اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 12– 1 – 2018
يديعوت احرونوت :
– فليحذر الفاسدون.
– نتنياهو: اجتيزت خطوط حمراء في التسجيل ليئير.
– “خطاب الفاسدين” للنائب العام للدولة.
– نتنياهو يدعو الى فحص امكانية “قانون ضد التسجيلات”.
– شتاينتس: ابنائي لا يذهبون الى نوادي التعري.
– الاحفاد يعلنون بذلك.
– ياعيل شيفح: “الثأر هو مواصلة البناء وانجاب الاطفال”.
– نساء السامرة: اعيدوا الامن الى الطرقات.
معاريف/الاسبوع :
– استطلاع: لبيد 27 – الليكود 22.
– يوجد مستقبل ينطلق في اعقاب التسجيل وقانون الدكاكين.
– ميزانية الدولة للعام 2019: “يوجد المزيد مما ينبغي كيه”.
– الليكودياده في ايلات: مظاهرة ضد قانون الدكاكين.
– النائبة زندبرغ ستتنافس على رئاسة ميرتس.
– في اعقاب العملية: حفات جلعاد ستربط بشركة الكهرباء.
– في الجيش يفحصون: مدة الخدمة العسكرية تتقرر حسب طبيعة الوظيفة.
– قطير عودة واعضاء منظمته متهمون بثلاث جرائم قطر.
هآرتس :
– الجيش الاسرائيلي: تعاظم الخطر لاشتعال يؤدي الى حرب.
– رجال الامن يمشطون بيت النائبة العامة التي تعالج ملفات فساد السياسيين.
– ضابط فتح النار على سيارة بخلاف التعليمات فقتل فتى بالخطأ لن يقدم الى المحاكمة.
– نتنياهو: ينبغي فحص امكانية قانون حول التسجيلات؛ شكيد: يمكن منع ذلك.
– سؤال اسرائيل لسكان غزة: هل انتم سعداء.
– مقتل فتيين فلسطينيين في مواجهات مع الجيش في الضفة وفي غزة.
– الارهاب الذي قسم منظمات الارهاب في غزة.
اسرائيل اليوم :
– الكنيست الكبرى: الترميم الواسع للمقر ينكشف.
– نتنياهو: لنفحص امكانية التشريع ضد التسجيلات.
– محكمة العدل العليا: لماذا لم تتخذ اجراءات ضد ريتمان.
– ياعيل شيفح: يوجد فيَّ غضب، لا يوجد فيَّ ثأر.
– تفحص امكانية زيادة للامن ولمخصصات الشيخوخة.
– “الاولاد يسألون: اين ابي”.
القناة 14 العبرية :
– بالإجماع الحكومة الإسرائيلية صادقت على ميزانية العام القادم 2019.
– الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: قوات الجيش تعمل لليوم الثالث في منطقة نابلس والقرى المحيطة بحثا عن منفذي هجوم إطلاق النار في حفات جلعاد
– الجيش الإسرائيلي يستعد اليوم الجمعة، ليوم متوتر، في القدس والضفة الغربية وغزة، خصوصا بعد صلاة الجمعة. وهناك تعليمات برفع حالة التأهب.
القناة 2 العبرية :
– تخوفات من يوم غضب فلسطيني في المناطق، والجيش الإسرائيلي يرفع حالة التأهب.
– الشرطة الإسرائيلية تعلن عن انتهاء التحقيقات في ملفات الفساد ضد نتنياهو .
– الحكم بالسجن لمدة 7 أيام على ضابط إسرائيلي تسبب في إصابة جندي خلال التدريبات في أحد القواعد العسكرية بالجنوب.
القناة 7 العبرية :
– الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة 4 “مطلوبين” فلسطينيين من الضفة الغربية.
– الحبس لمدة عامين لضابط شرطة إسرائيلي بتهمة الحصول على رشاوي.
– مصر تفتح تحقيقا لمعرفة ظروف تسريب المواق المصري من قرار ترامب بشأن القدس.
والا العبري :
– الرئيس الامريكي يلغي زيارته للندن، التي كانت من المفترض أن تتم اليوم.
– المنظومة الأمنية في إسرائيل تتخوف من قيام بعض العناصر المتطرفة من المستوطنين بتنفيذ عمليات انتقامية في قرى نابلس.
– الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: استمرار الحصار على قري نابلس بحثا عن منفذي العملية، وقواتنا اعتقلت الليلة 4 “مطلوبين” من مناطق متفرقة بالضفة.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 12– 1 – 2018
معاريف / استطلاع : لبيد 27 – الليكود 22
معاريف – بقلم أريك بندر – 12/1/2018
– لو اجريت الانتخابات اليوم للكنيست فلمن كنت ستصوت/ين؟
الحزب نتائج الاستطلاع نتائج الانتخابات 2015
المعسكر الصهيوني 14 24
القائمة المشتركة 11 13
البيت اليهودي 13 8
الليكود 22 30
يوجد مستقبل 27 11
كلنا 9 10
ميرتس 7 5
شاس 4 7
اسرائيل بيتنا 5 6
يهدوت هتوراة 8 6
– ماذا من بين كل ما كشف في الحديث بين يئير نتنياهو ورفاقه؟ ماذا برأيك الامر الاخطر؟
شيء خطير او مشكلة 8 في المئة
استخدام السيارة، السائق والحارس للترفيه الشخصي 28 في المئة
الاساءة للنساء 24 في المئة
كشف موضوع صفقة الغاز 16 في المئة
زيارة نادي التعري 10 في المئة
لا أدري 14 في المئة
– هل كان نشر شريط الحديث بين يئير نتنياهو ورفاقه جديرا بالبث؟
جدير بالبث 40 في المئة
غير جدير بالبث 44 في المئة
لا رأي 16 في المئة
– هل برأيك على الجمهور أن يمول حراسة ابني رئيس الوزراء، السائقين والسيارات؟
لا 62 في المئة
نعم 24 في المئة
لا رأي 14 في المئة
– ما رأيك في قانون الدكاكين الذي يقر هذا الاسبوع في الكنيست؟
اعارض 62 في المئة
اؤيد 20 في المئة
لا رأي في الموضوع 18 في المئة
يديعوت / أبونا ملكنا
يديعوت – بقلم ناحوم برنياع – 12/1/2018
في منتصف آذار 2003 وصلت الى لندن والتوقيت كان دراماتيكيا: حكومة بريطانيا قررت الانضمام الى الاجتياح العسكري الامريكي الى عراق صدام حسين. مئات الالاف تظاهروا في شوارع لندن ضد الحرب. رئيس الوزراء طوني بلير استند الى الحلف الذي عقده مع الرئيس جورج بوش. ولمساعدة بلير سياسيا، تعهد بوش بان ينطلق، بالتوازي مع غزو العراق، لمبادرة سلام جديدة بين اسرائيل والفلسطينيين. وعلى هذه الخلفية دعتني الحكومة البريطانية الى سلسلة من اللقاءات في داوننغ 10 وفي وزارة الخارجية. كنت ضيفا رسميا.
بريطانيا هي دولة مرتبة. والضيوف الرسميون ملزمون بالبروتوكول، ولهذا فقد عين لي مرافق، ضابط متقاعد في الجيش الاستعماري البريطاني، عجوز قروي حبوب، رافقني الى كل مكان. في احدى الامسيات ذهبنا الى المسرح، لمشاهدة “الملك لير”. وكان المسرح جزءا من البروتوكول. وبعد معركة واحدة قلت لمرافقي، اطلب العذر، مع كل اعجابي بشكسبير، انا ملزم بان اكتب هذه الليلة 2.000 كلمة عن خطة الحرب. الدفتر ينتظرني. وكذا الصحيفة. وأنا ملزم بالذهاب. فقال المرافق: “يا للخسارة اردت جدا ان ارى المسرحية حتى النهاية”. ما المشكلة، عجبت. ابقى في المسرح. أنا سأعود الى الفندق وحدي. وانا أعرف الطريق.
فقال: “هذا متعذر. انا ملزم بمرافقتك حتى مدخل الفندق”.
لماذا حتى مدخل الفندق، سألت.
فنكس عينيه وقال: “انظر، عندي الكثير من الضيوف من المستعمرات السابقة. ما يريدونه هو فتيات الهوى. عندما يطرحون الامر نبعث بهم الى دوربن. هو يرتب الامر ونحن لا نتدخل في ذلك. ولهذا فنحن نودعهم في مدخل الفندق.
يا لهم من اذكياء هؤلاء الانجليز. تذكرت ذاك الحديث حين سمعت الشريط الذي جلبه غي بيلغ من ليلة الترفيه ليئير نتنياهو ورفاقه. نتنياهو هو رجل ابن 26 ونصف ولا يعمل. وهو ليس مثيرا للاهتمام على نحو خاص، لا في ارائه، لا في عادات شربه، لا في سلوكه، لا في الاماكن التي يختار التنفيس فيها. شباب مثله ومثل رفاقه يصبحون خبرا ليس بفضل أنفسهم بل بفضل ابائهم. مكانه في صفحات الثرثرة. سبب واحد فقط يجعل الشريط قصة صحفية جديرة بل وهامة: دور الدولة.
لا تكمن المشكلة في الابن أو في الاب. فهي أوسع بكثير- هي تتعلق بسلسلة من المؤسسات، الوزراء، الشخصيات العامة والموظفين الذين سمحوا لمثل هذه الظواهر بان تحصل ويتركونها تحصل اليوم ايضا. مشكلة الفساد في اسرائيل لا تبدأ في عائلة نتنياهو: فهي تبدأ في الحفرة. هناك، في الحفرة السوداء التي تنشأ في قلب الديمقراطية الاسرائيلية، يبدأ التحلل.
مسألة الحراسة، مثلا. حراسة الشخصيات هي موضوع مشحون. الجانب الامني هو عنصر واحد فيها: ليس اقل اهمية هي المكانة الاجتماعية التي يمنحها الحارس وغلاف الدلال الذي يأتي معه. فالحارس لا يبحث عن موقف للسيارة، لا يقف في الطابور في رقابة الحدود او في قاعة العروض، لا يجر حقيبة، لا يفتح باب سيارة، كل شيء يتم بكلمته. عندما كانت النائب غولدا مائير توشك على ان تنتخب رئيسة للوزراء في 1969، بعثت المخابرات لها بحراس الى بيتها. الجيران في المنزل الذي تسكنه عائلتان في رمات أفيف فوجئوا في ضوء الصورة التالية: رئيسة الوزراء المرشحة، امرأة ابنة 71، تحمل كيس القمامة الى الخارج، بينما حارسان شابان يحرصان على حراستها في الطريق الى الحاوية. تعاظمنا منذئذ.
رؤساء المخابرات يعيشون كل الوقت ضغوطا من شخصيات عطاشى للحراسة. ولتحريرهم من الضغط، نقل الحسم الى اللجنة الوزراية لشؤون الاستخبارات والى لجنة عامة معينة. المخابرات توصي، واللجنة تقرر. وموضوع ابناء عائلة نتنياهو طرح على البحث في اثناء ولاية حكومة نتنياهو الثانية، الابن يئير كان يوشك على التجند للجيش وبعد ذلك وضع في الوحدة العسكرية التي تطلع اليها – وحدة الناطق بلسان الجيش، قيادة المنطقة الوسطى. واعتقد رئيس المخابرات يورام كوهين بان لا حاجة لارفاق حراسة له. الاب والام القلقان اعتقدا خلاف ذلك. اللجنة الوزارية، برئاسة وزير شؤون الاستخبارات دان مريدور، حولت الحسم الى لجنة عامة برئاسة المحامي يوسي تشخنوفر.
تشخنوفر، هو رجل طيب، ايجابي، فعل على مدى السنين امورا هامة جدا، علنية وسرية، في خدمة دولة اسرائيل. خدم بتفان رؤساء وزراء، ووزراء دفاع من اليمين ومن اليسار. له نقيصة واحدة فقط. لا يعرف ان يقول لا. ليس بسيطا قول لا لرئيس الوزراء. سمعت هذه الجملة على لسان كثيرين وطيبين، خدموا تحت عدد من رؤساء الوزراء. حاولت أن افهم لماذا يتخذ اناس راشدون، واثقون بانفسهم، مستقلون بارائهم، قرارات تتعارض وارادتهم، قيمهم وعقلهم السليم. افهم، كان الجواب، على اكتاف رئيس الوزراء جبل من القرارات، بينها قرارات حياة وموت. كل الدولة تجلس له على الرأس. وفجأة تبشر انه يحتاجك. تشعر انه اعطيت لك فرصة للتخفيف عنه، بالسماح له بالتركيز على الشؤون الهامة حقا. ما الذي يطلبه بالاجمال، تقوله لنفسك: ان يهديء روع زوجته غير الهادئة على نحو ظاهر؟ ان يطفىء مشاعر الذنب لديه تجاه ابنائه؟ هل هذا فظيع جدا؟ بين كل البنود الزائدة في ميزانية الدولة فهذا بند واحد صغير، وحتى بالمستقبل تفكر. اذا استجبت له اليوم، فلعله يستمع لك في يوم الامر. قرار اليوم هو ضريبة مبررة تدفعها من أجل الوطن.
تشخنوفر قال نعم.
سيارة لكل نفر
مسالة حراسة نتنياهو الابن التقيتها لاول مرة في الخليل. على طول حائط مغارة الماكفيلا سارت حظيرة جنود. لم يكن يحملون السلاح، ولكن خلفهم سار مواطن مسلح. الجنود كانوا أنفار من البنين والبنات من الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي. اما المواطن فكان الحارس الشخصي للنفر يئير نتنياهو. رأيت في الخليل جملة من الصور الغريبة على مدى 50 سنة وجودنا هناك. وانضمت هذه الى القائمة.
توفر الدولة ليئير نتنياهو سيارة مرافقة، سائق مرافق وحارس مرافق، كله بالاذن وبالصلاحية. ليس لوزراء الحكومة اليوم حارس شخصي، لايهود باراك ولايهود اولمرت لا يوجد حراس. للابنة البكر لرئيس الوزراء لم يكن ولا يوجد اي حارس، اما ليئير نتنياهو فيوجد. لنفترض للحظة، فقط لغرض المحاججة، انه مهدد أكثر من رئيسي وزراء سابقين ومن معظم وزراء الحكومة. لنفترض أنه يعرف اسرار دولة أكثر منه. فلماذا سيارة؟ لماذا فجأة سائق؟ لماذا يتعين على الدولة ان تسفره وتسفر رفاقه من نادي تعر الى نادي تعر آخر؟ فليأخذوا سيارة عمومية أو يسيروا على الاقدام أو يكتفوا بوفرة الكحول التي تصل الى البيت.
فكروا في الدولة، التي تقاتل حتى الابادة ضد الاعمال في القطار في السبت، اعمال تسمح لمئات الاف الاسرائيليين بالوصول في الوقت المناسب الى عملهم يوم الاحد، ولكنها تمول عمل سائق (مئات في المئة علاوة على ساعات اضافية في السبت) ينقل ثلاثة سكارى من متعرية الى متعرية. أهذا منطقي؟ اين المراقب، المستشار القانوني، كبير المخابرات، الشخصية العامة الذي يقول لرئيس الوزراء حتى هنا. ابنك يمكنه أن يفعل ما يريد مع من يريد. ولكن الدولة ليست في هذا.
المسلسل التلفزيوني “التاج” الذي يبث في نتفلكس، يروي قصة حيات اليزابيت الثانية، ملكة بريطانيا. الابطال الفرعيون هم موظفو القصر. يأتون الى الملكة باحترام ويشرحون لها بلباقة وبأدب بارد لماذا لا يمكنها ان تفعل ما تفعله، لا هي ولا ابناء عائلتها. هذا هو طريقهم لتعليمها قيود القوة. الملكة تتعذب قليلا، واخيرا تقبل القضاء. يا لهم من اذكياء هؤلاء الانجليز.
الصندوق سيأتي اليوم
ارون ميلتشن، جيمس باكر وآخرون مثلهم يجدون انفسهم في الشرك نفسه. من الصعب قول لا لرئيس الوزراء. من الصعب قول له لا حتى عندما يصبح تلقي الهدايا عادة، ادمان، قائمة مطالب لا تنتهي. في البداية يكون هذا لطيفا، بعد ذلك يكون أقل لطفا. انت تقول لا، وعندها يهاتف رئيس الوزراء هو شخصيا. في البداية يتحدث عن عمله، عن حملة عسكرية غامضة شغلته في الليل، هذا فقط بيننا، لا تروي حتى للاصدقاء، وعن الوزراء الاغبياء الذين يخربون كل الوقت – قصة حميمة، مع غمزة في الوسط ونهفة مضحكة في النهاية، وعندها يسأل بصوت حار، وكأن هذه تأتي بالمصادفة، ما رووه لي، في أنه كان سوء فهم ما، هناك شيء ليس على ما يرام؟ وانت تضطر للقول، ما الدعوة، كل شيء بهيج، ممتع، والصندوق سيأتي اليوم. وعندها يبدو قد تعب وقصير الروح لانهاء المكالمة، فتنهيها وتشتم نفسك.
المعركة على ملفات التحقيق المتعلقة بنتنياهو تجري في هذه اللحظة ليس بين نتنياهو ومحققيه بل بين الشرطة والنيابة العامة. ظاهرا، هذا اجراء متوقع، مفهوم، جزء من الطريقة السائدة، المتبعة. دور الشرطة هي بناء الملف، دور النيابة العامة اعادة مراجعته، طرح الاسئلة، ارسال الشرطة الى استكمال التحقيق. الشرطة تريد نشر توصياتها وتنتقل الى امور اخرى، اما النيابة العامة فتريد ملفا كاملا، واثقا، يتفجر أدلة. محظور عليها أن تفشل في مثل هذا الملف. اما الجدول الزمني للشرطة فقصير، فيما أن الجدول الزمني للنيابة العامة فطويل. ولكن يحتمل هذه المرة أن يكون الامر مختلفا. فالتحقيق ادارته، عمليا، ليئات بن آري، النائبة العامة للواء تل ابيب. المستشار القانوني للحكومة والنائب العام للدولة رافقا كل مرحلة عن كثب. الاسئلة سئلت والاستكمالات تمت. ولا غرو أنه في الشرطة شكوا في أن احدا ما في النيابة العامة ارتعدت فرائصه. والاسوأ من ذلك، ان لرئيس الوزراء يوجد من يتوسط له في النيابة العامة، يخرب على التحقيق ويتدخل في تفاصيله.
نظريات مؤامرة مشبوهة في نظري. مكانها في قصص الخيال وليس في الحياة الحقيقية.
عودة الى التحقيق الحالي. فهو يجري في اجواء صعبة. نحن نعرف تفاصيل كثيرة عن التحقيق في ملف 1000. ولكن لا نعرف الكثير عن الملفات الاخرى. يكثر الحديث عن ان المستشار القانوني للحكومة منع محققي قضية بيزك من استدعاء نتنياهو، وزير الاتصالات في تلك الفترة للشهادة. شهادات نتنياهو في كل الملفات معدة للبروتوكول. المحققون لا يستفيدون منها في شيء. ولكن رغم ذلك لا يمكن لملف بيزك أن يكون بدون نتنياهو. وليس عندما يكون مالك الشركة هو صديقه الشخصي، ومديره العام هو مقربه، والامتيازات الكبيرة اعطيت ولا توجد معلومات عن مال انتقل من الشركة الى المدير العام.
يجري التحقيق في فترة اختبار للقيم والتقاليد الديمقراطية. فالائتلاف الحالي مليء بالتطلعات القومية، الدينية، المناهضة للديمقراطية والليبرالية. وزيرة العدل هي مقاولة تنفيذ، تتصدر القطيع. اما حماة الحمى فيبعدون عن الصورة لانهم افضل النخبة. المستوطنون، المتدينون والاصوليون هم الاقليات الحاكمة.
لم يكن شيء كهذا في الحكومات السابقة، حتى في تلك التي ترأسها نتنياهو. اثنان من مشاريع القوانين التي عمل عليها رئيس الائتلاف السابق، عشية التحقيق في الفساد في قضيته كانا لعرقلة التحقيق. وقد اوقفا بضغط من الرأي العام. ولكن لا يقل اقلاقا من هذا تأثير تحقيقات نتنياهو على مشاريع القوانين الاخرى التي يطرحها الائتلاف. والمقصود هو تسويغ الفساد. كل شيء مسوغ: التعيينات السياسية، الاموال الائتلافية، الانتخابات الحزبية الداخلية على حساب الدولة، جمعيات سياسية على حساب الدولة، قنوات اعلامية مؤيدة للحكم، اصحاب رؤوس اموال، طفيليات.
يئير نتنياهو هو فتات صغيرة على الكعكة.
معاريف / المصالحة فشلت والمريض استفاق
معاريف – بقلم جاكي خوري – 12/1/2018
في الاشهر الاخيرة اكثرت من الكتابة عما يجري في اتصالات المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس. رئيس السلطة، ابو مازن، يرفض التنازل لحماس وتلقي المسؤولية المدنية الكاملة عن القطاع. القطاع هو مقاطعة معدة للشغب، والرئيس يخاف من حرب توقع مصيبة على التسوية مع حماس. بل ويخاف ان يصفى زعيم القطاع، يحيى السنوار على ايدي الجيش الاسرائيلي، فتنهار وعوده بالولاء تجاه السلطة. كما أن ابو مازن ايضا لا يريد أن يشعر بانه إمعة. ان يضخ لهم الملايين وفي هذه الاثناء يواصلون بناء الانفاق والتسلح بالسلاح.
ولكن فشل المصالحة ليس بالضرورة فشل الاتصالات. ففي هذه المساعي وضع المعسكران اساسات وتفاهمات لليوم التالي لابو مازن. هذا الاسبوع اعلن الناطقون بلسان حماس بانهم مستعدون للرقابة الكاملة من السلطة على السلاح الذي في ايديهم. وكان لهم شرط:دمج حركة حماس في م.ت.ف. هذه الفكرة، التي تبدو بعيدة الاثر، تتعزز في الخطاب السياسي الفلسطيني، وجيدة فرصها للتحقق في المستقبل. اذا دخلت الى م.ت.ف، لن تتوقف حماس هناك، وقادتها سيسعون الى قيادة السلطة.
تصريح ترامب عن القدس وسع الشرخ في علاقات السلطة والقدس. في مكتب ابو مازن فهموا حتى قبل ذلك بان اسرائيل بقيادة نتنياهو لن تستأنف المحادثات، وبالتوازي شهدوا كيف يضعف الدور الامريكي في المنطقة. ووجدت السلطة نفسها وحيدة. كثيرون في صفوفها يعتقدون بان تعزيز الاتصال مع الاخوان في القطاع كفيل بان يشكل تعويضا مناسبا للجمهور، حتى وان كان الرئيس يتحفظ منه. وتوفر الحل الوسط: بعد غد سينعقد في رام الله المجلس المركزي للمنظمة والذي هو عمليا الحكومة في م.ت.ف . ولاول مرة منذ اقيمت حركة حماس قبل 30 سنة، يدعى ممثلوها للمشاركة. من السابق لاوانه اجمال محادثات المصالحة، ولكن يمكن القول منذ الان ان الجهد فشل ولكن المريض استفاق.
العصر ما بعد الطبيعي
اتخذ الكاتب المصري د. يوسف زيدان لنفسه عادة في السنوات الاخيرة. فهو يجلس في استديو التلفزيون، بكل هيبة ووقار، ويقلل بمنهاجية من الاهمية التاريخية للقدس للمسلمين. قبل نحو ثلاثة اسابيع، في مقابلة مع قناة تلفزيونية مصرية، اعلن الكاتب والفيلسوف من الاسكندرية بان المسجد المقدس في القدس ليس المسجد الاقصى المذكور في القرآن. وبعد ذلك اضاف بان القدس هي مدينة الاديان الثلاثة، واحد لا يمكنه أن يعزوها لنفسه.
بعد يومين من ذلك، رفع بوست في صفحة الفيسبوك لسفارة اسرائيل في القاهرة. هذه صفحة نشطة جدا، تتمتع بـ 190 الف متابع، وتدار باللغة العربية. “أسرنا أن نسمع أول أمس اقوال الكاتب والمؤرخ يوسف زيدان”، كتب هناك. ظاهرا هذا بوست بريء، غير ان اقوال زيدان في تلك المقابلة، تدحرجة لتصبح عاصفة سياسية كبرى. وافاد صحافيون مصريون بنبرة متهكمة بان اسرائيل شكرت زيدان على أقواله الباعثة على الخلاف. آخرون كرروا الاتهام لان تصريحاته هي جزء من حملة للفوز بجائزة نوبل. زيدان هو كاتب روايات ناجحة، احداها ترجمت الى العبرية “الجحيم” وحظيت بالنجاح. اما زيدان فليس فقط لم يذعر من رد فعل الجمهور، بل أسره نشر السفارة الاسرائيلية اقواله في صفحتها على الفيسبوك.
هذا الاسبوع تكرر الامر بصيغة اخرى. في هذه الايام تصدر في اسرائيل الترجمة الى العبرية لرواية “نادي السيارات المصري” للكاتب المصري علاء الاسواني. والاسواني هو كاتب الرواية ذائعة الصيت “عمارة يعقوبيان”، التي ترجمت جدا في العالم منذ صدرت في 2003. وفي “نادي السيارات المصرية” كرر الاسواني موضوعه المحبب. انشغال عميق في مفاسد المجتمع المصري. في بوست بالعربية نشرته سفارة اسرائيل في القاهرة يوم الاثنين من هذا الاسبوع، بشر المتصفحون باصدار الكتاب في اسرائيل ايضا. وعندها كتب: “الرواية تعنى بمسائل تتعلق بكل انسان، مثل الكرامة، الحرية والعدالة”.
في الحالتين كانت البوستات تتناول مسائل شائعة في الخطاب المصري. الاولى هي مكانة القدس الدينية، والثانية هي الاسواني نفسه. اما اسرائيل الرسمية فجعلت نفسها لاعبا في الخلاف الذي ابطاله هما اثنان آخران. الاسواني هو منتقد حاد للحكم. وهو يكثر من انتقاده، والادعاء بانه يحرم المواطن المصري حريته وحقوقه. هو ليس رجل الاخوان المسلمين بل رجل اليسار وليس ممثلا لمصالح اجنبية. يهاجم، يصيغ نفسه بطلاقة، معروف جيدا بالعالم الواسع، وباسلوبه وبمزاياه يشكل معارضة من رجل واحد. وبالمقابل، يعبر زيدان بكتاباته، على نحو مبطن عن انتقاد شديد للاخوان المسلمين، ويبدي عطفا على اليهود. صحيح انه يغيظ العرب، ولكنه محبوب من النظام.
الى هذا المعمعان، مثلما في حالة زيدان، تدخل اسرائيل. وليس مجرد حكومة اسرائيل، بل ممثليتها الرسمية في القاهرة. وما كان لمسؤولي صفحة الفيسبوك في الصدارة ان يجتهدوا كثيرا. في حالة الخلاف حول القدس، منحوا زيدان عناقا واظهروا للجمهور بانه حبيبهم. في حالة الاسواني مجدوا القيم التي يروج لها في ابداعاته.
تصوروا صورة مرآة: مثقف اسرائيلي يدعي بان للمسلمين حقوقا أساس في جبل البيت، والسفير المصري في اسرائيل يمتدحه علنا. مثقف آخر ينشر رواية انتقادية عن المجتمع الاسرائيلي، والسفير المصري يعلن عن صدورها، ويوصي بقراءتها. وبالفعل، لا حاجة للذهاب بعيدا. في سلسلة خطابات القاها السفير المصري في اسرائيل، حازم خيرت، وكذا في مقابلة منحها للموقع أدناه في صوت الجيش في اطار مناسبة الاربعين سنة على زيارة السادات الى القدس، دعا الجمهور الاسرائيلي للضغط على حكومته للتقدم في مسيرة السلام. فما هو هذا إن لم يكن توجها للشارع الاسرائيلي من فوق رأس قيادته، غير المعنية حاليا باستئناف القناة الفلسطينية؟
هل يوجد في البوستين اللذين نشرتهما السفارة نوعا من الوقاحة الاسرائيلية؟ بقدر ما نعم. هل هي شرعية؟ احكموا بأنفسكم: القواعد قررها المصريون عندما تدخلوا في مسائل امنية وسياسية تقسم المجتمع الاسرائيلي. هل هذا تعبير عن التطبيع؟ بالتأكيد. اتصال مباشر بين وزارة الخارجية الاسرائيلية والمتصفحين المصريين. هل يوجد هنا تغيير؟ واضح. هذه مبادرة اسرائيلية تنال الزخم.
درجت القدس على أن تسير على البيض في اتصالاتها العملية مع مصر. وها هي امامنا قناة نشطة من الاتصال بينها وبين الجمهور المصري، من فوق رأس القيادة في القاهرة. هذه ثمرة التكنولوجيا، وهي نتيجة الشبكات الاجتماعية التي انتزعت من الرقابة على أنواعها الكثير من صلاحياتها. لا يسعني ان اقول اذا كنا نشهد ولادة تنظيم سري عبري جديد يسعى الى امتطاء التكنولوجيا الحديثة كي يخترق المقاطعة المصرية على التطبيع أم مجرد مبادرة بريئة من الموظفين. الساحة المصرية ليست معتادة على تدخل اسرائيلي في شؤونها، وبالتأكيد ليس في القطاعات التي تخضع لتحكم السلطات، مثل حرية التعبير. مشوق أن نتابع لنرى اذا كان سيكون هناك تواصل لهذا. ليس فقط للمبادرة الاسرائيلية بل وايضا للتسامح المصري. والى أن يحصل شيء ما سنتوجه لقراءة الجديد مما كتبه الاسواني.
إسرائيل اليوم / الشرق الاوسط: عواصف على الطريق
إسرائيل اليوم – بقلم يعقوب عميدرور – 12/1/2018
أحداث الاحتجاج في ايران هامة جدا لانها تشير الى فشل قيادة ايران في المجال الاقتصادي والى أنه في اعقاب هذا الفشل، ينظر مواطنون ايرانيون غير قليلين بغضب الى الاستثمارات الايرانية في دول بعيدة كلبنان وسوريا، احساسه هو أن هذا يأتي على حسابهم.
من كل التقارير يصعب ان نعرف اذا كان لهذه الاحتجاجات تأثير حقيقي على النشاط الايراني وعلى مهام الحرس الثوري، ولكن يبدو أن الجواب على ذلك سلبي. كما أن الشائعات عن اخلاء قوات الحرس الثوري في صالح قمع الاضطرابات في ايران تبدو مبكرة وغير دقيقة، إذ في هذه الايام بالذات يجري قتال حقيقي في منطقة إدلب، بدأ بمبادرة الحكم السوري وحلفائه الروس والايرانيين.
الاحتجاج، كما يبدو في تقارير وسائل التواصل الاجتماعي كان على ما يبدو تعبيرا عن خيبة أمل الطبقات الوسطى والشباب: فقد جذبت الالاف ولكن ليس الملايين، اقل بكثير مما كان عشية الثورة في 1979 بل واقل من عدد المتظاهرين في 2009. اما النظام الذي تمكن من التغلب على الموجة التي كانت اعلى بكثير وجارفة قبل ثماني سنوات، طور منذئذ ادوات القمع لديه، ويبدو أنه نجح في التغلب على الموجة الحالية.
وجاء بيان الحرس الثوري بانه انتهت مهامتهم – ليكون على ما يبدو مبكرا ومتفائلا أكثر مما ينبغي. ولكن اذا لم يطرأ تغيير مفاجيء – فليس هذا هو الحدث الذي عليه سيسقط النظام.
سؤال مشوق هو هل مثلما قبل تسع سنوات – الاضطرابات في ايران هي بداية سياق شرق اوسطي، الاضطرابات في ايران في 2009 كانت مثابة مقدمة للربيع العربي الذي اندلع في تونس. هل احساس خيبة الامل في الدول العربية، والذي هو ليس اقل من احساس الخيبة لدى الشباب الايراني، سيجد تعبيره في احتجاج شعبي غاضب في الزمن القريب القادم؟
في نظرة الى الوراء، يكاد يكون بعد عقد من التسونامي الشرق اوسطي، الذي اجتاح الدكتاتوريات التي بدت وكأنها صامدة في وجه رياح التغيير، لا يمكن الا نشعر بخيبة الامل السائدة في المنطقة.
الايرانيون ليسوا وحيدين، إذ ان الوضع الاقتصادي للمواطنين في مصر لم يصبح افضل بعد سقوط مبارك، وبالتأكيد حياة الليبيين لم تصبح اكثر راحة بعد أن تخلصوا من القذافي، ويمكن التقدير ان معظم سكان سوريا ليسوا سعداء اكثر بعد سبع سنوات من الحرب. لم يصبح الشرق الاوسط مكانا آمنا اكثر للجيل الشاب، ولا حتى في تونس التي بدت للحظة كمكان أجرت فيه الثورة تغييرا مباركا.
يتبين انه من اجل احداث التغيير، من اجل ان تحظى الاضطرابات ضد الحكم الطاغية بالفعل وعن حق باللقب الملزم “الربيع”، هناك حاجة لاكثر من جماهير في الميادين وحاكم مطاح به. هناك حاجة لتغيير ثقافي، وهذا هدف اصعب بكثير على التحقيق. هل ايران أو أي دولة عربية اصبحت اقل فسادا في اعقاب الثورة؟ يبدو أن لا.
هل في أي من الدول اصبح المجتمع منفتحا أكثر، والاقتصاد أقل ارتباطا بالروابط العائلية والصداقات مع الحكام؟ من شبه المؤكد أن لا. باختصار، في افضل الاحوال أدت الثورات الى تغيير الحكام – ولكن ليس الى تغيير حقيقي، في اسوأ الاحوال استبدلت الدكتاتورية بالفوضى، وليس مؤكدا ما هو الافضل.
الاستنتاج من هذه الامور محزن، ولكن يجدر العمل في ضوئه: فعذابات سكان دول المنطقة لم تنتهي. وعليه فيمكن التقدير بان العواصف التالية على الطريق، وحتى لو تغلب الحكم عليها وربما حتى منعت اندلاعها، ينبغي الاعتراف في أنه من تحت السطح الوضع متوتر ومن شأنه أن يتفجر.
لا يوجد اي سبيل لان نعرف ما الذي سيشعل النار. الحكام على وعي بذلك. ولهذا فهم يحاولون تأجيل كل مواجهة، واعداد ادوات افضل كي يكون في وسعهم التصدي للظاهرة التي لم ينجحوا في التصدي لها في العقد الاخير: جموع غاضبة من الناس، مستعدون لان يضحوا بارواحهم وان يسجنوا. وفي مثل هذه المواجهات لا يكفي الجيش، حتى لو اراد، وهو لا يريد دوما.
في هوامش الامور يجدر بالذكر بان كل المتحدثين عن “مظالم الاحتلال” يتجاهلون الاحاسيس السائدة بالتأكيد في اوساط الفلسطينيين، اي ان الاحتلال صعب – ولكن حياة اخواننا العرب والمسلمين غير “المحتلين” اصعب منا بكثير، نحن “المحتلين”. يحتمل ان يكون الى جانب أسباب اخرى هذا هو السبب الذي لا يجعل الانتفاضة الثالثة تندلع: الفلسطينيون، الذين صعب عليهم حقا، تعلموا بان كل شيء نسبي، بما في ذلك معانياتهم.
هآرتس / تقدير الجيش الاسرائيلي : يزداد خطر اشتعال سيؤدي الى حرب
هآرتس – بقلم عاموس هرئيل – 12/1/2018
تقديرات الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي للعام 2018 طرحت في الاسبوع الماضي على وزير الدفاع افيغدور ليبرمان ورئيس الاركان غادي آيزنكوت. الجمل الافتتاحية لهذا التقدير تشبه جدا تقدير العام 2017. احتمالات أن تقوم دولة مجاورة أو أحد التنظيمات الارهابية النشيطة فيها بالمبادرة في العام القادم الى شن حرب مع اسرائيل هي احتمالات ضئيلة تصل الى الصفر تقريبا. من الجيوش العربية لم يبق الكثير، الانظمة المجاورة تنشغل بنفسها، أما حزب الله وحماس فينشغلان بصورة مستمرة بالمشكلات الداخلية.
أين يكمن الفرق؟ رئيس الاركان في بداية سنته الرابعة والاخيرة في منصبه وصف الوضع كالتالي: ازداد جدا خطر التدهور، حتى الى درجة الوصول الى حرب. جهاز الاستخبارات ورئيس الاركان قلقون جدا من سيناريوهين محتملين. أولا، نتيجة رد أحد الاعداء على استخدام القوة الاسرائيلية. والثاني، بسبب اشتعال الساحة الفلسطينية. هناك، عندما يخرج المارد من القمقم يحتاج الامر اشهر كثيرة واحيانا سنوات لاعادته اليه.
في السيناريو الاول آيزنكوت يتناول ما يسميه الجيش “الحرب بين الحروب”، نفس الجهد الاسرائيلي لاحباط تسلح الاعداء بالسلاح المتطور بهدف نزع القدرة التنفيذية التي يمكنها أن تخدمهم عند اندلاع الحرب القادمة. معظم هذا النشاط يتم بعيدا عن حدود اسرائيل وتحت الرادار. بشكل عام تحظى بالقليل من التغطية الاعلامية، وفي الجزء الاكبر من الحالات لا تعلن اسرائيل عن مسؤوليتها عن الهجمات. رئيس سلاح الجو السابق أمير ايشل قال في آب الماضي في مقابلة مع هآرتس إنه في السنوات الخمسة في منصبه كان هناك 100 هجمة تقريبا مثل هذه الهجمات في الجبهة الشمالية، وفي ساحات اخرى ايضا.
كلما زادت هجمات اسرائيل (حسب مصادر اجنبية) وهي تقوم بذلك بوسائل متطورة أكثر، يزداد الاحتكاك المحتمل مع دول وتنظيمات ويزداد الخطر الذي في نهاية المطاف يمكن أن يستدعي ردا هاما. شيء مشابه جدا يحدث على حدود القطاع. بناء العائق ضد الانفاق الهجومية هناك، في الوقت الذي تطور فيه اسرائيل وتنفذ طرق محكمة اكثر لاكتشافها. يبدو أن ثلاثة انفاق تم الكشف عنها وتدميرها قرب الجدار في الاشهر الاخيرة، ولكن هذا النجاح يحتمل أن يكون له ثمن ايضا، اذا قررت حماس أو الجهاد الاسلامي محاولة استخدام السلاح الهجومي للانفاق قبل أن يتم سحبه منهما بصورة مطلقة.
على الاغلب يكون مطلوب انتقاد الاستخبارات للخطأ في التوقعات، لكن في الاسبوعين الاخيرين وجدنا امثلة على كل هذه التوجهات في جبهات مختلفة. في يوم الاحد الماضي اجتمع الكابنت في جلسة مطولة لبحث الوضع في الجبهة الشمالية. وفي فجر يوم الثلاثاء الماضي نشرت وسائل الاعلام العربية أنباء عن هجوم اسرائيلي ضد مخازن اسلحة للجيش السوري في دمشق. في نفس المنطقة كان قصف جوي في بداية كانون الاول الماضي لقاعدة اقامتها ايران لصالح مليشيا شيعية. عدد كبير من الهجمات الاخيرة جاءت أنباء عن اطلاق مضادات للطائرات سورية في محاولة لضرب الطائرات الاسرائيلية. مؤخرا السوريون يقولون إن الهجمات اصبحت اكثر احكاما، عدد من الطلعات التي تضم حتى صواريخ ارض – ارض.
قبل بضعة ايام من ذلك جاءت أنباء عن هجوم جوي اسرائيلي – كما يبدو لنفق قرب الحدود في قطاع غزة. أما في الضفة الغربية فهناك كان يبدو أن مظاهرات الاحتجاج على تصريح ترامب في طريقها الى التلاشي بسبب عدم اهتمام الجمهور، ولكن قتل الحاخام رزئيل شيفح من بؤرة حفات جلعاد في عملية لاطلاق النار في غرب نابلس. وردا على ذلك قام الجيش الاسرائيلي بنشر قواته وحاصر عدة قرى ووضع للمرة الاولى منذ سنتين حواجز حول نابلس – خطوات عقابية جماعية يفضل رئيس الاركان الامتناع عنها في الايام العادية، لكنه صادق عليها الآن بشكل محدود بسبب قتل المواطن الاسرائيلي.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعطى اشارات أول أمس بأن الشباك يقترب من حل لغز عملية القتل. ولكن حتى الأمس لم يتم بعد الاعلان عن منفذ العملية. حماس والجهاد الاسلامي نشرا اعلانات تأييد للعملية، وبصورة استثنائية نشر ايضا اعلان باسم كتائب شهداء الاقصى تتحمل فيه المسؤولية، الذراع العسكري لفتح، التي لم تنشط في الضفة الغربية في العقد الاخير. الاعلان الذي نشر في صفحات الفيس بوك ينسب العملية لخلية باسم الشهيد رائد الكرمي، بمناسبة ذكرى استشهاده. الكرمي هو رئيس الذراع العسكري في طولكرم والذي كان مسؤولا عن قتل مواطنين وجنود كثيرين في الانتفاضة الثانية. وقد تمت تصفيته في 14 كانون الثاني 2002.
المشاكل التي تواجه محمود عباس
السلطة الفلسطينية التي امتنعت قيادتها عن التنديد بقتل المواطن الاسرائيلي تبذل مع ذلك جهودها للعثور على منفذي العملية في المناطق أ الواقعة تحت سيطرتها الامنية في نابلس. الخطوات الاسرائيلية في المنطقة زادت حرج السلطة التي تبدو في هذه الاثناء كمن أدخلت نفسها الى طريق مسدود.
صحيح أن تصريح ترامب قدم لرئيس السلطة امكانية التملص المؤقت، لكنه ما زال في ضائقة. ففي تشرين الثاني الماضي وصلت معلومات مقلقة للفلسطينيين بأن مبادرة السلام التي تطبخها ادارة ترامب تميل بصورة كبيرة لصالح اسرائيل. صفقة القرن التي يتفاخر بها الرئيس الامريكي ستتضمن اقتراح بابقاء المستوطنات على حالها والاعلان عن أبوديس كمدينة القدس الفلسطينية، عاصمة الدولة العتيدة. بالنسبة لعباس هذه تنازلات غير مقبولة.
تصريح الرئيس الامريكي مكنه من اتهام الامريكيين بأنهم توقفوا عن أن يكونوا وسطاء نزيهين، وأن يجد له ملجأ في احضان المشاركين في المؤتمر الاسلامي في تركيا وأن يتهرب من أي نقاش حول استئناف المفاوضات. ولكن تأجيل اجراء المحادثات الى موعد غير معروف لم يوقف سيل المشاكل الواقعة على رأس الزعيم الفلسطيني. وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة وقعت في ازمة اقتصادية خطيرة حتى قبل تهديدات الادارة الامريكية بتجميد نصيبها فيها. هذه الازمة، بالمناسبة، تقلق الاردن ايضا الذي يعيش فيه على الاقل ثلاثة ملايين لاجيء فلسطيني واحفادهم. إن تدفق الاموال من الدول المانحة الى المناطق آخذ في النقصان، في الوقت الذي توقفت فيه فعليا المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، وادعاء عباس بأنه لا يرى أي مكسب يمكن أن يأتيه منها.
في نفس الوقت يزداد اليأس في فتح – بدء من صفوف النشطاء الميدانيين وحتى القيادة القديمة – من احتمال تطبيق حل الدولتين. اسرائيل تحتج على تصريحات شخصيات رفيعة في فتح لصالح الكفاح المسلح. مؤخرا قامت اسرائيل باعتقال جنرال فلسطيني متقاعد بزعم أنه نظم مظاهرات احتجاج في شرقي القدس. في الاسبوع القادم يتم التخطيط لعقد اجتماع للمجلس المركزي في فتح، يتوقع أن يظهر المشاركون فيه خطا قتاليا.
عباس نفسه يشعر يوم بعد يوم بتأثير سنه الكبير (في آذار سيبلغ 83 سنة من عمره)، صحته ضعفت ومعها ايضا صبره والقدرة على العمل، رغم أنه يبدو أن حبه للسفر لم يتضرر. في السلطة الفلسطينية تزداد الشكاوى من اعمال الفساد المنتشرة التي يشارك فيها أبناء عائلته. القوى الاخرى في الضفة الغربية تعرف وضعه، حماس تشجع بشدة العمليات ضد اسرائيل، ويبدو ايضا على فرض أن تحرج هذه العمليات السلطة الفلسطينية. في الاسبوع الماضي نشر الشباك عن حادثة فريدة في نوعها، فيها حسب ادعائه، قام عميل ايراني بتشغيل خلية ارهابية فلسطينية في الخليل.
في قطاع غزة تبذل في هذه الاثناء جهود كبيرة يشارك فيها الكثيرون من اجل احتواء العنف والامتناع عن تدهوره الى مواجهة عسكرية. في ظل اطلاق الصواريخ من قبل التنظيمات السلفية، اعلنت اسرائيل والسلطة الفلسطينية عن تحويل اموال اضافية من السلطة لتمويل تزويد الكهرباء من اسرائيل الى القطاع. منذ بداية الاسبوع لم يكن أي اطلاق للصواريخ، لكن الوضع بقي هشا. الجيش الاسرائيلي زاد اجهزة الحماية حول المستوطنات قرب الحدود، ويزيد اجراء المناورات التي يتم من خلالها فحص التعامل مع تسلل مخربين للقيام بعمليات اختطاف وقتل داخل اسرائيل عن طريق نفق. رئيس الاركان شاهد مناورة لارسال وحدة خاصة للتعامل مع سيناريو كهذا في هذا الاسبوع.
في خلفية هذه الاحداث بقي حساب مفتوح للجهاد على قتل نشطائه ونشطاء حماس في تفجير النفق على الحدود في تشرين الاول الماضي. في نهاية تشرين الثاني اطلق نشطاء الجهاد الاسلامي اكثر من عشرين قذيفة بقطر 120 ملم خلال اربع دقائق تقريبا على موقع مراقبة للجيش الاسرائيلي قرب سدروت (الجنود كانوا موجودين في موقع محصن ولم يصب أحد). بعد شهر تقريبا تم اطلاق قذائف، كما يبدو للجهاد، على كيبوتس كفار عزة اثناء الاحتفال بذكرى الرقيب اورن شاؤول. افتراض الجيش هو أنه ستكون هناك محاولات اخرى.
عدد الطائرات بدون طيار الكبير التي يطلقها مؤخرا الفلسطينيون في السماء قرب الحدود من شأنه أن يشير الى جمع معلومات تمهيدا لعمليات. في اسرائيل يقظين ايضا للتقارير الاخيرة التي تأتي من سوريا حول هجمات من طائرات بدون طيار غامضة، تم استخدامها ضد قاعدة جوية روسية في شمال الدولة. هذه تكنولوجيا توجد الآن ايضا في متناول يد التنظيمات في قطاع غزة.
سوريا على سبيل المثال
الحرب الاهلية السورية التي ستدخل في آذار السنة الثامنة لم تنته تماما. نظام الاسد الذي أعاد سيطرته على معظم التجمعات السكانية في الدولة ما زال يتصادم مع المتمردين في جيب ادلب في شمال سوريا، ويستعد لهجوم مستقبلي لاقصاء المتمردين عن المناطق الحدودية مع اسرائيل في هضبة الجولان. إن الهجومين على القاعدة الروسية في حميميم (سبق الطائرات بدون طيار قصف من راجمات، اصيب فيها عدد من الطائرات والطائرات المروحية) يبرهنان على أن جزء من التنظيمات مصمم على مواصلة القتال ضد الاسد وحلفائه.
الحرب في سوريا بدأت بالاحتجاج في درعا في جنوب الدولة، على الصعوبات الاقتصادية للفلاحين الذين تسبب التصحر بالمس بمصادر رزقهم. وسائل القمع الوحشية لنظام الاسد أدت الى انتشار الاحتجاج في ارجاء سوريا وسرعان ما تدهورت الامور لتصل الى حرب اهلية تنبش فيها حتى الآن دول اجنبية كثيرة. احيانا توجد لحالة الحرب المستمرة تداعيات على عالم الطبيعة ايضا. في الاشهر الاخيرة حدثت زيادة في عدد حالات داء الكلب في اسرائيل، في الاساس في شمال البلاد. احد التفسيرات المحتملة يرتبط بانتقال الثعالب المصابة من الاراضي الاردنية والسورية. سوريا شهدت في هذه السنوات انهيار كامل للسلطات المدنية، وبالتأكيد الخدمات البيطرية. في الوقت الذي لا يوجد فيه تحصين منهجي، ايضا فان الدولة المجاورة ستتضرر.
الدولة الشرق اوسطية الثانية التي تشهد حرب اهلية خطيرة، وبصعوبة تحظى بعشر الاهتمام الذي تحظى به الحرب السورية، هي اليمن. الحرب في اليمن تجري منذ ثلاث سنوات تقريبا. حوالي ثلاثة ملايين من بين 28 مليون من السكان غادروا الدولة وتحولوا الى لاجئين. اكثر من نصف الباقين يعانون من مشكلات في التزود المنتظم بالمواد الغذائية. ومؤخرا قدرت الامم المتحدة أنه على الاقل هناك مليون مواطن اصيبوا بمرض الكوليرا، وهو مرض ينتقل بسبب المياه الملوثة أو الغذاء الملوث.
هذه امور يمكن أن تحدث بسهولة ايضا قريبا من البيت. في نهاية الشهر الحالي من المتوقع أن يجري الاتحاد الاوروبي نقاشا طارئا في بروكسل حول الازمة الانسانية الشديدة في قطاع غزة. في جهاز الامن الاسرائيلي يصادقون على التقارير المتواصلة للمؤسسات الدولية بشأن استمرار انهيار البنى التحتية المدنية في القطاع، وعلى رأسها المياه والصرف الصحي. مياه المجاري من غزة التي تتدفق مباشرة الى البحر تصل ايضا الى شواطيء عسقلان واسدود. وقد سألت مؤخرا مصدر اسرائيلي رفيع المستوى: ألا تخشى من انتشار أوبئة مثل الكوليرا ايضا في القطاع، وأجاب “في كل صباح اكون متفاجئا من جديد أن هذا لم يحدث”.
هآرتس / سقط في المعركة
هآرتس – بقلم كارولينا ليندسمان – 12/1/2018
“الثأر الوحيد هو البناء”، حاول الوزير نفتالي بينيت تهدئة الهتافات الداعية للثأر التي انطلقت في جنازة الحاخام رزئيل شيفح، الذي قتل بالنار قرب بؤرة حفات جلعاد حيث يسكن. هذه محاولة زائفة لعرض البناء كبديل انساني على ثأر الدم، وذاته كوزير متوازن ومعتدل يحاول تهدئة الخواطر وتبريد مشاعر الحداد في لحظة ألمها، مثابة مهاتما غاندي المستوطنين.
ظاهرا، بينيت وشريكته في قيادة المستوطنين، وزيرة العدل آييلت شكيد – التي سارعت هي الاخرى للاعلان بان “ردنا سيكون تسوية بلدة حفات جلعاد – ليسا متحمسين. فهما لا يصرخان “الموت للعرب”، لا يدعوان الى “الدخول فيهم”. لا يبدو أنهما يؤيدان هذه المرة حملة عسكرية. بشكل عام، موقف بينيت من الارهاب هو متقدم ظاهرا إذ انه يعترف بالارهاب اليهودي، يعارض العنف المبادر اليه في الطرفين (باستثناء عنف الجيش الاسرائيلي بالطبع)، ولكن محظور علينا أن نقع في هذا الفخ.
ان محاولة تصنيف “البناء” ككفاح غير عنيف هو تلاعب كاذب. فبينيت لا يقترح على المستوطنين استخدام “قوة الحب” اليهودية؛ لا يدعوهم الى المقاومة السلبية، لا يوجد اي شيء سلبي في ثأر بينيت: فالمقصود هو البناء للفلسطينيين في داخل البيت، اي السطو على اراضيهم، اراضي دولتهم المستقبلية، في ظل تعميق التواجد العسكري، بينما لا يوجد للفلسطينيين اي قدرة للدفاع عن أنفسهم. وهم يقفون بلا وسيلة امام العدوان الاسرائيلي: الشرطة الفلسطينية ممنوعة من وقف الاجتياح لاراضيهم، ليس من صلاحيتها وقف البناء غير القانوني، وبالطبع لا يوجد جيش فلسطيني يبعد الغزاة. من ناحية اسرائيل كل شكل من أشكال المقاومة الفلسطينية ليس شرعيا. والبناء في المناطق مثله كالسطو على بيت يقيد سكانه بالكراسي، ويتم برعاية الشرطة.
كما أن الوزير افيغدور ليبرمان أمر بالنظر في تحويل حفات جلعاد الى “بلدة عادية في يهودا والسامرة”. ووزير الزراعة اوري ارئيل شرح يقول: “نحن نريد ثأر الرب تبارك اسمه: نحن نقسم بان نبني بلاد اسرائيل. هذه نغمة إلهية نحن فيها الرسل”.
ليس فقط محظور ان نرى في البناء كفاحا غير عنيف، بل نحن ملزمون بان نفهم ما ينطوي عليه الفكر الذي يرى في البناء “ردا صهيونيا مناسبا”، وبالمستوطنين – رُسل. اذا كان البناء في المناطق هو ثأر، بمعنى عمل رد تنفذه اسرائيل بواسطة المستوطنين، فانه حسب من يحمل هذا الفكر، فان المستوطنين مثلهم كمثل الجنود؛ أي: المس بالمستوطنين هو كالمس بالجنود. ومع ان هذا عمل مقاوم عنيف، الا انه لا يمكن حسب هذا المنطق، تصنيفه عمل ارهابي، لان الارهاب موجه ضد المدنيين.
المستوطنون، مثل الكثير من الاسرائيليين ايضا، يحتجون على ان العمليات ضد المستوطنين ينظر اليها بشكل مختلف عن العمليات ضد المدنيين في داخل الخط الاخضر، ولكن يوجد في ذلك ازدواجية اخلاقية كبيرة. فمن جهة تهدد اسرائيل الفلسطينيين سلاح الاستيطان، ومن جهة اخرى تكفر بشرعية عمليات الرد على المستوطنين.
ان من يحدد المستوطنين كرُسل اسلحة التوسع الامبريالي، يشوشون التمييز بين الجنود والمستوطنين ويضعون الحاخام شيفح في ميدان المعركة العسكرية، وليس المدنية. وهكذا يصبح قتله قتل مقاتل في ميدان المعركة. من يصفون البناء في المناطق كاعمال رد على الهجمات الفلسطينية، ومن يرون في تسوية البؤر غير القانونية سلاحا في الحرب في مواجهة العنف الفلسطيني، يبيحون دماء المستوطنين ويعرضونهم للخطر كهدف لعمليات الرد الفلسطينية.
هآرتس / تصفية حسابات وحروب على المكانة : التنظيمات المارقة في غزة لا تنجح في تهديد حماس
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 12/1/2018
فيلم فيديو قصير يثير القشعريرة نشر في يوم الاربعاء الماضي من قبل فرع داعش في سيناء (ولاية سيناء) يظهر تنفيذ عملية اعدام قصيرة وباردة لأحد نشطاء حماس هو موسى أبو الزمط. في الفيلم القصير يظهر عدد من نشطاء داعش، من بينهم القاضي كاظم المقدسي، الذي حكم بأن الزمط متهم بنقل السلاح “لتنظيم الكفار” حماس. منفذ الاعدام هو محمد الدجني، إبن أحد كبار قادة حماس، أنور الدجني، المسؤول عن علاج الجرحى في غزة والمقرب من القيادة العليا في المنظمة.
حماس لم ترد على الحادثة، لكن عائلة الدجني نشرت بيانا اعلنت فيه أنها “تتبرأ من الاعمال المخالفة للشريعة الاسلامية ومن باقي الاعمال التي لا تتوافق مع ديننا المتسامح مع قيم شعبه”. يمكن الآن توقع عملية رد من قبل حماس وعملية تأتي في اعقابها من قبل التنظيمات السلفية. لقد مرت التنظيمات الراديكالية في غزة في طريق طويل منذ سيطرت حماس على القطاع في 2007 وحتى حرب تصفية الحسابات التي تديرها التنظيمات فيما بينها.
المفهوم الاسرائيلي المعتاد “تنظيمات مارقة”، الذي يعرف هذه التنظيمات والتي سميت ذات مرة “داعش في سيناء” و”تنظيمات سلفية”، موجه في الاساس الى اربعة اجسام كبيرة لا تنتمي جميعها لداعش. هذا مفهوم مخادع لأنه يبرهن أن اسرائيل ترى في حماس حكم ممثل، سواء من ناحية مسؤوليتها عن الامن في غزة والحفاظ على اتفاقات وقف اطلاق النار، أو كجسم مسؤول عن الادارة اليومية للشؤون المدنية. هكذا، فان كل من لا يخضع لحماس فانه ليس فقط “مارق” ومتمرد على السلطة الحاكمة في غزة، بل ايضا يعطي لحماس مكانة مفضلة وتقريبا شرعية.
هذه التنظيمات الراديكالية ليست متشابهة، وحتى قبل أن يعلن بعضها الولاء لزعيم داعش، أبو بكر البغدادي، في 2014، ساد فيما بينها توتر أدى الى مواجهة عنيفة. بداية طريقها في غزة في السبعينيات يمكن أن نعزوه الى عودة طلاب فلسطينيين من السعودية، حيث تلقوا فيها تعليما وتوجيها دينيا من فقهاء شريعة متطرفين شجعوهم على الانضمام الى التيار السلفي.
التيار السلفي ينقسم الى ثلاثة اقسام فرعية. الاول ينشغل في الاساس في البحث والتعليم بهدف أن يفهم ويكتشف “الايمان الحقيقي” والعيش كما كانت الحال في فترة الآباء المؤسسين للاسلام. هذا التيار يبتعد عن العمل السياسي أو العسكري وحتى أنه يدين فقهاء الشريعة الذين يعملون في هذه الساحات. من هنا ايضا يأتي العداء الديني الشديد بين التيار السلفي التطهري وبين حركات اسلامية سياسية مثل الاخوان المسلمين واحفادهم السياسيين مثل حماس في قطاع غزة أو حركة النهضة في تونس. التيار الثاني مستعد لتبني العمل السياسي الى جانب التفقه في الدين من خلال الوعي بقوة المشاركة السياسية لتحقيق فكرة دولة الشريعة. نشطاء هذا التيار يقيمون احزاب مثل الاحزاب السلفية في مصر التي تحظى بتعاون مع النظام المصري كجزء من نضال السلطة ضد الاخوان المسلمين. التيار الثالث هو التيار الذي يسمى “السلفية الجهادية”، وهو يرفض التعاون السياسي مع الانظمة القائمة في الدول العربية، وهدفه هو اسقاطها. وخلافا لتنظيمات الدعوة يرى امامه حلم الثورة الاسلامية التي تحدث من الاعلى بعد تصفية “الانظمة الكافرة”.
ولكن ايضا التيار السلفي الجهادي يجد صعوبة في الحفاظ على وحدة تنظيمية وايديولوجية. جزء من انضم لداعش وجزء للقاعدة وآخرون يعملون بصورة مستقلة. هؤلاء هم تنظيمات صغيرة التي رغم الضجة الكبيرة التي تفعلها احيانا، إلا أنهم لا ينجحون في ايجاد مكانة هامة لهم في اوساط السكان الفلسطينيين في قطاع غزة. حتى قبل سيطرة حماس على غزة فقد شنت التنظيمات السلفية نقد لاذع لحماس على مشاركتها في الانتخابات في العام 2006، وحاولوا الاثبات للجمهور بأن حماس هي تنظيم لا يختلف عن فتح، سواء من الناحية السياسية أو الدينية. خطاب كهذا وضعهم بصورة طبيعية على مسار التصادم مع حماس، التي في هجمات وحشية على مساجدهم في 2007 و2009 ضعضعت قاعدة نشاطهم الجماهيرية.
الفشل الاهم لهذه التنظيمات يكمن في الانقسام فيما بينها وعدم قدرتها على الاتفاق وحتى على قيادة دينية مشتركة، رغم حقيقة أن الفوارق الدينية بينها صغيرة. يبدو أن سبب ذلك يكمن في شخصية زعماء هذه التنظيمات، وفي الخلفية المختلفة لهم وفي طموحاتهم الشخصية. ونتيجة ذلك، رغم السعي خلف مجندين جدد، لا يوجد أي تنظيم جهادي فوق قومي، مثل القاعدة أو داعش، لم يعترف بشكل علني بأي تنظيم من هذه التنظيمات السلفية العاملة في غزة. ايضا عندما تصادمت هذه التنظيمات مع حماس امتنعت قيادة القاعدة عن مهاجمة حماس أو منح رعايتها لهذه التنظيمات السلفية.
القاعدة وداعش يتنافسان على كسب ود التنظيمات في سيناء. هذا على خلفية هزيمة داعش في العراق وسوريا، وازاء الخلاف بين التنظيمات السلفية التي عاد جزء منها الى حضن القاعدة، وجزء منها ما زال مترددا. التنظيمات في غزة في المقابل ليست شريكة في هذه المنافسة رغم أن داعش في سيناء يحاول طرح نفسه ايضا كراع للتنظيمات السلفية في غزة. في شهر آب الماضي وبعد العملية الانتحارية التي نفذها احد نشطاء هذه التنظيمات في الجزء الشرقي من معبر رفح وقتل أحد نشطاء حماس، شنت حماس حرب شديدة ضد نشطاء هذا التنظيم، وحماس تلقت في المقابل تحذير شديد من المتحدث بلسان داعش في سيناء، وقد جاء في التحذير “إن حماس ستدفع ثمنا باهظا بسبب تدميرها مساجد السلفيين في غزة”.
في شهر ايلول، بعد التوقيع على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس بوساطة مصرية، نشر داعش في سيناء تهديد آخر جاء فيه أن كل الاتفاقات بين حماس والمخابرات الكافرة في مصر، والتي تهدف الى فرض حصار على جنود الخلافة (الاسلامية) المباركة لن تفيد. في المقابل، التنظيمات السلفية في غزة امتنعت عن التصادم مع حماس.
حماس التي تحاول التصرف كنظام سياسي مسؤول، تصادمت مع التنظيمات السلفية ايضا عندما بدأت هذه التنظيمات العمل ضد اهداف “تكفيرية” في غزة وقامت باحراق محلات للفيديو ومقاهي، وذلك خوفا من أن تقوم هذه التنظيمات بالمس بشرعية حماس كتنظيم قومي وليس فقط تنظيم ديني. حماس لا تتأثر بشكل خاص من المصطلحات الدينية للسلفيين التي هدفت للمس بمصداقيتها الدينية. المتحدثون بلسان حماس اعتادوا على الاستهزاء بالعباءة الدينية التي تلتف بها التنظيمات السلفية، ولا سيما بسبب أن عدد من رؤساء هذه التنظيمات بدأوا طريقهم علمانيين تماما، وايضا بعد توبتهم فانهم يعيدون عن أن يكونوا معلمين أو فقهاء في الشريعة.
مثال معبر بشكل خاص هو ممتاز دغمش الذي بدأ طريقه “العسكري” كرجل استخبارات في الامن القومي في فترة حكم ياسر عرفات، وبعد ذلك انضم لحماس وانتقل الى اللجان الشعبية التي انشئت في الانتفاضة الثانية وكان مسؤولا عن قتل موسى عرفات، إبن عم ياسر عرفات. بعد ذلك انشأ دغمش منظمة “جيش الاسلام” الكبيرة والمسلحة من بين التنظيمات السلفية، الامر الذي لم يمنعه من المشاركة في اختطاف جلعاد شليط وتسليمه لحماس، ايضا تسليم حماس عشرة من ابناء عائلته الذين عملوا في اطار الاجهزة الامنية لفتح. في ايلول 2015 اعلن عن انضمامه لداعش، لكن اساس قوته يكمن في حمولة دغمش الكبيرة. الصلة بينه وبين الدين الاسلامي هي مثل العلاقة بين اسماعيل هنية والحركة الصهيونية.
التنظيمات السلفية لا تشكل تهديد حقيقي على صلاحيات وقوة حماس، ولكن يمكنها أن تقلق وتهدد، بالتحديد عندما تطلق النار على اهداف في اسرائيل ومصر. اسرائيل تتصرف بناء على ذلك بحكمة عندما تميز بين هجمات التنظيمات السلفية وبين هجمات الجهاد الاسلامي. مطالبة حماس بالسيطرة على هذه التنظيمات وتحمل المسؤولية عنها لاحباط نشاطاتها هي جزء من الاعتراف غير الرسمي بمكانتها. ولكن هذه العقلانية لا توجه دائما وزير الدفاع أو وزراء اليمين الذين يضمون كل هذه التنظيمات، بما فيها حماس، في رزمة واحدة، الامر الذي يجعل الطريق الذي يقود الى هجوم شامل على غزة قصيرة.
هآرتس / على الاقل اسمحوا بكراهية “فوضى”
هآرتس – بقلم سيد قشوع – 12/1/2018
هذا ليس انتقاد تلفزيوني ولا محاولة لتحدي اخلاقية مسلسل “فوضى” على الشعور بالتعالي المرافق لكل منتج اسرائيل على قناعة بأنه يمكنه الحديث عن العرب بنفس السهولة التي يستعرب فيها عن طريق ارتداء ملابس رخيصة، اطلاق اللحية ودهنها باللون الاسود. بشكل عام، الانتاج السينمائي والتلفزيوني في اسرائيل، سواء كان جماهيريا أو نخبويا، خدم دائما الخطاب الاسرائيلي السائد، باستثناء حالات منفردة (على الاغلب افلام وثائقية)، الاحتجاج الاكبر هو أن الانتاج الثقافي كان مؤسس على دافع مطلقي النار الذين يتباكون، حيث أن اساس اهتمامه هو الاخلاق اليهودية.
منذ الانتفاضة الثانية فان دافع “ليس هناك من نتحدث معه” الذي أملاه اهود باراك هو السائد في الساحة الثقافية الاسرائيلية بشأن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني (هو دائما نزاع وليس احتلال). هكذا، اذا كان في اعقاب حرب لبنان الاولى الخط الموجه للخطاب السياسي في الفن الاسرائيلي: يوجد في الجانب الفلسطيني شركاء، لكنه دائما فشل بسبب المتطرفين في الجانبين (ما العمل، الليكود في حينه كان في الحكم)، فان الخط الموجه منذ تشرين الاول 2000 هو: لا يوجد شركاء، كلهم متطرفون (ما العمل، حزب العمل كان في حينه في الحكم).
هكذا، ليس هناك معنى لنقد سياسي على خلفية “فوضى”، أولا، لأنه ليس “وحيد في خطابه السياسي، وفي الخطوط العامة هو لا يختلف عن المشهد في افلام “بيت لحم” و”الفقاعة” و”نهاية اسبوع في تل ابيب” وايضا لا يختلف عن الخطاب في نشرات الاخبار الرئيسية. ثانيا، بسبب الوضع السياسي الحالي ليس هناك معنى لانتقاد الثقافة وتمثيل “النزاع” عن طريق المنتجين الاسرائيليين. إن الغطرسة وحق الملكية على الرواية الفلسطينية هي نتيجة حتمية للسيطرة العسكرية على حياة الفلسطينيين. مثلهم مثل الجنود، فان منتجين اسرائيليين كثيرين ايضا لا يهتمون بالحدود. هناك من يصادرون الارض وهناك من يصادرون الرواية.
مع ذلك، أنا أكتب عن “فوضى” بسبب تزايد المقولات، والكتابة والاقتباسات التي تحولت الى مسلمات في اسرائيل التي بحسبها العرب، رجال حماس، شخصيات كبيرة في السلطة الفلسطينية أو “الجانب الثاني”، كما كتب في احدى الصحف، “على قناعة بأن المسلسل يخدمهم”. إن الانتصارات العسكرية والسيطرة الثقافية وتسويق سياسة الاحتلال الاسرائيلي – ولكن على الاقل امنحوا الفلسطينيين الفرصة لكراهية “فوضى”. ألا يكفيهم شركة “نتبلكس”، نجاح عالمي، انجازات اقتصادية وخدمات اعلام اسرائيلية؟ في الحقيقة يحتاج منتجو “فوضى” أن يسوقوا المسلسل على أنه مسلسل متوازن يتعامل مع الحقائق في المناطق. ولأنها تسوق في عالم كهذا فمن المهم لهم أن يعترف الفلسطينيون بأن الامر يتعلق بانتاج نوعي يساعد الفلسطينيين على تفسير الواقع الذي يعيشون فيه بصورة صحيحة.
الى أي درجة يعتقد منتجو “فوضى” والنقاد في اسرائيل، الذين تبنوا مقولة إن العرب يموتون على “فوضى”، أن العرب اغبياء. الاسرائيلي يجلس امام الشاشة ويرى في المشهد الافتتاحي للموسم الثاني عربي مع لحية متعطش للدماء يرسل صديقه الى محطة الحافلات التي يوجد فيها في الاساس نساء ومجندات شابات. وعندما يندم هذا المخرب ويريد العودة دون وضع العبوة في محطة الحافلات، المقدسي – الشخصية الفلسطينية الاولى – يقوم بتشغيل العبوة بكبسة زر ويقتل صديقه بدم بارد، حيث أن المبدأ هو قتل اليهود بقدر الامكان. ماذا بربكم يعتقد الناقد الاسرائيلي، عندما يجلس الفلسطيني امام التلفاز بماذا يشعر؟ ماذا؟ يصرخ الله اكبر امام الانفجار، ويعتقد أن المقدسي، الذي جاء من سوريا وتم تدريبه على أيدي داعش، هو أجمل رجل. وليس هناك ما يفعل، احيانا يجب خيانة الصديق، المبدأ هو قتل اليهود، ليس مهما اذا كانوا مدنيين، اطفال أو جنود. ما يهم رجل حماس (حسب اقوال آفي يسسخروف قام التنظيم بضم رابط المسلسل في موقعه الشخصي) في هذه اللحظة هو “علي أن ارى هذا المقدسي، قبل كل شيء اجمل اسم، وايضا هو اسم مخيف. يجب أن نشاهد مسلسل “يس” لأنه في هوليوود مثلما هي الحال في هوليوود فان الاخيار ينتصرون في النهاية”.
هل يعقل أن المنتجين الاسرائيليين يعتقدون أن العرب اغبياء الى درجة انهم يعتبرون المقدسي “بطل جيد” في مسلسل يقوم كله على الاخيار ضد الاشرار؟ أو أن رجال حماس سيكونون مسرورين جدا من حقيقة أن رجالهم، كما يتم عرضهم في المسلسل الاسرائيلي المحبب لديهم، يحبون امهاتهم؟ هذا جيد، إنهم يقتلون العرب في كل مرة لأنه ليس هناك مناص، عند ارسال صديق مع عبوة أو آر.بي.جي الى داخل مقهى في نابلس، والذي يقضي فيه على عدد من العرب الذين كانوا يلعبون الورق. الاسرائيليون في “فوضى”، بالمناسبة، حساسون جدا لحياة البشر: “هناك عدد كبير جدا غير متورطين”، قال الضابط الاسرائيلي بالزي العسكري عندما تجرأ أحد ما على طرح فكرة أن يتم قتل المقدسي بمساعدة “مفترس” (طائرة بدون طيار). “لننتظر حتى يصل الى منطقة مفتوحة” قال الضابط الاسرائيلي من خلال اهتمامه بحياة الفلسطينيين الى درجة أنه يعرض للخطر حياة جنوده المخلصين.
“من الواضح أن هذه هي الرواية الاسرائيلية وليس الفلسطينية”، قال منتجو المسلسل في احدى المقابلات. مرة اخرى فان الاستخدام المضلل لكلمة “رواية” التي من جهة تحول اكاذيب متخيلة في مسلسل للاثارة الى رواية مشروعة لتفوق اخلاقي يقصها الاسرائيليون عن انفسهم، ومن جهة اخرى “الرواية” – نفس كلمة “ادانة” تختصر حياة الفلسطينيين في ظل القمع العسكري الى رواية يقصونها عن انفسهم وكأنهم يعيشون في مسلسل من مسلسلات ذروة المشاهدة الاسرائيلية.
اذاً لا، العرب، الفلسطينيون، رجال حماس واولئك في “الجانب الآخر”، لا يحبون “فوضى”، وفي الحقيقة أنا لست متأكدا الى أي درجة يشاهدونه أو سمعوا عنه. لا، في “فوضى” ليس هناك أي شيء يتناول الواقع في المناطق. في “فوضى” ليس هناك حكام ومحكومين، ليس هناك احتلال، ليس هناك خلفية تاريخية، ليس هناك حواجز، فقر، هدم منازل، طرد، مستوطنون، جنود عنيفون ومحاكم تسجن سياسيين باعتقال اداري، ويحكمون على فتيان واطفال يريدون ابعاد الجنود المسلحين عنهم. حسب “فوضى” الفلسطينيون مدفوعون بغريزة الانتقام، وهي غريزة عربية قوية تفسر صفة القتل الموجودة لدى الشخصيات الاساسية. انتقام على خلفية شخصية فقط. فلا يوجد للفلسطينيين أي سبب آخر للاحتجاج ضد الاسرائيليين. الحقيقة هي أن حياتهم كما تظهر في المسلسل جيدة جدا.
اذاً ما الذي يفكر فيه الاسرائيلي، المنتج، الناقد أو من يقرأ الصحيفة الذي يقول إن العرب يحبون “فوضى”؟ هل هناك طريقة لتفسير هذا الادعاء ضمن افتراض الغباء المطلق للعربي؟ أو ربما تجلس عائلة فلسطينية في مكان ما في مخيم اللاجئين في جنين وتعلن: “سادتي، هذا فن من اجل الفن، انسوا الاسرائيليين والفلسطينيين، هيا نشجع دورون ومجموعة المستعربين. لأنهم باختصار لطفاء، شجعان، يهتمون بدولتهم وشعبهم”. ودورون، أي روح، هو يهتم جدا باطفاله في الفصل الاول، مثل ملكين ينامان في حضنه في الوقت الذي يفكر فيه بالخطر الذي يهددهم من المقدسي: “اذا وصل الى والدي، فانه سيصل ايضا الى اولادي ايضا”، قال لقائد وحدة النخبة، أن هذا هو الامر، الفلسطينيون هم الذين يعرفون كيف يمكن الوصول الى اطفال اسرائيليين مسلحين.
اذا جلس الفلسطيني امام الشاشة لمشاهدة “فوضى” فان جوهر تفكيره يكون: كيف أن سكان نابلس لا يميزون اللهجة الاسرائيلية للمستعربين المتحدثين بالعربية من الكلمة الاولى؟ وكيف أن هذا المقدسي مرة كان في نابلس يقود دراجة ومرة اخرى كان يقود دراجة في مكان ما في النقب؟ ربما بعد التساؤل – من أين الممثلين؟ أين صوروا؟ لماذا لم يتخفى أي مستعرب بصورة عربي مثقف؟ – يأمل المشاهد العربي أن المشاهد العالمي ليس غبي بما يكفي من اجل أن ينسى أي مصداقية لمسلسل تجاري، ويسأل هل حقا أن هناك شخص ما في اسرائيل يعتقد أن هذا المسلسل يساري بسبب أن القتلة يحتضنون في كل مرة اخوتهم؟ اذا كان الامر هكذا، اذا من الواضح أنه ليس هناك من نتحدث معه.
القناة السابعة العبرية / الجيش الإسرائيلي يرفع حالة التأهب استعدادا ليوم غضب فلسطيني
القناة السابعة العبرية – 12/1/2018
ذكرت كافة وسائل والإعلام العبرية، صباح اليوم الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب، استعدادا لاندلاع مواجهات، ويوم غضب فلسطيني، في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وقالت القناة السابعة العبرية، في تقرير لها، أن الجيش الإسرائيلي، والمخابرات الإسرائيلية يعملون لليوم الثالث على التوالي، للبحث عن منفذي عملية اطلاق النار بنابلس، من خلال محاصرة المنطقة.
وأضافت القناة، أن قيادة الجيش الإسرائيلي، تعلم ان مقتل المستوطن في هذه العملية، ستؤدي لوقوع عمليات انتقامية من قبل مستوطني الضفة الغربية.
وبحسب القناة العبرية، رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب، تخوفا من تصعيد حدة المواجهات بالمناطق الفلسطينية، بعد صلاة الجمعة.
وفي سياق متصل، أفادت القناة السابعة في تقريرها، أن الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة الماضية، 4 شبان فلسطينيين من كمناطق متفرقة بالضفة الغربية.
الاذاعة العامة الاسرائيلية / المصادقة على ميزانية العام المقبل بقيمة حوالي 400 مليار شيكل
زيادة ميزانيات بعض الوزارات ومنها التربية والتعليم والزراعة والعلوم
الاذاعة العامة الاسرائيلية – مكان الاخبار – إسحاق خطيب – 12/1/2018
بعد نقاش استمر منذ ظهر أمس، صادقت الحكومة صباح اليوم على مشروع ميزانية الدولة للعام المقبل بحجم حوالي 400 مليار شيكل. وأفيد أن ميزانيات بعض الوزارات ومنها التربية والتعليم والزراعة والعلوم ستُرفع قياسا بالعام الجاري.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه يعمل بالتعاون مع وزير المالية موشيه كحلون بصورة ممتازة. وأضاف أنه يرى أهمية في تعزيز القطاع الخاص من جهة، وإجراء تقليصات في القطاع العام من جهة أخرى.
ورأى نتنياهو أن إقرار مشروع الميزانية يضمن بقاء الائتلاف الحكومي قائما حتى الموعد المقرر للانتخابات القادمة، في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام القادم.
وخصصت ميزانية تقدر بنحو 63 مليار شيكل الى وزارة الدفاع، و 60 مليارا للتعليم، و 38 مليارا للصحة، أما ميزانية الرفاه الاجتماعي والناجين من المحرقة فقد بلغت حوالي 13 مليار شيكل، ومليارا شيكل من نصيب أصحاب الإعاقات.
ومن المتوقع أن تصادق الكنيست على مشروع ميزانية الدولة بالقراءتين الثانية والثالثة في غضون شهرين.
وقال رئيس كتلة ميريتس البرلمانية ايلان غيلؤون, ان مشروع الميزانية هو بمثابة اعلان حرب على مليون وثمانمائة الف مواطن من الطبقات المعوزة وتجريدهم من حقوقهم الأساسية, على حد تعبيره.
هآرتس / البناء كانتقام
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 12/1/2018
قتل الحاخام رزئيل شيفح، من سكان حفات جلعاد هو تذكير مأساوي للخطر الزائد الذي يأخذه اليهود على عاتقهم ممن قرروا في المناطق في أوساط السكان الفلسطينيين، حيث يعمل نشاط مناهض لاسرائيل. كل عملية كهذه تبدد الوهم في أن يكون الفلسطينيون سلموا بالتواجد الاسرائيلي في المناطق وانهم يتنازلون عن استمرار كفاحهم الوطني، حتى بواسطة الارهاب.
كل يهودي يقرر ان مثل هذه الساحة الفتاكة بالذات هي المكان المناسب لسكنه يأخذ على عاتقه مسؤولية جسيمة ليس فقط على حياته وعلى حياة عائلته بل ويفرض على الدولة ومواطنيها عبء الحراسة على حياته وكأنه كان مقيما في اسرائيل ولا يعيش في أرض محتلة، هي حسب القانون الدولي محظور عليه السكن فيها. مؤسف أن الدولة لا تتعاون فقط مع عدم المسؤولية هذه، بل وتشجع ايديولوجيا الاستيطان غير القانوني، الذي يستند الى أمر إلهي.
تفهم الحكومة الخطر الكامن بالسكن في المناطق. دليل على ذلك هو حجم الحراسة العسكرية الهائلة. ورغم ذلك فانها تواصل تشجيع البناء في المناطق وتبييض البؤر الاستيطانية غير القانونية. احداها هي حفات جلعاد، التي بنيت بلا ترخيص، ورغم أنها فككت في ظل مواجهات عنيدة بين المستوطنين والجيش الا انها انبعثت من جديد بل واقيمت فيها مدرسة دينية.
بعد قتل الحاخام رزئيل أمر وزير الدفاع فحص السبل “لتسوية” البؤرة. وقضى الوزير نفتالي بينيت بان “الثأر الوحيد هو البناء”، ورئيس مجلس السامرة يوسي داغان طالب بان تقام على الفور مئة وحدة سكن في البؤرة. لقد تحول البناء كثأر منذ زمن بعيد الى استراتيجية استيطانية ولدت عشرات البؤر الاستيطانية كأعمال رد على قتل اليهود. وتعريفه كـ “رد صهيوني مناسب” جاء لمنح غلاف ايديدلوجي مناسب لمخالفة القانون، للسطو على الاراضي وللتخريب المتعمد لفرص الوصول الى تسوية مع الفلسطينيين.
ان قتل الحاخام رزئيل هو مصيبة فظيعة، يملأ القلب بالحزب العميق على اطفاله وزوجته، ولكن هذا هو ثمن تأخذه الحكومة بالحسبان حين تحبط كل امكانية للتسوية مع الفلسطينيين وتبذل جهدا لاهانتهم واهانة زعمائهم. لا ينبغي السماح لفعل قتل كهذا ان يسوغ، فما بالك ان يوسع جريمة الاستيطان.