتاز المعبر ثلاث مرات في الاسبوع على الاقل ويسافر الى تل أبيب والى حيفا كي يلتقي رجال الشركات التي يعمل معها ويتلقى الطلبيات. 370 عاملا ولديه وعائلاتهم يرتزقون بكرامة، ولديهم المال لشراء الغذاء حتى وان كان على نحو ضيق.
على مسافة غير بعيدة من مصنع البواب، في دفيئات البلدة الزراعية نتيف هعسرا يتوق المزارع ساعر بيلتس للايدي العاملة. “اعطني الان 40 عاملا غزيا، فآخذهم الى العمل دون أن افكر مرتين”، يقول ويشكو من الكلفة العالية لاستخدام التايلنديين. كما أن المزارعين في بلدات غلاف غزة جوعى للعمال الذين سيفلحون الحقول المجاورة للقطاع. قبل نحو نصف سنة حاولوا اتخاذ خطوة لادخال 5 الاف عامل من غزة للعمل في حقول الغلاف. وكان الجيش مؤيدا للخطوة، وكذا الادارة المدنية اوصت بذلك، ولكن القيادة السياسية مترددة.
الكل يحذر من مصيبة انسانية في القطاع، بما في ذلك الوزراء في حكومة اسرائيل، ولكن السياسة صحيح حتى الان هي عدم عمل شيء. وسؤال شرعي هو كم ينبغي لاسرائيل أن تساعد، اذا كان ينبغي لها على الاطلاق، سكان القطاع. وبالتأكيد حين تكون حماس والجهاد الاسلامي يحفرون الانفاق الهجومية الى اراضينا لغرض العمليات. ولكن في المستوى العملي يمكن تنفيذ تسهيلات يستفيد منها الطرفان، ارباب العمل الاسرائيليون والغزيون المحتاجون للعمل على حد سواء. مثلما في الضفة، ستكون المخابرات العامة هي المسؤولة عن خروج العمال من غزة بحيث ترشح من من شأنه أن يكون خطرا أمنيا. يمكن أن نبدأ بمشروع تجريبي من بضع مئات الاشخاص، وفحص كيف ينجح الامر. ومثلما يقول الصناعي البواب: “عندما يكون للناس مصدر رزق، يكون الهدوء ولا يهمهم أي شيء آخر”.
هآرتس / باي باي لحل الدولتين، أهلا وسهلا بالقادمين الى جحيم الضم
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 17/1/2018
أتباع حل الدولتين سيشبهون قريبا “اتباع الموت”، كما تمت تسمية اتباع الحاخام نحمان من بارسلاف باستخفاف، الذين تمسكوا بزعيمهم الميت ورفضوا تعيين وريث له. عندما سيموت حل الدولتين نهائيا، فان التمسك به سيتحول الى ارث لاصحاب الايمان الطاهر والساذج فقط. كل الباقين من اليسار الجذري واليمين المعتدل يوجدون الآن في المراحل الخمسة للعزاء حسب نموذج كوبلر – روس: بعد الانكار والغضب ومحاولة المساومة مع الواقع، تأتي مرحلة الكآبة، وبعدها التسليم.
في المقابل، في اليمين هناك سعادة وبهجة، خطاب محمود عباس، قال بنيامين نتنياهو، يبرهن على أننا كنا محقين. من خلال غضبه ويأسه فان عباس عبر بشكل علني عن الرواية الفلسطينية المؤسسة، التي بشكل عام يحاول اخفاءها والتي لن يتنازل الفلسطينيون في أي يوم عنها، كما يعرف ذلك نتنياهو. ولكن بدلا من التركيز على حل براغماتي يمكنه في يوم ما أن يؤدي الى المصالحة والتسليم مثلما حدث في كل مكان تم فيه حل نزاع عرقي طويل، فان نتنياهو يطالب بأن يعترف الفلسطينيون في البداية بأنهم هم واجدادهم قد اخطأوا، وفقط بعد ذلك اسرائيل ستقرر أي فتات يمكن أن ترميه لهم. عبقريته تتجلى في أنه نجح في اقناع الرأي العام في اسرائيل، في اليمين، ولكن ليس فقط فيه، بأن ادعاءه الدعائي يجب أن يستخدم كاختبار اساسي ملزم للعملية السياسية كلها.
الاحتفال في اليمين هو احتفال مضاعف. زعماؤه مسرورون من اثبات مصداقيتهم التاريخية، ظاهريا، لكنهم مسرورون ليس بدرجة أقل من الضائقة التي يعاني منها اليسار الآخذ في الاحتضار. مع دونالد ترامب منفلت العقال في واشنطن ومع اوروبا والعالم العربي الذين اصبح الفلسطينيون بالنسبة لهم حاليا مثل قشرة الثوم، يمكنهم التقدم براحة نحو تصفية الاحتمال الاخير لتقسيم البلاد. الفلسطينيون سيكون عليهم الاختيار بين استمرار الاحتلال وحكم ذاتي كانتوني، ولكن مهما كان الامر فان اسرائيل ستحكمهم الى الأبد. باي باي لحلم اليقظة لحل الدولتين، وأهلا وسهلا بالقادمين الى جحيم الاحتلال، حيث أنه في واقع النصر الايديولوجي الذي حققه اليمين ظاهريا فانه يتجاهل التداعيات المحتملة وغير المتوقعة. معسكر السلام ربما يفقد الراية التي وحدته، لكن من الآن سيفقد اليمين القبة الحديدية التي كانت تحميه. ايضا اذا كان حل الدولتين هو وهم، مثلما يدعي نفتالي بينيت وامثاله، فانه يوفر منذ عشرات السنين ستار الدخان الذي من خلفه تستطيع حكومة اليمين أن تسير دون أن تتقدم وهي تشعر بأنها تتقدم، وتستطيع أن تجذر الاحتلال دون تقديم حساب عن لذلك، ليس للرأي العام الاسرائيلي ولا لدول العالم. وقد فهم ذلك كل رؤساء الحكومات، من مناحيم بيغن فما فوق، لكن في عهد نتنياهو فان الرغبة في الخروج محقين تفوقت منذ زمن على الحاجة الى أن نكون عقلانيين.
ليس اليسار وحده الذي “سيضطر منذ الآن الى مواجهة الخيار الوحيد الذي سيبقى، بين السيء والاسوأ، بين الابرتهايد الفعلي والدولة ثنائية القومية المحتملة، في غياب افق سياسي، فان ثقة الرأي العام الاسرائيلي بقدرة اليمين على تحقيق سلام آمن ستفقد الحق في الوجود. ايضا على المستوى الدولي فان امكانية تحققها هي التي وفرت حتى الآن الدرع الواقي الذي دافع عن الاحتلال والمستوطنات التي بنيت في ظله.
اسرائيل اليمينية تتعرى اليوم تماما بفرح تظاهري، ولكن في اليوم الذي ستتوقف فيه النجوم الدولية عن الضحك لها ويسوء حظها، ستبقى مكشوفة دون حق ودون دفاع. إن اصدار شهادة الوفاة الرسمية لحل الدولتين سيخلق ازمة عميقة في اليسار، لكن على المدى البعيد ربما أن اليمين سيشتاق اليه اكثر.
نظرة عليا / عناصر اساسية في النهج الامريكي – لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين
نظرة عليا – بقلم شمعون أراد – 17/1/2018
تفاصيل خطة السلام الامريكية للشرق الاوسط، التي ننتظرها منذ زمن بعيد، قليلة عن عمد. فالخطة يصيغها فريق منضبط – برئاسة المستشار الكبير جارد كوشنير – الذي لم ينشر ولم يسرب أي معلومات عنها. ومع ذلك، فان تحليل ملاحظات جارد كوشنير التي قيلت في منتدى سبان 2017، اضافة الى قرار الرئيس ترامب في موضوع القدس وكذا الفصل الذي يبحث في الشرق الاوسط في استراتيجية الامن القومي الامريكي، والتي نشرت مؤخرا، تقترح اقانيم اساسية بالنسبة لتفكير الادارة في موضوع المفاوضات. تحليلها يؤدي الى الاستنتاج بانه في هذه الايام تصاغ صيغة مفاوضات جديدة، تهجر عددا من المباديء التقليدية، التي تبنتها الادارات الامريكية السابقة.
التطلع الى “صفقة فضلى”
يبدو أن ادارة ترامب ترفض النهج متعدد المراحل للمفاوضات على التسوية النهائية، يستند الى حلول انتقالية او تسويات لبناء الثقة. وبدلا من ذلك، تركز على المبادرة الى مفاوضات لتحقيق تسوية نهائية وشاملة. وحسب هذا المنطق، فان النهج المرحلي الذي يتميز بالنواقص لانعدام الثقة السائدة بين الطرفين، هذا النهج لا يخلق الثقة اللازمة من أجل التغلب على المصاعب الجوهرية، التي ستنشأ بشكل محتم في اثناء المسيرة نفسها أو عقب آثار اقليمية سلبية. مسيرة متواصلة الازمات هذه، لا تضع المسيرة السلمية نفسها في الخطر فقط، بل وايضا تعرقل تعزيز العلاقات بين دولة اسرائيل ودول الخليج، في ظل المس بجزء من الاستراتيجية الامريكية التي هدفها اضعاف ايران. وبالفعل تؤمن الادارة الامريكية بان العالم العربي لن يتقدم الى تطبيع علاقاته مع اسرائيل دون أن يتحقق حل شامل ونهائي مع الفلسطينيين. فضلا عن ذلك، فان الادارة الامريكية واعية للشكوك الفلسطينية والعربية في كل ما يتعلق بالنهج المرحلي، على اساس التقدير بان اسرائيل ستصل الى المسيرة من هذا النوع بهدف تمديد المفاوضات في ظل تثبيت “حقائق على الارض” في الضفة الغربية.
السياق الاقليمي
ان استراتيجية الامن القومي التي بلورها الرئيس ترامب تتبنى دورا طويل المدى للولايات المتحدة في الشرق الاوسط بهدف تحقيق ميزان قوى استقرار ايجابيين الى جانب تحقيق مصالح امنية واقتصادية امريكية. وعدم التسوية الاقليمية يعتبر كأمر ناتج عن العلاقة بين اتساع النفوذ الايراني والارهاب الجهادي، وبين الايديولوجيا المتطرفة، الدول الضعيفة، الجمود الاقتصادي – الاجتماعي والنزاعات الاقليمية. على هذه الخلفية، لم تعد الولايات المتحدة ترى في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني كسبب حاسم لمشاكل المنطقة. ومع ذلك، فان تحقيق اتفاق سلام يعتبر عاملا هاما سيتيح توثيق العلاقات بين اسرائيل وبين دول الخليج، وهذه العلاقات ستخدم المصلحة الامريكية التي تركز على تحقيق ميزان قوى اقليمي ايجابي ومواجهة التهديدات المشتركة.
بناء على ذلك، فان النهج الامريكي يكلف الدول العربية السنية البراغماتية بعدة أدوار. دورها هو المساعدة في جلب الفلسطينيين الى طاولة المباحثات ومنح شرعية للتنازلات التي سيكون من الضروري تقديمها على طول الطريق. اضافة الى ذلك، تذكر المكاسب الاقتصادية والسياسية التي يمكن لهذه الدول أن تعرضها في اليوم التالي للتوقيع على اتفاق السلام، كحوافز لادارة المفاوضات.
نهج تجاري
يبدو أن فريق الرئيس ترامب تحركه بقدر أكبر من الاعتبارات السياسية المستندة الى المصالح مما تحركه القواعد التي تقوم على اساس القيم، والتي يتبناها القسم الاكبر من الاسرة الدولية والتي تبنتها ايضا ادارات امريكية سابقة. وعليه، فان الجهود تنطلق زاوية نظر تنظر الى الامام بهدف حل المشاكل – بهدف الدفع الى الامام بالمصالح الامريكية الاقليمية – اكثر مما تنطلق من الجهد المستند الى القيم التي تستهدف حلولا مثالية لما يعتبر عدم عدل ارتكب في الماضي، أو كمطالب تاريخية يتناقض الواحد مع الاخر. هذا المنظور يفتح مدخلا لاحتمالات تبني مناهج جديدة لحل مشاكل قديمة. ومثلما اثبت تصريح الرئيس ترامب بالنسبة للقدس كعاصمة اسرائيل، تمكن فريق الرئيس ترامب منذ الان من تحطيم المسلمات السياسية التي تقررت وتثبتت من جانب ادارات سابقة. معقول أكثر ان تكون الادارة ستقدر اقتراحات يطرحها الطرفان وفقا لجدواها العملية اكثر من شرعيتها التاريخية.
جلب الطرفين الى طاولة المفاوضات
اغلب الظن، يقدر فريق ادارة المفاوضات الامريكي انعدام المرونة الفلسطينية بانه العائق الاساس لاستئناف المحادثات. ففي اثناء جولة التجسير الامريكية السابقة، التي جرت في العام 2014، سجل تقدم في المحادثات بين اسرائيل وبين الولايات المتحدة، بينما كان الفلسطينيون هم الذين انسحبوا من المسيرة (مثلما فعلوا ايضا في العام 2008، عندما عرض رئيس الوزراء ايهود اولمرت عليهم عرضا لاتفاق سلام). وعرض الرئيس اوباما عن الرئيس الفلسطيني ابو مازن سلسلة عروض في 17 اذار 2014، مال بعضها الى جهة الطرف الفلسطيني. اما ابو مازن من جهته فامتنع عن اعطاء جواب وطلب مهلة لدراسة العروض. وقد تلقى مهلة حتى 25 اذار، ولكن جوابه لم يأت حتى يومنا هذا. بدلا من ذلك، شرع الفلسطينيون في جهد لتدويل النزاع، في ظل محاولة لجباية ثمن عال من اسرائيل بسبب الجمود وبهدف تحسين موقفهم المساوم. من جهة اخرى، في ضوء تعلق اسرائيل بالولايات المتحدة والتقدير الذي توليه للادارة الحالية ولموقفها في موضوع القدس، يبدو أن امامها – حتى في ظل حكومة الائتلاف اليميني الحالي – يقف تحد ابسط يتمثل بالعودة الى الطاولة لادارة المفاوضات. وذلك تبعا لازالة الشروط المسبقة المتشددة التي عرضها الفلسطينيون عن الطاولة.
وبالتالي، فقد اتخذت الادارة الامريكية عدة خطوات، استهدفت التشديد امام القيادة الفلسطينية على أن الحديث يدور الان عن لعبة جديدة، يكون فيها استمرار الجمود معناه خسارة للفلسطينيين وربح لاسرائيل. فالاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل يخدم هذا الهدف، إذ انه يجسد للفلسطينيين الخسارة التي لا يمكن ان يكون اصلاحها الا من خلال اتفاق مع اسرائيل بشأن المكانة الدائمة للقدس، كنتيجة للمفاوضات مع اسرائيل.
ان رفض الرئيس ترامب الاسناد التام “لحل الدولتين” يشكل رسالة اخرى للفلسطينيين. واقواله بانه سيؤيد “حل الدولتين اذا كان متفقا عليه من الطرفين” تلمح بان الولايات المتحدة ستكون كفيلة بان تدعم واقع “السيادة ناقص” للفلسطينيين اذا لم تستأنف المفاوضات او اذا لم تسجل المحادثات نجاحا.
في كل ما يتعلق باسرائيل، تستخدم الولايات المتحدة في هذا الوقت حوافز ايجابية (اعلان القدس، امتيازات اقليمية) كي تشجع العودة الى طاولة المفاوضات. بالنسبة للفلسطينيين، تحاول الولايات المتحدة التشديد على الخسائر الملموسة التي ستلحق بهم بسبب عدم المرونة وان فرصهم الافضل لتحقيق الانجازات تكمن في العودة الى طاولة المفاوضات.
الاثار
ادارة ترامب ملتزمة بتقدم المسيرة السلمية الاسرائيلية – الفلسطينية بهدف تحقيق “الصفقة الفضلى”. والجدول الزمني في هذا السياق مرن، واغلب الظن يتأخر عقب امتناع الفلسطينيين عن العودة الى طاولة المباحثات برعاية امريكية، في اعقاب الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائيل. في هذه الاثناء تواصل الولايات المتحدة اعادة تعريف صيغة المفاوضات وضم المعنيين الاقليميين الى المسيرة. هذه المسيرة تفتح امام اسرائيل فرصة، حتى في غياب المفاوضات، لتحسين مكانتها الاقليمية.
ستجد اسرائيل صعوبة في رفض مبادرة امريكية لاستئناف المفاوضات لتحقيق السلام حين تأتي هذه. في كل الاحوال، فانه لاجل نيل التأييد الامريكي لمواقفها في المفاوضات، نوصي ان تعرفها اسرائيل بتعابير استراتيجية في ظل تجسيد الشكل الذي ترتبط فيها هذه في تقدم الاهداف الامريكية في المنطقة، بدلا من ان تعرض مواقفها من زاوية نظر تاريخية واخلاقية.
هآرتس / لتعرف كل أم عربية
هآرتس – بقلم حجاي العاد – 17/1/2018
أمل، والدة محمود بدران، بالتأكيد اهتمت مثل أي أم أن لا يتأخر ابنها (15 سنة) اكثر من اللازم في رحلة الاستجمام في المسبح في بيت سيرا مع ابناء عمه، في ذلك المساء الصيفي الحار في حزيران 2016. لقد قلقت من ان لا يستطيع عهد (21 سنة) الذي هو الوحيد البالغ من بين الشباب السبعة، التعامل مع التواءات الشارع الضيق عند قدومك الى الجحيم الذي قدمه بسخاء السادة الذين حفروه لهم كي يستطيعوا الزحف تحت الشارع السريع الذي قمنا بشقه لانفسنا على اراضيهم التي سلبناها. شارع متعرج، جحيم، بعد بضع دقائق سيعود الشباب الى البيت، الى الأم القلقة في قرية بيت عور التحتا.
ولكن محمود بدران لم يعد الى البيت. في ذلك الصيف الحار واثناء عودتهم من المسبح قام جندي اسرائيلي باطلاق النار على سيارتهم التي كان يقودها عهد والتي كان فيها ابناء العم الستة ومن بينهم محمود. من جانب الشارع السريع، بنظرة من فوق الى السيارة التي تسير في الشارع الضيق في طريقها الى الجحيم – كانت تلك هدف سهل. محمود قتل على الفور، السائق عهد وأحد أبناء العم اصيبوا باصابات بالغة، واثنان اصيبا بجراح متوسطة. الجرحى وجدوا حماية في جحيم “نسيج الحياة” الذي حفرناه لصالح شعب الرعايا الذين ندير حياتهم وموتهم.
لقد شاء القدر قبل بضعة اسابيع من قيام الجيش الذي قمنا بارساله الى المناطق للسيطرة على السكان بقتل محمود، أعلنت “بتسيلم” عن توقفها عن تقديم الشكاوى للشرطة العسكرية باسم الفلسطينيين على أن قوات الامن سببت لهم الضرر، بما في ذلك في حالات القتل والاصابة أو التنكيل. وذلك بعد اكثر من عشرين سنة على محاولة العمل مع الجهاز العسكري لتطبيق القانون، ومئات الحالات التي عالجتها “بتسيلم” بما في ذلك القيام بتحقيقات اساسية، أخذ شهادات، جمع تقارير طبية – وتقريبا كان هناك صفر من الحالات التي تم فيها تقديم أحد للمحاكمة. على قاعدة هذه التجربة الشاملة لم نستطع سوى التوصل الى استنتاج كان يصرخ من كل ملف آخر يتم اغلاقه دون نتيجة: الامر يتعلق بجهاز لاخفاء الحقائق، هدفه ليس احقاق الحق أو المساءلة، بل التمويه والتغطية – في نهاية الامر فان التبريرات التي تتم صياغتها بجمل طويلة وملتوية وبلغة قانونية والتي عندما تترجم الى اللغة العبرية، فانهم جميعا يقولون نفس الشيء: لا توجد قيمة للدم الفلسطيني.
التحقيق الذي نشرناه عن قتل محمود ختمناه بالكلمات التالية: “الجيش اعلن حقا عن فتح تحقيق للشرطة العسكرية لفحص ظروف الحادثة، لكن كما ادعت “بتسيلم” في التقرير الذي نشرته قبل نحو شهر، فان الجهاز العسكري لتطبيق القانون يستخدم في الاساس كجهاز لطمس الحقائق، لذلك يجب عدم تعليق آمال كبيرة على أن تحقيق كهذا سيؤدي الى تغيير نظامي في سياسة الجيش، وفي احقاق الحق. حادثة قتل محمود واصابة الشباب الذين كانوا معه في السيارة، كانت حادثة من الاحداث الاولى التي رفضنا فيها مواصلة المشاركة في مسرح طمس الحقائق. بدلا من ذلك قمنا بالتحقيق في الحادثة ونشرنا الشهادات على الجمهور وعرضنا بصورة واضحة تقديرنا بشأن الوظيفة الحقيقية لـ “تحقيق الشرطة العسكرية” في حالات كهذه.
لقد مر 19 شهرا على ذلك منذ ذلك الحين، وبالنسبة للقتلى الآخرين لهم فتحت ملفات واغلقت ملفات، وواصل جهاز طمس الحقائق القيام بما قام به طوال الوقت. أنا اعرف الحقائق واعرف المعطيات، لذلك لم يكن لدي أمل بالعدل – لا من الشرطة العسكرية ولا من النيابة العسكرية ولا من المحاكم. مع ذلك، عندما نشر قبل بضعة ايام في “هآرتس” أن هذا الملف ايضا يتوقع اغلاقه، لم يكن بالامكان أن لا نصرخ في وجه الطريقة التي يتم فيها هنا طمس حقائق قتل فلسطيني آخر – الطمس يتم حتى عندما يتعلق الامر بشباب كانوا عائدين من رحلة استجمام صيفية، وحتى عندما كان من الواضح جدا عدم وجود طريقة لتفسير وابل الرصاص هذا بنتائجه القاسية.
بعد الصدمة لا مناص سوى أن نعيد قول الحقيقة كما هي: العنف الذي لا ثمن له هو من أسس الاحتلال. بدونه سينهار النظام. كل من يفترض أن هناك احتمال معقول للاستمرار المؤقت للوضع الراهن، يستطيع قبول استمرار الفظاعة والطمس ايضا.
آلاف الاسرائيليين الذين يستخدمون يوميا شارع 443، يمرون فوق الجحيم. ربما أن نظرهم يتوجه للحظة نحو المكان الذي وقف فيه الضابط والذي منه اطلقت النار، وربما يرون للحظة من طرف اعينهم وللحظة واحدة النقطة التي مات فيها محمود. ليس هناك في ذلك المكان نصب تذكاري أو أي شاهد.
لتعرف كل أم عربية أن مصير ابنائها وضع في أيدي شعب الاسياد الذي يستحق حسب رأيه كل استبداد. حيث لنا الشوارع ولنا البيروقراطية التي تعرف كيف تغسل دماء محكوميهم، وهم لهم الجحيم والرصاص الذي نغدقه عليهم.
محمود بدران كان إبن 15 سنة عند موته، ليتبارك ذكره.
اسرائيل اليوم / الربيع العربي: اسرائيل خرجت رابحة من الثورات حولها
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 17/1/2018
بعد مرور سبع سنوات على اندلاع الاضطرابات في تونس في كانون الاول 2010 والتي أدت الى انهيار نظام الرئيس ابن علي وبشرت بقدوم الربيع العربي، عادت الاحتجاجات في تونس ورفعت رأسها. في مناطق كثيرة في ارجاء الدولة اندلعت اضطرابات، وفي جزيرة جربة تم اشعال النار في الكنيس المحلي. السلطات سارعت الى اعتقال اكثر من ألف متظاهر، وكذلك عدد من رؤساء احزاب المعارضة، على أمل انهاء الاحتجاجات، لكن من المشكوك فيه أن تتمكن من ذلك.
الاحتجاجات في تونس اندلعت، كما كان الامر قبل سبع سنوات، بسبب الضائقة الاقتصادية الشديدة التي يتعرض لها الكثير من أبناء الجيل الشاب في الدولة. يتبين أن أحد لم يأخذ العبرة من العاصفة التي ثارت في العالم العربي في بداية العقد الحالي وأن الشباب الذين قاموا بثورات الربيع العربي بقوا عديمي الأمل بمستقبل افضل. ويبدو أن وضعهم فقط يزداد تدهورا.
تجدر الاشارة الى حقيقة أن الاضطرابات التي اندلعت، بالتحديد في تونس، والتي اعتبرت حتى الآونة الاخيرة “فيلا في الغابة”، أي الدولة الوحيدة التي نجحت في تجاوز موجات تسونامي الربيع العربي، وأن تعيد لنفسها الاستقرار السياسي والاقتصادي وحتى الحفاظ على نظام ديمقراطي كوردة بين اشواك في محيطها.
عند اندلاع الربيع العربي دعا الكثيرون في اسرائيل الحكومة ألا تقف جانبا، بل المسارعة الى اظهار التأييد وحتى الدعم للشباب المتظاهرين في الشوارع. وقد حذروا من أن لا تجد اسرائيل نفسها في الجانب غير الصحيح من الخريطة وفي الاتجاه المعاكس لسير التاريخ. ولكن تبين أن العشر سنوات تقريبا بعد اندلاع العاصفة في الشرق الاوسط، تجد اسرائيل نفسها من عدة نواحي موجودة بالتحديد في الجانب الصحيح من الخريطة في الفضاء الذي يحيط بها.
لقد تم تسريب من القاهرة بأن رجال أمن مصريين أمروا وسائل الاعلام في الدولة بالتقليل من اظهار موضوع القدس وعدم تأجيج المشاعر في اوساط الرأي العام حول هذا الموضوع. لقد شرحوا بأن زيادة الاهتمام بموضوع النزاع مع اسرائيل وموضوع القدس تخالف المصلحة المصرية التي تتركز كلها حول النضال ضد الارهاب وايران. في حين أنه من جهة السعودية جاءت تقارير عن محادثة اجراها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع أبو مازن وفيها نصحه بالاكتفاء بـ أبوديس كعاصمة أو برام الله، حيث سأله ما هو البعد بينهما وبين القدس؟.
ولكن الامر ليس بحاجة الى تسريبات من اجل الاعتراف بأن مصر والسعودية مستعدتان للتعاون مع اسرائيل للحفاظ على الاستقرار في المنطقة وصد الارهاب وايران، وبالتالي ايضا، محاولة التوصل الى اتفاق سياسي بين اسرائيل والفلسطينيين يكون مقبولا على الطرفين، وبالتأكيد على اسرائيل.
يتبين أنه رغم ان الربيع العربي لم يجلب العلاج لامراض العالم العربي، الذي بقي كما كان، وحتى زاد سوء، فان كل ما قيل في اسرائيل فان الامر يتعلق بربيع عربي – اسرائيلي حقيقي. حيث أن اسرائيل لم تعد موجودة في البؤرة وفي المركز، لا يتم اعتبارها كمصدر للمشاكل أو ككيس الضرب الذي بمساعدته يمكن تنظيم الضغوط على الرأي العام ومنع اضطرابات داخلية. بل العكس، بالنسبة للحكام والنخب في الدول العربية، فان اسرائيل تعتبر جزء حيويا في الحل وليس جزء من المشكلة.
يديعوت أحرونوت / “إسرائيل” تدشن منظومة دفاع بحرية جديدة
يديعوت أحرونوت – 17/1/2018
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية صباح اليوم الأربعاء 17/1، أن الجيش الإسرائيلي يستعد قريبا لتزويد السفن الحربية التابعة لسلاح البحرية، بمنظومات دفاعية وصفت بأنها الأولى من نوعها وقادرة على إطلاق صواريخ تضليل لمواجهة التهديدات البحرية.
وبحسب الصحيفة، فإن المنظومة الجديدة تستطيع مواجهة كل أنواع التهديدات الجديدة والمستقبلية في الجبهة البحرية، بدءا من صواريخ “بر – بحر” الأكثر تطورا في العالم وحتى صواريخ الكتف البرية ومنها “الكورنيت”.
وأضافت “يديعوت” أنه تم تطوير خوارزمية في المنظومة الدفاعية، قادرة على تشخيص وتصنيف كل نوع من الأسلحة المتجهة باتجاه السفينة البحرية، والعمل على تضليلها بواسطة “صواريخ قش” لتشكيل ما يشبه “الجدار” من خلال إطلاق المئات من الخيوط المعدنية ليتجه إليها الصاروخ المهاجم، بدلا من السفينة نفسها، قبل اقترابه من الهدف بدقيقة أو دقيقتين.
وبينت الصحيفة أن عملية التشخيص الأولى للصواريخ المهاجمة تتم بواسطة (رادار) متطور، بإمكانه تصنيف نوعية الخطر الذي تواجهه السفينة من بين مئات الأهداف المختلفة في محيط السفينة.
ووفق التقرير فقد جرت تجربة المنظومة بنجاح للمرة الأولى على سفينة سلاح البحرية “صوفا”، قبل نحو شهرين، قبالة حيفا، الأمر الذي مهد الطريق لجعل المنظومة حيز التنفيذ في الأسابيع القريبة.
ونقلت الصحيفة عن الضابط المسؤول عن المشروع في سلاح البحرية زعمه إن “سفينة الصواريخ تكون محدودة من جهة كمية الصواريخ التي تحملها، ولذلك يجب أن يكون تصنيف التهديدات دقيقا من أجل تفعيل المضادات في الدفاع والهجوم بصورة ناجعة”.
موقع واللا العبري/انقسام في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول آثار تقليص موازنة الأونروا
موقع واللا العبري الاخباري – 17/1/2018
بجدية كبيرة، تنظر منظومة الأمن الإسرائيلية لتداعيات تقليص الدعم في ميزانيات الاونروا، الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة، ويستعدون للتغيرات التي قد تؤثر على الشارع الفلسطيني في قطاع غزة وفي شوارع الضفة الغربية. حسب تقديرات مسؤولين في جهاز الأمن، فالخطوة ستؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الأمني الإقليمي.
وأعلن أمس عن فصل 158 معلم بمدارس الأونروا في أنحاء مختلفة في الضفة الغربية، في إطار إجراءات تحسين الكفاءة على خلفية الوضع الاقتصادي. بعد مرور ساعات، صدر بيان من قبل لجنة مدارس الوكالة بالدعوة لوقفات احتجاجية أمام المدارس اليوم.
شارك مسؤولون في جهاز الأمن بمحاولة تقديم حلول اقتصادية بعد أن خرج آلاف التلاميذ للشوارع في أعقاب إضراب المدارس الفلسطينية، جزء منهم شارك في أعمال خرق للنظام، ومن هنا تصبح الطريق قصيرة لتنفيذ عمليات.
حتى الآن، ليس هناك حل وسط يلوح في الأفق، يسمح للسلطة الفلسطينية وحماس بسد الفجوات ومنع قيام مشكلة، ليس فقط في توزيع الغذاء وسبل العيش لعشرات آلاف العمال، بل وإيحاد حل لمئات الآلاف من الطلاب الذين قد يتم دفعهم للشوارع. بالإضافة لذلك، لا يبدو أن هناك دول معنية بمساعدة الفلسطينيين بدلًا من الولايات المتحدة، باستثناء إيران المعروفة بأنها ممولة لهذه التنظيمات في المنطقة.
تنقسم وجهات النظر في منظومة الأمن الإسرائيلية؛ مسؤولون أمنيون يقولون بأن أفراد الأونروا أصبحوا مرتبكين في السنوات الماضية واتخذوا مواقف ومبادرات لا تخدم الاستقرار في المنطقة، ولذلك يجب تحديد إطار عمل الوكالة، يجب مراقبة الأموال التي يتم ضخها لقطاع غزة وبحث محاولات بعض التنظيمات استغلال مواردها، وادعى نفس المسؤولين أنه “حان الوقت لإعطاء الفلسطينيين صنارة صيد لكي يصيدوا، وليس فقط سمكًا. هذا الدعم يخدم موقف اللاجئين”.
على النقيض، ادعى مسؤولون آخرون بأن التقليص في ميزانية الوكالة سوف يرفع مستوى الانفجار واحتمال الاصطدام مع إسرائيل. التاريخ يعلمنا أنه في كل مرة تكون فيها أزمة اقتصادية في قطاع غزة تقود لحرب مع إسرائيل، في ظل رغبة حماس بخلق أزمة والتوصل بعد ذلك لتسوية وحل عملي.
معاريف / تهديد قذائف حماس” أشد خطورة من الأنفاق و لديها القدرة على إخراس الدولة ”
معاريف – 17/1/2018
قال تال ليف- رام الكاتب العسكري بصحيفة “معاريف” إن الكشف عن أنفاق حركة حماس على حدود قطاع غزة شيء جيد، لكنه لا يخفي التهديد الخطير الذي تمثله القذائف الصاروخية التي تحوزها الحركة، وتعد تهديدا أخطر من الأنفاق.
وأضاف أن النفق يمكن أن يسفر عن قتلى كثر، وعمليات اختطاف، وشعور بعدم الأمن على طول الحدود الإسرائيلية مع غزة، لكن القذائف الصاروخية التي تحوزها “حماس” لديها القدرة على إخراس الدولة فترة طويلة من الزمن، وتغلق المطارات الجوية والموانئ البحرية، وتتسبب بأضرار اقتصادية هائلة، وهذا هو الخطر الاستراتيجي الحقيقي.
وأوضح ليف – رام، وهو جنرال إسرائيلي سابق، أنه بجانب الإنجاز المتمثل بتفجير نفق رفح، فإنه يشكل حلا لما يمكن اعتباره قمة جبل الجليد فقط، في كل ما يتعلق باستعدادات الجيش الإسرائيلي للمواجهة القادمة مع قطاع غزة، عقب الانتقادات القاسية التي واجهها بعد انتهاء الحرب الأخيرة في صيف 2014 بسبب عدم جاهزيته على مختلف الأصعدة، وبدأ باستخلاص الدروس والعبر.
وفي ظل طرح العديد من التساؤلات حول ما أعده الجيش من وسائل مضادة للقذائف الصاروخية، فقد ظهرت القبة الحديدية، التي استطاعت التصدي لمعظم القذائف المنطلقة من غزة، بجانب الأدوات الاستخبارية، التي تمكن من معرفة أماكن منصات الإطلاق، ومستودعات التصنيع.
ومع ذلك فقد أثبتت الأحداث أن تهديد الأنفاق هو تكتيكي، في حين تشكل القذائف الصاروخية التهديد الاستراتيجي، ما يدفع إسرائيل لإبداء أكبر قدر من الجاهزية إزاء هذا التهديد في حال اندلعت مواجهة عسكرية واسعة على الجبهتين الشمالية مع لبنان، أو الجنوبية مع غزة، أو إحداهما.
وطرح الكاتب هذا السؤال: “هل استثمرت إسرائيل ذات القدرات والإمكانيات لمواجهة القذائف الصاروخية مثلما استخدمتها لوضع حد لتهديد الأنفاق الذي سيطر على النقاش الجماهيري الإسرائيلي أكثر من سواه من التهديدات؟”، مشيرا إلى أن الإجابة المتوفرة حاليا هي سلبية، رغم أن إمكانية اندلاع حرب شاملة واسعة مع “حماس” في غزة يمكن لها أن تتحقق صباح يوم غد.
وقال عمير بيرتس وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق في مقاله بصحيفة “معاريف” إن الحكومة مطالبة بجسر الفجوات القائمة في جاهزية الجبهة الداخلية للحرب القادمة.
وأضاف: “تلقت إسرائيل في حرب غزة 2014 قرابة خمسة آلاف قذيفة هاون وصاروخ؛ وإن مدنا مثل عسقلان وأسدود وبئر السبع وسديروت، كانت في مرمى هذه التهديدات، وتعرضت الجبهة الداخلية خلال حرب لبنان الثانية 2006 إلى 120- 250 قذيفة صاروخية في اليوم الواحد، ما تسبب بسقوط خسائر بشرية واقتصادية”.
وختم بالقول: “كل ذلك يجعل أعداء إسرائيل، سواء من حماس أم حزب الله، يعتبرون الجبهة الداخلية البطن الرخوة لإسرائيل، ويكثفون من استهدافها في أي مواجهة قادمة”.
اسرائيل اليوم / الايديولوجيا ليست بديلا عن السياسة
اسرائيل اليوم – بقلم فولي برونشتاين – 17/1/2018
كاسرائيليين تربينا على ايديولوجيا اكبر من الحياة. فقد استمدت الصهيونية قوتها من قيم وافكار جماعية ذات قوة، مثل “من الافضل الموت من اجل بلادنا”. علمونا من الرضاعة أن الغاء الفردية امام المهامة الجماعية والتضحية من اجل تحقيق المثل، هو التجسد الافضل. نحن نقدر التفاني للايديولوجيا وعدم الاستعداد للتنازل عن المباديء، وهكذا نجد انفسنا نخلق ايديولوجيات منشودة والى جانبها الملاحقة المتعذرة لتطبيقها في شكلها الطاهر.
فالليبرالية مثلا تتطلع للعيش في عالم يقوم على الحرية والمساواة، وفيه تقف الحريات وحقوق الفرد قبل كل قيمة اخرى. وهذه قيم عليا: المساواة للجميع، مكافحة العنصرية والتمييز، الحرية الشخصية والفكرية ودولة لا تفرض قيمها على مواطينها. ومع ذلك، فان النموذج الطاهر لليبرالية، ليس فقط متعذرا بل ومن شأنه أن يضعضع استقرار الدولة. فالدولة بحاجة، الى جانب حقوق الانسان، الى قيم مجندة ايضا والى افكار تخضع الفرد في صالح العموم ايضا في حالات معينة. اسرائيل لا يمكنها أن تعيش دون جيشها، الذي يقوم على اساس الاستعداد للتضحية بالاسرائيليين من اجل الدولة، دون جاهزية جماعات مختلفة للمساومة على قيمها من أجل العيش الى جانب جماعات اخرى أو دون الفكرة التأسيسية التي تقوم اساسا على الصهيونية والتراث اليهودي. والتوازن بين “الدولة في المركز” وبين “المواطن في المركز”، وحده هو الذي يضمن قوة اسرائيل من أجل كل مواطنيها.
هناك من يتطلعون لان تمتد دولة اسرائيل على كل اراضي بلاد اسرائيل التاريخية. والاعتقاد الذي يقول ان بلاد اسرائيل كلها لنا ليس شرعيا فقط بل ومسنودا ايضا – اراضي يهودا والسامرة هي بلاد توراتنا والموقع الذي قامت فيه القومية اليهودية التاريخية. ولكن محاولة فرض تطبيق الايديولوجيا على الواقع من شأنها ان تؤدي الى هدم المشروع الصهيوني. فعلى مدى الفي سنة تمنى اليهود العودة الى صهيون والتطلع الى القدس حافظ على الجاليات اليهودية على مدى الاجيال. في لحظة معينة في الزمن، في ظروف معينة، اتيح نقل ايديولوجيا عودة صهيون من التمني الى الممكن، ولكن لا يمكن الاستنتاج من ذلك بان خطوة ضم يهودا والسامرة الى اسرائيل ممكنة ايضا. فالعمل على تطبيق ايديولوجيا مسيحانية في واقع يعيش فيه مليوني فلسطيني في يهودا والسامرة، هو انتحار، بل ويتناقض مع ايديولوجيا اخرى – تلك التي تؤمن بحق الشعب الفلسطيني بالحرية وتقرير المصير. من الافضل للصهيونية الدينية أن تحافظ على ايديولوجيا بلاد اسرائيل الكاملة كقيمة منشودة، وتحاول عمليا تطبيق شكل براغماتي من هذا المثال.
هناك من يتطلعون كمثال الى أن تقام في اسرائيل دولة شريعة، يقوم فيها الشكل الاطهر للدين اليهودي. بالنسبة لهؤلاء فان الشكل الافضل للحياة هو الشكل الذي يقوم فيه المجال الوطني على اساس قوانين القضاء العبري وفرائض التوراة. من المسموح الحلم بدولة شريعة، طالما كان واضحا بان هذا مثال لا يمكن أن يتحقق في واقع عصرنا ومحظور ايضا التقدم فيه بادوات عملية. فدولة الشريعة ليست شيئا عمليا من ناحية اقتصادية، اجتماعية، امنية أو اخلاقية، بل وصفة معروفة مسبقا للمصيبة.
ان الشكل الطاهر للايديولوجيا يأتي ليبقى مثالا، شيئا ما يتطلع المرء اليه، علامة قيمية منشودة – وليس أمرا عمليا. في اسرائيل اليوم نجد ايديولوجيا اكثر وبراغماتية اقل، وكذا اعتدال واستعداد للمرونة اقل. اذا كنا نريد للايديولوجيا والممارسة العملية أن يلتقيا، فنحن ملزمون بالمساومة. في اسرائيل توجد ايديولوجيات متنافسة وكل محاولة تطبيق ايديولوجيا واحدة تمس بالاخرى. والزعماء السياسيون الناجحون هم الذين يترجمون الايديولوجيا الى ممارسة عملية ويعرفون كيف يجرون مفاوضات براغماتية بين الافكار والمعتقدات المختلفة. مثل هؤلاء الزعماء لا يستسلمون لضغط المتزمتين الذين يفكرون بانه يمكن تحويل الايديولوجيا الطاهرة الى سياسة. كما أنه على الجمهور الاسرائيلي أن يقدر ويثيب الزعماء المعتدلين، بينما واضح ان الحل الوسط وحده سيسمح للايديولوجيات المختلفة ان تتعايش الواحدة الى جانب الاخرى. موقع مكان الإسرائيلي / بدء جلسة الاستماع “لسارة نتنياهو” في قضية النفقات
موقع مكان الإسرائيلي – 17/1/2018
بدأت مساء اليوم الأربعاء جلسة الاستماع لزوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي “سارة نتنياهو”، ضمن التحقيقات بقضية نفقات منزلي رئيس الوزراء في وزارة العدل بمدينة القدس.
وذكر موقع “مكان الإسرائيلي” الذي أورد الخبر أن المستشار القانوني للحكومة “افيحاي ميندلبليت” بادر إلى عقد الجلسة ليبت بعدها في تقديم لائحة اتهام ضدها في هذه القضية ام لا.
وأضاف الموقع، يتوقع أن يدعي محامي “نتنياهو” بأنه لا مكان لاتهامها في توصية طلبيات وجبات طعام بمئات آلاف الشواقل كونها لم تعرف بوجود تعليمات تمنع ذلك.
يشار إلى أن سارة نتنياهو لا تتواجد في البلاد إذ أنها ترافق زوجها رئيس الوزراء في زيارته للهند.
هآرتس / مم بالضبط راض نتنياهو؟
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 17/1/2018
غداة الخطاب الذي القاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهاجم فيه اسرائيل والولايات المتحدة، اتخذ المجلس المركزي الفلسطيني سلسلة قرارات بعيدة الاثر. والبيان الذي نشره هو صرخة انذار، قبل تحطم صاروخ فتاك على المصالح الاكثر حيوية لاسرائيل. فالقرار بتجميد الاعتراف باسرائيل والعمل على اعتراف دولي بالمناطق المحتلة كـ “دولة تحت الاحتلال الاجنبي” هو شهادة وفاة لاتفاقات اوسلو. في افضل الاحوال فان الكفاح ضد الاحتلال والمستوطنات سينقل الى المنظمات الدولية، بما فيها المحكمة في لاهاي، بشكل يسحق المكانة الدولية لاسرائيل. وفي اسوأ الاحوال، فان الغاء الاتفاق ووقف التنسيق الامني سيكلفان حياة مواطنين اسرائيليين على جانبي الخط الاخضر.
ومع ذلك، فان القيادة الفلسطينية تواصل التمسك بحل الدولتين وبمعارضتها للعنف. فالى جانب عدم الثقة بالرئيس الامريكي دونالد ترامب، اعرب المجلس عن رغبته في الوصول الى تسوية سياسية مع اسرائيل على اساس مبادرة السلام العربية من العام 2002. وبالفعل، مثلما اشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في رده على خطاب عباس، فان الرئيس الفلسطيني يخشى من المبادرة السياسية الامريكية، وعليه فهو يسعى الى استبدال الرئيس ترامب بوسيط آخر. لتخوف عباس اسباب وجيهة، وعلى رأسها اعلان ترامب، الذي يعترف بالقدس كعاصمة اسرائيل، التجاهل الامريكي لسياسة البناء في الضفة وشرقي القدس والتهديد بتقليص المساعدة للسلطة وللاونروا.
واضح أن نتنياهو راض من خطاب عباس. وهو لا يخفي رضاه من الازمة الخطيرة في المسيرة السياسية، بقوله للمراسلين، ان المواقف التي عرضها عباس “تخدم اهداف اسرائيل السياسية أكثر تقريبا من أي شيء آخر”. وعلى حد قوله، فان خطاب الرئيس سيساعد الدبلوماسية الاسرائيلية على عرض رفض الفلسطينيين الاعتراف بدولة يهودية “في أي حدود” كجذر النزاع. وفي ضوء التصويت في الامم المتحدة ضد تصريح القدس لترامب، والاحتجاجات ضد مخططات البناء في المناطق، يبدو ان ادعاءات نتنياهو لن تنجح في اقناع احد غير المقتنعين.
ان رضى نتنياهو يقود اسرائيل الى الهوة. فرئيس الوزراء يصف النزاع كمشكلة اعلامية أو منافسة وجدالات، بهدف دحر جذر المشكلة: الابقاء على ملايين الفلسطينيين تحت الاحتلال بلا مخرج. وهو لا يقترح حلا لهذا الوضع غير الاقوال العليلة الرامية الى صد منتقديه من اليسار ومن اليمين. ان تخليه عن المحاولة للحوار مع عباس، في ظل القاء الذنب على الطرف الاخر، سيؤدي فق باسرائيل بسرعة اكبر الى واقع نازف من دولة واحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى