ترجمات عبرية

اهم الاخبار والمقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 10– 1 – 2018

يديعوت احرونوت :
– “اصابوني بالنار، اصابوني بالنار”، صرخ رزئيل في الهاتف لزوجته بعد أن اصيب بالنار في كمين للمخربين.
– ستة اطفال بلا أب.
– المخرب الذي سيكسب خمسة ملايين شواكل – عبدالله البرغوثي.
– عندما فشل رئيس المخابرات الاسبق يعقوب بيري في آلة الكذب.
– تسعيرة الدماء.
– صرخة عائلات المغدورين – “بقدر ما يقتل المخربون بقدر ما يتلقون”.
– قانون الدكاكين يجاز.
– مغامرات يئير الدائمة.
معاريف/الاسبوع :
– قتيل في عملية اطلاق نار في السامرة.
– “اصابوني بالنار! اصابوني بالنار!”.
– قانون الدكاكين: “لن نغير شيئا”.
– عاصفة يئير.
– العشيقة السابقة ترد: “انا خجلة من أني كنت صاحبة شخص كهذا”.
– نشطاء الليكود:يلاحقون رئيس الوزراء وابناء عائلته فقط.
– رائج على الانترنت: يئير نتنياهو على ورقة نقدية 400 شيكل.
– رئيس الموساد: “لدينا عيون، اذان واكثر من ذلك في ايران”.
– هيرتسوغ: “يمكن أن يكون للسعودية دور في المسؤولية عن الاقصى”.
هآرتس :
– عملية في الضفة: اطلاق النار على اسرائيلي فقتله من سيارة مارة، وتفتيشات عن المخربين.
– سوريا: اسرائيل هاجمت موقعا عسكريا قرب دمشق.
– نتنياهو: يئير قال في شريط التسجيل ترهات، ربينا ابناءنا على احترام النساء.
– الكنيست تقر قانون اغلاق الاعمال التجارية في السبت.
– في لجنة مكافحة البغاء يتحفظون من الادانة: تصنيف المستهلكين كمجرمين سيصم اسماءهم بالعار.
– بخلاف الاتفاق: الدولة ستواصل حرمان المعوقين العاملين ذوي الاجر المنخفض من المخصصات.
– مجلس التخطيط في الادانة المدنية سيقر اليوم بناء مئات وحدات السكن في المستوطنات.
اسرائيل اليوم :
– 22 رصاصة بلا رحمة.
– ارهاب على طريق 60: رزئيل شيفح (35 سنة) من مزرعة جلعاد قتل في الطريق الى البيت.
– ليتسمان يعود اليوم الى وزارة الصحة: “سعيد بالعودة”
– بنات في الصفة الثالث يجبرن على التعري: “كيف حصل هذا؟”.
– ستة اطفال بقوا يتامى.
– دفعات بلا اخلاق.
– مصادر اجنبية: “هدف الهجوم في سوريا: صواريخ الى حزب الله”.
– رئيس الموساد: “لدينا عيون واذان وأكثر من ذلك – في ايران ايضا”.
اهم المقالات والتقارير من الصحافة الاسرائيلية ليوم 10– 1 – 2018
اسرائيل اليوم / رئيس الموساد: “لدينا عيون واذان وأكثر من ذلك – في ايران ايضا”
اسرائيل اليوم – بقلم شلومو تسيزنا وآخرين – 10/1/2018
تطرق رئيس الموساد يوسي كوهن أمس في الاجتماع السنوي لقسم المسؤول عن الاجر وعلاقات العمل في وزارة المالية في القدس لما يجري في ايران مؤخرا فقال: “لدينا عيون وآذان وأكثر من ذلك – ان شئتم، في ايران ايضا”.
وبالنسبة للمظاهرات في الدولة، أشار كوهن الى انه “كانت عشرة أيام من التوتر والترقب، فهل ستقع مرة اخرى ثورة صغيرة كهذه أم أخرى للمواطنين الذين يريدون أن يعيشوا في الشرق الاوسط في الدولة الدكتاتورية؟ هذا لم يحصل بعد ولم يحصل بشكل كاف. لا حاجة لتطوير توقعات، رغم أنه سيسعدني جدا أن أرى ثورة اجتماعية ما، كبيرة جدا، مؤثرة جدا، قوية جدا في ايران. هذا الامر لا بد سيحصل، ربما في المستقبل، ربما غدا. ومع ذلك، ينبغي الفهم في أنه أمام المتظاهرين تقف قوى سوداء”.
كما تطرق كوهن الى التغييرات التي يدرسها الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالنسبة للاتفاق النووي بين القوى العظمى وايران، وامتدحه مقارنة بالرئيس السابق براك اوباما الذي كان خطه “القيادة من الخلف”. وقال انه “من ذاك الفهم (لاوباما) نشأت مشكلة. الحرب لم تنتهي وروسيا عادة الى الساحة بعد كثير من السنين. من ناحية اسرائيل هذا تحد. في السنة الاخيرة نحن نرى تغييرا جيدا من جهة الولايات المتحدة يمكن ان تأخذ بالحسبان أكثر المصلحة الاسرائيلية ولعلها تسمح بتغيير الاتجاه في صالحنا. نحن نبدأ في رؤية تغييرات دراماتيكية من ناحيتنا في الفهم الامريكي للتهديدات الاستراتيجية التي من جانب ايران”.
وبالنسبة للاقتصاد الايراني، أشار كوهن الى أنه كان في اسفل الدرك بسبب العقوبات على عدم تنفيذ الاتفاق النووي، ولكن منذ الاتفاق – يزدهر الاقتصاد الايراني. وعلى حد قوله، خرج المواطنون الى الشوارع للتظاهر لانهم لا يتمتعون بثمار الاقتصاد. هذا لان المزيد فالمزيد من المال يتجه نحو الامن، الاستخبارات و “ما نسميه نحن التوسع الايراني في الشرق الاوسط وأكثر من ذلك”. وعلى حد قول كوهن، فان “قلق الزعماء من التوسع الايراني هو قلق متزايد. فالايرانيون يندفعون الى الشرق الاوسط دون عراقيل وبقوى كبرى عبر رواق جوي وبري، من خلاله تضخ قوات كبيرة الى المنطقة لتطبيق الرؤية الايديولوجية لايران”.
يديعوت / الهجوم في سوريا
يديعوت – بقلم اليكس فيشمان – 10/1/2018

المواجهة الخفية، التي حسب تقارير اجنبية، ادارتها اسرائيل حيال ايران على الارض السورية تخرج من الضباب. وسواء أخذت اسرائيل على عاتقها المسؤولية عن الهجمات على الارض السورية – كتلك مثلا التي بلغ عنها الجيش السوري أمس – أم لا، لم يعد يهم. فنحن ملزمون بان نعتاد على فكرة أن اسرائيل كما يبدو تدير مواجهة عسكرية، منضبطة حاليا، مع منظومة عسكرية ايرانية تترسخ في سوريا. معقول الافتراض بان الكابنت، الذي يبحث في الايام الاخيرة في السياسة الاسرائيلية في الجبهة الشمالية – حيال سوريا، لبنان وايران – توصل الى هذا الاستنتاج بالضبط.
لقد أكثر قادة جهاز الامن من الحديث في السنة الاخيرة عن امكانية أن تقيم ايران قواعد جوية، بحرية وبرية في سوريا وتشغل فرقة من الميليشيات الشيعية ضد اسرائيل. هذه تهديدات لا يمكن لاسرائيل ان تتجاهلها – ولكنها لا تشكل تحديا عسكريا حقيقيا. فالمشكلة المركزية في الجبهة السورية هي اقامة منظومة كثيفة من صواريخ أرض – أرض وصواريخ دقيقة تبدأ في لبنان، تمتد حتى جنوب الجولان وتغطي كل اراضي اسرائيل برؤوس حربية دقيقة. هذا السيناريو سيجعل اسرائيل تقف أمام تحد أمني لم تعرف مثيله. وبالتوازي، يبني الايرانيون جبهة صواريخ في غزة، ستلزم الجيش الاسرائيلي بتقسيم جهوده في القتال حيال سلاح صاروخي – من الشمال ومن الجنوب.
حاليا، لم تنجح اسرائيل في تعطيل منظومة الصواريخ والمقذوفات الصاروخية المنتشرة منذ سنوات في لبنان. والصراع، الذي تديره وفقا لمنشورات أجنبية، يستهدف منع تحول المنظومة اللبنانية الى منظومة صواريخ دقيقة. أما في سوريا، بالمقابل، فيمكن التقدير بان الايرانيين لا يزالون يوجدون في بداية مسيرة لاقامة منظومة صواريخ مشابهة – اكثر كثافة – على اساس صناعة محلية موجودة وعلى اساس الجسر البري من ايران الى سوريا عبر العراق.
ما يحتاجونه لاستكمال هذه المنظومة هو الزمن والمال. اذا لم يكن الروس والامريكيون قادرين – او راغبين – في عمل ذلك بطريق دبلوماسي، فيبدو أنه لا يتبقى لاسرائيلي غير العمل بنفسها. فلا يمكن الاختباء بعد اليوم خلف اقوال غامضة وتلميحات. هذه حرب بكل معنى الكلمة. على العدو أن يعرف، بل وأهم من ذلك هو ان على الجمهور في اسرائيل أن يستوعب وان يستعد.
ان هجمة سلاح الجو الاخيرة، بزعم السوريين، قد تمت على مجمع عسكري قرب القطيفة حيث كانت في الماضي الوية السكاد السورية. وهناك، على ما يبدو، تتركز اليوم المقذوفات الصاروخية، الصواريخ، مصانع الانتاج والمخازن المخصصة لسوريا ولبنان. في الحالتين، يدور الحديث عن منظومة واحدة عرفها وزير الدفاع ليبرمان كـ “جبهة الشمال”: لم يعد بعد اليوم سوريا ولبنان. يوجد سور ناري ايراني من البحر المتوسط وحتى جنوب الجولان. وضد هذه المنظومات سيتواصل القتال بقوى متفاوتة ترتبط بمستوى الرد السوري – الايراني وبسلوك حزب الله. اذا لم يتراجع احد ما هناك – فقد تنشب حرب.
حاليا لا توجد مؤشرات تراجع من الجانب الايراني، بل العكس: رغم المظاهرات في ايران، كانت السنتان الاخيرتان الاكثر نجاحا من ناحية آيات الله في نشر الثورة الاسلامية: فاذا كان الانجاز المركزي للحرس الثوري حتى 2015 قد وجد تعبيره في لبنان، ففي السنتين الاخيرتين نجحت ايران في الامساك بالعراق، بافغانستان، بسوريا، باليمن وتعميق نفوذها في عمان وفي البحرين. فالحكم الايراني – ولا سيما الحرس الثوري يوجد في حالة نشوى بسبب احساس النصر في سوريا. محمد علي الجغفري، قائد الحرس الثوري، وقاسم سليمان، قائد قوة القدس، أصبحا معبودين جديدين في اوساط الشيعة في الشرق الاوسط.
ان الانتصار في سوريا يعتزم الايرانيون ترجمته الى انجازات اقتصادية، وبالاساس استراتيجية. حسين سلامة، نائب قائد الحرس الثوري، صرح بانه في الاستراتيجية الايرانية لم تعد اسرائيل منذ الان تعتبر كتهديد، إذ ان لحزب الله يوجد تفوق عليها. سواء كان هذا صحيحا أم لا – فالايرانيون يؤمنون بذلك، يتصرفون بناء على ذلك، ويضعون امام حكومة اسرائيل تحديا سياسيا وامنيا من الدرجة الاولى.
هآرتس / عندما تمنع اوروبا دخول الاسرائيليين
هآرتس – بقلم تسفي برئيل – 10/1/2018

أخيرا تم العثور على سلاح كامل ضد مقاطعي اسرائيل: القائمة السوداء لنشطاء حقوق الانسان المؤيدين للفلسطينيين، ورؤساء المنظمات العاملة من اجل “تشويه سمعة اسرائيل”. اسماء هؤلاء الاعداء سيتم ادخاله الى حواسيب سلطة الهجرة في المطارات وسيطلب منهم اجراء “اختبار معايير” وهو مفهوم حربي جديد في المعركة ضد هؤلاء الاعداء – الذي سيحدد اذا كانوا مناسبين لدخول دولة اسرائيل. السلطات الظلامية لن تهدأ حتى يتم تطهير الدولة ممن يقاطعوها.
الحديث لا يدور فقط عن تلويث اخلاقي – يصعب العثور على منطق في هذا القرار. فالمقاطعة ونشاط مؤيديها يقومون بالعمل خارج الدولة، في الاحرام الجامعية، ومنع ظهور اسرائيليين في الخارج، مراقبة شركات تعقد صفقات مع اسرائيل بشكل عام ومع المستوطنين بشكل خاص. وحسب اسلوب عملاء المقاطعة فان دخول أو عدم دخول المقاطعين الى اسرائيل لا يزيد ولا ينقص من شدة الضرر الذي تتسبب به هذه الجهات. على من يمكنهم التأثير اذا سمح لهم الدخول؟ على الاسرائيليين غير الراضين عن الاحتلال؟ على حب الفلسطينيين للاحتلال؟.
مثل أي دولة سيادية يوجد لاسرائيل الحق في السماح أو عدم السماح بدخول مواطنين اجانب اليها. وحتى طرد أو اعتقال اجانب يخالفون قوانين الدولة أو يعملون على الاضرار بها. ولكن هناك فرق بين من يريد تنفيذ عملية أو جريمة “عادية” داخل حدود الدولة وبين من يعارض سياستها ويعتبرها قوة احتلال.
إن توسيع قيود الدخول الى البلاد بقوة تفسير ديكتاتوري يعتبر الانتقاد عملية أو مخالفة جنائية لا يمكنه الاكتفاء بمعايير وزارة الداخلية. بعد ذلك ستعطي وزير الداخلية صلاحية طرد صحافيين منتقدين واكاديميين اجانب لا يتبنون بشكل كامل الصيغة الاسرائيلية لتحديد حدود الدولة، وحاخامات يفسرون الدين اليهودي بصورة مختلفة عن تفسيرات البيت اليهودي، طلاب اجانب جاءوا للدراسة، لكن للتعرف ايضا على “وجهة النظر الفلسطينية للنزاع” وحتى سياسيين لا يعترفون بالقدس كعاصمة لاسرائيل. كل هؤلاء من شأنهم في يوم ما أن يجدوا انفسهم في الطائرة في رحلة العودة الى بلادهم حتى قبل دخول قاعة الشخصيات الهامة في مطار بن غوريون.
الأخطر من ذلك هو أن القوائم السوداء ليست عمل أحادي الاتجاه. الدول التي سيمنع مواطنيها من دخول اسرائيل يمكنها اتخاذ اجراء مشابها ردا على ذلك. سيتم منع ليس فقط المنتجات من المناطق الدخول الى اراضيها، بل يمكنها ايضا تقييد دخول اصحاب المصانع لهذه المنتجات، لأن تهمة تعزيز الاحتلال غير ملقاة على المنتوج بل على المنتجين. ولماذا لا يمنعوا ايضا دخول مواطني دولة المستوطنين الى بلادهم؟ تلك الدول، مثل اسرائيل، يمكنها تبني معايير بحسبها كل اسرائيلي يعيش في المناطق سيطلب منه الحصول على تأشيرة دخول خاصة لاسباب انسانية فقط. هذا الاجراء فقط مرغوب فيه من قبل تلك الدول المعارضة لتطبيق اتفاقات التنقل الحر بين الدول، على المناطق. كل دولة من هذه الدول توجد لها صلاحية سيادية بالضبط مثل اسرائيل في منع دخول مدنيين مشكوك فيهم الى اراضيها.
منع دخول من يؤيدون المقاطعة أو من يعارضون الاحتلال الى اسرائيل هو لعب بالنار، سيشعل علاقات اسرائيل مع دول كثيرة. هذه نزوة انتقام اساسها الغباء ونهايتها ضرر سيتكبده الاسرائيليون الذين سيستخدمون كورقة في اللعبة فارغة المضمون لاسرائيل. هذا هو الخط السريع لتحول الدولة الى غيتو الذي يعيش فيه مواطنون معزولون راضين بمصيرهم وحكومتهم التي تقودهم بالتأكيد الى الهاوية. ما يصلح تطبيقه بشكل جيد في غزة يمكن أن يطبق في اسرائيل.
هآرتس / الاستسلام أو الحرب الاهلية
هآرتس – بقلم حيمي شليف – 10/1/2018
الديمقراطية تقوم على سلطة الاغلبية، حقوق الاقلية، حرية الفرد والحفاظ على القانون، وحماية القانون وقواعد اللعب. اذا تم سحب أي مركب من مركباتها فستتضرر، هذا اذا لم تنهار. إن نظام يقدس سلطة الاغلبية ولكنه يرفض كل مكونات الديمقراطية الاخرى يشكل خطرا واضحا وفوريا على استمرار وجودها. هذه الانظمة التي تضر بالديمقراطية من الداخل توجد الآن في عدة عواصم في شرق اوروبا وفي واشنطن وفي القدس.
في اسرائيل وفي الولايات المتحدة التنكر لأسس الديمقراطية يظهر أولا وقبل كل شيء هو في سلوك زعيميهما، الموجودان في ازمة قضائية، ويتآمران على سلطة القانون، ويحرضان على الكراهية ويقنعان من يؤيدونهما بأن التمسك بالسلطة له افضلية على حماية الديمقراطية. هذا الحريق يشعله الدين بواسطة ممثليه المتشددين غير الليبراليين. الافنغلستيين في الولايات المتحدة يتجاهلون اخطاء ترامب الذي يناضل ضد الاجهاض ويسمح بتدخل الدين في السياسة ويساعد على اقتراب حرب يأجوج ومأجوج ونهاية العالم. واليمين المتدين لدينا يضر بالديمقراطية من اجل الاستيطان وارض اسرائيل الكاملة، في حين أن الحريديين يقسمون يمين الولاء لنتنياهو طالما أنه يمطر عليهم هباته الكبيرة ويعزز سيطرتهم على حياة الدولة كلها، مثلما اثبتت الكنيست في المصادقة على قانون الدكاكين.
هذان العاملان الجديدان – زعماء معزولين ودين يقف من ورائهم – يحولان المواجهة التاريخية الشديدة بين اليمين واليسار الى حرب وجود حقيقية، التي تتم تغذيتها في الشبكات الاجتماعية التي تعمل على توسيع الفجوة وتؤجج النوازع وتنشيء واقع جديد. لم تقف في أي يوم، كما يبدو، الكتلتان السياسيتان بصورة اكثر بروزا الواحدة امام الاخرى، حيث الفجوة بينهما تزداد وتتسع والجسر المتهاوي الذي ربط بينهما تعفن وهو آيل للسقوط.
اليمين يرفض الاعتراف بالمسؤولية عما يحدث، ويقنع نفسه بأن اليسار تصرف دائما بهذه الطريقة. بمساعدة نفس الاجهزة الاعلامية التي تضع نفسها تحت تصرفه، فان اليمين يستنتج استنتاج مصطنع يساوي فيه بين جرائمه ومظالم اليسار، فكل مقصلة كرتونية تساوي قتل رئيس حكومة وكل متظاهر ليبرالي يساوي حركة نازية جديدة كاملة. مشبع بشعور القوة ومشبع بحقد الضحية ومشبع بالتعصب الايديولوجي ومقطوع عن الواقع، فان اليمين يسرع نحو الانزلاق في المنحدر ويرفض التوقف في الاشارة الحمراء. احتجاج اليسار على سلوكه يرفضه على اعتبار أنه تباكي الخاسرين الذين يحسدون عدوهم الموجود في السلطة.
اليسار، والأدق القول غير اليمين، يجد صعوبة في مواجهة البلدوزر المدمر. من تنقصه القيادة الكاريزماتية التي تثير الالهام، والذي يلتزم حتى الآن بسلطة القانون والادارة السليمة واحترام قيم الديمقراطية، فان اليسار يبدو على الاغلب حائرا ليست له قوة أمام بلطجية خصومه. وهو يرفض تصديق ما يراه ويجد صعوبة في استيعاب تنازل اليمين عن قواعد اللعب الديمقراطية التي مكنت حتى الآن من الوجود المشترك. اجزاء منه يعزون انفسهم بالتفكير أو الوهم بأن اليمين سيتوقف في اللحظة الاخيرة على شفا الجرف، في حين أن آخرين يملؤهم الخوف والاحباط والغضب المتراكم، الذين حتى الآن لا يجدون أي مخرج. ليس بعيد اليوم الذي سيشعر فيه “غير اليمين” أن ظهره الى الحائط وأن خياره الوحيد هو الاستسلام المخجل أو النضال ضده، كما هو متبع لدى اليمين كل الوسائل مباحة. الاستسلام يعني خسارة الديمقراطية، لكن النضال سيقود الى انقسام نهائي وربما الى حرب اهلية.
معاريف / التقدير : حتى بثمن التصعيد – تواصل اسرائيل الهجمات في سوريا
معاريف – بقلم تل ليف رام – 10/1/2018
في القدس، كالمعتاد، لم يعقبوا حتى بعد بيان الجيش السوري بان اسرائيل هاجمت فجرا قاعدة عسكري في منطقة القطيفة، في ضواحي دمشق. ولكن الانشغال الواسع هذا الاسبوع في الكابنت في الساحة الشمالية، والتوقيت شبه الفوري للهجمة المنسوبة لاسرائيل، يشيران ظاهرا الى الميل المتوقع حتى في السنة القريبة القادمة: اسرائيل ستواصل الهجوم على اهداف في سوريا حتى بثمن التصعيد الذي يمكن أن ينشأ.
في الاشهر الاخيرة اخذت صورة الوضع في سوريا في الاتضاح: فثمار الصراع المشترك لروسيا – ايران – حزب الله وجيش الاسد – ومن جهة اخرى ايضا هجمات سلاح الجو الامريكي ضد داعش – يفعل فعله، والاسد قريب من الانتصار.
ولا يزال، للمعسكر الايراني في سوريا يوجد الكثير مما يخسره، الان حين حان الوقت لقطف ثمار الانتصار. فبعد الثمن الباهظ الذي دفعه المعسكر الشيعي في الحرب في سوريا، فان التنازل عن التواجد الدائم على طول الحدود مع اسرائيل والمس بذخائر اخرى، هي أثمان سيكون من الصعب جدا على الايرانيين وحزب الله أن يحتملوه على مدى الزمن.
من ناحية اسرائيل، فان الابرة التي تبحث عنه في كومة القش لمخزونات السلاح والارساليات الهائلة التي تصل الى سوريا، ولا سيما من ايران، ولكن من روسيا أيضا، هي السلاح الدقيق، بعيد المدى، الذي من شأنه أن يغير وجه الحرب التالية. هذا السلاح، الى جانب خلق رواق بري من ايران وحتى سوريا، واقامة معاقل ايرانية دائمة، هما اللذان يشكلان على أي حال رأس التحدي الاستخباري الاسرائيلي اليوم. يمكن الافتراض بانه عندما يتحقق التحليل الاستخباري، وفقا للخطوط الحمراء، فان اسرائيل تهاجم.
يفهم الايرانيون جيدا بان الاستخبارات الاسرائيلية تجلس بشكل لا بأس به على مسارات التهريب لوسائلهم القتالية، ولهذا فانهم يستثمرون في السنتين الاخيرتين مقدرات كثيرة على نقل مصانع الانتاج الى سوريا.
ان سيناريو حرب في الجبهة الشمالية لا يزال يبدو بعيدا، ولكن في جهاز الامن يأخذون بالحسبان بانه قد تنشأ في السنة القريبة القادمة مواجهات موضعية، او نوع من الايام القتالية، بعد هجمات تنسب الى اسرائيل.
هآرتس / نتنياهو يعمل في بيئة عمل خطرة
هآرتس – بقلم سامي بيرتس – 10/1/2018
مكالمة ليلية لثلاثة شباب – حتى لو كانوا أبناء اشخاص مشهورين – الذين شربوا القليل من الكحول، لم تكن لتتحول الى حديث اليوم في الدولة التي يعمل فيها رئيس الحكومة في بيئة طبيعية. ولكن بما أن الكثير من الامور غير الطبيعية التي تحدث في السنوات الاخيرة عندما يدور الحديث عن رئيس الحكومة نتنياهو – بدء من الاتصال الفاسد مع رجال اعمال وتلقي الهدايا منهم ومرورا بفضائح في مكتبه والتحقيق معه ومع مقربيه وانتهاء بالهجوم التشريعي المتوحش ضد مصالح الجمهور الواسعة.
بسبب أن بيئة عمل وحياة نتنياهو ليست طبيعية، يمكننا أن نرى في المكالمة الليلية التي كشفها المراسل غاي بيلغ وثيقة هامة يوجد فيها ما نتعلمه عن الاسرار والاكاذيب والنفاق. ويمكننا التخمين أنه لم تكن ستنشر لو أن الظروف كانت مختلفة.
لو أن يئير نتنياهو كان يقضي وقته في مساعدة الطائفة وزيارة دور العجزة ويساعدهم بدل الاستجمام في نوادي العاريات، لكان يمكن الافتراض أننا لم نكن لنهتم بمسألة لماذا يجب على الدولة تمويل حراسته وتوفير سائق له عند ذهابه الى الاستجمام. لو أن المحادثة بين الشباب الثلاثة تجري على الرومانسية أو الاقتصاد، لكان يمكن الافتراض أننا سنمل منها، لكنها ذهبت أبعد من هذه المواضيع – مومسات، عاريات، تطبيق فتيات وبالطبع “والدي رئيس الحكومة الذي دبر لوالدك رجل الاعمال تسهيلات اقتصادية”.
لو أن نتنياهو تخلص من نتان ايشل، رئيس مكتبه السابق، بعد تحرشه بالموظفات ولم يبقه قريبا من العائلة لكان قد ارسل لابنه رسالة واضحة عن كيفية التحدث والتصرف مع النساء. لو أن نتنياهو الصغير كان يستجم مع اصدقاء عاديين وليس مع إبن أحد رجال اعمال ملوك الغاز، كوبي ميمون، في ذروة المحادثات حول صيغة الغاز التي حددت السعر المرتفع له والمنافسة المنخفضة المتوقعة في هذا القطاع، ربما كانت هذه المحادثة الليلة تكون أقل اهمية.
لو أن يئير لم يطرح موضوع الغاز ولم يربط بين ما دبره والده رئيس الحكومة لوالد نير ميمون (20 مليار دولار) وبين ما توقع الحصول عليه منه في المقابل (استجمام بكلفة 400 شيكل)، حينها كان يمكن اعتبار هذا هراء.
لو أن يئير لم يوضح اثناء المحادثة أن والده أضر بكوبي ميمون في لجنة شوشانسكي – حيث أدى الى زيادة نصيب الدولة من مداخيل الغاز، وعوض ملوك الغاز في الصيغة الكريمة التي وفرت لهم سعرا مرتفعا جدا، الذي حصلوا عليه مقابل الغاز من شركة الكهرباء – لكنا صدقنا أن الابن شرب أكثر من اللازم بقليل. ولكن لو أنه شرب فهذا لم يكن واضحا من خلال التحليل الدقيق الذي قدمه في تلك الليلة في السيارة.
لو أن تلك القضية لم تكشف، لكان رئيس الحكومة غير مضطر للرد عليها واعتبار ميمون أحد اصحاب حقل الغاز “تمار” – خلافا لادعاء ميمون الرسمي بأنه ليس من اصحاب حقل الغاز. ولولا رد نتنياهو لبقينا نعتقد أن ميمون له علاقات صداقة فقط مع وزيرين هما موشيه كحلون وحاييم كاتس، اللذان امتنعا بسبب ذلك عن التصويت على صيغة الغاز. لو أننا عرفنا في الوقت الصحيح أن يئير نتنياهو له صداقة حميمية مع إبن ميمون، لكان هذا سيقصي نتنياهو الأب عن النقاش في صيغة الغاز. لكننا لم نعرف هذا لأن نتنياهو لم يكشف، مثلما أخفى علاقته مع صاحب السيطرة على “بيزك”، شاؤول الوفيتش، في الوقت الذي كان فيه وزيرا للاتصالات.
هذا التسجيل يضاف الى شهادات الاشخاص الذين عملوا في محيط نتنياهو، بدء بالعاملين في منزله ومرورا بمدراء مكتبه وانتهاء بسياسيين رفيعي المستوى عملوا معه. كمية الاسرار والاكاذيب التي كشفت في القضية تجسد مرة اخرى الى أي درجة عمل نتنياهو في محيط خطير وغير عادي، ليس بسبب الوضع الامني أو الاقتصادي، بل بسبب اسلوب الادارة الذي تدهور في السنوات الاخيرة الى وضع مخجل ومحرج. هذا هو الخطر الاكبر لحكم نتنياهو والثقافة السياسية في اسرائيل.
معاريف / صمام إنساني
معاريف – بقلم ران أدليست – 10/1/2018
في حزيران 2017، اكتشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة – الاونروا بانه يحفر نفق تحت مبنى المدرسة التي تديرها في غزة. وللايضاح فقط: كل غزة التحتى تحفر ومحفورة كل الوقت. وقد دعا نتنياهو في حينه الى “حل الوكالة”، وطلب من السفيرة الامريكية في الامم المتحدة، نيكي هيلي، “مراجعة استمرار وجود المنظمة”. وتوقع المستوطنون وشركاؤهم بعد صعود ترامب ان توقف الولايات المتحدة الدعم للاونروا، التي بزعمهم تدعم الارهاب. ولما كان الفلسطينيون اعلنوا بان ترامب، الذي اعترف بالقدس، ليس طرفا في اللعبة، فقد رد بنيته تقليص المساعدة الامريكية للاونروا. وحسب تغريدته، “نحن ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات في كل سنة – ولا نتلقى أي تقدير أو احترام. بل انهم لا يريدون البحث في اتفاق سلام مع اسرائيل – والذي كان ينبغي أن يكون منذ زمن بعيد”.
هذه هي 300 مليون دولار تعطى لنحو مليون ونصف محتاج في كل سنة.
إذن يجدر بنا أن نفهم على ماذا يدور الحديث: الاونروا تساهم في أمن الدولة منذ حرب الاستقلال، حين اقيمت للعناية باللاجئين الذين غادروا، هربوا او طردوا، وحتى يومنا هذا. كل اسرائيلي ينبغي له أن يحيي في كل صباح الرب الذي خلق الاونروا، احد الصمامات الانسانية امام الانفجار السكاني لمئات الالاف ممن يدحرون نحو حائط الجوع وانعدام الجدوى في غزة، في الضفة، في الاردن، في سوريا وفي لبنان. هذا انفجار كان سيوجه اساسا ضد دولة اسرائيل. ما اوقف في العام 1948 تيار اللاجئين بعد حرب الاستقلال من العودة الى مدنهم وقراهم داخل الخط الاخضر (لم يكن في حينه أي عائق حقيقي، وكان الجيش الاسرائيلي اصغر من أن ينتشر على طول الحدود) كانت رماح الجيش الاسرائيلي واكياس دقيق الاونروا. بالضبط مثلما هو اليوم.
قبل بضعة ايام علقت في جدال اذاعي هاتفي مع يورام شفتل (ممتع دوما)، الذي قال ان الاونروا هي منظمة طاغية ضد اسرائيل. اقل مني، حسب شفتل، ولكن لا يزال من الواجب تصفيتها. وبالفعل، فان موظفي الاونروا الفلسطينيين، بمن فيهم رجال حماس، ليس فقط لا يحبون اسرائيل، بل هم حتى (ويا لهم من وقحين) يكرهون ويروجون لارائهم مثل معظم لاجئي 1948 وابنائهم (حسب الاونروا، فان ابناء اللاجئين ايضا يعتبرون لاجئين). هذه قطعة واقع تستدعي المواجهة: فهل نوقف المساعدة التي تبقي السكان الفلسطينيين على بضع خطوات من اليأس التام، ما من شأنه ان يؤدي الى العنف (هذه لن تكون مظاهرة احتجاج، بل ستكون عنفا بالنار)، ام نقبل بتفهم، وحتى بالتحية، المساعدة التي تسمح لهم بالتنفس؟
ان الاداة الصحيحة لمعالجة المشكلة هي بالطبع التسوية السياسية مع السلطة الفلسطينية. الى أن يحصل هذا، فان المخابرات، الجيش والوكالة هم الكوابح في وجه موجات العنف المتصاعدة بسبب هروب حكومة اسرائيل من التسوية السياسية والانسانية. لا شك عندي بان جهاز الامن يؤيد استمرار نشاط الاونروا، ما لا يمكن قوله كما أسلفنا عن الحكومة.
اسرائيل اليوم / الفلسطينيون واسرائيل – الهرب الى المجهور
اسرائيل اليوم – بقلم ايال زيسر – 10/1/2018
المطر الجارف الذي هطل في اسرائيل في نهاية الاسبوع الماضي أوقف لبضعة ايام التنقيط من غزة. وكأن بمطلقي الصواريخ في القطاع يخافون رذاذ المطر اكثر من رد فعل اسرائيل على تنقيط الصواريخ.
في يهودا والسامرة ايضا سجل انخفاض في حجم المظاهرات التي نشبت – ولعلها نظمتها السلطة الفلسطينية – احتجاجا على اعلان ترامب عن القدس كعاصمة اسرائيل. ومن السابق لاوانه التقدير اذا كان الحديث هنا ايضا يدور عن خوف من المطر أم لعل الشارع الفلسطيني افتقد الاهتمام والرغبة في الاستجابة لدعوات السلطة الفلسطينية لمواصلة المواجهات مع جنود الجيش الاسرائيلي.
ولكن بضعة ايام من “الهدوء المضلل”، على حد تعبير رئيس المخابرات في لجنة الخارجية والامن، لا تغير حقيقة أن عصر التهدئة في المناطق ولا سيما على طول حدود القطاع، يوشك على الانتهاء، وربما انتهى منذ الان.
التصعيد الميداني، حتى وان كان بطيئا ومتدرجا، يكمن في الواقع السياسي الفلسطيني الداخلي، وللدقة في المأزق سواء الذي وصلت اليه حركة حماس في القطاع أم السلطة الفلسطينية في مناطق الضفة. فقد اهتمتا في الاشهر الاخيرة اساسا في المناورات السياسية الداخلية، مثل تغيير قيادة حماس أو المحاولة العقيمة لتحقيق الوحدة بين غزة ورام الله.
ولكن يخيل أن الامكانيات التي فتحت بالذات امام حماس وامام السلطة للتحرك الى الامام، هي التي ادت الى معمعان نهايته اندلاع العنف والخوف من الاشتعال. ففي واشنطن يعنى فريق الرئيس ترامب في بلورة مبادرة امريكية لحل النزاع. فلو تعلم الفلسطينيون تجربة الماضي، لكانوا رأوا في مبادرة ترامب، مهما كانت اشكالية بالنسبة لهم، فرصة ذهبية للتقدم نحو تحقيق قسم من اهدافهم على الاقل. ولكن بدلا من قبول الخطوة الامريكية باذرع مفتوحة “اعلنوا الحرب” على ترامب والولايات المتحدة، وكأنه سيوجد احد ما يوافق على استثمار المال والجهد لهم اكثر من واشنطن. وهكذا، بالضبط مثلما في صيف 2000، تضغطهم امكانية التقدم نحو مسيرة سياسية، يعرفون انهم سيكونون مطالبين فيها بتقديم المقابل والتنازلات، وتجلبهم الى موقف رافض بل وحتى “هرب الى الامام” – نحو تسليم منضبط من شأنه – مثلما في الماضي – ان يخرج عن السيطرة.
حماس هي الاخرى تخاف مما سيأتي. فاتفاق المصالحة مع السلطة كفيل بان يقلل ضغط الشارع الغزي ويدفع الى الامام بالحل لمشاكل القطاع الاقتصادية. ولكن مثل هذا الاتفاق من شأنه ان يسحب البساط من تحت الحكم المنفرد لحماس. كما ان استمرار الهدوء على الحدود مع اسرائيل من شأنه، كما يخشون في حماس، أن يضعف الحركة في مواجهة خصومها من الداخل، وهكذا، رغم انه تنطلق من غزة اصوات تؤيد الحركة الى الامام نحو المصالحة الفلسطينية الداخلية ومع استمرار الحفاظ على الهدوء على طول الحدود، تتحرك حماس عمليا الى الوراء. وهي تترك لفروعها في الضفة العمل على العمليات ضد اسرائيل؛ والاخطر من هذا، لا تقف ضد تلك الفصائل، بما فيها الجهاد الاسلامي، ممن ينقطون تحت عينيها شبه المغمضتين الصواريخ نحو اسرائيل.
ان الرأي السائد في اسرائيل هو ان المصلحة الاسرائيلية تستدعي ترك حماس مواصلة السيطرة في القطاع، لكونها مصدر القوة الوحيد القادر على الحفاظ على التهدئة على طول الحدود. ثمة ظاهرا منطق في فرضية عمل كهذه، غير أنه ينبغي الاخذ بالحسبان بان فرضيات مشابهة انهارت غير مرة في الماضي، مثلما في لبنان حيث فضلت اسرائيل الهدوء على استمرار الاحتكاك على طول الحدود. وكان ثمن هذا الهدوء، هو أن التهديد على المواقع العسكرية والبلدات في شمالي البلاد ازداد وتطور ليصبح تهديدا استراتيجيا على عموم اراضي اسرائيل.
في ضوء المأزق الذي يوجد فيه الفلسطينيون، ولكن ايضا في ضوء الامكانيات التي تنفتح امامهم ظاهرا – والتي اختاروا أن يردوها ردا باتا – فان الهرب نحو التصعيد المنضبط هو الحل الاسهل الذي اختاروه. في مثل هذا الوضع من الصعب الحفاظ على الوضع الراهن. وسيتعين على اسرائيل التفكير “من خارج العلبة”، كيفية الحفاظ على الهدوء في اراضيها وعلى طول حدودها، ولا سيما أن تسأل نفسها هل حكم حماس في غزة (وسيكون من يقول ايضا حكم السلطة في الضفة) هو الحل أم ربما المصدر للمشكلة.
اسرائيل اليوم / تفوق استراتيجي – قلق دائم
اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 10/1/2018
الهجوم في سوريا أمس قبل الفجر اثبت مرة اخرى تفوق اسرائيل الاستراتيجي في الجبهة الشمالية. ومثلما حدث في عشرات المرات في السنوات الاخيرة (حسب مصادر اجنبية) – مع وجود معلومات استخبارية دقيقة تعمل اسرائيل ضد ما يهدد بتجاوز خطوطها الحمراء.
الهجوم الاخير وجه كما يبدو ضد ازدياد جهود حزب الله للتزود بالوسائل القتالية المتقدمة. يظهر من التقارير أن الاهداف التي تمت مهاجمتها في القطيفة قرب دمشق كانت مخازن لقذائف دقيقة تمهيدا لنقلها الى لبنان. الجيش السوري الذي نشر اعلانا رسميا حول الهجوم، تفاخر بأنه قام بصده. تجربة السابق ومعرفة قدرة سلاح الجو تبين أن الامر يتعلق بتفاخر لا أساس له.
في الحقيقة توجد لسوريا انظمة مضادة للطائرات من انواع مختلفة، لكن مشكوك فيه اذا كانت لديها قدرة حقيقية على اعتراض الصواريخ أو تشويش الهجمات، التي حسب التقارير تمت في الاراضي السورية وهضبة الجولان.
يبدو أن الاعلان نشر لاغراض داخلية. نظام الاسد يستيقظ بسرعة من الحرب الاهلية ويعيد لنفسه السيطرة على اجزاء واسعة من الدولة. كجزء من هذا فهو يخشى من الظهور كمن يتلقى ضربة تلو الاخرى من اسرائيل دون أن يرد. في ظل عدم وجود قدرة حقيقية لاحباط الهجمات – فهو بقي في عوالم القصص والدعاية.
مع ذلك، هذا الاعلان يجب أن يقلق لأنه يشكل مرحلة اخرى في عملية مراكمة الثقة الذاتية المتجددة للاسد وجيشه. في الوقت الحالي يبدو أن اسرائيل تتصرف في سوريا كما تشاء، تهاجم ما يمكنها مهاجمته وأين ومتى تريد، لكن الحصانة ليست أبدية: في وقت ما سيكون هناك من يرد.
في هذه الاثناء لا توجد تلك الجهة. الاسد كما قلنا ينشغل في لعق جراح الحرب الاهلية والوضع لا يسمح له في الوقت الحالي للتطوع لمحاربة اسرائيل. روسيا لا تهتم بهذه الصغائر طالما أنها لا تهدد مصالحها. ايران – الجهة الاكثر اضرارا في المنطقة – تنشغل في مشكلات أكبر: صحيح أن المظاهرات فيها خبت، لكن الاصوات التي ارتفعت، في الاساس ضد التدخل في سوريا ولبنان وغزة، الاموال التي تسحبها على حساب المواطنين في ايران، تقلق جدا نظام آيات الله، ومن المحتمل أن يقلل تدخله في الفترة القريبة.
اسرائيل ستحاول بالطبع استغلال ذلك من اجل تحسين مواقعها. صحيح أن ايران تهدف استراتيجيا الى التمركز في سوريا، لكن المحاولة الوحيدة لها لتنفيذ ذلك تم احباطها في مهاجمة القاعدة التي اقامتها قرب دمشق (التي نسبت مصادر اجنبية قصفها لسلاح الجو الاسرائيلي). ليس واضحا متى سيجدد الايرانيون جهودهم، لكنهم في اسرائيل يستعدون لذلك.
التقديرات الاستخبارية السنوية للجيش الاسرائيلي التي نشرت هنا في الاسبوع الماضي تعطي احتمال منخفض جدا لحرب مبادر اليها، لكن هناك احتمال مرتفع لتصعيد غير مخطط له. هذا التصعيد يمكنه أن يتطور، ضمن امور اخرى، نتيجة هجمات تنسب لاسرائيل على مناطق سورية، بما في ذلك التي حتى الآن مرت بهدوء، وفي المستقبل يحتمل أن يكون هناك من سيرد عليها.
هذا يحتاج ليس فقط الى حرص استخباري وعملياتي، بل ايضا تأكد دائم ويومي من أن التقديرات الاساسية ما زالت قائمة وان الهجوم الموضعي، مهما كان، لن يجرها الى حرب تريد اسرائيل منعها.
اسرائيل اليوم / انهيار المسلمات السياسية القديمة
اسرائيل اليوم – بقلم يوسي كوبرفاسر – 10/1/2018
1. الردع الفلسطيني آخذ في الضعف – فهل كنتيجة لذلك سيطرأ تغيير في السياسة الفلسطينية.
تؤدي التطورات في النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني في الاسابيع الاخيرة، وتلك المرتقبة في الفترة القريبة القادمة، الى احباط متزايد في الجانب الفلسطيني. وذلك، عقب تآكل الردع الفلسطيني الذي منع حتى الان انهيار الفكرة التي تدعو الى التعامل مع الفلسطينيين بقفازات من حرير، وبسبب تعميق الاعتراف في المجتمع الاسرائيلي، بانه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام، في اعقاب خطابات ابو مازن الاخيرة.
بداية، الاعتراف الامريكي بالقدس كعاصمة اسرائيل وردود الفعل عليه، عكست تغييرا حقيقيا في الموقف الدولي تجاه النزع وضعف المعسكر الفلسطيني. فالولايات المتحدة لم تعترف فقط في القدس كعاصمة اسرائيل، بل قوضت تماما المسلمة التي تقول انه محظور تحدي الرواية الفلسطينية الاشكالية، التي ترفض وجود شعب يهودي والصلة السيادية – التاريخية بين هذا الشعب وبين بلاد اسرائيل. ووضع قيد الاختبار الاسطورة عن رد الشارع الفلسطيني والاسلامي وأثبت بان هذا التهديد كان عديم الاساس. فالرد الهزيل في الميدان على خطوة على هذا القدر من المعنى، غياب الاسناد العربي وتصويت 128 دولة فقط مع مشروع القرار الفلسطيني في الامم المتحدة (اردوغان خائب الامل اعترف بانه توقع 160 دولة على الاقل تؤيد المشروع) جسد ان الردع الفلسطيني آخذ في الضعف. والتهديد الامريكي للمس بالمساعدات للدول التي تؤيد القرار كان أكثر نجاعة بكثير.
والان انفتح الباب لتهديدات امريكية لوقف المساعدات للفلسطينيين وللاونروا، ولتصريحات مثل تصريح السفير الامريكي في اسرائيل، ديفيد فريدمان، في ان السيطرة الاسرائيلية في المناطق ليست احتلالا ولانتقال سفارات اخرى الى القدس ولوقف مساعدات الدول الاسكندنافية (حتى هي!) لمنظمات غير حكومية فلسطينية تسيطر عليها محافل الارها عمليا.
2. مشكلتان اضافيتان توشكان على الوقوع على الفلسطينيين قريبا. الاولى هي تقليص كبير للسيولة المالية لتمويل ميزانية السلطة الفلسطينية، مع استكمال عملية التشريع في الكنيست وفي الكونغرس لقانونين – “قانون شتيرن” و “قانون تايلور فورس” (الطالب الامريكي الذي قتل في يافا قبل نحو سنتين). هذان القانونان يشترطان تحويل الاموال بحجم ما لا يقل عن مليار شيكل (نحو 6 في المئة من ميزانية السلطة)، بوقف دفع الرواتب من السلطة للمخربين وعائلاتهم، والغاء القانون الذي على اساسه تتم الدفعات، وبموجبه يعد هؤلاء المخربون القطاع المقاتل في المجتمع الفلسطيني.
هذا التشريع، والتهديد بتقليص المساعدات للفلسطينيين بسبب رفضهم استئناف المفاوضات السياسية، يوشك على ان يتحدى عنصرا هاما آخر في الردع الفلسطيني، وهو تهديد الانهيار. فحسب هذا المنطق محظور مطالبة السلطة التصرف وفقا لالتزاماتها في اتفاقات اوسلو لوقف تشجيع الارهاب، وبالتأكيد محظور أن تتخذ ضدها خطوات اقتصادية، لانها في مثل هذه الحالة من شأنها أن تنهار، او للاسف توقف التنسيق الامني مع اسرائيل. الفرضية هي أن وجود السلطة الفلسطينية والتعاون الامني هما مصلحتان هامتان جدا لاسرائيل، لدرجة أن احدا لن يتجرأ على وضعهما امام الاختبار. ولكن اجراءات التشريع في الكونغرس تتقدم، ومن شبه المؤكد لن تؤدي الى انهيار السلطة، لان وجودها هو أولا وقبل كل شيء مصلحة للفلسطينيين. مثال على ذلك رأيناه في مسألة التعاون الامني – في أعقاب احداث البوابات الالكترونية، أوقف الفلسطينيون التعاون، ولكنهم استأنفوه بعد وقت قصير من ذلك – دون أن يعلنوا عن ذلك – لان الحديث يدور عن مصلحة فلسطينية بقدر لا يقل عنه مصلحة اسرائيلية.
3. المشكلة الثانية التي ستقع على الفلسطينيين هي التقدم المتواصل في اعداد المشروع الامريكي للتسوية. فمجموعة ضيقة من المطلعين فقط يعرفون تفاصيل المشروع، ولكن يمكن اخذ الانطباع بانه يعطي وزنا أكبر مما في الماضي لاحتياجات الامن الاسرائيلية بما في ذلك المطالبة باعتراف فلسطيني باسرائيل كالدولة القومية الديمقراطية للشعب اليهودي وبالتواجد المتواصل في غور الاردن. اما التحذير الفلسطيني، الذي كان عنصرا هاما في الردع، في أن كل اتفاق يجب أولا وقبل كل شيء أن يراعي الحساسيات الفلسطينية – وبالتالي يضع في الاولوية الثانية الاحتياجات الامنية لاسرائيل (هذا هو جوهر الفهم الذي قامت على اساسه الخطة الامنية الامريكية في عهد اوباما وكيري، والمعروفة كـ “خطة الجنرال الن”) – ليس فقط لا يردع فريق السلام لرامب، بل لم يعد يتمتع باسناد عربي.
ان المحاولة الفلسطينية لتعزيز الردع المنهار من خلال التلويح بمسيرة مصالحة داخلية وهمية انهارت حاليا هي الاخرى، لان فتح وحماس متمسكتان برفضهما التخلي عن أي ذخر حقيقي.
4. لقد خلق الاحباط والخوف حتى الان ردود فعل عاطفية شرطية: ايام غضب، كفاح دبلوماسي – بما في ذلك المواجهة مع الولايات المتحدة على اساس الدعم الموعود من غرب اوروبا – وتحرير الضغوط من القطاع من خلال “التنقيط” المحدود للصواريخ. وبالتوازي يحاول الفلسطينيون الهرب من الخطة الامريكية الآخذ في القدوم. ولكن هذا الرد لن ينقذهم؛ فهم يقتربون من نقطة الحسم – هل سيتمسكون بسياسة الرفض والصراع – في ظل محاولة تشديد قوة النشاط ضد اسرائيل بالتوازي مع تشديد المواجهة مع إدارة ترامب، الى أن يمر الغضب (وتحمل التقليص في المساعدات من أجل المواصلة في دفع الرواتب للمخربين – أو التسليم بالواقع الجديد وبآثار قيودهم.
معقول بالتأكيد في المرحلة الاولى أن يفضلوا ميل المواجهة (حماس توثق منذ الان في هذا السياق علاقاتها مع ايران وحزب الله)، ولكن اذا ما ازداد عليهم الضغط الامريكي، الاسرائيلي والعربي – يحتمل أن يضطروا في فتح أن يراجعوا لاول مرة قدرتهم على التمسك برواية الكفاح ضد الصهيونية، والتي هي العائق الاساس في المسار نحو التسوية. ان احتمالات ذلك لا تزال متدنية جدا، والعمر المتقدم لابو مازن وحرب الخلافة الجارية على هذه الخلفية تقلص احتمال ذلك أكثر فأكثر.
في دوائر اليمين في اسرائيل تزداد الرغبة في استغلال ضعف السلطة الفلسطينية من أجل الدفع الى الامام بخطوات في مجالات البناء في القدس وفي المناطق والتقدم بتطبيق القانون الاسرائيلي في الضفة، والذي تحت الردع الفلسطيني الناجع لم يكن ممكنا التقدم فيه دون ثمن كبير. هذا الميل خطير لان من شأنه أن يعطي ثمارا معاكسة لتلك المرغوب فيها لاسرائيل ويبث مرة اخرى الريح في اشرعة الردع الفلسطيني.
اسرائيل اليوم / تجارة دعائية في مياه المجاري
اسرائيل اليوم – بقلم حاييم شاين – 10/1/2018
بصفتي شخص يعمل منذ صباه في التعليم، يتبين لي أن اقوال يئير نتنياهو قاسية وخطيرة من كل النواحي القيمية. الملك سليمان الحكيم استنتج قبل آلاف السنين بأن “لكونك ملك، في غرفة نومك لا تشتم غني لأن الطيور في السماء ستحمل الصوت والشتيمة ستصل”.
لقد ثبت في السنوات الاخيرة أنه في منزل رئيس الحكومة هناك عمال لديهم اجنحة، ومن اجل بعض المنافع الشخصية هم مستعدون لخرق كل ثقة اساسية، بما في ذلك الاتجار بالمعلومات التي حصلوا عليها خلال عملهم. كيف سنعرف أن أسرار دولة هامة جدا لم يتم تسجيلها، وهي معدة للاتجار بها. مع ذلك، هناك قناة اعلامية كانت مستعدة للدفع مقابل حمار اصفر بائس تم الحصول عليه بواسطة تسجيلات سرية، هذا الامر مثل الاتجار بمياه المجاري. ايضا اذا كان من اجل تبرير النشر الحقير الذي يحاول ربط رئيس الحكومة بمحادثة اشخاص سكارى.
ايتان كابل وشيلي يحيموفيتش عرفا كيفية الاحتجاج على التسجيلات السرية، لكن فقط عندما كان الامر متعلقا بهما. يوجد كما يبدو وسائل اعلام رفضت الدفع من خلال الادراك أنه في حملة المطاردة لبنيامين نتنياهو هناك حدود لا يجب اجتيازها.
الكراهية الكبيرة لنتنياهو وعائلته ليست فقط في مجال الاعلام والسياسة، بل هي غارقة عميقا في نفسية الاعماق التي كتب عنها فرويد في كتابه. اليسار الراديكالي وعبيده الحقيرين في وسائل الاعلام غير مستعدين للتسليم بحقيقة أن نتنياهو قد ألقى في سلة قمامة التاريخ ايمانهم الساذج الذي يقول إنه فقط اذا تنازلنا عن المناطق واجزاء من القسم فان السلام العجيب سيحل. سلام يمنع الحاجة الى الخدمة في نابلس وفي الخليل، ويمنع انتقال الشباب بين برلين وكاليفورنيا من اجل ايجاد حياة هادئة، بما في ذلك الميلكي والكوتج بسعر منخفض.
النخبة القديمة التي حتى العام 1977 سيطرت على الدولة بصورة مستقرة، تعبت وطوت الاعلام الوطنية. ومحلها صعدت نخب جديدة اعتبرت في نظر الاسرائيليين الاوائل هامشية اجتماعية. نتنياهو هو المسؤول عن انقلاب النخب المدهش، وهم لن يغفروا له بسبب ذلك في أي وقت. منشورات المجاري في وسائل الاعلام لا تهدف الى التعبير عن الشعور بالفشل القيمي. نحن نعرف جيدا العالم الاخلاقي لعدد من الموهوبين في وسائل الاعلام – لا سيما الذين ألفوا كتب عن سيرتهم الذاتية. الهدف هو جعل الجمهور يكره عائلة نتنياهو بواسطة خلق جو الفساد، وبالتالي جعل نتنياهو نفسه يكره المنصب. أنا لا أعرف أي مثال فيه عائلة رئيس حكومة ورؤساء في اسرائيل حظوا بمعاملة مهينة كهذه في وسائل الاعلام. فقط بسبب احترام الموتى، لن اذكر قضايا اكثر خطورة من هذه تم اخفاءها عن الجمهور.
التأخير في استكمال التحقيق في ملفات 1000 و2000 وحقيقة أن ملف 3000 الذي بنيت عليه احلام وآمال، لا يتعلق برئيس الحكومة، تضطر من يديرون حملة الملاحقة ومن يطيرون البالونات البحث عن بديل. وقد وجدوه في اقوال الهراء ليئير نتنياهو. مواطنو اسرائيل العقلانيين لن يتم تضليلهم بالسير خلف مناخ، ومحاولات تشهير والصاق فساد.
المصدر / هل تُغلق إسرائيل %20 من سفاراتها في العالم؟
وزارة المالية الإسرائيلية تقلص ميزانية وزارة الخارجية بشكل كبير. قد لا يحظى الإسرائيلي الذي يُعتقل خارج البلاد بحماية. وربما ستتوقف الأنشطة في شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي
المصدر – بقلم عامر دكة – 10/1/2018
دُهش المسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية وموظفوها عندما قرأوا اقتراح وزارة المالية التي تدرس حاليا إغلاق 22 سفارة إسرائيلية من بين 103 سفارة إسرائيلية في العالم. وفق الاقتراح، ستتخلى وزارة الخارجية عن 140 وظيفة من بين 686 وظيفة حاليا.
ويهدف الاقتراح الأصلي، الذي تناقشه الحكومة حاليا إلى إغلاق الممثليات العالمية تدريجيا – إغلاق ثماني ممثليات هذا العام وثماني ممثليات أخرى في عام 2019، وسبع ممثليات في عام 2020 – ونقل أنشطتها إلى الممثليات الإقليمية. إن الغرض من ذلك هو تخصيص الموارد الكثيرة المستثمرة حاليا في عدد كبير من الممثليات لصالح النشاطات الحكومية في البلدان ذات الأهمية الكبيرة. وتسعى وزارة المالية إلى خفض مبلغ 216 مليون شيكل (61 مليون دولار) من الميزانية الإجمالية لوزارة الداخلية التي قدرها 1.48 مليار شيكل (428 مليون دولار تقريبا) وذلك في إطار إغلاق الممثليات.
إذا صُودق على التخفيضات بالتنسيق مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي يشغل منصب وزير الخارجية أيضا، فسيودي ذلك إلى أضرار جسمية، إيقاف كل نشاطات وزارة الخارجية في شبكات التواصل الاجتماعي، إلغاء كل بعثات الصحافيين الأجانب الذين يزورون إسرائيل، منع سفر المحاضرين إلى خارج البلاد، حظر إقامة المعارض، وإلغاء زيارة عشرات البعثات التي تصل إلى إسرائيل.
إضافة إلى ذلك، يتعين على وزارة الخارجية إلغاء نشاطات القنصليات التي تساعد الإسرائيليين الذين يتعرضون لضائقة في العالم. النتيجة المباشرة لتلك الخطوة هي أنه في حال تعرض إسرائيلي لإصابة في الخارج وهو لا يحمل جواز سفر أو عند إلقاء القبض على إسرائيلي في الخارج، فلن تقدم ممثليات السفارة الإسرائيلية المساعدة بسبب إغلاقها.
كما وسيلحق ضرر بنشاطات وزارة الخارجية الكبيرة في شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي بشكل خاص وفي سائر الشبكات الاجتماعية بشكل عام. وسيُلغى عدد من المؤتمرات المخطط لها حول التوعية، الدبلوماسية الرقمية، السايبر، وغيرها.
إن عمال وزارة الخارجية غاضبون تحديدا من رئيس الحكومة ووزير الخارجية، نتنياهو، لأنه يسمح وفق اعتقاد الكثير منهم بـ “المجزرة الكبيرة والقضاء على وزارة الخارجية الإسرائيلية”.
هآرتس / رسمية باسم التغيير؟
هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 10/1/2018
في بداية الاسبوع نشرت قائمة 25 مرشحا للقضاة في المحكمة العليا، قبيل جلسة لجنة انتخاب القضاة بعد نحو شهر ونصف الشهر. ومثل الجولات السابقة للتعيين في المحكمة العليا، القائمة الحالية هي الاخرى ليست موحدة في مستواها. فالى جانب اسماء مرشحين لامعين، يمكن للمحكمة العليا أن تتبارك بهم، طالت القائمة ايضا لتشمل غير قليل من المتوسطين بل ورجال قانون ما كان ينبغي على الاطلاق التفكير بهم، ولا حتى لهيئات قضائية أدنى.
في هذه الايام المتكدرة، التي تعد فيها الاعتبارات الموضوعية في نظر الساحة السياسية اعتبارات غريبة، ولا سيما في موقفها من الجهاز القضائي، من المهم أن نتذكر ونذكر بان انتخاب القضاة، ولا سيما قضاة المحكمة العليا يجب أن يتم على اساس اعتبارات التميز والمهنية فقط. فمهامة المحكم هي الحسم في النزاعات والخلافات القضائية، الحكم على المتهمين بالاعمال الجنائية، حماية حقوق الانسان والدفاع عن المباديء الدستورية الاساس للنظام. كلما كان القضاة الذين ينتخبون مناسبين اكثر لمناصبهم، هكذا تكون القرارات القضائية اكثر جودة وعدلا.
على السياسيين الاعضاء في اللجنة لانتخاب القضاة الامتناع عن محاولة الصاق التوصيفات السخيفة للمرشحين، في محاولة لحل لغز الميل السياسي لكل واحد منهم. فرجال القانون المجربون، ولا سيما من يعرفون عن كثب المهنة القضائية، يعرفون بان الحسم في كل ملف يتم وفقا للحقائق، الظروف والقانون الذي ينطبق على الموضوع وليس وفقا لهوى القلب. من يفترض بانه يمكنه ان يخمن كيف سيقرر قاض ما في المواضيع المصنفة كـ “سياسية”، لا يفهم على الاطلاق جوهر المنصب القضائي. واذا ما وجد مرشح يكون مستعدا لان يعلن كيف سيقرر في المستقبل فانه ليس قاضيا بل نشيطا سياسيا متخف.
ان التاريخ القريب والبعيد يفيد بان السياسيين من معسكر اليمين يفشلون المرة تلو الاخرى في محاولاتهم “توقع” كيف سيقرر القضاة، لانهم يتكبدون المرة تلو الاخرى “بخيبة الامل” من القضاة الذين حددوهم كمن من شأنهم في المستقبل أن يعملوا وفقا لروح الحكم.
في السطر الاخير لا يهم أي قضاة تطلب وزيرة العدل آييلت شكيد تعيينهم، في المرة التالية التي ستقرر فيها محكمة العدل العليا بشكل لا يروق لها، سيعتبرون مرة اخرى في نظرها كعصبة يساريين من رحافيا. من الافضل لشكيد ورفاقها السياسيين في اللجنة (بمن في ذلك ممثلو رابطة المحامين، الذين يعملون عمليا كنشطاء سياسيين) ان يستوعبوا المقاييس الجديدة بتعيين القضاة في الهيئة العليا.ينبغي الامل في أن يبدد هؤلاء الخوف من أن يكونوا غير قادرين على أن يرتفعوا الى المستوى اللازم لبحث من هذا النوع، ويظهرون، لغرض التغيير، نهجا رسميا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى